ملخص الدرس / الرابعة متوسط/تاريخ و جغرافيا/الوثـــائق التاريخيـــــة/التحول في المقاومة الوطنية 1919-1939

ظروف التحول في المقاومة الوطنية و مظاهره

اذا كان الوعي الوطني و القومي لكل امة يولد مع ولادتها ثم ينمو ويتطور و يتكامل تبعا للظروف المحيطة بها ، وهو وعي لا يمحي ضمير الشعب و لا ينفصل عنه أبدا و هذا ما كان واضحا لدى الشعب الجزائري منذ أن وطأت أقدام المحتل الفرنسي أرض الجزائر.

التحول في المقاومة

العوامل الداخلية

السياسية الاستعمارية :

- استمرار الاحتلال الفرنسي العسكري للجزائر و القضاء على السيادة الوطنية بموجب القوانين الصادرة لهذا الغرض

- حرب الابادة التي شنتها السلطات الاستعمارية على الشعب الجزائري و استمرار سياسة التمييز العنصري التي وضعت الجزائريين تحت وطاة القوانين الاستثنائية الخانقة

-النظام الاستعماري الذي جعل من طبقة المستوطنين و ثلث من اليهود المتجنسين طبقة متسلطة لها كل الحقوق و الامتيازات و حق الانتماء للجزائر بينما جعل الجزائري الحقيقي الأهلي مسخرا لخدمة الطبقة الاولى

- قانون التجنيد الاجباري الذي فرض على الجزائريين و سيقوا بموجبه الى حروب استعمارية ليس لهم من ورائها الا الموت 

- سياسة محو الشخصية الجزائرية بمحاربة مقوماتها من دين و لغة و تاريخ و حضارة...

 توسع نشاط الفكر الاصلاحي:

منذ تاريخ الاحتلال الفرنسي للجزائر حاول رجال الفكر الاصلاحي العمل على جبهتين:

جبهة الدفاع عن مقومات الأمة ، وجبهة الدفاع ضد السياسة الاستعمارية و انعكاساتها الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية "تحسين ظروف وأوضاع الجزائريين"

 

العوامل الخارجية

ظهرت الى الافق مؤثرات فكرية ساهمت بقسط كبير في توجيه و بلورة الوطنية الجزائرية:

- حركات الاصلاح الديني و الجامعة الاسلامية التي تزعمها في المشرق العربي "جمال الدين الافغاني" و تبناها الشيخان "محمد عبده و رشيد رضا " و التي وصل تأثيرها الى الجزائريين خاصة من خلال جرائد :

"العروة الوثقى و المنار و المؤيد و اللواء " و التي كانت تدخل من باريس نفسها ومن خلال مواسم الحج او عن طريق المهاجرين الجزائريين مشرقا و مغربا و كان لزيارة الشيخ "محمد عبده" للجزائر دورها البارز

- دور الهجرة الجزائرية سواء في المشرق او بفرنسا ذاتها و تأثر المهاجرين بالأوضاع السائدة السياسية و الفكرية و الثقافية و الاجتماعية

- الموقف الفرنسي من قضايا الحركات القومية و الوطنية في وسط و شرق أوروبا و في المشرق العربي خاصة بلاد الشام (موقف داعم و مساند لانجاح هذه الحركات)

- الحرب العالمية الاأولى 1914-1918 وما صاحبها من تطورات عسكرية و سياسية جعلت شعوب المستعمرات و من بينها الجزائر ، تقف عندها محاولة استغلال المبادئ و الشعارات المرفوعة و المعلنة خاصة"

مبادئ ولسن" الوعود الاستعمارية ثم خيبات الامل بعد نهاية الحرب

-عودةأبناء الجزائر من الخارج الدارسين في المشرق امثال: محمد البشير الابراهيمي ، الطيب العقبي و العربي .... ،او المجندين في الحرب العالمية الاولى كعمال او جنود ،هؤلاءتطلعوا الى فكرة الاصلاح الشامل

سياسيا -اقتصاديا-اجتماعيا-ثقافيا...، وهكذا تبلورت الاتجاهات السياسية و الاصلاحية التي كانت نشطة قبل الحرب العالمية الاولى لتصبح احزابا و جمعيات ببرامج تهدف الى تغيير اوضاع المجتمع الجزائري بمطالب

محددة (سياسية،اجتماعية ،اقتصادية و ثقافية)

العوامل الخارجية:

الجامعة الاسلامية بزعامة جمال الدين الافغاني، حركة الاصلاح الديني ، دور الهجرة الجزائرية للمشرق و فرنسا، موقف فرنسا ضد الحركات الوطنية ، الحرب العالمية الاولى و ما صاحبها من تطورات، عودة المهاجرين

الاتجاهات السياسية: الثوري، الادماجي، الشوعي و الاصلاحي 

                                    أهدافه                          الاتجاه
 يبحث عن حل للقضية الجزائرية من خلال القضاء على النظام الاستعماري ،و الهدف هو الاستقلال و الوصول الى تحقيقه يتم عبر كل الوسائل               الاتجاه الثوري الاستقلالي
 يبحث عن حل للمشاكل و الاوضاع الجزائرية في حدود المجتمع الفرنسي و خلاصة الحل تكمن في الرقي الاجتماعي و المساواة التدريجية بين السكان الاأصليين و المستوطنين الفرنسيين              الاتجاه اليبرالي (الادماجي
 يبحث عن الحل في حدود المجتمع الفرنسي ككل و حل المسألة الجزائرية يتحقق بوصول الحزب الشيوعي الفرنسي باسم الطبقة العاملة الى مقاليد الحكم بباريس               الاتجاه  العالمي الشيوعي
يرى الحل  في التربية و التعليم و اصلاح شؤون الدين و محاربة الخرافات و استعادة الأوقاف الاسلامية و فصل الدين عن الدولة ومحاربة الادماج و التجنيس               الاتجاه الاصلاحي الديني

رد الفعل الفرنسي

اتسمت السياسة الفرنسية تجاه النشاط الحزبي و الجمعوي الجزائري بين 1919-1939 بموقف اغرائي و آخر قمعي استئصالي

ا/ السياسة الاغرائية : جاءت في سياق تبني اصلاحات سياسية لخدمة المجتمع الجزائري أبرزها:

1/ اصلاحات فبراير 1919 : هدفت الى :

-امتصاص غضب الجزائريين و مقاومتهم 

- ترضية النخبة التي طالما طالبت بالحقوق السياسية و اعترافا لمن ساهم في تحرير فرنسا من القوات الألمانية و تمثلت قرارات الاصلاح في منح حق التصويت في المجالس المحلية لبعض الجزائريين و اعطائهم

الامتيازات التي يتمتع بها كل شخص يحمل الجنسية الفرنسية بشروط

 مشروع بلوم / فيوليت:

عقب الاحتفالات المئوية على احتلال الجزائر ترأس "موريس فيوليت" لجنة من مجلس الشيوخ عهد اليها بدراسة الأوضاع الجزائرية و تقديم توصيات عن الاصلاحات التي يجب ادخالها 

قدمت اللجنة مشروعا عرف بمشروع "فيوليت "

إصلاح التعليم، الزراعة، بعض الحقوق رفضه المعمرون ، رحبت به النخبة، تحفظت منه جمعية العلماء ، رفضه نجم شمال افريقيا .

موقف قمعي : حل الاحزاب، النفي، الغرامات، الاحتفال بالذكرى المئوية للاحتلال 

دور الكشافة: 1936 تنمية الحس، تطبيق شعار الجمعية ، ساهمت برجالها في الثورة ابن المهيدي 

المؤتمر الاسلامي الجزائري: 1936 - المطالب: إلغاء القوانين الفرنسية ، المحافظة على الهوية الشخصية، فصل الدين عن الدولة 

 

الموقف من المشروع

رفض المشروع من طرف البرلمان الفرنسي عقب التصويت ، كما رفضه معمرو الجزائر لأنه في نظرهم سيجعل من الجزائريين الاغلبية في المجالس المحلية تفوقهم عددا ونفوذا

- رحبت به النخبة الجزائرية أشد الترحيب و رات فيه خلاصها و خلاص الجزائريين من قانون الاهالي "الاندجان"

- تحفظت جمعية العلماء المسلمين عليه

- رفضه نجم شمال افريقيا لانه يربط الجزائر بفرنسا الى الابد باسم الاندماج

 

السياسة القمعية

وقد انتهجتها تجاه الحركات ذات البعد الوطني حيث تجلت مظاهرها في :

- حل الاحزاب (حركة الامير خالد - حزب نجم شمال افريقيا )

-النفي والابعاد و الاقامة الجبرية ، السجن مثلما هو الحال بالنسبة لكل من الامير خالد ، ومصالي الحاج

- تجميد نشاطات الحركات ، المراقبة و المتابعة ،مصادرة الجرائد و المجلات و توقيفها و التي طالت (حركة الامير خالد ،نجم شمال افريقيا ، جمعية العلماء المسلمين الجزائريين)

- فرض الغرامات المالية الباهضة على قادة الاحزاب و مناضليهم

- وكانت اكبر سياسة قمعية مارستها فرنسا و سلطاتها بالجزائر هي احتفالاتها بمرور مائة عام على احتلال الجزائر التي جاءت لاثارة مشاعر الجزائريين واستفزازهم واضافة هزيمة نفسية الى باقي الهزائم 

دور الكشافة الاسلامية

سايرت الكشافة الاسلامية منذ تاريخ تأسيسها أول فوج كشفي لها سنة 1936 كافة المحطات الهامة في تاريخ الجزائر و ساهمت في :

- تنمية الحس الوطني و العمل من أجل المحافظة على مقومات الشخصية الوطنية وتلقينها للأجيال الصاعدة

- تبنت شعار جمعية العلماء المسلمين شعار ّالجزائر وطننا , الاسلام ديننا, العربية لغتنا ّ ونظرا للدور الفعال الذي قامت به في تكوين و تحضير جيل الجزائر , استهدفتها السلطات الاستعمارية بالتصفية حيث : ألقت

القبض على رائدها محمد بوراس وأعدمته رميا بالرصاص في 27 ماي 1941

وكان أول شهيد لمجازر 8 ماي 1945بسطيف(بوزيد سعال ) لأن الحركة كانت في طليعة المتظاهرين , وقد أمدت الكشافة الاسلامية الثورة التحريرية بخيرة قياداتها حيث كان 18 عضوا من جماعة 22 قيادات 

كشفية يتقدمهم القائد الفذ محمد العربي بن مهيدي . 

المؤتمر الاسلامي الجزائري 7جوان 1936

انعقد في مدينة الجزائر وكان أول تجمع من نوعه في البلاد و قد انتهى بالمطالب التالية التي رفعها وفد عن المؤتمر الى حكومة الجبهة الشعبية بباريس :

- الغاء سائر القوانين الاستثنائية المطبقة على الجزائريين فقط

- المحافظة على الحالة الشخصية الاسلامية مع اصلاح هيأة المحاكم الشرعية وفقا للقوانين الاسلامية 

- فصل الدين عن الدولة بصفة تامة , وتنفيذ هذا القانون حسب مفهومه و منطوقه

- ارجاع سائر المعاهد الدينية الى الجماعة الاسلامية لتتصرف فيها بواسطة جمعيات دينية مؤسسة تأسيسا صحيحا 

- ارجاع أموال الأوقاف لجماعة المسلمين ليمكن بواسطتها القيام بأمور المساجد و المعاهد الدينية و الذين يقومون بها 

- الغاء كل ما اتخذ ضد اللغة العربية من وسائل استثنائية و الغاء اعتبارها لغة أجنبية

- الحرية التامة في تعلم اللغة العربية وحرية القول للصحافة العربية

- اعلان العفو السياسي العمومي

- توحيد هيأة الناخبين في سائر الانتخابات 

- اعطاء الحق لكل ناخب في ترشيح نفسه

- النيابة في مجلس الأمة

رفض نجم شمال افريقيا مشروع فيوليت كما غاب عن المؤتمر ولم يحضره و رفض مطالب لبمؤتمر أيضا