ملخص الدرس / الرابعة متوسط/تاريخ و جغرافيا/التاريخ الوطني/ تحضير الثورة و اندلاعها

تحضير الثورة

كانت الفترة الممتدة بين فبراير 1954 الى عشية 31 أكتوبر 1954 فترة عصيبة جدا في تاريخ النضال الوطني من اجل تحرير الجزائر , حيث شهدت الأزمة الحادة التي مر بها حزب حركة انتصار الحريات

الديموقراطية والتي كادت ان تعصف بوجود الحزب كقوة سياسية , فنشطت فئة من مناضلي هذه الحركة وصممت على اخراج حزبها (حركة انتصار الحريات الديموقراطية) من ازمته باعادة الوحدة الى صفوفه ,

وجمع العناصر المناضلة الواعية بخطورة الوضع والمؤمنة بالكفاح المسلح الذي لن يقوده الا مناضلو حركة انتصار الحريات الديموقراطية .

خلال فيفري 1954 و 31 اكتوبر 1954 كانت فترة صعبة إثر الازمات فعمل المناضلون على : 

تاسيس اللجنة الثورية للوحد و العمل : 23 / 03 / 1954 للعمل على وحدة الحزب و تجميع إطارات المنظمة فتم اجتماع لجنة 22 لدراسة الاوضاع و احتواء الانقسامات . 

الاجتماعات السرية : 23 / 06 / 1954 لجمع قدماء المنظمة و التحضير العسكري و إجراء التدريب و ضبط الاجراءات التنظيمية و تأسيس جبهة التحرير و جيش التحرير و إقرار بيان أول نوفمبر و التقسيم الجغرافي و العسكري و توزيع المهام و تحديد تاريخ انطلاق الثورة و الاماكن المستهدفة 

الاتصالات داخليا و خارجيا: بمناضلي الحزب و منطقة القبائل بكريم بلقاسم و الاتصال بشخصيات فاعلة مصالي، بن خدة ، محمد يزيد و بالوفد الخارجي بن بلة خارجيا كسب الدعم لتأمين طرق التسلح ز تم اختيار يوم الاثنين لانه يصادف مولد النبي صلى الله عليه و سلم ، صادف عند الفرنسيين عيد القديسين 

الانطلاقة: التفجيرات ـ توزيع البيان ، إعلان الثورة من صوت القاهرة 

عسكريا: إشراف بن بولعيد نظم الخلايا و جمع السلاح و نجحت المنطقة الاولى في تدشين بداية الثورة لبعد المنطقة عن الصراعات التي يشهدها الحزب 

استراتيجيا: جغرافيا المنطقة 

تأسيس اللجنة الثورية للوحدة و العمل

تأسست اللجنة في 23 مارس 1954 من طرف أعضاء من المنظمة الخاصة وبعض المركزيين (محمد بوضياف- مصطفى بن بولعيد - محمد العربي بن مهيدي - مراد ديدوش - رابح بيطاط) و ( محمد دخلي -

رمضان بوشبوبة ) لكل هدفه وحصروا أهداف اللجنة في :

- العمل على وحدة الحزب والمحافظة على مبادئه الثورية وذلك من خلال تكثيف الاتصالات بأعضاء اللجنة المركزية من جهة و رئيس الحزب مصالي الحاج ومناصريه من جهة أخرى لتقريب وجهات النظر في كيفية

تسيير الحزب ولدفع الطرفين لتبني فكرة الكفاح المسلح والتعجيل به .

- العمل على تجميع اطارات المنظمة الخاصة واقناعهم بالعمل المسلح والتصدي لكل المحاولات التي تدفع بنقل أزمة الحزب الى القاعدة .

- الاتصال بقواعد الحركة واقناعها بضرورة التزام الحياد ازاء الصراع القائم عن طريق الاتصالات المباشرة ونشرية الوطني .

- الاعداد النفسي للمناضلين الذين بقوا على الحياد .

- اعداد الارضية  المساعدة لمباشرة العمل المسلح .

   ولما فشل المركزيون في تحقيق أهدافهم انسحبوا منها وبقي أعضاء المنظمة الخاصة مصممون على العمل المسلح ومن هنا اجتمع رأيهم على دعوة أعضاء المنظمة الخاصة للاجتماع الذي عرف بمجموعة ال22.

اجتماع لجنة 22

عقد هذا اللقاء بتاريخ 25 جويلية 1954 بالجزائر العاصمة بمنزل السيد ّ الياس دريشّ وكانت أهم النقاط المطروحة في هذا الاجتماع :

- شرح وضعية المجتمعين ضمن منظمة الوحدة والعمل وموقفهم من أعضاء اللجنة المركزية

- الحرب في كل من تونس والمغرب الأقصى 

- استعراض تاريخ المنظمة الخاصة منذ انشائها الى تاريخ حلها

- العمل المنجز من طرف المنظمة الخاصة بين 1947-1950 

- أزمة حزب حركة انتصار الحريات الديموقراطية لأسباب عميقة (سوء التفاهم بين التيار الاصلاحي , والثوري واللجنة المركزية وأنصار الرئيس مصالي الحاج )

وقد تم انتخاب المسؤول الوطني محمد بوضياف الذي تولى بدوره اختيار أعضاء المكتب مصطفى بن بولعيد - محمد العربي -ديدوش مراد - رابح بيطاط)

الاجتماعات السرية

                                       المضمون                      تاريخ الاجتماع ومكانها  

    الاجتماعات

    و اللقاءات

   

 توصلت اللجنة الى قرار:

-جمع قدماء المنظمة الخاصة ودمجهم في التنظيم الجديد 

-التحضير العسكري انطلاقا مما توصلت اليه المنظمة الخاصة

-اجراء تجارب التكوين والتدريب على صنع المتفجرات واستعمالها 

-العمل على تنظيم لقاءات عاجلة بمناضلي منطقة القبائل (كريم بلقاسم وعمر أوعمران)

-اجراء اتصالات بالمناضلين المتواجدين بالقاهرة وفي مقدمتهم ّأحمد بن بلة ,محمد خيضر ,حسين آيت أحمد)

اجتماع 23جوان 1954 ببيت المناضل عيسى كشيدة بشارع بربروس بالعاصمة
-استعراض نشاطات اللجنة واستعراض التنظيم والتحضيرات والوسائل ...الخ اجتماع أواخر شهر أوت بحضور ّكريم بلقاسم بمنزل ّبوكشورة مرادّ في باينام بالعاصمة 
- مناقشة آخر الترتيبات وتكليف ّمصطفى بن بولعيد ّ باجراء آخر محاولة مع ّمصالي الحاج ّفي أواخر سبتمبر  اجتماع سبتمبر 1954م

 تم فيها :

-ضبط الخط السياسي للحركة السياسية الجديدة والمتمثلة في جبهة التحرير الوطني الممثل الشرعي والوحيد للشعب الجزائري في حربه ضد النظام الاستعماري الفرنسي 

-ضبط النظام العسكري للحركة السياسية من خلال تأسيس جيش التحرير الوطني

-ضبط الأساليب التنظيمية والاجراءات المصاحبة لاندلاع الكفاح المسلح ومنها على الخصوص بيان أول نوفمبر 

- التقسيم الجغرافي العسكري وتوزيع المهام والمسؤوليات وفقا للظروف والمستجدات (ترك حرية المبادرة وهامش  المناورة لكل مسؤول)

-تحديد تاريخ بداية العمليات العسكرية وتجديد الأماكن المستهدفة 

 لقاءات فترة 10 الى 25 أكتوبر 1954 بمنزل ّبوكشورة مرادّ بالرايس حميدو حاليا ّبوانت بيسكادّ

الاتصالات الداخلية و الخارجية

1- الاتصال بمناضلي الحزب خاصة أعضاء المنظمة السرية لاعادة ادماجهم في العمل .

2- الاتصال بمنطقة القبائل و على وجه الخصوص المناضلين ّ كريم بلقاسم ّ , عمر أوعمران حيث نجحت المساعي في اقناعهم الانضمام الى نوقف المجموعة و تعززت لجنة الخمسة بعنصرها السادس ّكريم بلقاسم ّ 

انطلاقا من شهر سبتمبر ليقود منطقة القبائل بثقاها لصالح الثورة .

3- الاتصال بزعيم الحزب ّ مصالي الحاج ّ لمرات عديدة عم طريق ّ عبد الله فيلالي ّ و بواسطة  ّ مصطفى بن بولعيد ّ شخصيا أكثر من مرة و بواسطة ّ كريم بلقاسم ّ و كان هدف اللجنة أن تندلع الثورة بقيادة زعيم الحزب

الذي ظل منذ تأسيس نجم شمال افريقيا رائدا للوطنية الجزائرية و عانى من جراء مواقفه الوطنية حياة السجون و الاقامة الجبرية و المعاناة المادية و المعنوية , و أخفقت اللجنة في اقناعه بوجهة نظرها .

4- الاتصال بشخصيات فاعلة في اللجنة المركزية من أمثال ّ بن يوسف بن خدة , محمد يزيد , لحول حسين ....الخ ّ دون تحقيق أية نتيجة .

5- الاتصالات بوفد حركة انتصار الحريات الديموقراطية المتواجدة بالقاهرة عن طريق ّ أحمد بن بلة ّ في عدة لقاءات بمدينة ّبيرن ّ بسويسرا و توجت اللقاءات بكسب أعضاء الوفد لصالح الثورة ( أحمد بن بلة , محمد

خيضر  , آيت أحمد حسين ) فضمنت لجنة الستة مؤازرة أخرى تتولى العمل السياسي و الدبلوماسي على الصعيد الخارجي , ثم العمل على كسب الدعم المادي و المعنوي خاصة مجال التسليح .

6- تكررت اللقاءات بين كل من ّأحمد بن بلة ّ و ّ مصطفى بن بولعبد ّ بليبيا و الهدف هو تأمين طرق التسليح و انشاء ورشة لصناعة و تركيب السلاح و مخازن التخزين .

محاور استراتيجية العمل العسكري

أقدمت لجنة الستة على عملها واضعة نصب أعينها قوة و قدرة الشعب الجوائري على تحمل مسؤولياته كاملة .

1- التنظيم العسكري و السياسي :

- تحديد المضمون السياسي و التنظيمي للحركة ؟

- تحديد طبيعة التسيير و التنظيم العسكري للجواءر حيث تقرر:

          1- اللامركوية في تسيير المناطق و التأكيد على أولوية العمل الداخلي الذي يكون أساسا للعمل الخارجي و لا يمكن اتخاذ أي قرار الا بموافقة محاربي الداخل .

          2- تسمية التنظيم السياسي ب: جبهة التحرير الوطني 

          3- تسمية التنظيم العسكري ب: جيش التحرير الوطني 

          4- تقسيم الجزائر الى خمس مناطق عسكرية 

          5- تعيين ّ محمد بوضياف ّ منسقا بين المناطق العسكرية و بين الداخل و الخارج و كما كلف بالالتحاق بالوفد الخارجي بكل الوثائق التي تم انجازها لاعلامهم بتطورات الأحداث و اعلان الثورة التحريرية و

اذاعة بيان نوفمبر من القاهرة صبيحة أول نوفمبر 1954م 

2- العمل العسكري: 

- على كل المناطق أن تستعد لتنفيذ العمليات العسكرية ليلة أول نوفمبر لاعطاء الانطلاقة بعدها الوطني .

- بعد الانطلاقة ينبغي على الرجال العسكريين أخذ مواقعهم المحددة مسبقا لضمان أمنهم انتظارا لقدوم السلاح 

- على مجلس المنطقة أن يؤسس خلايا سياسية لاعلام المواطنين و توعيتهم و تجنيدهم ....الخ.

- تجنب المواجهة المباشرة مع جيش العدو , واعتماد أسلوب عمليات الكر و الفر . 

3- المناطق المحررة : 

ان المناطق التي تمتلك قدرا أكبر من السلاح عليها أن تقدم على عمليات عسكرية أوسع , و العمل على تعميمه على كافة الوطن , و هنا نجد منطقة الأوراس مؤهلة أكثر من غيرها .

و المناطق الأخرى عليها أن تركز على : قطع طرق المواصلات - الجسور - خطوط الهاتف - الكهرباء ... الخ . 

4- عقد لقاء تقييمي في حدود جانفي 1956 :

العمل على ايجاد مناطق محررة لتأسيس مديرية ثورية تتولى مهمة قيادة الثورة و تنسيق العمل بين الجانب العسكري و السياسي .

المناطق العسكرية

 الاطار الجغرافي للمنطقة العسكرية         النائب           القائد    المنطقة 
 أوراس النمامشة (الجنوب القسنطيني)    بشير شيحاني   مصطفى بن بولعيد        01
 الشمال القسنطيني   زيغود يوسف   ديدوش مراد        02
 اقليم القبائل الكبرى    عمر أوعمران   كريم بلقاسم        03
 اقليم الجزائر    سويداني بوجمعة    رايح بيطاط        04
 ولاية وهران   بن عبد المالك رمضان    محمد العربي بن مهيدي        05

اندلاع الثورة

كان اختيار ليلة الفاتح من نوفمبر اختيارا استراتيجيا بحمل أكثر من دلالة يوم الاثنين تيمنا بمولد الرسول صلى الله عليه و سلم من جهة , كنا صادف مناسبة عيد القديسين الذي يمثل عطلة دينية للمسيحيين مما يجعل أكثر

القيادات العسكرية تكون خارج مواقعها احتفالا بالمناسبة ) و قد كانت الانطلاقة الكبرى ب: 

أ- تفجيرات عسكرية عبر الوطن (كانت ليلة وطنية).

ب- توزيع بيان أول نوفمبر و نداء جيش التحرير .

ج- اعلان الثورة من اذاعة صوت العرب بمصر صبيحة أول نوفمبر .

 اذا كانت استراتيجية الثورة التحريرية الكبرى , قد جعلت ليلة تفجيرها ليلة وطنية بتعدد مواقعها عبر المناطق العسكرية باختلاف نسبي في عددها ووقعها على الاستعمار الفرنسي و المعمرين , الا أن تركيزها في

الشهور الأولى قد شهدته المنطقة الأولى لأسباب متعددة في انتظار استكمال باقي المناطق تحضيرها المادي و المعنوي

عسكرية

-اشراف القائد مصطفى بن بولعيد بنفسه على تنظيم الخلايا العسكرية أثناء نشاط المنظمة الخاصة , مما جعله ينتهج سياسة عسكرية محكمة مكنته من تجنيد قوة مهمة , مدربة أحسن تدريب كما جمع السلاح بصورة واسعة

من أموال المنظمة الخاصة و من أمواله الشخصية ومن الملكية الفردية للمناضلين للسلاح .

- وجود الفئات الثائرة على السلطات الاستعمارية و قوانينها و التي شكلت عناصر هامة في اللجان العسكرية .

- ان المنطقة لم تشهد أحداث الصراع الحزبي الذي طال حركة الانتصار بسبب غياب التيارين المتصارعين , لأن مصطفى بن بولعيد كان عضوا في اللجنة المركزية ومن الرافضين لموقفها . 

استراتيجية

- جغرافية المنطقة الأولى ذات الطابع الجبلي و المناخ القاري البارد جدا, ة الذي يصعب من مهمة الجيش الفرنسي .

- حدود المنطقة مع تونس و ليبيا يسمح بدخول السلاح و استمرار الرابطة مع الوفد الخارجي بمصر .

- كون المنطقة همزة وصل بين الشمال و الجنوب مما يسهل عملية العمل العسمري على جيش التحرير .

- اشتراك المنطقة الأولى بحدودها مع باقي المناطق العسكرية يسمح بنقل المعارك و توسيعها بسهولة .

- تعهد بن بولعيد أمام جماعة 22 و لأعضاء اللجنة العسكرية بقدرة المنطقة على الصمود لمدة تتراوح بين ستة الى ثمانية أشهر في انتظار استكمال التحضير في باقي المناطق العسكرية . 

ردود الفعل الأولية على اندلاع الثورة التحريرية

ان قرار الشروع في العمل المسلح قد اتخذ في نطاق ضيق بين مناضلين محدودي العدد قرروا تحمل مسؤولية اعلان الكفاح المسلح , ة بتنفيذ هجومات ليلة الفاتح نوفمبر , كانت ردود الفعل الأولية كما يلي : 

أولا : وطنيا : 

1- كان رد الفعل لدى الجماهير الشعبية مزيجا من الفرحة و التساؤل هل يصدقون ما يسمعون و ما يقرأون ؟ لكنهم سرعان ما أدركوا أن الحلم الذي انتظروه طويلا قد أصبح أمرا واقعا , و عليهم أن يحتضنوا ثورتهم 

فهبوا ملبين النداء كجنود فدائيين - مسبلين - ممونين .... و بذلك تأكدت الفكرة التي آمن بها الشهيد البطل محمد العربي بن مهيدي ّألقوا بالثورة الى الشارع فسيحتضنها الشعب ّ

2- أما عند الأحزاب والهيئات الجزائرية فمن خلال البيانات التي أصدرتها و المقالات التي نشرتها يمكن استخلاص نوع من الشعور بالدهشة من أثر المفاجأة و نوع من التخوف من العواقب خاصة الفشل و نوع من التهرب و التملص من المشاركة في المسؤولية . 

و مرجع ذلك اما لأن بعضها ضد الأعمال و بعضها يرى أن وقتها لم يحن بعد و لأنها وقعت بغير علمها و لأنها ليست صاحبة المبادرة فيها .... الخ .

وطنيا: شعبيا فرحة و تسائل ثم الانخراط في الثورة - الاحزاب الوطنية: الدهشة و الخوف و التحاق اعضاء حزب حركة انتصار الحريات بالثورة باستثناء مصالي الحاج -حزب الاتحاد الديموقراطي للبيان الجزائري  واصل نشاطه و شارك في الانتخابات ز في 23 / 12 / 1955 استقال نوابه و في 22 / 04 / 1956 حل الحزب و انظم للثورة .

الشيوعيون : واصل نشاطه ضمن المشاركة في الانتخابات الفرنسية و اتخذ مواقف ضد الثورة و في 1955 حل الحزب و انضم البعض من مناضليه إلى الثورة .

ظل حزبهم يمارس نشاطه القانوني في اطار المؤسسات الاستعمارية الرسمية , كما شارك في الانتخابات واتخذ مواقف علنية ضد الثورة واقترح حلولا سياسية , الى أن تم حل حزبهم في سبتمبر 1955 و أوقفت

جرائدهم , وقد التحق البعض من مناضليه بصورة فردية بجيش التحرير الوطني .

حركة انتصار الحريات الديموقراطية:

رغم أن زعيمها مصالي الحاج ومن سانده و أعضاء اللجنة المركزية ومن ساندوها لم يوافقوا على تفجير الثورة التحريرية ولم يباركوا انطلاقتها الا أن السلطات الاستعمارية قامت باعتقالات في صفوفعم معتقدة أنعم وراء تفجيرها ،و اذا كان زعيم الحركة الوطنية مصالي الحاج لم يكتب له شرف قيادة الثورة و دعمها فان أغلب مسانديه و أغلب أعضاء اللجنة المركزية قد التحقوا بصفوف جبهة التحرير كنشطاء سياسيين بالقاهرة و تونس و المغرب و ساهموا بأدوار كبيرة و تولى رئيسهم بن يوسف بن خدة رئاسة الحكومة الجزائرية المؤقتة الأخيرة . 

حزب الاتحاد الديموقراطي للبيان الجزائري:

واصل نشاطه السياسي القانوني و شارك في الانتخابات و ظل لمدة يقترح الحلول السياسية و يتخذ المواقف العلنية حيث صرح فرحات عباس في منتصف 1955 قائلا :ّ فلقد اخترنا في حزبنا بدون أية خلفية و بكل 

حرية التداخل مع فرنسا ,أي الاطار الاتحادي الفدرالي كمجموعة موسعة ّ وفي 23 سبتمبر 1955 استقال النواب المنتخبون التابعون لحزبه من جميع الهيئات الفرنسية في فرنسا والجزائر فبدأ يدرك فعلا أن لا فائدة من الانتظار وفي 22 أفريل 1956 حل حزبه وانضم مع أغلب مساعديه الاقربين الى جبهة التحرير والتحق بها في القاهرة وسيقود أول حكومة مؤقتة للجمهورية الجزائرية .

جمعية العلماء الجزائريين:

ساندت الثورة و انحلت الجمعية في 1956 و التحقت بالثورة . عبرت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين على مساندتها للثورة في البيان الذي أصدره رئيسها الشيخ البشير الابراهيمي الذي أذيع من القاهرة في 8 نوفمبر 1954 كما انظم الشيخ العربي التبسي الى الثورة منذ بدايتها وتم اعتقاله ثم اغتياله من طرف المستعمر ، وانحلت الجمعية في جانفي 1956 والتحق أعضاؤها بصفة نهاية بالثورة .

 

فرنسيا:

ان انطلاق شرارة الثورة أفقد فرنسا زمام المبادرة على الساحة الجزائرية وذلك منذ اللحظات الأولى , ومايمز ردود فعلها ّسلطة ومستوطنينّ ازاء غرة نوفمبر هو الارتباك الشديد وهول المفاجأة بانطلاق الكفاح المسلح والذي لم تتوقعه على الأقل في تلك الفترة بهذا البعد الوطني (فوزير الداخلية فرنسوا متيران غادر الجزائر في الأسبوع الثالث من أكتوبر 1954 وهو مطمئن على هدوء الجزائرعملت منذ الفاتح من نوفمبر بكل الوسائل لاخماد الثورة واستمرارية وجودها الاستعماري وتبرير ذلك بشتى التعليلات والأسباب .

 

 

المجال العسكري

كانت الاجراءات المعتمدة تتمثل في :

1- رفع الامدادات العسكرية : حيث قامت القوات الفرنسية في شهر ديسمبر1954 بعملية تمشيط بجبال الاوراس اشتركت فيها الطائرات والمدرعات وتواصلت الامدادات العسكرية فأصبحت في مطلع 1955 تبلغ

80000 جندي بعد أن كانت لا تتجاوز 49000 في بداية نوفمبر 1954 اضافة الى الطائرات العمودية وقوات المضليين التي شاركت في الهند الصينية والمدربة على حرب العصابات والجبال للتوغل في جبال

الاوراس الوعرة واخماد لهيب الثورة فيها قبل أن تعم انحاء الوطن .

2- تنفيذ عمليتي (فيوليت) و (فيرونيك) تحت اشراف ّ روجي ليونار ّ الحاكم العام للجزائر وهذه من اخطر عمليات التمشيط التي تعرضت لها المنطقة في بداية الثورة .

3- الاستنجاد بجاك سوستيل لولاية الجزائر 25 جانفي 1955 والذي تفاقمت في عهده عمليات الابادة والقمع , وقد وصل في عهده عدد القوات الفرنسية الى 100000 جندي معززة بوحدة من البوارج الحربية .

4- اصدار قانون حالة الطوارئ 03 أفريل 1955 حيث بمقتضاه يمكن للسلطات الاستعمارية قانونا :

    - نفي وفرض الاقامة الجبرية .

    - محاكمة المواطنين من قبل المحاكم العسكرية .

    - اعطاء صلاحيات لولاة العمالات بمنع تحرك الأشخاص الا بترخيص لهم , وقد طبق في بداية الأمر في منطقة القبائل...الخ , ولتطبيق بنوده باحكام استنجد بأمهر الضباط السياسيين الذين اكتسبوا الخبرة والشهرة في

حرب الهند الصينية .

5- تعيين الجنرال ّ بارلنجّ في 1955/04/28 قائدا عاما للجهات التي يشملها حالة الطوارئ ولتنسيق كافة العمليات الحربية والادارية والسياسية بها ووضع تحت تصرفه الفيلق الذي يحمل أكثر أوسمة من بين

الفيالق الفرنسية . وقد وصل هذا الفيلق الى منطقة الأوراس يوم 03 ماي 1955 ونظرا للتقارير المرفوعة الى السلطات الفرنسية تنذر بخطورة الوضع وازدياد خطر الثورة ,استجاب مجلس الوزراء لهذه الرغبات

وقرر في 16 ماي 1955 اضافة 40000 جندي الى القوات العاملة بالجزائر .

6- اقرار التجنيد الاحتياطي ومبدأ المسؤولية الجماعية .

المجال الاعلامي والدبلوماسي

 

عملت السلطات الاستعمارية على التقليل من شأن الثورة وبادعائها بـأن الاحداث القائمة بالجزائر من فعل ثلة من الخارجين عن القانون حينا , ومن فعل أيدي اجنبية احيانا اخرى وزمام الامور بيدها وكما نشطت

دبلوماسيتها لاقناع الرأي العام العالمي بأسطورة ّ الجزائر فرنسية ّ ومايحدث بها شأن داخلي يخص فرنسا ولا يحق لأحد أن يتدخل في شؤونها الداخلية (ضمان عدم دعم القضية الجزائرية على مستوى الدول و الأمم 

المتحدة)

 

 

 

 

ردود فعل الرأي العام الدولي

ان المصالح السياسية والعسكرية للدول الكبرى كانت وراء مواقفها من القضية الجزائرية :

فالدول الغربية بالحلف الاطلسي انحازت الى فرنسا وحجتها أن الجزائر مقاطعة فرنسية خاضعة لهذا الحلف وبذلك تلقت الدعم العسكري من بريطانيا والولايات المتحدة وأغلب الاسلحة التي استعملتها فرنسا عليها طابع

الحلف الاطلسي ومن صنع الولايات المتحدة الامريكية .كما تلقت الدعم الدبلوماسي في هيئة الامم وغيرها بالضغط المباشر على دول العالم , اما بمناصرة فرنسا أو على الاقل الكف عن مناصرة وجهة النظر الجزائرية ولا تنتقد سياسة فرنسا في الجزائر على اساس ان المشكل داخلي ولا يحق لها التدخل في الشؤون الفرنسية الداخلية .

موقف الاتحاد السوفياتي:

لقد أبدى تحفظه تجاه الثورة الجزائرية انطلاقا من مبدأ أن القضية داخلية تخص فرنسا وحدها.

موقف الدول العربية و الاسلامية:

ان المواقف الرسمية في هذه البلدان لم تتميز بالوضوح حيث كان التحفظ يسودها ويعود ذلك الى الوضع السياسي الذي تعيشه بسبب التبعية من جهة والضغوط التي مارستها فرنسا وحلفائها من جهة ثانية . باستثناء مصر التي  انطلق من اذاعتها ّصوت العرب ّ نداء أول نوفمبر الى العالم او مسعى من المجلس الوطني السوري الذي اوصت لجنته للشؤون الخارجية بارسال برقيتين احداهما الى باريس للاحتجاج على الاضطهاد الذي شنته فرنسا في الجزائر وأخرى الى الوطنيين الجزائريين .

أما مواقف الشعب العربي والاسلامي فتميز بدعم الثورة التحريرية بمختلف الاشكال (التبرعات المتنوعة والمظاهرات المنددة بسلوكات الاستعمار الفرنسي وبالتظاهرات الثقافية المختلفة وبايواء ودعم اللاجئين خاصة من طرف الشعبين التونسي والمغربي 

أما الجامعة العربية فلم تتبلور مواقفها لصالح القضية الجزائرية الا في يوم 29 مارس 1956 حيث تبنت الدفاع عنها.

واذا كانت ردود الفعل الاولية لم تكن في صالح القضية الجزائرية فان استراتيجية الثورة وانتصاراتها الداخلية المتوالية جعلت القضية الجزائرية تدخل المحافل الدولية مبكرا انطلاقا من مؤتمر باندونغ أفريل 1955

 

الظروف العامة قبيل اندلاع الثورة

الظروف الدولي: زيادة الحركات التحررية و نشاط الامم المتحدة لتبني قضايا التحرر و انفراج العلاقات 

الظروف في فرنسا : نتائج ح ع 2 كانت أزمة في كل المجالات و تقلص دور فرنسا اوروبيا 

الظروف العامة في الجزائر: استمرار السياسة الاستعمارية ، و ظهور أزمة بحركة انتصار الحريات الديموقراطية مرت ب 4 أزمات الأولى: يتراجع الحزب عن تعميم الانتفاضة 

الثانية : المشاركة في انتخابات 1946 

الثالثة: قرار الحزب بحل المنظمة الخاصة بعد اكتشافها 

الرابعة: عام 1953 بعد الاختلاف حزل القيادة ز انقسام الحزب الى المصاليين ز المركظيين 

بقية الاحزاب: كانت تنتظر فرنسا لعلها تستجيب لمطالبها بعد الرسالو الموجهة لفرنسوا ميتيران في 19 اكتوبر 1954 

الظروف العامة قبيل اندلاع الثورة

الظروف الدولي: زيادة الحركات التحررية و نشاط الامم المتحدة لتبني قضايا التحرر و انفراج العلاقات 

الظروف في فرنسا : نتائج ح ع 2 كانت أزمة في كل المجالات و تقلص دور فرنسا اوروبيا 

الظروف العامة في الجزائر: استمرار السياسة الاستعمارية ، و ظهور أزمة بحركة انتصار الحريات الديموقراطية مرت ب 4 أزمات الأولى: يتراجع الحزب عن تعميم الانتفاضة 

الثانية : المشاركة في انتخابات 1946 

الثالثة: قرار الحزب بحل المنظمة الخاصة بعد اكتشافها 

الرابعة: عام 1953 بعد الاختلاف حزل القيادة ز انقسام الحزب الى المصاليين ز المركظيين 

بقية الاحزاب: كانت تنتظر فرنسا لعلها تستجيب لمطالبها بعد الرسالو الموجهة لفرنسوا ميتيران في 19 اكتوبر 1954