ملخص الدرس / الرابعة متوسط/تاريخ و جغرافيا/التاريخ الوطني/المخططات الاستعمارية الكبرى

المخططات الاستعمارية الكبرى

منذ اندلاع الثورة التحريرية الكبرى ألقت الرعب والذعر في صفوف المستوطنين والجيش والقيادة الفرنسيين وسارع مستوطنو الجزائر كعادتهم للضغط على السلطات الفرنسية للعمل على اخماد لهيب الثورة .

عسكريا: تقوية الجيش و دعم الحلف الاطلسي و تاسيس ميليشيات مسلحة و الاستعانة بمجندي المستعمرات، توسيع المعتقلات و السجون، و استعمال الكلاب البوليسية، و اللجوء الى مخطط شال و موريس، و تفجير قنابل نووية برقان 60 / 61 - دبلوماسيا: عزل الثورة بالضغط و امناورة إجراء و تزوير الانتخابات 

اقتصايا و اجتماعيا: مشروع سوستال 1955 خطة للقضاء على الثورة - مشروع قسنطينة 1958 ظاهره اصلاحي و في حقيقته مشروع لهدم الثورة و تقسيم الجزائر 1957 ( جمهورية قسنطينة اقليم الجزائر و وهران الفرنسي ، تلمسان ، الصحراء) لفصل الصحراء 

المخطط العسكري

عملت فرنسا جاهدة على اخماد الثورة التحريرية بتحقيق الانتصار العسكري مثلما فعلت منذ دخولها في 5 جويلية 1830 مرورا بكل المقاومات المسلحة فألإقدمت على :

- تقوية جهازها العسكري بالجزائر وتطويره عدة وعددا حتى بلغ ذروته في عهد الجمهورية الخامسة بقيادة شارل ديغول.

- الحصول على الدعم الواسع من الحلف الاطلسي جيشا وعتادا حيث قاد الجيش الفرنسي بالجزائر (60 جنرالا ,700 عقيد , 1500 رائد).

- تأسيس ميليشيات من المستوطنين واليهود وتسليحهم وتحويل مزارعهم الى مراكز عسكرية وابراج مراقبة ومنحوا سلطات لالقاء القبض على الجزائريين وتعذيبهم وقتلهم بمختلف الوسائل الوحشية مستغلين معرفتهم 

للارض والبشر وعلاقاتهم ببعض المتعازنين الجزائريين.

- استعانة فرنسا بمجندين من أبناء مستعمراتها الافريقية (حوالي 10000 عسكري من السنغال) زيادة على قوات المجندين المغاربة والهدف من وراء ذلك هو ضرب الثورة من جهة وتأزيم العلاقات بين الشعوب 

المغربية والافريقية والقضاء على كل محاولات التقارب والتضامن من جهة أخرى .

- الاستعانة بما يقارب من نصف مليون من الجزائريين ضمن التجنيد الاجباري من جهة وضمن التطوع بالنسبة للفريق الذي خان شعبه وارضه وامته (110000 المجندون أصحاب القبعات الزرقاء) والجزائريين

المتواجدين ضمن قوات الشرطة والذين تجاوز عددهم 30000 شرطي أسندت لهم مهمات قذرة تحت اشراف الفرنسيين مثل مباغتة السكان للاعتداء على الحرمات , التمثيل بجثث المواطنين أحياء و أمواتا , نهب

الاموال والاتلاف والحرق .

-الاستعانة بحاملي البطاقات البيضاء وهم من الجزائريين الذين فضلوا الخدمة الاستعمارية في الخفاء عن الجهاد في سبيل حرية وطنهم حيث تجاوز عددهم 125000 شخص قدموا خدمات حول رجال الثورة

وأسرارها.

- عملت الدولة الاستعمارية على توسيع نطاق الولايات والدوائر والبلديات وتضخيم الجهاز الاداري الذي أصبح اداة هامة لدعم الجيش الفرنسي وتزويده بالمعلومات الكافية عن الثورة والثوار والمجاهدين واللجان

الشعبية والقبض على الشباب الجزائري لتجنيده اجباريا في صفوف الجيش الفرنسي.

- تأسيس المكتب الثاني مكتب استعلاماتي مخابراتي يقوم بمتابعة حركات مناضلي الثورة ورصدها والقاء القبض عليهم واخضاعهم للاستنطاق تحت وسائل وصور التعذيب للحصول على المعلومات عن الثورة 

- استخدام مكتب الشؤون الاهلية (لاصاص) وعلى رأسه ضباط مختصون في علم النفس يعملون على فصل السكان عن الثورة وتحويلهم الى أداة في خدمة الجيش الفرنسي.

- استعمال المكتب الخامس ومهمته بث الشك وسط الشعب بترويج الاخبار المزيفة عن جيش التحرير الوطني .

- توظيف منظمة (اليد الحمراء ) وهي منظمة ارهابية متوحشة أغلب أفرادها من غلاة المستوطنين وابنائهم ومن اليهود ومن كبار الخونة والعملاء الجزائريين أعطيت لهم كامل الصلاحيات وكل من يقع في يدها

يصبح في تعداد المفقودين الى الأبد ومن أبرز شخصيات الجزائر التي وقعت بيد هذه المنظمة الشيخ العلامة العربي التبسي.

- توسيع نطاق استخدام الكلاب البوليسية حيث استعمل مايربو على 2337 كلبا بوليسيا مدربا على أكل لحم البشر وتمزيق أجسام المساجين الجزائريين وتشويهها وارهاب الشعب خاصة في القرى والارياف .

- توسيع نطاق المراكز العسكرية الثابتة وابراج المراقبة عبر كافة أنحاء الوطن وعلى وجه الخصوص المناطق ذات البعد الاستراتيجي لرصد كل التحركات الفرد الجزائري .

توسيع نطاق السجون والمعتقلات الى جانب السجون الكبرى الحراش وبربروس ولمباز وسعت السلطات الاستعمارية نطاق المحتشدات والمعتقلات عبر الجزائر أبرزها : معتقل الشلال جنوب مدينة مسيلة , معتقل

الجرف شرق مدينة مسيلة , معتقل بوسوي بجبال الضاية جنوب بلعباس , معتقل آفلو معتقل ّسان لويّ ببطوبة آرزيو , معتقل أركول غرب مدينة وهران معتقل سيدي الشحمي شرق وهران ,معتقل تيشي ببجاية

معتقل لودي غرب مدينة المدية ,معتقل دويرة بمتيجة معتقل قصر الطير قرب عين ولمان بسطيف .

-اللجوء الى سياسة الترقيات في صفوف العاملين من الجزائريين بالجيش والادارة الفرنسية لتقديم خدمات أكثر و أوسع .

- اقدام الجيش الفرنسي على تسليح جناح عسكري يقوده العميل محمد بلونيس الذي كان يدعي و يروج في أوساط الشعب بأنه يمثل حركة اتباع مصالي الحاج المضاد للثورة و الغاية من وراء ذلك هو احداث البلبلة

في وسط الشعب وجيش التحرير الوطني وضرب الثورة من الداخل والقيام بالمجازر الكبرى عبر القرى والارياف ثم نسبها الى جيش التحرير الوطني. 

- المخططات العسكرية الكبرى أبرزها :

خطا موريس وشال : 

القاضيان بكهربة الحدود الجزائرية التونسية , والحدود الجزائرية المغربية حتى يتم خخنق الثورة الجزائرية فلا يمكن الخروج من الجزائر ولا يمكن الدخول اليها ومن ثمة شل عملية التسليح وفصل الداخل عن الخارج 

مخطط شال : الهادف الى :

سياسة الارض المحروقة والابادة الكاملة لمناطق الثورة وعدم مغادرة المناطق الا بعد التأكد من ابادة  كل ما فيها ومن عليها بتنفيذ أكبر العمليات التمشيطية واستخدام القوة الثلاثية الجوية والبرية والبحرية 

تحويل الجزائر الى حقل للتجارب النووية حيث تم تفجير 04 قنابل بمنطقة رقان بالصحراء الجزائرية بتواريخ فبراير 1960 وأفريل 1960 وديسمبر 1960 و أفريل 1961.

عسكريا: تقوية الجيش و دعم الحلف الاطلسي و تاسيس ميليشيات مسلحة و الاستعانة بمجندي المستعمرات، توسيع المعتقلات و السجون، و استعمال الكلاب البوليسية، و اللجوء الى مخطط شال و موريس، و تفجير قنابل نووية برقان 60 / 61 - دبلوماسيا: عزل الثورة بالضغط و امناورة إجراء و تزوير الانتخابات 

 

المخطط الدبلوماسي والعلامي

على الصعيد الدولي :

- العمل على جعل القضية الجزائرية (قضية الغرب الرأسمالي) حتى يستمر الدعم العربي سياسيا وعسكريا 

- التمسك بأن ما يحدث في الجزائر هو قضية داخلية لفرنسا 

- العمل على كافة الأصعدة لعزل الثورة الجزائرية 

- الضغوط السياسية على الدول الداعمة للقضية الجزائرية خاصة على الصعيد العربي والافريقي

- الضغط والمناورات على مستوى منظمة الامم المتحدة حتى لا تتخذ قرارات لصالح الجزائر 

- محاولة عزل الثورة الجزائرية عن المغرب العربي باجراء المفاوضات مع كل من المغرب وتونس ومنحها الاستقلال على التوالي 02 مارس 1956 - 20 مارس 1956

- محاولة عزل الثورة الجزائرية عن باقي المستعمرات الفرنسية الافريقية وصولا الى تأسيس ما سمي بالجامعة الفرنسية ومنح الاستقلال الذاتي للمستعمرات 1960 

- التلاعب بالمفاهيم السياسية ( سلم الشجعان - الجزائر الجزائرية - فهمتكم - حق تقرير المصير )

- اجراء الانتخابات 

- الاكثار من زيارات رؤساء الحكومات والقيادة الى الجزائر للتظاهر أمام الرأي العام الدولي والفرنسي والجزائري بان فرنسا جادة في ايجاد الحل للقضية الجزائرية وتجنيد وسائل الاعلام العالمية والفرنسية لخدمة وجهة

نظرها 

المخططات الاقتصادية والاجتماعية

مشروع سوستال الاصلاحي 1955 : 

جاء (سوستال) الى الجزائر كرجل انقاذ لموقف فرنسا الحرج عن طريق تنفيذ خطة سياسية وعسكرية تهدف الى القضاء على الثورة فبالاضافة الى سياسة القمع والتقتيل والابادة الجماعية التي نظمها قانون الاطار هناك سياسة التهدئة التي مست عدة جوانب ادارية واقتصادية واجتماعية وثقافية أستلهمها من قانون 1947 حيث أعلن عن :

- اصلاح اداري شمل البلديات المختلطة التي أنشأ منها بلديات ريفية لتحسين أوضاع السكان المعيشية 

- اصلاح زراعي يهدف الى تحسين القروض الفلاحية واعادة تنظيم الملكية العقارية واقامة مساحات لتهيئة واستصلاح الاراضي وتسليم عقود الملكية الى الملاكين المسلمين

- اصلاح اجتماعي وثقافي بترقية المستوى المعيشي لدى المسلمين وادخالهم بقوة الى التوظيف العمومي وفتح أمامهم مراكز التكوين الاداري وابواب المسابقات للحصول على مناصب شغل في القطاعات العمومية والاهتمام بالتعليم بفتح المدارس الفرنسية أمام بعض الاطفال الجزائريين وعلى قدر ما كانت هذه الاصلاحات تهدف الى اجهاض الثورة وسحب البساط من تحتها على قدر ما كانت جبهة التحرير متفطنة الى هذا المخطط الاستعماري ولذلك عملت على افشالها بكل الوسائل وضربها في الصميم.

اثر هجومات 20 أوت 1955 الذي قلبت به الثورة جميع الموازين في الداخل والخارج :

اذا كان جاك سوستال قد أعلن في تصريحه بتاريخ 1955/04/26 ( انه قد تقرر وجوب تنسيق الاعمال بين السلطتين العسكرية والمدنية في الجهات التي اعلنت بها حالة الطوارئ بعمالة قسنطينة ولهذا فان هذه الجهات توضع تحت سلطة عسكرية ابتداءا من يوم غرة ماي 1955 يتولاها جنرال كبير يقع تعيينه لتلك المهمة ) واذا كان بمشروعه الاصلاحي يهدف الى اختزال الثورة التحريرية بجعلها ثورة فقراء يبحثون عن الخبز فان الشعب الجزائري بقيادة جبهة و جيش التحرير الوطني ضرب المشروع في الصميم اثر هجومات الشمال القسنطيني التي قلب بها الموازين داخليا وخارجيا .

اقتصايا و اجتماعيا: مشروع سوستال 1955 خطة للقضاء على الثورة - مشروع قسنطينة 1958 ظاهره اصلاحي و في حقيقته مشروع لهدم الثورة و تقسيم الجزائر 1957 ( جمهورية قسنطينة اقليم الجزائر و وهران الفرنسي ، تلمسان ، الصحراء) لفصل الصحراء

مشروع قسنطينة 1958

في المجال الاقتصادي الاجتماعي : 

عمل ّ شارل ديغول ّ على احياء ما اصطلح عليه ب : اصلاحات مارس 1944 لكن هذه المرة تحت عنوان مشروع قسنطينة كعمل اغرائي في ظاهره رحمة لكنه يحمل في طياته معامول هدم فتاكة لكل ما بنته 

الثورة وتعمل على بنائه 

فالمشروع جاء في صيغة تنموية من خلال عملية استصلاح الاراضي وتوزيعها على الفلاحين ومد طرق المواصلات لفك العزلة على المناطق النائية والصحراوية 

وبناء المستشفيات لمحاربة الامراض والاوبئة وبناء المدارس لمحو الامية ورفع الجهل ومنثمة يمكن محاربة مشكلة البطالة وتحسين ظروف معيشة السكان 

هكذا تبدو الاهداف الظاهرية لمشروع قسنطينة الا ان ما سعى اليه شارل ديغول فعلا هو :

1- افراغ الثورة التحريرية من محتواها واهدافها السامية (اثبات الهوية الجزائرية بالانتماء الجغرافي واللغوي والديني والحضاري ) و تحويلها الى ّ ثورة خبز ّ 

2- افراغ الثورة من محتواها البشري وفصل الشعب عن جيشه من خلال تجنيده لتنفيذ المشروع 

3- ان تنفيذ مشروع قسنطينة يعني ربط الجزائر و الى الابد بفرنسا والقضاء على الثورة لان :

-مد طرق المواصلات كان الهدف من ورائه تسهيل نقل الجيش الفرنسي الى أي  نقطة يتواجد بها جيش التحرير لتطويقه والقضاء عليه كما تسهل عملية شحن الموارد والمنتجات للفائدة الفرنسية 

- استصلاح الاراضي يدخل في عملية تزويد السوق الفرنسية بما تحتاجه من مواد أولية ومنتجات فلاحية

- وكانت المستشفيات والمستوصفات لاسعاف مصابي الجيش الفرنسي في معاركه ضد جيش التحرير وما أكثرهم 

أما بناء المدارس فكان أخطر ما جاء في المشروع حيث يهدف الى توسيع الاستعمار الثقافي الذي يصعب معه التحرر لأن الجيل الذي يتلقى تكوينا ثقافيا فرنسيا سيعمل من أجل الحفاظ على المصالح الفرنسية تحت

شعار العلم والمعرفة 

مشاريع تقسيم الجزائر

-مشروع تقسيم الجزائر سنة 1957

- مخطط تجميع المستوطنين لسنة 1961