ملخص الدرس / الرابعة متوسط/العلوم الشرعية/السيرة النبوية/مواقف من حياة أولى العزم من الرسل

السند

قال الله تعالى:فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ۚ .سورة الأحقاف 35

قال الله تعالى: وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلَّا مَن قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36) وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ (37)وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ ۚ قَالَ إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ (39 )حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40) .سورة هود

قال الله تعالى: رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37). سورة إبراهيم

قال الله تعالى: ;فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ (60)فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64)وَأَنجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ(65)ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ(66). سورة الشعراء

قال الله تعالى:  فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52). سورة آل عمران

قال الله تعالى:إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40). سورة التوبة

تعريف العزم

العزم لغة هو الإرادة الصلة والجد وإتخاذ القرار بلا تردد.

أولو العزم من الرسل هم مجموعة من الرسل اختارهم الله ومنحهم هذه الصفة العظيمة نظرا لجلدهم وصبرهم وتحملهم مشاق الدعوة إلى الله ، ويقينهم في الله تعالى وثباتهم على الحق .

أولو العزم خمسة رسل وهم: سيدنا نوح، سيدنا إبراهيم، سيدنا موسى، سيدنا عيسى وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

سيدنا نوح

أوحى الله إلى سيدنا نوح عليه السلام أنه سيغرق الكافرون من قومه وأمره ببناء سفينة ، فاستجاب نوح لأمر ربّه ، مما إستدعى سخرية قومه منه بما يصنع وهم فياليابسة لابحر فيها ، غير أنهم لم يؤثروا فيه فلم يتراجع في تنفيذ أمر الله بسبب يقينه المطلق بالله وبنصرته له.

سيدنا إبراهيم

أما سيدنا إبراهيم الذي غستجاب لأمر ربه فترك ابنه وقرة عينه وزوجته وحيدين في صحراء لاماء فيها و لا نبات ، إستجابة لأمر الله ، وهو على يقين بأن الله يرعاهما، ولولا يقينه بالله تعالى ماتركهما في تلك الصحراء الموحشة.

سيدنا موسى

تامر القوم على قتل موسى عليه السلام فكان من فضل الله عليه ان جاءه رجل صالح ينصحه بالخروج حتى ينجو من فرعون و قومه فخرج من مصر خفية و هو يسال الله النجاة

و قد كانت حياة موسى عليه السلام مليئة بالتجارب و ذلك لما تحلى به من صفات تدل على صبره في الدعوة الى الله و على شجاعته و استقامته

و قد كان موسى عليه السلام مقبلا و محبا للعمل يساعد الضعفاء و يشعر بحاجتهم للمساعدة

و لم يكن ينتظر من خدمته للناس جزاء دنيويا بل كان ينبغي الاجر من الله تعالى ىو في قصته مع المراتين اللتين سقى لهما دليل على اقباله على الخير و المبادرة لمساعدة الضعفاء كما نجد فيها دليلا على اخلاقه العالية و حياته و عفته فكان قويا في عمل الخير و امينا في تعامله معهما و من شدة تاثرهما بهذه الاخلاق عرضت احداهما على ابيها ان يستاجره فهو لا يجد افضل منه في القوة و الامانة لتنتهي القصة بعرض ابيها على موسى الزواج باحدى ابنتيه و لم يكن مهرها لا مالا و لا ذهبا و انما كان جهدا و عملا 

و قد ذكر القران الكريم ذلك في قوله :

"فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ۚ فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ "   (سورة القصص 25-26 )

كما كان موسى مبادرا الى تقديم يد العون فقد كان مبادرا الى طلب العلم فما ان وجد من توسم فيه العلم و الحكمة حتى ساله يان يسمح له بمرافقته من اجل ان يتعلم منه و قد كان المعلم رجلا حكيما يسمى سيدنا الخضر اللذي اتاه الله علما فكان اول ما قاله لموسى عليه السلام ان طريق العلم طويل و شاق و لاسبيل لتحقيق ذلك الا الصبر و حسن الانتباه لذلك وضع شرطا لموسى عليه السلام و هو الا يساله عما يكون منه من اعمال وجد فيها موسى خروجا عن الصواب و لكنه لم يستطيع ان يصبر على عدم السؤال مما جعل سيدنا الخضر يشرح له الحكمة من افعاله و يفارقه و قد قص القران ذلك في سورة الكهف 

قال الله تعالى :

'' قال له موسى هل اتبعك على ان تعلمن مما علمت رشدا قال انك لن تستطع مع صبرا و كيف تصبر على ما لم تحط به خيرا قال ستجدني ان شاء الله صابرا و ال اعصي لك امرا ''

سيدنا عيسى

بعث الله عيسى عليه السلام الى قوم ماديين ينكرون الروح و ينكرون البعث كلية و يزعمون ان الانسان جسم بلا روح وسط هذا العصر المادي اللذي انكر الروح تماما بعث الله عيسى عليه السلام بمعجزة كان منطقيا ان تجيء اعلانا لعالم الروح و هكذا ولد عيسى من غير اب 

فبينما كانت مريم عليها السلام بعيدة عن قومها رات امامها شخصا لا تعرفه فخشيت على نفسها و طلبت منه الابتعاد عنها و لكن في الحقيقة الامر لم يكن ذلك الشخص انسانا بل كان ملكا كريما هو جبريل عليه السلام و اخبرها بان الله سيهب لها غلاما ليكون ميلاده معجزة من الله تظهر فيها قدرته و اياته للناس و بعد ان حملت مريم عليها السلام بالغلام خرجت الى قومها فاتهموها بالمعصية و قد قص القران ذلك قي قوله تعالى : 

''و اذكر في الكتاب مريم اذا انتبذت من اهلها مكانا شرقيا فاتخذت من دونهم حجابا فارسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا قالت اني اعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا قال انما انا رسول ربك لاهب لك غلاما زكيا قالت اني يكون لي غلاما و لم يمسسني بشر و لم اك بغيا قال كذلك قال ربك هو على هين و لنجعله اية للناس و رحمة منا و كان امرا مقضيا       (سورة مريم 16-21)

و قد انطق الله تعالى عيسى عليه السلام في مهده فكانت المعجزة الثانية التي اخسرت السنة السوء التي اتهمت مريم عليها السلام بالمعصية 

دعا النبي عيسى عليه السلام الحواريين و قال لهم : من يكون منكم انصاري فاستجاب الحواريون لنداء عيسى عليه السلام و قالوا نحن انصارك الى الله فوجد فيهم سندا قويا لدعوته و قد انقسم بنو اسرائيل اللى فئتين فئة امنت برسالة عيسى عليه السلامو انبعته و فئة كفرت به و ناصيته العداء و قد نصر الله الفئة المؤمنة على الفئة الكافرة و نجده في القران الكريم الايات التالية معبرة عن هذا الموقف

''فلما احس عيسى منهم الكفر قال من انصاري الى الله قال الحواريون نحن انصار الله امنا بالله و اشهد بانا مسلمون''    (سورة ال عمران 52)

مضى سيدنا عيسى عليه السلام في دعوته مؤيدا بمعجزات الله تعالى له صنع لقومه من الطين كهياة الطير ثم نفخ فيه فصار طيرا باذن الله تعالى و كان عيسى مؤيدا من الله تعالى بمعجزة هائلة هي القدرة على دعوة الموتى من قبورهم فاذا هم يخرجون احياء باذن الله تعالى 

سيدنا محمد

يتطلع الانسان دائما الى ان يكون المثل الاعلى بين اقرانه و لهذا فهو يبحث عن نموذج يقتدي به في حياتهخ و رسول الله صلى الله عليه و سلم هو المثل الاعلى و النموذج الامثل الذي يجب ان يقتدي به الانسان في سلوكه و معاملته

واليقين نفسه والموقف نفسه والعزم نفسه نراه عند سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فما نقص يقينه في حماية الله ونصرته له وهو في غار ثور والأعداء بالخارج يتربصون به .وقد تحقق نصر الله له وحفظه بسبب يقينه.

هو اتباع ما جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم قولا و فعلا قال الله تعالى :

''لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الاخر و ذكر الله كثيرا ''         (سورة الاحزاب 21)

و قال صلى الله عليه و سلم و هو يوصي اصحابه  (عليكم بسنتي و سنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها و عضوا عليها بالنواجد)         رواه ابو داود

الرسول قدوة في عبادة الله تعالى : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم اعظم الناس اجتهادا في العبادة قال المغيرة بن شعبة ''قام النبي صلى الله عليه و سلم (اي الليل) حتى تورمت قدماه فقيل له : و قد غفر لك ما تقدم من ذنبك و ما تاخر ؟ '' قال افلا اكون عبدا شكورا (متفق عليه)و كان لا يقدم عن الصلاة شيئا فيقول : ''وجعلت قرة عيني في الصلاة'' (رواه النسائي) و كان يحن الى الصلاة و يتحينها فلا يهدا له بال حتى يقبل عليها و كان يقول احيانا لمؤذنه بلال : (يا بلال اقم الصلاة ارحنا بها )   رواه ابوداود 

قدوة في حسن معاشرة الاهل و العيال قال صلى الله عليه و سلم : ''خيركم خيركم لاهله و انا خيركم لاهلي ''  رواه ابن ماجة

و كان صلى الله عليه و سلم حسن المعاشرة لاهله قال انس رضي الله عنه ''ما رايت احدا كان ارحم بالعباد من رسول الله صلى الله عليه و سلم''    رواه مسلم 

و كان يعين في خدمة اهله يخيط ثوبه و يجلب شانه و يخصف نعله و وصفته عائشة رضي الله عنها بقولها ''كان الين الناس و اكرم الناس و كان ضحاكا بساما ''   رواه ابو عساكر 

قدوة في حسن المعاملة الناس : كان صلى الله عليه و سلم اوسع الناس صدرا و اكرمهم عشيرة و كان يمازح اصحابه و يخالطهم و يحادثهم و يداعب صبيانهم و يجلسهم في حجره و يسلم عليهم و يجيب دعوة الكبير و الصغير و يعود المرضى و يقبل عذر المعتذر و لم ير باسطا رجليه بين اصحابه و كان شديد الرافة بالمسلمين كما وصفه الله تعالى :

''لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ''           سورة التوبة 128

للاقتداء بالنبي صلى الله عليه و سلم فوائد كثيرة منها :

رضا الله عزوجل و محبته

تاييد الله بالنصر و التمكين و العزة و الفلاح

الطمانينة النفسية في الدنيا و السعادة في الاخرة 

ضمان للسلامة من الخطا و العلو و التطرف 

أستنتج

تعرض أولو العزم من الرسل إلى المواقف صعبة وتحديات عظيمة ، إستطاعوا تجاوزها بفضل قوة إيمانهم بالله وتوكلهم عليه ويقينهم بنصره الذي وعدهم به.

وفي حياتنا مواقف تواجهنا قد تكون قوية ، علينا أن نقاومها، ولا يمكن أن نتغلب عليها إلا بالإيمان بربنا وباليقين في قدرته ، ومن ذلك : المرض المزمن والفقر والإبلاء بالمكروه وغير ذلك من صعوبات الحياة. فإذا إعتقدنا حقيقة في الله تعالى وتوكلنا عليه حق التوكل ، وأخذنا بالأسباب ، فإن الله سيقلب عسرنا يسرا ويرزقنا من حيث لا نحتسب.  

مبادرة موسى عليه السلام لتقديم يد المساعدة لمن يحتاجها حبا في العمل 

كان موسى عليه السلام في قمة الادب و العفة و الاستقامة في تعامله مع المراتين

طلب موسى مرافقة الرجل الصالح دليل على حبه للعلم و تقديره للعلماء 

العلم ينال بالصبر و حسن الفهم و طاعة العلم 

كان ميلاد عيسى عليه السلام من دون اب معجزة تدل على قدرة الله تعالى 

انطق الله عيسى عليه السلام في المهد دفاعا عن شرف امه

استجاب الحواريون لدعوة عيسى عليه السلام و كانوا له دفاعا عن الحق 

ايد الله تعالى عيسى عليه السلام بمعجزات كثيرة

يعتبر الرسول قدوة في جميع مناحي الحياة

للاقتداء بالرسول صلى الله عليه و سلم سبب للفوز في الدنيا و الاخرة 

يحب الله عز و جل العبد اذا اقتدى بالرسول صلى الله عليه و سلم