ملخص الدرس / الرابعة متوسط/اللغة العربية/الفصل الثالث/الهجرة الداخلية والخارجية

النص

ربما لم يدر في خلد فاتح الأندلس طارق بن زياد وهو يحرق سفنه عند بلوغه الضفة الأخرى، أن فعلته هاته وتصير مثلا يحتذى به بالنسبة لشباب آل الجنوب بدءا من العقد الأخير من القرن الذي وعدناه، فالذين تكتب لهم النجاة من الغرق في مقبرة المتوسط ويصلون سالمين لا غانمين إلى شواطئ أوروبا، يهرعون قبلا حرق أوراق الهوية أملا في اكتساب هوية جديدة، ومن هنا جاء مصطلح "الحريق" الذي صار دالا على الهجرة السرية عبر قوارب الموت أو شاحنات البضائع، أو غيرها من الطرق التي يعتقد البعض أنها تحرره من "قطران" البلاد وتقوده نحو "عسل" البلدان الأخرى، فالهجرة السرية صارت اليوم من أكثر الأسئلة طرحا، فما من لقاء رسمي أو غيررسمي بين آل الضفتين، إلا و تلقى الهجرة السرية بظلالها عليه . ويبدو أن موسم الهجرة نحو الشمال قدر له أن يكون لانهائيا في ضفة الجنوب، فالدراسات التي أجريت في العديد من دول المغرب العربي ؤكد بأن نسبة عالية من الشباب يجعلون من الهجرة السرية الهدف، و الأفق الأثير، فالحلم الأكبر بالنسبة لهؤلاء الشباب هو الالتحاق بالفردوس المفقود، والانتهاء من متاهات البطالة والانتظار القاتل، بأي طريقة وبأي ثمن، أسوة بأقرانهم الذين لم يهتموا بذلك المثل الشعبي الدراج الذي يوصي بأن "قطران بلادي ولا عسل البلدان "، فما يأتي به المهاجرون صيفا من سيارات فارهة، وما يقومون به لصالح عائلاتهم ؤكد بان عسل الضفة الأخرى يستحق في نظرهم اللعب بالنار عبر ركوب قوارب الموت. وما يؤكد هذا التوجه نحو "الحريق" هو ما نستيقظ عليه من أخبار الموت في الماء المالح، فما أن نستفيق من هول خبر غرق إحدى القوارب الصغيرة المحملة بالأجساد الراغبة في "الحريق"، حتی تتناهى إلى مسامعنا أرقام محزنة أخرى تؤكد هلا کا جديدا في مقبرة المتوسط، "غرق ثمانية..حراس السواحل يلقون القبض على مائة...عشرات الضحايا في عداد المفقودين ..." إن التنمية المعطوبة في بعض البلدان العربية وغياب فرص العمل التي توصل الشباب إلى درجات عليا من اليأس، والتي تقف أحيانا وراء تفضيل ((عسل الآخر)) على "قطران الوطن"، وتجعل الشباب راغبا في الهجرة ولو بأقسى الوسائل، لم تكن دوما أسبابا وحيدة وراء تأجيج الرغبة في الهجرة السرية فثمة عوامل أخرى من قبيل الانبهار بدنيا الآخر واشتهاء محاكاته، وهي ضريبة أخرى من ضرائب التخلف والتبعية التي تغرق فيها دول الجنوب، والموقف يفرض علينا ألا نعلق القضية على "مشجب الآخر" فالأسباب الكامنة وراء ((الحريق)) تنبع بالضرورة من رحم الوطن، من متاهاته وعطالته وفقره | المدقع، من تنميته المعطوبة. والبحث عن الحلول للظاهرة ينبع من رحم الوطن كذلك.

الفكرة العامة

الهجرة السرية مغامرة لا تعرف عواقبها.

الافكار الاساسية

الفكرة الأساسية الأولى: من قطران البلد الأم إلى عسل ما وراء البحر طريق نحو المجهول
الفكرة الأساسية الثانية: المستقبل الوردي دافع لركوب قوارب الموت.
الفكرة الأساسية الثالثة: المتوسط مقبرة لأصحاب الحريق.
الفكرة الأساسية الرابعة: مشكلة الهجرة السرية تكمن في ضعف التنمية والحل في النهوض باقتصاد البلدان المتخلفة.