ملخص الدرس / الثآنية ثانوي/فلسفة/المشكلة وإلاشكالية/الاشكالية الفلسفية و المشكلة العلمية

مقدمة طرح المشكلة

من جملة العوامل الاساسية التي تقوم عليها اية عملية تربوية او تعلمية وجود المستعلم و موضوع التعلم و الحافز عليه نقول المتعلم لانه يعني الاول بالعملية و لانه مصدر الشعور و الارادة والقرار و نقول الموضوع لانه المادة المعرفية او السلوكية التي يحتاج اليها المتعلم في مسعاه و نقول اخيرا  الحافز على التعلم لانه المحرك الذي يقف وراء ميول المتعلم و ارادته و ينشط فيه القريحة و يشحذ فيه الفضول و يفتح له باب المزيد من التعلمات و الاكتسابات

و لا يخفي ما لهذا العامل الاخير من اهمية في عملية التعلم انه بمثابة همزة وصل بين المتعلم و مادو التعلم فهو يثير في العامل الاول نوعا من الرغبة المتحمسة في طلب الموضوع و يزرع في العامل الثاني الحركة عندما منه في شكل سؤال و كانه يريد تقديم المادة كاجابة عنه تبرر العلاقة بينهما و هذا يعني ان غياب السؤال اي الحافز و الدافع تترتب عنه انزلاقات تربوية خطيرة منها : نقل المادة التعليمية بشكلها الجاف الى متعلم لا يتمتع بارادة و لا تحركه رغبات و لا تدفعه مشاعر الحماسة و يقع ذلك عن طريق معلم لم يعد يرى من اسلوب في عمله سوى التلقين و التحفيظ 

و عليه فان السؤال ما يزال يحتل صدر المسارات التعليمية من غير منازع و على اساس هذا المبدا العام قام كثير من علماء النفس البيسداغوجي ينادون بترسيخ قيمة السؤال و تاصيلها لدى الدارسين و المدرسين و اذا كان الامر كذلك فماذا نقول في شان ممارسة التفلسف التي لا مبرر لوجودها اطلاقا سوى ان تتطلق من السؤال الاشكالي ان المشروع في عملية التفلسف يتطلب منا ان ندرك السؤال و ان نفهم طبيعة العلاقات المنطقية التي تربط الحدود فيما بينها التي تحتوي عليها السؤال 

هذا و اذا كان لا يعقل ان تبدا فعل التفلسف من لا شيء فانه يتعين علينا في هذا السياق و نحن نحتاج التعهد للفلسفة ان نطرح معنى مفهوم السؤال و مجال امتداده و ان تتسائل متى و لماذا تبرر الدهشة و الاحراج ؟و يتغير منهجي تتسائل عما هي علاقة السؤال بالمشكلة الفلسفية ؟ و ما علاقة هذه المشكلة بالاشكالية ؟ و ما علاقة السؤال باشارة الدهشة و الاحراج و ما طبيعة هذه الاثارة ؟ و اخيرا ما نطاقها و نهايتها ؟

هل كل سؤال هو مشكلة ؟

اولا : ما هو السؤال ؟

هو لغة الطلب و المطلب 

و هو اصطلاحا يكتسي معان متعددة و ذلك حسب التخصص التي تاخذ به :

فهو عند كثير من علماء البيداغوجيا يعني الموضوع (sujet)

و هو لدى اهل التربية و التعليم ما يستوجب جوابا او يفترضه

و هو عند السياسيين القضية كان نقول : القضية او المسالة الفلسطينية و المسالة الاستعمارية

و هو في معناه العام الحاجة لدى الفقهاء المسلمين على اساس ان السؤال هو السؤال و المسالة و هو في معناه الخاص النازلة اي الامر الطارئ الصعب و يقصدون بهذا على وجه الدقة القضية الصعبة او المستحدة التي تتطلب حلا شرعيا و استعجاليا في مجال الدين و الدنيا 

و السؤال لدى الفلاسفة هو على حد سواء المشكلة و الاشكالية 

المشكلة

من الناحية اللغوية 

المشكلة مشاكل و مشكلات هي الامر الصعب او المتلبس و اذا نحن قلنا اشكل علينا الامر يكون معناه التبس علينا و اشتبه و الاشكل من الامور عند العرب هو خليط اللونين و الشواكل من الطرف هي ما انشعب عن الطريق الاعظم 

و للمشكلة كما نقررها في المعاجم الفرنسية معنيان : الاول يفيد بانها مسالة التي تحتاج الى حل بالطرق العلمية او الاستدلالية و الثاني يضيف بانها كل ما يستعصي على الشرح و الحل فهي القضية المبهمة التي تستعصي عن الادراك بل هي المعضلة النظرية او العملية التي لا يتوصل فيها الى حل بقيني مع العلم بان المعضلة تعني حالة لا نستطيع فيها تقديم شيء لانها تزج بنا في التارجح بين موقفين بحيث يصعب ترجيح احدهما على الاخر 

و الفرق بين المشكلة و المعضلة و القضية و المسالة هوم فرق بين الالتباس و الحيلولة و الفكرة التي تدعو الى البحث و الصعوبة التي يمكن حلها :

ان المشكلة تنطوي على الالتباسات و المغلفات بينما المعضلة و هي ايضا المسالة المشكلة هي مسالة تطبيق فيها الخطة و هي كل ما يشكل حاجزا يضيق على و يجول بيني و بين المراد اللذي اقصده

و اما القضية قضايا فهي عند المناطقة الحكم و هي ما يحتاج فيه الى القطع و الفصل او هي عند المفكرين موضوع فكري يدعو الى البحث و التفكير 

و اما المسالة : فهي لغة طلب حاجة او مطلب اقول سالته الشيء اي استعطيه و سالته عن الشيء استخبرته و هي في مجال التعليم و الحياة العامة تمرين او صعوبة يمكن حلها باليات معروفة تحتاج الى بعض المهارات 

و في هذا الجدول نقرا اربعة انواع من الاسئلة و ما يقابل كل واحد منها من خصائص و وسائل تستعمل في الحل و امثلة مناسبة :

امثلة   وسائله  خصائصه  تشخيص السؤال
هل يصبح القول بان لكل سؤال جوابا ؟  محاولة فتح الملتبس و المنغلق  الالتباس   المشكلة

(ا) مشتقة من (ب)

و (ب) مشتقة من (ا) ايهما المصدر ؟ 

 خطة   الحيلولة و الانسداد  المعضلة

للنجاح في الفلسفة لابد من المطالعة

و لكن كيف لي ذلك و انا في منطقة ثانية ؟

 البحث بادولتها  قابلة للبحث  القضية
 اذا كان هذا خليط من الاحمر و الاسود فماهي خصوصية كل واحد منها   لحل بمهارة  قابلة للحل  المسالة

 

الناحية الاصطلاحية

و المشكلة اصطلاحا هي مسالة فلسفية يجدها معين حيث يحضر الموضوع و يطرح الطرح الفلسفي و هي اطروحة او اطروحات و يفضل عدد من الباحثين في الفلسفة ان يجمع مشكلة جمع مؤنث سالم فيقول مشكلات و لعله بذلك يرقى الى التمييز بينها و بين كلمة ''مشاكل'' التي تغلغلت في لغة العوام و لغة الاجتماعيين و النفسانيين و اهل السياسة و الصحافة و غيرهم

و ما علاعلاقة بينهما ؟

ليست علاقتهما طردا و لا عكسا 

ليس كل سؤال مشكلة بالضرورة لان الاسئلة المتبدلة التي لا تتطلب جهدا في حلها و التي لا تثير فينا احراجا و لا دهشة لا يمكن ان ترقى الى اسئلة مشكلة حقيقية و في مقابل ذلك يمكن القول بان المشكلة جديرة بان تكون سؤالا عند القراءة الاولى اذا هو اثار قضية مستعصية عن الحل و اذا جاء في صيغة استفهامية الا ان هناك حالات تثبت فيها المشكلة و يغيب عنها الاستفهام فقد تكون المشكلة الفلسفية مثار دهشة امام العقل دون ان تقدم في صياغة استفهامية كما هو الحال في عرض مجرد اطروحة فقط يدعى المنظر فيها بعد ''مشكلتها'' كما هو الحال في عرض الاطروحتين الاتيتين : ''قد يجتمع الضدان الحرية و الحتمية '' و بين السلب و الايجاب علاقة تكاملية و كما في حالة اضافة المطلوب التالي الى كلا الطرحين :(حلل و ناقش)

و المشكلة ليست ايضا سؤالا من حيث انهمجرد موضوع و مبحث او مطلب ما دام لم يترك في الذهن بعض التساؤلات و لم يخلف وراءه استفهامات صريحة او ضمنية هذا بالاضافة الى انه ليست كل مشكلة مطلبا فلسفيا فبامكاني ان اواجه مشكلة تسرب المياه على مستوى سقف لانها مشكلة عملية كما انه لا يجب الخلط من جهة بين المشكلة الفلسفية التي تسعى الى البحث عن الحقيقة البعيدة و المشكلة العلمية التي تهتم بالحقيقة القريبة من جهة اخرى

و اهذا فانه في حالة تقدم السؤال على شكل وضعيات مستعصية بحيث تاخذ الصعوبات في الظهور و تشتد فتصل الى غاياتها بالنظر الى طبيعة المجال اللذي تنبثق منه و الى حجم و قوة الانفعال الذي تثيره يعبر الجواب فيعلق بين الاثبات و النفي تارة و يطرح في حلقة مفرغة تارة اخرى و قد يسكت عنه في حالة من الحيرة و الارتياب و عندئذ نقول :ان السؤال ما يزال ينتظر جوابا و هذا النوع من الاسئلة يقحمنا بلحمنا و دمنا و بكل جوارحنا و كياننا في وضعية تربك سكيننا العقلية و المنطقية و النفسية و هذا هو الذي يتحدث عنه الفلاسفة في تعرضهم للمواقف المشكلة 

التفكير اساس العلاقة بينهما 

ان مصير السؤال الفلسفي يتوقف على الانسان ككائن عاقل و فضولي يعيش على الفطرة و يعيش ايضا على الاكتساب و ليس بالضرورة ان يكون هذا في سن دون اخرى فالاطفال حقهم في ذلك اذ يحملون من الانشغالات و من التساؤلات ما يخرجوننا به و نقف امامهم حائرين لقد اكد علم النفس التربوي على ان التعلم يتاسس على التساؤل و على انه لا تعلم الا عن طريق التساؤل اللذي يحركه الفضول و هذا يعني انه لا معرفة واضحة و لا ناجعة و لا حقيقية دون ان تكون رد فعل عن سؤال من هنا تنشط المحفزات و يتحمس المتعلم للسعي الى العمل الفكري

و بصورة عكسية كل معرفة اكتسابها او سوف نكتسبها هي في الحقيقة جواب عن سؤال تكون قد و اجتهاد او بادرنا الى طرحه و لهذا فاننا عندما نكون امام اي نص معرفي ترانا نحاول استساله علنا نصل الى الاحاطة بالسؤال اللذي كان دافعا و سببا في الجواب و هذا معناه الانتقال من الحل الى السؤال

يمكننا اذن اعتبار لتساؤل مفتاح التعلم و المعرفة و حافزا على تقدم العمل الفكري

نستنتج مما سبق انه لا يجب ان تاخذ العلاقة بين السؤال و الجواب على اساس الاطراد و العكس فقد يكون للسؤال جواب و قد يبقى معلقا من غير جواب وفي هذه الحالة الاخيرة يجب ان تاخذ السؤال على انه قضية صعبة تثير التوتر و من ثمة تدعو الى التفكير و محاولة البحث عن الاجابة و اذا كانت هناك علاقة بين الطرفين فانه يجب ان تقوم على اساس الاطراد و العكس فقد يكون للسؤال جواب و قد يبقى معلقا من غير جواب و في هذه الحالة الاخيرة يجب ان ناخذ السؤال على انه قضية صعبة تثير التوتر ومن ثمة تدعو الى التفكير و محاولة البحث عن اجابة و اذا كانت هناك علاقة بين الطرفين فانه يجب ان تقوم على اساس فكري مخصص بحيث نقرب السؤال الاشكالي الى التفكير و في هذا السياق يقول جون ديوي ان التفكير لا ينشا الا اذا وجدت مشكلة و ان الحاجة الى حل اي مشكلة هي العامل المرشد دائما في عملية التفكير

هل الاشكالية ترادفها ؟ هل تتحدث عن مشكلة ام اشكالية ؟

 

 

ما العلاقة بين المشكلة و الاشكالية ؟

 

لقد أحاطت بالانسان ظواهر مختلفة اثارت دهشته و استغرابه فدفعه فضوله للبحث عن حقائق الاشياء و هذا لا يكون الا بطرح السؤال و السؤال بدوره يتحول إكا الى مشكلة و هي وضعية تنطوي على التباسات و تثير الدهشة و يمكن حلها و قد تتناول المشطلة قضايا و معضلات فلسفية تثير انفعالا و احراجا اكبر فتحول الى اشكالية و هي القضية التي تحتمل الاثبات و النفي معا و لا يقتنع الباحث فيها بحل فإذا كان كل مشكلة و الاشكالية يسعيان لنفس الهدف و هو الاجابة عن الاسئلة المبهمة و يختلفان من حيث المضمون : فمالعلاقة بينهما ؟ 

أوجه الاختلاف

المشكلة :

- تساؤل مؤقت يستدعي جوابا مقنعا 

- نتائجها مقنعة 

- تثير الدهشة و الاستغراب 

- مجالها محدود 

- قضية جزئية 

الاشكالية : 

- تساؤل مستمر يتناول نعضلات فلسفية مستعصية 

- نتائجها تثير الشكوك و تبقى معلقة بين النفي و الاثبات 

- تثير الاحراج و وتولد الاضطراب النفسي و العقلي 

- مجالها مفتوح 

- قضية كلية 

أوجه التشابه (الاتفاق)

- كلاهما ينكلق من سؤال و يطرح بصيغة استفهامية 

- كلاهما امر صعب و نستعصي 

- كلاهما يثران القلق و التوتر و الانفعال 

- كلاهما يبحثان عن الحقيقة 

- كلاهما يدفعان الانسان الى معرفة الواقع و التأقلم معه 

أوجه التداخل (العلاقة بينهما )

بما أن المشكلة جزء من الاشكالية فإن العلاقة بينهما هي جزء بالكل أو مجموعة بعناصرها أو الاصل بالفرع .

نطاقها

اولا : نطاقها

ان المقصود بالنطاق هو مجال الموضوعات اللذي تنشغل به الفلسفة و مستوى البحث فيه ان السؤال الفلسفي لا تهمه كثيرا الظواهر الجزئية و الحقائق القريبة لان هذا من قبيل عالم الحسيات و ما هو من هذا القبيل يدخل في دائرة اهتمامات العلماء و انما ما يهمه هو طرح القضايا الفكرية التي تتجاوز الحسيات نحو العقليات حيث ينصب البحث على حقيقة الحقائق و اصل الاصول و مبدا المبادئ اللذي يفسر كل ما يجري في الطبيعة و ما وراء الطبيعة و يتصل بمجال الموضوعات هاته موقع مستوى الدراسة فالمشكل الفلسفي ليس مشكلا ذا طابع حسي و عملي كما راينا ليس فقط لدى العلماء في مختلف التخصصات بل لدى جميع الناس في حياتهم المعيشية انه يتموقع في مستوى الافكار و منطقها و انساقها و مستوى التصورات الكلية و التطلعات الشمولية انه اذن صعوبة عقلية على درجة عالية من التجريد تواجه العقل فتزعج سكينته و هنا يجب ان نذكر بان الدهشة التي ينطلق منها التفلسف اشد و ابلغ في سؤال يتقدم كاطروحة عقلية و مجردة منها في سؤال يتقدم كوضعية عملية مشكلة لانها تهز الانسان في كل كيانه بلحمه و دمه و في كل اعملق حياته الذهنية و الاجتماعية ان الموضوعات التي تناولها السؤال الفلسفي لدى اليونان مثلا كانت مغرقة في التجريد و مثيرة للاندهاش و الاحراج و من ذلك نسجل التساؤل عن اصل الوجود من اعلى الالوهية الى ادنى موجود و عن طبيعة الاشياء و في تركيبها و تغيرها او ثباتها

ثانيا : نهايتها

و اذا كان الناس يقولون لكل سؤال جواب و لكل مشكلة حل فهل في الفلسفة و بوجه اخص و في هذا النوع من الاطروحات يصل البحث الى نهايته ؟ انه يصل و لا يصل يصل من حيث ان لكل بداية نهاية اي لكل منطلق فكري نهاية يصل اليها و لكن النهاية هنا ليست نهاية مطلقة كما هو شان في العلم مثلا و لا نهاية مبدئية تستجيب لمنطلق التفكير و قواعده فقد تكون النهاية مجرد علامة لتوافق المقدمات مع اللنتائج و مجرد اجابة متعلقة عن مشكلة ما ضمن  اشكالية عامة و قد تكون في طابعها الاقناعي اجابة يختلف الناس في الاخذ بها او اجابة مفتوحة على قضايا فكرية تشكل مباحث متواصلة و نطاقا يحتاج الى اهتمامات مستمرة

 

خاتمة حل المشكلة

الدرس خاتمة حل المشكلة

ان الانفعال اللذي يثيره السؤال الفلسفي احراجا كان او دهشة لا مرد له اما اشكالية واضحة في لغتها و في التزام طرحها بقواعد المفارقات انه يتحدى عقولنا و يحرك مشاعرنا و يحفز فضولنا نحو كشف الحقيقة و مصارعة الجهل و هذه المهمة اللانهائية نضال مستمر ما دام الانسان كائنا عاقلا لا تنقطع فضوليته عن السؤال

و كمخرج من الاشكالية الاولى ان السؤال الفلسفي صنفان : الاول يثير المفارقات المنطقية فيهز عقولنا و يحيرها و يدفعها الى البحث على الحل المناسب ليهدا و لا يتنازع مع نفسه و الثاني يذهب خلف العقل ليتغلغل في الانسان فيعوض في اعماقه و في شؤونه الحميمة المتعلقة مثلا بهوية الانا و معنقداته و ما الفه من قيم و مفاهيم الاول مشكلة بالنسبة لاي انسان لانه يتعامل مع المجردات و الثاني اشكالية (اي مشكلة المشكلات) حيث يقع الانصراف من العام المشترك الى ما هو خاص فيقتحم الانسان بلحمه و دمه و بكل كيانه لا احد غيره يستطيع ان يواجهها و كان الاشكالية قضية تهمه هو ذاته لا غيره و هذا الصنف يتعامل مع كل ما هو ملتصق بالشخص كشخص في كل امتداداته و ابعاده المتداخلة هناك اذن فرق بين الحيرة العقلية و المعاناة الذهنية الشاملة بين قضية ينطلق فيها الباحث متفائلا في الخروج منها بحل مناسب و متماسك و قضية تشعره بالاحراج فتصاحبه و تلاحقه و تقذف به الى تاملات فلسقية و مستمرة

و عليه فان عندما يطرح السؤال الفلسفي عموما لا يكون بالضرورة في فلك امهات المشاكل ما دام لم يمس من كيانه الا جزءا واحدا لا يتعدى دائرة العقل المجرد و ما يقدمه عموما بشان المشكلة من حلول ما هو سوى حلول تناسب منطق نزعته حتى اذا استطاع تهدئة فضوله و اقناعه فهو لا يقضي عليه اطلاقا و اغرب ما في الامر هو ان هذه الحلول التي يصل اليها الفلاسفة للمشكلات المطروحة ضمن الاشكالية لا توفر لهم و هي مجتمعة سبيل الخروج النهائي من الاشكالية و ليس من المبالغة القول بان الاستشكال الفلسفي الحقيقي ليس في طرح الاسئلة المشكلة و محاولة حلها او على الاقل فهم حلولها بقدر ما هي في التساؤل المستمر و تامل الاسئلة الاشكالية 

انظر الشكل المقابل