ملخص الدرس / الثآنية ثانوي/فلسفة/العلاقات بين الناس/العنف والتسامح

مقدمة

هل يمكن مقابلة العنف بالتسامح ؟ 

بطبيعة الانسان كائن اجتماعي لا يستطيع العيش بمعزل عن الاخرين و عند اندماجه مع الجماعة يعني انه قد تسيطر عليه الانانية و حب امتلاك الغير و السلطة و لتحقيق ذلك يلجأ الى العنف الذي هو ضغط يقوم به الشخص على ارادة الغير باستعمال القوة غير ان استعمال العنف و مقابلته باللاعنف طرح جدلا واسعا بين الفلاسفة فالبعض يقول ان العنف ايجابي و اساس البقاء و البعض الاخر يؤكد ان العنف يؤدي الى تأزم الاوضاع و تفشي العداء بين الافراد و منه نطرح الاشكال الاتيهل نقابل العنف باللاعنف ؟

الموقف الاول : مقابلة العنف بالعنف

كارل ماركس- ميكافي - انجلز

- العنف اساس البقاء فهو سلوك ايجابي 

- العنف اصل كل الاشياء و هو يلعب دور في تحريك  العالم و نقله من الثبات الى الحركة 

- العنف من طبيعة الانسان الانانية التي تقتضي استعمال العنف لإثبات الذات و فرض السلطة

التقييم و النقد

على الرغم من ان العنف لغز انر ايجابي لكن الواقع يثبت عكس ذلك الانسان تحكمه شريعة القانون و ليس القانون الغاب 

الموقف الثاني : مقابلة العنف بالتسامح

فولتير - كانط - غاندي 

- يجب الاخذ بمبدأ التسامح لان العنف لا يولد الا العنف 

- جمع الديانات السماوية دعت الى السلم و نبذ العنف 

- مواجهة العنف بالعنف تؤدي العنف اشد وقفته اعمق 

- الانسان كائن عاقل ينبغي له العمل بالتسامح 

- العنف اسلوب بدائي غير متحضر و هو يوقود الى تدمير القيم الاخلاقية السامية .

التقييم و النقد

على الرغم من ان التسامح قانون الانسانية لكن عندما يكون مطلق يؤدي الى الانحلال و اللاخلاق .

التركيب

ان الانسان العاقل ينبغي ان يتخذ الحكمة في تعامله مع الغير اي لابد ان يطبق العنف بالمعنى الايجابي عند الحاجة و التسامح من باب الصفح في حالات التي تقتضي ذلك 

الخاتمة

و في الاخير نستنتج بان الحكمة تقتضي التوازن بين العنف و التسامح و هو توازن قائم في ذات الانسانية من حيث هي طبيعتها تميل الى منطق الوسطية الذي اقرته الشريعة الاسلامية و بالتالي فإن احسن وسيلة للحد من تأثيرات ظاهرة العنف هي في فهم الواقع و ما يقتضيه في كل حالة 

هل يكن مقابلة العنف بتسامح

قبل ''العنف لا يولد إلا العنف '' حلل وناقش . هل يكن مقابلة العنف بتسامح 

المقدمة: (طرح مشكلة) إذا كان العنف هو استعمال القوة أو كل عمل يضغط به شخص على إرادة  الغير .وكان التسامح هو معاملة الإنسانية من منظور الاحترام والتعاون الأخلاقي . فا هذا يعني انه لايمكن الجمع بينهما انطلاقا من انه لايمكن الجمع بين نقيضين وهذا ما يتجلى في أطروحات كثيرة من الدارسين . لكن غي المقابل نجد من أكد انه ينبغي التخلي عن فكرة الصراع انطلاقا من إن الإنسان المعاصر أصبح يهدف إلى تحقق الحوار الحضاري . لذا هل من صواب بين الاعتقادين وهل يمكن التصديق  بالطرح القائل إن العنف لايولد إلا العنف  ؟

آم إن العنف هو أصل البقاء و البناء ؟ بل هل يمكن مقابلة العنف بتسامح ؟

/2 التوسيع (محاول حل المشكلة )

القضية (العنف أساس البناء والبقاء_ لايمكن مقابلة العنف بتسامح )

تحليلها يذهب أنصار هذا الطرح للتأكيد على فكرة أساسية مضمونها انه يوجد جملة من أسباب النفسية . الاجتماعية .الاقتصادية و جعلت العنف مشروعا من اجل البقاء . إن العنف هو أصل حركة العالم و إثبات الذات بل هو أداة شرعية أخلاقية من اجل استرجاع الحقوق المغتصبة . إن التخلي عن فكرة الصراع في حياة الإنسان هو تعبير عن الضعف والرضوخ لأخر.
البرهنة

  • أكد ''هيراقليطس'' إن العنف هو أصل كل الأشياء وهو ما يتجلى من خلال قوله ''إن القتال هو أبو سائر الأشياء '' نفس الطرح نجده عند ''كالكاس'' حيث أشار انه إذا كان العنف هو المسيطرة في الطبيعة فانه ينبغي إن يسيطر على حياة الإفراد . و إذا كان قانون الطبيعة هو ''البقاء لأقوى '' وكان الإنسان جزءا من هذا الوجود فلما لا ينطبق هذا القانون ؟ .

فاللبؤة مثلا تقتل احد صغارها إذا ولد بعاهة لان ذلك الشبل سيجد نفسه يوم ما غير قادر على اصطياد الفريسة فيكون له اثر سلبيا على مملكة الغابة

  • طبيعة الإنسان الأنانية تقتضي استعمال العنف من اجل اثبات الذات . حيث اكد سيغموند فرويد إن الفرد تحكمه نزعة الحياة (ايروس ) ونزعة الموت (تيناطوس) . هذا ما يفسر السلوك العدواني لأنه يسعى إلى التملك . فرض السلطة . البقاء وتلبية كل الرغبات . لكن يجد نفسه خاضعا لقيد اسمه الغير و أخر اسمه الموت . هذا ما يحدث له كبت والحقد على كل من وقف ضد رغباته . ولعله في ذلك يتفق مع طرح توماس هوبز القائل ''الإنسان ذئب لأخيه الإنسان '' أي الإنسان شرير بطبعه فيطبق الحيلة و المكر من اجل فرض الوجود .
  • 3-أكد فريدريك انحلز إن العنف هو أساس البناء والتحرر . فالظروف التي عاشتها الطبقة العاملة في ظل الاقتصاد الرأسمالي تميزت بالقمع لان العامل كان يشعر بالغربة في عمله وهو ما أدى إلى قيام ثورة من اجل تغيير النظام وتحقيق العدالة الاجتماعية . وهذا يعني انه لا يمكن فهم العنف فقط من الجانب السلبي بل هو وسيلة من اجل غاية سامية . طرح وجد عند جون جاك روسو حيث قال '' ليس لنا فقط الحق . بل من الواجب إن نثور إذا اقتضت الضرورة لذلك.

فهناك نوع من الأخلاقية يدعونا إلى حمل السلاح في أوقات ما . '' كذلك عبر المفكر الفرنسي البير كامو ان الرجل الثائر هو الرجل الذي يقول ''لا'' وهدا يعني إن الأمور تفاقمت و زادت في تدهور وان هناك حدودا يجب الوقوف عندها. موسوليني '' إن السلام الدائم لا هو بالممكن ولا هو بالمفيد . إن الحرب وحدها بما تحدثه من توتر هي التي تبعث أقصى نشاطات الإنسان والتي هي وسام النبل على صدور أولئك الذين يمتلكون الشجاعة لمواجهتها .

4- أكد المفكر الألماني فريدريك نيتشيه إن القوة والعنف هما أساس في بقاء البشرية إذ لا مجال للتسامح والأخلاق في حياة الإنسان لان الأخلاق من صنع الضعفاء طبقوها كوسيلة لحماية أنفسهم من طمع الأقوياء . أي إن الذي يمتلك القوة يمتلك الحق . فالنمر الذي يهاجمني يمتلك الحق في ان يقتلني و أنا الذي أدافع عن نفسي امتلك الحق إن اقتله

استنتاج جزئي : إذن لا يمكن مقابلة العنف بالعنف إلا بالعنف .

النقد: على الرغم من أهمية طرح هؤلاء لكن لا يمكن التصديق بما ذهبوا إليه . فالحقيقة إن فكرة العنف وجدت في المجتمعات البدائية ولا تتناسب مع صفة الإنسان المتحضر . لا يمكن إخضاع التجمع الإنساني لقانون يحكم الحيوان مادام منفردا بملكة العقل . بل إن الدراسات التي قام بها العالم النفساني فروم أكدت انه حتى الحيوان ليس عدوانيا إلا في لحظة البحث عن الغداء أو مواجهة خطر خارجي فكيف يتنازل الإنسان عن قيمة الإنسانية إلى مرتبة الحيوانية . كما أن العنف لا يولد إلا العنف وهذا إلا العنف وهذا ما يعني الصراع الدائم .

نقيض القضية : (يمكن مقابلة العنف بالتسامح )

شرح و تحليل : يذهب أنصار هذا الطرح للتأكيد على فكرة أساسية مضمونها انه ينبغي مقابلة العنف بالتسامح كفضيلة أخلاقية تعبر عن سمو الإنسان . هذا الطرح وجد في الوقت الذي حدث فيه اقتناع انه ينبغي التخلي عن فكرة الحقد و الصراع لان العنف لا يولد إلا العنف كما لا تطفئ النار النارا . لا يمكن فهم التسامح انه ضعفا مادام وجد في مجمل الديانات السماوية و رحبت به المجتمعات .

1- إن الله عز وجل خلق الإنسان في أحسن صورة وفضله على الخلق لكن لا ينتظر الشكر من احد بل نجد من يطغى و يصل إلى حد الجحود بنعم ربه . لكن رحمة الله بعباده أوسع من رحمة إلام بابنها . فالرحمة هي التسامح وعدم الإكراه . و يتجلى ذلك من خلال قوله تعالى (لا إكراه في الدين . وقد تبين الرشد من الغي ) سورة البقرة -256-ويقول تعالى ( ادع إلى سبي ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) صدق الله العظيم .هذا يعني إن القوي (الله) يدعو إلى التسامح وذلك الإنسان الذي يساوي لا شيء مقارنة بحجم الكون يدعو إلى العنف فهذا غير معقول . إن هذه الآيات من التنزيل الحكيم تجسدت في حياة الأولين حيث يتجلى ذلك من خلال التعامل الأخلاقي مع السجناء وكذلك السماح لأهل البلد بممارسة عقائدهم مقابل الجزية في مرحلة الفتوحات الإسلامية  .

2- أكد ايمانويل كانط على ضرورة اعتماد التسامح وفعل الخير لان الواجب يقتضي ذلك '' افعل الخير لأنه خير وابتعد عن الشر لأنه شر'' وهذا لا يعني إن الاحترام دين لا بد من تأديته لمن يستحقه . التسامح هو قانون أخلاقي مقدس فكل إنسان يجب إن يحاط بالاحترام بوصفه غاية مطلقه بذاته ''هذه الأفكار طرحها في كتابه مشروع السلام الدائم و تتماشى مع اعتقاد برترند راسل حيث عايش الحرب العالمية الأولى والثانية فاستنتج انه ينبغي  التخلي عن فكرة الصراع والحرب لان المواجهة العنف بالعنف تؤدي إلى العنف اشد و فتنة أعمق . إذا كان الإنسان هو كائن عاقل فان العقل يصنع الحكمة والحكمة تعني العمل بالتسامح . في ذلك يقول برترند رسل ''الشيء الذي يحرر البشر هو التعاون . و أول خطوة فيه إنما تتم في قلوب الإفراد . و المألوف إن يتمنى المرء المرء الخير لنفسه . ينبغي كذلك إن يتمنى الخير للآخرين ''

3- أكد فولتير في كتابه '' مقالة في التسامح انه ينبغي التخلي عن العنف في كل المجالات وبوجه اخص في مجال الدين و العقيدة وفي ذلك يقول '' إننا أبناء من نفس  الأب ومخلوقات من نفس الإله . وأننا عجين من النقائض والأخطاء  . إذن فلنتسامح فيما بيننا""

4- أكد رجي غارودي على فكرة الحوار الحضاري واعتماد التسامح والمحبة من اجل التعايش دون صراع . رحب المجتمع  الدولي بفكرة التسامح فخصص يوم 16 نوفمبر من كل سنة يوما لتسامح بمبادرة من منظمة اليونسكو سنة 1995.

استنتاج جزئي : إذن يمكن مقابلة العنف بتسامح .

النقد: على الرغم من أهمية هذا الطرح إلا انه من الناحية المنطقية لا يمكن الجمع بين نقيضين ( مبدأ عدم التناقض ) أي لا يمكن الجمع بين العنف والتسامح . كذلك عبرت بعض الدراسات المعاصرة انه لا يمكن التخلي عن منطق القوة لان الأخلاق من صنع الضعفاء وظفوها كوسيلة لحماية أنفسهم من طمع الأقوياء .

التركيب : من خلال ما تقدم يتبن لنا إن الإنسان العقل ينبغي إن يطبق الحكمة في تعامله مع الغير أي لابد إن يطبق العنف بمعنى الايجابي عند الحاجة والتسامح من باب الفصح في الحالات التي تقتضي ذلك وهذا يعني انه يمكن مقابلة العنف بالتسامح لكن ليس التسامح الذي يكون نوعا من الخوف بل التسامح الذي يعد احتراما للغير .

الخاتمة: ختام القول يمكن التأكيد إن الإنسان طبق العنف من اجل البقاء في مرحلة أرغمته الظروف على ذلك . لكن التحولات التي عرفها التجمع البشري أصبحت تميل أكثر إلى تنظيم والحضارة مما يعني ضرورة التخلي عن فكرة الصراع . ومن ذلك الإيمان بفكرة التسامح والحوار الحضاري. هذا كله لا يخدم الفرد فقط بل يخدم المجتمع الدولي الذي يهدف إلى مشروع القرية الكونية التي يتم من خلالها إلغاء كل  الحدود وكل أسباب التعصب .

 

التوسيع (محاول حل المشكلة )

القضية (العنف أساس البناء والبقاء_ لايمكن مقابلة العنف بتسامح ):

تحليلها يذهب أنصار هذا الطرح للتأكيد على فكرة أساسية مضمونها انه يوجد جملة من أسباب النفسية . الاجتماعية .الاقتصادية و جعلت العنف مشروعا من اجل البقاء . إن العنف هو أصل حركة العالم و إثبات الذات بل هو أداة شرعية أخلاقية من اجل استرجاع الحقوق المغتصبة . إن التخلي عن فكرة الصراع في حياة الإنسان هو تعبير عن الضعف والرضوخ لأخر.

البرهنة:

أكد ''هيراقليطس'' إن العنف هو أصل كل الأشياء وهو ما يتجلى من خلال قوله ''إن القتال هو أبو سائر الأشياء '' نفس الطرح نجده عند ''كالكاس'' حيث أشار انه إذا كان العنف هو المسيطرة في الطبيعة فانه ينبغي إن يسيطر على حياة الإفراد . و إذا كان قانون الطبيعة هو ''البقاء لأقوى '' وكان الإنسان جزءا من هذا الوجود فلما لا ينطبق هذا القانون ؟ .

فاللبؤة مثلا تقتل احد صغارها إذا ولد بعاهة لان ذلك الشبل سيجد نفسه يوم ما غير قادر على اصطياد الفريسة فيكون له اثر سلبيا على مملكة الغابة

طبيعة الإنسان الأنانية تقتضي استعمال العنف من اجل اثبات الذات . حيث اكد سيغموند فرويد إن الفرد تحكمه نزعة الحياة (ايروس ) ونزعة الموت (تيناطوس) . هذا ما يفسر السلوك العدواني لأنه يسعى إلى التملك . فرض السلطة . البقاء وتلبية كل الرغبات . لكن يجد نفسه خاضعا لقيد اسمه الغير و أخر اسمه الموت . هذا ما يحدث له كبت والحقد على كل من وقف ضد رغباته . ولعله في ذلك يتفق مع طرح توماس هوبز القائل ''الإنسان ذئب لأخيه الإنسان '' أي الإنسان شرير بطبعه فيطبق الحيلة و المكر من اجل فرض الوجود .

أكد فريدريك انحلز إن العنف هو أساس البناء والتحرر . فالظروف التي عاشتها الطبقة العاملة في ظل الاقتصاد الرأسمالي تميزت بالقمع لان العامل كان يشعر بالغربة في عمله وهو ما أدى إلى قيام ثورة من اجل تغيير النظام وتحقيق العدالة الاجتماعية . وهذا يعني انه لا يمكن فهم العنف فقط من الجانب السلبي بل هو وسيلة من اجل غاية سامية . طرح وجد عند جون جاك روسو حيث قال '' ليس لنا فقط الحق . بل من الواجب إن نثور إذا اقتضت الضرورة لذلك.

فهناك نوع من الأخلاقية يدعونا إلى حمل السلاح في أوقات ما . '' كذلك عبر المفكر الفرنسي البير كامو ان الرجل الثائر هو الرجل الذي يقول ''لا'' وهدا يعني إن الأمور تفاقمت و زادت في تدهور وان هناك حدودا يجب الوقوف عندها. موسوليني '' إن السلام الدائم لا هو بالممكن ولا هو بالمفيد . إن الحرب وحدها بما تحدثه من توتر هي التي تبعث أقصى نشاطات الإنسان والتي هي وسام النبل على صدور أولئك الذين يمتلكون الشجاعة لمواجهتها .

أكد المفكر الألماني فريدريك نيتشيه إن القوة والعنف هما أساس في بقاء البشرية إذ لا مجال للتسامح والأخلاق في حياة الإنسان لان الأخلاق من صنع الضعفاء طبقوها كوسيلة لحماية أنفسهم من طمع الأقوياء . أي إن الذي يمتلك القوة يمتلك الحق . فالنمر الذي يهاجمني يمتلك الحق في ان يقتلني و أنا الذي أدافع عن نفسي امتلك الحق إن اقتله.

استنتاج جزئي : إذن لا يمكن مقابلة العنف بالعنف إلا بالعنف .

النقد: على الرغم من أهمية طرح هؤلاء لكن لا يمكن التصديق بما ذهبوا إليه . فالحقيقة إن فكرة العنف وجدت في المجتمعات البدائية ولا تتناسب مع صفة الإنسان المتحضر . لا يمكن إخضاع التجمع الإنساني لقانون يحكم الحيوان مادام منفردا بملكة العقل . بل إن الدراسات التي قام بها العالم النفساني فروم أكدت انه حتى الحيوان ليس عدوانيا إلا في لحظة البحث عن الغداء أو مواجهة خطر خارجي فكيف يتنازل الإنسان عن قيمة الإنسانية إلى مرتبة الحيوانية . كما أن العنف لا يولد إلا العنف وهذا إلا العنف وهذا ما يعني الصراع الدائم .

نقيض القضية : (يمكن مقابلة العنف بالتسامح )

شرح و تحليل : يذهب أنصار هذا الطرح للتأكيد على فكرة أساسية مضمونها انه ينبغي مقابلة العنف بالتسامح كفضيلة أخلاقية تعبر عن سمو الإنسان . هذا الطرح وجد في الوقت الذي حدث فيه اقتناع انه ينبغي التخلي عن فكرة الحقد و الصراع لان العنف لا يولد إلا العنف كما لا تطفئ النار النارا . لا يمكن فهم التسامح انه ضعفا مادام وجد في مجمل الديانات السماوية و رحبت به المجتمعات .

1- إن الله عز وجل خلق الإنسان في أحسن صورة وفضله على الخلق لكن لا ينتظر الشكر من احد بل نجد من يطغى و يصل إلى حد الجحود بنعم ربه . لكن رحمة الله بعباده أوسع من رحمة إلام بابنها . فالرحمة هي التسامح وعدم الإكراه . و يتجلى ذلك من خلال قوله تعالى (لا إكراه في الدين . وقد تبين الرشد من الغي ) سورة البقرة -256-ويقول تعالى ( ادع إلى سبي ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) صدق الله العظيم .هذا يعني إن القوي (الله) يدعو إلى التسامح وذلك الإنسان الذي يساوي لا شيء مقارنة بحجم الكون يدعو إلى العنف فهذا غير معقول . إن هذه الآيات من التنزيل الحكيم تجسدت في حياة الأولين حيث يتجلى ذلك من خلال التعامل الأخلاقي مع السجناء وكذلك السماح لأهل البلد بممارسة عقائدهم مقابل الجزية في مرحلة الفتوحات الإسلامية  .

2- أكد ايمانويل كانط على ضرورة اعتماد التسامح وفعل الخير لان الواجب يقتضي ذلك '' افعل الخير لأنه خير وابتعد عن الشر لأنه شر'' وهذا لا يعني إن الاحترام دين لا بد من تأديته لمن يستحقه . التسامح هو قانون أخلاقي مقدس فكل إنسان يجب إن يحاط بالاحترام بوصفه غاية مطلقه بذاته ''هذه الأفكار طرحها في كتابه مشروع السلام الدائم و تتماشى مع اعتقاد برترند راسل حيث عايش الحرب العالمية الأولى والثانية فاستنتج انه ينبغي  التخلي عن فكرة الصراع والحرب لان المواجهة العنف بالعنف تؤدي إلى العنف اشد و فتنة أعمق . إذا كان الإنسان هو كائن عاقل فان العقل يصنع الحكمة والحكمة تعني العمل بالتسامح . في ذلك يقول برترند رسل ''الشيء الذي يحرر البشر هو التعاون . و أول خطوة فيه إنما تتم في قلوب الإفراد . و المألوف إن يتمنى المرء المرء الخير لنفسه . ينبغي كذلك إن يتمنى الخير للآخرين ''

3- أكد فولتير في كتابه '' مقالة في التسامح انه ينبغي التخلي عن العنف في كل المجالات وبوجه اخص في مجال الدين و العقيدة وفي ذلك يقول '' إننا أبناء من نفس  الأب ومخلوقات من نفس الإله . وأننا عجين من النقائض والأخطاء  . إذن فلنتسامح فيما بيننا""

4- أكد رجي غارودي على فكرة الحوار الحضاري واعتماد التسامح والمحبة من اجل التعايش دون صراع . رحب المجتمع  الدولي بفكرة التسامح فخصص يوم 16 نوفمبر من كل سنة يوما لتسامح بمبادرة من منظمة اليونسكو سنة 1995.

استنتاج جزئي : إذن يمكن مقابلة العنف بتسامح .

النقد: على الرغم من أهمية هذا الطرح إلا انه من الناحية المنطقية لا يمكن الجمع بين نقيضين ( مبدأ عدم التناقض ) أي لا يمكن الجمع بين العنف والتسامح . كذلك عبرت بعض الدراسات المعاصرة انه لا يمكن التخلي عن منطق القوة لان الأخلاق من صنع الضعفاء وظفوها كوسيلة لحماية أنفسهم من طمع الأقوياء .

التركيب : من خلال ما تقدم يتبن لنا إن الإنسان العقل ينبغي إن يطبق الحكمة في تعامله مع الغير أي لابد إن يطبق العنف بمعنى الايجابي عند الحاجة والتسامح من باب الفصح في الحالات التي تقتضي ذلك وهذا يعني انه يمكن مقابلة العنف بالتسامح لكن ليس التسامح الذي يكون نوعا من الخوف بل التسامح الذي يعد احتراما للغير .

الخاتمة: ختام القول يمكن التأكيد إن الإنسان طبق العنف من اجل البقاء في مرحلة أرغمته الظروف على ذلك . لكن التحولات التي عرفها التجمع البشري أصبحت تميل أكثر إلى تنظيم والحضارة مما يعني ضرورة التخلي عن فكرة الصراع . ومن ذلك الإيمان بفكرة التسامح والحوار الحضاري. هذا كله لا يخدم الفرد فقط بل يخدم المجتمع الدولي الذي يهدف إلى مشروع القرية الكونية التي يتم من خلالها إلغاء كل  الحدود وكل أسباب التعصب .

نقيض القضية : (يمكن مقابلة العنف بالتسامح )

شرح و تحليل : يذهب أنصار هذا الطرح للتأكيد على فكرة أساسية مضمونها انه ينبغي مقابلة العنف بالتسامح كفضيلة أخلاقية تعبر عن سمو الإنسان . هذا الطرح وجد في الوقت الذي حدث فيه اقتناع انه ينبغي التخلي عن فكرة الحقد و الصراع لان العنف لا يولد إلا العنف كما لا تطفئ النار النارا . لا يمكن فهم التسامح انه ضعفا مادام وجد في مجمل الديانات السماوية و رحبت به المجتمعات .

إن الله عز وجل خلق الإنسان في أحسن صورة وفضله على الخلق لكن لا ينتظر الشكر من احد بل نجد من يطغى و يصل إلى حد الجحود بنعم ربه . لكن رحمة الله بعباده أوسع من رحمة إلام بابنها . فالرحمة هي التسامح وعدم الإكراه . و يتجلى ذلك من خلال قوله تعالى (لا إكراه في الدين . وقد تبين الرشد من الغي ) سورة البقرة -256-ويقول تعالى ( ادع إلى سبي ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) صدق الله العظيم .هذا يعني إن القوي (الله) يدعو إلى التسامح وذلك الإنسان الذي يساوي لا شيء مقارنة بحجم الكون يدعو إلى العنف فهذا غير معقول . إن هذه الآيات من التنزيل الحكيم تجسدت في حياة الأولين حيث يتجلى ذلك من خلال التعامل الأخلاقي مع السجناء وكذلك السماح لأهل البلد بممارسة عقائدهم مقابل الجزية في مرحلة الفتوحات الإسلامية  .

أكد ايمانويل كانط على ضرورة اعتماد التسامح وفعل الخير لان الواجب يقتضي ذلك '' افعل الخير لأنه خير وابتعد عن الشر لأنه شر'' وهذا لا يعني إن الاحترام دين لا بد من تأديته لمن يستحقه . التسامح هو قانون أخلاقي مقدس فكل إنسان يجب إن يحاط بالاحترام بوصفه غاية مطلقه بذاته ''هذه الأفكار طرحها في كتابه مشروع السلام الدائم و تتماشى مع اعتقاد برترند راسل حيث عايش الحرب العالمية الأولى والثانية فاستنتج انه ينبغي  التخلي عن فكرة الصراع والحرب لان المواجهة العنف بالعنف تؤدي إلى العنف اشد و فتنة أعمق . إذا كان الإنسان هو كائن عاقل فان العقل يصنع الحكمة والحكمة تعني العمل بالتسامح . في ذلك يقول برترند رسل ''الشيء الذي يحرر البشر هو التعاون . و أول خطوة فيه إنما تتم في قلوب الإفراد . و المألوف إن يتمنى المرء المرء الخير لنفسه . ينبغي كذلك إن يتمنى الخير للآخرين ''

أكد فولتير في كتابه '' مقالة في التسامح انه ينبغي التخلي عن العنف في كل المجالات وبوجه اخص في مجال الدين و العقيدة وفي ذلك يقول '' إننا أبناء من نفس  الأب ومخلوقات من نفس الإله . وأننا عجين من النقائض والأخطاء  . إذن فلنتسامح فيما بيننا""

أكد رجي غارودي على فكرة الحوار الحضاري واعتماد التسامح والمحبة من اجل التعايش دون صراع . رحب المجتمع  الدولي بفكرة التسامح فخصص يوم 16 نوفمبر من كل سنة يوما لتسامح بمبادرة من منظمة اليونسكو سنة 1995.

استنتاج جزئي : إذن يمكن مقابلة العنف بتسامح .

النقد: على الرغم من أهمية هذا الطرح إلا انه من الناحية المنطقية لا يمكن الجمع بين نقيضين ( مبدأ عدم التناقض ) أي لا يمكن الجمع بين العنف والتسامح . كذلك عبرت بعض الدراسات المعاصرة انه لا يمكن التخلي عن منطق القوة لان الأخلاق من صنع الضعفاء وظفوها كوسيلة لحماية أنفسهم من طمع الأقوياء .

 

التركيب والخاتمة

التركيب : من خلال ما تقدم يتبن لنا إن الإنسان العقل ينبغي إن يطبق الحكمة في تعامله مع الغير أي لابد إن يطبق العنف بمعنى الايجابي عند الحاجة والتسامح من باب الفصح في الحالات التي تقتضي ذلك وهذا يعني انه يمكن مقابلة العنف بالتسامح لكن ليس التسامح الذي يكون نوعا من الخوف بل التسامح الذي يعد احتراما للغير .

الخاتمة: ختام القول يمكن التأكيد إن الإنسان طبق العنف من اجل البقاء في مرحلة أرغمته الظروف على ذلك . لكن التحولات التي عرفها التجمع البشري أصبحت تميل أكثر إلى تنظيم والحضارة مما يعني ضرورة التخلي عن فكرة الصراع . ومن ذلك الإيمان بفكرة التسامح والحوار الحضاري. هذا كله لا يخدم الفرد فقط بل يخدم المجتمع الدولي الذي يهدف إلى مشروع القرية الكونية التي يتم من خلالها إلغاء كل  الحدود وكل أسباب التعصب .