ملخص الدرس / الثآنية ثانوي/تاريخ و جغرافيا/التبــاين الإقليمي في الجـزائر /التباين الإقليمي في الجزائر

مفهوم الإقليم

 هو عبارة عن مساحة ما من سطح الأرض تتميز بمواصفات وخصائص طبيعية أو بشرية

أو اقتصادية تميزها عن المساحات المجاورة لها . أو هو رقعة جغرافية ذات صفات مشتركة تختلف عن المناطق المجاورة لها. غير أن هدا لايعني عدم وجود بعض الخصائص المشتركة بين إقليمين أو أكثر.

معاييـــر تحديـــد الإقليــم :

يعتمد التقسيم الإقليمي في الجزائر على الأسس و المعايير التالية:

المعايير الطبيعية: يعتبر المعيار الطبيعي من أحد الأسس الفعلية في تحديد طبيعة الإقليم وخصائصه حيث الامتداد الواسع للجزائر يؤدي إلى تباين بين شمالها وجنوبها ووسطها من حيث:

السطح: إن نوعية السطح السائد في منطقة ما يعد عاملا مهما في تصنيف وتحديد الأقاليم من خلال:

مظاهر السطح من تضاريس مختلفة ومتنوعة تتمثل في جبال ، سهول ، أودية وهضاب و صحاري.

اختلاف نوعية التربة من منطقة إلى أخرى حيث التربة الفيضية تختلف عن التربة الصحراوية مما يجعلها تحدد طبيعة الإقليم.

تنوع الغطاء النباتي بين أشجار وحشائش كثيفة في المناطق السهلية و الهضاب إلى الحشائش القصيرة و الشوكية و الواحات في الصحراء.

المناخ: تنوع المناخ السائد في منطقة جغرافية ما يساهم في تأثيره على تحديد الإقليم وخصائصه ويشمل:

الحرارة: وهدا من اختلاف درجة الحرارة على سطح الأرض : حيث نجد مناطق تعرف ارتفاعا في درجة الحرارة ، في حين أن هناك مناطق معتدلة الحرارة أو حتى باردة .

التساقط: اختلاف كميات التساقط من رقعة جغرافية إلى أخرى يؤدي إلى التباين في نوعية الأقاليم، فنجد مناطق تشهد تساقط كبير في حين مناطق أخرى تتميز بندرة التساقط .

المعايير البشرية: إن التباين الواضح من شمال الجزائر إلى جنوبها في توزيع السكان وكثافته والعلاقة الموجودة بين السكان و البيئة يجعل الإقليم يخضع لهذه القواعد البشرية من حيث:

توزيع السكان في الجزائر يرتبط بطبيعة التضاريس.

اختلاف الكثافة السكانية من الشمال إلى الجنوب يحدد نوع الإقليم البشري.

المعايير الاقتصادية:  لاشك القطاعات الاقتصادية تعد عنصرا أساسيا في تحديد الإقليم وكذا ممارسة الإنسان لمختلف النشطة البشرية وذلك من خلال:

الزراعة: إن توفر الظروف الطبيعية الملائمة من تساقط واعتدال درجة الحرارة

و استواء السطح من سهول فيضية يؤدي إلى اتخاذ الإنسان ممارسة الزراعة على حساب القطاعات الأخرى وكذا الواحات في الجنوب و ممارسة الرعي في الهضاب العليا يحد خصائص الإقليم من خلال الأنشطة الممارسة فيه.

الصناعة: توفر الثروات الطبيعية و المعدنية في مناطق معينة يجعل الإنسان يمارس الصناعة في هده المناطق دون الأخرى مما يميزها عن المناطق المجاورة لها.

المدن: مكانة المدينة اقتصاديا وماليا وإداريا يجعلها تتميز عن منطقة أخرى مما يجعلها قطبا هاما يميزها عن المناطق المجاورة لها.

شبكة النقل و المواصلات: كثافة هذه الشبكة في منطقة على حساب أخرى يؤدي إلى إعطائها ميزة معينة في تحديد الإقليم الاقتصادي.

تحديد الأقاليم في في الجزائر وفق معايير

يمكن تقسيم الجزائر طبيعيا إلى ثلاث أقاليم من الشمال إلى الجنوب :

الإقليم  التلي : و يتميز ب :  المناخ الرطب – كثافة الغطاء النباتي – الطابع الجبلي – السهول الضيقة والمتقطعة – كثافة السكان – تتركز فيه معظم الأنشطة الصناعية و الخدمات

إقليم الهضاب العليا : ويتميز ب : يتوسط الإقليمين الشمالي و الجنوبي – قلة الغطاء النباتي – قلة السكان – طابع زراعي و رعوي – ضعف النشاط الصناعي ...

الإقليم الصحراوي : يتميز ب: ندرة الغطاء النباتي – الكثافة 1ن \كم2 تجمعات سكانية حول الواحات – النشاط الصناعي استخراجي (البترول و الغاز)

أهميـة الدراسة الإقليمية:

تسهيل دراسة منطقة ما .

التعرف على مزايا ومساوئ كل إقليم وذلك لتحقيق الاستغلال العقلاني لإمكانياته.

تحديد مشاريع التنمية وتوزيعها حسب متطلبات كل إقليم.

التعرف على ثروات وإمكانيات كل إقليم.

التعرف على خصائص ومميزات كل إقليم طبيعيا و اقتصاديا و اجتماعيا.

إدراك العلاقة بين الإنسان و البيئة التي يعيش فيها.

 

 

التعرف علـــى خصائص كل إقليـــم:

 خصائص الإقليم التلي (الساحلي) :

تحديد الموقع الجغرافي: يمتد هذا الإقليم من الغرب إلى الشرق في شكل نطاق طولي ضيق على طول الشريط الساحلي بمسافة 1200 كلم ومن الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي بمساحة تعادل 04 % من المساحة الإجمالية يحده شمالا البحر الأبيض المتوسط ومن الجنوب إقليم الهضاب العليا ومن الشرق تونس ومن الغرب المغرب الأقصى ويتميز بالخصائص التالية:

 الخصائص الطبيعية:

السطح : يتميز بتنوع مظاهره وضخامة تضاريسه وتشمل ما يلي:

السلاسل الجبلية: تتمثل في شكل مرتفعات جبال تسالا، جبال جرجرة ،جبال البابور ،الونشريس ،الظهرة ، جبال تلمسان ، توجد به أعلى قمة وهي قمة لالة خديجة.

السهول : تتواجد به سهول ساحلية مثل (سهل وهران ، متيجة، عنابة) وسهول داخلية:مثل (سهل شلف، سهل بلعباس، قسنطينة).

الأودية و المجاري المائية: يحتوي على شبكة مائية و هيدروغرافية ضخمة أهمها واد سيبوس ،واد الكبير ،واد شلف ،واد الصومام ،واد تافنة ..... شكلت بها سهول فيضية على ضفاف الأنهار و الأودية.

النبات: يتميز بغطاء نباتي كثيف ومتنوع لكثرة تساقط الأمطار ونوعية التربة و المناخ مما سمح بنمو غابات كثيفة بأشجار مثل :الصنوبر، الفلين ،وأشجار البلوط ، وأشجار الزيتون.

التربة: توجد به أنواع كثيرة من التربة حيث التربة الفيضية الموجودة على ضفاف النهار والأودية والتربة الجبلية التي تقع على سفوح الجبال فقيرة من حيث المواد العضوية.

المناخ : يسود مناخ هذا الإقليم مناخ البحر الأبيض المتوسط يتميز بفصلين أساسيين هما: شتاء معتدل وممطر حيث تتراوح مابين 300ملم .800ملم في المتوسط .وصيف جاف وحار نسبيا يعود ذلك إلى عوامل منها القرب من سطح البحر وتنوع التضاريس والامتداد .

الخصائص البشرية: يتميز هذا الإقليم بجملة من الخصائص التالية:

توجد به أعلى كثافة سكانية من 100 إلى 300 ن كم² أي ما يعادل 65 % من مجموع سكان الجزائر.

يتوزع سكان الإقليم بشكل غير منظم و غير متوازن من منطقة إلى أخرى.

توفره على اليد العاملة النشيطة.

الخصائص الاقتصادية:

يتميز هذا الإقليم بتنوع النشاط الاقتصادي حيث يمارس النشاط الفلاحي من إنتاج الخضر والفواكه والحمضيات إلى تربية الأبقار والمواشي وممارسة الصيد البحري لتوفر الثروة السمكية على طول الساحل ويعود ذلك إلى وفرة العوامل والأسباب الملائمة .كما توجد به المناطق الصناعية وتطور و ازدهار التجارة.

خصائص إقليـــم الهضاب العليا

الموقع الجغرافي: يمتد إقليم الهضاب العليا من الجنوب الغربي نحو الشمال الشرقي على مسافة 700كلم محصورا بين سلسلتين جبليتين الأطلس التلي والصحراوي جنوبا بمساحة تعادل 09 %من المساحة الإجمالية يغلب عليه طابع الهضاب ويتخلل الإقليم عدة شطوط منها شط ملغيغ و شط الحضنة  ويتميز بالمظاهر التالية:

 الخصائص الطبيعية:

السطح: يمتاز هذا الإقليم بالتنوع التضاريسي النسبي من حيث:

الهضاب : هي عبارة عن سهول عليا تصل ارتفاعاتها إلى 200م وهي محصورة بين الجبال المتقطعة .

الجبال: ممثلة في سلسلة الأطلس الصحراوي حديثة في تكوينها من أهمها :الأوراس ،القصور ،عمور ،وأولاد نايل وتقع به أعلى قمة وهي قمة شيليا .

الشطوط و الأحواض المغلقة :هي عبارة عن بحيرات تتجمع فيها المياه مركزه الملوحة أهمها :شط ملغيغ وشط الحضنة .

الغطاء النباتي : يتميز الغطاء النباتي في هذا الإقليم بنباتات أقل كثافة من الإقليم السابق وتشمل حشائش الاستبس ،الحلفاء التي تتحصل على درجة كبيرة من البرودة والجفاف وتعتبر مورد اقتصادي هام ، السدرة ، الشيح. .

المجاري المائية: يعاني هذا الإقليم نسبيا من نقص واضح في مصادر المياه باستثناء المياه الجوفية وبعض الأودية مثل واد بوسعادة.

المناخ : يسود الإقليم مناخ شبه جاف يتميز بفصلين أساسيين هما شتاء متوسط الرطوبة وبارد نسبيا :تتراوح فيه كمية الأمطار في المتوسط مابين 200-400ملم وصيف مرتفع الحرارة وجاف وهذا بفعل تأثير عوامل أهمها :

التنوع التضاريسي من ارتفاعات وانخفاضات -البعد عن البحر الأبيض المتوسط مما يفسر تراجع كمية التساقط - مؤثرات الصحراء من ناحية الجنوب .-طابع الامتداد الجغرافي الإقليم .

الخصائص البشرية:

يمثل الإقليم نسبة 25% من مجموع السكان في الجزائر يتوزعون بشكل غير متوازن من الشرق الى الغرب اذ تتراوح الكثافة مابين10ن إلى 100ن كم².

الخصائص الاقتصادية:

يحترف سكان الإقليم نشاط الرعي وتربية الحيوانات (الأغنام والماعز) اذ يمثل لوحده هذا الإقليم نسبة 20% من الإنتاج الوطني أي 12 مليون رأس من الغنم ويحتوي عل 15 مليون هكتار مخصصة للرعي .

احتوائه على الحلفاء الذي يقدر إنتاجها السنوي 04 مليون طن وتعتبر مصدر ومورد اقتصادي هام.

يشتهر بزراعة الحبوب في سهول قسنطينة و سطيف  و تيارت  وكذا الخضر و الطماطم الصناعية أما الصناعة فتعتبر نشاط آخر في الإقليم نظرا لوفرة شروطه خاصة الثروة المنجمية التي تتمركز في غالبها في الجهة الشرقية إضافة إلى الصناعة التقليدية  كالزرابي و الأغطية

خصائص الإقليم الصحراوي

الموقع الجغرافي:

يقع هذا الإقليم من الهوامش الجنوبية للأطلس الصحراوي إلى أقصى الجنوب  وتشغل مساحة ما يعادل 87% من مساحة الجزائر تنحصر فلكيا بين خطي طوب 10°شرقا و08° غربا وبين خطي عرض 19°-°34 شمالا. ويتميز بمايلي:

الخصائص الطبيعية:

السطح: يتميز السطح بتنوع مظاهره تشمل :

الكتل الجبلية: تقع في الركن الجنوبي الشرقي قديمة في تكوينها تتميز بالارتفاع النسبي أعلى قمة بها قمة تاهات في جبال الهقار 2918م.

الحمادة : عبارة عن كتلة صخرية موزعة في الصحراء على أطرافها الشمالية و الوسط بشكل هضاب أهمها: حمادة تادمايت شمال عين صالح وحمادة الدرع بالحدود الجزائرية المغربية   و حمادة القلاب بالحدود الجزائرية الموريتانية.

العرق : وهي عبارة عن مساحات واسعة تغطيها الرمال التي تتحرك بفعل الرياح أهمها :العرق الغربي الكبير ،العرق الشرقي الكبير .

الرق : مساحات صلبة في أرضيتها تغطيها الحصى تلعب دورا اقتصاديا في بناء وتعبيد الطرقات أهمها رق تنزروفت .

الغطاء النباتي: يتميز بالندرة باستثناء بعض النباتات الشوكية التي تتلاءم مع الظروف الصحراوية و مقاومة الجفاف مثل السدرة و الصمغ....

التربة: أهم تربة يتميز بها هذا الإقليم هي التربة الرملية الفقيرة من المواد العضوية و غير الصالحة للزراعة باستثناء الواحات.

المجاري المائية: يفتقر هذا الإقليم للموارد المائية باستثناء المياه الجوفية التي تعتمد عليها الواحات.

المناخ: يتميز مناخ الإقليم الصحراوي بارتفاع درجة الحرارة في طول أيام السنة مع جفاف وندرة الأمطار إلا ما يرتبط  بالأمطار الفجائية  وكذا اتساع المدى الحراري.

الخصائص البشرية:

كثافة سكانية قليلة جدا تتراوح من01 إلى 10 ن كم².

يتمركز سكان المنطقة في الواحات بالقرب من الظروف الملائمة وعواصم الولايات.

الخصائص الاقتصادية:

الزراعة :تتميز في هذا الإقليم بعدم تنوعها حيث يعتمد خاصة على زراعة النخيل و المنتوجات المحمية (الخضر و الحبوب ) خاصة ولاية أدرار وبشار ويشتهر بمنتوج التمر الذي يصدر إلى الخارج مثل دقلة نور إلا أن الإقليم أصبح يلعب دورا اقتصاديا في تغطية الاحتياجات  الاستهلاكية ولو نسبيا لسكانه ،يضاف إليها تربية الإبل والتي لا تتعدى سنويا 130ألف رأس.

توفره على مصادر الطاقة ( البترول – الغاز الطبيعي) وثروة معدنية متنوعة ( الحديد و الفحم ) مما أدى إلى قيام نشاط صناعي يمارس فيه  سكان الصحراء حرفا تقليدية ممثلة في الصناعات الفخارية والنحاسية والحلي إلى جانب صناعات حديثة حول حقول البترول والغاز خاصة ذات الطابع الاستخراجي

قطب سياحي مهم إذ يوجد به مناطق سياحية هامة حيث الكثبان الرملية وحضارة الطاسيلي و المتحف الطبيعي للهقار وتوفره على كثير من المطارات مثل مطار جانت الدولي ، مطار تمنراست.............

أسبـاب التبايــن الإقليمـي

اسباب التباين الاقليمي :

الامتداد الواسع و الشاسع لمساحة الجزائر(2381741كم²).

تنوع واختلاف الغطاء النباتي من الشمال إلى الجنوب .

الموقع الجغرافي للجزائر المطل على البحر الأبيض المتوسط شمالا و القرب من المنطقة المدارية في الجنوب.

تنوع المناخ وتأثره بالتيارات المختلفة من الشمال إلى الجنوب.

تطور وتنوع شبكة النقل و المواصلات من منطقة إلى أخرى يعكس أهمية المدن الكبرى.

كثافة وتمركز النشاط السكاني من منطقة إلى أخرى.

تنوع واختلاف مظاهر السطح.