ملخص الدرس / الثآنية ثانوي/العلوم الشرعية/القرآن الكريم والحديث الشريف/الغزو الثقافي وخطره

نص الحديث

نْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ" أخرجه البخاري و مسلم 

 

تعريف راوي الحديث

هو أبو سعيد الخدري رضي الله عنه الامام المجاهد مفتي المدينة , سعد بن سنان بن ثعلبة . استشهد ابوه مالك يوم أحد و شهد أبو سعيد الخندق ة بيعة الرضوان و حدث عن النبي صلى الله عليه فأكثر و أطاب و كان أحد الفقهاء المجتهدين , قال : عرضت يوم أحد على النبي صلى الله عليه و سلم و أنا ابن ثلاث عشرة فجعل أبي يأخذ بيدي و يقول : يارسول الله ! إنه عميل العظام , و جخل نبي الله يصعد في النظر و يصوبه ’ ثم قال : رده فردني مات سمة 63 هـ مسندة 1170 حديثا ففي البخاري و مسلم 43 و انفرد البخاري بـ : 16 حديثا و مسلم بـ : 53 حديث 

شرح الألفاظ

 

 

معناها  الكلمة 
سبيلهم و مناهجهم و طريقتهم  سنن من قبلكم 
بقدر شبر شبرا 
بقدر ذراع  ذراعا 
مسكن الضب و هو من الزواحف يعيش في الصحاري  حجر ضب 
 كناية عن الاتباع و التقليد في كل شيء  شبرا بشبر و ذراعا بذراع

المعنى الاجمالي للحيث

في الحديث الشريف بيان لحال كثير من هذه الأمة في اتباعهم سبيل غير المؤمنين و مشابهتهم لأهل الكتاب في المخالفات و المعاصي لا الكفر فالواجب على المسلم أن يلتزم شرع الله سبحانه و تعالى و يترك التشبه بالكفار و أن يعلن الولاء للإسلام و أهله و يتبرأ من الكفر و أهله 

 

الايضاح و التحليلي

من استشرافات النبي صلى الله عليه و سلم : 

هذا الحديث فيه تأكيد على نبوة محمد صلى الله عليه و سلم و يقرر و حي السماء فيتناول الحالة التي ستؤول اليها الأمة الاسلامية من فقدان هويتها واضمحلال شخصيتها بعد تقليدها للأمم السابقة و اقتفاء آثارها و سلبها في كل ميدان من ميادين الحياة . 

أ- خطوة التقليد : الغزو الثقافي غزو شرس و هو أشد خطرا من عمليات الغزو المسلح و الحروب العسكرية لأنه موجه لتحطيم الهيكلة الثقافية الفكرية الاسلامية و تقويض صرح الحضارة الاسلامية فما هي معاول الثقافة الهدامة تعمل فيه ليلا و نهارا دون أن يثير ذلك - للأسف - فزع الكثيرين أو يحرك فيهم ردة فعل ما , بل هناك من انحاز الى الجانب المعادي ورفع عقيرته مناديا بضرورة الأخذ بالثقافة الغربية و الانسجام معها , ناسيا أن ذلك يعني الانتحار الحضاري و النهاية الحقيقية لهذه الأمة التي علا نجمها بتوحيد الله سبحانه و تعالى و إقامة نظامه الرباني .

خطورة التقليد : 

و يحذرها الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم من الوقوع في تقليد اليهود والنصارى , و ذلك بعدم اتباعهم و بمخالفتهم في أي شيء سواء قليلا أو كثيرا في أمر يعود علينا بالنفع و الخير كما هو الشأن في الإكتشافات الحديثة لأن في تقليدهم فقدا لهويتنا و اصالتها و انحرافا عن صراط الله المستقيم.

الأمة الإسلامية المتميزة : 

فضل الله تعالى أمتنا عن سائر الأمم و ميزها عن غيرها من الأمم فهي الأمة الخالد و الشاهدة على سائر الأمم في الدنيا و الآخر،

قال الله تعالى:" كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُالْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ۚ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110)" سورة آل عمران 110  

 لقد اكرم الله سبحانه و تعالى الأمة الاسلامية و شرفها على سائر الأمم و خصها بخصائص لم يخص بها غيرها و مانالت هذا الفضل إلا نبيها صلى الله عليه و سلم و بشرف انتسابها اليه و اتباعه و عدم تقليد الغرب 

 

 

- . 

 

 

عوامل الغزو الثقافي :

 من أهمها : 

التقليد الأعمى         

البعد عن الدين   

 الإعلام المفتوح 

الانهزام النفسي و التأثر بالغير 

الضعف التربوي و غياب روح الانتماء للأمة 

 

مظاهر الغزو لثقافي

ومن مظاهره التشكيك في الدين الايلامي وتشويه صورته الناصعة و رسم علامات الاستفهام حول القيمم و المفاهيم الاسلامية و التأكيد من جانب آخر على المثل الغربية و البناء الخضاري الغربي الجديد مما يعني في جملة ما يعنيه وجوب التجدد والتحديث و الانفصام عن الماضي 

 

 

 

 

 

 

علاج ظاهرة الغزو الثقافي :

إعطاء الدين مكانته الحقيقية و صورته الواضحة 

نشر العلم و العدل بين الناس 

مراقبة الاعلام و تشجيع الفن الهادف 

الاهتمام بالجانب الاقتصادي و الاجتماعي للأمة 

إعطاء المسجد دوره التربوي المتكامل في حياة المسلمين لمواجهة كل مظاهر الغزو الثقافي و آثاره ورد الشبهات التي أثارها أعداء الإسلام بطرق علمية سلمية و الاهتمام باللغة الغربية و العمل على نشرها . 

الأحكام و الفوائد المستخلصة:

الابتعاد عن تقليد غيرنا و الاعتزاز بأنفسنا و قيمنا 

النهي عن التقليد الأعمى الذي يهدد الأمة الاسلامية و كيانها 

خطورة تقليد اليهود و النصارى ووجوب مخالفتهم

اتباع الصراط المستقيم كما أمرنا الله تعالى 

من اخطرما يهدد المسلمين تقليد أبناء الاسلام لأعدائهم تقليدا أعمى 

في الحديث قيمة عقادية تتمثل في إخبار النبي صلى الله عليه و سلم بالغيب 

ليس كل ما بأتي من غيرها لا نقبله بل علينا أن نأخذ ما ينفعنا 

نأخذ من غيرنا ما ينفعنا و نترك ما يضرنا