ملخص الدرس / الثآنية ثانوي/العلوم الشرعية/الفقه وأصوله/المدارس الفقهيّة

النص المؤطر

قال الله تعالى : 

" وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْإِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ  " سورة التوبة : 122

 

مفهوم المدارس الفقهية:

 

تعود نشأة المذاهب الفقهية الى بداية لإسلام و خاصة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث اجتهد صحابته رضي الله عنهم و أتباعه و المسلمين عامة في تطبيق أقواله و أفعاله مع انتشار الإسلام و توسعه وتعرضه للكثير في القضايا الجديدة الدينية و التشريعية كانت هماك حاجة ماحة للخروج باجتهادات لهذه القضايا الفقهية المستجدة و تلبية حاجات الناس و الإجابة عن تساؤلاتهم و من هنا نشأت جماعة من المتفقين في الدين تعلم الناس في كل إقليم شؤون دينهم و دنياهم .

 

 

المذهب المالكي

هو من أو سع المذاهب الاسلامية انتشارا في القديم و ينبني على الآراء الفقهية للامام مالك بن أنس تبلور مذهبا واضحاو مستقلا في القرن الثاني الهجري . 

- عوامل الظهور : انقسام مدرسة الصحابة الى مدرسة الرأي و مدرست الحديث , و كان من نتائج هذا الإنقسام أن ظهرت شخصية مالك في الحجاز , الذي كان يعتبر امتداد لمدرسة الحديث , و مكوثه بالمدينة مكنه من الإحاطة بكم هائل من الآثار مما جعله يكون مذهبا ثريا من حيث النصوص و أصيلا من حيث تأسيسه على الروايات الكثيرة التي نقلها الصحابة عن رسول اله صلى الله عليه و سلم .

- النشأة و التطور : تأسس المذهب على يد مالك بن أنس و ذلك في أوائل القرن الثاني الهجري و تطورت معالمه على يد تلاميذه من بعده , الذين كانوا يقصدونه في المدينة المنورة من كافة الأقطار الإسلامية . 

و في المغرب العربي و الأندلس كان لـ ( يحي بن يحي الليثي المصمودي المغاربي ) . و هو من تلاميذ مالك الأثر الفعال في نشر المذهب و كسب المؤيدين له ثم تبنت دولة المرابطين و من بعدها دولة الموحدين في الغرب الاسلامي مذهب مالك و نشروا الكتب التي تحتوي آراءه .

- خصائص المدرسة المالكية : تعتبر المدرسة المالكية بالأساس امتداد المدرسة أهل الحديث , أي أنها تعتمد على الأثر في آرائها الفقهية إلا أنها من أكثر المدارس الفقهية مرونة , إذ أنها تعتمد كثيرا على التوسع في الأخذ بالمصالح المرسلة , و لا تتقيد كثيرا بظاهر النصوص إذا كان في ذلك مجافاة لمبدأ جلب المصالح و درء المفاسد . 

-أبرز الشخصيات : 

- مالك بن أنس 93-179 هـ 

- عبد الرحمن بن القاسم العتقي 132-191 هـ 

- عبد الله بن وهب المصري 125-197 هـ 

- أشهب بن عبد العزيز بن داود المصري 145-204 هـ 

- عبد الله بن الحكم المصري 155- 2014هـ 

- أصبغ بن الفرج بن سعيد بن نافع 151 - 225 هـ 

- مواقع الانتشار : انتشر المذهب المالكي في الحجاز انتشارا واسعا , لأنها موطن مالك بن أنس كما انتشر في بغداد بسبب دعم السلطة العباسية له و ظهر في البصرة بعد خمسة قرون من تاريخ انتشارهفي الحجاز و يعتبر المذهب المالكي هو الغالب في البحرين و قطر و الكويت و السودان و بلاد المغرب العربي ( السودان - ليبيا - تونس - الجزائر - المغرب - موريتانيا )

 

المذهب الشافعي

هو أحد المذاهب الأربعة أسسه الامام محمد بن ادريس الشافعي الذي اعتمد على الجمع بين مدرستي الرأي و الحديث , و يعد من الأوائل الذين وضعوا على الأصول , و كانت مصر هي المكان الذي صدر عنه هذا المذهب , و تبلور مذهبا فقهيا مستقلا في \أوائل القرن الثالث الهجري . 

- النشأة و التطور : الشافعي هو الذي نشر مذهبه بنفسه و سبب انتشار مذهبه ما قام به من الرحلات المتعددة بين بغداد و المدينة حيث ينتشر مذهب أهل الرأي و اهل الحديث , فأخذ الشافعي منهجا وسطا بين الفريقين فأوجب العمل بالحديث إذا كان صحيحا و إن لم يكن مشهورا و كذلك أخذ بالقياس في المسائل التي لم يكن فيها نص . فبذلك أقبل عليه أهل الحديث و رضى عنه أهل الرأي .

- عوامل الظهور : تلقى محمد بن ادريس الشافعي الفقه و الحديث على يد مالك و الرأي على يدممد بن الحسن الشيباني الحنفي . و نظرا لتمتعه بالثقافة الواسعة و القدرة و الفائقة على الجدل فقد استطاع ان يرسم لنفسه منهجا وسطا جمع فيه بين مدرستي و الحديث , تمخض عنهما المذهب الشافعي . و لعل أهم العوامل التي هيأت للشافعي أسباب النجاخ في مصر هي :

أ- كان معروفا بأنه تلميذ لمالك و خريج لمدرسته و كان لمالك هناك ذكر و لمذهبه انتشار فقوبل الشافعي بالعناية . 

ب- نشاط الشافعي و علو همته و تفوقه بالأدب و معرفتهباللغة و إحاطته بأقوال مالك و أقوال |أهل الرأي و انتصاره لمذهب أهل الحديث . 

ج- اشتهار قرشيته و احتجاجه بالانتساب للنبي صلى الله عليه و سلم و هذا له أثر في قلوب المسلمين . 

- خصائص المدرسة الشافعية : طريقتهم في الإستنباط هي احتجاجهم بظواهر القرآن حتى يقوم الدليل على أن المراد بها غير الظاهر , ثم بعد ذلك يستدلون بالسنة ثم بعمل الإجماع و ان لم يجدوا فبالقياس . و عملوا بخبر الآحاد مادام الراوي فقه و مادام الحديث متصلا بالرسول الكريم . و لا يؤمنون بحجية الاستحسان و رفضوا ال|أخذ به . 

- أبرز الشخصيات :

- محمد بن ادريس الشافعي ولد في غزة بفلسطين سنة 150 هـ 

-يوسف بن يحي البويطي المصري .

- إسماعيل بن يحي المزني المصري . 

- واقع الانتشار : انتشر المذهب الشافعي في مصر و فلسطين و عدن و حضرموت و في العراق و الباكستان و العربية السعودية و هو المذهب الغالب في اندونيسية . 

 

 

 

المذهب الحنبلي

و هو أقل المذاهب الاسلامية سعة و انتشارا و يرتكز على آراء الامام |أحمد بن حنبل الفقهية و تبلور مذهبا في أواحر القرن الثالث هجري .

- عوامل الظهور : 

أ- رحلات أحمد بن خنبل بين عدد من المدن الاسلامية ساعد على رواج مذهبه .

ب- تولى ابنه صالح القضاء في أصبهان مما ساهم في نشر أفكاره المذهب الجديد .

- النشأة و التطور : أسس أحمد بنحنبل مذهبه بعد خروجه من السجن في أيام المعتصم العباسي و ذلك على إثر قضية خلق القرآن ثم تطورت معالم هذا المذهب على أيدي تلاميذه من بعده . و اتسعت رقعة هذا  المذهب بشكل كبير على يد ابن تيمية الذي عمل لنشره في الشام و مصر. ثم ولد المذهب الحنبلي من جديد على يد محمد بن عبد الوهاب في نجد و الجزيرة العربية . 

- خصائص المدرسة الحنبلية : يرجع الحنابلة في استنباطهم الشرعي الى النص و الاجماع و فتوى الصحابة , و إن اختلفوا اختير ما يوافق الكتاب و السنة و هم يأخذون بالأحاديث الضعيف و المرسلة و يعتخمدون القياس و الاستحسان في بعض الحالات . 

أبرز الشخصيات :

- أخمد بن حنبل الشيباني المروزي 164-241 هـ

- صالح بن أحمد بن حنب 203 - 266 هـ 

- لبن قيم الجوزية 691- 751 هـ 

- مواقع الانتشار : لم ينتشر المذهب الحنبلي كغيره من الذهب لأنه ظهر بعد أن اجتاحت المذاهب الثلاثة الأخرى معظم الامصار , و ينتشر المذهب الأن في الحجاز . و في بلاد الشام يؤلف الحنابلة ربع السكان و للمذهب أتباع قليلون في إيران و العراق و الخليج و مصر . 

 

المذهب الظاهري

يقوم هذا المذهب على أن المصدر الفقهي هو ظاهر النصوص من الكتاب و السنة فلا رأي في حكم من \احكام السرع و على هذا فقد نفى المعتنقون لهذا المذهب الرأي بكافة أنواعه , فلم يأخذوا بالقياس و لا بالاستحسان و لا الذرائع و لا المصالح المرسلة و لا بأي وجه آخر من وجوه الرأي بل يأخذون بالنصوص وحدها و إذا لم يكن نص أخذوا بحكم الاستصحاب الذي هو الاباحة الاصلية , فهذا المذهب نفى القياس لانه يفتح باب الاجتهاد على مصراعيه حتى جرأ العامة على استنباط الأحكام .

- النشأة و التطور :قام بإنشاء هذا المذهب و بيان أحكامه و توضيح أداته عالمان .أحدهما : داود الأصفهاني و يعد منشئ المذهب : في بغداد في منتصف القرن الثالث الهجري . و انتشر المذهب الظاهري في عهد مؤسسه برغم المعاضة الشديدة لهذا المذهب لمنعه التقليد منعا مطلفا . فكان للمذهب مؤيدون قليلون و معارضون كثيرون و كان انتشار المذهب بما قام به داود من كثرة التأليف . كما كان لاهتمام تلاميذ داود الظاهري بنشر كتبه و الدعوة الى ما فيها من علم و آراء أثر كبير في انتشار في القرنين الثالث و الرابع الهجري في بلاد الشرق و خاصة عندما ظهر أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم . الذي أحيا المذهب , حتى أنه كان أشد من إمام المذهب داود الأصفهاني , ثم أخذ المذهب يندثر بعد القرن الخامس , لعدم اعتماده على المصادر الجتهادية المرنة التس تعطي للفقه الاسلامي قابلية التطور و النمو . 

خصائص المدرسة لظاهرية : بين حزم أصول المذهب الظاهري بقوله : الأصول التي لا يعرف شيء من الشارع إلا منها أربعة و هي نص القرآن الكريم , و نص كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي هو إلا وجها واحدا . و قد ترك الظاهرية الفياس بناء على أته خكم بالرأي و فيه مخالفة للنص , قد أدى الى اشتمال فقههم على بعض الاحكام الشاذة و الغريبية , و لا شك أن عدم الأخذ بالقياس يؤدي الى الحرج في كثير من الأحكام .

- أبرز الشخصيات : أبوا سليمان داود بن علي بن خلف الاصفهاني ولد بالكوفة عام 202 هـ و توفي عام 270 ـ و أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم , ولد بقرطبة عام 384 هـ و توفي عام 456 هـ 

- مواقع الانتشار : إن المذهب الظاهري كان له انتشار محدود في عهد داود الأصفهاني ثم تلاشى ذلك القدر شيئا فشيئا , و لما ظهر الإمام ابن حزم في القرن الخامس الهجري تهيأت بجهوده و اجتهاداته الظروف لانتشار المذهب الظاهري كما أنه حاول نشر المذهب بالدعوة اليه بين الشباب مع معاصريه , فقد كانوا يفدون اليه مخلصين في طلب ما عنده من علم و قد أسهم |إخلاصهم و نشاطهم المذهب و ذيوع ذكره في الأمصار المعروفة ثم أنه بتتابع الجهود من معتنقي المذهب على مر الأجيال أنه لا يخلو جيل من ظاهري كما كانت الأندلس لا تخلو من فقيه ظاهري في عصر من العصور . 

 

 

 

المذهب الإباضي

ترجع اصول المذهب الإباضي الى التابعي جابر بن زيد الذي ولد سنة 21 هـ و كان أكثر استقراره بالبصرة و بها توفي سنة 93 هـ , و لم ينسب إليه المذهب و إنما نسب الى عبد الله ابن إباض و هو تابعي أيضا عاصر معاوية بن أبي سفيان , و توفي في أواخر أيام عبد الملك بن مروان فهي نسبة عرضية كان سببها بعض المولقف الكلامية و السياسية التي اشتهر بها ابن إباض و تميز بما فنسب المذهب الإباضي إليه , و لم يستعمل الإباضية في تاريخهم المبكر هذه النسبة , بل كانوا يستعملون عبارة جماعة المسلمين أو أهل الدعوة أو أهل الاستقامة و أول ما ظهر استعمالهم لكلمة الاباضية كان في أواخر القرن الثالث . 

- نشأته و تطوره : يرجع المذهب الإباضي و أصوله هو التابعي الشهير جابر بن زيد الأزدي فهو إمام و محدث و فقيه , من أخص تلاميذ ابن عباس و ممن روى الحديث عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها و عدد كبير منن الصحابة ممن شهد بدرا و كان ذا مذهب خاص يه في الفقه و اكنملت صورة المذهب و تم تحريرـقواله و آرائه في صورتها النهائية في أواخر أيام أبي عبيدة مسلم بنأبي كريمة . الذي خلف جابر بن زيد على إمامة أشياخ المذهب و عنه حمله طلبته الذين وفدوا عليه من  المغرب العربي و المشرق الى بلدانهم 

- أبرز الشخصيات : الشيخ ابراهيم بن عمر بيوض , ولد سنه 1899 م في أحضان والدة من عائلة الحكم بالقرارة بولاية غرداية جنوب الجزائر توفي سنة 1981 م و ابراهيم بن امحد بن ابرهيم بن يوسف اطفيش , توف يوم 13 ديسمبر 1965 م 

- موقع الانتشار : بعد سقوط الدولة الإباضية في تاهرت احتفظت التجمعات السكانية - بنوع من الاستقلال مكنها في متابعة تلك النهضة العلمية التي تقوم على رعايتها مجالس العلماء , التي عرفت في اصطلاح الاباضية بمجالس العزابة فاتصل الانتلج العلمي بين اباضية المغرب في مختلف العلوم الاسلامية حتى أيامنا هذه و لا يزال للمذهب أتباع في الجزائر و تونس و ليبيا و عملن .

 

 

المذهب الحنفي:

هو مذهب فقهي من المذاهب الأربعة, ينسب الى الإمام أبي حنيفة بن ثابت المتوفى سنة 150 هـ في بغداد , و قد اعتمد غاية على (الرأي ) و ( القياس ) و عمل بآراء هذا المذهب في أغلب البلاد الاسلامية .

عوامل الظهور : مؤسس هذا المذهب هو أبو حنيفة حيث خرج عاى الناس بمذهب جديد , فيه حرية العقل و استعمال الرأي و القياس و قد بمقدرة فائقة الاستنباط فأحدثت أفكاره تيارا استقطب الكثير من المؤيدين له .

 النشأة و التطور : نشأ هذا المذهب على يد الإمام أبي حنيفة النعمان , و لما أظهر العباسيون و الاتصال الوثيق بين الدين و الدةلة . و كونوا من أحكام الشريعة دستورا و نظاما تسير عليه الدولة , فقربوا العلماء و جعلوا القضاء بيد أهل الرأي من أهل الرأي من أهل العراق , حتى ولي أبو يوسف القضاءو هو تلميذ أبي حنيفة فكانت للمذهب الحنفي حظوة واسعة في الشهرة و الإنتشار . كما أن وجود رجالات حملوا على عاتقهم نشر المذهب أمثال أبي يوسغ قاضي القضاة في زمن الرشيد ساعد على انتشار هذا المذهب انتشارا واسعا , حيث تولى القضاة لثلاثة من الخلفاء العباسيين منذ ايام المهدي ثم الهادي ثم الرشيد و قد حظي الفقه الحنفي بمحمد بن الحسن الشيباني الذي دون فقه هذا المذهب و سجله و كذلك محمد بن شجاع الثلجي الذي كان يحتج بفقه الحنفية و أظهر علله و قواه بالحديث فساعد هذان الأمران على انتشار هذا المذهب على صعيد العالم الإسلامي .

خصائص المدرسة الحنفية :

- الأصول عند الحنفية هي : الكتاب و السنة و إجماع الصحابة و القياس و الاستحسان و العرف . 

- أهم مادر التشريع عندهم هو الأخذ بالقياس حنى عرفوا به و تميزوا عن بقية المذاهب . 

- أبرز الشخصيات : 

النعمان بن الثابت ( ابو حنيفة ) 

أبو يوسف ( قاضي القضاة ) 

محمد بن الحسن الشيباني 

محمد بن شجاع الثلجي 

- مواقع الانتشار : انتشر المذهب الحنفي في العراق و في أغلب الأقطار الاسلامية بشكل متفاوت , فتركية و ألبانية و سكان بلاد البلقان و تركستان "بخارى " هم على المذهب الحنفي بصورة غالبة , و في افغانستان , يؤلفون نصف السكان ,  بل هذا المذهب هو أوسع المذاهب الاسلامية انتشارا على الاطلاق . 

المدارس الفقهية

أولا الحنفية : 

نسبة الى الإمام أبي النعمان (80-150 هجرية ) و إن كان المذهب الحنفي يشتمل على تحقيق مناهج شيوخ المذهب كابي حنيفة و أبي يوسف و محمد بن الحسن و لم يكن قاصرا على منهج أبي حنيفية بالذات 

نشأ المذهب الحنفي بالكوفة و نما في بغداد و اتسع بمؤازرة الدولة العباسية له و كان مذهبه يعتمد بالإضافة الى الأصةل النقدية المتفق عليها -على القياس و الاسنحسان و العرف و قول الصحابي و شرع من قلبنا فتوسع المذهب في اعتماد الأصول العقلية و تشدد في ضوابط الأخذ بالحديث بسبب تعقد الحياة و تطور المدنية في البيئة العراقية . 

و من أهم كتب المذهب الحنفي : كتاب النوادر للإمام محمد بن الحسين - و كتاب الكافي للحاكم الشهيد و كتاب المبسوط للسرخسي و غير ذلك و قد انتشر مذهبه في العراق و الهند و بلاد المشرق . 

ثانيا: المالكية: نسبة الى الإمام مالك بن أنس و يسمى مذهبه المذهب المالكي . و قد عاش الإمام مالك رحمة الله مابين عامي 93- 179 هـ و يعتمد في مذهبه إضافة الى الأصول المتفق عليها بين جميع الأئمة الكتاب و السنة و القياس و إجماع الصحابة على عمل أهل المدينة و الاستصلاح 

لقد مر المذهب المالكي بخمس مراحل : 

مرحلة التأسيس : هي مرحلة تأصيل قواعد هذا المذهب على يد صاحبه مالك بن أنس الذي عمل على تمهيد الطريق لمن جاء بعده و ذلك بتأصيل الأصول و تقعيد القواعد و رسم المنهج العام الذي سلكه أتباعه من بعده 

مرحلة التفريغ : و يقصد به بناء الفرع على أصله و استنباط حكمه منه و ذلك داخل المذهب و هذه المرحلة هي التي ظهر فيها اتباع الإمام مالك و تلامذته آخذين بمنهجه و فيها نفوذ المذهب و بدأ التدوين على نطاق واسع 

مرحلة التطبيق : و هي مرحلة النظر فيما أنتجه التفريع الفقهي الذي سبق 

مرحلة التنقيح : و هي مرحلة تنقيح أقوال المذهب و اعتبار الدليل الأقوى نتها رواية و دراية 

مرحلة الجمع و الاختصار : و هذه المرحلة جاءت بعد استقرار المناهج و النظر في الفروع الفقهية تخريجا و تطبيقا و تنقيحا 

و ينتشر الآن في أقطار المغرب العربي و إفريقيا و الخليج العربي و من أهم كتبه : الموطأ للإمام مالك و المدونة لسحنون و بداية المجتهد لابن رشد و الذخيرة للقرافي

ثالثا : الشافعية : 

مسس هذه المدرسة هو محمد بن ادريس الشافعي (150- 204 هجرية ) علش في مكة ثم رحل الر العراق حيث تغلم في بغداد فقه - أبي حنيفة - قبل رحيله و استقراره في مصر , و من ثم جاء مذهبه وسطا بين مذهب -بي حنيفة - المتوسع في الرأي و مذهب -مالك بن أنس - المعتمد على الحديث . و بعتمد المذهب الشافعي في استنباطاته و طرائق استدلاله على الأصول التي وضعها الإمام الشافعي و دونها في كتابه الشهير -بالرسالة - بحيث يعد أول من دون كتابا متكاملا في علم أصول الفقه و من أشهر كتب مذهب إضافة الى كتب مذهبه إضافة الى كتب الشافعي نفسه كتاب "فتح العزيز في شرح الوجيز " للرافعي , و "ةوضة الطالبين "- و " المجموع - النووي " 

و أتباعة يسمون باتباع المذهي الشافعي أو الشافعية و هم منتشرون الآن في مصر و العراق و الشام و إندونيسيا 

رابعا : الحنابلة : 

المذهب الحنبلي : و صاحبه الإمام أحمدد بن حنبل (164-241 هجرية) و هو آخر المذاهب الأربعة من الناحية الزمنية و كان ابن حنبل يرى أن يقوم الفقه على النص من الكتاب أو الحديث , و من أشهر " المسند " الذي يعتبر موسوعة الأحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم و أهم كتب مذهبه " مختصر الخرقي " الذي شرحه ابن قدامة في كتابه " المغني " و كتاب " كتاي القتاع " للبهوتي انتشر في كبير من البلاد من أهمها بلاد الشام و نجد في الجزيرة العربية 

خامسا : الظاهرية : 

الظاهرية مدرسة في الفقه الاسلامي نشأت في بغداد منتصف القرن الثالث الهجري على يد داود الظاهري (ولد سنة 202 هـ و توفي سنة 270 هـ ببغداد و قد جعلت محور تفكيرهها الوقوف على ظاهر النص فلا رأي عندهم في حكم من أحكام الشرع . و قوام هذا المذهب اعتبار أن المصدر الفقهي هو ظاهر النص النص من الكتاب و السنة فنفوا الرأي بكل انواعه فلم يأخذوا بالقياس و لا بالاستحسان و لا بالمصالح المرسلو و لا بأي وجه آخر من وجوه الرأي و عمدة محررية و رأس هو الإمام الحافظ أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد ين حزم قطن جده قرطبة ولد بقرطبة في آخر يوم من رمضان سنة 384 ه، توفي سمة 456هـ و لم يكن من أصحابهم من يستحق أن يكون محرر للمذهب و مؤصلا لأصوله و فروعه غيره . 

سادسا : الإياضية : 

الإباضية إحدى فرق الخوارج و تنسب الى مؤسسيها عبد الله بن إباض التميم و يدعى أصحابها أنهم ليسوا خوارج في مسائل عديدة منها : أن عبد الله بن إباض يعتبر نفسه امتداد للمحكمة الأولى من الخوارج كما يتفقون مع الخوارج في تعطيل الصفات و القول بخلق القرآن و تجويز الخروج على أئمة الجور . 

أبرز الشخصيات : 

مؤسسها الأول عبد الله بن إباض من بني مرة بن عبيد بن تميم 

 يذكر الإباضية أن أبرز شخصياتهم جابر بن زيد (22- 93 هـ ) 

أبو عبيدة مسلمة بن أبي كريمة :من أشهر تلاميذ جابر بن زيد , اشتهرا بلقب القفاف توفي سنة 158 هـ 

الربيع بن حبيب الفراهيدي الذي عاش في منتصف القرن الثاني للهجرة و ينسبون له مسندا له خاصا به مسند الربيع بن حبيب و هو مطبوع و متداول 

و الإباضيون يعتمدون على القرأن و السنة - مسند الربيع بن حبيب - و الرأي و الإجماع و يعتبر كتاب النيل و شفاء العليل- الذي شرحه الشيخ محمد بن يوسف إطفيش المتوفي سنة 1332هـ - من أشهر مراجعهم 

أماكن الانتشار : مازال لهم الى وقتنا الحاضر في كل من عمان بنسبة مرتفعة في ليبيا و تونس و الجزائر و في واحات الصحراء الغربية و في تنزانيا .