ملخص الدرس / الثآنية ثانوي/العلوم الشرعية/الفقه وأصوله/السنّة النبوية الشّريفة

النص المؤطر:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قال  : قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لا تَكْتُبُوا عَنِّي وَمَنْ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ)) رواه الإمام أحمد 

 

تعريف السنة النبوية:

لغة : تعني الطريقة و السيرة المعتادة للإنسان سواء كانت حسنة أو قبيحة 

اصطلاحا : ماورد عن النبي صلى الله عليه و سلم من قول أو فعل أو تقرير و السنة يهذا المعنى ثلاثة أنواع : 

السنة القولية : هي أحاديثه صلى الله عليه و سلم التي قالها في مختلف الأغراض و المناسبات 

السنة الفعلية : هي أفعاله صلى الله عليه و سلم مثل أدائه الصلوات الخمس بهيئاتها و أركانها و أداء مناسك الحج 

السنة التقريرية : هي ما أقره الرسول صلى الله عليه وسلم مماصدر عن بعض أصحابه من أقوال و أفعال بسكوته و عدمإنكاره أو بموافقته و إظهار استحسانه فيعتبر هذا الاقرار و الموافقة عليه صادرا عن رسول الله صلى الله عيه وسلم نفسه 

 

 

 

منزلة السنة من التشريع:

تحتل السنة النبوية المنزلة الثانية في التشريع بعد القرأن الكريم فهي تأتي إما : 

مؤكدة و موافقة لما جاء به القرآن الكرين كأداء الأمانة و تحريم القتل بغير حق 

و مفسرة لما جاء في القرآن الكريم كبيان كيفية الصلاة و أنصبة الزكاة و مناسك الحج ...الخ 

أو مستقلة بتشريغ حاص لم يرد في القرآن الكريم كتحريم كلذي ناب من السباع و ذب مخلب من الطير ...الخ 

 

 

 

 

تدوين السنة النبوية

منع رسول الله صلى الله عليه و سلم أصحابه رضي الله عنهم من تدوين السنة في بادئ الأمر حتى لا يشتبهبالقرآن و حتى يأخذ القرآن مكانه في الحفظ في الصدور و السطور دون خطر الالتباس مع غيره فبقي الحديث متداولا بينهم حفظا و رواية فقط , و ساعد على ذلك ملكتهم في الحفظ و قد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم ينتقل الى جوار ربه إلا و قد أذن بكتابة الحديث و تدوينه و ذلك لم تدون الأحاديث في عهد الخلفاء الراشدين تدوينا منضما كراهة أن يتخذها الناس مصاحف و يشتغلون بها عن القرآن ثم جتءت الظروف التي تقتضي تدوين السنة في نهاية القرن الأول , و كان أول أمر رسمي يصدر بتدوين السنة عن عبد العزيز بن مروان (85هـ )الذي كان واليا علة مصر ثم عمم عمر بن عبد العزيز (101هـ) الطلب الى علماء الآفاق بتدوين الحديث خوفا من ذهاب العلماء فتم جمع حديث ابن شهاب الزهري (124 هـ) و القاسم لبن محمد بن أبي بكر (107هـ ) و غيرهم و كانوا يجمعون الأحاديث التي ورت في الوضوع الواحد في منتصف القرن الثاني إلا أنه لم يصل إلينا من مؤلفات تلك الحقبة إلا القليل كموطأ مالك و مسند الشافعي و هكذا في تدوين الحديث مر بأربع مراحل :

الأولى : تدوينه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم و بإذنه في صحف خاصة بمن يكتبه غير متداولة . 

الثانية : تدوينه مع بداية القرن الثاني للهجرة بقصد جمعه و تداوله و لكن دون ارايب للأحاديث 

الثالثة : تدوينه بشكل مبوب و مرتب مع منتصف القرن الثاني . 

الرابعة : تطور طرق التدوين و نضج التصنيف في رواية لحديث 

 تدوين السنة النبوية:

لقد حث الإسلام على العلم . و اهتم النبي صلى الله عليه و سلم بتعليم المسلمين الكتابة , فإذن لأسرى غذوة بدر أن يفدوا أنفسهم بتعليم عشرة من صبيان الأنصار القراءة و الكتابة , و كان بعض المسلمين يتعلمون القراءة و الكتابة في مسجد رسول الله , فكثر عدد الكاتبين حتى بلغ عدد كتاب الوحي زهاء أربعين كاتبا , فضلا عن كتاب الصدقات و الرسائل و العهود و مع وجود عدد من الكتاب في حياة الرسول صلى اله عليه و سلم و قيامهم بتدوين القرآن الكريم , فإنهم لم يقوموا بجمع حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و كتابته بشمول و استقصاء , و لم تكن في عصر الصحابة كتب مدونة في جوامع تضم حديث النبي , و ذلك لأمور منها كانوا في ابتداء الحال قد نهوا عن كتابة الحديث كما ثبت عن أبى سعيد الخدرى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم : أنه قال : )) لا تكتبوا عني و من كتب عني غير القرآن فليمحه و حدثوا عني و لا حرج و من علي متعمدا فليتبوأ مقعدة من النار )) رواه مسلم . و كان هذا النهى خشية أن يختلط بعض ذلك بالقرآن العظيم . و منها سعة حفظهم و سيلان أذهانهم فاستغنوا بذلك عن الكتابة , و نهى النبي صلى الله عليه و سلم عن كتابة الحديث خشية اختلاطه بالقرآن لا ينافى جواز كتابته إذا أمن اللبس و لما توفى النبي بادر الصحابة رضي الله عنهم الى جمع ما كتب في عهده من القرأن الكريم في موضع واحد وسموا ذلك المصحف و اقتصروا على ذلك و لم يتجاوز وه الى كتابة الحديث و جمعه في موضع واحد كما فعلوا بالقرآن الكريم لكن صرفوا هممهم الى تبليغه بطريق الرواية و إما بنفس الألفاظ التي سمعوها منه إن بقيت في أذهانهم أو بما يؤدي معناها غابت عنهم . 

و كان للتابعبن دور بارز في تدوين السنة , فقد تلقى التابعون الرواية على أيدي الصحابة الأجلاء و حملوا عنهم الكثير من حديث رسول الله و فهموا عنهم متى تكره كتابتة الحديث , و متى تباح, فقد تأسوا بالصحابة فمن الطبيعي أن تتفق آراء الصحابة حول تدوين و كتابة الحديث و اذلك فقد ظهرت بعض تلك الأحاديث المدونة , و الصحف الجامعة للحديث الشريف , التي اعتنى بكتابتها أكابر التابعين , و من أشهر ما كتب في القرن الأول الصحيفة الصحيحة لهمام بن منبه الصنعاني 131 هـ التي رواها عن أبي هريرة , و هكذا شاعت الكتابة في ذلك العصر . 

 

 

 

 

 

أشهر كتب السنة (الكتب الستة + موطأ الإمام مالك ):

1- صحيح البخاري : من تأليف إمام الحفاظ محمد بن ابراهيم بن المغيرة الجعفي البخاري و شهرته بككتابه ( الجامع الصحيح ) و هو أصح كتب السنة على الإطلاق ولد البخاري عام 194 هـ و توفي سنة 265 هـ (رضي الله عته ) 

2- صحيح مسلم : للإمام الحافظ أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري الشافعي (المولود سنة 204 هـ و المتوفى سنة :  261 هـ ) و صحيحه هو الثاني من الكتب الستة بعد منزلة البخاري 

3- سنن أبي داود : للإمام الثبت سيد الحفاظ سليمان بن الشعت السجستاني (المولود سنة 202 هـ و المتوفى سنة 275 هـ ) خاص بأحاديث الأحكام و لم يقصد فيه تخريج الحديث الصحيح فقط بل أخرج فيه الصحيح و الحسن و مادون ذلك .

4- سنن النسائي : للإمام الحافظ أبي عبد الرحمن أحمد ابن شعيب النسائي - بفتح النون و السين - نسبة الى بلده نَسَاء بخرسان (المولود سنة 215 هـ و المتوفى سنة 303 هـ ) و سنن النسائي أقل السنن حديثا ضعيفا و هو في مرتبة سنن أبي داود قريبة منه

5- سنن الترمذي أو الجامع الصحيح : للإملم الحافظ أبي عيسى بن محمد بن عيسى بن سورة الترمذي ( المولود نحو سنة 209 هـ  -المتوفى سنة 279هـ ) 

6- سنن ابن ماجة : للإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن يزيد القزويني لبن ماجة (المولود سنة 209 - و المتوفى سنة 273 هـ ) فيه الصحيح و الحسن و الضعيف و في هذا الكتاب أحاديث لم تخرج في الصحيحين و السنن و لهذه الميزة ضمة العلماء الى الكتب الست 

7- موطأ الإمام مالك : تسمية الموطأ مأخوذة من التوطئة و هي التهيئة و التسهيل مؤلفة الإمام أبوعبد الله مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي إمام دار الهجرة نجم السنن ( ولد الإمام مالك سنة 95 هجرية و توفي سنة 179 هـ ) 

 

أشهر كتب السنة (الكتب الستة + موطأ الإمام مالك ):

صحيح البخاري : من تأليف إمام الحفاظ محمد بن ابراهيم بن المغيرة الجعفي البخاري و شهرته بككتابه ( الجامع الصحيح ) و هو أصح كتب السنة على الإطلاق ولد البخاري عام 194 هـ و توفي سنة 265 هـ (رضي الله عته ) 

 صحيح مسلم : للإمام الحافظ أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري الشافعي (المولود سنة 204 هـ و المتوفى سنة :  261 هـ ) و صحيحه هو الثاني من الكتب الستة بعد منزلة البخاري 

سنن أبي داود : للإمام الثبت سيد الحفاظ سليمان بن الشعت السجستاني (المولود سنة 202 هـ و المتوفى سنة 275 هـ ) خاص بأحاديث الأحكام و لم يقصد فيه تخريج الحديث الصحيح فقط بل أخرج فيه الصحيح و الحسن و مادون ذلك .

 سنن النسائي : للإمام الحافظ أبي عبد الرحمن أحمد ابن شعيب النسائي - بفتح النون و السين - نسبة الى بلده نَسَاء بخرسان (المولود سنة 215 هـ و المتوفى سنة 303 هـ ) و سنن النسائي أقل السنن حديثا ضعيفا و هو في مرتبة سنن أبي داود قريبة منه

 سنن الترمذي أو الجامع الصحيح : للإملم الحافظ أبي عيسى بن محمد بن عيسى بن سورة الترمذي ( المولود نحو سنة 209 هـ  -المتوفى سنة 279هـ ) 

 سنن ابن ماجة : للإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن يزيد القزويني لبن ماجة (المولود سنة 209 - و المتوفى سنة 273 هـ ) فيه الصحيح و الحسن و الضعيف و في هذا الكتاب أحاديث لم تخرج في الصحيحين و السنن و لهذه الميزة ضمة العلماء الى الكتب الست 

 موطأ الإمام مالك : تسمية الموطأ مأخوذة من التوطئة و هي التهيئة و التسهيل مؤلفة الإمام أبوعبد الله مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي إمام دار الهجرة نجم السنن ( ولد الإمام مالك سنة 95 هجرية و توفي سنة 179 هـ ) 

 

 

الكتب الستة

صحيح البخاري : 

تأليف : أبوعبد الله محمد بن اسماعيل بن ابراهيم من المغيرة البخاري . 

بلد المنشأ : بخارى 

تاريخ المولد : 194 هـ . تاريخ الوفاة : 256 هـ . و هبه الله - منذ الطفولة - قوة في الذكاء و الحفظ من خلال ذاكرة قوية تحدى بها أقوى الاختبارات , التي تعرض لها في عدة مواقف و ارتحل بين عدة بلدان , طلبا للحديث الشريف , و لينهل من كبار علماء و شيوخ عصره في بخارى و غيرها . و كان يحفظ مائة لف حديث صحيح , و مائتي ألف حديث غير صحيح , و توفي - رحمه اللع - ليلة عيد الفطر, و قد بلغ اثنتين و ستين سنة . 

الكتاب : هو أول مصنف في الحديث الصحيح المجرد و جاء مبوبا على الموضوعات الفقهية . و جملة أحاديث كتابه : (7275) حديثا بالمكرر و من غير المكرر (4000) حديث . و اسمه : الجامع الصحيح المسند المختصر من حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و و سننه و أيامه , و هو أصح الكتب بعد كتاب الله .

صحيح مسلم : 

تأليف : أبو الحسن مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري . 

بلد المنشأ: نيسابور 

تاريخ المولد : 20ّ4 هـ تاريخ الوفاة : 261 هـ , رحل الى العراق و الحجاز , و مصر و الشام و سمع من علمائها , و شارك البخاري في بعض شيوخه , و روى عن البخاري - نفسه - و لازمه و دافع عنه , و حذا حذوه . و كان شديد الورع , فطنا حافظا زاهدا . و ممن رووا عنه الإمام الترمذي الحافظ . 

الكتاب : كتابة نفيس جمع فيه مؤلفه (3033) حديثا , و اشترطفيها الصحة من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة و اختار منها (3033) حديثا فقط صحيحة أجمعت الأمة على صحة و هو ثاني الصحيحين , و رتبه على الأبواب الفقهية , و هو كتاب جامع للأحكام و الآداب و الأخلاق و العقائد و غير ذلك . 

سنن أبي داود : 

 تأليف : سليمان بن اأشعث بن إسحاق بن بشير بن عمر الأزدي السجستاني 

بلد المنشأ : سجستان 

 تاريخ المولد : 202 هتـ , تاريخ الوفاة : 275 هـ . ولد في إقليم متاخم بالهند , ثم رحل الى الشام و مصر و بغداد و الحجاز و كان ورعا تقيا . قال عنه إبراهيم الحربي : ألين لأدبي داود الحديث كما ألين لداود - عليه السلام - الحديد . 

الكتاب : حمع أبو داود فيه السنن و الأحكام و لما صنفه عرضه على أحمد بن حنبل فاستحسنه و لم يقصر أبو داود سننه على الصحيح . بل خرج فيه الصحيح و الحسن والضعيفو إن لم يكن هناك يره و يعد الكتاب من مظان الحديث الحسن حيث جمعه في خمسمائة ألف حديث انتقى منها 4800 و من أحسن شراحه الإمام الخطابي في كتاب معالم السنن و قبله الأمة بالرضا . ذ

سنن الترمذي : 

تأليف : أبوعيسى محمد بن عيسى بن سورة بن موسى الترمذي 

بلد المنشأ : ترمذ 

 تاريخ المولد : 209 هـ تاريخ الوفاة : 279 هـ , رحل الى الحجاز و العراق و خرسان و جمع و صنف و درس ثم رجع الى ترمذ و عقد مجالسه ,حتى ابتلي بالعمى , و مكث ضريرا حتى مات . 

الكتاب : يعد الكتاب كتاب فقه و حديث , و لم يقصره على الصحيح , بل فيه الصحيح و غيره و اشترط على نفسه أن لا يخرج حديثا إلا و قد عمل به فقيه , أو احتج به محتج .

سنن النسائي : 

 تأليف : أبو عبد الرحمن أحمد بن علي بن شعيب بن علي الخراساني 

بلد المنشأ : نساء 

تاريخ المولد : 215 هـ , تاريخ الوفاة : 303 هـ , حفظ القرآن صغيرا ,و لما بلغ ارتحل في طلب و اختلفوا في موطنه دفنه : فقالوا : بين الصفا و المروة , و قيل : بالرملة بفلسطين و قيل : بيت المقدس . و كان رحمه الله فقيها , و رعا , قال الدراقطني : كان النسائي أفقه مشايخ مصر و كان شافعي المذهب . 

الكتاب : ألف النسائي كتاب السنن الكبرى , و جمع فيه الصحيح و الحسن و ما يقاربه , ثم اخترصه في كتاب سماه المجتبى من السنن "السنن الصغرى " و رتبه على الموضوعات و الأبواب الفقهية . قال بعض العلماء : إن درجة كتاب النسائي بعد الصحيحين لأنها أثل السنن ضعيفا . 

سنن ابن ماجة : 

تأليف : أبوا عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني . 

بلد المنشأ : قزوين

تاريخ المولد : 209 هـ , تاريخ الوفاة : 273 هـ . نشأ محبا للعلم شغوفا بالحديث و ارتحل الى مكة و العراق الشام و مصرو سمع من شيوخها فسمع من أصحاب مالك , و الليث بن سعد و سمع من |أبي بكر بن أبي شيبة و كان ذا علم وفقه و فضل . 

الكتاب : كتاب السنن من أجل كتبه , و أعظمها و أبقاها على الزمان و بها عرف و اشتهر و قد رتبها على الكتب و الأبواب , و قد اختلف العلماء حول منزلتها من كتب السنة . و قد أحسن و أجاد حينما بدأ كتابه بباب اتباع سنة رسول الله - و ساق فيه الأحاديث الدالة على حجية السنة ووجوب اتباعها و العمل بها , و سنن ابن ماجة منها : الصحيح و الحسن و الضعيف بل و المنكر و الموضوع على قلة . و مهما يكن من شيء فالأحاديث الموضوعة قليلة بالنسبة الى جملة أحاديث الكتاب التي تزيد عن أربعة آلاف حديث , فهي لم تغض من قيمة الكتاب , و سنن لبن ماجة أصل من أصول السنة و ينبوع من ينابيعها .