ملخص الدرس / الثآنية ثانوي/العلوم الشرعية/السيرة والحضارة/رسائل النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى ملوك عصره

النص المؤطر

قال الله تعالى : 

" وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ " سورة سبأ : 28 

رسائل الرسول مرحلة جديدة

* كتب الرسول صلى الله عليه و سلم : تفرغ الرسول صلى الله عليه و سلم بعد الهجرة ’ لتثبيت قواعد المجتمع المسلم الجديد و بناء " الدولة " في المدينة المنورة و تأمينها من كل المخاطر . 

و لما تم له ذلك بدأ النبي صلى الله عليه و سلم يعطي الإسلام دوره العالمي , و كان ذلك سبعة 07 هـجري , بعد صلح الحديبية , فبعث الدعاة و أرسل الى النواحي خارج الجزيرة العربية للدعوة فأرسل الى ملوك العالم و أمرائه , يدعوهم الى الدخول في الإسلام و تمكين شعوبهم من الاهتداء به و قد تفاوتت ردودهم بين العنف و اللطف و الإيمان و الكفر . 

و لما عزم الرسول على توجيه الدعوة عبر الرسائل الى الملوك , قال لأصحابه : " أيها الناس : إن الله قد بعثني رحمة و كافة , فلا تختلفوا علي كما اختلف الحواريون على عيسى بن مريم فقال أصحابه و كيف اختلف الحواريون يارسول الله ؟ 

قال : دعاهم الى الذي الى الذي دعوتكم اليه فأما من بعثه مبعثا قريبا فرضي و سلم و أما من بعثهمبعثا بعيدا فكره و جهة و تتثاقل , ثم ذكر أنه مرسل الى هرقل و كسرى و المقوقس و النجاشي و غيرهم يدعوهم الى الاسلام . 

فأجابه أصحابه لما أراد , و استعدوا للقيام بهذه المهمة على أكمل وجه مهما واجههم في سبيلها و مهما كانت النتائج . 

و لما بدأ الرسول صلى الله عليه و سلم في الكتابة للملوك شاور أصحابه ’ على عادته فقالوا له : يارسول الله إن الملوك لا يقؤون كتابا إلا إذا كان مختوما , و ذلك لأن الختم أفضل طريقة لإشعار المرسل إليه بأن مضمون الرسالة لا يطلع عليها غيره , فوافق الرسول صلى الله عليه و سلم علة هذه الفكرة و اتخذ خاتما من فضة و كان نقشه ((محمد رسول الله )) 

و اختار الرسول صلى الله عليه و سلم صفوة من أصحابه للقيام بهذه المهمة ممن لهم شخصية مميزة و مهارة فن الحوار و التواصل مع الغير , من ذلك المعرفة بلغات الأجناس , و الدراية بطبائع و ديانة و عادات من بعثوا اليهم و الخبرة بطرق السفر الى بلادهم الى جانب فهمهم للإسلام و كان أشهر سفراء الرسول صلى الله عليه و سلم الى الملوك : 

- دحية بن خليفة الكلبي الى (هرقل) 

- عبد الله بن حذافة السهمي الى (كسرى أبرويز) ملك فارس 

- حاطب بن أبي بلتعة بخطاب الى ( المقوقس ) حاكم مصر باسم الدولة الرومانية . 

- عمرو بن أمية الضمري الى النجاشي 

- عمرو بن العاص الى ملك عمان ( جيفر و أخيه عبد ابني الجلندي) 

 

نماذج من رسائله (ص)

- رسالة النبي الى (هرقل ) : 

أرسل الني صلى الله عليه و سلم كتابه الى ( هرقل ) , مع الصخابي الجليل " دحية الكلبي " و هو من السابقين للغسلام و شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه و سلم و كان مضرب المثل في الجمال و هذا نص الخطاب : 

                                                         بسم الله الرحمن الرحيم 

من محمد بن عبد الله و رسوله , الى هرقل عظيم الروم , سلام على من اتبع الهدى , أما بعد: 

فإني أدعوك بدعاية الإسلام , أسلم يؤتك الله أجرك مرتين , فإن توليت فإن عليك إثم الأريسين و يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة بيننا و بينكم ألا نعبد إلا الله و لا نشرك به شيئا و لا يتخذ بعضها يعضا اربابا من دون الله فإن الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون .

موقف هرقل : رحب قيصر الروم بمبعوث رسول الله صلى الله عليه و سلم و اهتم بالرسالة كثيرا , و عرض على قومه أن يدخلوا في الإسلام فرفضوا بشدة فخاف على ملكه و قال لهم : إنما قلت مقالتي أختبر بها شدتكم على دينكم فسجدوا له , و رضوا عنه و ذهب بغثمه و إثم رعيته. 

و بلباقة السياسي الماكر استدعى هرقل ( دحية ) و أوهمه بأنه اسلم ثم أعطاه قدرا من الدنانير و صرفه فلما أخبر "دحية " النبي بهذا النبأ قال صلى الله عليه و سلم : "كذب عدو الله ليس بمسلم " و امر بالدنانير فقسمت على المحتاجين .

- كتاب لنبي الى النجاشي : 

معلوم أن جماعة من المسلمين هاجروا  من مكة الى الحبشة و قد رحب بهم " النجاشي " الذي كان يحكمها في ذلك الوقت , و أكرمهم و رفض تسليمهم لقريش ثم اسلم و مات مسلما , و نعاه النبي صلى الله عليه و سلم .

و تولى الحكم بعده نجتشي آخر , و هو الذي أرسل اليه النبي صلى الله عليه و سلم يدعوه الى الاسلام , عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم : كتب الى كسرى و الى قيصر و النجاشي يدعوهم الى الله تعالى و ليس بالنجاشي الذي صلى عليه النبي صلى الله عليه و سلم (رواه مسلم) 

و الذي حمل إليه كتاب النبي صلى الله عليه و سلم هو ( عمرو بن أمية الضمري ) و هذا نص هذا الخطاب : 

                    بسم الله الرحمن الرحيم 

من محمد رسول الله الى النجاشي عظيم الحبة .

سلام على من اتبع الهدى , و آمن بالله و رسوله أن لا إله الا الله وحده لا شريك له لم يتخذ صاحبه و لا ولدا و أن محمدا عبده و رسوله . 

و أدعوك بدعاية الله فإني أنا رسوله فأسلم تسلم 

" يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا و بينكم الا نعبد إلا الله و لا نشرك به شيئا و لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا اشهدوا بأنا مسلمون " فإن أبيت فعبيك إثم النصاري من قومك . 

- موقف النجاسي / احترم النجاشيالكتاب و أكرم حامله , و قال له : |إني أعلم و الله أن عيسى بشر به و لكن أعواني بالحبشة قليل , فانتظرني حتى أكثر الأعوان , و ألين القلوب . و يرى بعض العلماء أنه أسلم . 

تحليل هذه الرسائل و فهم فقهها

عند دراسة و تحليل كتب النبي صلى الله عليه و سلم التي بعث بها الى رؤساء الدول الكبرى و الى الأمراء نقف على مايلي : 

- تعظيم الله تعالى في مطلع الرسائل ( البسملة ) 

- بيان شخصية المرسلة وصفته (محمد رسول الله ) 

- تخصيص كبار القوم و عظماءهم بالمراسلة لأنهم أقدر الناس على التغيير و التأثير , لما يملكون من وسلطة و قرار . 

- وضوح الأدب الجم , و الدبلوماسية الحالية حيث بدأ بالمراسلة بلقب و منصب . المرسل اليه حسب مكانته في قومه , ثم التحية و السلام 

- تميز الكتب بالإيجاز الوافي في عرض دعوته 

- الترغيب في اعتناق الاسلام 

- التذكير بالمصير في حالة التولي عن الإيمان بالله تعالى و عبادته وحده لا شريك له 

- تحميل العظماء مسؤولية توجيه و إرشاد شعوبهم . 

- التذكير ببعض آيات القرآن الكريم للإستئناس و تبليغ كلام الله تعالى . 

- دعوة أهل الكتاب - من خلال الآيات - الى الحوار الديني , الى الجامع المشترك بينهم جميعا ألا و هو : توحيد الله و عبادته . 

 

تحليل هذه الرسائل:

 

رسائل النبي صلى الله عليه و سلم الى الملوك و الأمراء و دعوته لهم بالدخول الى الاسلام يدل على أن الأصل السلم و لو كان الأصل الحرب لما أرسل اليهم رسائل و إنما بعث اليهم جيوشا للمحاربة 

قوله صلى الله عليه و سلم :"عظيم الروم " تحتم أن يعطى كل ذي منزة حقه اللائق بحاله 

 مبدأة أهل الكتاب بالدعوة الصريحة الى الإسلام و عدم الاشتغال بأمور أخرى تصرف عن ذلك أو توهنه أو تؤجله 

مجادلتهن بالتي أحسن في القضايا المعقدة الفاصلة 

 أخذ زمام المبادرة في دعوتهم كما يدل عليه قوله تعالى : " .....تعالوا ....." أل عمران 

أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يدعو الناس الى الله جل جلاله بالرسائل و يدعوهم بالكلام و يدعوهم بالكلام و يدعوهم بالخطب و يدعوهم بالوفود و إذا لم تجد الرسائل و الخطب و الوفود دعاهم بالسيف 

 إن الحوار مع أصحاب الديانات الاحرى من أجل دعوتهم للغسلام الخاتم و الناسخ لجميع الأديان السابقة و إيضاح محاسن الإسلام لهمو بيان ما هم لهم عليه باطل و استنقاذهم من ظلمات الشرك و الجهل من أعظم ما يدعوا اليه الإسلام 

 هكذا يجب أن ندعوا أهل الكتاب الى أصل الدين الذي هو التوحيد و نبذ الشرك بمختلف أشكاله 

 من آداب الرسائل في الإسلام الإيجاز و الوضوح

 من السنة إذا كتبت رسالة أن تقول : " بسم الله الرحمن الرحيم" لأن الحمدلة للخطب و البسملة للرسائل 

أنه ينبغي تبليغها كافة ملوكا و مملوكين كبارا و صغارا أغنياء و فقراء لأنها رسالة لأهل الأرض جميعا      

 

الأهداف المحققة من الرسائل

 

حققت هذه الرسائل حملة إعلامية للإسلام , على المستوى الدولي , فدعت الناس جميعا اليه ووضحت أنه ليس خاصا بالجزيرة العربية و حدها بل هو دين للبشرية كلها . 

أدت الى انتشار الاسلام في بعض الجهات كما حدث في اليمن و مصر ووغيرهما , و إلى أصدقاء له كما حدث في الحبشة . 

- زيادة تمسك المسلمين بدينهم , حينما وجدوا الملوك لو يثوروا على رسول الله , بل رد عليه أكثرهم برقة و احترام . 

- تغيير قبائل كثيرة مواقفها من الإسلام لحسن تعامل الملوك و العظماء مع رسول الله صلى الله عليه و سلم . 

- إدراك الرسول صلى الله عليه و سلم لسياسات هؤلاء الملوك و الرؤساء نحو دعوته و موقفهم من الإسلام و بناؤه على أساس هذا الإدراك . 

الأهداف المحققة من الرسائل

حققت هذه الرسائل حملة إعلامية للإسلام، على المستوى الدولي , فدعت الناس جميعا اليه ووضحت أنه ليس خاصا بالجزيرة العربية و حدها بل هو دين للبشرية كلها . 

أدت الى انتشار الاسلام في بعض الجهات كما حدث في اليمن و مصر ووغيرهما , و إلى أصدقاء له كما حدث في الحبشة . 

زيادة تمسك المسلمين بدينهم , حينما وجدوا الملوك لو يثوروا على رسول الله , بل رد عليه أكثرهم برقة و احترام . 

تغيير قبائل كثيرة مواقفها من الإسلام لحسن تعامل الملوك و العظماء مع رسول الله صلى الله عليه و سلم . 

إدراك الرسول صلى الله عليه و سلم لسياسات هؤلاء الملوك و الرؤساء نحو دعوته و موقفهم من الإسلام و بناؤه على أساس هذا الإدراك . 

عني الرسول صلى الله عليه و سلم عناية كبيرة بتبليغ الدعوة و قد استعمل الرسول صلى الله عليه و سلم في سبيل تحقيق هذا الهدف الدعوة بالكلمة المقولة و المكتوبة و الأسوة الحسنة و إذا نظرنا الى الكلمة المكتوبة : نجد رسائله صلى الله عليه و سلم الى الملوك و الرؤساء يدعوهم للإسلام تحقيقا لعالمية الإسلام و بناء على هذه العالمية أرسل صلى الله عليه و سلم رسائله الى ملوك عصره و أمراء عهده 

أما ما تحمله هذه الرسائل من معاني و دلالات فهي تمثل مرحلة جديدة من الدعوة و هذا طور جديد من الهجوم أن تبرز قوة عربية في مواجهة أعظم قوى الأرض و تعوها بنا لم يألفه ملوك ذلك العهد أن يبدأ الكتاب باسم محمد صلى الله عليه و سلم و هو ما أثار حفيظة كسري كيف يقدم الأعرابي راعي الغنم اسمه على اسم كسرىو لم يعلم هذا الوقح أن هذا الراعي هورسول الله صلى الله عليه ة سلم أكرم الخلق على الله جل جلاله