ملخص الدرس / الثآنية ثانوي/العلوم الشرعية/السيرة والحضارة/نعمة العقل و كيف حافظ عليها الإسلام

النص المؤطر

قال الله تعالى : 

" وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا ۖ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ۖ يُغْشِياللَّيْلَ النَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" سورة الرعد : 3 

اكتساب العقل السليم و كيفية المحافظة عليه

أهمية العقل : 

يمثل العقل مقوما هاما من مقومات البناء الحضري لأي مجتمع من المجتمعات لما يترتب على مفاهيمه و تطبيقاته من آثار واضحة على مسيرة الإنسان في الكون و دوره في الحياة البشرية فإن المدى أمامه واسع في تطبيق النصوص على الحالات المتجددة , بعدما ينضبط هو بمنهج النظر و موازينه المستقاة من دين الله و تعليمه الصحيح و المدى أمامه أوسع في المعرفة بطبيعة هذا الكون و طبيعة الكائنات الحية فيه و الأحياء و الانتفاع بما سخر الله تعالى له من هذا الكون . 

الاسلام يؤسس الإيمان على اعمال العقل : 

الإيمان في القرآن الكريم لا يعتمد على الخوارق الطبيعية و لكنه يعتمد على الآية الاستدلالية التي تعتمد على إعمال الفكر و شحذ الذهن البشري قال الله تعالى : " وَفِي أَنْفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ " سورة الذاريات :21 

 التفكير فريضة في الإسلام :

القرآن لا يذكر العقل إلا في مقام التعظيم و التنبيه الى وجوب العمل بهو الرجوع اليه و لا تأتي إشارة اليه عارضة و لا مقتضبة بل تأتي في كل موضع من مواضعها مؤكدة جازمة باللفظ و الدلالة و تتكرر في كل معرض من معارض الأمر و النهي التي يحث فيها المؤمن على تحكيم عقله .

الدعوة الى تبصر حقيقة الوجود الإنساني : 

لقد دعا القرآن الناس الى التبصر بحقيقة وجودهم و ارتباطاتم الكونية  عن طريق النظر الحسي الى ما حولهم و أعطى للحواس مسؤوليتها الكبرى عن كل خطوة يخطوهها الإنسان المسلم في مجال البحث و النظر والتأمل و المعرفة و التجريب فيقول الله تعالى : " وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا " سورة الإسراء : 36 

العلم دليل العقل الى الإيمان : 

إننا نلمح في القرآن ربطا بين العلم و الإيمان لأن الإيمان الصادر عن التقليد إيمان ضعيف لذلك يعتبر الإسلام الإيمان عن علم من أعلى المستويات الفكرية فيقول الله تعالى : " شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" سورة آل عمران : 18 

تكريم الله سبحانه و تعالى للإنسان : تميز الإنسان بعقله عن سائر المخلوفات إكراما له و إجلالا و تقديرا كل ذلك فضلا من الله سبحانه و تعالى ثم دعاه الى اعماله فيما يرضي خالقه فدعاه الى التفكير و التدبر و النظر في أرجاء ملكوته ليذكره دائما و كي يفقه الانسان أن كل شيء يسير بإرادته سبحانه و تعالى 

حث القرآن الكريم على استعمال العقل : إن الله سبحانه و تعالىوضع أمام أبصارنا دلالئل حكمته و بينات قدرته و لستنهض عقولنا للنظر في آياته و بدائع صنعه و منحنا فرصة ثمينة خاصة في هذا العصر الذي نفذ فيه الانسان الى أكثر الأسرار لتحصيل الهداية و معرفة الخالق بالتأمل في الكون 

تحريم الإسلام كل ما يضر العقل

إن من العناصر المكونة للإنسان عنصر العقل فهو من الله تعالى أن جعل أن جعل له عقلا مدركا و راجحا و لكن الإساءة في استخدام هذه النعمة و إتلافها بماديات الحياة جريا وراء الشهوات و النزوات يتسبب في كثير منالأمراض النفسبة و العصبية فيحاول الإبتعاد عن المجتمع الذي يعيش من حوله لذلك يلجأ لعدة وسائل بحثا عن تحقيق السعادة و الراحة النفسية التي يفقدها بسبب ضغوطات الحياة متوهما ما فقده و ذلك باللجوء الى مسكرات اولا و انتهاءبالمخدرات التي تفسدعقله معتقدا ابتعاده عن واقعة الذي يعيشه و هروبا من واقع الوعي و الإدراك متوهما أنه يريحه من أعباء هذه الحياة و بهذا الفعل همش هذا العنصر المهم من تكوين الإنسان و الذي يعتبر العنصر المنظم لجميع وظائف جسم الإنسان فيصبح بدون عقل فالأولى به أن يلجأ الى من وهبه هذه النعمة و يطلب منه العون في كل ئيء و أن ييسر له كل شيء فهو القادر على ذلك .

 

كيف حافظ الإسلام على العقل ؟

و لما كان العقل مقصدا ضروريا من مقاصد الشريعة الإسلامية حرم الإسلام كل ما يلحق ضررا به أو يضعفه أو يفسده ’ لأن ذهاب العقل يؤسس لكل الجرائم الآفات الاجتماعية و الخبائث فحرم الله تعالى الخمر ووصفها بالرجس و النجاسة و عمل الشيطان قال الله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" سورة المائدة : 90 

بل اعتبر الخمر تذهب العقل و تحجبه و ما يترتب عن ذلك من أسباب الفساد و العداوة و الصد عن العبادة فقال الله تعالى : " إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِالصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ" سورة المائدة : 91 كما حرم الإسلام تناول المخدرات بكل أشكالها و أنواعها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( كل مسكر حرام )) رواه البخاري . 

إذ هي طريق الى فتور العقل و إلغائه و ما يترتب عن ذلك من آفات و جرائم اجتماعية كالقتل و السرقة و الإغتصاب ...

و نهانا الله تعالى عن كل صور إلغاء العقل فحرم البدع في الدين و الخرافات و السحر و الشعوذة و التقليد الأعمى و رتب على ذلك كله عقوبات رادعة , ليؤسس لمجتمع بعيد عن الخرافات منزه عن الأوهام لا مجتمع يفيض بالشعوذة و تتركز فيه الأراجيف و تحكمه تقاليد غامضة نا أنزل الله بها من سلطان .

كما حارب الإسلام الجهل و فرض على الأمة التي تعتنقه أن تكون أمة متعلمةترتفع فيها نسبة المتعلمين و تهبط أو تنعدم فيها نسبة الجاهلين , ذلك لأن حقائق هذا الدين ليست طقوسا تنتقل بالوراثة أو تعاويذ تشيع بالإيحاء و تنتشر بالإيهام , قال الله تعالى : " هَٰذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ " سورة ابراهيم : 52و يقول مصورا أحاديث اهل جهنم : " وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِير " سورة الملك : 10