ملخص الدرس / الثآنية ثانوي/العلوم الشرعية/السيرة والحضارة/الغلو و التطرف و خطره على المجتمعات

النص المؤطر

عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه و سلم:(( إياكم و الغلو في الدين فإنما هلك من كان قبلكمم بالغلو في الدين ))رواه أحمد 

 

مفهوم الغلو و التطرف

الغلو :

لغة : الارتفاع في الشيء و مجاوزة الحد فيه 

اصطلاحا : هو الزيادة على ما يطلب شرعا أو تجاوز الحد 

التطرف :

لغة : طرف الشيء في اللغة ما يقرب من نهايته و قيل : مازاد عن النصف 

اصطلاحا : هو مجاوزة عد الاعتدال و أفرط و لم يتوسط و هو الغلو 

الغلو هو مجاوزة القدر و مجاوزة الحد في كل شيء , غلوت في الأمرإذا جاوزت فيه الحد و أفرطت فيه وفي الشرع عرف ابن حجر الغلو بأنه : " المبالغة في الشيء و التشديد فيه يتجاوز الحد و التطرف تعبير عصري عن الغلو و التطور في اللغة معناه الوقوف في الطرف بعيدا عن الوسط و أصله في الحسيات , ثم انتقل الى المعتويات كالتطرف في الدين او الفكر أو السلوك .

 

الإسلام يحرم الغلو و يحارب التطرف

 الإسلام الغلو و اعتبره سبيلا الى الإنحراف و الشطط ووسيلة  الى أضعاف المجتمع المسلم و تمزيق نسيجه الاجتماعي و كيانه السياسي , و الإسلام باعتباره الرسالة السماوية الخاتمة , الهادية الى أقوم السبل للحياة السوية , يقرر أن الغلو في كل شيء مجلبة للشرور و للمظالم و للإنحراافات و لكل الموبقات , لأن الغلو يؤدي الى التطرف الذي هو نقيض الطبيعة البشرية السوية و إخلال بالموازين التي أقامها اله للكون على وجه العموم 

أ- في القرآن الكريم : جاء لفظ الغلو في كتاب الله عزوجل في مواضع كثيرة قال الله عزوجل : " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ " سورة النساء : 171

و قال سبحانه وتعالى : " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًاوَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ " سورة المائدة : 77

ب- في السنة : قاوم النبي صلى الله عليه و سلم كل اتجاه ينزع الى الغلو في التدين و أنكر على من بالغ من أصحابه في التعبد و التقشف مبالغة تخرجه عن حد الاعتدال الذي جاء به الإسلام ’ فعن أنس رضي الله عاه (( أن نفرا من أصحاب النبي سألوا أزواج النبي صلى الله عليه و سلم من عمله في السر فقال بعضهم : لا أتزوج النساء و قال بعضهم : لا آكل اللحم , لكني أصلي و أمام و أصوم و أفطر و أتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني )) رواه الشيخان . 

 

أنواع الغلو

أ- غلو اعتقادي : كغلو النصارى في عيسى - عليه السلام - أو غلو الرافضة في في الإمام علي و بقية الأئمة أو غلو الخوارج -أيضا - في تكفير أهل الإسلام بالمعاصي و الذنوب كبيرها و صغيرها , ومن الغلو أيضا في الاعتقاد الغلو في بعض الفروع بتنزيلها منزلة الاصول .

ب- غلو عملي : و هو المتعلق بالأمور العملية التفصيلية من قول اللسان أو عمل الجوارح , مما لا يكون فرعا عن عقيدة فاسدة , و من الأمثلة المبالغة و الزيادة فيها عما شرع الله عزوجل كوصال الصوم , و قيام الليل كله ، و ما أشبه ذلك و لاشك أن الغلو الاعتقادي هو الأخطر .

 

 

من مظاهر الغلو و التطرف

- التزام التشدد دائما مع قيام موجبات التيسير و إلزام الآخرين به . 

- التعصب للرأي مع عدم الاعتراف بوجود الآخرين 

- الغلظة في التعامل و الخشونة في الأسلوب و الفظاظة في الدعوة 

- سوء الطم بالآخرين 

-أخطر المظاهر هو تكفير الآخرين و اتهام الناس بالخروج من الإسلام . 

 

أسباب الغلو و التطرف:

 

 

الجور على حقوق أخرى يجب أن تراعى وواجبات يجب أن تؤدى 

الالتزام المتشدد في محاسبة الناس على النوافل و السنن و كأها فرائض 

سوء الظن بالناس و النظر اليهم من خلال منظار اسود يخفي حسناتهم على حين يضخم سيئاتهم 

الغلظة في التعامل و الخشونة في الاسلوب و الفظاظة في الدعوة و قلة العلم و العزلة في المجتمع 

يتسم المتطرفون بشدة الانفعال و الاندفاع و العدوان و العنف و التعصب و الغضب عند أقل استشارة

يبلغ هذا التطرف مداه حين يسقط المتطرف عصمة الآخرين و يستبيح دمائهم أو أموالهم .

من أسباب التطرف:

ضعف البصيرة بحقيقة الدين و قلة البضاعة في الفقه مع القصور عن إدراك مقاصد الشريعة و رحها .

التباس الكثير من المفاهيم الاسلامية كمفهوم الايمان و الاسلام و الكفر و الجهاد ....الخ 

عدم أخذ العلم الشرعي من العلماء المختصين 

ضعف المعرفة بالتاريخ و الواقع و سنن الكون و الحياة .

 

آليات السيطرة على الغلو

أولا : - تمكين المتخصصين من القيام بواجبهم و فتح السبل لكلمتهم و السماح بمرورها إعلاميلا حتى تتشكل مرجعية حقيقية للجميع , تعرض من خلالها التعاليم الصحيحة للإسلام 

ثانيا : - منع المساس يالدين و الإساءة إليه و إلى رموزه بما يصدم الشعور العام في المجتمع 

ثالثا : - ضرورة ضبط مناهج التعليم لتكون قناة مأمونة لتلقي العلم الشرعي الصحيح حتى يتخرج جيل مؤمن يعرف دينه و يملك مناعة تحصنه من الانزلاق الى متاهات الغلو ة التطرف . 

رابعا : - حماية المجتمع من الانحالال الخلقي , و دعم المؤسسات الاصلاحية القائمة على حماية الآداب و الأخلاق و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر . 

خامسا : إشاعة العدل الاجتماعي و إعطاء ذوي الحقوق حقوقهم , فإن المجتمعات لا يمكن أن تقوم على الظلم أبدا .

سادسا : مناقشة الأفكار و الحجج و الشبهات التي يتذرع بها أهل الغلو و تفنيدها و الرد عليها و تطعيم الناس ضدها لئلا يغتروابها . 

آثار الغلو و التطرف على العقل و العلاقات التواصلية

من آثاره :

- الغلظة و الخشونة :  الغلظو في التعامل و الخشونة في الأسلوب و الفظاظة في الدعوة يخالف هدي الإسلام الذي دعا الى استعمال الحكمة في المخاطبة و الموعظة الحسنة في المجادلة 

- اتهام الناس بالخروج عن الاسلام : قد يبلغ التطرف بصاحبه العه الى غايته فيدفعه الى احتقار اعمال الناس و عباداتهم و الازدراء بهم و اتهامهم في عقيدتهم , فيستبيح دماءهم و أموالهم بعد إخراجهم من الملة بتكفيرهم 

مجالات الغلو و التطرف:

أ الغلو في العقائد : فهو مجاوزة الحد فيما شرع اللع سبحانه و تعالى من الامور الاعتقادية فإن الله جل جلاله إنما أنزل الكتاب و بعث المصطفى صلى الله عليه وسلم ليكون الدين كله لله جل جلاله و الغالي لا يكتفي بما أنزل سبحانه وتعالى من الشريعة الكاملة بل يسعى الى الزيادة علة ما شرع الله جل جلاله و مخالفة ماقصده الشارغ من التيسير على المكلفين الى التشديد على نفسه و علة غيره و نسبة ذلك الى شرع الله جل جلاله 

ب- الغلو في العبادات : و تشديد المسلم على نفسه في عمل طاعة من غير ورود الشرع بذلك 

ج- الغلو في السلوك : و هو مجاوزو الحد في إلحاق الحكم عليهم بالكفر أو البدعة أو الفسوق  

كيف عالج الاسلام ظاهرة الغلو و التطرف

استنكار تهمة الارهاب بالدين الاسلامي الحنيف دين الرحمة و المحبة و السلام 

معالجة مظاهر الغلو و التطرف و الإرهاب و أسبابها بالحكمة و الموعظ الحسنة و نشر العلم الصحيح و الوعي السليم بين الأمة من خلال علماء ربانيين باستخدام الوسائل الإعلامية المختلفة 

الاعتصام بالكتاب و السنة فهما المصدران النيران اللذان من اعتصم بهما هدي ال النهج السوي