ملخص الدرس / الثآنية ثانوي/اللغة العربية/أدب العصر العباسي/الدّعوة إلى التّجديد والسخرّية من القديم

النّصّ الأدبيّ: وصف النّخل - أبو نواس

النص:

مالي بدارٍ خلَتْ من أهلِها شُغُلٌ ،............ ولا شَجاني لها شَخصٌ ولا طَلَلُ

ولا رُسُومٌ، ولا أبكي لمَنْزِلَة ٍ،................... للأهل عَنها، وللجيرانِ مُنْتَقَلُ

ولا قَـطَـعْتُ على حَرْفٍ مذَكَّرَة ٍ................... في مرْفَقَيْها، إذا استَعرَضْتهَا، فَتَلُ

بيْداءَ مقْفِرَة ً يوْماً، فأنْعَتها،........................ ولا سـرَى بي ، فأحكيـهِ بها ، جملُ

ولا شَتَوْتُ بها عاماً فأدرَكَني..................  فيها المَصيفُ ، فلي عن ذاكَ مرْتحَلُ

ولا شَدَدْتُ بها مِنْ خَيمَة ٍ طُنُباً،................... جارى بها الضّبُّ والحرْباءُ والوَرَلُ

لا الْحَزْنُ مني برأي العَينِ أعْرِفُهُ،.................. وليسَ يعرِفُني سَهْلٌ ولا جَبَلُ

لا أنعتُ الـرّوضُ إلاّ رأيتُ بـهِ....................... قَصراً مُنيفاً، عليهِ النّخلُ مشتَمِلُ

نخلٌ، إذا جُلِيَتْ إبّانَ زينتِها،.................. لاحَتْ بأعنـاقِهـا أعْـذاقُـها النُّـحُـلُ

أرْخَتْ عُقـوداً مِنَ الياقوتِ تُرْضِعُهُ ،................ حتى تَمَكّـنَ في أوْصَالِهِ العَسَـلُ

إنْ جئتَ زائـرَها غَنّـاكَ طائِـرُها ،................... برجع الحنة في صوتها هدل

من بُلْبُلٍ غَرِدٍ ناداكَ مِن غُصُنٍ،.............. يَبكي لبُـلْـبُلَـة ٍ أوْدَى بهـا خَـبَـلُ

هذا فصِفْهُ، وقلْ في وَصْفِهِ سدَداً،.............. مُدّتْ لواصِفِهِ في عُمرِهِ الطِّوَلُ

أبو نواس

 

اكتشاف معطيات النص :

يهاجم الشاعر في البيت الأول البكاء على الأطلال وهي عادة الشعراء العرب في افتتاح قصائدهم  في حين يتغنى هو بالخمر وشاربها وفي ذلك سخرية من الجنس العربي وشعرائه أصحاب المقدمات  الطللية في بناء القصيدة العربية .

 مناقشة معطيات النص :

مذهب لشاعر من خلال النص مذهب اللهو والمجون آثر زينة الحياة وغره لهوها فراح يتحجج بأن  لائمه حسود وأفاض في السخرية من العنصر العربي من خلال استعمال الإنشاء في البيت الثاني والثالث.

                      

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تحديد بناء النص  :

نمط النص وصفي حجاجي من خلال وصف الخمر والبكاء على الأطلال ثم الانتصار لموقفه الساخر من حياة العربي , والنص هذا ينم عن صراع شعوبي عرفته الحياة العباسية نتيجة اختلاط الأجناس وسيطرة  العنصر العجمي على مقاليد الحكم .

 

 

الانسجام والاتساق في تركيب فقرات النص :

بدأ الشاعر قصيدته بذم الوقوف على الأطلال والإشادة بوصف الخمر وفي هذا تجديد في بناء القصيدة العربية   التي كانت تبدأ بالوقوف على الأطلال .

مجمل القول في تقدير النص :

موضوع النص سخرية من بكاء الرسوم والدمن و إشادة بالخمر وشربها وفي ذلك ثورة على كل ماهو قديم  فقد دعا الشاعر من خلال قصيدته إلى نبذ العادات القديمة ومواكبة الحياة الجديدة وترك عهد البداوة والبساطة  إلى المدنية والحضارة بشرب الخمر والجود في سبيلها وقد قسم الشاعر قصيدته إلى أفكار أساسية هي :

ذم بكاء الأطلال والسخرية من أصحابه

الإشادة بالخمر والحث على طلبها

عتاب لائمه في الخمر

يتجلى في النص صراع فكري ومادي أما الأول فصراع الشعوبية بين العنصر العربي والفارسي وهي نزعة هدامة لأن الإسلام لم يفرق بين عربي ولا عجمي إلا بالتقوى أما الثاني فصراع الحياة المادية وطبيعتها بين حياة البداوة كما عرفها العرب وفبها العفة ونقاء السريرة وحياة اللهو والمجون والعربدة كما عرفتها الحضارة العباسية جراء العنصر الأجنبي خاصة الفارسي.

الصراع بين القدماء و المحدثين في العصر العباسي و أثره في الشعر

أتعرف على صاحب النص:هو أبو علي الحسن بن هانئ المعروف بأبي نواس ولد بالأهواز من بلاد فارس سنة 145هـ من أم فارسية ، نشأ بالبصرة رحل إلى الكوفة فأخذ على أئمتها اللغة و النحو و الادب ....اشتهر بشعر اللهو و المجون ....عرف بميله إلى أصله الفارسي ....توفي سنة 199 هـ  مخلفا ديوان شعر.

 

النص:

كان أمر العرب مع الفرس، كأمر الرومان مع اليونان من وجوه كثيرة، فقد سبق القرس إلى الحضارة و النظام، و أخذوا منها بنصيب موفور قبل أن يخضعوا لسلطان الأمة العربية، فلما جاء الإسلام و كان الفتح، و من الله للعرب في بلاد الفرس، كان الجهاد و التغالب بين الحضارة الفارسية و البداوة العربية، بين اللين والخشونة، بين الحياة المترفة المعقدة، و الحياة الساذجة الهينة. لم يكن هذا الجهاد عنيفا حين كانت المادية موضوعه فكل الناس يؤثر اللين على الخشونة ويفضل العمة على البؤس ويحرص على أن يستبدل الإثراء بالعدم. و إنما كان الجهاد عنيفا بعض العنف حين كانت الحياة العقلية موضوعا له، فاشتد الضال بين أنصار العادات العربية القديمة و الشنن العربية الموروثة، و أنصار العادات والسنن الفارسية.

ولم يكد ينقضي القرن الأول للهجرة حتى ظهر انتصار الجديد و أخذ القديم ينهزم أمامه، فانتصرت الحضارة و اشتدت فيها رغبة العرب من أهل المدن على اختلاف طبقاتهم و منازلهم الاجتماعية، وكان هذا الانتصار عاما تناول الحياة المادية و العقلية و تناول معهما حياة الشعور، ففگر العرب المحدثون بطريقة تخالف مخالفة شديدة تفكير العرب القدماء. و عاشوا في قصورهم عيشة تخالف عيشة آبائهم و قد آثر هؤلاء المحدثون من العرب عيشة الفرس و غير الفرس و تفكيرهم، على عيشة العرب و تفكيرهم، و وجد هؤلاء الشعراء و الكتاب و الفلاسفة الذين كانوا يسخرون من كل قدیم و يحتفون بكل جديد، ويجهرون بذلك حينا و يسرون حينا آخر يأمنون معه دهرا، و يلقون في سبيل الموت من وقت إلى وقت.

وجد " مطیع بن إياس " الذي كان لا يبالي أكان عنيفا أو مرذول الشيرة، و وجد " حماد عجرد " الذي لم يكن يحفل بدين و لا بدنيا، إنما كان يأخذ اللذة حيثما وجدها، و وجد " مسلم بن الوليد " وغيرهم. و كان " أبو نواس " زعيما لطبقة أخرى كانت أشد من الأولى فجورا و أقل منها حرصا على الاستتار ..على أن من الحق أن نعرف ل" أبي نواس " شيئا غير هذا الفسق و الإغراق في المجون و هو أنه كان يريد أن يتخذ - ويتخذ الناس معه -

في الشعر مذهبا جديدا هو التوفيق بين الشعر و بين الحياة الحاضرة بحيث يكون الشعر مرأة صافية تتمثل فيها الحياة ومعنى ذلك العدول عن طريق القدماء و ما ألفوا من ضروب العيش. فإذا تغيرت ضروب العيش هذه وجب أن يتغير الشعر الذي يتغنى بها، فليس يليق بساكن بغداد المستمتع بالحضارة و لذاتها أن يصف الخيام و الأطلال، و إما يجب عليه أن يصف القصور ويتغنى بالخمر و القيان ، فإن فعل غير ذلك فهو كاذب. و لم يكن يدعو إلى تجنب أساليب القدماء في وصف الأطلال و البكاء عليها وحدها وإنما كان يدعو إلى تجنب سنة القدماء في المعاني و الألفاظ جميعا... فهو يطالب الشعراء بأن يكونوا صادقين غير منافقين مع أنفسهم فإذا نبذوا القديم و اجتنبوه في واقع الأمر، فمن الحق عليهم ألا يخفوا هذا، فيقول: 

لا تسقني إن کنت بي عالما    إلا التي أضمرت في صدري

هات التي تعرف وجدي بها               واکسن بماشئت عن الخمر

ياحبذا الجهر بأمر الضبا             ما كنت من ربك في ستر

جمال الطبيعة فيألفوه و يصفوه و لا يشغلوا عن رياض العراق وجناته، بطلول الجزيرة و صحاريها. فإن شعر " أبي نواس " في الخمر كان يرمي إلى غرضين اثنين: الاعتراف بالجديد في الأدب و الاعتراف بالجديد في الحياة، بل نستطيع أن نوجز فنقول كان شعر " أبي نواس " كله رفضا للقديم في كل شيء و كلفا بالجديد في كل شيء.

من تاريخ الأدب العربي - الجزء الثاني -

أثري رصيدي اللغوي:

عاج :مال .

الرسم:ما بقى من آثار الديار.

النؤي:الحفير حول الخيمة .

أحوالا:ج حول سنة .

مجرمة :تامة .

الزرابي :نبات أصفر و أحمر و فيه خضرة .

نثرة الأسد :كوكبان بينها شبر فيهما لطخ بياض كأنه قطعة سحاب ،و هي أنف الأسد .

جلها :ألبسها .

اكتشاف معطيات النص :

كان أمر العرب مع الفرس كأمر الرومان مع اليونان من وجوه كثيرة , فقد سبق الفرس إلى الحضارة والنظام , فلما جاء الإسلام وكان الفتح , كان الجهاد والتغالب بين الحضارة الفارسية والبداوة العربية. 

كان أبو نواس يدعو إلى تجنب أساليب القدماء في وصف الأطلال والبكاء عليها , وإلى تجنب سنة القدماء في المعاني والألفاظ جميعا

مناقشة معطيات النص

كان الجهاد عنيفا بعض العنف حين كانت الحياة العقلية موضوعا له , فاشتد النضال بين أنصار العادات العربية القديمة والسنن العربية الموروثة , وأنصار العادات والسنن الفارسية .

النمط السائد في النص هو النمط السردي , لأن طبيعة الموضوع تاريخية.

الاستخلاص و التسجيل :

كان أبو نواس يدعو إلى تجنب أساليب القدماء في وصف الأطلال والبكاء عليها ، كما كان يدعو إلى تجنب سنة القدماء في المعاني والألفاظ ، وهو يطالب الشعراء بأن يكونوا صادقين غير منافقين مع أنفسهم . 

كان يرمي شعر أبي نواس في الخمر إلى غرضين اثنين هما: الاعتراف بالجديد في الأدب ، والاعتراف بالجديد في الحياة.