ملخص الدرس / الثآنية ثانوي/اللغة العربية/أدب العصر العباسي/شعر الزّهد

النّصّ الأدبيّ: للموت ما تلِدون -أبو العتاهية

أتعرف على صاحب النص:

أبو العَتاهِيَة 130 - 211 هـ / 747 - 826 م هو إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق.

شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد.

كان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي المهدي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، فأطلقه. توفي في بغداد.

القصيدة:

ماَ يدفَعُ الموْتَ أرجاءٌ ولاَ حرَسُ     مَا يغلِبُ الموْتَ لاَ جِنٌّ ولاَ أنسُ

مَا إنْ دَعَا الموْتُ أملاكاً            ولاَ سوقاًإلاَّ ثناهُمْ إليهِ الصَّرْعُ والخلسُ

للموتِ مَا تلدُ الأقوامُ كلُّهُمُ             وَللبِلَى كُلّ ما بَنَوْا، وما غرَسُوا

هَلاَّ أبَادِرُ هذَا الموْتَ فِي مَهَلٍ                  هَلاَّ أبَادِرُهُ مَا دامَ لِي نفَسُ

يا خائفَ الموتِ لَوْ أمْسَيْتَ خائِفَهُ          كانتْ دموعُكَ طولَ الدّهرِ تنبجِسُ

أمَا يهولُكَ يومٌ لا دِفَاعُ لَهُ             إذْ أنتَ فِي غمراتِ الموْتِ تنغَمِسُ

إيَّاكَ إِيَّاكَ والدُّنيَا لوِ اجتهَدُوا            فالمَوْتُ فيها لخَلْقِ الله مُفترِسُ

إنّ الخَلائِقَ في الدّنْيا لوِ اجتَهَدوا           أنْ يحْبسُوا عنكَ هذَا الموْتَ ما حبسُوا

إنّ المَنِيّة َ حَوْضٌ أنْتَ تَكرَهُهُ،           وأَنْتَ عمَّأ قليلٍ فيهِ منغَمِسُ

ما لي رَأيتُ بَني الدّنيا قدِ اقتَتَلُوا،       كأنّما هذِهِ الدّنْيا لَهُمْ عُرُسُ

إذا وصفْتُ لهمْ دُنيَاهُمُ ضَحِكُواوَ       إنْ وَصَفْتُ لهمْ أُخراهُمُ عَبَسُوا

ما لي رَأيْتُ بَني الدّنيا وَإخوَتَهَا،           كأنهُمُ لِكلاَمِ اللهِ مَا درسُوا

أبو العتاهية

أثري رصيدي اللغوي:

أرصاد : القوم الذين يرصدون كالحرس ..الصرع : داء يصيب الرجل فيطرحه أرضا.

انبجس الماء : تفجر.

إكتشاف المعطيات:

الحقيقة التي يقرها النص هي الموت

لا يميز الموت بين العام والخاص .و مصير كل الخلائق هو الفناء.

موقف الناس من الحياة الدنيا هو أنهم يلهثون ويتسابقون للفوز بها .

كيف ينظر الناس إلى الدنيا؟

مناقشة المعطيات:

الفائدة من إخبار الناس عن الموت هو وعظهم والتذكير.

تفيد العبارة إياك إياك: التحذير .

أجمل القول في تقدير النص: 

تبدو شخصية الشاعر زاهدا ورعا شديد الإيمان عارف بحقيقة الموت حريص على وعظ غيره و إصلاحهم.

نص تواصلي: الدعوة إلى الإصلاح والميل إلى الزهد

النص: 

انتشر الرخاء و الترف في العصر العباسي و تعددت مجالس الشراب و اللهو نتيجة لإطلاق الحريات و امتزاج العرب بالعجم و التأثر بالآداب الأجنبية، فشاعة الخلاعة و المجون ، و كان لذلك كله رد فعل عکسئ ، إذ ثارت الحمية الدينية في نفوس بعض الشعراء و المصلحين فمنهم من جعل شعره مقصورا على الزهد، و منهم من ألزم نفسه حياة خشنة ، كأنه بذلك يقاوم التيار العابث.

إذا كانت الحياة الجديدة التي عاشها المجتمع العربي في العصر العباسي الأول قد دفعت طائفة من الشعراء نحو اليسار، فرفعوا لواء الثورة على المجتمع وعبثوا بآدابه و تقاليده عبثا شديدا ، و نشروا فيه شيئا من القلق الاجتماعي و الاضطراب الخلقي ، فإن ظروفا أهمها التراث الإسلامي و الآداب الإسلامية متمثلة في القرآن الكريم و الحديث النبوي الشريف ، مضافا إليها الآداب الواردة في الكتب السماوية السابقة للقرآن ، ثم جهاد المتصوفة في الوعظ و علماء الكلام من أمثال " الحسن البصري " و" واصل بن عطاء " ومالك بن دینار " وأخيرا التراث الفلسفي المتزن الوافد من بلاد الإغريق شمالا و فارس و الهند شرقا ، كل أولئك قد أتي ثماره ناضجة في تلك الفترة، فدفع طائفة من الشعراء نحو اليمين فأصلحوا ما أفسده المفسدون ، بل تعجب حين تعرف أن أولئك الشعراء الذين ثاروا على المجتمع أنفسهم أحسنوا إليه من حيث لا يشعرون . ويمكن أن نتتبع تلك التيارات على النحو التالي : النشاط الديني ، فالدين بطبيعته ضد الحركات الهدامة ، و هو دائما يقف بجانب العرف و التقاليد ما لم تحل حراما أو تحرم حلالا، و لذلك كانت مناوشات مستمرة بين رجال الدين و بين تلك الطوائف الخارجة على العرف الثائرة على المجتمع ، و من ذلك ما كان "بشار" من جهة و" الحسن البصري " و " مالك بن دینار " من جهة أخرى . و قد سجل تاريخ الأدب بعض ما دار بين الفريقين من خصومات عابرة حينا و طويلة الأمد أحيانا ، فمن نماذج الأولى ما كان بين " بشار " من جهة والحسن البصري " ومالك بن دینار " من جهة أخرى . و من نماذجها أيضا ما كان بين " أبي حنيفة " و " حماد عجرد " فلقد تعرض الأول للثاني بالنصيحة و الوعظ بل بسط لسانه فيه حين لم ينفع الوعظ . أما تلك التي طال أمدها ، فمن نماذجها ما كان بين " المعتزلة " و " بشار بن برد " ، وكان اصطدامها جزء من سياستهم العامة التي قامت على التطبيق العملي الما يؤمنون به من أمور نظرية و شملت تلك السياسة فيما شملت الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، ويظهر أن " بشارا " أبی أن يستسلم بل أخذ يدفع الضربات بأعنف منها و قد كلفه ذلك كثيرا ، حيث اضطر للخروج من البصرة ، و لم يعد إليها إلا بعد موت " واصل ".

هذه نماذج من الصدام المباشر بين أئمة المجون و الزندقة و رجال الدين . هناك نوع آخر من التصادم لم یکن مباشرا و لكن آثاره على أية حال لم تكن أقل من آثار تلك الحملات التي شنها المعتزلة من الشعراء . وحامل لواء  الحملات غير المباشرة هو " أبو العتاهية ". و لم تكن الحركة الإصلاحية مقتصرة على الشعراء إذ كانت مساجد بغداد عامرة بالعباد و النساك و أهل التقوى والصلاح و كان في كل ركن منها حلقة الواعظ يذكر بالله واليوم الآخر، و ما ينتظر الصالحين من النعيم ، و العاصي من العذاب و الجحيم . و كان من الوعاظ من يقتحم قصر الخلافة ليعظ الخلفاء على نحو ما هو معروف عن "عمرو بن عبيد " في وعظه للمنصور، و " صالح بن عبد الجليل " في وعظه ل " المهدي " و " أبي السمك " في وعظه ل " هارون الرشید " و قد كثر قضاص الوعظ الذين كانوا يدفعون الناس إلى العبادة و رفض المتاع الدنيوي و سلوك السبيل الواضح إلى نعيم الآخرة كثرة مفرطة . وكان إلى جانب القاص الوعاظ كثير من التشاك يحيون حياة زهد خالصة، كلها تبتل و عبادة و تقشف و انقباض عن الاستمتاع بالحياة وملذاتها و انصراف عن كل نعيم فيها ، انتظارا لما عند الله من النعيم الذي لا يزول ، أمثال " سفيان بن عيينة " حيث كان يقول : " فكرك في رزق قد کتب عليك خطيئة". إن القاري لنتائج هذه الفترة يرى تيارات مختلفة قد تلاقت لتكون مجموعة صالحة من الآداب و العادات والأفكار ، أنارت للناس سبيلهم و عصمتهم من التخبط والقلق والفوضى الخلقية و الاجتماعية . و هكذا كان قانون الحياة عادلا ومنصفا حيث ضرب رجال برجال و شعراء بشعراء و حفظ بذلك التوازن بين طبقات المجتمع المختلفة .

تاريخ الشعر العربي في العصرين الأول و الثاني. من خلافة بني العباس

- بتصرف -

 

 

 

 

 

 

انمي رصيدي اللغوي :

جولدزيهر : مستشرق مجري، ومستشرق تسمية أطلقت على شخصيات علمية وأدبية اهتمت بدراسة اللغة العربية وآدابها وما يتعلق بالحضارة الاسلامية عامة .

أهل الصفة : تسمية أطلقت على طائفة من السلف عرفوا بزهدهم وتقشفهم في الحياة، وكان لباسهم خشن لا ينسج إلا من الصوف .

قفى : أتي، أي اتبع إثره .

آدران : اوساخ . 

الرهبنة : الانقطاع الكلي للعبادة وحرمان النفس من متع الحياة، كالزواج والإنجاب إلى آخره.كما يفعل الآباء البيض المسيحيون، والرهبانية في الإسلام ممقوتة بهذا الشكل، اذ لا رهبانية في الإسلام . 

فون کريمر : مستشرق نمساوي . 

بروكلمان : مستشرق ألماني .

 

 

اکتشاف معطيات النص :

كلمة الزهد تعني : ترك متاع الدنيا و الإقبال على الموت 

نعم، انتشار المجون و الزندقة يعني انحلال المجتمع العباسي

الذين حملوا لواء الثورة على المجتمع هم من أخذتهم الحمية الرذيلة و العزة عليه.

 الأسباب التي أدت إلى ظهور المصلحين هي انتشار العبث و غلو المجتمع العباسي في المتاهات .

لا لم يقتصر الوعظ على عامة الناس بل  شمل أيضا الخلفاء و الأمراء.

 

 

 

 

مناقشة معطيات النص:

من مظاهر اللهو المجون في العصر العباسي:  الخمر القيان الغناء.

أسباب انتصار اللهو والمجون هو: نقص الوازع الديني، دعوة الخلفاء إليه...

الظروف التي أوجدت حركة الإصلاح هي حركة المجتمع نحو الهاوية 

الوسائل التي استعملها الوعاظ هي المواجهة ، الزهد ، الاقتحام ، حلقات ، المساجد.

بعض أسماء الزهاد و المصلحين: الحسن البصري، مالك بن دينار، أبو حنيفة، أبو العتاهية، عمرو بن عبيد، صالح بن عبد الجليل، أبو السمك.

 أثر الحركة في الشعر: استعماله كقالب لها في الوعظ والإرشاد ، كما أنه أصبح مهذبا.

 

الاستخلاص و التسجيل:

الموضوع الذي عالجه الكاتب هو الاستغناء عن مآثر الجاهلية ، ترك متاع الدنيا .

مظاهر البيئة من خلال النص: مجتمع ماجن لاه في ملذات الدنيا ، الفوضى و القلق الخلفاء ، طيش الشعراء.

 أثر ثقافات الأمم المستعربة كان سلبيا لما أقبلوا على مجون قيان غناء خمر...) و إيجابي لما أقبلوا على انتقاء ما يخدمهم في إطار الشرع ( الت التجارة ) .