ملخص الدرس / الثآنية ثانوي/اللغة العربية/الأدب المغربي /الشّعر في ظلّ الصراعات الداخلية على السلطة

النّصّ التّواصليّ: استقلال بلاد المغرب عن

التعريف بصاحب النص : محمد عبد العزيز الكفراوي كاتب وناقد سياسي وأدبي من القطر الشقيق مصر ، اهتم كثيرا بتاريخ الحضارة العربية وسجل في ذلك الكثير من الكتابات ، منها كتاب ( تاريخ الشعر العربي في العصرين الأول والثاني من خلافة بني العباس) و منه أخذ النص الذي بين أيدينا

النص:

استغرق فتح المغرب و نشر الإسلام فيه حوالي سبعين سنة ، و قد لقي المسلمون في هذا الفتح من الجهد و الخسائر ما لم يلقوا مثله في فتح آخر، و لكن النتيجة التي وصلوا إليها كانت رائعة حقا، فقد غرب المغرب إلى حد كبير و تحول إلى الإسلام تحولا عميقا 

إن التحدث عن الأوضاع السياسية العامة في المغرب العربي قبل 160 ه، تاريخ تأسيس الدولة الرستمية ، يفرض علينا الرجوع شيئا قليلا إلى أوضاع المشرق العربي ، إذ أن المغرب كان في هذه الفترة مرتبطا ارتباطا مباشرا بالمشرق العربي و هو في نفس الوقت على أبواب الانفصال عنه سیاسیا و إداريا شيئا فشيئا .

إن الملاحظ لأوضاع المشرق العربي قبل 160 هیجدها تتميز بميزتين اثنتين هما :

  1. ثورات الخوارج .
  2. انهيار الدولة الأموية لتحل محلها الدولة العباسية سنة 132 ه و ما رافق كل ذلك من أحداث .

وقد التجا الخوارج إلى المغرب لمواصلة نشاطهم السياسي فوجدوه مهيا لتقبل أفكارهم . و الجدير بالذكر أن من بين فرق الخوارج العديدة ، لم تنتقل إلى إلى المغرب إلا فرقتان فقط هما : الإباضية و الصفرية . فالإباضية تجعل بدايات ظهور مذهبها في المغرب، مع نهاية القرن الأول و بداية القرن الثاني ، هذا لا يعني أن الخوارج لم يكونوا بالمغرب قبل ذلك التاريخ ، فمن المحتمل أنهم وفدوا إليه و استوطنوه كلما لحقت بهم هزيمة في المشرق ، وضاقت عليهم الأرض ، و لهذا فقد قامت عدة ثورات أهمها :

ثورة ميسرة المطغري الصفري سنة 122 ه، و تعتبر أول ثورة قام بها الخوارج بالمغرب ، في المغرب الأقصى ، و بقيت مستمرة حتى استفحل أمرها و عمت ربوع المغرب كله تقريبا ، فسميت بذلك ثورة البربر، و إنما الذي دعا إليها هو مسيرة المطغري الصفري ، قاد جموعا من بربر مطغرة قبيلته و القبائل المجاورة لها ، و قصد طنجة و السوس حيث عاملا عبد الله بن الحبحاب آنذاك فقتلهما ، و يبدو أن البربر الصفرية في المغرب الأقصى بعد هذا الانتصار تقاطروا عليه مما دعاهم إلى مبايعته بالخلافة ، و ما إن وصلت أخبار هذه الثورة عند الوالي بالقيروان ابن الحبحاب حتى أوفد إليها جيشين أحدهما بقيادة حبيب بن أبي عبدة و ثانيهما يقوده خالد بن أبي حبيب الفهري ، فالتقى هذا الأخير بميسرة في مقربة من طنجة، و وقع بين جيشيهما قتال شديد ، انهزم على إثره ميسرة و ولی راجعا إلى طنجة، هنالك بائع الخوارج خالد بن حميد الزياتي مكان ميسرة الذي قتلوه بسبب تخاذله ، فالتقى الجيشان مرة ثانية و كانت وقعة عظيمة مات فيها حماة العرب و فرسانها و أبطالها فسميت الغزوة ب " غزوة الأشراف".

ثم توالت الثورات من صفرية و إباضية ، حتى كان عام 138 ه لما هاجمت قبيلة ورفجومة الصفرية القيروان بقيادة عاصم بن جميل ، فأخرجوا منها واليها حبیب بن عبد الرحمن بن حبيب الذي التجأ إلى جبل الأوراس فلحقه عاصم إلى هناك و اقتتلا فانتصر حبيب و قتل عاصم و في غمرة هذا الانتصار قاد حبیب جيوشه و سيرها نحو القيروان لاستردادها من خليفة عاصم عبد الملك بن أبي الجعد . و دارت المعركة بين الجانبين فقتل حبيب سنة 140 ه عندئذ خلا الجو الصفرية في القيروان فعاثوا فيها فسادا، و لا تختلف المصادر الإباضية و غيرها في تصوير مناکرهم بل إن الكتابات الإباضية تعزو قيام ثورة أبي الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري اليمني إلى تلك الأعمال الشنيعة التي قامت بها ورفجومة الصفرية.

و كان أبو الخطاب قد بويع بالإمامة سنة 140 ه، و في نفس السنة توجه بأصحابه من الإباضية إلى مدينة طرابلس ، فدخلها و طرد منها عاملها الذي رجع إلى المشرق ، و قد سهل له وجوده بطرابلس الاستيلاء على جزيرة جربة ، و كان هذا كله في عام واحد . و لما قامت القبائل البربرية الصفرية ، و على رأسها " ورفجومة " بأعمالها الشنيعة في القيروان ، رأى الإباضية ضرورة الوقوف أمام المعتدي على حرمات الله، و کسر شوكته . فتوجهوا بقيادة إمامهم نحو القيروان ، و في طريقهم استطاعوا أن پستولوا على " قابس " وبعد أن ترك أبو الخطاب عليها عاملا، ارتحل وحاصر القيروان و لما قتل زعيم الصفرية بها " عبد الملك بن أبي الجعد " استطاع أن يدخل المدينة سنة 141 ه و يستخلصها من يد " ورفجومة " وينقذ أهلها من مناکرهم.

ويبدو أن أبا الخطاب لم يقم طويلا بالقيروان حيث خرج لمحاربة محمد بن الأشعث الخزاعي الذي بعثه الخليفة المنصور إلى إفريقيا ، فمني بهزيمة شنعاء ، و لما علم "عبد الرحمن بن رستم" بانهزام إخوانه و وفاة صاحبه أبي الخطاب توجه نحو المغرب الأوسط حيث أقام مدينة " تيهرت " بعيدة عن القيروان مركز الجيوش العباسية ، تأويهم و تحميهم و كان ذلك أولى خطوات تأسيس الدولة الرستمية .

وهكذا يكون عبد الرحمن بن رستم بعد مبايعته بالإمامة سنة 160 ه من طرف إخوانه في المذهب أول إمام لأول دولة إسلامية في المغرب الأوسط عرفت في التاريخ بالدولة الرستمية .

الدولة الرستمية - إبراهيم بگیر بحاز -

 

أكتشف معطيات النص

س 1: ماذا يقصد بالفتوحات؟ و ما دافعها؟ 

ج1: المقصود بالفتوحات تلك الحروب التي خاضها المسلمون الأوائل لنشر الإسلام في العالمين وقد كان الدافع الأساسي هو إيصال كلمة الله تعالى الى جميع الأجناس لأن الله كلف كل مسلم بنشر دينه و إبلاغه إلى من يجهله.

س2: إلى أي مدى اتسعت رقعة الدولة الإسلامية؟ و علام يدل ذلك؟ 

 ج2: اتسعت رقعة الدولة الإسلامية من حدود الهند شرقا إلى حدود فرنسا غربا يدل ذلك على إيمان المسلمين و صبرهم و شجاعتهم و حرصهم على نشر دين الله و القيام بالواجب.

 س 3: ما الذي نجم عن هذا الاتساع؟ 

ج3: نجم عن هذا الاتساع صعوبة التحكم في الأوضاع من جهة وظهور مبادرات الاستقلال عن الخلافة من جهة أخرى.

 س4: ما الذي يدعو - في رأيك - جماعة ما إلى التفكير في إنشاء دولة أو الاستيلاء على الحكم؟ 

 ج4: الذي يدعو إلى ذلك أمور من أهمها :

 - تغيير الأوضاع السيئة من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،

- التمتع بثمار الحكم و التسلط.

 س5: هل كان الخروج عن الخلافة سهلا؟ 

ج5: لم يكن الخروج عن الخلافة سهلا في أيام قوتها و إنما سهل عند ضعف شأنها وتعدد منافسيها.

س6: اذكر بعض الدول التي نشأت بالمغرب و استقلت عن الخلافة؟

 ج6: دولة الأغالبة / الدولة الإدريسية / دولة الفاطميين / دولة الموحدين / دولة الرستميين ...

 

أناقش معطيات النص

س10: ما العناصر التي لجأ إليها الكاتب للربط بين عباراته؟ اذكر مثالين. 

ج10: لجأ الكاتب إلى أحرف العطف للربط بين العبارات.

مثال أول: كان اتساع ...... وامتداد ........ وسمرقند. 

مثال ثان: وقد انقرض ...... و لم تتمتع ......... و الفنون 

 س11: أترى لوضوح أفكار النص نسيبا؟

ج11: أسباب وضوح الأفكار: 

 تداول الألفاظ.

بساطة التراكيب.

 اقتراب الموضوع من الحس.

س12: النصوص أنواع، بعضها يغلب أصحابها تقديم المعلومات وبعضها يغلب أصحابها إمتاع القارئ، و بعضها يجمع بين الأمرين، ففي أي صنف تضع هذا النص؟ 

ج12: يمكن تصنيف النص ضمن النصوص المعلمة التي تستهدف إلى إزالة جهل الجاهل وتعليم من لا يدري، لهذا قلت الصور البيانية و كذا ألوان البديع والإيقاع الممتع.

 

س 13: هات أفعال المصادر التالية: استيلاء / إيذانا / توجيها ؟

 ج 13:

استيلاء← استولى

إيذان ← آذن

 توجيه ← وجه

س 14: في قول الكاتب [... كان إيذانا بتمزيق وحدة المسلمين صورة بيانية، وضحها وبين أثرها ؟

ج14: شبه وحدة المسلمين بثياب يمزق ثم حذف المشبه به ورمز به بخاصية من خصائصه (التمزيق) على سبيل الاستعارة المكنية.

أستخلص وأسجل

س15: من هذا النص بعضها يمكن للقارئ أن يستنتج العديد من القيم والفوائد خارج المصرح بها أذكر ؟

ج 15: من أهم القيم:

النص نموذج للمقال العلمي التاريخي (قيمة فنية).

النص شهادة تاريخية على أحداث ماضيه (قيمة تاريخية).

النص تأكيد لفكرة الصراع عبر العصور (قيمة إنسانية سياسية). 

النص إشارة واضحة إلى أن الحضارة وليدة الأمن لا الصراع الخوف (قيمة سياسية تربوية).

النّصّ الأدبيّ : استرجعتُ تلمسان " أبو حمّو

التعريف بصاحب النص: 

و أبو حمو موسی بن أبي يعقوب بن عبد الرحمن بن يحي بن يغمراسن. ولد سنة 639 ه . عينه أبوه حاكما على سجلماسة وأصبح واليا على تلمسان ، إلا أن حلفاء تاشفين عرفوا مقره وباغتوه وقتلوه بعد أن اشتد الصراع بين الجيشين سنة 791 ه . وله ديوان شعر جمع فيه أغراض عديدة . والنص الذي بين أيدينا نموذج من شعره في الفخر والحماسة.

النص:

وجبت الفيافي بلدة بعد بلدة ....................و طوعت فيها كل باغ و باغم

وما زلت أطوي سهلها وأكامها   وأحطمها بين الربى  والهضائم

ولما بدا لي غيهب القوم ظاهر و.............. حيهم بين الظلال الغياهم

حملنا عليه حملة مضرية....................... فولو شرادامثل جفل النعائم

وطاحت على واد ملال هشائم .........من القوم صرعى للنسور القشاعم

وهبت رياح النص من كل جانب........ و جاءت ألينا مبهجات الغنائم

وعجبنا و عرجنا على واد يسر........ و جزنا المخاض كالليوث الضراغم

وسرنا ضحى و النصر يهفو أمامنا ........برايات سعد فوقنا كالغمائم

قدمنا و كان الفتح يرج قدومنا ..........وكان على الأعداء شر المفادم

فطوبى لعبد الواد عند ازدحامهم ....... لقد جدلو في الحرب كل مزاحم

فرامت مرين الصلح بعد فرارها............ و قد ظلمو عهد ولست بظالم

فلا صلح حتى تضرم الحرب نارها .........و تساقط الابدان تحت الجماجم

دخلت تلمسان التي كنت ارتجي........... كما ذكرت في الجفر اهل الملاحم

فخلصت من غصابها دار ملكنا ............ و طهرتها من كل باغ و بارم

لقد اسلموها عنوة دون عدة........... لقد طلقوها بالقنا و الصوارم

أبو حمو موسى الزياني 

إثراء الرصيد اللغوي:

الهضائم: م هضيمة: وهي الطعام يعمل للميت ، والمقصود الشعاب . 

غيهب: ج غياهب: الرجل الغافل البليد الضعيف والمقصود غفلة القوم. 

الغياهم:م غيهم : الظلمة 

جفل له صرعه . والجفل : روث الفيل والنعام

. القشاعم:م قشعم وهو المسن من الرجال أو النساء أو النسور.

 العنادم: م عندم وهو نبات يصبغ به له لون أحمر. 

جدلوا: جدل جدولا فهو جدل أي صلب وقوي. 

الجفر : وهو علم الجفر ويقال له علم الحروف ، وهو علم يدعي أصحابه أنهم يعرفون الحوادث إلى انقراض العالم.

أكتشف معطيات النص

الفكرة العامة: وصف الشاعر للمعركة وافتخاره بالنصر.

تلخيص أفكار النص بأسلوب الخاص:

 يصف الشاعر في هذه القصيدة أجواء الحرب التي دارت بين الجيش الذي يقوده وبين جيش بني مرين الذي كان يتحصن بمدينة تلمسان ويحتلها . حيث بدأ بوصف الطريق التي قطعها من أجل الوصول إلى تلمسان ، ثم تحدث عن الحملة التي حملها وجيشه على الأعداء وكيف حققت لهم النصر وكانت سببا فيه . ثم أردف يصف الجيشين قبل الالتحام وأثناءه ، ثم تحدث أخيرا عن دخوله منتصرا إلى تلمسان وأعاد ملكها إلى الزيانيين بعد أن كان قد اغتصبها بنو مرين.

مناقشة معطيات النص

س1- ما دلالة الفعلين "جبت" وطوعت في البيت الأول؟ 

ج- دلالة الفعلين "جبت" وطوعت في البيت الأول : كثرة خوضه للحرب - الإعتداء بقوة جيشه وتمكنه من عدوه.

 س2- بماذا توحي عبارة (حملة مضرية)

 ج- توحي عبارة (حملة مضرية) بنزعته العربية التي تأبى الخنوع 

س 3- هل دخل الشاعر الأمير تلمسان غازيا أم مسترجعا لحق. ج- لقد دخلها فاتحا مستردا حقا.

س 4- في البيتين السابع والتاسع صورتان بیانیتان ، أكشف عنهما؟ وبين أثرهما في المعنى ؟ 

ج-في البيت السابع تشبيه مما قوله (وحزنا المخاض كالليوث الضراغم) الشجاعة وفي التاسع استعارة مكنية (وكان الفتح يرجو قدومنا" النصر . 

س5- بين ضرب الخبر في البيت سابع عشر وما غرضه؟

 ج- الخبر إنكاري غرضه الدلالة على إخضاع العدو بالقوة تحديد بناء النص : 

س6 - ما نمط النص؟ وما خصائصه

ج- نمط النص وصفي تحليلي، يصف الشاعر فيه أطوار المعركة وفصولها وكيف أخضع عدوه وإسترجع ملكه ثم يعلل أسباب خوض المعركة وأسباب رفضه الصلح. 

س7- هل الشاعر مقلد أم محدد؟ علل؟

ج- يبدو الشاعر مقلدا شكلا ومضمونا: فالتقليد عنده غاية لا وسيلة تأكيد وتعميقا لانتمائه العربي الذي يرفض كل أنواع مظاهر الخضوع.

تحديد بناء النص

س1 - ما نمط النص؟ وما خصائصه

ج- نمط النص وصفي تحليلي، يصف الشاعر فيه أطوار المعركة وفصولها وكيف أخضع عدوه وإسترجع ملكه ثم يعلل أسباب خوض المعركة وأسباب رفضه الصلح. 

س2- هل الشاعر مقلد أم محدد؟ علل؟

ج- يبدو الشاعر مقلدا شكلا ومضمونا: فالتقليد عنده غاية لا وسيلة تأكيد وتعميقا لانتمائه العربي الذي يرفض كل أنواع مظاهر الخضوع.

تفحص الاتساق والانسجام :

 س1- ما الضمائر الأكثر استعمالا في النص؟ 

 ج- ضمائر المتكلم والجماعة لأنه الشاعر بصدد الإنتصار بنفسه وجيشه (جبت، طوعت، خلصت، حملنا، قدمنا، کرنا) 

س2- فسر انتقاله من ضمير المفرد إلى ضمير الجمع؟

 ج- للتأكيد على أنه مكانته في قومه باعتباره القائد والأمير ** في النص بذرة حماسية أملتها ظروف الحرب وشخصيته الشاعر المعتزة بمكانتها وعروبتها كما ساعدت الشاعر على تقديم أفكاره في قالب متجانس فكريا وروحيا. مسلسلة حسب حدوثها منذ سيره مع الجيش وقطعه للفيافي والسهول مرورا بالحديث عن بشائر النصر التي حملها مع جيشه و التي كان يراها في كل ناحية وفي كل مكان. وصولا إلى وصف المعركة وأجواءها ، وانتهاء بدخول الجيش وقائده تلمسان مكللا بالنصر .

مجمل القول في تقدير النص

ما موضوع القصيدة ؟ وما الهدف منه؟

القصيدة من شعر الحماسة (وهو غرض يمتزج فيه الفخر بالبطولات في المعارك) وهدفه إرساء قيم عربية عريقة متأصلة في الدفاع عن الحق ورفض الظلم وهي القيم التي مكنت الشعب الجزائري من إسترجاع حريته.