ملخص الدرس / الأولى متوسط/تاريخ و جغرافيا/التاريخ الـوطـنـي/الجزائر وشمال افريقيا في العصور القديمة

الوسط الطبيعي

تمتد بلاد المغرب القديم من البحر المتوسط شمالا الى الصحراء الكبرى جنوبا و من مصر شرقا الى المحيط الأطلسي غربا تتخللها تضاريس متنوعة يميزها وجود سلسلتي جبال الأطلس التلي و الصحراوي و تنحصر بينهما السهول و الهضاب و إضافة الى السهول الساحلية ذات المناخ المعتدل و الثروة الحيوانية المتنوعة 

- يقدر معدل التساقط في بلاد المغرب القديم بحوالي 100 ملم , أما المجاري المائية فهي عبارة عن وديان مثل الملوية , الشلف , و مجرد و أم الربيع و هي دائمة الجريان 

جبال الأطلس الجزائرية :

هي جبال نرتفعة تتجاوز قممها 2000 متر و تنقسم الىقسمين , القسم الساحلي و القسم الداخلي . و يتميز الأطلس الساحلي بامتداده المتواصل ماعدا في المناطق الوسطى ...حيث تتميز بالهضاب و الخلجان أنما المنطقة الداخلية فتميزها جبال البيبان و الونشريس ة تمتد بينها السهول منها سهلا الشلف و المتيجة إضافة الى الأطلس الصحراوي . 

وردت أقدم تسمية لشمال إفريقيا في المصادر المصرية تحت اسم بلاد الغرب "أمنت " IMNT التي تعني الغرب أو أرض غروب الشمس التي تمتد من غرب نهر النيل الى النحيط الأطلسي عرف عند العرب قديما ببحر الظلمات 

لقد أطلق اليونان اسم ليبيا على القسم الشمالي لإفريقيا لتمييزه عن القسم الجنوبي الصحراوي أما الرومان فقد أطلقوا تسمية إفريقيا على المقاطعات التي احتلوها شمال شرقي البلاد التونسية ثم أصبحت كلمتا فريقيا و ليبيا فيما بعد تعنيان القارة كلها . 

- بلاد المغرب القديم منطقة ممتدة من طرابلس الى المغرب الأقصى و من البحر المتوسط الى عمق الصحراء و التل الافريقي الذي هو عبارة عن شريط يتسع أحيانا و يضيق أحيانا أخرى يتميز بمناخ معتدل يجعله صالحا ليسكنه الإنسان منذ عهود موغلة تعود الى ما قبل التاريخ بل هناك من الباحثينمن لا يستبعد أن تكون منطقة عين الحنش بالعلمة الجزائر الحالية هي مهد أول استقرار بشري في منطقة شمال إفريقيا و تزخر المنطقة المغاربية بثروات طبيعية حيوانية و نباتية جعلت منها جذب لمختلف الأجناس البشرية 

 

- تنقسم السهول الى ثلاثة أصناف رئيسية ينتشر الصنف الأول منها في عدة مناطق ساحلية متاخمة للبحر و يتصف هذا النوع بالخصوبة و قلة الامتداد بسبب الكتل الجبلية الساحلية التي تقطع هذه السهول . و يحتويالقسم الثاني على السهول الداخلية التي تتوسط الجبال , و هي أقل خصوبة من سابقتها لكنها تماثلها في عدم الامتداد الكبير أحيانا . أما الصنف الثالث من السهول فهو عبارة عن هضاب و نجو مرتفعة نسبيا ... و تمتد على مساحات شاسعة في المنطقة المحصورة بين سلسلتي جبال الأطلس الصحراوي و التلي في الجزائر . و هذه السهول سهبية فقيرة زراعيا أغلبها مراعي مشاعة بين الرعاة يجوبونها بقطعانهم بحثا عن الكلأ و الماء 

الوسط البشر

إذا كان أغلب المؤرخين يتفقون على قدم تعمسر شمال إفريقيا فلماذا يذكرون سكانها في مختلف مؤلفاتهم بتسميات متعددة .

- تشير الدراسات الى أن الانسان المغاربي ينتمي الى عنصرين بشريين متمايزين هما العنصر الإفريقي و العنصر المتوسطي أدى اختلاطهما في هذه الحافة الشمالية من قارة إفريقيا الى التمازج الجنسي بينهما , و مع أن ملامح العنصر الإفريقي لا تزال ملحوظة في الجهات الجنوبية من هذه المنطقة إلا أن سكان الساحل فقدوا كثيرا من خصائص العرق الافريقي و غلبت عليهم الملامح المتوسطية 

- يطلق لفظ اللوبيين على كامل القبائل التي عاشت في شمال إفريقيا منذ فترة فجر التاريخ و التي تمتد من السرت الكبير بليبيا حاليا بما في ذلكك الصحراء الكبرى الى سواحل المحيط الأطلسي و اشتق إسم اللوبيين من كلمة (لوبا ) و هو الاسم القديم الذي كان يطلق على شمال افريقيا

- النوميد : لفظ يعني عند اليونان البدو الرحل و هم أقوام استوطنوا المنطقة الممتدة من قرطاجة شرقا الى وادي ملوية "غربا " 

- البربر : اتفق جل المؤرخين الأروبيين على أن تسمية البربر قد جاءت من الكلمة اللاتينية (بربروس) و التي تعني البعيدين عن أطر الحضارة اللاتينية أما ابن خلدون فيرى أن كلمة البربر تعني الكلام غير المفهوم وقد شاعت التسمية في بداية مرحلة الفتح الاسلامي 

- المور : لفظ من أصل فينقي تعني الغرب و هم السكان الذين استوطنوا القسم الغربي الممتد منوادي ملوية الى المحيط الأطلسي 

- الجيتول : من السكان الأصليين لليبيا استوطنوا السهوب و الحد الشمالي للصحراء فيما بين المحيط الأطلسي و فزان شرقا امتهنوا الرعي و من الناحية الأنثربولوجية فإن الليتيين من أصل الإنسان المشتوي و القفصي الذي ترك لنا حضارة تعةد للعصر الحجري القديم 

- الغرامنت : هي قبائل الواحات التي قطنت المنطقة ما بين مرتفعات طرابلس وواحة جرمة بمنطقة فزان الحالية و مارست حرفة الرعي 

قدم التعمير

إذا كان أغلب المؤرخين يجمعون على أن بلاد شمال افريقيا مةغلة في القدم من حيث التعمير فكيف يمكنك الاستدلال على ذلك ؟ 

" مشتى العربي " تقع جنوب منطقة شلغوم العيد بولاية ميلة عثر فيها على جماجم تعود الى العصر الحجري الحديث اكتشفت سنة 1912 من مميزات انسان مشتى العربي قامته 1,73 متر وجهى عريض و جبينه ضيق و حزاجب بارزة كان يدفق موتاه في مقابر لا تبعد عن مقر سكناه 

- المواقع الاثرية في شمال إفريقيا : يثبت علم الآثار أن الاستقرار البشري في شمال إفريقيا يعود تاريخع الى أزمنة موغلة في القدم و أن المجتمعات التاريخية في الشمال الافريقي القديم هي لمتداد لمجتمع الحضارة القفصية و العاترية و مجتمع حضارة الفن الصخري في طاسيلي ناجر , مشتى الربي و في مةاقع عدة بالأهقار ناجر على أن الجزائر كانت آهلة بالسكان و أن أقدم حفرية للإنسان عثر عليها في الجزائر تعود الى أكثر من 1,8 مليوم سنة قبل الميلاد في عين الحنش بسطيف 

- تتميز البيئة الجغرافية للمغرب القديم بالجبال و الهضاب و السهول و الصحراء و بالتالي فإن مواقع تواجد الإنسان كانت حول الاودية و في السهول و بالقرب من المسطحات المائية أي المناطق التي يسعل العيش فيها 

- أظهرت الابحاث أن أول موقع عثر فيه على صناعة بدائية للحجارة هو "عين الحنش" قرب مدينة العلمة ولاية سطيف بالجزائر و مصنوعاته هي عبارة عن أدوات للإنسان الحجري الذي يستعملها كالأسلحة او كأدوات للتكسير ذات جهة واحدة حادة أي من جانب واحد و قد أثبتت أبحلث أثرية فرنسية سنة 1947 أن عين الحنش أقدم منطقة تواجد فيها الانسان في المغرب القديم و الذي يعود تاريخه الى 1,8 مليون نسمة قبل النيلاد 

تطور نمط المعيشة

أ- التنقل و الترحال : 

بعد تعمير الانسان لشمال إفريقيا في العصور القديمة مر نمط معيشته في هذه الفترة بمراحل تحكمت فيها جملة منالظروف 

- من الطبيعي أن ينتج عن تنوع السطح تنوع في أنماط المعيشة لدى السكان حيث تلاحظ ازدواجية قديمة في المجتمع المغربي بين الفلاحين المستقرين و الرعاة المنتقلين الذين يسمحون لأنفسهم أحيانا بتجاوز المناطق الرعوية الدائمة الى المناطق الزراعية بحثا عن المراعي لماشيتهم 

- نكط معيشة إنسان مستى العربي في وسط نباتي لا يختلف كثيرا عن الوسط الحالي إذ كان يحتوي على أشجار الصنوبر و أشجار الزر و لذلك سكن في الهواء الطلق بالقرب من الشواطئ و في المغارات و الكهوف و تغذى على ما يجمعه من الطبيعة 

و من مظاهر تطور إنسان مستى العربي توصله الى استخدام النواة الحجرية كمطحنة للحبوب البرية التي يجمعها 

- بانتهاء الفترة المطيرة اتجه انسان المغرب القديم للسكن في المناطق السهلية حيث مارس عملية الصيد و الالتقاط و تطلبت تلك الحياة صنع أدوات حجرية تساعده في قضاء شؤونه 

نمط معيشة الانسان القفصي: 

أنشأ الانسان القفصي تجمعاته السكنية المنظمة على مساحلت واسعة مراعيا في ذلك قربها من منابع الميته و هكذا كان بعيش ضمن وسط طبيعي معتدل ساعده على ممارسة نشاطات حياته اليومية بسهولة و يسر و للمزيد من الحيطة كانت تجمعات الانسان القفصي فوق الهضاب بمحاذاة الممرات الطبيعيى التي ترتادها الحيوانات مماسهل عليه اقتناصها 

ب- الاستقرار 

بعد مرحلة التاقل عرفت حياة إنسان شمال فراقيا في العصور القديمة مجموعة من التغيرات بفعل عدة عوامل 

- تميز العصر الحجري الحديث في شمال إفريقيا بشروع الإنسان في الانتقال من حياة الصيد و جمع القوت الى الاستقرار . ليرتبط بالأرض شيئا فشيئا و يزال الرعي و الزراعة 

و من شواهد الازدهار الذي شهدته بلاد المغرب العهد القرطاجي أن عدة مدن فلاحية قد ظهرت المناطق الزراعية سواء في ضواحي قرطاجية أو في حالة مجردة مثل مدينة باجا أو في المملكة النوميدية كمدينة تبسة و سيرتا العاصمة أو في مملكة موريطانيا و غير ذلك من المدن و الفرى الفلاحية التي كانت للمدن و المستعنرات الرومانية فيما بعد .

قدمت المعطيات الأثرية الحديثة الملامح الكبرى لمجتمعات العصر الحجري الحديثة الملامح الكبرى تم التعرف على نمط حياة سكان مغارات جبال المتوسط الساحلية ممايدل على أن المجموعات البسرية التي تنتمي الى تلك الفترة قد مارست الوراعة المجتمع الحضري 

ج- التنظيم الاجتماعي :

باعتبار أن قيام ممالك شمال إفريقيا في العصر القديم لم يظهر إلا في القرن الثالث قبل الميلاد فكيف كان المجتنع اللوبي يسير شؤونه قبل هذه الفترة ؟ 

تدل الآثار على أن لباس الليبين تمثل في عباءة عريضة تخاط من جلود الحيوانات أما النساء ترتدين حسب هيروديت لباسا شبيها بلباس الاغريقيات فالرداء كان من الجلد 

أما المسكن فمان في الباية عبارة عن أكواخ في شكل بيوت قارة من الخشب ثم أصبحت بيوتا مركية قابلة للتفكيك شبيهة بالخيمة تلائم حياة الرعاة 

الأسرة : هي الخلية الأولى للمجتمع اللوبي و تضم الأفراد المنحدرين من جد واحد يخضع أفراد الأسرة الواحدة الى سلطة الأب 

- نظام الحكم الذي كان سائدا بين اللبيين هو النظام القبلي و كانت رئاسة القبيلة منصبا وراثيا في الأسرة الحاكمة و يساعد رئيس القبيلة مجلس القبيلة المتكون من عشرة أشخاص و كان رئيس القبيلة يجمع بين السلطتين الدينية و الدنوية 

القبيلة و العشيرة : تتشكل من مجموع الأسر المنحدرة مننفس الأصل يرأس اتحاد القبائل أشهر شيوخا و يسمى إقليدا أي ملكا أو أميرا . 

الاتحاد القبلي : تخضع مجموع القبائل لقائد واحد تجتمع تحت سلطانة بما له هيبة و يصبح حاكما لها و الغالب أن ممالك شمال إفريقيا القديمة تكونت يهذا الشكل