ملخص الدرس / الأولى متوسط/العلوم الشرعية/السيرة النبوية /الوحي و مقدماته

مفهوم الوحي

أ- في اللغة : يطلق على السرعة و على الالهام و الكتابة 

ب- في الاصطلاح : هو إعلام الله من اختاره من البشر كل ما أراد إطلاعه عليه من ألوان الهداية و العلم بطريقة سرية و خفية غير معتادة للبشر (مناهل العرفان لمحمد العزيم الورقاني 1/64 (بتصرف ) )

 

تعبده في غار حراء

لما قاربت سنه صلى الله عليه و سلم الأربعين حببت اليه الخلوة . فكان يأخذ زاده و يتجه الى غار حراء في جبل النور على مسافة نحو ثلاثة كيلومترات من مكة فيقيم فيه الليالي التي تصل في بعض الأحيان شهرا حتى ينفد زاده فيعود ليتزود من جديد و كان يقضي وقته داخله في العبادة و التفكير فيما حوله من مشاهد الكون و هو غير مطمئن لما عليه قومه من الشرك و عبادة الأصنام . 

و قدكان اختياره صلى الله عليه و سلم لهذه العزلة من تدبير الله تعالى له ليكون انقاطاعه عن هموم الناس الصغيرة التي تشغل الحياةنقطة تحول لاستعداده لما ينتظره من الأمر العظيم فيستعد لحمل الاأمانة الكبرى المنتظرة منه . 

نزول الوحي

بينما كان محمد صلى الله عليه وسلم في غار حراء جاءه الملك جبريل عليه السلام فجأة فقال له : اقرأ , فقال النبي صلى الله عليه و سلم :" فقلت :ما أنا بقارئ , فأخذني فغطّني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال : اقرأ , فقلت : ما أنا بقارئ , فأخذني فغطّني الثانية حتى بلغ مني الجهد , ثم أرسلني فقال : اقرأ , فقلت : ما انا بقارئ فأخذني فغطّمي الثالثة حتى بلغ مني الجهد , ثم أرسلني فقال : "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ(1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ(2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ(5) " سورة العلق . 

تثبيت خديجة رضي الله عنها للنبي (ص)

فرجع يرتجف حتى دخل على خديجة , فقال : " زمّلوني زمّلوني " فغطوه حتى ذهب عنه الروع فقال: " خديجة .مالي " و أخبرها الخبر , و قال : " قد خشيت على نفسي " . فقالت له : كلاّ أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا , إنك لتصل الرحم و تصدق الحديث و تحمل الكلّ و تثري الضيف و تعين على نوائب الحق . 

معرفة النبي (ص) بحقيقة الوحي

ثم انطلقت به خدية حتى أتت به ورقة بن نوفل و مو ابن عم خديجة و كان شيخا كبيرت قد عمي , فقالت له خديجة : أي ابن عمّ , اسمع من ابن أخيك . فقال ورقة : ابن اخي ماذا ترى ؟ فأخبره النبي صلى الله عليه و سلم ما أرى , فقال ورقة : هذا الناموس (الوحي ) الذي انزل على موسى ياليتني فيها جذعا , أكون حيا حين يخرجك قومك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أو مخرجيّ هم " فقال ورقة : نعم , لم يأترجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي و إن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا , ثم لميلبث ورقة أن توفي و انقطع الوحي فقترة حتى حزن النبي صلى الله عليه وسلم فيها حزنا شديدا . و إذ هو كذلك سمع صوتا من السماء فرفع بصره فإذا الملك الذي جاءه بحراء جالس على كرسي بين السماء و الأرض فرعب منه و عاد مسرعا الى بيته قائلا: زملوني زملوني فأنزل الله تعالى : " يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ(5) " سورة المدثر 

 

السند:

قال الله تعالى : اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5). الآيات  1 .... 5 من العلق.

شرح المفردات:

علق : دم جامد

نزول الوحي

قبل نزول الوحي :

كان رسول الله يخلو بنفسه في غار حراء يتأمل الكون ويفكر في خالقه .

وكان يرى الرؤيا الصالحة فتتحقق له .

وكان يسمع التحية بالنبوة من الحجر والشجر فيزداد قلقه .  

نزول الوحي :

لما بلغ رسول الله 40 سنة جاءه جبريل في الغار وطلب منه القراءة , وكان ذلك في رمضان .

أجاب عليه السلام :" ما أنا بقارئ " وفي المرة الثالثة ضمه الملك إليه وقال له:" اقرأ باسم ربك...." .

كانت هذه أول آية نزلت من الوحي الكريم وعرف رسول الله أنه نبي .

في بيت خديجة (ض) :

 فزع رسول الله ورجع يرتعد إلى بيته فهدأت زوجته خديجة من روعه وأكدت له أن الله لا يمكن أن يصيبه بمكروه لأنه كريم الخلق.          

قالت خديجة :" كلا والله لايخزيك الله أبدا , إنك لتصل الرحم, وتحمل الكل, وتكسب المعدوم, وتقري الضيف, وتعين على نوائب الحق ."   

وأخذته إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وكان قد تنصر فبشره بالنبوة والرسالة وأخبره بأن قومه سيقاتلونه ووعده بنصرته. 

مات ورقة وتحقق كلامه وعادت قريش رسول الله واستمر نزول الوحي يثبته مدة ثلاث وعشرين سنة في مكة والمدينة.