ملخص الدرس / الثانية متوسط/العلوم الشرعية/القرآن الكريم و الحديث النبوي/التماسك الاجتماعي

أقرأ و أحفظ

عن عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ رَضَِ الله عَنْهُمَ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "المُْسْلِمُ أَخُو المُْسْلِمِ؛ لَ يظَْلِمُهُ وَلَ يسُْلِمُهُ. وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً
مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِْيَامَةِ، وَمَنْ سَتَر  مسلِما ستَرهُ اللهُ يوم القيَامَة " رواه البخاري ومسلم]

قال الله تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104)} .الآيتان 103 , 104 من آل عمران .

أتعرف على الصحابي راوي الحديث

هو عبد الله بن عمر بن الخطّاب رضي الله عنهما. أسلم وهو صغير. كان حريصا على الّتعلّم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد رُوِي عنه 2630 حديثا. اشتهر بالزُّهْدِ، وكان لا يأكل إلاّ وعلى مائدته يتيمٌ يُشاركه الطّعام. مات رضي الله عنه  عام 73 للهجرة بمكّة، ودُفن بها.

أتعرف على معاني المفردات

لا يظلمه: لا يأخذ حقّه ولا يتعدى عليه
لا يُسْلِمُه: لا يتركه في الهلاك، ويحميه من عدوّه
فرّج عن مسلم: أعانه عند مصيبته
كُربة: مُصيبة وغَمٌّ

اعتصموا: تمسكوا,تشبثوا

ألف: جمع,وحد

شفا: طرف,حافة

المعروف: كا ما فيه خير من قول أو عمل

المنكر:كل ما هو قبيح من قول أو عمل .

أفهم و أحلل

يرشدنا نبيُّنا صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إلى الحفاظ على الرّوابط الاجتماعية، وتقويتها. ويتحقّق ذلك بِما يلي:

اجتناب ظلم النّاس: فالظّلم حرام مطلقاً، يقول الله تعالى:  وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُواهُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ " (المائدة/ 8)، إذْ لا يجوز الظلم مطلقًا، سواء في ذلك المسلم وغير المسلم،
والقريب، والبعيد، والإنسانُ والبهيمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عن الله تبارك وتعالى: ( إِنِّي حَرَّمْتُ الظُلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُم مُحَرَّمًا فَلَ تَظَالَمُوا ). رواه مسلم

نُصَْة المظلوم: أمرنا سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنصرة المظلومين، واعتبر ذلك من نصرة الدّين، لما فيه من السّعي في تغيير المنكر.
ومن أدلة نصرة المظلوم قوله صلى الله عليه وسلم: " أُنْصُْر أَخَاكَ ظَالًِا أو مَظْلُومًا. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ الله! أَنْصُُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا، أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالًِا كَيْفَ
أَنْصُُرهُ؟ قَالَ: تَْحجُزه أو تمنعه من الظلم فإنّ ذلك نصره ".  رواه البخاري.
لذلك فأنا لا أتخلّ عن المظلوم في وقت الشدّة، ولا أتركه يقع في الهلاك، بل أَنصرهُ، وأُبْعِده عمّ يؤذيه.

قضاء حوائج النّاس: أنا أسعى في قضاء حوائج النّاس، لما في ذلك من عظيم الفضل. فهذا سيّدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان يواظب على خدمة عجوز مُقعدة ، وَبعد أن وُلَِّ الخلافة ذهب عمر رضي الله عنه لقضاء حوائجها، ظاناً أن أبا بكر ستشغله الخلافة ولو بشكل مؤقت عن ذلك العمل، فإذا به يجد أنّ الخليفة قد سبقه إلى ذلك. وهذا الفاروق عمر  وهو خليفة، وُجِد مرّة وهو يَعُسُّ باللّيل على امرأة في حالة المخاض تعاني من آلام الولادة، فحثّ زوجته على قضاء حاجتها وكسب أجرها، فكانت هي تمرِّض المرأة في الداخل وهو في الخارج منهمك في إنضاج الطّعام بالنّفخ على الحطب تحت القِدر حتّى يتخلّل الدّخان لحيته، وتفيض عيناه بالدّمع.

ستر عيوب النّاس: النّصوص الّتي تحثّ على ستر المسلم، وتحذر من تتّبع أخطائه لِيُفْضَحَ بين النّاس كثيرةٌ، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ سَتََ مُسْلِمً سَتََهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ ). رواه البّخاريّ ومسلم
لذلك فانا أَستُ عيوبَ النّاس، وأنصحهم وأترك التّشهير بهم أوفَضْحَهم.

ما ترشد إليه الآيتان:

أهم التوجيهات التي تستخلصونها من الآيتين :

الاعتصام بالإسلام فرض على المسلمين باعتبارهم إخوانا في أمة واحدة .

الاعتصام بدين الله يحقق لنا القوة والازدهار والسعادة والأمن .

الاختلاف والتفرق يجلب لنا الضياع والهزيمة والهلاك .

يجب على المسلم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة .

الإسلام أعظم نعمة وهبها لنا الله ويكفيه أنه أنقذ الناس من الضياع وهداهم إلى كل ما فيه خير.

يجب على المسلمين الاعتصام بدين الإسلام والتعامل على أساس أخوة الإيمان .