ملخص الدرس / الثانية متوسط/العلوم الشرعية/العبادات/مصارف الزكاة

السند

النص المعتمد:

قال الله تعالى:" ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (26)".الآية 26 من سورة التوبة 

قال الله تعالى :"إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60)" .الآية 60 من سورة التوبة

 

 

 

ما ترشد إليه الآية :

مصارف الزكاة يقصد بها الأشخاص الذين يستحقون الزكاة والمجالات التي تصرف لها الزكاة شرعا.

حصر الله تقديم الزكاة في ثمانية أصناف :الفقراء,المساكين,العاملين عليها , المؤلفة قلوبهم , في الرقاب , الغارمون , في سبيل الله , أبناء السبيل .

الفقير هو الذي لا يملك قوت عامه , والمسكين هو الذي لا يملك قوت يومه .

العاملون عليها هم الذين يشرفون على جمع الزكاة وتنظيمها وتوزيعها ...

المؤلفة قلوبهم هم الذين أسلموا حديثا , يعطى لهم من الزكاة لتحبيبهم في الإسلام وتثبيتهم عليه .

في الرقاب معناه العبيد والأسرى الذين يحتاجون إلى مال لافتداء أنفسهم .

الغارمون هم الذين عليهم ديون لم يستطيعوا سدادها بشرط ألا يكون سببها محرما .

في سبيل الله يقصد به كل عمل خيري ينفع المسلمين كالإنفاق على طلبة العلم .

ابن السبيل هو المسافر الذي لم بجد مالا يرجع به إلى أهله ولو كان غنيا في بلده .

الله عليم بأحوال عباده يعرف ما ينفعهم وحكيم بحيث فرض عليهم نظاما اجتماعيا على أساس التكافل لم تعرف البشرية أفضل منه.

 

شرح المفردات :

الصدقات : الزكاة

في الرقاب : في سبيل تحرير العبيد والأسرى

الغارمين : المدينين

ابن السبيل : الغريب الذي انقطعت به الطريق

الزكاة تطهر المال و النفس:

شجّع الإسلام على امتلاك الثّروة بالطُّرق الحلال، وأن يستَمْتعِ بها الإنسان، ودعا إلى إنفاقها في مختلف وجوه البِِّ. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله يُحِبُّ أَن يَرَى أَثَر نعِْمَتهِ على عَبدِه ) رواه التّرمذيّ.
لكنّ هذه الثّروة قد تجعل الإنسانَ يطغى إذا نسي الفُقراء والمحتاجين، قال الله تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَىٰ (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَىٰ(7)  ﴾ سورة العلق، لذلك على الغني أن يطهّر مالَه ونفسه من الشحّ والبُخل والطغيان بإخراج الزّكاة، لقوله تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾. سورة التّوبة/الآية 103 .

مصارف الزكاة:

المستحقّون للّزكاة حدّدتهم الآية الكريمة: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِاللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ سورة التّوبة: 60

وهم على التّفصيل التّالي:

الفقراء: الّذين يملكون دخلا، ولكنّه لا يُغطّي حاجاتهم، فهم في ضيقوحاجة.

المساكين: الّذين لا دخل لهم من مال أو حرث أو أنعام؛ أو هم مَن لا يملكون قوتَ يَوْمِهم.

العاملون عليها: الذين يقومون بجمعالزّكاة وتوزيعها، ويعطون منها أجرة مقابل الخدمة التي يقومون بها.

المؤلّفة قلوبُم: هم الّذين دخلوا في الإسلام حديثا، فيعطون من الزّكاة لتثبيتهم على الدّين، وتعويضا لما قد يكونوا خَسِوه من أموال.

وفي الرِّقاب: العبيد الّذين يُريدون تحرير أنْفُسهم من ذُلّ العبودية، فتكون الزّكاة سنَدًا لهم في ذلك. (وهذا لم يعد موجودا في زماننا ولا في بلادنا).

الغارمون: الّذين أَثْقَلَت كاهِلَهُم الدُّيُون الّتي اقترضوها في حلال، فتقوم الزّكاة بإزاحَة هذا الثّقل والهمّ عنهم، كالّذي أقبل على الزّواج أو العلاج فاقْتََض مالاً ثمّ لم يستطع قضَاءه.

في سبيل الله تعالى: كلُّ عمل خيْيّ يَْفظ دينَ الله تعالى ويحْميه ويُبلِّغُه ويَنْشُه في العالم أجمع، ومن ذلك الجهاد في سبيل الله بالدّفاع عن الوطن ضدّ الغُزاة أو تحريره من الاستعمار.

ابن السّبيل: الّذين تعترضُهم الأَزَمات في أسْفارهم كاِنْقِطاع الطّريق بسبب تراكم الثُّلوج، فتأتي الزّكاة لتُنْفِق عَلَيْهم وَتُِدَّهُم بالعَوْن إلى أنْ يَصِلوا إلى الأماكن الّتي يَقصدونها سالمين، شريطةَ أنْ لا يكون السّفرُ لمعصية

مَن هم الأشخاص الذين تجب عليهم الزّكاة؟:

جاء في الحديث عن ابن عبّاس رضي الله عنه أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا رضي الله عنه إلى اليمن فقال: ((..فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قد فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تؤُْخَذُ مِنْ أغَْنيِاَئهِِمْ فَترَُدُّ عَلىَ فُقَرَائهِِمْ )) . أخرجه البخاريّ ومسلم - وهكذا نعلم أنّ المقصودين بإخراج الزّكاة هم الأغنياء.

الشّوط الواجب تَوَفُّرُها في المُزَكّي:

أن يكون غنيّا مالكا للنِّصاب.

أَن يمرّ على هذا النّصاب عام كامل )سنة قمريّة(.

أن يكون ماله خاليا من الدَّيْن.

تعريف زكاة الفطر

تعريف زكاة الفطر :

مقدار من المال أو ما يعادله من غالب قوت أهل البلد، يخرجها المزكي عن نفسه وعمّن تجب عليه نفقتهم، قبل صلاة عيد الفطر.

دليل مشروعيتها :

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض صاعا من طعام أو صاعا من شعير على كل فَردٍ ذكر أو أنثى، لحديث ابن عمر رضي الله عنه " أنّ رسول الله صلى الله عليه و سلم  فَرَضَ زَكَاةَ الفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ عَلىَ النّاسِ صَاعًا مِنْ تَْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، عَلَ كُلِّ حُرٍّ، أَوْ عَبْدٍ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى مِنَ المُسْلِمِين .  أخرجه الإمام مالك في الموطأ فدلّ الحديث على أنّا فرضٌ يخرجها المسلم عنْ من هم في كفالته.

مقدارها :

تُرج من غالب قوت (طعام) أهل البلد كالقمح والشعير والأرز، وكالدقيق المطحون من القمح في الجزائر وهو بالوزن 2176 غراما أو ما يعادلها من النقود.

وقت إخراجها : 

يكون وقت إخراجها ابتداء من غروب شمس آخر يوم من رمضان إلى ما قبل خروج الإمام لأداء صلاة العيد، ويجوز إخراجها قبل ذلك بيوم أو يومين. كما يجوز إخراج قيمتها نقدا، لينتفع بها المحتاج في قضاء حاجاته.

الحكمة من تشريعها : 

فرض الله تعالى هذه الزّكاة تطهيرا للصّائم من الأعمال والأقوال التي تنقص أجره كاللّغو، والغيبة وقضاء غالب اليوم في النّوم والأعمال التي لا خير فيها. كما أنها تعتبر مساعدة للفقراء والمساكين، حتى تعمّ الفرحةُ جميع المسلمين، فلا سائل ولا متسوّل يجوبُ الطرقات بَحثا عن لقمة العيش، كما جاء في الأثر: "أَغْنُوهُمْ عَنِ الطَّوَافِ هَذَا الْيَوْمِ " .