ملخص الدرس / الثانية متوسط/اللغة العربية/الظواهر اللغوية/قواعد اللغةً: الأفعال المتعدية إلى مفعولين

النّص

النص الأول:

كان بفارس وال عرف بالشّح والتّقتير، وبينما هو يوما في المجلس إذ نجم بين يديه شاعر مستجد فأنشده شعرا مدحه فيه ومجده. فلما فرغ قال: أحسنت، ثم قال لفتاه: أعطه عشرة آلاف درهم، فاستطار الشّاعر فرحا، فلمّا رأى حاله قال: اجعلها عشرين ألف درهم فكاد الشّاعر يخرج من جلده لهذا العطاء الجزيل. لما رأى فرحه تضاعف قال: أعطه أربعين ألفا، فكاد الفرح يقتله. فلما رجعت إليه نفسه ، قال له: جعلني الله من السّوء فذاك، لقد قصرت في مدح نداك ولسوف ينطق لساني بالثناء ، ولست ناسيا ما حييت أياديك البيضاء، ثم خرج داعيا له. فأقبل الفتى على الوالي يسأله: أتريد أن تعطيه شيئا؟ فقال له: ما هذه الحماقة الحمقاء؟! إنّما هذا الّرجل سرّنا بكلام، فسررناه بكلام، فهل جعل في يدي شيئا أرجع به إلى بيتي حين زعم أنّي أحسن من القمر، وأشجع من الأسد، و أسخى من البحر، وأن لساني أقطع من السّيف، وأمري أنفذ من السّنان، ألسنا نعلم أنه قد كذب، ولكنّه قد سّرنا حين كذب لنا، فنحن أيضا نسره بالقول، فيكون كذب بكذب، وقول بقول، فأمّا أن يكون كذب بصدق، وقول بفعل، فهذا هو الخسران الذي ما سمعت به.

النص الثاني :

كانت الطَّبيعة في الخريف هاجعة،فالأشجار عارية من الأوراق،والحقول مُجدبة،والجداول جافَّة،فلمَّا أقبل الرَّبيع،منح اللَّه الطَّبيعةَ نُضرةً وبهاءً،وكسا الأشجارَ حُلَّةً قشيبةً،وألبس الحقولَ بساطًا سُندسيًّا من الأعشاب.

فسبحان الَّذي أحسن كلَّ شيء خلقه؛ورزق الإنسانَ نعمةً لا تُحصى،وسقاه ماءَ عذبًا فُراتًا؛وأعطى الرَّبيعَ سحرًا وجمالًا،وجعله فتنةً للنَّاظرين.

 

الشّرح و الإيضاح

في جملة( يسأله.....) هل الفعل يسأل وحده يمكن يكون جملة تامة؟ 

لا بك أنك انتبهت إنّها ليست تامة و إنّما يبقى الإبهام حول ماذا يسأل و من هذا السّائل؟ 

كذلك جملة ( أنشده شعرا..) أنشد وحدها ليست جملة تامة أتمتها كلمة " شعرا".     

إذا الفعل( يسأله.....) غير تامة لأنّ فعلها يجب أن يتعدى إلى مفعول به و هو الهاء( ضمير متصل) ليكتمل معنى الجملة ذلك أن الفعل سأل من الأفعال المتعدية.                                                 

و نفس الحكم ينطبق على جملة ( أنشده شعرا) أنشد ليست تامة لأنّه فعل متعدي إلى مفعولين الأول و هو الهاء( الضمير المتصل) والمفعول به الثاني ( شعرا) فالفعل هنا لم يزل إبهامه بمفعول به واحد إنما تعدى لثاني.

القاعدة

تعريف الفعل المتعدي: هو كلّ فعل لا يكتفي بفاعله و إنّما يحتاج إلى مفعول به. مثال: تمتص الجذورُ الماءَ. 

و هناك أفعال تتعدى إلى مفعولين و لا يكتفي بمفعول به واحد. مثل: منحت السّائلَ صدقةً.

 

لاحظ

الجملة التّالية: " أعطه أربعين ألفًا" ما هو إعراب الجملة؟                                                                                                                                         

أعط:فعل أمر.                                                                                                                

الفاعل: ضمير مستتر تقديره أنت.                                                                                                               

الهاء : ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول.                                        

أربعين: مفعول به ثاني.                                                                                                                                     

إذا حذفنا الفعل و الفاعل ( أعط) هل تبقى الجملة مفيدة؟

بالطبع لا لأن ( الهاء أربعين ألفا ) ليس أصلهما مبتدأ و خبر لا يمكن فصلهما عن الفعل و الفاعل.        

ماذا يدلّ الفعل أعطى ؟ هو من أفعال المنح و العطاء مثلها مثل: منح – وهب – سأل و غيرها.                 

مثال آخر: أعطيتُ زيدًا كتابًا. 

أعطيتُ: فعل ماضي مبني على السّكون لاتصاله بالتّاء المتحركة، و التّاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.                                                                                         

زيدًا: مفعول به أول منصوب و علامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.

كتابًا مفعول به ثان منصوب و علامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.

هنا الفعل "أعطى" نصب مفعولين ليس أصلهما مبتدأ و خبر فجملة ( زيدٌ كتابٌ) ليست مبتدأ و خبر و ليست جملة تامة

القاعدة

هناك أفعال تنصب مفعولين ليس أصلهما مبتدأ و خبر و هما نوعان: 

أفعال المنح و العطاء: أعطى – منح – كسا – سأل – وهب – ألبس.

مثل: منح اللّه الرّجلَ ولدًا.

أفعال التّحويل: صيّر – ترك اتّخذ – جعل. 

مثل: صيّر الحائكُ القماشَ ثوبًا.

الأمثلة

المثال التالي: وجدتُ الأعمالَ طريقًا إلى الفشلِ.                                                                                   

انطق الجملة بعد حذف الفعل و الفاعل ( وجدتُ) تصبح ( الأعمالُ طريقٌ إلى الفشل) الأعمالُ = مبتدأ، و طريقُ = خبر.                       

هنا الجملة كانت اسمية تتكون من مبتدأ و خبر وعندما سبقت بالفعل وجد صارت مفعولين منصوبين و يعد هذا الفعل من أفعال اليقين.                                         

أيضا المثال: ظنّنتُ الدّرسَ صعبًا. إذا حذفنا الفعل و الفاعل ( ظننت) تصبح الجملة ( الدّرسُ صعبٌ) مبتدأ و خبر. ظنّ هنا تنصب اسمين معا و صارا مفعولين بعد أن كان أصلهما مبتدأ وخبر و ظن هي من أفعال الظن.

القاعدة

هناك أفعال تنصب مفعولين أصلهما مبتدأ و خبر و هما نوعان:

أفعال اليقين: علم – رأى- وجد- درى – ألفى – جعل.                               

مثل: وجدتُ العلمَ نافعًا.-

أفعال الظّن: ظنّ – خال – زعم – حسب – عدّ – هبّ.                                                                                                              

مثل: حسبت زيدًا كريمًا.

الأفعال التي تنصب مفعولين يمكن أن تستعمل بحيث تنصب مفعولا به واحدا.             

مثل: جعل المسافرَ حقيبته في السيارة.

إذا دخلت أفعال الظّن أو اليقين على جملة مسبوقة " بأن" عند الإعراب نقول " أن الجملة الاسمية سدّت مسدّ المفعولين" مثل: ظنّنت ( أنّ عليّا كريم) = هذه الجملة سدّت مسدّ المفعولين. 

الإستنتاج

وَجَدَ الناس الربيع أرحم من الشتاء

حَسِبَ الكهول الربيع فصل إطمئنان و راحة 

قال الربيع :"سأَجْعَلُ عبء الحياة خفيفا ، سأَرُدُ متاعبكم راحة ، سأغذي مزارعكم بنسيمي العليل فأَتْرُكُهَا حذائق تحمل أفيد الثمار 

كَسَا الربيع الربى و الوهاد حلة جميلة.

الفعل المتعدي هو ما تجاوز الفاعل ، و نصب المفعول به ،، و منه ما ينصب مفعولاواحدان و منه ما ينصب مفعولين أو ثلاثة مفاعيل .

الفعل المعتدي إلى مفعولين نوعان :

المعتدي إلى مفعولين أصلهما مبتدأ و خبر ، و هي :

أفعال اليقين : وجد، علم ، رأى ، ألفى درى.

أفعال الرجحان و الضن : حسب ظنّ،خال، زعم، عدّ.

أفعال التحويل : جعل،ردّترك ، صير أحال ، حول.

المتعدي إلى مفعولين ليس أصلهما مبتدأ و خبرا و تحمل معنى العطاء و منها: كسا ، ألبس، رزق، منح ، أعطى سقى.

معلومات إضافية

الأفعال التي تنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر هي ظن وأخواتها وهي ثلاثة أقسام:

أفعال تدل على اليقين:اليقين هوالتحقق من وقوع الخبر بنسبة  %100(علم،رأى،وجد ,ألفى,درى,تعلَّمْ (بمعنى:اعلمْ)

مثال: رأيت اللهَ كبيراً.

تنبيه: في هذه الجملة نستطيع تركيب جملة اسمية من المفعولين فيصح أن نقول:الله كبير.

 أفعال تدل على الرجحان:الرجحان هو ترجيح (أي تغليب) وقوع الخبر بنسبة تفوق  %50 وتقل عن%100 (ظن،زعم,حجا,عدَّ،خال،حسب،جعل،هبْ)

مثال: ظنَ الحارس البابَ مفتوحا.

تنبيه: في هذه الجملة نستطيع تركيب جملة اسمية من المفعولين فيصح أن نقول:الباب مفتوح.

أفعال تدل على التحويل والصيرورة:تحويل المفعول الأول من حالة إلى حالة أخرى (جعل،صيَّر،ردَّ،ترك،تَخِذ،اتَّخذ)

مثال: ردَّ الإحسان النفسَ الحزينة مسرورةً.

تنبيه: في هذه الجملة نستطيع تركيب جملة اسمية من المفعولين فيصح أن نقول:النفسُ الحزينة مسرورةٌ.