ملخص الدرس / الأولى ثانوي/تاريخ و جغرافيا/التحولات الكبـرى في أوروبا/الحركات القومية و الحركة الاستعمارية الأوروبية

الثورة الصناعية بأروبا

نمت الثورة الصناعية في ظل التفكير المتحرر و المتفتح القائم على المبادئ العقلية الرافضة للحكم المطلق بجميع صوره السياسية و الكنيسة بنجاح الثورة الإنجليزية و توسعت بإعلان حقوق الانسان خلال الثورة الفرنسية التي أسقطت ما تبقى من امتياوات الطبقات الارستقراطية ة الإقطاع . 

مفهوم الثورة الصناعية : 

هي سلسلة التغيرات التي حدثت في أروبا في النصف الثاني من القرن الثامن عشر و طوال القرن التاسع عشر , و مست أساليب و وسائل الانتاج و احدث تغييرا في البنية الاقتصادية و الاجتماعية , الجغرافية و السياسية لأروبا و العالم و كان مواطنها الأول إنجلترا 

- عوامل قيامها : 

- الاقتصادية : 

- اتساع تجارة أروبا الداخليو ة الخارجية 

- ظهور الرأسمالية الصناعية كنيتجة لتراكم رؤةس الأموال التجارية و استثمارها في مشاريع صناعية 

- تطور الإنتاج الزراعي كنتيجة لزيادة الاستهالاك بفعل نمو المدن 

- تطةر نظام البنوك و اتساع نشاطاتها و تنوع مهامها 

- توفر المادة الأولية و مصادر الطاقة . 

- الفكرية و السياسية  :

ساهمت العوامل الفكرية و السياسية في خلق نمط فكري جديدمكنته من استيعاب الأحدث و الوقائع الاقتصادية الجديدة و العمل على تطويرها منها : 

- ظهور التفكير العلمي الحر .

- تحرر الإنسان من العوائق الفكرية و السياسية للكنيسة التي أخضعته لجملة من القيود .

- الاجتماعية :

النمو الديمغرافي و انخفاض نسبة الوفيات في بريطانيا من 37% في سنة 1730 م الى 21% في سنة 1810 م أما في فرنسا 40% في سنة 1730 م الى  20% سنة 1810

- تراجع نسبة الأمية في انجلترا الى 60% في مطلع القرن 18 باعتماد التعليم الإلزامي

- تغيير البنية الاجتماعية 

2- انتشار الثورة الصناعية : لقد ظهرت الثورة الصناعية في انجلترا قبل غيرها من دول أروبا للأسباب التالية :

- ملائمة الظروف الطبيعية للنشاط البشري 

- الاستقرار السياسي 

- ارتفاع عدد السكان و اتساع الأسواق الداخلية والخارجية 

- وفرة مواردها الطبيعية الداخلية و الخارجية 

- ضخامة رؤوس الاموال بسبب استغلالها لمستعمراتها 

- العقلية الرأسمالية التي نضجت مبكرا في انجلترا بتطور أساليب حديثة في تتنظيم و إدارة رأس المال و العمل على تنظيم الأسواق 

- ظهور العلماء و المخترعين 

ثم ما لبثت أن توسعت الى بقية الدول الأروبية في النصف الثاني من القرن 19 م حيث اتقلت الى فرنسا , بلجيكا , ألمانيا , و منها الى الولايات المتحدة الأمريكية .

3- مظارها و مجالاتها : تعددت مجالات الثورة الصناعية بتزايد متطلبات الحياة الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية بحيث شملت بداياتها ميادين : الغزل و النسيج , التعدين , وسائل النقل , الاتصلات و الصناعة الزراعية .....الخ 

4- نتائجها : 

أ- الإقتصادية :

- ضخامة الإنتاج و تنوعه 

- زيادة الاستثمارات 

- تطةر وسائل النقل و ارتفاع حجم التجارة الدولية 

- نمو الاقتصاد الرأسمالي الاحتكاري 

- تعاظم دةر الشركات الرأسمالية 

- زيادة الحاجة الى الثةرات و الأسواق 

- ارتفاع مستوى الدخل و تطور نشاط البنوك 

ب- الاجتماعية :

- ميلاد الطبقة العاملة 

- تزايد عدد سكان المدن كنتيجة للهجرة نحوها طلبا للعمل في المصانع .

- الهجرة و الاستيطان الخارجي 

- ارتفاع المستوى المعيشي و الصحي 

ج- السياسية و القانونية :

- تردي أوضاع الطبقة العاملة و ظهور نقابات و أحزاب العمالية 

- اندفاع الدول في التوسع الاستعماري ضمانا للحصول على المواد الأولية 

- نمو و تطور التيارات الفكرية و المذاهب 

- ميلاد القانون الجتماعي 

 

الحركات القومية

لقد عرفت ملامح القومية منذ أقدم العصور لكنها كانت مختلطة بفكرتي الوطنية و الدين و لم تتميز عنهما إلا بعد عصر النهضة فضلا عن أن التسليم بحق الجماعة التي تكةن أمة واحدة لم يتقرر إلا في القرن 19م 

مفهوم القومية : تعني الانتماء الى أمة معينة و التعلق بها و بهذا المعنى تقوم على عنصرين :

- عنصر موضوعي : و هو مجموعة الروابط المشتركة التي تجعل من الشعب أمة بالمدلول العلمي كالاشتراك في الأصل أو اللغة و العقيدة 

- عنصر معنوي أو شعوري : و هو الحالة النفسية التي يولدها قيام تلك الروابط التي هي شعور الانتماء المتبادل و التعلق بالوحدة التي يكونها هذا الانتماء . 

عوامل ظهور حركة القومية : 

- حركة الإصلاح الديني في القرن 16 كان من مطالبها إنشاء كنائس قومية منفصلة عن الكنيسة الكاثوليكية 

- أثر التيارات الفكرية التي كانت تدعو الى التغيير الشامل و التضامن بين أفراد الأمة الواحدة 

- تطور الطباعة و دورها في انتشار الثقافة بعد زوال الاحتكار الكنسي لها . حيث ساهم ذلك في بعث التراث و ما يتضمنه من أفكار قومية . 

- الثورة الصناعية التي طةرت وسائل النقل و الاتصال مما أدى الى سرعة انتشار الأفكار و زيادة التكتل 

- التنافس بين الأسر الحاكمو الذي ساهم في إنماء الحماس القومي كتوسعات نابليون بونابارت في إيطاليا ز ألمانيا 

- سياسة المؤتمرات العتمدة من قبل الأسر الحاكمة بعد هزيمة نابليون .

- علاقات السلطات الحاكمة في أروبا الحاكمة في أروبا الوسطى و الشرقية و انعكاساتها . 

 

انتشار حركة القومية ونتائجها

أ- الانتشار : 

لقد ترتب عن الثورة الفرنسية تشكيل الكيان القومي من النواحي الاجتماعية و السياسية عبر تجسيد مبدأ الأمة و إقامة الدولة المركزية . التي أسست لمجتمع موحد و في الوقت ذاته تصدير الفكر السياسي للثورة عبر التوسع القاري لنابليون بوتبارت الذي رفع شعارات الثورة الفرنسية و التي من خلالها طمحت الشعوب الأروبية الى إحداث تغيير سياسي يكون مماثلا لما وقع في فرنسا في ظل مبدأ القومية .

غير أن سياسة و أهداف نابليون كانت مناقصة لآمال هذه الشعوب وهو ما دفع بها إلى : 

- محاربة نابليون انطلاقا من مبادئ الثوؤة الفرنسية ذاتها .

- لإصرار على إقامة حكومات وطنية , تجسد الفكرة القومية و التخلص من النفوذ الأجنبي . 

وقد تأكد ذلك من خلال قيام ثورات شعبية و حروب قومية أثمرت ميلاد حكومات وطنية قومية كما شجع نجاح القوميات في أروبا على انتقال عدوى هذا الفكر الى الأقاليم العثمانية و تجسيد المسألة الشرقية بشقيها الحضاري و السياسي 

أما على مستوى أمريكا اللاتينية فقد ثارت الشعوب ضد الدول الاستعمارية على إثر السياسات المتشددة التي تجاهلت الحقوق القومية لتلك الشعوب من خلال إرادتها في تعميم سياسة المؤتمرات لاستعلدة إسبانيا لمستعمراتها 

ب- النتائج :

- بناء الدولة القومية و ظهور الكيانات السياسية المستقلة 

- تطور الفكر السياسي و النظم الاقتصادية 

- تحول الشعور القومي آلي شعور عدائي , اتسعت على إثره الحركة الاستعمارية و اشتداد التنافس بين الدول الأروبية حول تقسيم العالم 

- المساهمة في تفكك الإمبراطوريات الكبرى (الدولة العثمانية الإمبراطورية النمساوية المجرية , الإمبراطورية الروسية ) , و إعادة رسم الخريطة السياسية من جديد لأروبا و العالم 

- ظهور مشكلة الأقليات في أروبا . 

- ظهور الفكر التحرري عبر المستعمرات . 

الحركة الاستعمارية الأروبية : 

إذا كانت الاكتشافاتالجغرافية في القرنين 16 و 17 قد أحدثت ما يعرف بالانقلاب التجاري الذي فسح المجال لظهور الموجة الأولى من الاستعمار الأروبي . فإن الانقلاب قد احدث تغييرا جذريا في جغرافية و سياسة أروبا و تولد عنه ظهور قوى استعمارية جديدو (فرنسا , إنجلترا , بلجيكا , إيطاليا , ألمانيا , روسيا ) و لاحقا الولايات المتحدة الأمريكية و اليابان . 

مفهوم الحركة الاستعمارية : 

هي ظاهرة سياسية تشمل كل الممارسات التي تقوم بها دولة ضد دولة بغرض احتلال أراضيعا و استعباد شعبها و استغلال ثرواتها و محو شخصيتها و اتخاذها كقاعدة عسكرية لحماية مصالحها و ازدادت حدتها و اشتد التنلفس بين الدول الأروبية في القرن 19 م بفعل التحولات التي عرفتها القارة في تلك المرحلة . 

1- دوافعها : 

أ- الاقتصادية : 

- الحاجة الى المواد الأولية و تصريف المنتجات 

- استثمار رؤوس الاموال و طغيان روح الكسب و التجارة خاصة بعد اكتشاف موارد جديدة 

ب- الاستراتيجية : 

- الحاجة الى مراكز ثابتة متعددة الوظائف , تجارية - عسكرية إصلاح السفن تموين الجيوش ) 

- مصدر بشري للتجنيد و دعم الجيوش و الدفاع عن المصالح . 

ج- الهجرة و الإستيطان :

- تزايد النمو السكاني و التطور الصناعي تسبب في ارتفاع الهجرة و الاستيطان , بغرض تثبيت الوجود الاستعماري مثل (بريطانيا ) بينما مارست فرنسا الاستعمار الاستيطاني بالجزائر بفتحها باب الهجرة الواسعة للأروبيين من مختلف جنسياتهم ,  و حملوا الجنسية الفرنسية مع استقرارهم بالجزائر 

د- الدينية و الحضارية : 

- ادعاء نشر الحضارة الأروبية لدى الشعوب المختلفة 

- توظيف التنصير لنشر المسيحية لتكون أداة للاستعمار (الراية تتبع الإنجيل ) 

هـ - السياسية :

- البحث عن الأمجاد القومية 

- ظهور الزعماء المغامرين و سعيهم الى كسب أمجاد شخصية أمثال : بونابارت بسمارك , تاليران و سيسيل رودس , لافيجري , جول فيري شارل العاشر . 

تاسياسة الاستعمارية :

أحذت موجة الاستعمار الأروبي الحديث في الانتشار و التوسع منذ القرن 19م و اتخذت أشكالا ووسائل متعددة حسب ما تليه ظروف و مصالح و امكانات كل دةلة استعمارية , و من ثمة أخذ الاستعمار الأشكال التالية :

أ- الاستعمار المباشر : 

و هو ما مارسته فرنسا بشكل خاص في الجزائر , عن طريق الاحتلال العسكري , و دعمه بالاستيطان و الادارة المركزية (سياسة الالحاق ) 

ب- الاستعمار غير المباشر : 

و قد مارسته بريطانيا بشكل واسع في امبراطوريتها الكبرى و حذت حذوها كل من بلجيكا و هولندا ...فرنسا أيضا و كانت وسائلها في ذلك (شركات القواعد امتيازات اتفاقيات الحماية و المعاهدات, سياسة التنصير الاستثمار . القواعد العسكرية , توظيف القانون الدولي من خلال الانتداب الوصاية و الحماية ) 

3- نتائجها : 

- إنهااء سيادو الأقطار المستعمرة 

- تفكيك البنية الاجتماعية , كنتيجة لعملية الاستيطان 

- القضاء على النمط الاقتصادي للأقطار المستعمرة و إلحاقه بالاقتصاد لرأسمالي في إطار تقسيم العمل الدولي .

- إقامة علاقة تبعية ثقافية عبر خلق نحب اجتماعية و ثقافية مرتبطة بالدولة المستعمرة و إحياء الأقليات و القوميات في جميع المستعمرات 

- انبعاث الشعور القومي , كنتيجة للضغط الاستعماري 

- خلق أزمة هوية في الأقطار المستعمرة و ما نجم عنها من انعدام الاستقرار الاجتماعي و السياسي . 

- تدمير المعالم الحضارية و إعادة تشكيلها وفق ما يخدم المصالح الاستعمارية بوضع بدائل دخيلو عن المجتمعات 

- اشتداد التنافس الأروبي على المستعمرات الذي أدى الى تضارب المصالح ووقوع الأزمات الدولية و نشأة التكتلات التي ساقت الى الحرب العالمية الأولى