ملخص الدرس / الأولى ثانوي/العلوم الشرعية/القرآن الكريم والحديث الشريف/من ركائز الإيمان

السند

عَنْ أَبِي عَبَّاسٍ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ النبي  يَومَاً فَقَالَ: (يَا غُلاَمُ إِنّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظِ اللهَ يَحفَظك، احْفَظِ اللهَ تَجِدهُ تُجَاهَكَ، إِذَاَ سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ،

وَإِذَاَ اسْتَعَنتَ فَاسْتَعِن بِاللهِ، وَاعْلَم أَنَّ الأُمّة لو اجْتَمَعَت عَلَى أن يَنفَعُوكَ بِشيءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلا بِشيءٍ قَد كَتَبَهُ اللهُ لَك، وإِن اِجْتَمَعوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشيءٍ

لَمْ يَضروك إلا بشيءٍ قَد كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفعَت الأَقْلامُ، وَجَفّتِ الصُّحُفُ)  رواه الترمذي 

شرح الكلمات

           معناها   الكلمة 
   اعرف حدوده وقف عندها   احفظ الله 
   يصنك و يحميك في نفسك و أهلك و دينك ودنياك   يحفظك 
   أي تجده معك بالحفظ و التأييد , و النصرة و المعونة حيثما كنت   تجاهك 
   تركت الكتابة بها و المراد أنه قد قدر كل شيء في علم الله تعالى و انتهى   رفعت الأقلام 
   المراد بالصحف ما كتب فيه مقادير المخلوقات كاللوح المحفوظ , و جفافها : انتهاء الأمر و استقراره , فلا تبديل فيها و لا تغيير   جفت الصحف 

الايضاح و التحليل

اهتمام النبي صلى الله عليه و سلم بتوجيه الأمة و تنشئة الجيل المؤمن المثالي :

كان الرسول صلى الله عليه وسلم حريصا أن يغرس العقيدة السليمة في نفوس المؤمنين و خاصة الشباب منهم , ومثال ذلك ما نصح به الرسول صلى الله عليه وسلم ابن عباس رضي الله عنهما و منها تلك النصائح

الرائعة , التي من شأنها أن تجعل المسلم يلتزم أوامر الله تعالى و يستمد العون و النصرة منه وحده .

احفظ اللله يحفظك :

التزم أوامر الله تعالى , فقف عند حدوده و لا تتجاوزها و قم بما فرض عليك و لا تتهاون به , و ابتعد عما نهاك عنه و حينها سترى كيف يحفظ الله تعالى عليك ينك , و يصون عقيدتك من الزيغ و يقيك من هواجس

النفس الأمّارة بالسوء . 

نصرة الله و تأييده :

من حفظ اللله تعالى كان معه , يعينه و ينصره , و يحميه و يؤيده و يوفقه , ولكن نصرة الله تعالى و تأييده مرتبطان بطاعة أوامره و اجتناب نواهيه , فمن أطاع الله تعالى نصره و أيده , ومن عصاه خذله و ذله .

التوجه الى الله تعالى وحده بالاستعانة و الدعاء و السؤال :

فمنه وحده سبحانه يطلب العطاء و به يستغاث و يستعان , فلا يسأل سواه و لا يستمد العون من غيره .

السؤال ممن لا يمل العطاء :

من كمال التوحيد  ترك سؤال الناس و أن يطلب المسلم من الله وحده في كل شأن لأنه سبحانه و تعالى هو الذي ألحّ على عباده أن يسألوه , فقال : وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ ۗ  النساء 32

الاستعانة بالقوي الذي لا يغلب :

الاستعانة انما تكون بالقوي القادر و العبد يحتاج الى الاعانة في كل كبير و صغير , و لا قادر على ذلك الا الله سبحانه , أما غيره فعاجز عن أن يدفع عن نفسه ضرا أو يجلب لها نفعا 

الايمان بالقضاء و القدر سكينة و اطمئنان :

بعد الثقة يحفظ الله تعالى و تأييده و الاعتماد عليه وحده في كل الشؤون , لا يبالي العبد المؤمن بما يدبر الخلق , لأنه يعلم أن النفع و الضر بارادة الله , حيث قال صلى الله عليه و سلم : واعلم أن الأمة لو اجتمعوا

على أن يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك , و قوله تعالى : وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17)    الانعام 17

الايمان بالقضاء و القدر شجاعة و اقدام :

بعد ما ثبت أن النفع و الضر قدر محتوم , لا ينال المرء منه الا ما سبق في علم الله عز وجل أنه مصيبة , فعلى المؤمن أن يندفع الى ما أمره الله به , و ليقل الحق و لو على نفسه , و لا يخاف في الله لومة لائم .

الفرج مع الكرب :

قد تتوالى على الانسان مصائب و محن و يتعرض لصنوف البلاء , حتى يصل الى حال من شأنها أن تجعل الحزن و الغم يأخذان بنفسه فيقع في كرب , و كل ذلك اختبار من الله سبحانه , و حتى يشق المؤمن 

طريقه الى الجنة بجدارة , فاذا نجح في الامتحان صبر و احتسب و لم يضجر و لم ييأس , وأدركان كل ذلك بقضاء الله و قدره , فرضي به و اطمأنت اليه نفسه , و تداركته عناية الله تعالى , فكشفت عنه ما به من

غم , وأجلت من نفسه كل حزن , وخلصته من كل ضيق , و كان النصر المبين و الفوز العظيم في الدنيا و الأخرة .

 

الفوائد و الارشادات

- كل من يحفظ الله يحفظه في نفسه .

- الخير كله بيد الله , و لا يضر الخلق الا بما كتبه الله .

- حفظ الله تبارك و تعالى يكون بالتزام أوامره و اجتناب نواهيه .

- اللجوء الى الله تبارك و تعالى يكون بسؤاله و الاستعانة به .

- لابد من الرضا بقضاء الله تعالى و قدره .

- وجوب القيام بالطاعات وترك المنكرات , و الامر بالمعروف و النهي عن المنكر .