ملخص الدرس / الأولى ثانوي/العلوم الشرعية/الفقه وأصوله/الزواج وأحكامه

العلاقه الأسريه في الحضارات القديمه

إن النظام الأسره وجد مع وجود البشريه ومستمر مادام للبشر وجود على الأرض ,وسنكتفي بذكر بعض الأسر في الحضارات القديمه 

1- الأسره البابليه : 

الأسره في بابل كانت أكثر تقدما , وكانت العلاقه الزوجيه أكثر راحه للزوج ,حيث كانت الزوجه حسب شريعتهم في عداد الماشيه المملوكه ويقضي العرف بأن تلزم بيتها وتربيه أطفالها ورعايتهم وتوفير الراحه لزوجها وإدخال السرور إلى قلبه .وكانت شريعتهم تحمي الزوجه من زوجها إذا أراد بها سوء , وكان من الحق الزوجه طلب الطلاق من زوجها إذا قسا عليها , وإذا مات الزوج انتقلت الزوجه لأخيه تلقائيا كأنها شيء من الميراث 

2- الأسره اليونانيه :

كانت الأسره في اليونان مفككه بحكم إهانه المرأه كزوجه , وفي العصر الذهبي للحضاره اليونانيه كانت الوجه معزوله تماما من طرف زوجها , وكان يعتبرها كالأثاث في البيت , وإذا ولدت المرأه إنتزع منها أولادها , وكان القانون يسمح أن يتزوج الاخ بأخته شريطه ان يكونا من أمين مختلفين , كما كان الطلاق مباحا وللزوج أن يقتل زوجته إذا ثبت عليها اقتراف الزنا .وإذا مات الرجل ووصى وصيا يصيرالوصي رئيسا على الأسره , يتصرف في أموالها وأفرادها كيف شاء

3- الأسره الرومانيه :

وأما عن الرومان فقد بلغ الإستهتار بالزوجه حدا جعل من حق زوجها أن يحاكمها عندما تتهم بجريمه ,وأن يعاقبها بل ويحكم عليها بالإعدام وينفذ الحكم بنفسه , ومذهب الرومان يحكم على الزوجه بالقصور وكان الرومان يعتنون بأولادهم ويربونهم التربيه الجسميه لإستعمالهم في الحروب والأعمال الشاقه , وإذا مات الأب انتقلت ثروته إلى فروعه ويتساوى في ذلك الذكور والإناث , وليس لزوجين حق التوريث عن بعضهما لإنعدام القرابه 

العلاقه الأسريه في الجاهليه

كانت علاقه الرجل بأهله فيالإشراف على الأسره على درجه كبيره من الرقي و التفوق وكان له الحريه المطلقه ونفاذ القول وهذه أسره في وسط الأشراف , في حين كانت الأوساط الاخرى تختلط اختلاطا بهيميا لا نستطيع أن نعبر عنه إلا بالمجون وتفشي الفاحشه وكان من المعروف لديهم أنهم يعددون الزوجات من غير حد معروف ينتهون إليه , وكانو يجمعون بين الاختين ويتزوجون بزوجات أبناءهم وآباءهم إذا طلقوها أو ماتوا عنها , وكانت علاقه الرجل مع أولاده داخل الأسره على أنواع شتى فمنهم من كان يئد البنات خشيه العار و الفقر ويقدم على قتل أولاده خشيه إملاق , لكن مع هذا كله لا يمكن أن نعد هذا من الاخلاق المنتشره السائده فقط بل كانت لديم بعض الخصال الحميده وكانت علاقه الرجل مع الأبناء و الأعمام وطيده فقد كانوا يحيون للعصبيه القبليه ويموتون لها

 

العلاقه الأسريه في الإسلام

إن الامه الإسلاميه قد انفدت عن غيرها من الامم بنظام أسري وتربوي متميز قادر على تكوين أجيال مسلمه متوازنه قادره على تحمل المسؤوليه الكامله في تحقيق سعاده الغنسان في الدنيا والآخره , ويأتي في طليعه المسأله هنا تكريم الإسلام للأم باعتبارها الركيزه الأولى للبيت والأسره , فقد أوجب لها الإسلام كامل الإهتمام والعنايه مالم نجده عند الأمم السالفه 

بناء الأسره والمحافظه عليها

الأسره في الإسلام يبدأ بنائها بالزواج الشرعي الذي تستقر وتستمر به الحياه الزوجيه , فالأسره السعيده هي حصن للرجل وستر للمرأه , والأسره السعيده هي السكن الروحي والنفسي , وفيه الموده والرحمه , قال تعالى 

"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " الروم /21 

والحفاظ على الأسره يحتاج إلى تعاون بين جميع أفرادها على تحمل أعباء الحياه وواجباتها , ويحتاج إلى آداب واستعدادات وتقوى الإيمان , وقد جعل الإسلام أسسا مشتركه بين جميع أعضاء الأسره ودعاهم إلى تطبيقها على واقع حياتهم حتى تخيم عليهم السعاده وهي :

1- المحبه والموده :

دعا الإسلام إلى سياده الحب والموده والتآلف بين أفراد الأسره وأن يجتنب كل ما يعكر صفو الحياه والعيش , وتقع المسؤوليه بالدرجه الأولى على المرأه فإنها بإستطاعتها أن تحول البيت إلى روضه أو جحيم 

2-التعاون : حث الإسلام على التعاون فيما بينهما على شؤون الحياه وتدبير أمور البيت وأن يعيشوا جميعا في جو متبادل من الود والتعاون , والمسؤوليه تقع في ذلك على زعيم الأسره وهو الزوج , فقد طلب الإسلام منه أن يقوم برعايه زوجته ويشترك معها في شؤون منزله 

3- الإحترام المتبادل :

حث الإسلام على تبادل الإحترام , ومراعاه الآداب بين أعضاء الأسره فعلى الكبير أن يعطف على الصغير , وعلى الصغير أن يقوم بإجلاء الكبير وتوقيره , إن مراعاه هذه الأدب تخلق في داخل البيت جوا من الفضيله والقيم الكريمه , وهي توجب تنميه السلوك الكامل في نفس الطفل , وتبعثه إلى الإنطلاق في ميادين التعاون مع أسرته ومجتمعه  

الموده والسكينه ودورهما في بناء الأسره

إن طابع الأسره هو الاستمرار وغايتها الاستقرار ولا يتحقق ذلك إلا بالموده والرحمه وقال تعالى "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" الروم/21 لأن الحياه تصبح مستحيله بدون هذا الإستقرار

هدي النبي في بيته

أ- يداعب زوجاته ويمزح  عن عائشه رضي الله عنها قال سابقني النبي صلى الله عليه وسلم فسبقته فلبثنا حتى إذا رهقني اللحم سابقني فسبقني فقال " هذه بتيك " رواه أحمد بن حنبل

ب-يرفه عن زوجاته عن عائشه رضي الله عنها  قالت رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني برداءه وأن انظر إلى الحبشه يلعبون في المسجد حتى اكون أنا التي أسأم , فاقدروقدر الجاريه الحديثه السن الحريصه على اللهو " رواه البخاري 

ج- يعين زوجاته رضي الله عنها أنها سألت ماكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته قالت " كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم "رواه أحمد بن حنبل 

د-ينفق  على اهله قال عمر بم الخطاب كانت اموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب وكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعزل نفقه أهله سنه ثم يجعل ما بقي في الكراع والسلاح وعده في سبيل الله رواه الترميذي

ه- يلاعب أبناءه يقبلهم ويحملهم ويركبهم على ظهره ويفعل ذلك حتى في الصلاه 

أسباب استقرارالبيت واستمراره

لاسقرار و استمرار البيت لابد أن تسوده الأمور التاليه بشكل نبيل

1- توفير الاستقرار والأمن و الحمايه وتبادل الحب والعطف بين الزوجين من ناحيه , وبينها وبين الأولاد من ناحيه أخرى 

2-يجب أن يسود التعاون المشترك في المجالات المختلفه بين أفراد العائله لكي لا تشل الأره عن حيويتها ونشاطها بصوره مستمره , فإن التعاون يزيل الارهاق , ويذيب التذمر من تحمل المسؤوليات 

3- تبادل الاحترام و التوقير و الاحسان , سواء من جانب الصغير للكبير أو من جانب الكبير للصغير ,فإن الاخترام والاحسان يزرعان بذور الشعور بالشخصيه , ويغرسان أوتادا توطد العلاقات الأسريه بين الأفراد 

4-طاعه الأب من قبل جميع أفراد العائله لأنه يمثل النقطه المركزيه في الأسره 

5-قيام الوالد بواجب النفقه , وتجهيز الملبس والمسكن للزوجه والاولاد في مقابل قوامته عليهم

6- أن تمد الاسره الاطفال بالبيئه الصالحه لتحقق حاجاتهم البيولوجيه والاجتماعيه , وليست وظيفه الاسره مقتصره على إنجاب الاطفال فإن الاقتصار عليها يمحو الفوارق الطبيعيه بين الانساو الحيوان 

7- أن تمدهم بالوسائل التي تهيئ لتكوين ذواتهم داخل المجتمع

حقوق الطفل في الإسلام

معنى مرحله الطفوله الطفل في

اللغه الصبي , والطفل و الطفله , الصغيران .

الاصطلاح هو الصبي حين يسقط من بطن أمه إلى أن يحتلم .

حقوق الطفل 

أ- قبل الولاده :

- فمن الأمور العظيمه في هذا الدين أنه اهتم بالأطفال قبل الحمل , ولعل أبرز حق و أعظمه ضمنه الله تعالى في هذ المرحله هو :

اختيار والديه بعضهما لبعض : أن تختار المرأه الرجل و أن يختار الرجل المرأه , ولا أحد يكره على الزواج , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " والبكر تستأذن في نفسها وإذنها صماتها " رواه الترميذي , فستأذن لانها بحياءها ورقتها قد لا تصرح , ولكن حالها وصمتها وأسير وجهها تبين لولي امرها أنها راضيه وراغبه في الزواج.

وأما أثناء الحمل : فقد تحدث الحق سبحانه وتعالى عن جمله من الحقوق المرتبطه بالطفل حال كون أمه حاملا به .

على رأس ذلك أن تكون حاملا في بيت زوجها ,وأن ينفق عليها , وأن يعتني بها مهما كانت الظروف حتى تضع حملها , ومن أعظم ما ضمنه الله سبحانه وتعالى للطفل وهو في بطن أمه حق الحياه , فمنذ أن تبدأ نبتته في الأحشاء فهو إنسان لا يجوز للدنيا كلها أن تسقطه , ويتعزز هذا الحق ولو كان الجنين في الزنا , روى الإمام مالك في الموطأ عن عبد الله بن أبي مليكه رضي الله عنه أن امرأه أتت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته أنها زنت وهي حامل , فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذهبي ختى تضعي "  لماذا لم يطبق عليها الحد فورا ؟لأنها ليست وحدها , إن هناك إنسان آخر في أحشائها . فلما وضعت أتته ,فقال لها "إذهبي حتى ترضعيه " فلما أرضعته اتت فقال لها "إذهبي فاستودعيه"فاستودعته , أي جعلته عند من يحفظه ويرعاه ثم جاءته فأمر بها فأقيم عليها الحد .

بعد الولاده منها :

- حق الحياه : فمن أبرز حقوق الأطفال التي تحدث عنها القرآن الكريم بعد ولادتهم حق الحياه , كما حفظ الإسلام هذا الحق للأطفال ولو كانوا أبناء الكافرين المحاربين لأنهم غير محاربين 

-حق الاعتبار و الكرامه  : فيفرح به عند ولادته سواء كان ذكرا أو أنثى , ويذكر الله سبحانه وتعالى ويشكر , ويعبر عن ذلك بعقيقه في يوم سابعه ويكرم بكره الله سبحانه وتعالى 

- حق الإسم : الحسن فيسمى اسما حسنا , ولذلك لأن الاسم جزء من شخصيه الانسان وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الأسماء الجميله , ويكره القبيحه ويبدلها 

- حقه في الرضاع : فالأفضل أن ترضعه والدته بما فيه الكفايه , قال تعالى "وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ " البقره/233 فالرضاع الطبيعي هو أجود انواع الرضاع للطفل والأم , فلا حليب يناسب الطفل كحليب امه 

- حقوق الملاعبه والمداعبه : فقد كان صلى الله عليه وسلم بالرغم من مسؤولياته وأثقاله يداعب ويلاعب أبناءه وأبناء لصحابه رضي الله عنهم , فليس من الديانه دوام الانقباض وعدم السكينه مع الأطفال , لما يخلفه ذلك من الانطواء على الذات .

- حق المراقبه : إن مراقبه الطفل وحسن متابعته من حقه على أبويه , لأن في ذلك صلاحه ونجاته , فإنه لا يعقل أن يترك للطفل الحبل على الغارب بدعوى الحريه و التفتح 

مجالات تربيه الطفل

أ- العقل : وهي تكوين فكر الطفل وتثقيفه بكل ماهو نافع من العلوم الشرعيه , والثقافيه العلميه العصريه.

فعلى الوالد أن يبين لولده الحقيقه ,ويفرق له بين الغث و السمين من هذه الأفكار حتى يشب على بينه من أمره , ولا تحتاجه الأمواج كما اجتاحت كثيرا من شباب المسلمين.

ب- الجسم : ويقصد بها أن ينشأ الاولاد على قوه الجسم وسلامه البدن ومظاهر الصحه والحيويه وتبدأ تلك التربيه منذ وقت مبكر حين تركز المراه عنايتها بما خلق في رحمها من خلال اهتمامها بالتغذيه و الراحه , ثم تستمر تك التربيه بعدالولاده حين يضع الاسلام مسأله الرضاعه وتغذيه الرضيع من المسائل الأساسيه التي تكلف بها المرأه , لكي تمارس الام ذلك الدور لابد ان يكون لديها وعي تام بأهميه هذا الجانب التربوي المعتمد على الثقافه الصحيه المتوازيه مع التطبيق العملي لهذه الثقافه.

ج- النفس : تعتمد تلك المهمه على إقرار حقيقه في الصحه النفسيه هي أن العطف والحنان بلا إفراط ولا تفريط هما أساس الصحه النفسيه لدى الأفراد , وهذا فقد مدح الرسول صلى الله عليه وسلم صفه الحنان في نساء قريش  بقوله " صَالِحُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ " رواه البخاري.