ملخص الدرس / الأولى ثانوي/اللغة العربية/الأدب الجاهلي (150 سنة قبل الاسلام)/الطبيعة في الشّعر الجاهلي

نص: الطبيعة في الشعر الجاهلي

النص:

قامت حياة العربي على الرحلة والانتقال سعيا وراء الكر وبحثا عن الماء ، يقيم يسرى الرزق ، فيحل بخيمته و ينصب أثافيه ويوقد النار ويعيش حتى ينضب انتقل إلى غيره ، ويعيش بذلك في مساس مع الطبيعة وتجاور مستمر ، يرعى الت افلاكها ، وينظر إلى السماء وكواكبها ، ويراقب السحب والغيوم والبرق والرعاه ، بر الصحراء ، ومر بالوهاد والنجاد والسواقي والمياه ، فهو في صالة مع هذه الظواهر تقع عيناه عليها في الصباح والمساء والليل كانه راصد فلكي أو جغرافي باحث الف غريبة لهن هذه الظواهر لا تنقط وليس غريبا أن يقع على آثار من حل قبله أو يمر بالأماكن التي نزل بها غيره ، فيرى الصحراء والبادية ، ويرى فيها موضوعات مختلفة ، تحدثه الأحجار عن حب سالف اور الأطلال والديار والدمن بين نازح ومنيخ يحط رحله ، فتتنازع الشاعر عواطف غريب معركة نشبت أو غارات وقعت فينطلق لسانه ليرسم الطبيعة ويصور ما تقلب عليها من حب وحرب وطعن وضرب و صيد وقنص . و هكذا وصلت إلينا في الشعر الجاهلي أوصاف الأطلال والليل والسحاب والبرق والغيث . حيث تعرض الشعراء إلى وصف الأطلال ورسوم الديار وقد تقلبت عليها الرياح السانيات . فزهير بن أبي سلمى عرض إليها ورآها قد انمحت و درست ، وصارت بعد أن هبت الريح و جرى السيل كبقية الوشم في عروق المعصم حتى غدت هذه الأطلال موطنا للآراء ومرتعا لبقر الوحش ينتقلن فيها من مكان إلى مكان .
واما لبيد بن ربيعة فقد وصف الأطلال كزميله ، فاست . . فأصبحت مرعي الظياء والنعام والبقر الوحش ، وأض مواطن الجمال والحب و الفتنة ، وقد تعاقبت الرياح وا عن آثارها القديمة ، فغدت كانا ت ذهب أثره في اليد فأعادت المرأة شكله ووصف الشعراء الم مقفرة موحشة فما يسكنها إلا إلى ف الأطلال كزميله ، فرأى أن حججا كثيرة تقلبت عليها الاء والنعام والبقر الوحشي ، و أصبحت مرتع الأوابد بعد أن كانت والفتنة ، وقد تعاقبت الرياح والسيول على هذه الأطلال فكشفت قديمة ، فغدت كأنها كتب قديمة فجدد الكاتب سطورها ، أو كانها وشم اليد فأعادت المرأة شكله بالكحل تذره عليه . الشعراء الصحراء فرأى الأعشى أنها أشبه بظهر الرس في استوائها ، وأنها رشة فما يسكنها إلا الجن ، يمرحون فيها ويصخبون خلال الليل ، فإذا أشرق دعت الشمس أرجاء الكون اشتد القيظ و الهجير فما يطيقه إلا الفرسان الشجعان الأبطال الغطاريف ، فهم يقطعون الصحراء مقتحمين الأهوال والمخاطر الليل فقد رآه امرؤ القيس شبيها بالبحر حين يغمر السابحين ، ورأى أن نجومه التالية كأنما ربطت بأعراس شديدة الفتل إلى رأس جبل لا تتحرك ثابتة ، ثقيلة الوطء او على الساهر المحزون . وحينماصوروا المطر المنسكب يملأ الأرض ويغمرها فيخفي أوتاد الخيم ويغطي از اع الأشجار ، فما تبدو منها إلا رؤوسها يعلوها الزبد تخيلها امرؤ القيس أنها رؤوس مفصولة عن . أعناقها تسبح في الماء . ووصف الأعشى البرق يلتمع ثم يخبو فرأى أنه شعلة تومض وتنطفئ او شرارة تبدو و تختفي ، والسحاب العارض ظلمات متراكمة تسح وتنسكب فتملا المياه كل مكان ، وتجاوز الحد فتبلغ الأمكنة العالية ، والكثبان العالية ، والكثبان المنتشرة . أما عبيد بن الأبرص ، فيرى أن البرق يضيء كالصبح في لمعانه ، وأن السحاب يدنو من . الأرض حني ليحسب الإنسان أنه يقدر أن يمس خطوطه بيديه أو يدفعه بكفيه ، ولما هاله هزيم الرعد تخيله إبلاً عشراء تُرُزمُ على ولدها الراشح . وخلاصة القول في شعر الوصف عند الجاهليين أنه قاتم ، يصور حياتهم الحزينة . ورسومهم الكئيبة و ديارهم المقفرة نعمرها الأوابد والوحوش ، و خين تصيبهم الأمتار نسب السماء عبوسا و البيوت اضطرابا . و ذلك لاضطراب عيشهم وشدة تنقلهم وهم في أطراف الأرض وراء الرزق ، فلا قرار ولا هدوء كانهم يكتوون بالشمس ويرزعود اللواء فتغدو حياتهم كالجحيم ، ولذلك كانوا يحلمون بالنعيم و الجنان وبالهدو والوسائد الناعمة ونوم الضحي ، ويرون فيها مثلا أعلى لأمالهم . كتاب : الوصف تكاليف تجمة من الأم من د بالرمل والأنواء فتغدو حياتهم كالجحيم ، و د والشراب السائغ والوسائد الناعمة ونوم الضحى ، ويرون فيها مثلا اعلى لامالهم

 

 

 

 

 

أثري رصيدي اللغوي :

أثافيه : ينضب : الوهاد والنجاد : الدمن : نازح ومنيخ 

الآرام :جمع رئم أي الظبي الخالص البياض

حجج : ج حجة أي سنة 

الظباء : الأوابد : الترس : الأنواء 

أكتشف معطيات النـص

من موضوعات الشعر الجاهلي المهمة الوصف، فقد وصفوا كل شيء وقعت عليه أعينهم في صحرائهم وقد أبدعوا في وصف الطبيعة وتصوير مظاهرها ، فوصفوا الأطلال والبرق والمطر ومختلف الظواهر الطبيعية ،ولم يهملوا وصف ساعات جدبهم ، وحيواناتهم ، فوصفوا الإبل والماعز والخيل( مرؤ القيس )

له أيطلا ظبي وساقا نعامة     وإرخاء سرحان وتقريب تتفل .

( أيطلا : خاصرتاه / الإرخاء : سير السرحان وهو الذئب / التتفل : الثعلب / تقريبه : قفزه ووثبه)

 وكثيرا ما وصفوا كلاب الصيد وسموها أسماء كثيرة ، كما ذكروا الضباع والنسور والعقبان والغربان ( عنترة )

طعن الذين فراقهم أتوقع    وجرى ببينهم الغراب الأبقع .

وكانوا يذكرون القطا والحمام والنمل والعنكبوت ، كما أكثروا من ذكر الخصب ورطوبة النبات وكثرة الماء وأكثروا من وصف الجدب ،وطالما وصفوا وعوثة الصحراء ومخاوفهم في ليليها من الجن والشياطين .

قال الأعشى : وبلدة مثل ظهر الترس موحشة         للجنّ باللّيل في حافـاتها زجل

                لا يتنمّـى لـها بالقيظ يركبها        إلاّ الذين لهم فيما أتـوا مـهل

               بل هل ترى عارضا قدمت أرمقه       كأنّمـا البرق في حـافاته شعل 

وهذه الموضوعات وغيرها كانت تتداخل في القصيدة الطويلة ، وفي العادة يذكون ذلك بعد غزلهم

أستخلص و أسجل

من أهم ما يلاحظ على الوصف الجاهلي أنه كامل الصياغة ، فالتراكيب تامة ولها دائما رصيد من المدلولات تعبر عنه ، وهي في الأكثر مدلولات حسية ، والعبارة تستوفي أداء مدلولها .,قد استعانوا بطائفة من المحسنات اللفظية والمعنوية ، وأكثرها دورانا في أشعارهم التشبيه ، والاستعارة بفرعيها

نص وصف البرق والمطر

أتعرف على صاحب النص:

هو عبيد بن الأبرص بن جشم بن عامر بن مالك بن أسد بـــــــــن خزيمة المضري  ، شاعر جاهلي وأحد شعراء المجمهرات مـــــــن الطبقة الأولى.مدح الأمراء  ، عايش امرأ القيس ، قتله الملك المنــــذر بن ماء السماء سنة554 م .له ديوان شعر متعدد الأغراض . وله في وصف الطبيعة هذا النص وغيره ، ومن حكمه:

         وكل ذي غيبة يؤوب      وغائب الموت لا يؤوب

         ساعد بأرض إذا كنت     فيها ولا تقل إنني غريب

        من يسأل الناس يحرمــــــوه وسائل الله لا يخيــب

 

 

أثـري صيـدي

العارض= السحاب العابر .

دان = قريب .

  مسف =  قريب مـن الأرض.

فويق= تصغير فوق .

الهيدب من السحــاب = المتدلي القريب من الأرض .

الراح= كف اليد .

أقراب = ج قُرُب وهـــي الخاصرة . 

رمَّاح = الضارب برجله ...

أكتشف معطيات النص

الظاهرة الطبيعية المثارة في النص هي البــــــــرق .

شبه البرق ببياض الصباح .  وشاهد معها السحاب . والعلاقة بينهما هي ربط السبب بالمسبب .

المقصود بـ"يكاد يدفعه من قام بالراح"دليل على قرب السحاب من الأرض .

اللفظان الدالان على هذا المعنى هما : دان و مسف . فويق الأرض .

لا أحد يحتمي من المطر  لاضطراب الماء و غمـــره البعيد والقريب والمختفي والظاهر .

والتشبيه المرسل المفصـــــــل :  " كأنما.. ريط منشرة "

شبه جبل "شطب"حينما علاه أول السحاب  :شبهه بحصان أبلق ركب خاصرته المطرُ لشدة تساقطه .

البيت المتضمن نزول المطر بعد تفاعل هو البيت 4 .

شبه صوت الرعد بصوت النوق التي  ترعى أولادها . وإيحاؤها النفسي هو شدة الحنين لإرشـــــاح الناقة وليده .

تغير اتجاه نزول المطر بعاملين هما: ريح الجنوب والرعد .       

- الأبيات الدالة على الظواهر الطبيعية.  

 البــرق + العــارض  وهــو السحـــاب + شعــــاع الصبــــــح   في البيـت 1-  و الرعد في البيت 4 و هبوب الريح في البيت 9 .

الصيغة النحوية الدالة على قوة البرق.* التج وارتجَّ

زمن تتبع الشاعر لهذا المشهد هو الليل للدلالة علـــــــى همومه وحزنه وسهره .

أثر" فويق" في المعنى  لتصوير شدة قرب السحاب مـــــــن الأرض لثقل ما يحمل من مطر .

أناقش معطيات النص

أكثر دلالة في المعنى هــــو التشبيه لأن المختبئ في بيته كالمتواجد بالخارج لا أحد يسلم مــن المطر ، وهذا لكثرة سيلانه .

الألفاظ الدالة على أحوال السحاب:  دان، مسف،هيدبـــه  ، فويق الأرض ،  ريقه .

والألفاظ الدالة على الرعد : التج وارتج  .  والدالة على صوت الإبــــل : بحا حناجرها .

الطباقان: الليل و الصبح .  والأثر متجل في إثبات طول سهــــــــر الشاعر ليل نهار. والثاني :أعلاه و أسفله لتبيان شدة الاضطـــراب الشامل للرعد المرتج الملتج رعده .

الصورة البيانية الأكثر استعمالا في النص هي :

التشبيه المرسل . والأثر متجل في طغيان المجال الحسي الذي لا يؤمن بغيره الجاهلي وارتباطه الشديد ببيئته ،واهتمامه بالمنـــــاخ والثروة الحيوانية التي يعتمدها في حياته .

تظهر البيئة مؤثرة فيه وفي حياته.

  فهي بيئـــــــــة مطيرة تعتمد الحيوان مصدر عيش  . ارتباط الجاهلي بالحيـــــــوان وإشفاقه عليه.  قلق الجاهلي المستمر على مصيره المرتبط بالمـــاء غيثا (أبيت أرقبه)  .

أحدد بناء النص

استخراج التشابيه :  عارض كبياض الصبح لماح  .

   كأن ريـِّقــــــه أقراب أبلق رماح ينفي الخيل.

   كأنما بين أعلاه وأسفله ريــــــــــط منشرة...

صفات البيت2 :  دان، مسف ،هيدبه فويـق الأرض،     

صفات البيت 7: جلة شرفا ، شعثا ،  لهاميم  .

النص شعر وصفي ذاتي أبرز مظاهر الطبيعة مــــــــــن خلال الأوصاف ، و التشابيه ، وألفاظ الألوان والأصوات .

 

أتفحص الاتساق

تحديد ضمائر المطر: نجوته ، محفله ،أعلاه ، أسفله ، كأن ، فيه عشارا أولاه ، مال به . الضمير أعلى قيمة المطر مبرزا ملكيتــــــه وسيطرته .

أثر الجملة الاعتراضية في البيت 3: هو تحديد مرتكز جمـــال الصورة حصرا لأن أ ول ما يحضن أول السحــــاب هو مرتفــــع الأرض جبلا كان أ و غيره .

دلالة تنكير "بحا و هدلا": هو تعميم هتيــن الحالتيــن علــى جميع الإبل والنوق حين ترتبط بإطعام أولادها ولا تتميز بهــا  أم عن غيرها من الأمهات .

دلالة تتابع النعوت في البيت 7 هو لإبراز شدة اهتمام النــوق بأبنائها

ويستوي في ذلك صغار الإبل والعجائز من هن .

يدل على معرفة الشاعر واهتمامه بالتربية المادية والمعنويـة للحيوانات و كأنه خبير بيطري ونفساني .

وأثر ذلـــك في المعنــى متجـــل في إشباع المعاني عن طريـــق التصوير المتتابع أ و هــو حشو يُبْتَغَى به إيقاع العروض .

أجمل القول في تقدير النص

و وصف وجداني خاص بالشاعر لان كل شاعر يختلف عـــن غيره في وصف المشاهد ذاتها .

استمد الشاعر المشبه به من بيئته ولم يخرج به بعيدا عنها مما يدل على محدودية خيال الشاعر .

    ((  فالجاهلي لا يصور إلا ما يرى مجال الحس فيه )) .

استخرج تشبيها فصلت جزئيات صوره :

البيت 7 و 8 : وجـــه الشبه فيه مفصل تمثيلي لقيامه على الصور الجزئية  وهي : كبـر سن الإبل  شعث الأوبار + اللهاميم أي ممتلئة الضرع + الهامات بالإرضاع + بحة الحناجر+ مهتدلة أشفار العيون+ الراعيـــــــــة أولادها في الكلأ .

  وأثره في المعنى يتجلى في إبراز عملية تمخض السحاب  لإسقـــاط مائـــــه .

-تبين تأثير الطبيعة الحسي في بناء معاني النص:

لقد وفرت الطبيعة للشاعر مظاهرها كالبرق و بياض الصبـــح والرعد والمطر فالريح الجنوبية الموسمية التي لا ماء فيها و جبل الشطب.

واستعان في ذلك بالنوق و أبنائها. وهي مشاهد حسية طبيعية .