ملخص الدرس / الثالثة ثانوي/اللغة العربية/من الأدب الحديث والمعاصر/الأدب المسرحي في الجزائر

نص أدبي: "لالة فاطمة نسومر" المرأة الصقر

التعرف على صاحب النص :

ولد الكاتب و الدكتور إدريس قرقوة في "تسالة" ولاية سيدي بلعباس عام 1967 ، وهو أحد المهتمين بالفن المسرحي وتشجيعه وتطويره في ثقافتنا الجزائرية وأدبنا الحديث . ألف عدة مسرحيات خاصة حول الشخصيات الوطنية التاريخية مثل "فارس الجزائر الأمير عبد القادر" و"يوغرطة الملك الثائر" و"لالة فاطمة نسومر المرأة الصقر" .

النص:

قرية آيت إيراثن بدار سي الطاهر، و زوجته أمينة )

 أمينة: والله، لقد وصلت أختك فاطمة مكانا لم تصله نساء نسومر كلها بل ونساء الأرض جميعا إذ أصبحت تشد إليها الرحال ويقصدها الناس، ويسعى لديها الركبان، حتى لقبوها بلالة فاطمة نسومر .

سي الطاهر : أثناء هذا أم تهكم و استهزاء يا آمنة ؟و أنت تعلمين أنه لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى. 

أمينة : بل قل لي بربك، وأنت سيد القوم ومقدم القبيلة و وريث المرابطة، أيعقل أن تسترجل المرأة وتقود الرجال إلى ساحات القتال، أقل الرجال وانتهى الشجعان ؟ 

سي الطاهر : كفي يا امرأة لسانك السليط، وسمك الذي لازلت تنفثينه في ظهر فاطمة .

أمينة : أتشتمني يا سي الطاهر وتسبني و أنا التي أسعى للحفاظ على كرامتك وكرامة آل محمد بن عیسی؟، فالمرأة لبيتها وزوجها و أولادها، لا للأزقة والعراء مكشوفة لمن هب ودب من الرجال ، و

...سي الطاهر : کفی ، : کفی .

 أمينة: لن أسكت فأختكم مرغت رؤوسكم في الوحل.

سي الطاهر : الوحل هو أنت يا امرأة السوء .(ويصفعها على خدها فتصيح في وجهه )

 أمينة : أو تضربني يا سي الطاهر ؟ وقد كنت سيدة في قومي 

سي الطاهر : نعم أضربك و قد صار كلامك سهاما تخترق قلبي و ظهر أختي العفيفة الطاهرة فاطمة .

أمينة : الطاهرة هه؟ و يرفع سي الطاهر يده ليصفعها مرة أخرى ، عندها تدخل فاطمة وتسرع لتمسك بيده قائلة )

 لالة فاطمة : ما دهاكما حتى تتشاجرا هكذا ؟، ما أصابكما ؟ 

أمينة : أصابتنا عين حاسدة .

سي الطاهر: ويلك ( تمسك فاطمة على فمه ) 

لالة فاطمة : أرجوك لاتنطقها فإنها بغيضة و منغصة .

أمينة : بل دعيه، أريده أن ينطقها، ألا تفهمين يا امرأة، أنت السبب، أنت السبب، منذ جئت هذا البيت، دخلت من باب والسعادة خرجت من الآخر، لقد هدمت كل شيء بيننا.

 لالة فاطمة : لماذا لم تقولي ذلك عند مجيئي ؟ لم أخفيت عني كل هذا؟ 

أمينة : أتدرين لماذا؟ 

سي الطاهر : كفى يا امرأة ، کفی سمومك.

لالة فاطمة : دعها، دعها يا سي الطاهر، دعها تقول ما في نفسها. 

 أمينة : الطلاق ليس نصيبي بل أنت التي ينبغي أن تطلق هذا البيت، أظهرت لك الإحسان ابتداء، شفقة عليك واحتراما لمشاعر أخيك وحفاظا على المودة التي جمعتني مع زوجي سي الطاهر، لكن الأمر طال.

 لالة فاطمة : إذا كان كذلك فابقي مع زوجك، أرجوك سي الطاهر لا تؤذينها بشيء، فوا الله لو سمعت أنك أذيتها أو لمتها حرمت نفسي من رؤيتك إلى يوم القيامة ، فزوجتك حرة في قولها واعتقادها ولا أحد يجبرها على غير رأيها، فهي وفية لك ولبيتها، ولولا ذلك لما كان منها هذا، أحمد الله أن رزقك بامرأة تسعى لصلاح و تبذل جهدها في نصحك .

سي الطاهر : ما هذا يافاطمة أبعد أن شتمتك وأهانتك أمام عيني تشكرينها ؟ ، بل توصيني بها خيرا . 

لالة فاطمة : أنا مخطئة أن تركت بيت والدي و فرضت نفسي علیکم، و كان أولى بالضيف ألأ يثقل ضيافته فيمل، و لا يكثر الكلام فيرغم على الرحيل ، سأحمل أمتعتي ففي "سومر " منزلنا . 

سي الطاهر : لا لن أتركك ترحلين على هذا النحو، و الله لترحلن هي، نعم أمينة هي التي سترحل. 

فاطمة : لا والله لن يكون ذلك، كيف وهؤلاء الصبية من لهم ؟، و أنت من لك ؟ وهي من لها في دنيا لا ترحم؟

سي الطاهر : لي الله و أهلي، وأنت منهم يا فاطمة، إن الذي ليس فيه خير في أهله ليس فيه خير في الناس.

لالة فاطمة : لا تراجعني أرجوك ، فمن هناك أشارك المجاهدين قتالهم للفرنسيين ... وأنت ت ) تحمل لالة فاطمة أمتعتها و تخرج من البيت، و أمينة تنظر إلى فاطمة، لم تتوقع أبدا منها كل هذا وهي التي كانت تظها مغترة بنفسها وشبابها، متحرقة للشهرة وذياع الصيت ولا يهمها من الناس شيء، تابعتها بذهول كبير، كانت كلمات لالة فاطمة طرقا عنيفا يضرب جنبات قلبها، لتفيق من غفوتها و ترفع الغشاوة عن نفسها، استدار إليها زوجها قائلا : ( سي الطاهر : أرأيت ماذا فعلت بحماقتك يا امرأة ؟ ) .! لم تسمع شيئا من كلام زوجها و لم تعره اهتماما، بل أسرعت و فتحت الباب و حملها الذهول و الإعجاب بفاطمة أن نادتها بأعلى صوتها .(أمينة : فاطمة، فاطمة ) .

تلتفت فاطمة و قد ابتعدت عن الباب بعدة خطوات، أسرعت نحوها أمينة وعانقتها طويلا، وبكت كثيرا، حتى نزلت دموعها على كتف فاطمة ، ثم قالت 

( أمينة : أرجوك سامحيني، سامحيني يا فاطمة، سامحيني يا أختي 

 الة فاطمة : بل سامحيني أنت ، لقد كدت أن أهدم المودة التي جمعتكما.

 أمينة : ابقي معنا يا فاطمة.

فاطمة : لا لن أستطيع ذلك فقد بعت نفسي الله، و لن أرجع عن بيعي والجهاد سبيلي إلى رضائه و رحمته) ....

 أمينة : إذا كانت هذه إرادتك ، فليعتك الله يا فاطمة (و تعانقتا)

وخرج سي الطاهر يتابع المنظر المؤثر و قد اغرورقت عيناه بالدموع)

تقديم النص :

هذا النص هو المشهد السادس من المسرحية، ونستنتج من خلاله أن للمجتمع الريفي الجزائري عاداته وتقاليده ، وللمرأة نصيب في بناء المجتمع وتطوره. وفي هذا النص موقف عظيم لامرأة جزائرية حفظت لها ذاكرة الأجيال هذا الموقف هي لالة فاطمة نسومر.

الحقل المعجمي:

سلط: السَّلاطةُ: القَهْرُ، وقد سَلَّطَه اللّهُ فتَسَلَّطَ عليهم،والاسم سُلْطة، بالضم.والسَّلْطُ والسَّلِيطُ: الطويلُ اللسانِ، والأُنثى سَلِيطةٌ وسَلَطانةٌ، ، ولسان سَلْطٌ وسَلِيطٌ كذلك.ورجل سَلِيطٌ أَي فصيح حَدِيدُ اللسان. ، وامرأَة سَليطة أَي صَخّابة. طويلة اللسان..والسُّلْطانُ: الحُجَّةُ والبُرْهان، والسليطُ ما يُضاء به، ومن هذا قيل للزيت: سليط وكل سلطان في القرآن حجة. وقوله تعالى: هلَك عنِّي سُلْطانِيَهْ، معناه ذهب عني حجتُه. وسُلْطانُ كل شيء: شِدَّتُه وحِدَّتُه وسَطْوَتُه، والسِّلْطةُ: السهْمُ الطويلُ، والجمع سِلاطٌ .

الحقل الدلالي: لالة / سي/ آل : هذه الكلمات تدل على السيادة والشرف.

 

اكتشاف معطيات النص:

موضوع هذا المقطع هو وصول فاطمة إلى مكانة لم تصلها نساء نسومر كلهن وضيق أمينة زوجة أخيها بها.

أقدمت أمينة بحضرة زوجها سي الطاهر على إهانة أخته فاطمة.

اعتبر هذا التصرف استهزاء.

أدب زوجته خديجة بصفعها على خدها.

كان رد فعل لالة فاطمة إزاء هذا الوضع بأن عاتبتهما على تشاجرهما وقضت على سبب الخلاف.

الموقف الذي آلت إليه أمينة في آخر المطاف هو ندمها وطلبها من فاطمة البقاء  في بيت أخيها.  

مناقشة معطيات النص:

الشعور الذي أبدته أمينة تجاه لالة فاطمة هو شعور عدم الارتياح سببه اختلاط فاطمة بالمجاهدين وقيادتهم في ساحة القتال.

كان موقف سي الطاهر هو الرضا بما تقوم به أخته , وتصرف بأن ردع زوجته عن إيذاء فاطمة ، وبلغ به الأمر إلى أنه همَّ بتطليق أمينة.

شخصية سي الطاهر : تمتاز بالوطنية ورجاحة العقل.     

شخصية لالة فاطمة : تمتاز بالواقعية والإيثار.

شخصية أمينة : هي شخصية المرأة التي تخاف على بيتها.

امتازت شخصية لالة فاطمة عن شخصية أمينة بأنها تفضل مصلحة الجماعة على مصلحتها , بينما شخصية أمينة هي شخصية امرأة عادية.

رأيي في الموقف النهائي لأمينة هو موقف إيجابي يشرف المرأة الجزائرية.

تحديد بناء النص:

السياقات الدالة على مفهوم عمل الخير والتسامح والتكافل الاجتماعي.                 

لالة فاطمة : دعها دعها يا سي الطاهر دعها تقول ما في نفسها

سي الطاهر : لا لن أتركك ترحلين على هذا النحو.

يمثل موقف لالة فاطمة بالنسبة إلى جيل البوم موقف المرأة التي ينبغي أن تكون مثالا يقتدى به.

القرائن اللفظية الدالة على نمط النص هي : الاستفهام والأ والنهي .

هذه الوسائل عناصر أساسية في الحوار الذي هو هيكل المسرحية.

عقدة هذا القطع هي رفض أمينة بقاء فاطمة في بيتها وإصرار سي الطاهر على بقاء أخته فاطمة في بيته.

تم انفراجها بمغادرة لالة فاطمة بيت أخيها سي الطاهر.

تفحص الاتساق والانسجام

استهل الكاتب هذا المقطع المسرحي بالحديث عن المكان الذي دار فيه الحوار وهو بيت سي الطاهر الموجود بقرية آيت إيراثن.

كثرة القسم في النص توحي بتأكيد كل طرف رأيه.

الألفاظ الدالة عليه : والله لقد وصلت أختك فاطمة مكانا لم تصله نساء نسومر ـ والله لو سمعت أنك أذيتها أو لمتها حرمت نفسي من رؤيتك.

لم يهتم الكاتب بالصور نتيجة طبيعة الموضوع التاريخية الواقعية.

الوحل هو أنت ، دل على أن سي الطاهر متأكد من أخلاق أخته فاطمة وصحة اختيارها.

نعم وفق الكاتب في إعطاء شخصياته حركة طبيعية ، لأن كلام سي الطاهر هو كلام الرجل الوطني الشريف وكلام أمينة هو كلام المرأة التي تخاف على أسرتها وكلام لالة فاطمة هو كلام المرأة الناضجة الواعية المتبصرة القائدة . 

مجمل القول

أستخلص ما يلي:
النص نموذج من الأدب المسرحي الجزائري المعاصر يعكس صورة اجتماعية من صور المجتمع الجزائري أثناء المقاومة، وقد قدم الكاتب شخصياته متنامية ومتفاعلة فيما بينها في بساطة لم تقلل من قيمتها الفنية, وأخيرا هذه الشخصيات عكست بصدق مقومات المجتمع الجزائري الذي يقوده الوازع الديني .

نص تواصلي: المسرح الجزائري: الواقع و الآفاق

النص:

إذا كان المسرح الجزائري قبل الاستقلال قد لعب دورا هاما في مواكبته لسيرورة المجتمع واستطاع بالرغم من الإمكانيات المحدودة أن يثبت حضوره على الساحة الثقافية ، فإنه بعد الاستقلال حاول أن يرصد الواقع الاجتماعي، سواء كان ذلك في المسرحيات الجزائرية التي تناولت موضوع الثورة التحريرية التي تركت بصماتها على الإبداع الأدبي والفني في هذه الفترة، تمثلها مسرحيات عبد الحليم رايس أولاد القصبة" و" الخالدون " و" الجثة المطوقة " و" لكاتب ياسين و احسان طيرو لرويشد والريح " المولود معمري و احمرار الفجر" لآسيا جبار، أو في المسرحيات التي تناولت موضوعات اجتماعية وأخلاقية متفرقة في رصدها للظواهر الاجتماعية التي أفرزتها الجزائر بعد الاستقلال، ومنها مسرحيات عبد الرحمن کاکي، محمد التوري، عبد القادر السفيري، محي الدين بشتارزي

وبالرغم من تباين الموضوعات التي تناولتها المسرحيات الجزائرية، فإنها تتسم بخاصية مشتركة، تتمثل في طابعها الشعبي الذي تميزت به، فضلا عن الشكل الكوميدي من حيث النوع، والدارجة من حيث وسيلة التعبير، وهو ما جعلها تتسم بروح الأصالة في ابتكارها لمجموعة من العناصر الفنية ( الشخصيات و الأحداث )، كما تشترك هذه المسرحيات في أن معظمها كتبت لتقدم على المنصة دون مراعاة إمكانية طبعها ونشرها حتى يستفيد منها الباحثون في مجال الدراسات المسرحية. و في محور المسرحيات المقتبسة استطاع المقتبسون تجاوز مشكلة النص المسرحي المحلي التي

كانت مطروحة في هذه الفترة، وذلك باللجوء إلى التراث المسرحي العالمي، وإعداد نصوص مسرحية تميزت في معظمها بنقل أحداث وقائع المسرحية المقتبسة إلى بيئة محلية ، متجاوزة بذلك النص المقترح ( سي قدور المشحاح،: البخيل، سلاك الوحلين : مقالب سكابان، الممثل رغم أنفه ، الطبيب رغم أنفه ).

أما في محور المسرحيات المجزأرة فقد انصب اهتمام المخرجين على التصرف الحر في الحوار و ترجمته من اللغة الأصلية إلى الدارجة الجزائرية، وإبراز الموضوعات التي تناولتها هذه المسرحيات التي تحمل قيما ومبادئ إنسانية عامة لاتخص الإنسان الجزائري فحسب، بل تخص قضايا الإنسان بشكل عام، كما طرحته مسرحيات بريخت الثلاثة، ناظم حکمت، كالدرون، سين أوكيزي التي دارت كلها حول العدالة، السلم، الحرية ، الديمقراطية، وغيرها من المبادئ المشتركة.

إن التباين الملحوظ بين موضوعات و مصادر المسرحيات المقدمة أدى إلى عدم إرساء تقاليد اجتماعية يتبعها الجمهور في إقباله على عروض المسرح الوطني.

ويبقى العمل على دراسة السبل التي تحاول ربط الجمهور بالمسرح، ولن تتم هذه العملية إلا بمعرفة اهتماماته و طبيعته اعتمادا على الدراسة العلمية ضمن ما نطلق عليه ب سوسيولوجية الجمهور المسرحي .

إن توافد أعداد قليلة من الجمهور لفترات غير منتظمة لا تشكل جمهورا مسرحيا ذلك أن الجمهور يفترض أن يتردد باستمرار على المسرح، وهذه العملية مرهونة بوجود حركة مسرحية واسعة ونشيطة. وما افتقار المسرح الجزائري لجمهور مسرحي إلا دليل على أن التجربة المسرحية في الجزائر لازالت في مرحلة التأسيس والتجريب على جميع الأصعدة، في ميدان التسيير، التخطيط، الإبداع، النقد، والجمهور، أي أن عملية تكوين جمهور مسرحي ليست عملية سهلة يمكن تحقيقها في

ظرف قصير بل هي عملية تحتاج إلى وقت طويل وتتطلب توفر بعض الشروط المادية والفنية التحقيقها.

و من جملة هذه الشروط نشر حركة مسرحية واسعة في الأوساط الشعبية، والمؤسسات والمدارس والجامعات. ذلك أن تكوين الجمهور المسرحي لا تقع مسؤوليته على عاتق المؤسسة المسرحية وحدها، لأن الجمهور لا يمكن تكوينه من خلال عروض تقدم من حين لآخر ولفترات محدودة غير منتظمة، بل هي عملية شاملة تندرج ضمن تخطيط علمي، تشارك فيه كل الأطراف المعنية من مسؤولين عاملين بالمؤسسات المسرحية بالتعاون مع المؤسسات الإعلامية لإنعاش الحركة المسرحية. ولن تتم هذه العملية إلا بالبحث الجاد في الوسائل التي تربط الجمهور بالمسرح ، والتي تقوم على الدراسة الميدانية و التجربة العلمية النابعة من واقع الجمهور، والاهتمام خاصة بعنصر الشباب الذي يشكل جمهور المستقبل، وذلك بالعمل على تربية ذوقه وتنمية إحساسه الفني وتكريس الممارسة الثقافية.

مخلوف بوكروح

 

 

 

 

 

 

 

 

اكتشاف معطيات النص:

لعب المسرح الجزائري قبل الاستقلال دورا هاما في مواكبته لسيرورة المجتمع بالرغم من الإمكانيات المحدودة أن يثبت حضوره على الساحة الثقافية . واستطاع بعد الاستقلال أن يرصد الواقع الاجتماعي سواء في المسرحيات التي تناولت موضوع اثورة التحريرية أو في المسرحيات التي تناولت موضوعات اجتماعية وأخلاقية.

الخاصية المشتركة لموضوعاته تتمثل في الطابع الشعبي الذي تميزت به فضلا عن الشكل الكوميدي من حيث النوع والدارجة من حيث وسيلة التعبير.

استطاع المقتبسون تجاوز مشكلة النص المسرحي باللجوء إلى التراث المسرحي العالمي وإعداد نصوص مسرحية تميزت في معظمها بنقل أحداث وقائع المسرحية المقتبسة إلى بيئة محلية  متجاوزة بذلك النص المقترح ( سي قدور المشحاح ـ البخيل ـ سلاك الواحلين ...)

انصب اهتمام المخرجين في مجال المسرحيات المجزأرة على التصرف الحر في الحوار وترجمته من اللغة الأصلية  إلى الدارجة الجزائرية.

المحاور التي دارت حولها المسرحيات هي القيم والمبادئ الإنسانية العامة كالعدالة والسلم والحرية والديموقراطية وغيرها.

شروط تشكيل جمهور مسرحي حقيقي في نظر الكاتب هي : نشر حركة مسرحية واسعة في الأوساط الشعبية والمؤسسات والمدارس والجامعات ـ التخطيط العلمي الذي تشارك فيه كل الأطراف المعنية من مسئولين وعاملين بالمؤسسات المسرحية بالتعاون مع المؤسسات الإعلامية ـ البحث الجاد في الوسائل التي تربط الجمهور بالمسرح ـ الاهتمام بعنصر الشباب الذي يشكل جمهور المستقبل بالعمل على تربية ذوقه وتنمية إحساسه الفني.

السمات المشتركة بين المسرحيات: الطابع الشعبي ، الشكل الكوميدي ، الدارجة ، التقديم على المنصة.

في محور المسرحيات المجزأة انصب اهتمام المخرجين على التصرف الحر في الحوار و ترجمته إلى الدارجة و إبراز الموضوعات التي تناولتها هذه المسرحيات التي تحمل قيما عامة لا خاصة.

تجاوز المقتبسون مشكلة النص المسرحي باللجوء إلى التراث المسرحي العالمي وإعداد نصوص مسرحية تميزت بنقل أحداث وقائع المسرحية المقتبسة إلى بيئة محلية متجاوزة بذلك النص المقترح.

 

مناقشة معطيات النص:

 

يرجع عدم مراعاة إمكان طبع المسرحية أو نشرها في فترة ما بعد الاستقلال إلى أن معظم هذه المسرحيات كتبت لتقدم على المسرح.

استعمال الدارجة الجزائرية في المسرح كان موفقا لأنه استطاع أن يبين وينقل الموضوعات التي تناولتها هذه المسرحيات التي تحمل مبادئ وقيما إنسانية عامة.

نعم كان الأديب موضوعيا في معالجته القضية.

الاستخلاص و التسجيل:

 

المشكلات التي عرفها المسرح الجزائري قبل الاستقلال وبعده هي مشكلات النص واللغة والجمهور والنقاد

المسرح الجزائري الآن في مراحل اجتياز المشاكل المذكورة سابقا بالدراسات الأكاديمية والنقد الموضوعي وببرمجة الأيام المسرحية والمسابقات والمهرجانات التي من شأنها تكوين جمهور مسرحي

لا شك في ضرورة مرور أي فن أدبي في الحركة الأدبية أو النقدية بمراحل قبل بلوغ درجة الاستقرار , و هو ما عرفه المسرح الجزائري لظروف موضوعية  وشيكة الصلة بمرحلتي ما قبل الاستقلال و ما بعده , و من أهم مشكلاته: النص و اللغة و الجمهور و النقد. و هو الآن في مراحل اجتيازها خطوة خطوة بتطوير العمل المسرحي و بالدراسات الأكاديمية المراعية لمختلف الجوانب و بالنقد الموضوعي البناء على أيدي أدباء و باحثين عاشوا الخضرمة أو كانوا بمثابة حلقة ربط بين جيلين أو أكثر , و ببرمجة الأيام المسرحية و المسابقات و المهرجانات التي من شأنها تكوين جمهور مسرحي.