ملخص الدرس / الأولى ثانوي/تاريخ و جغرافيا/التحولات الكبـرى في أوروبا/من النهضة الأوروبية الى الكشوفات الجغرافية و الثورة الصناعية

النهضة الأوروبية و مظاهرها

يعد عصر النهضة مرحلة الانتقال بأروبا من العصور الوسطى الى العصةر الحديثة و هو بداية عهد جديد في تاريخ الفارة بما ساده من أفكار جديدة شملت مختلف ميادين الحياة فتحت أمام القارة خاصة في جنوبها الغربي أبواب التقدم و الازدهار .

 

و الواقع أن بوادر هذه التغيرات تمتد الى أواخر العصور الوسطى لأن تاريخ تطور حياة الأمام و الشعوب لايؤرخ بسنوات محددة بل بالفترات 

1- عوامل قيامها :

ساهمت جملة من العوامل في النهضة الأروبية الحديثة أهمها : 

ظهور المدن الأروبية : خلال العصور الوسطى كان الإقطاع هو النظام الاقتصادي السائد , و كان يرتكز على القرية و الصيعة اللتان تشكلان الوحدة السكنية الاقتصادية و الاجتماعية لذلك كان ظهور المدن بمميزاتها و قوتها الاقتصادية و إشعاعها الثقافي و الحضاري مقوضا للنظام الإقطاعي و الكنسي ليس فقط ماديا إنما فكريا فلسفيا و لما كانت أبرز و أيبق المدن هي الإيطالية فإنها شكلت منطلق الحرمة الإنسانية 

نحو البورجوازية و الرأسكالية : مكن الموقع الاستراتيجي للمدن الإيطالية (بيزا - البندقيو - جنوة ) التجار الإيطاليين من لعب دةر الوسيط بين شرق العالم و غربه و تأسيس شركات تجارية حققوا من ورائها أموالا طائلة تزامن ذلك مع تطور النظام المصرفي ليشهد عصر النهضة مولد النظام الرأسمالي 

الأنظمة السياسية المطلقة : انتزع الملوك جميع السلطات السياسية من أيدي الأشراف و رجال الدين لكي يزاولوا بأنفسهم السلطة المطلقة و لكي يتجنبوا ثروات طبقتين لجءوا الى التحالف مع البورجوازية بتشجيعها و الاستفادة من ثرائها في حين كانت هي بحاجة الى الأمن و الاستقرار و هو ما يضمنه الملوك 

نمو الروح الفردية : في ظل هذه التغيرات الجديدة أصبح الفرد يمارس نشاطه الحرفي و التجاري بعيدا عن قيود الكنيسة و استبداد الإقطاع فظهرت لديه النزعة الفردية و التفكير الحر .

ضعف الكنيسة الغربية و انقسامها : شكلت المفاسد الأخلاقية و السياسية و التبذير المالي الى جانب الانقسام الباوي عوامل تراجع سمعة الكنيسة و في نفس الوقت ارهاصات بداية التغيير في الحياة الفكرية و الدينية و السيايسة في أروبا 

انعكاسات الحروب الصليبية : رغم هزيمة أروبا العسكرية في هذه الحروب فإنها استفادت منها حظاريا من خلال احتكاكها بحضارة العالم الإسلامي الراقية التي غيرت من نظرتها الى الكثير من المفاهيم السياسية و الاقتصادية والاجتماعية . 

أثر الحضارة العربية الاسلامية : لقد أخذت حضارة العالم الإسلامي تتسرب الى اروبا عن طريق الأندلس و صقلية و المغرب الإسلامي و مصر و بلاد الشرق الإسلامي و بيزنطة . كما أن طلاب العلم في بلاد لأروبا الغربية أخذوا ينهلون من الجامعات الإسلامية منذ نهاية القرن الحادي عشر الميلادي . 

سقوط الإمبراطورية البيزنطية و نتائجها : نتج عن انهيار الإمبراطورية البيزمطؤة سنة 1453 م هجرة العديد من العلماء الى المدن الأروبية و الإيطالية . بشكل خاص . حاملين معهم رصيدا تراثا ضخما من الحضارات الإغريقية , الرومانية و الاسلامية الى جانب الثورة المالية و قد ساهمت هذه العناصر في بعث الحركة الإنسانية التي شكلت بداية النهضة  

 

مظاهر النهضة الأروبية الحديثة

شملت حركة النهضة الأروبية الحديثة جوانب متعددة : 

أ- الأدبية : ارتكزت الآداب على تقليد القدامى في كتابة القصائد و الاهتمام بجمال الأسلوب و انتقاء الألفاظ و تميزت آداب النهضة بتركيزها على الجانب العاطفي بدل التعليم و الوعظ 

ب- الفنية : مثلث الفنون و الفنون الجمياة من رسم , نحت , موسيقى و مسرح التي مزجت بين الفن القديم و الإبداع روح النهضة الأروربية و التي كانت إيطاليا مهدا لها . 

ج - الفكريو : ظهور مجموعة من الفلاسفة و المفكرين دعوا الى تمجيد العقل و الإيمان بقدرته على حل كل الأزمات و المشاكل الإمسامية و التخلص من اللاهوت في تفسير و محاكمة الأشياء و المفاهيم . شعارهم في ذلك " لا سلطان للعقل لا بالعقل " 

د- العلمية : أتمر الاتصال بالحضارة العربية الاسلامية عبر عدة منافذ ظهور التفكير العلمي الحر , كما ساهمت الحركة الإنسانية في ظهور النهضو العلمية و أصبحت التجارب شرطا أساسيا لتثبيت قواعد قواعد العلم الصحيح 

هـ - الاقتصادية : تجلت مظاعر النهضة الاقتصادية في تأسيس نسق عملي يتضمن الصناعة الخرفية و التجارة في المعادن و النشاط المصرفي  و كانت أهم فروعه في جنوة و ميلاو هذا الى  جانب احتكار المدن الإيطالية للنشاط التجاري . 

و- لاصلاح الديني و نتائجه : 

إذا كانت النهضة في إيطاليا قد اتسمت بالنزعة الأدبية فإنها أخذت شكل الإصلاح الديني في ألمانيا حيث أسهم التحرر الفكري في إعادة النظر بعمق في عيوب الكنيسة و الدعوة الى ضرورة إصلاح مفاسدها و قد ترتب عن ذلك : 

تعدد المذتهب الدينية المسيحية و مانتج عنها منصراعات و حروب أرزها حرب الثلاثين عاما بين 1618 و 1646 م ذات الأبعاد القارية 

قبام الكنيسة الكاثوليكية بإصلاح مضاد للمذاهب الجديدة في أروبا 

اهتزاز مكانة البابوية مع استمرارها مكرجعية أساسية أمام الفتح العثناتي و حصار فيينا سنة 1683 م 

انعقاد صلح و استفاليا سنة 1648 م الذي وضع قواعد شاملة لنظام دولي جديد 

ي- الكشوف الجغرافية : ساهمت التطورات العلمية التي مست مختلف الميادين في انتشار الفضول العلمي الذي تزامن مع الحاجة الاقتصادية لأروبا الغربية و طموح ساستها و انبعاث الروح الصليبية و التطورات السياسية و العسكرية التي عرفها حوض البحر الأبيض المتوسط في النصف الثاني من القرن 15 و دفعت الى الاستكشاف الذي تجسد في الرحلات البحرية الكبرى التي انطلقت من اسبانيا و البرتغال بشكل خاص نحو مناطق كانت مجهولة لدى الأوروبيين و آسيا ة العالم الجديد .

دوافع الكشوف الجغرافية

أ- سياسيا : ظهور دول حديثة كإسبانيا , البرتغال , هولندا , إنجلترا , فرنسا , روسيا , السويد و الدانمارك ثم في مرحلة لاحقة ألمانيا و إيطاليا حيث سعت هذه الدول و غيرها الى بسط نفوذها السياسي و الاقتصادي و المذهبي .

ب- دينيا : |أخذت الكشوف الجغرافية الطابع الديني الذي لايقل أهمية عن الحروب الصليبية حيث راودت إسبانيا و البرتغال فكرة استخدام الكشوف الجغرافية وسيلة لتطويق العالم الاسللامي عبر الساحل الغربي و الشرقي لإفريقيا و مضيفي عدن و هرمز و الرغبة في نشر المسيحية الكاثوليكية في الحبشة و إقناع المغول بالدخول الى المسيحية , و قد تم ذلك بمباركة الكنيسة و دعم البابا 

ج- اقتصاديا : إن المصالح الاقتصادية و السعي وراء تحقيق الربح التجاري و محاولة التخلص من الحتكار الذي تمارسه المدن الاسلامية دفع بالأروبيين و بخاصة إسبانيا و البرتغال الى البحث عن طرق تجارية بديلو عن البحر المتوسط للوصول الى شرق آسيا التي كانت مصدرا لتجارة التوابل و الحرير و الأخشاب و ثروات ماوراء الصحراء الإفريقية الكبرى كالذهب و الفضة و العاج لتتوسع الى تجارة الرقيق 

 

نتائج الكشوف الجغرافية

انتقال الكشوف التجارية من البحر الأبيض المتوسط الى المحيط الأطلسي حيث سميتهذه المرحلة بالثورة التجارية على غرار الثورة الصناعية أو الزراعية و بداية اختلال موازين القوى الاقتصادية 

- إغراق الأسواق الأروبية بالمنتجات الاسيوية القديمة و المكتشفة حديثا 

- نمو الأطماع التوسعية و التنافس الاستعماري و ظهور فكرة الإمراطوريات الاستعمارية ,

- تقويض الحضارات القديمة نحن شعار نشر الحضارة عبر السياسة التنصير بمختلف المذاهب 

- تغيير البنية الاقتصادية و الاجتماعية للشعوب الأروبية 

- تطور تقنيات الملاحة البحرية