ملخص الدرس / الرابعة متوسط/تاريخ و جغرافيا/التاريخ العام/الجزائر و بوادر النظام الدولي الجديد
الجزائر و بوادر النظام الدولي الجديد(العالمي)
يطلق على تعبير النظام العالمي الجديد على البنى و القواعد التي ظهرت بعد حرب الخليج الثانية عام 1991 حيث دعا الرئيس الأمريكي بوش الى اقامة هذا النظام عقب تلك الحرب , و تسخر قوى العولمة هذا
النظام لخدمة الاستراتيجية المعادية لحق الشعوب في تقرير مصيرها الاقتصادي و السياسي و الاجتماعي و الثقافي , و ترمي من خلاله الى المس بمبادئ القانون الدولي الانساني و تهميش الشرعية الدولية ومبادئ ميثاق
الأمم المتحدة و التلويح بالحرب بل و التدخل العسكري في العديد من الدول تحت ذريعة محاربة الارهاب , الذي أدى ولا يزال الى تجاوزات خطيرة و تهديد فعلي للسلم و الأمن العالميين و انتهاك لحقوق الأفراد و
الجماعات و الشعوب و الدول على قاعدة سياسة الكيل بمكيالين
و يطرح في النظام العالمي الجديد بدائل لنظام الدولة الراهنة تتمثل في دولة عالمية و حكومة عالمية التي هي نفسها نتاج لها أو ايجاد منظمات سياسية رسمية فهذه جميعا صورا لنظام عالمي للحكم يحمل بنية و منهجية
ووظيفة معينة في طابعه و ليس مجرد فاعبين أو مؤسسات تسعى في النهاية الى اجراء تآكل في السيادة و هكذا فان النظام العالمي يطرح صيغة جديدة لفكرة الحكم الذي يتخطى الحدود القومية تختلف عن نظام الدولة
الراهنة و تحمل في طياتها تحولا من التركيز التقليدي الذي يكاد يكون حصريا على منع الحروب الى اطار أكثر ديناميكية لنظام المستقبل يتضمن الرفاه الاقتصادي و العدالة و التوازن الايكولوجي فضلا عن السلام بين
أولوياته
الجزئر و النظام الدولي الجديد:
النظام دولي جديد هو القواعد بعد حرب الخليج 1991 دعا بوش حيث تسخر العولمة لتسخير استراتيجية معادية لحق الشعوب في تقرير المصير سياسيا و اقتصاديا و تهميش الشرعية الدولية و الحرب ة التدخل العسكري بذريعة محاربة الارهاب - موقف الجزائر هناك 3 مواقف للدول :
مؤيدة لتعزيز دزر الامم المتحدة على راس هذه الدول اميركا .
دول رافضة : يرون ان النظام الراسمالي استعماري يقلل من دور هيئة الامم .
مواقف متفاعلة: يرون التمييز بين الاجابي و السلبي و التمسك بالهوية القومية و الوطنية .
و كانت الجزائر ضمن الموقف الثالث حيث طرحت لاول مرة فكرة النظام الدولي الجديد و الحزار شمال جنوب و تتطلع لنظام عالمي اقتصادي يكفل العدالة في توزيع الثروة بين الشمال و الجنوب و ينهي الاستغلال و يحقق الامن و السلم و يحمي الحقوق .
موقف الجزائر من النظام الدولي الجديد:
وجدت الجزائر نفسها مثل بقية دول العالم أمام خيارات ثلاثة في موقفها من النظام العالمي الجديد و عولمته :
الموقف المؤيد للنظام الدولي الجديد و لعولمته :
يرى أصحاب هذا الموقف أن النظام الرأسمالي الغربي بكل آلياته نظام صالح لتطبيقه في جميع دول العالم وهو كفيل باخراج العالم من أزماته السياسية و الاقتصادية وهم مؤمنون بمصداقية الدول الغربية و في مقدمتها
الولايات المتحدة الأمريكية وفي عولمتها المتوجهة نحو تحقيق الديموقراطية و حقوق الانسان و التنوع والسلام و الأمن وحماية البيئة لكل شعوب العالم
ويرى أصحاب هذا الموقف ضرورة تعزيز دور الأمم المتحدة على أنها خطوة نحو تشكيل الدولة العالمية الواحدة
الموقف الرافض للنظام الدولي الجديد و لعولمته :
ان أصحاب هذا الموقف يبررونه ب:
- مضمون النظام الرأسمالي الاستعماري
- تناقض شكله الايديولوجي الانساني التجميلي المعلن مع ممارسات قوته الأساسية المتمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية المهيمنة تماما و التي توجه عولمتها الى أمركة العالم و القضاء على الدولة الوطنية و الهوية
الثقافية القومية
ويستدل أصحاب هذا الموقف بأمثلة كثيرة على التناقضات في النظام الدولي و عولمته أبرزها:
- التناقض بين مضمونه الرأسمالي الاستغلالي وبين دعوته الى العدالة و المساواة بين دول العالم .
- التناقض بين دعوته لحقوق الانسان و الشرعية الدولية و ممارسته الازدواجية في الحرص على التطبيق و أكبر دليل على ذلك ما تمارسه اسرائيل في فلسطين تحت حماية دعاة هذا النظام .
- أن هذا النظام هو الذي تسبب بالأمس في مشاكل الفقر و الجوع و التخلف و التنمية و الفروق التعليمية و التكنولوجية و مشاكل البيئة و خطر التلوث و حروب الحدود والحروب الأهلية ما تزال قائمة و الأمم
المتحدة ما تزال عاجزة عن حل هذه المشاكل .
- ان منظمة الأمم المتحدة نفسها تشكو من مشاكل جدية تحرمها من القيام بالدور الفعال الذي ترشحها له زعامة النظام الدولي كمشكلة غياب المساواة في التصويب و في درجة النفوذ .
الموقف المتفاعل مع النظام الدولي الجديد و عولمته :
ان أصحاب هذا الموقف يتفقون مع أصحاب الموقف الرافض في تقويمهم للمضمون الحالي للنظام الدولي وعولمته و لكنهم يختلفون معهم في موقفهم منهما فهم لايرفضونهما جملة و انما يرفضون الهيمنة الرأسمالية
الاستعمارية فيهما على الصعيد السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي الثقافي و لا يجدون مبررات لرفض شعارات الانسانية التي يعود اليها النظام التي يعود اليها النظام لأن الزيف ليس في الشعار و انما في آليات
تنفيذه.
وعليه فهم يرون التفاعل مع النظام الدولي الجديد و عولمته جدليا من خلال ثلاثة أفعال أساسية :
- التمييز بين ما هو ايجابي و التمسك به وبين ما هو سلبي و محاربته
- التمسك بالشعارات الايديولوجية الانسانية للحصول من خلالها على مزيد من المكتسبات -قيم حقوق الانسان , العدالة ,الديموقراطية , المساواة بين الشعوب , الحرية , حوار الحضارات )
- التمسك بالهوية الثقافية القومية وبعصرنة التراث و تكوين القوة الذاتية الوطنية و الاقليمية القادرة على التفاعل البناء على كل صعيد و التزاما بهذه الضرورة جاء تمسك أصحاب هذا الموقف بمنظمة الأمم المتحدة على أساس التمييز بين جمعيتها العامة التي تسيطر عليها دول الجنوب و بين مجلس الأمن الذي تسيطر عليه زعامة النظام الدولي الجديد و تحتكر قيادته و العمل على تطوير منظمة الامم المتحدة لتكون أكثر فعالية في تنفيذ العدالة و المساواة و الشرعية الدولية .
ومن هنا كانت الجزائر في اطار مبادئها السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية وطنيا و اقليميا و عالميا من بين دول الموقف الثالث لأنها :
- هي الدولة التي طرحت فكرة النظام الدولي الجديد و حوار الشمال و الجنوب في الدورة الطارئة للأمم المتحدة 1974 باسم دول عدم الانحياز
- تتطلع الى نظام عالمي انساني عادل حقيقي يلتزم باحترام مبادئ الديموقراطية الدولية وشرعية الأمم المتحدة و حقوق الانسان و علاقات التفاعل بين جميع الأمم و الدول على أساس الحرية و العدل و المساواة و
السلام للجميع , وتتحاور في اطار شعوب ودول و حضارات العالم أجمع , وتندرج في الأبعاد الأساسية للجزائر , و المتمثلة في البعد الوطني و البعد الاقليمي القاري و القومي ّ الافريقي العربي الاسلاميّ و البعد
المتوسطي و البعد الانسانس العالمي.
بهذا التوجه الوطني العربي الاسلامي الافريقي المتوسطي و الانساني العالمي , كان اندفاع الجزائر منذ اندلاع ثورتها التحريرية الى اليوم تعمل جاهدة من أجل التفاعل مع قضايا العالم عموما و القضايا الاقليمية
و القومية و قضايا دول الجنوب على وجه الخصوص خاصة ما يتعلق بصنع قوتها في المستقبل ومنه مشاركتها في جميع أنشطة المؤسسات الدولية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة و أنشطة المنظمات القومية و الاقليمية
(الجامعة العربية - المؤتمر الاسلامي - الاتحاد الافريقي ) و العالمية الأمم المتحدة ومنظماتها و اللقاءات المتوسطية .
وتستند المشاركة الجزائرية الى مبدأ الدفاع و الدعوة الى نظام اقتصادي جديد يوجد التكافؤ في توزيع الثروة بين الشمال و الجنوب و ينتهي واقع الاستغلال و التخلف فيها و نظام اعلامي عالمي جديد , يوجد
التكافؤ و التنسيق في المساهمات الاعلامية تضمن احترام الخصوصية و الهوية الوطنية و القومية لكل دولة وكانت مشاركتها فاعلة فيما يخص البيئة , احترام حقوق الشعوب و الانسان عموما , الديموقراطية , الأمن
و السلام العالميين , حقوق الطفل و المرأة ....
و الهدف الذي يحرك الجزائر دائما هو البحث عن مستقبل أفضل لشعبها و لشعوب العالم قاطبة .