ملخص الدرس / الرابعة متوسط/العلوم الشرعية/الأخلاق و الآداب الإسلامية/حسن الجوار
السّند
قال الله تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ ﴾ سورة النساء من الآية 36
عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنها - قال : قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم : " خيرُ الأصحابِ عند الله خيرُهم لصاحبه، خيرُ الجيران عن الله خيرُهم لجاره " رواه التّرمذي
عن أبي ذر - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم : " يا أبا ذر، إذا طبخت مرَقَةً فأكثر ماءها تعاهد جيرانك" رواه مسلم
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت :" قلتُ: يا رسول الله، إنّ لي جارَين فإلى أيّهما أُهدي ؟ قال : إلى أقربهما منكِ بابًا " رواه البخاري.
عن ابن عمر وعائشة - رضي الله عنهما - قالا: قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم : " مازال جبريل يُوصيني بالجار حتّى ظننتُ أنّه سيُوَرّثه" رواه البخاري ومسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " قال رجلٌ: يا رسول الله إنّ فلانةَ يُذكَرُ من كثرة صلاتِها وصيامها صدقتها غيرَ أنّها تُؤذي جيرانها بِلِسانها, قال: هي في النّار. قال: يا رسول الله، فإنّ فلانة يُذكر من قلّة صيامها وصدقتها وصلاتها وإنّها تصدّقُ بالأثوار من الأَقِطِ ولا تُؤذي جيرانها بلسانها. قال: هي في الجنّة " رواه أحمد
الأثوار: جمع ثور وهو القطعة من اللّبن المجفف.
الإقط: لبن مجفّف يابس يُطبَخ به.
أستنتج
حثّنا الإسلام على التأدّب مع الجار الإحسان إليه، وفي ذلك إبراز لقيمة الجار وأهميّة حسن معاملته في تحقيق روابط المحبّة، لكي ينعم الجميع بالاستقرار والاطمئنان على أنفسهم وبيوتهم وأهلهم وممتلكاتهم.
وتكون المعلاملات الدّالة على الإحسان إلى الجّار بالكيفيّة التالية:
المبادرة بإلقاء السّلام عليه، والسّؤال عنه وتفقّد أحواله للاطمئنان عليه.
حسن معاملته وتجنّب إيذائه بأيّ شكل من أشكال الأذى بالقول أو الفعل مثل شتمه ورمي الأوساخ أمام بابه وغيرها؛
إكرامه بتقديم الهدايا إليه في الزّيارات الأفراح والمناسبات؛
مساعدته إذا كان فقيرا وإطعامه ممّا يطعم به أهله عملا بنصيحة الرّسول - صلّى الله عليه وسلّم - لأبي ذر رضي الله عنه؛
مواساته في الشّدائد والمصائب مادّيا ومعنويّا للتخفيف عنه ومساعدته على تجاوز الأزمات.
آثار الإحسان إلى الجار:
يكتسب المرء بإحسانه محبّة الله عزّ وجلّ.
يؤدّي إلى توثيق الرّوابط، وزيادة المحبّة بين الجيران.
يزيل ما في النفوس من الحقد وسوء الظنّ.
إذا أحسن كلّ لجاره فإنّ ذلك يزيد في تماسك المجتمع، وقلّل من الخراب والآفات الاجتماعية.
أستنتج أيضا
حُسن الجوار ليس عملا ظرفيّا نقوم به حينا ونتركه في بقيّة الأوقات، بل هو عمل مستمرّ يلتزم به المسلم ويواظب عليه مع جيرانه.
لشدّة مكانة الجار ظلّ جبريل - عليه السّلام يوصي رسل الله - صلّى الله عليه وسلّم - حتّى ظنّ - صلّى الله عليه سلّم - أنّه ستصل تلك الوصيّة إلى حدّ تريث الجار وهذا لمكانته وعلوّ مرتبة الإحسان إليه.
نفى الرسول - صلّى الله عليه وسلّم - كمال الإيمان عمّن يؤذي جاره، وفي هذا تنبيه إلى خطورة الأمر، فإذا حلّت البغضاء الأذى بين الجيران محلّ المدّة والإحسان، ففي هذا خراب للعلاقات وإيذان بحلول المصائب والجرائم بين الجيران.
كثرة الطّاعة والعبادة لا تكفي وحدها لضمان الجنّة، فطاعة قليلة مع معاملة حسنة للجيران خير من عبادة كثيرة مع إيذائهم.
على المسلم أن يُقدّر خطورة إيذاء جيرانه، ويستحضر الثّواب العظيم عند الله تعالى مقابل إحسانه لجاره والتأدّب معه بالأخلاق الرّفيعة.
خلاصة
حسن الجوار هو القيام بكلّ معاملة حسنة مع الجار وتجنّب كلّ معاملة سيّئة.
حسن الجوار جملة من الآداب الّتي يحرص المسلم على تطبيقها قولا وفعلا.
حسن الجوار لا يكون في المناسبات فقط، بل هو سلوك دائم متّصل.