ملخص الدرس / الثآنية ثانوي/اللغة العربية/أدب العصر العباسي/الشّكوى و اضطراب أحوال المجتمع
الملخص
من الأستاذ(ة) عقيلة طايبيالنّصّ التّواصليّ: الحياة الاجتماعيّة و مظاهر الظلم
النص:
لما فتح العرب العراق و ایران و الشام و مصر و ورثوا ما في الأولى و الثانية من الحضارات الساسانية و الكلدانية و الآرامية و ما في الثالثة والرابعة من حضارات بيزنطية وسامية قديمة و مصرية، و أخذوا يكونون من ذلك و من تراثهم العربي الخالص حضارتهم الإسلامية.
و قد كشفت حفائر سامراء عن طريق بناء الدور و القصور ما يصل بين النهار و القصر من دهاليز مسقوفة تفضي إلى فناء واسع يسلم إلى القاعة الكبرى و الإيوان، و بهذه الدهاليز غرف متجاورات للشکن و المرافق المنزلية، و تتصل بالإيوان بعض الغرف الصغيرة، و بجانب الفناء للدار أفنية صغری ثانوية تعلوها بعض البساتين و بعض النافورات و البرك، و كانت مصاريع الأبواب تصنع من الخشب المحلى بالنقوش و الزخرفه و تتألق النوافذ بالزجاج الملون، و تزخر الحيطان بالنقوش... أما أرض الدار فكانت تموج بالبسط الإيرانية و الأرمينية.
و لا ريب في أن هذا البذخ إنما كان يتمتع به الخلفاء و حواشيهم من البيت العباسي و من الوزراء و القواد و كبار رجال الدولة و من اصل بهم من الفنانين، شعراء و مغنيين و من العلماء و المثقفين، و كأنما كتب على الشعب بأن يكدح ليملأ حياة هؤلاء جميعا بأسباب التعيم، أما هو فعليه أن يتجرع غصص البؤس والشقاء و أن يتحمل من أعباء الحياة ما يطاق و لا يطاق.
و مرد ذلك إلى طغيان الخلفاء العباسيين الذين حرموا الشعب حقوقه و طوقوه بالاستعداد و الاستبداد و العنف الشديد، و قد مضوا يحتكرون لأنفسهم أمواله و موارده الضخمة، بحيث كانت هناك طبقة تنعم بالحياة إلى غير حد، و طبقات قتر عليها في الرزق فهي تشقى إلى غير حد، و اضطرب أوساط الناس من التجار وغيرهم بين الشقاء و النعيم.
كانت خزائن الدولة هي المعين المغدق الذي هيأ لكل هذا الترف، فقد كانت تحمل إليها حمول الذهب و الفضة من أطراف الأرض (حتى قالوا إن المنصور حين توقي خلف أربعة عشر مليونا من الدنانير...) و كانت هذه الأنهار الدافقة من الأموال تنصب في حجور الخلفاء و من يحف بهم من بيتهم و من الوزراء و القواد والولاة والعلماء و الشعراء والمغنيين. كما أن نساء الخلفاء و الأمراء استكثروا من العطور وأنواع الطيب و بالفن في زينتهن و اناقتهن، فكن ژلين في الثياب الحريرية و الجواهر. ولا ريب أن هذا كله كان على حساب العامة المحرومة التي كانت تحيا حياة بؤس تقوم على شظف العيش لينعم الخلفاء و الوزراء و الولاة والقواد و كبار رجال الدولة وأمراء البيت العباسي. و طبيعي أن يعم البؤس و الشقاء من جانب، بينما يعم النعيم و الترف من جانب آخر، بل كان للشقاء و البؤس أكثر الجوانب من الحياة العباسية، فا لجمهور يعيش في النك و الضيق لا الرفيق منه فحسب بل أيضا جمهور الناس من الأحرار، و كأنما كانوا جميعا أرقاء في هذا النظام.
و لعل هذا البذخ و ما صحبه من اعتسار الشعب هو السبب الحقيقي في كثرة الثورات على العباسيين و خاصة في إيران، كما أن هذا الوضع هيا لكثرة الجمعيات السرية و اعتناق الناس العقيدة التشيع على اختلاف فرقها، غير أن هذه المسألة لم توضع وضعا صريحا على أساس مشكلة عدالة اجتماعية و استنزاف لمصلحة تعيش معيشة باذخة مسرفة في البذخ، بل وجهت توجيها خاطئا على أساس دعوات دينية ، و بذلك أخفقت هذه الثورات جميعا لأنها لم تضع للشعب اللافتات و الشعارات الحقيقية التي يلتف حولها و يعمل من أجلها ، فازداد ثراء الثري و تفاقم فقر الضعيف .
العصر العباسي الأول
بتصريف
اكتشاف معطيات النص:
الأفكار الرئيسية
تأثير الحضارات المختلفة في تكوين الحضارة الإسلامية.
نمط بناء القصور والدور في منطقة سامراء
صورة للتناقضات الاجتماعية في العصر العباسي (الفرق بين حياة الخلفاء وعامة الناس)
مظاهر ترف الخلفاء والأمراء في العصر العباسي مظاهر البؤس والمشقة لعامة الناس الأثر السلبي لهذه التناقضات على المجتمع العباسي.
كان الخليفة في العصر العباسي الأول يمتاز بقوة الشخصية، والكفاءة التي تؤهله للقيادة الرشيدة من رأي نافذ، وفكر ناضج، وعين يقظى، ويد طاهرة أمينة.
كانت العلاقة بين الخليفة في العصر العباسي الأول وبين رعيته تقوم على الحب والاحترام والتقدير، والتجاوب الروحي مما جعله بمنزلة الوالد والأخ والصديق.
إن السبب الرئيسي في انتشار الفساد والظلم في العصر العباسي يرجع إلى "الأتراك" الذين تمكنوا من جهاز الدولة، و عاثوا فسادا في البلاد من غير رادع لهم أو وازع.
من مظاهر الفساد والظلم في هذا العصر:
- انعدام الأمن، حيث شاع الذعر والخوف لانعدام العدالة.
- انتشار الرشوة
- اغتصاب الحقوق.
- تجريد الأغنياء من أموالهم وقصورهم.
- الاضطراب السياسي وعدم الاستقرار في هرم السلطة.
الذي مكن للأتراك في جهاز الدولة هو الخليفة المعتصم، وكان يهدف من وراء ذلك إلى قطع الطريق أمام تطلعات العنصر الفارسي للخلافة.
مناقشة معطيات النص:
الفئات التي مسها البذخ :الخلفاء وحواشيها من البيت العباسي، الوزراء، القادة كبار، رجال الدولة ،الفنانون، المغنيون، الشعراء، العلماء، المثقفون ،
مظاهر بذخ خلفاء الدولة العباسية : احتكار أموال الدولة ومواردها الضخمة.
كانت خزائن الدولة هي المعين الوحيد الذي هيأ لكل هذا الترف .
استكثر نساء الأمراء والخلفاء من العطور والجواهر الثمينة.
النتائج السلبية لهذه التناقضات : كثرة الثورات على العباسيين و نشأت الجمعيات السرية اعتناق الناس العقيدة المسيح.
ج1: شبه الكاتب بغداد بزهرة الدنيا، وهو تشبيه بليغ غرضه تبيين جمال بغداد لما كانت به من نشاط فكري وسياسي واقتصادي وغيرها من مجالات الحياة.
ج2: هناك فرق شاسع بين شخص الخليفة في العصر العباسي الأول وبين شخصه في العصر العباسي الثاني، ففي العصر الأول كان ذا شخصية قوية تسيطر على زمام الخلافة، وفي العصر الثاني صار لعبة في أيدي الأتراك، ذا شخصية مهزوزة، لا سلطة فعلية له.
ج3: كان الخليفة المعتصم يخشى من العنصر الفارسي أن يحاول الاستيلاء على الخلافة بحجة أنهم (الفرس) هم الذين جاهدوا بني أمية عليها، وكان لهم الفضل المشهود في إقامة الدولة العباسية.
الاستخلاص و التسجيل
مفردات الفقر:
يكدح، البؤسن الشقاء، أعباء، يتحمل ،يحتكرون، الضنك ،الضيق، اعتصار الشعب
مفردات الغني :البدخ ،النعيم ،الأموال، الموارد، خزائن، الترف، الذهب، الفضة ،الأنهار، الدافقة من الأموال، العطور ،الزينة، الثياب، الجواهر.
من العوامل الرئيسية في انتشار الفساد والظلم في العصر العباسي الثاني: التمكين للعنصر التركي في جهاز الدولة.
- تمثلت مظاهر الفساد والظلم في انعدام العدالة وانتشار الرشوة والسلب والنهب.
- ارتكب الخليفة المعتصم خطأ فادحا حين استعان بالترك على الفرس.
المطالعة الموجّهة: في أرض الجنّ -ابن شهيد
النص:
قال أبو عامر : تذاكرت يوما مع زهير بن ثمير أخبار الخطباء و الشعراء و ما كان يألفهم من التوابع و التوابع ، و قلت : هل حيلة في لقاء من اتفق منهم ؟ قال حتى أستأذن شيخا . و طار عني ثم انصرف کلمح البصر ، و قد أذن له فقال : حل على متن الجواد . فصرنا عليه ، وسار بنا كالطائر يجتاب الجو فالجو ويقطع الدو فالدو حتى التحمت أرضا لا كأرضنا، و شارفت جوا لا کجؤنا، متفرع الشجر، عطر الزهر، فقال لي : حللت أرض الجن أبا عامر فبمن تريد أن نبدأ ؟
قلت : الخطباء أولى بالتقديم، لكني إلى الشعراء أشوق
قلت : أريد صاحب أبي نواس . قال : هو بدیر حتة منذ أشهر، قد غلبت عليه الخمر، و دیر حثة في ذلك الجبل . و عرضه علي فإذا بيننا وبينه فراسخ، فركضنا ساعة ... حتى انتهينا إلى أصل جبل دير حنة ، فشق سمعي قرع النواقيس فصحت : من منازل ابي نواس و رب الكعبة العليا ! و سرنا نجتاب أديارا و كنائس وحانات حتى انتهينا إلى دير عظيم تعبق روائحه و تصوك نوافحه ، فوقف زهير ببابه فصاح : سلام على أهل دير حنة. فقلت لزهير : أو هل صرنا بذات الأكيراح ؟ قال : نعم . و أقبل نحونا الرهابين مشددة بالزنانير، قد قبضت على العكاكيز ، بيض الحواجب و اللحى ، إذا نظروا إلى المرء استحيا ، مكثرين للسبيح ، عليهم هدى المسيح ، فقالوا : أهلا بك يا زهير من زائر، ويصاحبك أبو عامر، ما بغيتك ؟
قال : حسين الدنان . قالوا : إنه لفي شرب الخمرة منذ أيام عشرة ، و ما نراكما منتفعين به .
فقال : و على ذلك .
و نزلنا وجاؤوا بنا إلى بيت قد اصطفت دنانه ، و عكفت غزلانه ، و في فرجته شيخ طويل الوجه و السبلة ، قد افترش أضغاث زهر ، و اتكأ على زق خمر ، و بيده طرجهارة ، فصاح به زهير : حياك الله أبا إحسان ! فجاوب بجواب لا يعقل لغلبة الخمر عليه .
فقال لي زهير : اقرع أذن نشوته بإحدى خمرياتك ، فإنه ربما تنبه لبعض ذلك فصحت أنشد من كلمة لي طويلة :
ولرب حان قد أدرت بديره خمر الصبا مزجت بصفو خموره
اكتشف المعطيات :
تحدث مع تابعه الجني زهير بن نمير، ودار الحديث بينهما حول توابع الشعراء و الكتاب وزوابعهم الذين يلهمونهم الشعر.
طلب الكاتب من تابعه الجني أن يزور بعضهم و يلتقي بهم.
استجاب الجني لطلبي صاحبه ( ابن شهيد ) لكن بعد أن طلب الإذن أولا من رئيسه الجني الأكبر الذي أذن له.
ركب كل من ابن شهید و تابعه زهر على ظهر جواد من جياد الجن.
كانا يقصدان ارض الجن أي التوابع و الزوابع الذي يلهمون الشعراء شعرهم .
حيث بدأ بزيارة الشعراء لأن الكاتب كان في أشد الشوق إلى لقائهم رغم ان الكتاب اولى.
نزلا اولا عند تابع امرئ القيس
حينما وصلا نادي تابع ابن شهيد على تابع امرئ القيس ويسمى " عتيبة بن نوفل " و ألح كل من الجني و الكاتب على تابع امرئ القيس، بالخروج اليهما لان عتيبة لم يرد استقبالهما ، لانه استخف بهما ، فهما ليسا في منزلة امرئ القيس .
قدم زهير صاحبه ابن شهيد الى تابع امرئ القيس باعتزاز وفخر قائلا : أنه لفحل من فحول الشعر فاق الشعراء جميعا .."طلب جني امئ القيس من ابن شهيد اولا ان ينشده بعضا من أشعاره ،
لبى ابن شهید طلب عتيبة بن نوفل وانشده رائيته الشهيرة التي يقول فيها :
فذا جدول في الغمد تسقى به المني، * * *وإذا غضن في الكف يجني فيثمر
كان موقفه موقف إعجاب وإكبار وتعظيم ، ثم أجازه وانصرف .
أناقش معطيات النص
يدل ذلك على أن الجن لاينفذون اوامر الانس من تلقاء أنفسهم، بل بعد استئذان رئيسهم الجني الأكبر .
تذكرنا هذه القصة بقصة النبي سليمان عليه السلام- مع الجن والعفريت، فقد أراد الملك سليمان ان يحضر عرش الملكة بلقيس ملكة سبأ قبل أن تصل إليه فأحضره إليه جن عنده علم من الكتاب قبل أن يرتد اليه طرفه مصداقا لقوله تعالى : " في سورة النمل الآية 40" قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ".
يبدو فعلا مطيعا ويظهر ذلك في:
اسراعه إلى تلبية رغبته في زيارة توابع الشعراء و الكتاب .
تحمله عناء التنقل و الرحلة معه ، وكذا استئذان رئيسه الاكبر.
مخاطبته له بكنيته وليس باسمه تعظيما له .
الشخصيات الواردة : ابن شهيد ( الكاتب) وهو الراوي و البطل / زهير بن نمير تابعه الجني/ عتيبة بن نوفل تابع امرئ القيس
أستثمر المعطيات :
النمطان هما :
النمط السردي : وهو نمط يناسب فن القصة ، ويتجلى في :
أسلوب الحكاية في سرد الأحداث .
استخدام صيغ الفعل الماضي ( تذكرت ، كان ، قلت ،طار ، حللت ).
توظيف أدوات الربط كحروف العطف بدقة لتسلسل الأحداث.
النمط الوصفي : الذي تجلى في تصوير ووصف تنقلات الجني "زهير" وتصرفاته ، ووصف ارض الجن، واشجارها ويظهر ذلك في :
استخدام أساليب التشبيه بكثرة ، استخدام الحال ، و النعت.
إلى جانب هذا النمط ، هناك نمط جاء يخدمهما وهو النمط الحواري، ويظهر في أسلوب المحاورة ، بين تتابع امرئ القيس وتابع ابن شهيد ثم حوار تابع ابن شهید مع صاحبه ابن شهید.
الهدف الذي يرمي إليه: - أن يظهر تفوقه على امرئ القيس، وعلى غيره في باقي الرسالة ، باعتراف شياطينهم، بالإضافة الى انه اراد ان يسخر من منافسيه و حاسديه ويظهر فضله عليهم .