ملخص الدرس / الثآنية ثانوي/اللغة العربية/الأدب الأندلسي /الموشّحات
الملخص
من الأستاذ(ة) عقيلة طايبيالنّصّ الأدبيّ : جادك الغيث " لسان الدّين (...)
أتعرف على صاحب النص :
هو أحد مشاهير الفكر والأدب في الأندلس. ولد عام 713 ه . في غرناطة، درس الأدب والفقه والفلسفة والطب فكان من أشهر رجالات الأندلس في زمانه. اشتغل وزيرة السلطان غرناطة أبي الحجاج، ثم لابنه محمد، وراح حستاده يدبرون له الدسائس فنسبوا إليه الزندقة لاشتغاله بالفلسفة، فاعتقل في فاس، وقتل في السجن عام 776 ه ..
من آثار الإحاطة في أخبار غرناطة) و غيرها من المؤلفات التاريخية، وله ديوان شعر فيه موشحة المشهور والذي منه هذه المقطوعات.
النص:
جــادك الغيــث إِذا الغيـث همـى .......... يــا زمــان الــوصل بــالأَندلسِ
لـــم يكــن وصْلُــك إِلاّ حُلُمًــا ............ فــي الكــرى أَو خُلسـة المخـتَلِسِ
إذ يقــود الدّهــرُ أَشــتاتَ المُنـى.............ينقــلُ الخــطوَ عـلى مـا يرسـمُ
زُمَـــرًا بيــن فُــرادى وثُنًــى........... مثــل مــا يدعـو الوفـودَ الموْسـمُ
والحيــا قــد جـلَّل الـرّوض سـنا................زفثغـــور الزّهــرِ فيــه تبســمُ
وروى النُّعمــانُ عـن مـاءِ السّـما .....كــيف يَــروي مـالِكٌ عـن أنَسِ?
فكســاه الحُســن ثوبًــا معلمــا ..... يـــزدهي منـــه بــأبهى مَلبسِ
فــي ليــالٍ كــتَمَتْ سـرَّ الهـوى.............بــالدُّجى لــولا شــموس الغُـرَر
مــال نجــمُ الكـأس فيهـا وهـوى...........مســـتقيمَ السّــيرِ سَــعْدَ الأَثَــرِ
وطَـرٌ مـا فيـه مـن عيـبٍ سـوى..............أَنّـــه مـــرّ كــلمْح البصَــرِ
حــين لــذّ الأُنس شــيئًا أَو كمـا ..............هجــم الصّبــحُ هجــومَ الحـرَسِ
غــارت الشــهْبُ بنــا أَو ربّمـا ........... أَثّــرت فينــا عيــون النرجــسِ
أَيّ شــيءٍ لاِمْــرئٍ قــد خلُصـا........... فيكــون الــرّوضُ قـد مُكِّـن فيـهِ
تنهــب الأَزهــار فيــه الفُرصـا..............أمِنَــت مــن مكــره مــا تتّقيـهِ
فــإذا المــاء تنــاجى والحـصى............وخـــلا كـــلّ خــليلٍ بأخيــه
تبصــر الــوردَ غيــورًا بَرِمــا ..........زيكتســي مــن غيظـه مـا يكتسـي
وتَـــرى الآس لبيبًـــا فهِمـــا.......... يســرقُ الســمْع بــأذنيْ فــرَسِ
يـا أُهيْـلَ الحـيّ مـن وادي الغضـا............ وبقلبـــي ســـكَنٌ أَنتـــم بــهِ
ضـاق عـن وجـدِي بِكُم رحْبَ الفضا............ لا أبــالى شــرقَه مــن غربــهِ
فــأعيدوا عَهْــدَ أنسٍ قــد مضـى.............. تُعْتِقـــوا عــانيكمُ مــن كرْبــهِ
واتّقــوا اللــه وأَحــيوا مغرمَــا .......... يتلاشــــى نَفَسًـــا فـــي نَفَسِ
حـــبَس القلــب عليكــم كَرمــا ........... أفـــترضون عفـــاءَ الحــبَسِ?
وبقلبــــي منكمـــو مقـــتربُ............... بأحــاديث المنــى وهــو بعيــد
قمـــرٌ أَطلــع منــه المغــربُ............ شَــقْوة المُغــرَى بـه وهـو سـعيد
قــد تســاوى محســنٌ أَو مـذنبُ.............. فــي هــواه بيــن وعْـدٍ ووعيـد
ذســاحر المقلــة معســول اللّمـى ............. جــال فــي النّفس مجــالَ النّفَسِ
ســدّدَ السّــهمَ وســمّى ورمــى ................. ففـــؤَادي نهبـــة المفـــترسِ
لسان الدين بن الخطيب
أثري رصيدي اللغوي:
جادك: أصابك بجودة.
هما: سقط.
الوصل: القرب.
الكرى: النوم
المختلس: الذي يأخذ ما ليس له مختالة.
ما ترسم: ما تأمر به.
معنى البيت الثالث: حين كان الدهر يأتينا بالمني فنسير بحسب ما تطلبه منا.
زمرة: جماعات.
الحيا: المطر.
النعمان: هنا نوع من الزهر أحمر.
الثوب المعلم: المطرز.
وطر: الشهب: النجوم.
وادي الغضا: وادي يكثر فيها شجر الغضا.
العفاء : الهلاك.
الحبس: جمع حبيس .
أكتشف معطيات النص :
ج1: يحن الشاعر في المقطع الأول إلى الزمان السعيد الذي قضاه في صحبة أحبابه بالأندلس أي: زمن الوصل، حين كان على صلة دائمة بهم.
ج2: مرت تلك الأيام السعيدة سريعة حتى كأنها حلم في المنام.
ج3: رسم الشاعر مناظر جميلة لطبيعة الأندلس الخلابة من رياض مكللة بقطرات المطر، و زهور مفتحة تبتسم للناظر، حتى بدت الطبيعة كأنا ثوب مزركش بأبهى التصاوير
ج4: في المقطع الثالث عاش الشاعر ليالي حافلة بالسعادة والمباهج في حضرة أحبابه، إذ انغمسوا في الملذات متسترين بجنح الظلام فلم يكن يراهم أحد، وفي ظلمة الليل كانت شموس تشرق، هي وجوه أحبابه الطافحة بالبشر والسعادة، وفي تلك الليالي كانت نجوم تتهاوى، هي كؤوس الشراب المتوهجة المتلألئة في جلسة تستمر طويل.
ج5: العيب الوحيد لتلك الأيام السعيدة أنها مرت سريعة كلمح البصر.
ج6: في المقطع الأخير يعبر الشاعر عن شوقه إلى أهل حيه بالأندلس وأيام الصفاء التي عاشها معهم.
ج7: بعد فراقه لأهل حيه صار الشاعر حزينا، ضاقت به الأرض رغم سعتها، وهو في حال من الكرب و الهم يشرف معها على التلاشي والهلاك.
ج8: يتمنى الشاعر في المقطع الأخير عودة ذلك العهد الميل، عهد الأندلس والوصال.
أناقش معطيات النص :
ج1: الأسلوب الإنشائي الأول في قوله: ( جادك الغيث) و غرضه الدعاء ، و الأسلوب الإنشائي الثاني في قوله: ( يا زمان الوصل بالأندلس) وهو نداء غرضه التعبير عن الشوق إلى ذلك الزمان.
ج2: كان الزمن في المقطع الأول نفسيا قصيرا، أي: إن الشاعر لم يشعر بمضي الزمن لما فيه من سعادة .
ج3: عاش الشاعر مباهج الحياة و متعها، و كان الدهر هو الذي يقوده إلى هذه المباهج يقود الدهر أشتات المني أي الأيام كانت مواتية للشاعر خالية من المتاعب والمشاكل.
ومن المباهج التي عاشها الشاعر الاستمتاع رفقة أصحابه بمجالس الأنس واللهو في مثل قوله مال نجم الكأس فيها وهوى في ليال كتمت سر الهوي شموس الغرر...
ج4: الغرض البلاغي من الأمر في "أعيدوا عهد أنس" التمني لأنه طلب مستحيلا والغرض من الأمر في "اتقوا الله وأحيوا مغرما" الرجاء لأنه يرجوهم أن يشفقوا عليه وذلك ممكن فالتمني يكون للمستحيل يكون للمستحيل أو المستعبد والرجاء يكون للممكن.
ج5 غرض التصغير في قوله يا أهيل الحي التحبب.
احدد بناء النص :
ج1: الوشاح في اللغة هو نسيج عريض مرصع بالجواهر تشده المرأة بين عاتقيها و كشحيها إذا عرفنا هذا سهل علينا إدراك العلاقة بين زخرف الطبيعة وتسمية هذا الشعر بالموشح ، فجمال الزخرفة في الطبيعة بزهورها وبساتينها وجمال الزخرفة في الشعر بصوره البديعية و أساليبه المشرقة يحاكي زخرفة الوشاح المطرز بالذهب والمرصع باللآلئ . وقد أشار إلى هذا المعنى ابن الخطيب حين قال : فكساه الحسن ثوبا معلما يزدهي منه بأبهى ملبس.
ج2: لهذا الموشح نظام خاص في القافية حيث نلاحظ تنوعا في القوافي فا المقطع الأول يتألف من بيتين على قافية السين ثم تأتي بقية المقاطع يتألف كل منها من خمسة أبيات تتوزع فيها القافية بين الميم ، و الراء، و الباء، لكنها تتوحد في البيتين الأخيرين .
وخلاصة القول: "إن الموشح لم يلتزم بنظام وحدة القافية المعمول به في الشعر العربي القديم وهذا نوع من التجديد جاء به شعر الموشحات" .
أتفحص الاتساق والانسجام في تركيب النص :
ج1: العلاقة بين المقطع الثاني والثالث علاقة تكامل في المقطع الثاني يسترجع الماضي السعيد بالأندلس ثم راح يفصل بعض ذكرياته من هذا الماضي في المقطع الثالث .
ج2 العلاقة بين المقطع الأول و الأخير علاقة الغياب والحضور في المقطع الأول يشعر ابن الخطيب بغياب ذلك العهد الجميل "زمان الوصل " وفي المقطع الأخير يتمنى أن يجعل من ذلك الغياب حضورا، وذلك بأن تمنى عودته.
ج3: في قوله: "لا أبالي شرقه من غربه " كناية عن شدة همومه، حتى إنه فقد التمييز بين الشرق والغرب.
ج4: في قوله: " فثغور الزهر تبتسم" استعارة مكنية حيث شبه الزهر بإنسان يبتسم ، ثم حذف المشبه به الإنسان" وكني عنه بصفة من صفاته "يبتسم" فهي استعارة مكنية غرضها وصف جمال الزهور وهي مفتحة.
أجمل القول في تقدير النص :
ج1: ينتمي النص إلى شعر الموشحات.
ج2: من خصائص شعر الموشحات.:
شعر فيه إفراط في الذاتية، إذ يدور موضوعه حول عواطف الحب، والحنين إلى الماضي السعيد، و الشوق إلى الأحباب، وكل ما يصب في عذبات الحب.
حضور الطبيعة بكل جمالها من زهر، وشجر وأنهار وشموس ونجوم، وليل و صبح .
تنويع القوافي بين مقطع وآخر، و التخلي عن نظام وحدة القافية،
النصوص التواصلية: الموشّحات و الغناء - أحمد
النص:
تعود نشأة الموشحات في الأندلس إلى أواخر القرن الثالث الهجري ، و هو يقابل القرن التاسع ميلادي، حيث ازدهرت في هذه الفترة الموسيقى وشاع الغناء. و قوي احتكاك العنصر العربي بالعنصر الإسباني ، فكانت بهذا نشأة الموشحات استجابة لحاجة فنية و نتيجة لظاهرة اجتماعية ، أما كونها حاجة فنية فهو أن الأندلسيين كانوا قد ولعوا بالموسيقى و كلفوا بالغناء، منذ أن قدم عليهم " زریاب " من المشرق - فنعم الأستاذ زرياب - فاستطاع أن يغرس أصول الموسيقى و الغناء في تربة الأندلس الخصبة، وأشاع فيهم فئة . و كان الازدهارها تأثير بالغ في الشعر .
و قد اتخذ هذا التأثير صورة خاصة في الحجاز و العراق حين ازدهر فيهما الغناء و الموسيقى في العصر الأموي ثم العباسي . و كذلك اتخذ هذا التأثير صورة مغايرة في الأندلس حين ازدهر فيها الغناء و الموسيقى في الفترة التي نسوق عليها الحديث . يبدو أن الأندلسيين أحسوا تخلف القصيدة العربية الموحدة القافية إزاء الألحان المتنوعة ، و شعروا بجمود الشعر الجديد لمواكبة الموسيقى و الغناء تنوعهما و اختلاف ألحانهما. من هنا ظهر هذا الفن الشعري الغنائي المتنوع الأوزان و المتعدد القوافي و الذي تعد الموسيقى أساسا من أسسه فهو ينظم أول ما ينظم للتلحين و الغناء .
و أما أن الموشحات قد جاءت نتيجة لظاهرة اجتماعية فبيانه أن العرب امتزجوا و ألفوا شعبا جديدا فيه عروبة و فيه إسبانية و كان من مظاهر هذا الامتزاج، أن عرف الشعب الأندلسي العامية اللاتينية كما عرف العامية العربية فكان هناك ازدواج لغوي نتج عن الازدواج العنصري، و كان لا بد أن ينشأ أدب يمثل تلك الثنائية اللغوية ، فكانت الموشحات منذ نشأتها إلى ما بعد ذلك تنظم بالعربية الفصحى إلا الفقرة الأخيرة التي تسمى " الخرجة " تعتمد على العامية الأندلسية ، و معروف أن تلك العامية كانت عامية العربية. كان الشاعر يأخذ اللفظ العامي و العجمي و يسميه المركز، ويصنع الموشح. فكان للموشحات جانبان : جانب موسيقي في تنويع الوزن و القافية ، وهذا استجابة لحاجة الأندلس الفنية حين شاعت الموسيقى و الغناء ، و جانب لغوي يتمثل في أن تكون الموشحة فصيحة في فقراتها، عامية في خرجتها، و هذا نتيجة الثنائية اللغوية التي كان سببها الثنائية العنصرية.
و الذي يمكن الاطمئنان إليه هو أن الموشحات بنيت على أغنيات أندلسية محلية و استوحت بعض أغاني الأندلسيين العبية التي لم يسجلها المؤرخون ، فالمعقول أنه يكون للأندلسيين أغان شعبية كأي شعب له أغانيه، و المعقول أن تكون هذه الأغاني متنوعة القافية ، و قد نظمت بالعامية الأندلسية التي تمتزج فيها العربية بالعامية اللاتينية، و المعقول أن مخترع الموشحات إنما أفاد من هذه الأغنيات الشعبية لأنه سيأخذ في الغالب ألفاظا عامية هي المدد الأول لتلك الألفاظ، و أخبرنا " ابن بشام " في حديثه عن نشأة الموشحات و الأغنيات أنها هي المدد الأول لتلك الألفاظ ولا سيما حينما يكون الاقتباس لعمل مشابه، و هو الموشحات ذات الشأة الغنائية كما يسجل في ذلك بعض الوشاحين أمثال : " ابن القزاز ، نزهون بنت القليعي ، ابن بقي ، ابن سهل ، الششتري ، السدراتي ،لسان الدين بن الخطيب، و آخرين مجهولين ... ".
و قد تطورت الموشحات بعد فترة نشأتها تطورات متعددة و كان من أهمها ما أصابها في القرن الخامس الهجري ، أيام ملوك الطوائف، ثم تطور آخر بعد ذلك بقليل فرع منها يسمى " الرجل " حتى أصبح هذا الاتجاه الشعبي ممثلا في لونين: لون " الموشحات " وقد صارت تكتب جميعا باللغة الفصحى ، و لون " الأزجال "، و قد صارت تكتب باللعة العامة .
وانتقل هذان اللونان من الأندلس إلى المشرق فكثر فيها الوشاحون و الزجالون و عرفها كذلك الأدب الأوربي ، فتأثر بهما شعراء جنوب فرنسا المسمون ب " التروبادور". كما تأثر بهما كثيرون من الشعراء الإسبان الغنائيين ، و انتقل التأثير إلى الشعر الإيطالي ممثلا في عدة أنواع ، مثل النوع الغنائي الديني " بالاد " والنوع الغنائي المسمى " لود " وخلاصة القول إن الموشح لون من ألوان الشعر العربي استحدثه الأندلسيون و برعوا فيه ، وهو عبارة عن منظومة شعرية تتألف من عدة وحدات، كل وحدة منها لها قافية مستقلة مع وجود لازمة تسمى " القفل " يبتدي بها الموشح غالبا و تتكرر بوزن و قافية و عدد أبياتها ثابت مع وحدات المنظومة كلها، ثم تجعل اللازمة أو القفل ختاما له.
حضارة العرب - بتصرف -
أكتشف معطيات النص :
ج1: أول من اخترع فن الموشح هو الشاعر مقدم بن معافر.
ج2: من مشاهير الموشح في الأندلس ابن باجة وابن سهل و ابن الخطيب. ومن مشاهيره في الشرق ابن سناء الملك، و صفي الدين الحلي.
ج3: من الأسباب التي كانت وراء ظهور فن الموشح في الأندلس:
أ) اختلاط العرب بالأجانب في الأندلس و اطلاعهم على آدابهم و أغانيهم الشعبية المتحررة من القوافي والأوزان.
ب) انتشار الموسیقی و مجالس اللهو و الطرب وليالي السمر في حياة أهل الأندلس.
ج4: وضع الموشح أصلا للغناء، ثم توسع إلى مواضيع متعددة منها: الغزل، الخمر، و وصف الطبيعة، الهجاء، الرثاء، التصوف، الزهد.
ج5: تتميز لغة الموشح بالضعف والركاكة و المبالغة في استعمال المحسنات اللفظية والمجاز والتشابيه والاستعارات والكنايات.
ج6: من أبرز آثار شعر الموشح في الأوساط الأدبية:
الانتشار السريع للموشح بلغته السهلة و أوزانه المختلفة وقوافيه المتعددة، فكثر شعراؤه ومحبوه.
كان الموشح تمهيدا لفن شعري آخر انبعث منه هو شعر الزجل العامي.
أناقش معطيات النص :
ج1: كان للموسيقى دخل كبير في تشكيل شعر الموشح، و يظهر ذلك في نص (جادك الغيث) من خلال تنويع القوافي، فهي تارة سينية، و تارة ميمية، و تارة رائية.
ج2: اعتنى شعراء الأندلس بالطبيعة في شعرهم لتأثرهم بجمال الأندلس الساحرة بأنهارها و أزهارها و أطيارها.
و كان صاحب الموشح يعامل الطبيعة في شعره كحبيبة يتغزل بمحاسنها ويتشوق إلى لقائها. فهو يشخصها و يجعلها تشعر و تتحدث. وقد التزم ابن الخطيب هذه الخاصية في موشحه (جادك الغيث) حيث الحضور الجميل للطبيعة بغيثها يسقي البساتين، و حيث الأرض تزدهي بأبهى ملبس، و حيث الظلام يستر بجنحه لصوص اللذات، و حيث النجوم تتهاوى في كؤوس الشراب، و حيث وجوه الأحبة تشرق كالشموس تبدد ظلمات الليل.
ج3: أرجع الكاتب سهولة اللغة وضعفها أحيانا في شعر الموشح إلى أن الأندلسيين ليسوا من العرب الخلص، و ببيئتهم الجديدة البعيدة عن أرض العروبة في المشرق، كما أن الطابع الغنائي للموشح يجعله يميل إلى الألفاظ اللينة البعيدة عن التعقيد.
ج4: العلاقة بين شعر الموشح و شعر الزجل هي أن الأول كان تمهيد الظهور الثاني.
استخلص واسجل :
ج1: نشأ شعر الموشح في الأندلس بسبب العوامل التالية:
اختلاط العرب بالأجانب في الأندلس.
انتشار الموسيقى و مجالس الطرب في الأندلس.
ج2: وضع الموضح أصلا للغناء ثم توسع لمختلف المواضيع منها: الغزل، الخمر، المجون، وصف الطبيعة، الهجاء، التصوف، الزهد.
ج3: من أهم آثار الموشح في الأوساط الأدبية. و انتشاره السريع بين الشعراء و القراء. : تمهيده لبروز فن شعري عامي هو شعر الزجل.