ملخص الدرس / الأولى متوسط/تاريخ و جغرافيا/الـتـاريخ العام/الحضارات القديمة في العالم
الحضارة المصرية
إذا كانت الحضارة المصرية تعد إحدى أعرق الحضارات التي عرفتها الإنسانية في العصر القديم فما هي المظاهر الحضارية التي تفردت بها و الى أي مدى تصح مقولة هيرودوت " مصر هبة النيل "
أ- الموطن :
تقع مصر في الشمال الشرقي من قارة إفريقيا يحدها من الشمال البحر المتوسط و من الشرق البحر الاحمر و شبه الجزيرة العربية و من الغرب ليبيا و من الجنوب أرض السودان
عندما زار المؤرخ اليوناني "هيرودوتس " مصر من أواسط القرن الخامس قبل الميلاد قال عنها "مصر هبة النيل " حيث يؤمن فيضان نهر النيل للبلاد رطوبة كافية و يمنح أرضها أجود أمواع السماد أي الطمي حيث يفيض النهر في الصيف ثم ينخفض تاركا طميا خصبا يسمح بفلح الأرض و بذورها فتعطي بفعل ذلك محاصيل وافرة حيث من الطبيعي أن يقدس المصريون نهر النيل منذ أقدم العصور
مصر العليا : و تعرف بالوجه القبلي تمتد من الشلال الأول الى حدود الدلتا و هنا يجري نهر النيل وسط أرض صحراوية يحده شريط ضيق من الاراضي الزراعية
مصر السفلى : تقع على منطقة الدلبا حيث يتفرع النيل الى مجريين رئيسيين و مجاري فرعية تصب في البحر تتميز بشساعةأراضيها الزراعية و تطل على البحر لذلك عرفت بالوجه البحري
شعب مصر القديمة مزيج من سكان البلاد الأصليين الذين ينتمون الى الجنس الحامي نسبة الى حام بن نوح و "النوبيين الوافدين من أواسط إفريقية و الليبيين و الآسيويين حيث تمازجت هذه الشعوب مع السكان الاصليين و أخذت لغتهم و تطبعت بعاداتهم
تاريخ تعمير مصر قديم يعود بجذوره الى العصور الحجرية القديمة إلا أن التاريخ الفعلي لبداية الحضارة في مصر يعود الى سنة 3200 قبل الميلاد و تم تحديد هذا التاريخ لأنه يمثل توحيد مصر و أقالينها المتناحرة لاسيما بين مصر العليا و مصر السفلى و تم التوحيد على يد الملك مينا و اعتبر أول ملك ملك فرعون جعل منف عاصمة له
ب- عوامل قيام الحضارة المصرية :
يعتبر النيل العامل الرئيسي في قيام واحدة من أقدم الحضارات الزراعية في العالم حيث ارتبطت الزراعة بالنيل و ما يدره هذا الاخير بسخاء من مياه ترتوي بها الاراضي و طمي مخصب للتربة لقد شكل الانتاج الزراعي أساس رخاء البلاد و ثروتها و أهم مصدر للثورة لذا تعلق المصريون بأرضهم و تفانوا في خدمتها و تفننوا في أساليب زراعتها
تمركز سكان مصر القديمة على ضفاف نهر النيل و بالقرب من القنوات التي تتفرع منه و هي الأرض المسماة ب "كميت أو الارض السوداء نسبة الى طبقة الطمي الخصبة الداكنة و التي كان يزرعها الفلاحون و لولاها لما قامت هذه الحضارة أو غيرها على أرض مصر . كانت السنة الجديدة عند الفلاحين المصريين تبدأ مع فيضان النيل و قد استغل المصريون الامكانيات الطبيعية المتاحة لإقصى الحدود بما اتسموا به من نشاط و حيوية في العمل و تحكم في تقتيات الزراعة
كانت مصر قبل التوحيد تحتوي 42 دولة (مدينة ) و لكل مدينة نظامها السياسي و ديانتها الخاصة مما أدى الى صراع هذه المدن من أجل الزعامة و التوسع و تقلصت على مر القرون الى مملكتين منفصلتين , مملكة جنوبية في مصر العليا (الوجه القبلي ) أرض الصعيد و مملكة شمالية تشمل باقي الاراضي في مصر السفلى (الةجه البحري ) الى ان وحدهما الملك مينا حوالي 3200 سنة قبل الميلاد ليؤسس بذلك أول أسرة مصرية متخذا مدينة "منفس" أو منف عاصمة له و كان لهذا التوحيد الاساسي الأثر الإيجابي في البناء الحضاري و التطور
من عوامل السير الحسن لشؤون مصر القديمة السلطة المطلقة للملك و تحكمه في تسيير شؤون الدولة و تطبيق النظام وتوويع المهام حسب الطبقات التي تنتمي اليها كل مصري حيث كان الفرعون يتحكم في الامن في مصر ونظام العمل و ادارة الضرائب و كان مصدرا لجميع السلطات الدينية و الدتيوية لذلك كان الفرعوم في نظر الشعب المصري الرجل المناسب لحمايته و الاجدر بثقته
ج- المنجزات الحضارية :
المظهر السياسي :
لم يقتصر نفوذ الملك في كونه أقوى و أهم رجل في مصر بل تجاوز الأمر ذلك حيث اعتقد المصريون القدماء أن الملك إله و كان الملك يلقب بالفرعون وهي كلمة تعني البيت أو السرح العظيم أو القصر الذي كان يعيش فيه الفرعةن و كان نظام الحكم عند المصريين ملكيا وراثيا
تطورت مصر القديمة في فترة زمنية حوالي ثلاثة آلاف سنة تعاقبت خلالها واحد و ثلاثون أسرة و حوالي مائة و خمسون حاكما
رمسيس الثاني 1303 - 1213 ق م
يعرف برمسيس الاكبر من حكام الاسرة التاسعة و هو الفرعون الاكثر شهرة و الاقوى حيث شن حملات عسكرية لصد الهجمات الخارجية على بلاده
تأتي بعد الفرعون طبقة النبلاء المتكونة من الوزراء و الكتبة و القادة و الكهنة و الموظفين و بعدها الطبقة العامة و هي الطبقة المحكومة و اليها ينتمي السواد الاعظم من السكان منهم الفلاحون من غير الملاكين و العمال هذا الى جانب الجند و العبيد الذين هم في أسفل درجات الكجتمع و مصدرهم أسواق الرقيق في الحبشة و السودان أو أسرى الحرب
المظهر الديني :
من خصائص الديانة عند المصريين :
- تعدد الآلهة و تنوعها آلهة حيوانية و أجرام سماوية و عبادة الملوك
- الاهتمام بتشييد المعابد و زخرفتها للآلهة و تقديم القرابين
- الاهتمام بالميت و تجهيوه عن طريق التحنيط الذي يعتبر معجزة طبية عرفها المصريون آنذاك
- بناء و تشييد الهياكل الكبرى لدفن الفراعنة مع ممتلكاتهم من أموال و أكل وجواري وخدم كزاد للحياة الثانية
المظهر الفكري و العلمي :
استخدم المصري القديم الكتابة العيروغليفية و هذه الأخيرة من أصل يوناني مركبة من كلمتين هيروس التي تعني مقدس و غليفيو و تعني نقوش أو خط بمعنى الخط المقدس و تكتب بخطوط أفقية تقرأ من اليمين الى اليسار تتكون أبجديتها من 24 حرفا و كانت تكتب إما على البردي أو الجلد أو الخشب أو تنقش على الحجر
يقول "هيرودوت " إن المصريين يتفوقةن في العلوم مع كل الشعوب و يسجلون نتائجها كما برعوا في تطبيق العلوم الرياضية و كان نهر النيل و فيضانته السنوي المنتظم هو المعلم الأول الذي جعل المصريين القدماء يتفقهون في علم الحساب و ذلك بقياس ارتفاع المياه في مجرى النيل و عن طريق علم الحساب استطاعوا معرفة الأعداد و عرفوا قواعد الجمع و الطرح و الضرب و القسمة و الكسور البسيطة و المركبة كما توصلوا الى تقسيم السنة الى 365 يوما ثم قسموا السنة الى فصول و الى 12 شهرا
المظهر الاقتصادي :
زاول المصري القديم الزراعة و ستعدته في ذلك التربة الفيضة الخصبة و كانت تفرض على المزارع ضريبة سنوية يقدمها للفراعنة تتراوح قيمتها ما بين العشر و خمس الغلات و من بين منتجاتهم الحنطة و التمر و في الميدان الصناعي فقد كانت مصر تستورد المعادن من البلاد المجاورة و تستغلها في صناعة الاسلحة و الفخار و الوجاج كما اهتم المصريون بالتجارة التي كانت نشطة سواء غبر النيل أو عبر الطرق البرية و البحرية
المظهر العسكري :
مهمة الجيش مقصورة على شن حملات عسكرية خارج مصر و صد الاعداء و القيام ببعض النشاطات المالية كجمع الضرائب و استغلال المناجم و يتولى قيادته الملك بنفسه
أما الاسلحة فبعدما كانت عبارة عن فؤوس و سهام و حراب تطورت الى مقالب و سيوف و عربات ذات العجلات
حضارة بلاد الرافدين
إذا كانت حدائق بابل المعلقة هي إحدى ممزات حضارة بلاد الرافدين و هي في نفس الوقت إحدى عجائب الدنيا السبع فماهي بقية منجزات هاته الحضارة و ماهي العوامل التي ساعدت سكان بلاد الرافدين على تحقيق هذا الرقي الحضاري في شتى مجالات الحياة ؟
أ- الموطن:
يقع العراق القديم في القسم الجنوبي الغربي من قارة آسيا يمتد من هضبة أرمينيا في الشمال حتى الخليج العربي في لجنوب و من الفرات غربا حتى ماوراء دجلة شرقا . و لموقعه الجغرافي أهمية استراتيجية فهو نلتقى الطرق التجارية بين قارات العالم القديم الثلاث إفريقيا آسيا أروبا .
تتباين تضاريس سطح العراق القديم و تتمثل في :
- المنطقة الشمالية التي تشغلها الجبال بنسبة 20% و تكثر في الشمال الشرقي حيث تتوفر المياه و تنساب المياه و تنساب منها روافد نهر دجلة
- منطقة الجنوب و تبدأ من بغداد الخالية حتى الخليج العربي جنوبا تتكون من سهول فيضية صالحة للزراعة و يتميز مناخ العراق القديم بالعتدال في معظم أقسامه مما أدى الى تنوع الثورة الحيوانية و النباتية
سكان بلاد الرافدين مزيج من عناصر سامية هاجرت من شبه الجزيرة العربية و استقرت بالعراق القديم و منها البابليون و الآشريون و الاكاديون و الكلدانيون أما السومريون فيعتقد أنهم وفدوا من آسيا الوسطى أو من أرمينيا عملوا على إقامة حضارات متعاقبة كالسومرية و الاكادية البابية الكلدانية تعود بجذةرها الى 4000 سنة فبل الميلاد
ب- عوامل قيام حضارة بلاد الرافدين :
لعب كل من نهري دجلة و الفرات دورا بارزا في قيام حضارة بلاد الرافدين و ينبعان من جبال طوروس بتركيا في الشمال و يصبان في الخليج العربي جنوبا يبلغ طةل نهر دجلة 1718 ملم أما الفرات فيبلغ طوله 2800 كلم
كان الجيش في بلاد الرافدين عماد الدولة في التوسع الخارجي بهدف جلب الغنائم و دعم الاقتصاد ة كان الملك على رأسه و ينقسم الى المشاة و الخيالية
لقد ساهمت فئات المجتمع العراقي القديم من حكام و نبلاء و قادة الجيش و العمال و العبيد في البناء الحضاري الراقي ة ذلك بفيام كل فئة بمهامها وفقا للقانون بغرض تحقيق التطور و جلب الثورة و تشييد العمرات و تنشيط التجارة و الزراعة
ج- المنجزات الحضارية :
المظهر السياسي :
كان نظام الحكم في العراق القديم ملكيا وراثيا قائما على دويلات المدن ذات الاستقلال السياسي والاقتصادي و العسكري و كان هو المفوض من طرف الإلع تسيير شؤون الدولة و المدينة لقد حكم بلادالرافدين ملوك أقوياء من بينهم حمورابي البابلي و قد عمل ملوك العراق على نشر الاستقرار السياسي و دفع عجلة التطور الحضاري
حكم حمورابي بابل بين 1792 و 1750 قبل الميلاد و هو سادس ملوك بابل وحد بلاد ما بين النهرين من أعظم منجزاته تجنيع 282 قانةنا عرفت فيما بعد بقوانين حمورابي
المظهر الاجتماعي :
المجتمه الرافدي مجتمع طبقي تعلوه طبقة الكلوك و حاشيتهم تليه طبقة الكهنة و الجيش ثم التجار و الحرفييم و في الاخير طبقة العبيد
تسيير المجتمع و من بين القوانين و الدساتير تهدف الى نشر الأمن و العدالة بين أفراد المجتمع و من بين القوانين التي اعتبرت كأول دستور و قوانين في العالم القديم هو قانوم حمورابي الذي عمل على حل الخلافات الاجتمعية و فض النزاعات و الخلافت بين الافراد و تنظيم المعاملات في جميع مجالات الحياة
الأسرة هي الخلية الأساسة لبناء المجتمع في بلاد الرافدين و كانت السلطة للأب كما أن للمرأة الحق في العمل في التجارة و المجتمع الرافدي طبقي تعلوه طبقة الملوك و الحاشية ثم طبقة الكهن و الجيش فطبقة التجار و الحرقيين ثم طبقة العبيد
المظهر الديني :
تعددت معتقدات و آلهة سكان العراق القديم حيث قدسوا الظواهر الطبيعية و خصصوا للكل ظاهرة و موجودات الطبيعة آلهة كما عبدوا الأجرام السماوية كالقمر و الشمس و قدسوا بعض الحيوانات التي اتصفت بالقوة
كما وضعوا لكل مدينة إله أكبر يعتبر رئيسها و حاميها من الأعداء كتاإاه "مردوخ " بابل و الإله آشور بآشور
اعتقد العراقيون القدماء بأن الآلهة تشبه البشر في حياتها و صفاتها و لكنها تختاف عنهم في صفة أساسية و هي الخلود أي أنها لاتموت بخلاف البشر الذين تنتهي حياتهم بالموت
تمتعت المعابد بأهمية بالغة في حياة المجتمعات القديمة فضلا عن مزاياها الدينية و كانت لها علاقة وثيقة بشؤون الناس الدنيوية ة مركزا للقضاء بين الناس و مكاا للتعليم و دورا لحفظ السجلات و مصرفا لإيداع الأمةال و النفائس لإضافة الى ممارسة لطقوس و الشعائر الدينية فيها
المظهر الاقتصادي :
انتج سكان بلاد النهرين صناعات متنوعة فكان الحجر في البداية المادة الاساسية لها ثم تمكن الانسان من استخدام الطين في صناعة مختلف الاواني الفخارية و كان ذلك بعد اختراعه لدولاب الفخار كما تعلم العراقيون القدماء صناعة الغزل و النسيج و الملبوسات و الجلود و الزيوت و الخزف و الزجاج و منذ أن حل الالف الثالث قبل الميلاد و هو مطلع العصور التاريخة برعوا في صناعة القطع الفنية كالتماثيل و المسلات و الاختام الاسطوانية و برعوا في صناعة الاسلحة خاصة الرماح و السهام
تنوع النشاط الاقتصادي في بلاد الرافدين حيث كان النشاط الزراعي منذ العصةر الحجرية وتطور مع بداية الحضارة السومرية بسبب التربة الفيضية لنهري دجلة و الفرات حيث تم شف قنوات الري بداية من العهد البابلي و من أهم المحاصيل الزراعية الحبوب كالذرة القمح الشعير الزيتون التمور استخدمت في لبداية فؤوس حجرية لحرث الارض ثم تطور الى المحراث الخشبي التي تجره الثيران في بابل لأول مرة في العالم القديم و كان سنة 1400 قبل الميلاد أما في الدرس فاستخدمت عربات في عجلاتها أسنان تفتت القش و تفصله عن الحبوب
إضافة الى الرعي و تربية الحيوانات كالاخنام و الابقار و الماعز
التجارة في بلاد الرافدين نوعان : داخلية و خارجية , حيث تعاملت مع الشوب المجاورة لجلب المعادن من آسيا الصغرى و الأخشاب من فينيقيا و العطور و الأقمشة من الجزيرة العربية . واستوردوا أيضا العاج و الذهب و الأحجار الكريمة و بعض المنتوجات الزراعية و الحيوانية كما استوردوا النحاس بكمية كبيرة
المظهر الفكري و العلمي :
تعد الكتابة المسمارية من أهم منجزات الحضارة العراقية القديمة التي حفظت تاريخ حضارتها و سميت بالمسمارية لأنها تق بامسمار على ألواح الطين قبل أن يجف و تتكون المسمارية من 350 كلمة استعملت في بلاد الرافدين و لم سضعوا لها أبجدية كما فعل المصريون و دونوا بها بطولات ملوكهم و تاريخ انتصاراتهم كما كتبوا الملاحم و الأساطير كأسطورة "جلجامش " كما برعوا في الطب و الهندسة و الصناعة و تقنيات الري و بناء السدو و حساب الوقت و النحت و غيرها
يعتبر قانون حمورابي أهم أثر قانوني في الفترة و هو من وضع سادس ملوك بابل و أشهرهم و ذلك حوالي القرن الثامن عشر قبل الميلاد و قد اكتشف في أنقاض مدينة سوس الإيرانية سمة 1902 م أما نصوصه فهي منقوشة على حجر نحفوظ الآن في نتحف اللوفر بباريس و مواد هذا القانون تناول مسائل واقعية حلولا قانونية و من أهم مميزاته أنه يعتبر بالملكية و يحميها و يقر بحرية التعاقد و يسهر على الاستقرار و السلم بهدف الاستقرار الاقتصادي كما اتصف بالقسوة خاصة في المسائل الجنائية لكنه رغم ذلك كان يتميز بروح العدالة إذ يحمي الضعيف من القوي و يضممن الأمن للمساكين و الضعفاء
استعمل سكان بلاد الرافدين رموزا للعد ووضعوا جداولا للضرب و القسمة و أجادوا قياس المساحات و قسموا الدائرة الى 360 درجة و الدرجة الى 60 دقيقة و الدقيقة 60 ثانية
كما اعتمدوا على القمر و قسموا السنة الى 12 شهرا و جعلوا أيامها 354 يوما و قسموا السنة الى 12 شهرا و جعلوا أيامها 354 يوما الشهر الى 4 أسابيع و أعطوا لأيام وضع التقويم القمري .
لبلاد الرافدين جيش مدرب و نظامي و اعتبرت الخدمة العسكرية طاعة للملك و خدمة للملك و خدمة له و كان المعبد يدفع الفدية عن الجنود أثناء الأسر
يرأس الملك الجيش و يقوده في الحروب و ينقسم الجيش الى فريقين فريق يحمل أسلحة ثقيلة كالحراب و الدروع و فريق بأسلحة خفيفة كالفأس و الرماح و القوس و السهام أما اللباس الحربي فيتمثل في خوذة على الرأس شيه مخروطية يتدلى منها مايستر العنق من الخلف كما وجدت العربات الحربية التي تجرها الخيول و يركبها ثلاثة جنود أحدهما للقيادة و الآخران مسلحان بحراب و أقواس و الثالث يحميهما بدرع
الحضارة القرطاجية
إذا كانت قرطاج قد تحولت من مدينة ضغيرة أسستها الملكة "عليسا "سنة 814 ق الى امبراطورية ذات شأن كبير في المنطقة في المنطقة و في حوض البحر الأبيض الكتوسط فما هي العوامل التي ساعدتها على ذلك و المظاهر التي اتخذتها هاته الإمبراطورية ؟
أ- الموطن :
تقع قرطاج على بعد 16 كلم من الشمال الشرقي لمدينة تونس الحالية على شبه جزيرة واسعة يحدها من الجنوب خليج تونس و من الشرق البحر المتوسط و من الشمال بحيرة "سوكرا المالحة " و الممتدة على الشاطئ و تتصل به الجزيرة من الغرب بالقارة الإفريقية و ينتهي عند البحر بنتوء صخري يبلغ ارتفتعه 150 متر ا
قرطاجة بدأت كمدينة صغيرة اسستها الملكة الفينيقية "عليسا " سنو 814 قبل الميلاد و التي قدمت من مدينة صور الفينيقية "لبنان " حاليا الى شمال افريقيا بتونس حيث اشترت قطعة أرض بجلد ثور قطعته الى عدة شرائط و سيجث به المنطقو التي بنت عليها مدينة قرطاج و سمتها في البداية "قرت -حدشت" و التي تعني المدينة الجديدة بقيت تدفع الجزية للأهالي مدة زمنية ثم بدأت تتوسع شرقا و غربا في حوض المتوسط حتى أضحت إمبراطورية كبرى .
إن تأسيس مدينة قرطاجة كان على موقع ساحلي يطل على أهم مرفئ تجاري بالبحر الأبيض المتوسط تتميز تضاريسها في مجملها بالإنيساط و الطابع السهلي تتخلله الأدوية الصغيرة و التلال امتازت بمناخ معتدل متوسطي مما انعكس إيجابا على الثروة النباتية المتنوعة إضافة الثروة الحيوانية ثم تطورت قرطاجة الى امبراطورية لتشمل جزر المتوسط كصقلية و كوريسكا و سردينيا و دولة إسبانيا و دول المغرب القديم
الفينيقيون : من أصل سامي و هم أمة مسالمة بطبعها لا شأن لها بالحروب بدأ تواجدهم بتونس ببناء مدينتهم الجديدة قرطاج بقيت على ارتباط وثيق بالوطن الأم فينيقيا في السنوات الأولى ثم انفصلت عنها و انقطعت عن دفع الجزية للأهالي نظرا لبداية توسعاتها و امتلاكها القوة و النفوذ
ب- عوامل قيام الحضارة القرطاجية :
تظافرت جملة من العوامل في بناء الحضترة القرطاجية منها امتلاكهم لأسطول بحري قوي عمل على شق البحار و التوسع و ترويج التجارة إضافة الى شخصية القرطاجي الذي تميز بحب العمل و الطموح و التواصل مع الأمم المتمنة و تمسكه بنشاطه البحري و اقتباسه لأصول الزراعو و الصناعة من المغاربة الأهالي و ثقافات شعوب المستعمرات التجارية كما كان القرطاجيون يختارون مستعمراتهم التجارية ذات الموقع الاستراتيجي
ج- المنجزات الحضارية :
المظهر السياسي :
إن المؤسس الحقيقي لقرطاجة هي الملكة عليسا الفينيقية إلا أن الحكم لم يكن وراثيا و إنما الوصول الى الحكم يمون بحسب الولاء و الخبرة العسكرية و السياسية و من العائلات التس ذكرتها النقوش عائلة "آل ملقون " ووصول القائد "حنون " الى الحكم و يساعد الملك في مهامه مجل الشيوخ و الشفطان و مجلس الأربعمائة . كل هذه الهيئات تعمل على الاستقرار و دفع عجلة التوسع
تحدث الفيلسوف أرسطوا عن النظام الجمهوري الذي عرفته قرطاج منوها بما يتحلى له من توازن بين السلطات و عناصر المجتمع الارستقراطية و الشعبية و مانال لإعجابه أن القضايا كانت تعالج بالحوار بين مختلف عناصر المجتمع في ضوء القوانين . فقلد نما دستور قرطاج بحكمة فائقة ضمنت لأفراد المجتمع حقوقهم و القيام بواجباتهم .
المظهر الاجتماعي و الديني :
كان المجتنع ف قرطاجة طبقيا نجد في القمة الطبقة الارستقراطية القائمة على الثراء و السيطرة على شؤون العامة تليها عناو الشعب التي تتمتع بحقوق سياسية معتبرة ثم تليها طبقة العبيد الذين كان عددهم كبيرا يعملون في التجارة و الفلاحة و لا يتمتعون بأية حقوث سيلسية كما تمتعت المرأة بمقدار من الحربية حيث تتولى تقديم القرابين للآلهة تنفسها و تشارك الرجال في الطقوس الدينية و تساهم في الحياة الاقتصادية و السياسية
القرطاجيون مجتمع وثني حافظ على آلهته الفينيقية حيث علد الإله "بهل حمون " بعل يعني السيد أما حمون يعني الإله المحلي . كما أله القرطاجيون الشمس و القمر و النجم و قدسوا بعض الحيوانات كالأسد و الأفعى و الكبش حيث كانت تقدن لهم القرابين و تقام لهم القوس و الشعائر الدينية في شكل مذابح في العراء في المرتفعات و بالقرب من منابع المياه و لم يعطوا اهتماما كبيرا للعمران الديني و بناء المعادن
المظهر الاقتصادي و العمراني :
اهتم القرطاجيون بالتجارة اهتماما بالغا لأنها تدر أرباحا طائلة حيث عملوا على إيصال خامات معادن الفضة و القصدير و الرصاص الى مختلف الدول في شرقي البحر الابيض المتوسط و جلبوا من غرب إفريقيا الذهب و العاج و الاحجار الكريمة و استوردوا الملابس و كانت معاملاتهم تتم بالمقايضة قبل إحداث العملة . أما في مجال الصناعة فقداستهر القرطاجيون بصناعة السفن و الصبغة الأرجوانية و الفخار و لم يهتموا في البداية بالزراعة . لكنهم عملوا على تطويرها حيث أصبحت عصب الاقتصاد و تحول شمال قرطاج الى بساتين و مروج خضراء تغزوها قطعان الأبقار و الخيول و من أهم علماء قرطاج في الزراعة ماغون .
يعد فن العمارة عرقا ذا جذور فينيقية و تعتبر مدينة قرطاجة نموذجا للعمران في شمال إفريقيا منا اهتم القرطاجيون بالنحت و النقش و سبك المجوهرات كما اعتنوا بالموسيقى
ماغون أوماجون : هالم فلاحي قرطاجي عاش مابين القرن الثالث و الثاني قبل الميلاد ألف موسوعة زراعية تضم ثمانية وعشرون كتابا ترجم الى اللغة اللاتينية و اعتبر مرجعا أسايا في علوم الفلاحة
اجعل الكروم قبالة الشمال لتفادي القيظ و اغرسها في حفر ترصعها بحجارة حتى تحمي عروقها من أمطار الشتاء الجارفة و من حرارة الصيف اللافحة .."
" إجعل بين شجرة الزيتون و الأخرى مستفة خمسة و سيعون قدما في جميع الاتجاهات على أن تقل المسافة عن خمسة و أربعين قدما إذا كانت التربة ضعيفة و معرضو للرياح ..."
" تتطلب غراسة اللوزأرض رملية مواجهة للشمس لأنها في أرض طينية و رطبة لاتنتج ...تقطف الحبة من شجرة فتية و توضع قبل غراستها في ماء و عسل و تغرس الحبات في مجموعة ثلاثية مكونة مثلثا يفصل بينها مسافة قدم .."
استطاع القرطاجيون تكوي إمبراطورية تجارية مترامية الأطراف حيث أقاموا المراكز التجارية على طول الشاطئين الاروبي و الافريقي للبحر الابيض المنتوسط و كذلك على الساحل الاطلسي و تعد قرطاجة الوريث الوحيد للنشاط التجاري و الملاحي الفينيقي .
اهتم القرطاجيون بالصناعة و خاصة الأصباغ الارجوانية و الفخار و التعدين و السفت و نحت العاج و الدباغة كنا اهتم القرطاجيون بالزراعة حيث وفروا حاجياتهم من الحبوب و لاسيما القمح .
المظهر العسكري :
لم يكن لقرطاجة جيش نظامي موحد و إنما جيش معظمه من المرتزقة ينقسم الى جيش بري و جيش بحري و قد ساعدها على الحفاظ على الامن و التوسع بالدخول في حروب مع الدول المنافسة لها في حوض البحر الأبيض المتوسط كالإغريق و الرومان و قد خاضتقرطاجة سلسلة من الحروب ضد الرومان عرفا بالحروب البونية .
الحرب البونية الأولى : من 264 الى 241 ق م انتهت بهزيمة قرطاجة
الحرب البونية الثانية : 218 الى 201 قبل الميلاد بزعامة هانيبال "حنتعل " انتهت سنة 202 ق م
الحرب البونية الثالثة : 149 الى 146 قبل الميلاد نقضت روما معاهدة زاما و حاصرت قرطاج التي سقطت 146 ق م و انتهى بذلك حكم قرطاج في المغرب القديم
الحضارة اليونانية
بالنظر الى الخريطة الطبيعية لليونان يتبادر الى الذهن أن هاته البلاد تفتقد الى أغلب العوامل المساعدة على قيام أي حضارة و مع ذلك عرفت هذه البلاد في العصر القديم قيام حضارة لازالت إشعاعهاتها الى يةمنا هذا , فما هي إذن العوامل التي ساعدت على قيام حضارة لازالت إشعاعاتها الى يومنا هذا فما هي إذن العوامل التي ساعدت على قيام الحضارة اليونانية و ماهي مجالات تفرها الحضاري ؟
أ- الموطن :
يقع اليونان في الجنوب الشرقي من أروبا يحده من الجنوب البحر الأبيض المتوسط و من الشرق آسيا الصغرى و بحر إيجه و من الغرب البحر الأيوني و من الشمال بلغاريا و مقدونيا
تتميز الارض اليونانية بطابعها الجبلي و قلة السهول و المناخ المتوسطي المعتدل .
من أصل تسمية الإغريق تسمية رومانية نسبة لقبيلة "غريكو" و بالعربية إغريقي . أما تسمية اليونان فهي قينيقية مشتقة من اسم المستعمرات التي أسسها اليونانيون على الشاطئ الجنوبي من آسيا الصغرى و هو "باوون" و حرف يونان .
تتميز تضاريس اليونان بوجود الجبال الوعرة التي تحول دون قيام اتصال سهل بين اجزاء البلاد إذ قسمت الجبال البلاد الى مجموعة من الوديان و السهول منعزلة عن بعضها البعض و لقد كان لموقع التلاد و نضاريسها الجغرافية أشد الأثر على نفكير الإغريق و على حضارتهم
الجزر الأيونية : مجموعة من الجزر تقع في البحر الأيون و تتألف من أربع جزر كبيرة و أخرى صغيرة تبلغ مساحتها 2307 كلم مربع
بحر إيجة : يقع بين اليونان وتةكيا و جزيرة كريت يغطي ساحة 179 ألف كلم مربع تقع به مجموعة من الجزر الصغيرة
تعرف بلاد فب اللغة اليونانية القديمة و المعاصرة باسم Hillas وهي تشمل جزيرة البلقان و الجزر المنتشرة في بحر إيجة و كذلك المدن اليونانية المنتشرة على ساحل آسيا الصغرى و أطلق الإغريق على أنفسهم لفظ الهللينيين و لكن الرومان أطلقوا عليها إسم غرايسي
سكان اليونان من أصل هندو أوروبي امتزجت به عناصر كالإيطاليين و الأتراك
تعود الحضارة اليونانية بجذورها الى حوالي 3000 سنة قبل الميلاد بظهور حضارة كريت التي تطورت خلال القرن الثامن قبل الميلاد على شكل حضارات دواة المدن كأبارطة و أثينا
تقع جزيرة كريت عند مدخل بحر ايجة في جنوب شرق شبه جزيرة البلقان "شبه جزيرة المورة حاليا " و هي تقترب تماما من الساحل المصري و لذلك اعتبرت كريت اقرب مركز تجاري و حضاري بين مصر و جنوب أروبا . كذلك يقترب الطرف الشرقي لكريت من شواطئ سوريا و فلسطين
ب- عوامل قيام الحضارة اليونانية
موقع اليونان الاستراتيجي الذي يمثل حلقة وصل بين قارات العالم القديم آسياو افريقيا قربها من مواطن حضارات الشرق الأدنى القديم كالحضارة المصرية و حضارة بلاد الرافدين و إطلالته على أقدم طريق تجاري حوض البحر المتوسط الذي سهل لها عملية عبور سفنها التجارية و التبادل الحضاري في جميع المجالات .
إن فقر التربة و قلة الأراضي الصالحة للزراعة و الزيادة السكانية النتسارعة دفع بالإغريق الى الاعتماد على التجارة فيما وراء البحار و شجع على إنشاء المدن و المستوطنات في مناطق شتى من العالم كما كان للمناخ المتوسطي النمعتدل دور في استقرار السكان و إبداع الفرد اليوناني
بلغت الخضارة الإغريقية أوج عظمتها خلال القرنين الخامس و الرابع ق م مع ظهور مدينتي إسبرطة و أثينا و مدن أخرى لا تقل مفوذا و قوة عنهما . انتشرت فكرة الديمقراطية خلال هذه الفترة كما ازدهر الفن و العلم .
ج- المنجزات الحضارية :
المظهر السياسي :
نظام الحكم في اليونان كان ملكيا وراثيا , يتم اختيار الملك حسب نظام كل مدينة إلا أن الشيء الذي يوحدهم مو أن الملك كان يختار على أساس الثورة و انتمائه العائلي و مكانته العسكرية إضافة الى وجود فكرة الديموقراطية و حددت صلاحيات الملك من طرف القانون و المؤسسات التشريعية
لقد اهتم الملوك بتسيير شؤون الدولة ة تحقيق رفاهية الشعب اليوناني و التوسع عل حساب أراضي الشعوب الأخرى كالتوسعات الكبيرة التي قام بها الملك الإسكندر المقدوني .
الإسكندر المقدوني : 356-323 قبل الميلاد يعتبر أحد كبار القادة العسكريين في التاريخ , تتلمذ على يد أرسطو ووصل الى الحكم و عمره عشرون سنة عرف بتوسعاته حيث خاض حروبا فهزم الفرس و احتل العراق القديم و مصر بنى مدينة الاسكندرية
المظهر الاجتماعي و الديني :
كان المجتمع اليوناني مجتمعا طبقيا سادته نوع من العدالة الاجتماعية في فترات معينة من تاريخ الحضارة الإغريقية كما تمتعت المرأة بمكانة مرموقة في المجتمع الإغريقي
تعددت آلهة اليونانيين من معبودات فلكية و طبيعية جسدها في تماثيل لعبادتها و من بين الآلهة التي عبدت الإله زيوس و الإله أبولون و يعتقد اليونانيون أن آلهتهم تتشابه مع البشر في طبائعهم و سلوكاتهم حيث أبدعوا في إقامة المعابد لها لإقامة الطقوس الدينية و تقديم القرابين و النذور .
يعتقد اليونانيون بأن آلهتهم تشبه الإنسان في شعورهم و في حاجاتم فهم يحبون فهم يحبون أو يحقدون أو يتألمون , و ليسوا كآلهة مصر و بلاد ما بين النهرين عالمين بكل شيء و قادرين على كل شيء و يتميزون عن البشر بكونهم خالدين مثل زيوس إله السماء و أثينا إلهى الحرب و أبولون إله الموسيقى و الشعر و أفروديت إلهة الحب و الجمال
المظهر الفكري و العلمي :
لقد برع اليونانيون في مجال الأدب و العلوم حسث أبدعوا في الفلسفة فظهر كأريسطو و سقراط . و نبغوا في الرياضيات و الهندسة و العمران و فن كتابة الملاحم كملحمة هوميروس الذي كتب الإلياذة و الأوذسية كما أبدعوا فن النحت و الزخرفة فكانوا من عرف الفسيفساء في القرن قبل الميلاد
عرفت الحضارة غنى و ثراء و علميا من بينها نذكر الألياذة عرفت بهذا الإسم نسبة الى إليون عاصمة مملكة طروادة و هي ملحمة شعرية تضم 14 نشيدا و مجموع أبياتها 15992بيت و تؤرخ للإنتصارات الحربية لكريت
أما الأوذيسة : فهي تتحدث عن مغارات أذسيوس أثناء عودته الى الوطن تضم 24 نشيدا يتضمن 12000 بيتا و قد ألفهما الشاعر هوميروس
لقد تميزت بلاد اليونان : بفنها المعماري الراقي منذ بداية حضارة كريت و عرفت أوج تطورها في القرن الخامس قبل الميلاد خاصة في الفترة من 700 قبل الميلاد الى 146 قبل الميلاد تجسدت في بناء المعابد للآلهة مثل معبد البارثينون 447-2 قبل الميلادو معبد ارخثيون في اثينا . و اتصف العمران اليوناني بالجمال و الإتقان
هوميروس: أديب و شاعر يوناني إسمه الحقيقي "ميليسينيس " و قد أطلقت عليه هذه التسمية لكونه أعمى و هة من كتب "الإلياذة " و "الأوذيسة"
كانت الألعاب الأولمبية تقام في نهاية الصيف كل أربع سنوات في غاية "ألتيس" بأولمبيا" و هي ألعاب فاقت كل مثيلاتها في الشهرة و تقول الأساطير اليونانية إن أول من أقامها هو هرقل تخليدا لانتصاراته و تؤرخ أولى دورات الألعاب الأولمبية بسنة 776 قبل الميلاد
المظهر الإقتصادي :
وجدت باليونان القديم بعض الانشطة الزراعية تمثلت في زراعة الأشجار المثمرة و الزيتون و الكروم الى جانب ممارسة تربية الحيوانات إلا أنها لم تكن تسد حاجيات اليونان أما الصناعة فوجدت صناعات منها الفخار الأسلحة السفن
و فيما يخص التجارة فقد اعتبرت عماد الاقتصاد اليوناني فقد كانت مزدهرة اعتمد فيها اليونانيون على استيراد الحبوب و المنسوجات و الأخشاب لصناعة السفن و تصدير المعادن كتصدير النحاس والفضة
المظهر العسكري :
كانت أسبرطة الوحيدة التي تمتلك جيشا من بين جميع دول المدن الإغريقية و كان النشئ فيها يربى تربية عسكرية و يستدعى جميع الرجال القادرين على حمل السلاح زمن الحروب كما امتلكت أثينا أكبر قوة بحرية تضم مئات من السفن الحربية مزودة كل واحدة منها بما لا يقل عن 200 مجدف و لم تظهر ملامح الجيش الموحد إلا في عهد الإسكندر الأكبرأو المقدوني الذي امتلك جيشا بريا و أسطولا حربيا مكنه من التوسع و بناء الامبراطورية اليونانية
الحضارة الرومانية
إذا كانت جذور الحضارة الومانية تعود الى القرن الثامن قبل الميلاد و سنة 476 م (سقوط روما ) تمثل نهاية الممد و التوسع بالنسبة للإمبراطورية الرومانية و مع ذلك فإن كثير من الشواهد الأثرية و المعادن الحضارية لازالت الى الآن شاهدة على الرقي الذي بلغته هاته الحضارة فما هي العوامل التي ساعدت الرومان على بلوغ هذا الرقي الحضاري ؟ و ماهي المظاهر الشاهدة على ذلك ؟
أ- الموطن :
إن الإغريق هم أول من أطلق تسمية إيطاليا في القرن الخامس قبل الميلاد و هذه الكلمة مشتقة من مفردة قديمة و هي : فيتيليو VETELLIO التي تعني أرض العجول كناية عن المراعي الإيطالية الغنية بالثروة الحيوانية
تمتد شبه جزيرة ايطاليا في عرض البحر الذي تقسمه جزيرة صقيلية الى حوضين شرقي و غربي تحيط بها من الشمال و الشمال الغربي العديد من الدول الأوربية و من بقية الجهات مجموعة من البحار كما تضم مجموعة من الجزر تتوزع في حوض البحر المتوسط كصقلية و سردينيا و كوريسكا
تتنوع البنية التضاريسية في شبه جزيرة إيطاليا بين الجبال كالجبال الإبنين و جبال الألب و الأنهار كنهر البو إضافة الى بعض السهول الصالحة للزراعة كما يسودها مناخ متوسطي معتدل لذلك يقول بعض الجغرافيين إن إيطاليا بلد محظوظ أرضا و موقع و مناخا توسطت دول حوحوض المتوسط الذي تطل عليه مما سهل التوسع و السيطرة عليه حيث سماه الرومان قديما "بحرنا "
جبال الألب : أضخم سلسلة جبلية في أروبا تمتد شمال إيطاليا بالقرب من البحر المتوسط و هي تكون حاجزا طبيعيا بين فرنسا و إيطاليا يبلغ طولها 1200 كلم و أعلى قمة بها هي جبل "مون بلان " بارتفاع 4807 م
تعودالحضضارة الرومانية بجذورها الى 753 قبل الميلاد الذي أسسها روملوس و في سنة 275 قبل الميلاد سيطر على كامل شبه جزيرة إيطاليا و عرفت أوج توسعاتها خلال القرن الثاني قبل الميلاد لتشمل نصف أروبا و القسم الأكبر من الشرق الادنى القديم " كالعراق القديم , الشام . مصر و شمال إفريقيا " و امتدت الى سقو روما سنة 476 م
الرومان هم شعب هاجر من شرق أروبا الى الجزر الإيطالية في حدود القرن الثاني عشر قبل الميلاد و قاموا بتأسيس مدينة روما القديمة ثم عمل هذا الشعب مع مرور الزمن على تنظيم و تطوير مؤسسات دولته و بدأ بالتوسع التدريجي و أسس دولة سيطرت على شبه الجزيرة الإيطالية ثم اتسعت بحيث سيطرت على كثير من أنحاء العالم القديم
ب- عوامل قيام الحصارة الرومانية :
تتميز أراضي الحضارة الرومانية بالتوسط بين قارات العالم القديم و إطلالتها على حوض البحر الأبيض المتوسط و تمتلك سهولا ذات خصوبة كبيرة مثل سهل البو و سهل أبوليا كما تمتلك مجموعة من الأنهار مثل نهر البو التتر و تتوفر على عدد من الموانئ و مناخها معتدل متوسطي
كما تحتوي على موارد أولية كالنحاس من سردينيا و الحديد من جزيرة البا و الرخام و الصلصال من اللاتيوم , كما استفادت من الحرككة الاستعمارية التوسعية كشمال إفريقيا في جلب الموارد و استغلال أراضي و شعوب المستعمرات .
يعتبر العامل البشري عماد بناء الحضارات لذلك اتمت روما ببناء الفرد جسميا و عقليا حيث يقول الشاعر الإيطالي فرجيل " ..إننا شعب شديد المراس نحمل أطفالنا الى الأنهار و ندعوهم على قوة احتمال المياه الثلجية الباردة و هم في الصبا و يقضون الليالي ساهرين على الصيد و يقطعون أخشاب الغابات و رياضتهم هي كبح جماح الحياة و قذف النبال بالقوس فإذا بلغوا سن الشباب يزداد جلدهم على المشاق و احتمالهم للمصاعب فيسخرون الأرض بمعاولهم أو يهزون المدائن في الحرب .. "
سكان روما متوسمون بالجانب العملي لذلك كانت لهم عادات و قوانين في بناء القيادات و تربية النشئ ة لهم فكرة راسخة أن عمل الروماني هادف و بناء و من بين أمثالهم و أقاويلهم في هذا الصدد نذكر :
...إن جميع الأعمال لابد أن تحقق غايات مفيدة في الحياة و أي عمل يقدم عليه الروماني يجب أن يكون موجها الى تحقيق هدف يستفيد منه و يجعل حياته أكثر سهولة وراحة
ج- المنجزات الحضارية للحضارة الرومانية :
المظهر السياسي :
لقد مر نظام الحكم الروماني بثلاث مراحل أساسية :
- النظام الملكي : منذ تأسيسها سنة 753 قبل الميلاد حتى 509 قبل الميلاد
- النظام الجمهوري : من 509 قبل الميلاد الى 27 قبل الميلاد
النظام الامبراطوري : من 27 قبل الميلاد حتى سقوطها سنة 476 م
النظام السياسي الملكي : نظام حكم ملكي مطلق يتميز باستبداد و جبروت الملك و تسخير العامة لخدمته مستعينا بمجلس الكهنة و العرافين لتفسير الظواهر و الأحداث تفسيرا دينيا و التنبؤ بمشيئة الآلهة
النظام الجمهوري : القنصل : أطلق على الحاكم اسم القنصل "و تعني منفذ الاحكام " و هما قنصلان ينتخبان لمدة سنة كاملة و للقنصلين رئاسة الجيش و مجلس الشيوخ و الشعب يمظران في القوانين و لهما السلطتين الدينية و السياسية
مجلس الشيوخ و الشعب : يختارهم القنصل من الأسر الشريفة الداخلية و الخارجية أما النظام الإمبراطوري فهو نظام عسكري و حكم فردي
المظهر الاجتماعي و الديني :
كان المجتمع الروماني وثنيت إذ عبد سكان الامبراطورية مظاهر الكون و بعض الكائنات الحية و شيدوا لها معابد و تماثيل , كما اقتبسوا ديانات الامم الأخرى و من أشهر آلهتهم الإله "جوبيتر " اله السماء و هو كبير الآلهة و مارس إله النمو كما اهتموا ببناء المعابد للآلهة لإقامة الطقوس و تقديم القرابين
المجتمع الروماني مجتمع طبقي في كل مراحل تطةر السياسي للدولة حيث كان الحاكم يتصدر هرم الترتيب الاجتماعي تليه البقة الارستقراطية التي حصلت على الثورة جراء العمل في الجيش أو قطاعات أخرى أو خدمة للحاكم ثم طبقة العامة التي تضم التجار و الحرفيين و أهل الصناع الذين تهافتوا في آخر السلم الاجتماعي و هم يعملون في البيوت أو الحقول و معظمهم من أسرى الحروب و هذه الطبقة محرومة من أبسط حقوقها المدنية
ابتداء من القرن الرابع للميلاد بدأت الديانة تتطور لصالح المسيحية على حساب الوثنية ة اعترفت روما شرعيا بالديانة المسيحية عندما نشر الإمبراطور قسطنطين أمر "ميلانو" سنة 313 م الذي بموجبه اعترف بالحرية في الدين داخل كل الامبراطورية و في سنة 380 م أصبحت المسيحية هي الديانة الرسمية الةحيدة في البلاد
المظهر الفكري و العلمي :
رغم مجاورة الرومان لبلاد اليونان إلا أنهم لم يجاورهم في الجانب العلمي و الأدبي إلا بعد قيامهم بالتوسعات الخارجية التي دفعت الأثرياء الى تعليم أبنائهم و لذلك تأثر الأدب الروماني كثيرا بالأدب الإغريقي فبرز من الأدباء فرجيل كما كان إنتاجهم العلمي قليلا مقارنة بالإغريق
اهتم الرومان بالفن العمراني و جمالية البناء بالزخرفة و تزيين المداخل و البناءات و اعتبرت مدينة روما إبداعا ندسيا في مجال العمارة و ظهر الفن المعماري الروماني الراقي في الحمامات و المدن و الأقواس و الملاعب و المسارح و غيرها كنا همل الرومان على تشييد جملة من المدن في مستعمراتهم على طراز مدينة روما كمدينة تيمقاد بالجزائر
المظهر الاقتصادي :
لقد مارس الرومانيون أنشطة اقتصادية متنوعة حيث امتهنوا الزراعة و كانت أهم منتجاتهم الحبوب كالقمح و الشعير و اعتنوا بالثورة الحيوانية كالأبقار و الدجاج و الأغنام و الخنازير و كانت مستعمراتهم في شمال إفريقيا تمولهم من القمح و الثروات الحيوانية كما امتهن الرومانيون الصناعة فاشتهروا بصناعة الفخار و الأواني الزجاجية و الأسلحة و التعدين كصناعة النحاس و الذهب و الفضة كما اهتموا بالتجارة و ساعدهم في ذلك كثرة الموانئ و قربهم من البحر المتوسط كانت صادراتهم خمور و زيوت و أسلحة و أواني أما وارداتهم مواد خام و مواد غذائية و توابل و أقمشة
لقد استفاد الرومانيون من حروبهم الطويلة من إدخال بعض المنتوجات الجديدة لوطنهم كالقمح و أنواع من الخضار و البقوليات كما استغلوا المستعمرات لتأمين احتياجات شعوب روما كما امتهنوا التجارة إلا أن تعاملهم بداية من 298 قبل الميلاد من معدن الفضة أو البونز .
المظهر العسكري :
امتلكت روما جيشا قويا و موحدا استطاع خوض الحروب و هزم الجيوش و الاستيلاء على المدن كان ينفذ أوامر سلطة سياسية محكمة و منظمة وفق قوانين و دساتير تهدف لبناء قوة الإمبراطورية و استغلال المستعمرات لبناء الاقتصاد الروماني و تحقيق الرفاهية لسعبها لدرجة فاستغلت ميراث الحضارات الشرقية و قرطاجية و استولت على حقول و مزارع المغاربة و بنت قوية اقتصاديا و عسكريا و عمرانيا
لقد استطاع الرومان بناء جيش قوي و موحد خلال الفترات السياسية المختلفة كان هدفه التوسع و حماية حدود الامبراطورية و مواجهة الأطماع الخارجية و استطاعوا بناء أسطول حرب قوي خلال الحروب البونية لاسيما خلال الحروب البومية لاسيما خلال الحرب البونبة الثانية ضد قرطاجة و الجدير بالذكر أن الرومان اشتهروا عبر التاريخ بانتصاراتهم الحربية و بقوة جيشهم و أسلحتهم وولعهم بالحروب و التوسع بحثا عن الغنائم و الثروة فهم أمة حرب و سلاح أمتازوا بالخشونة و الصلابة الحربية و بقوة جيشهم و أسلحتهم وولعهم بالحروب و التوسع بحثا عن الغنائم و الثروة فهم أمة حرب و سلاح امتازوا بالخشونة و الصلابة الحربية