ملخص الدرس / الثالثة متوسط/تاريخ و جغرافيا/الوثـــائق التاريخيـــــة/العالم الإسلامي وتأثيراته
الإمتداد المكاني والزماني
لم تستطع الخلافه العباسيه أن تسيطرعلى كل أجزاء الإمبراطوريه , ذلك أن امتدادها العظيم من الشرق إلى الغرب واحتوائها مجموعه كبيره من الأقاليم على اختلاف شعوبها وثقافاتها , جعل الحكم من طرف مصدروحيد ومن طرف سلاله وحيده أمرا صعبا , مما جعلها تتحول من إمبراطوريه إلى عالم إسلامي متعدد القوميات , يشمل على دول منفصله ومتنازعه في غالب الأحيان , غير أن شريعه واحده تجمعها وهويه حضاريه مشتركه تميزها عن بقيه أقطار العالم الأخرى
وإن تصور هذه الحقيقه والتقرب منها يوفق إليه بامتلاك مفاتيح الإجابه على الأسئله التاليه
- ماهي الحدود الطبيعيه وسياسيه للدوله الإسلاميه في أقصى امتدادها ؟
- ماهي الخارطه البشريه للبلاد التي تلي العراق إلى الشرق ؟
- ماهي التقسيمات الكبرى التي عرفها العالم الإسلامي خلال القرون الوسطى ؟
ماهي القوميات التي انطوت تحت لواء الإسلام وكان لها دور فعال في توجيه أحداثه ؟
سلم الزمني يمثل تعاقب الدول التي حكمت باسم الخلافه العباسيه
الدول التي حكمت باسم الخلافه العباسيه
واجهت الدوله العباسيه ضغوطا قويه من الداخل , كان يمارسها الطامحون إلى الحكم ممن ساهموا في إسقاط الدوله الأمويه , كما أن السيطره على كل أجزاء العالم الإسلامي بات أمرا صعب المنال , فمنذ البدايه لم يخضع الأندلس لنفوذ العباسيين , وتزايدات الحركات الاستقلاليه في الاقاليم البعيده وبرزت دول ذات شأن كبير نعرض أهمها في الجدول التالي
أهم الأحداث | أشهر القاده | نسبها وموطنها | الدول |
- حولوا العاصمه إلى مدينه "شيراز "بإيران - بروز جماعه "إخوان الصافا " |
لقد منح الخليفه العباسي أبناؤ بويه ألقابا هامه منها - احمد معز الدوله , على عماد الدوله , الحسن ركن الدوله |
ينسبون إلى أبي شجاع بويه ,موطنهم الجنوب الغربي لبحر القزوين ويسمى الديلم |
البويهيون (334 -447ه) 945 - 1055 م |
-معركه ملاذ الكرد " التي انهزم فيها البيزنطيين - غنشاء المدارس و الإهتمام بالعماره |
-طُغرُل بِكْ مؤسس الدوله - ألب أرسلان -ملكشاه -تظام الملك |
- وهم من تركستان ينتمون إلى زعيمهم" سلجوق " الذي وحد قبائلهم |
السلاجقه (447 -530 ه) 1055 - 1135 م |
- معركه حطين وتحرير القدس من الصليبيين - توحيد مصر والشام |
- أسد الدين شركوه . - صلاح الدين الأيوبي |
تنسب الأسره الأيوبيه إلى نجم الدين أيوب والد صلاح الدين , وينحدرون من أصل كردي من بلاد أذربجان . |
الأيوبيون (564 -648 ه) 1169 -1250 م |
-معركه عين الجالوت التي انهزم فيها المغول |
- الظاهر بيبرس -قلاوون وابنه الناصر |
- أتراك وشراكسه وروم و أكراد وهم من بلاد القوقاز وفارس و آسيا الصغرى وغيرها |
المماليك (648 -932 ه) 1250 -1517 م |
"...و التركمان من الترك الغزيه كانوا مشهورين بالشجاعه والمهاره في الحرب على الخيل والرمي بالنبال , , ولهم دور عظيم في الحروب الصليبيه , لأنهم كانوا يعملون محاربين مرتزقه خارج بلادهم , ولكن جماعتهم الكبيره في موطنهم الأول شمالي التركستان لم تلبث آن شعرت بكيانها ومكانتها بين الشعوب آسيا الوسطى , ومن بين جماعتهم ظهر السلاجقه و الأتراك العثمانيون ...."
المماليك : جمع مملوك ومعناه الذي اشترى بالمال و أصبح ملكا لشريه , وتمر تربيتهم بمراحل من حسن الاختيار إلى التعليم والتدريب على فنون الحرب و النظم العسكريه وبعد ذلك كل حسب مواهبه التي قد تدفع بالبعض إلى الصداره
ومنهم البرجيه وسموا كذلك نسبه إلى مساكنهم بأبراج القلعه , ومنهم المماليك البحريه الذين كانوا يشكلون فرقه الأسطول البحري
الحضاره العباسيه
لقد أرسى المسلمون الأوائل في البلدان التي فتحوها مبادئ الدين الجديد , ومع تعدد ثقافات هذه الشعوب وتنوع تراثها تشكلت حضاره جديده ميزت مجتمعات العالم الإسلامي التي وجدت طريقها لتحقيق منجزات حضاريه عظيمه في التاريخ البشري ,وكان ذلك على عهد الدوله العباسيه التي فسحت المجال لعناصر من الأجناس الأخرى فحتلت الصداره في المجتمع
وقد أسس علماء هذا العصرلعلوم عديده وانبثق عن ذلك تطور الفلسفه والعلم والطب والجغرافيا والعماره ......وارتقى الادب الى أوجه
الحركه الثقافيه والفكريه والعلميه
لقد كانت المدارس" النظاميه " على عهد السلاجقه , والتي أخذت اسمها من اسم مؤسسها "نظام الملك " منتشره في العراق وخرسان في شكل شبكه وضعها هذا الوزير العالم الذي برعايته أتم الغزالي كتابه إحياء علوم الدين في نيسابور ثم في بغداد وكان من ألمع مدرسي النظاميه , وبرع إلى جانبه عمر الخيام العالم الرياضي الذي اشتهر برباعيات الخيام . ولم يختلف الأمر بالنسبه للأيوبيون الذين كان اهتمامهم بالعلم ورعايته حكما ومحكومين ففتحوا المدارس الكثيره وساهموا في ازدهارها , ولم يكن المماليك من بعدهم إلا دعاه لاحترام العلم وأصحابه فقد تميز عصرهم بظهور علماء عظماء أمثال ( ابن تيميه , والمؤرخ أبو الفدا , وابن خلكان وغيرهم كثيرا , هذا إضافه إلى أن المؤرخ العالم ابن خلدون مفخره المغرب العربي قد عاش زمنا في بلاط المماليك .
العماره و الفنون
اهتم سلاطين السلاجقه بالفن ورجاله مما جعل الفنون الجميله تشهد ارتقاء و إبداعا في النقش والتصويروالزخرفه , كما اعتنوا بالعماره فقد شيدوا الأبنيه الشاهقه و العمائر الضخمه والمساجد الفسيحه والمنارات العاليه
أما العماره عند الأيوبيين فتتجلى في تجديد المسجد الأقصى وتزيينه بالفسيفساء والرخام , وفي القاهره شيَّد صلاح الدين القلعه المعروفه باسمه , واهتم المماليك من بعدهم بفن المباني فأسسوا المعاهد وبنواالمساجد , واتجه الناصر محمد بن قلاوون بنشاطه إلى الناحيه العمرانيه فأنشأ القناطر والطرق وغيرها
نظام الملك أحد المشاهير في الوزاره استعان به الملك شاه (485 -487 ه , 1092 -1094 م) في تنظيم دولته تنظيم إداري عقلانيا ,ولم يكن سياسيا فقط بل كان قائدا عسكريا , وفيلسوفا عالما , واسع الثقافه يحب العلماء ويقربهم , قادالجيوش عده مرات وخاض بها معارك كتب له فيها النصر
أشهر أحداث هذا العصر
أ- معركه "ملازكرد"
تعتبر معركه ملازكرد نقطه تحول في التاريخ الاسلامي , إذا زحف السلاجقه من خلالها بقياده ألب أرسلان قاصدين إبعاد الروم نهائيا من آسيا الصغرى - تركيا - ,فأوقعوا سنه 1071 م/464 ه هزائم حاسمه بالجيوش البيزنطيه وأسروا الإمبراطور نفسه وفتح هذا النجاح الضخم الطريق لزحف جديد ,وكان من نتائج هذا الانتصار أن
1- سهُل على الأتراك العثمانيين إقامه دولتهم ومواصله الزحف على بلاد البيزنطيين في الأناضول (تركيا) وشرق أوروبا
2- أثيرت حفيظه أوروبا فكان من العوامل الأساسيه التي اتخذت الذريعه لتحميسالأوروبيين على خوض غمار الحرب ضد بلاد المسلمين وهي المعروفه بالحروب الصليبيه
ب- الحروب الصليبيه
إن فكره الحروب الصليبيه جائت من الغرب المسيحي وكان ورائها الرهبان و الكنائس التي كانت تهدفإلى تقويه مكانتها في أوروبا وإنشاء مملكه مسيحيه دينيه واحده يسيطر عليها الباباوات بعد أن فرق بينها الإنشقاق الديني والسياسي الذي حدث بين الدوله البيزنطيه والكنيسه الكاثوليكيه في روما, وأول هدف رسم لهذه الحمله هو الإستيلاء على مدينه القدس وقبر المسيح بن مريم في بيت لحم بفلسطين باعتبارها مقدسات مسيحيه , فقد دعا البابا أربان الثاني في مجمع ديني عقد سنه 1095 م "بكليرمونت " بفرنسا إلى تجنيد جيش فرنسي و التوجه به إلى بلاد المسلمين , وكان الفرنجه أشد الناس حماسه لهذه الحملات
والحروب الصليبيه متعدده متواصله وكانت سجالا بين المسلمين والمسيحيين , منها الحمله التي كانت سنه 490 ه /1096م وقد أبادها السلاجقه عن آخرها و الحمله التي تحطمت في معركه "حطين" بفلسطين سنه 583ه/1187م , والتي انتصر فيها المسلمين بقياده صلاح الدين الأيوبي , وتم بذلك تحرير بيت المقدس
وجاءت الحمله التي استهدفت مصرا , فاجتاحت الإسكندريه وألحقت بها وبأهلها تدميرا وخرابا حيث قتل آلافا من أهلها , وكانت دفاعا لغارات المماليك على قبرص حيث تمكنوا خلالها من دخول نيقوسيا العاصمه وتم القضاء على تلك القاعده الصليبيه
صلاح الدين الأيوبي (1137- 1193م) (532- 589ه)
ولد في تكريت وتوفي في دمشق , مؤسس الدوله الأيوبيه , اكبر ملوك المسلمين أيام الصليبيين , هزم الإفرنج في وقعه حطين (1187) وفتح بيت المقدس , اشتهر بكرمه وعزه نفسه
نور الدين زنكي
هوابن عماد الدين زنكي مؤسس ادوله النوريه الذي وحد شمال سوريه والجزيره وهزم الصليبيين في معارك عديده ,ثم جا ابنه نور الدين (1146 -1174م) (541-570ه) ليتم ما بدأه والده ويحرر أغلبمدن سوريه من الصليبيين وكان عصره بدايه النهايه للصليبيين في الشرق العربي , وعصر ازدهار عظيم للعلوم والفنون
الإمتداد الزماني والمكاني
لقد عمرت الدوله الموحديه نحو قرن وتسع وخمسين سنه هجريه من (515 ه إلى 668 ه) .وامتدت سلطتها من المحيط الأطلسي غربا إلى حدود مصر شرقا , ومن الصحراء الكبرى جنوبا إلى سفوح جبال البرانس بإسبانيا شمالا , ولحمايه الدوله و أملاكها الواسعه من أخطار الحملات الصليبيه القادمه من الغرب المسيحي ومن القلاقل الداخليه والتمردات عمد الموحدين إلى تقسيم أملاكهم إلى ثلاث ولايات هي المغرب و إفريقيه و الأندلس . لكن هذه الأقاليم ما لبثت أن انفصلت عن جسم الدوله بعد واقعه العقاب بالأندلس (سنه 609ه/ 1212م) التي كانت بدايه النهايه للدوله الموحديه وهكذا برز
المرينيون الذين استولوا على مراكش عاصمه الموحدين سنه (668 ه /1259 م ) , بعد حروب دامت أكثر من خمسين سنه . وبسطوا نفوذهم على المغرب الأقصى
الحفصيون وقد استقلوا بولايه إفريقيه كانت تضم تونس وطرابلس والشرق الجزائري
الزيانيون وقد انحصر نفوذهم في القسم الأوسط والغربي من الجزائر
أم الأندلس فقد آل الحكم فيها بعد انسحاب الموحدين إلى بني الاحمر الذين أسسوا دوله لهم في أقصى جنوب إسبانيا هي مملكه غرناطه
دول المغرب الإسلامي ما بعد الموحدين
بنو مرين 668-957 ه 1269 -1550 م |
بنو عبد الواد - الزيانيون -633-962 ه 1236 -1554 م |
بنو حفص 625 -981 ه 1228-1573م |
الدوله وفتره حكمها |
- وهم من قبائل زناته البدويه المتنقله وكانت خاضعه للموحدين . وقامت دوله بني مرين وعاصمتها فاس على يد أبو يحي بن عبد الحق | وهم من قبائل الزناتيه البدويه ,دفع بهم بنو الهلال لهجره مواطنهم الأولى في البلاد الزبان ليستقروا بعدها حول التلمسان بموافقه الموحدين | - توارثت الأسره الحفصيه إماره إفريقيه في ظل دوله الموحدين | نشأتها |
- وبعد هزيمه الموحدين في الإندلس زحف بنو مرين إلى الشمال وأعلنوا استقلالهم عن الموحدين وبعد حروب داميه انتهت باستيلائهم على مراكش عاصمه الموحدين | حكم يغمراسن ابن عبد الواد تلمسان التي تحولت إلى مركز إشعاع فكري لما احتوته مكتبتها من مؤلفات في هذه الفتره العديد من العلماء , فزهت مكانتها العلميه |
- تأسست دولتهم على يد أبو زكرياء بن أبي حفص. والحفصيون هم أول من اتخذ مدينه تونس عاصمه لإفريقيه
|
تكوينها |
وفي سنوات حكمه الطويل تحولت تلمسان إلى سوق من أكبر أسواق المغرب , لأن مركزها الجغرافي وسياسه أميرها يغمراسن جعلا منها السوق الكبرى للتجاره أفريقيه المداريه و الاستائيه مع المغرب ..., و إليها كان يفد التجار العاج و الابنوس والجلود والرقيق و التوابل وما إلى ذلك . وهذا الثراء التي وصلت اليه تلمسان أتاح لأميرها انشاء المؤسسات العماريه كالمساجد والقصور و أعظم ما أنشء يغمراسن سور تلمسان الذي كان يعد أشد أسوار المدن في المغرب تحصينا
الدوله الزيانيه
الدوله الزيانيه 633/962 ه -1236/1554 م
النظام السياسي
لقدعمرت الدوله الزيانيه أزيد من ثلاثه مئه سنه , عرفت خلالها أدوار تراوحت بين القوه والضعف , اعتلى عرشها 30 ملكا كان جلهم علماء أتقياء , واشتهر منهم مؤسس الدوله أبو يحي يغمراسن بن الزيان (633-681 ه) , وابو حمو موسى الثاني (760 -791ه)
وآثار الحضاره بني زيان باديه في النظام ملكهم ونهضتهم الإقتصاديه ورقيهم العلمي و الأدبي رغم الصراعات والحروب التي لم تتوقف بينهم وبين المرينيين والحفصيين , فكانوا أهل السياسه وحكمه ودهاء في علاقتهم الخارجيه ولم تتوقف مناصرتهم لمسلمي الاندلس لما كان يتهدد إخوانهم من أخطار
الحياه الإقتصاديه و الإجتماعيه
يعتبر عصر الدوله الزيانيه من أهم العصور التي شهدت ازدهارا , فإضافه إلى الأساليب الفلاحيه التي دخلت عن طريق مهاجري الأندلس , اهتمت الددوله بالزراعه الصناعه والتجاره حيث شجعت مواطنيها على تطوير الحرف كالنجاره و الحداده والصياغه والحياكه والدباغه وصناعه الحرير , فنشأه مصانع للسفن التجاريه و الحربيه , و أقيمت مشاريع للري (كالطواحين المائيه على الجداول و الأنهار وحفر السواقي والقنوات ). كما قام الحكام بتنظيم شؤون رعيتهم وتطويرها , فأسسوا المدن , وشقوا الطرق وشيدوا القصور , وقاموا بإنشاء المساجد والمدارس والقلاع المنيعه
الحركه الفكريه و الفنيه
أصبحت تلمسان تضاهي في مكانتها العلميه القاهره وبغداد وقرطبه , وبرز علماء في شتى الفروع المعرفه والفنون ومن أشهرهم عبد الرحمان الثعالبي , ويحي ابن خلدون أخو المؤرخ الكبير , ومحمد السنوسي , وعلي بن أحمد المشهور الفحام و القلصادي , والعلاقه المقري التلمساني والشاعر بن خميس وغيرهم .
كما كانت العنايه بالفنون الجميله كالموسيقى التي بلغت درجه حسنه من الرقي حيث اختلطت الموشحات الجزائريه الأصيله بالموشحات الأندلسيه , وأشهر عهود الإزدهار كان عهد الملك الشاعر أبو حمو موسي الثاني .
جدول لأشهر العلماء فتره ما بعد الموحدون في بلاد المغرب
كانت المراسي ومنها وهران وهنين والجزائر وبجايه مكتظه بالسفن المشحونه بأنواع البضائع والسلع تمخر البحر الأبيض المتوسط من الجزائر و الأندلس إلى إفريقيه وصقليه و إلى المشرق أيضا ......وكانت التجاره ما بين الجزائر و إفريقيه وطرابلس و السودان و المغرب الأقصى ناشطه راقيه تنظم لها القوافل والمراكز فضلا عن التجاره الخارجيه في البحر التي لها أسطول وعندنا أن الجزائر لم تبلغ مستوى من الرقي المادي مثل الذي بلغته على عهد بني الزيان
الإندلس ما بعد الموحدين
تصادعت قوى الموحدين بعد وفاه الخليفه محمد الناصر , فكثر النزاع على السلطه والملك . وبقيت الأندلس دون غطاء عسكري فانفتح الباب على مصراعيه لتحرشات ممالك أسبانيا المسيحيه التي اشتدت قوتها وقويت رغبتها لإستلاء على ما بقي في أيدي المسلمين من أرض ببلاد الأندلس ,فسقطت المدن الإسلاميه بالأندلس الواحده تلو الأخرى , ولم يبقى سوى الدوله بني الاحمر في أقصى الجنوب الشرقي
دوله بني الأحمر أو بني النصر
بنو الأحمر نسبه إلى محمد بن يوسف بن احمد بن النصر بن الاحمر مؤسس الدوله , استطاع بنو النصر أن يحافظوا على دولتهم مائتين وخمسين سنه , تعاقب خلالها على الحكم 21 ملكا . فكانت مملكتهم آخر معاقل الإسلام في الأندلس وبقيت في صراع دائم للمحافظه على مصيرها ,أمام تواصل الضغط الصليبي من ناحيه , وتنافس أفراد الأسره على العرش و السلطان من ناحيه ثانيه
مملكه غرناطه
أصبحت مدينه غرناطه عاصمه للدوله , وشهدت الحضاره العربيه في عهدها إشراقا كبيرا , وكانت ملاذا للهاربين من أيدي النصارى ولبقايا مقاتلي المسلمين كما هاجر إليها عدد كبير من المعلمين و الصناع وازدحمت بالحرفيين والتجار , فصارت مكانا عامرا بالسكان نتج عنه ازدهارا للإقتصاد .... كما عرفت الحياه الفكريه و الثقافيه في غرناطه رجالا مشاهير منهم لسان الدين محمد بن الخطيب , وصديقه العلامه عبد الرحمان بن خلدون ,والعالم المتصوف محي الدين بن عربي , وغيرهم كثيرا .وقد يكون أعظم ماخلفته أسره بني خلدون التي حولت الهضبه الحمراء إلى مدينه ملكيه هو قصر الحمراء الذي يعد من أشهر صروح الفن المعماري الإسلامي
لسان الدين بن الخطيب
ولد في لوشه جنوبي غرناطه سنه 713 ه /1313م وتوفي عام 776ه/1374 م وكان يدعى بذي الوزارتين الأدب والسيف , كتبه تناهز الستين .معظمهافي التاريخ وتخطيط البلدان والشعر والأدب والتصوف والطب , وأهمها الإحاطه في أخبار غرناطه
سقوط الأندلس وغزو أوروبا لسواحل المغرب الإسلامي
-سقوط غرناطه
شجع الشقاق الذي كان بين أبناء على أبي الحسن آخر أمراء غرناطه حول السلطه على تقويه دعوه إيزابيلا ملكه قشتاله للقضاء نهائيا على دوله بني الأحمر وطرد المسلمين جميعا من الاندلس
كان زواج هذه الملكه من فيردينارد الثاني ملك أراغونه قد حقق اتحاد المملكتين مما قوى عزم النصارى على تحقيق أهدافهم ضد بني الاحمر فمضوا يتنازعون من هذه المملكه الأقاليم والمدن . وشددوا حصار على غرناطه حتى استسلمت وسقطت في أيديهم في الثاني من الربيع الأول 897 ه/2 يناير 1492 و أصبح هذا التاريخ يمثل محطه تاريخيه يتوقف عندها كل متأمل في الحضاره الانسانيه
نقض معاهده الاستسلام
نصت معاهده الاستسلام على التزام الاسبان بضمان حريه المسلمين الدينيه , واحترام مساحاتهم ومدارسهم وممتلكاتهم , لكن الاسبان ما لبثوا أن نقضوا تلك العهود وشهد المسلمون ألوانا من التنكيل ومصادره مؤسساتهم و أملاكهم وحملهم على ترك الاسلام و التنصر , وأقيمت لهم محاكم التفتيش لمراقبه التزامهم بالمسيحيه ومن بقي منهم سموا مورسكيون
محاكم التفتيش
كانت تحكم على المسلمين بعد تعذيبهم بالاحراق و الاغراق و النفي
غزو الاساطيل الاوروبيه لسواحل المغرب
كان الضغط الصليبي متواصلا حيث قاد ملك فرنسا لويس التاسع حمله على تونس سنه 668 ه /1270 م عرفت بالحمله الصليبيه الثامنه , لكنه فشل , وتوالت الهجومات على المدن الساحليه المغاربيه بعد سقوط غرناطه