ملخص الدرس / الثالثة متوسط/تاريخ و جغرافيا/التاريخ العام/أوروبا في نهاية العصر الوسيط

يعرف العصر الوسيط بأنه الفتره الممتده من تاريه سقوط روما (476م) , إلى تاريخ اكتشاف العالم الجديد (أمريكا عام 1492 م) وهو تاريخ يصادف سقوط غرناطه آخر دوله إسلاميه في الاندلس , ونهايه العصور الوسطى بالنسبه للعالم الأوروبي مرتبطه بحدث تاريخي يتمثل في سقوط القسطنطينيه عام 1453 م على يدالعثمانيين المسلمين

أما الاطار الجغرافي للعصر الوسيط 

فيشمل جميع البلاد  التي أسهمت في تشييد الحضاره المسيحيه في الغرب الاوروبي منها بريطانيا , بلجيكا , ألمانيا , إيطاليا , فرنسا

من خلال ما عرفته أوروبا من أحداث وتفاعلات وتقدم انطلقت حركه جديده لعصر تاريخي جديد عرف بالعصر الحديث , تميز عن سابقه بحدوث تطور في مختلف مجالات الحياه 

تفكيك الأنظمه القديمه 

عملت البابويه على امتلاك نفوذ سياسي فوق نفوذها الديني , مما جعلها تعيش صراعا مستمرا مع الاباطره و النبلاء , وازداد هذا هذا الخلاف في أواخر العصور الوسطى واحتدم الصراع حول ممارسه السلطه السياسيه و الإداريه 

إلى أن سقطت القسطنطينيه سنه 1453 م على يد العثمانيين فأصبح حق وراثه الإمبراطوريه  البيزنطيه سببا لمزيد من الإضطرابات 

وسط هذا الوضع أضعف كلا الطرفين البابويه و الأباطره ظهرت قوه ثالثه تمثلت في الملوك والأمراء يدعمهم بعض المفكرين ورجال الدين و طبقه الفلاحين التي عانت من نظام الانقطاع وتم تشكيل حكومات حديثه بأوروبا أدت إلى تغيير نظم الحكم و إعاده تشكيل الخريطه السياسيه 

بروز ممالك ودويلات تجاريه 

إن تطبيق مبدأ تقسيم الملك على أبناء الملك , كان أمرا سائدا في أوروبا مما كان يتسبب في تفتيت الدوله أحيانا , وهو ما حدث في عهد لويس التقي بن شرلمان حيث انتهى النزاع بين أبناءه إلى تقسيم الأمبراطوريه بينهم

لم تكن دول أوروبا في القرن 15 م مثل ما هي عليه الآن بل الكثير منها كان عباره عن إمارات ومقاطعات متنازعه أحيانا , أهمها فرنسا , إنجلترا , إسبانيا , البرتغال الإمبراطوريه الألمانيه ,ودوقيه كوسكو ودول المدن الإيطاليه والدول الاسكندنافيه

الاصلاح الديني

ظهرت حركه الاصلاح الديني و أبرزها اللوثريه نسبه إلى زعيمها الأول مارتن لوثر (1483-1546 م) نتيجه الفساد الذي عرفته الكنيسه في ذلك العهد فأدت إلى

- تعدد المذاهب الدينيه كاثوليك , أرثوذوكس , بروتيستانت . وما نتج عن ذلك من حروب

- تزايدالحركات التبشيريه في أوروبا وخارجها , تلك التي اسهمت في حركه الاستعمار الحديث

الكاثوليكيه اسم شامل للمسيحيين التابعين لبابا روما , وهي مذهب وعقيده مسيحيه

الاورتوذوكسيه مذهب ديني مسيحي يخالف الكاثوليكيه , وهو منتشر في أوروبا الشرقيه خاصه

البروتوستانيه نشأت كحركه احتجاجيه في ألمانيا على يد مارتن لوثر , ثم انتشرت في أوروبا واستقل أتباعها عن الكنيسه الكاثوليكيه في روما  

أ- تحضيرات الخضاره العربيه الإسلاميه 

- عن طريق صقليه 

لقد أنشأت بالبلاد الإيطاليه مدارس على غرار المدرسه التي أقامها المسلمون بمدينه باليرمو عاصمه صقليه الإسلاميه , حيث ازدهرت الجزيره في العهد الإسلامي الذي دام أزيد من 270 سنه , ولما خلفهم النورمان تأثروا بهم وساروا على نهجهم في التسامح الديني وتنشيط الحركه الفكريه و العلميه . وليس أدل على ذلك من بقاء اللغه العربيه رسميه للجزيره طوال حكم النورمان لها , وغدت جزيره صقليه من أبرزمماليكغرب أوروبا في العصور الوسطى وذلك بحكم مركزها بين المشرق العربي الاسلامي والغرب الأوروبي المسيحي 

- عن طريق الأندلس 

لم تقتصر علاقه المسلمين في الأندلس بالأوروبيين المسيحيين على النزاعات والحرب بل قامت بينهم علاقات سلميه عرف من خلالها النصارى ما كان للمسلمين من نظم سياسيه ودينيه ونشاط ثقافي علمي .

وكان من الطبيعي أن يتأثر الأوروبيين بذلك وأن ينسجو على منواله , ولما تمكن الإسبان من الإستلاء على مدينه طليطله عام 479 ه /1086 م , اخذ ملوك قشتاله يعملون على رفع مستوى الثقافه بين شعوبهم , فظهرت مدرسه المترجمين , وتم نقل الكثير من الكتب العربيه إلى اللاتينيه ... وبفضل هذه الكتب عرفت أوروبا العلوم  الرياضيه وخاصه الصفر فأدخلته في نظامها العددي وبذلك استغنت عن الطريقه الرومانيه القديمه في الحساب وهي الطريقه التي تعتمد على القيم العدديه للحروف الأبجديه 

حركه الاقتباس من العلوم العربيه الاسلاميه 

انتقلت التأثيرات الحضاريه للعرب المسلمين إلى أوروبا ابتداءا من القرن 11 م , حيث توافد طلاب العلم من مختلف أنحاء أوروبا إلى مدارس صقليه و المغرب (بجايه) و الأندلس للنهل من مختلف العلوم العربيه .

وكان لهذه الموجه أثرها البالغ في دعوه الإصلاح الديني وقيام حركه النهضه في أوروبا وإزدهار العلم والفكر فيها, فأستسقظت أوروبا على علوم العرب و آدابهم ومنجزاتهم الحضاريه الراقيه 

خلال القرن الخامس عشر قام الأوروبيون برحلات كبرى , معتمدين على نتائج الدراسات العلميه ووفره الوسائل المرشده كالبوصله والإسطرلاب فتمكنوا من تحقيق أحلام ملوكهم ورغباتهم فوصلوا إلى قاره أمريكا وفتحوا طرقا بحريه لم تكن معهوده , هذه الحركه التي نتجت عنها تغيرات حضاريه عظيمه , عرفت بالإكتشافات الجغرافيه الحديثه 

دوافعها 

لم يكن تطور علم الجغرافيا أو حب المغامره وحتى العامل الإقتصادي دوافع وحيده للإكتشافات الجغرافيه , وإنما كان رجال الدين يباركونها بقولهم "كل من يلقى حتفه في هذه الأسفار مغفور الذنوب" فاكتست العمليه طابعا دينيا كما كانت مطيه للتبشير بالعمل على نشر المسيحيه في المناطق المكتشفه

نتائجها

وقد اكتشف في الرحاله الأوروبيين كريستوف كولومبس وماجلان وفاسكو ديجاما الذي وصل إلى الهند عن طريق رأس الرجاء الصالح بمساعده البحار العربي أحمد بن ماجد , ومهدت هذه الرحله لإنشاء مستعمرات برتغاليه على سواحل إفريقيا و الهند والخليج العربي , وقد تحولت تلك المستعمرات إلى إمبراطوريات استعماريه كبرى , كإمبراطوريه البرتغال وبريطانيا وهولندا , مما فتح الباب واسعا لهجره الأوروبيين نحو الأراضي الجديده ونشطت معها تجاره العبيد

الحركه التجاريه البحريه 

عند نهابيه القرون الوسطى (القرن 15م) كانت للأوروبيين تجاره كبيره مع المشرق (الصين , الهند , جزر الهند الشرقيه ) . وكانت سيطره المسلمين و الإيطاليين على هذه التجاره وطرقها الرئيسيه حافزا لدول  أوروبيه , في مقدمتها البرتغال و إسبانيا , دفعها إلى البحث عن طريق جديد للوصول إلى الشرق دون وساطه العرب و الإيطاليين , فتمكنوا من اكتشاف طرق تجاريه بحريه والسيطره عليها منها 

1- الطريق البحري نحو القاره الأمريكيه  عبر المحيط الأطلسي

2- الطريق نحو الهند عبر رأس الرجاء الصالح (جنوب القاره الأفريقيه ) 

كريستوف كولومبس

وصل إلى خليج فلوريدا سنه 1492 م على رأس بعثه بحريه برعايه إيزابيلا ملكه إسبانيه إذ ركب البحر بسفينته "سانتا ماريا" متجها غرب أوروبا قاصدا الهند , حيث كان متأكد من أن هذا المسار يثبت له كرويه الأرض ويصل إلى هدفه من اقصر طريق , إلا أن هذا الملاح الإيطالي الأصل مات عام 1506 ولم يدر بأنه مكتشف قاره جديده , إنها القاره التي وصل إليها بعد ذلك أمريكو فسبوتشي وأثبت أنها تقع بين الهند و أوروبا فسميت باسمه أمريكا 

ماجلان

لقد عبر المضيق الذي يعرف إلى اليوم باسمه في أقصى جنوب القاره الأمريكيه , في رحلته التي شرع فيها سنه 1519 م , والتي اتجه فيها غربا حتى وصل إلى آسيا من الجهه الشرق , ولقي مصرعه وهو يدعو للمسيحيه بالفليبين بعد أن وعده ملك إسبانيا بمكافأه تعيينه حاكما على كل منطقه يكتشفها 

الطرق الرئيسيه التي كانت تمر بها تجاره الشرق نحو أوروبا 

1- طريق بحري عبر المحيط الهادي , فالخليج العربي إلى البصره ومنها إلى موانئ بلاد الشام

2- طريق بحري عبر البحر الأحمر , فالسويس ومنها إلى القاهره فالاسكندريه 

3- طريق بري يخترق أواسط آسيا إلى الأناضول حتى القسطنطينيه ويسمى طريق الحرير 

ا- الحروب الصليبيه

 كانت الحروب الصليبيه أحد عوامل النهضه التي شهدتها أوروبا , ومن أهم آثار تلك الحروب 

-إعاده الوحده الدينيه لأوروبا حيث تم التوحيد بين الكنيستين الأرثوذكسيه الشرقيه والكاثوليكيه الغربيه تحت زعامه واحده, فكانت ولو على المدى البعيد تمهيدا لليقظه الدينيه  ومانتج عنها من نهضه فكريه وفنيه 

- ظهور المدن الحديثه  وظهرت معها طبقه التجار وما ترتب على ذلك من تغير في الدور السياسي و الاقتصادي حيث ضعفت سلطه النبلاء الإقطاعيين وانتقل الولاء للملوك 

- عوده الصليبيين إلى أوطانهم بمعارف اقتبسوها أيام تواجدهم بالمشرق بجوار أمه تميزت بحضارتها التي يحكمها حسن الخلق وحسن الجوار 

ب- الحركه الفكريه والثقافيه 

أدى الاكتشاف الذي توصل إليه الألماني " يوحنا غوتمبرغ" باختراعه آله للطباعه بالحروف المتحركه وذلك حوالي 1450م إلى ثوره حقيقيه في الأدب والفكر لينقضي بذلك عهد التعليم الشفوي وبدأ عهد التعليم بالكتاب والنصوص التي انتشرت بسرعه وأصبح بإمكان الكثيرين مطالعتها بعد أن كانت المعرفه حصرا على فئه محدوده على رأسها رجال الدين , فتأسست بذلك ثقافه جديدخ تزعمها " الإنسانيون " وكان لكل بلد أدباؤه 

وشعراؤه الذين عبروا بلغاتهم القوميه فظهرت الإيطاليه و الفرنسيه و الإسبانيه والإنجليزيه وانطلقت عبقريه الأفراد لتسهم في تطور المجتمع

ج- هجره العلماء 

إثر سقوط القسطنطينيه سنه 1453 م تبع هذا الحدث هجره جمع غفير من العلماء قصدواإيطاليا على وجه الخصوص حيث اجتمعوا بالعلماء القادمين من الأندلس وصقليه فتكونت نخبه نهضت بالفكر الأوروبي وبعثت الثقافه . فنشأت المكتبات العامه والجامعات التي ضمت المثقفين بعيدا عن سلطان الكنيسه 

الإنسانيون  سموا كذلك  لإهتمامهم  بالإنسان بحيث جعلوه محور موضوعاتهم في ميادين الفكر و الفن و الأدب ومرجعا لكل نشاط بعد أن تحررو من تفسير الأمور انطلاقا مما تمليه الكنيسه