ملخص الدرس / الثانية متوسط/العلوم الشرعية/الأخلاق و الآداب الإسلامية/التعاون
مفهوم التّعاون
النصوص المعتمدة :
وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)الآية 9 من سورة الحشر
والحديث :" مثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمِهِمْ وتَعاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ"
شرح المفردات :
تبوءوا : سكنوا
الدار : المدينة المنورة
يؤثرون على أنفسهم : يفضلون غيرهم على أنفسهم .
خصاصة : حاجة
شح : بخل
مفهوم التّعاون:
هو عمل جماعيّ يشترك فيه النّاس للمصلحة العامّة، مثل التّعاون بين الجيران على نظافة عمارتهم وحيّهم، أو التّضامن فيما بينهم لمساعدة المريض والمحتاجمنهم، خاصّة في المناسبات، ومثله التّعاون بينك وبين زملائك في مراجعة دروسكم..
تعريف التعاون على الخير: التعاون على الخير لغة هو مساعدة إنسان لإنسان في أمر نافع , وهو شرعا أن يساعد المؤمن أخاه على فعل الخير وتجنب الشر.
الحثّ على التّعاون:
حثّنا الله على التعاون على الخير، ونهانا عن التعاون على الإثم والاعتداء على غيرنا، لأنّ ذلك يعتبر تعاونًا سلبيًا يسيء إلى وحدة المجتمع ويؤدي إلى الهلاك. فقال: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّاللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ سورة المائدة/ 02
كما حثّنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على التّعاون في أحاديث كثيرة، منها قوله:
" وَاللهُ فِ عَونِ العَبْدِ مَا كَانَ العَبْدُ في عَونِ أَخِيهِ " . رواه مسلم
" مَنْ كَانَ فِ حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِ حَاجَتِهِ ". رواه البخاريّ
" يَدُ اللهِ مَعَ الجَمَعَةِ ". رواه التّرمذيّ.
فالله تعالى جعل التّعاون من طبيعة جميع مخلوقاته، حتّى أصغرهم حجمً كالنّحلوالنّمل.. فنرى هذه المخلوقات تتّحد وتتعاون في جمْع طعامها وبناء مساكنها وتتحد لصدّأعدائها. والإنسان أولى بالتّعاون لما كرّمَه الله به من عقل ومكانة.
أهمية التعاون:
يعتبر التّعاون بين النّاس من ضروريّات الحياة، لأنّ كلّ فرد يحتاج إلى الآخر، فمهما كانت مهنة الواحد فإنه يحتاج إلى أصحاب المهن الأخرى، ولذلك فهم دائماً بحاجة إلى بعضهم البعض، ولن يتحقّق لهم ذلك إلّ بالتعاون.
أهمية التعاون وفوائده :
فوائد التّعاون:
للتعاون فوائد عديدة، أهمّها:
السُّعة في إنجاز الأعمال الشّاقة وبأحسن صورة، حيث يؤدي كُلُّ فَرْدما يُ ْسِنُهُ في المجموعة.
التّماسك والقوّة بين أفراد المجتمع، فالمتعاونون تَصعُب هزيمتهم، مثل العِصيِّ لمّا تكون مربوطة في حزمة واحدة يصعب كسُْها، بخلاف ما لَوْ كانت فرادى يمكن كسرها بسهولة.
وعد الله المتعاونين على الخير بأنّم لن يخسروا أبدا، لأنّ يد الله مع الجماعة، وما دام الله معهم فالنّجاح يكون حليفهم.
انتشار خُلُق الإيثار والقضاء على الأنانيّة، ما دام كلّ فرد يبذل ما عنده للآخر عن حبّ ورجاء مرضاة الله.
توفير الجهُد والوقت وتَذْليل الصِّعاب والمشََاق.
المحافظة على قوة المجتمع وتماسكه وطهارته.
نشر المحبة بين المؤمنين وتمتين العلاقات بينهم .
المساهمة في تطور المجتمع وتقدمه .
التيسير على الضعفاء والرفق بذوي الحاجات .
إتقان العمل وتقوية الإنتاج وربح الوقت ...
نيل محبة الله ورضوانه .
نماذج من التّعاون:
اشتُهِر النّبيُّ صلى الله عليه وسلم قبل بعثته بسعيه في قضاء حوائج النّاس وإعانتهم، وها هي أمّنا خديجة رضي الله عنها تقول للنبيّ صلى الله عليه وسلم لمّا نزل عليه الوحي أوّل مرّة: " كَلاّ وَالله ماَ يُْزِيكَ الله أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الَْعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَ نَوَائِبِ الَْقِّ ". رواه البخاري . كما كان الصّحابة رضوان الله عليهم مثالا في التّعاون، كتعاونهم في بناء المسجد النبوي، وحفر الخندق لمّا حاول الأحزاب من الكفّار الهجومَ على المدينة المنوّرة.وتاريخنا المجيد أثبت للعالم أنّه لولا تعاون آبائنا وأجدادنا واحتضانهم الثّورة لما تمكّن المجاهدون من طرد المستعمر الغاشم.