ملخص الدرس / الثانية متوسط/العلوم الشرعية/السيرة النبوية/هجرة الصحابة الأوائل إلى الحبشة
ما هي الهجرة الى الحبشة ؟
الهجرة إلى الحبشة هي انتقال المسلمين مؤقّتًا من مكّة المكرّمة إلى الحبشة، وقد تمّت على مرحلتين :
الهجرة الاولى الى الحبشة
هاجر أوَّلُ فوج من المسلمين إلى الحبشة في السّنة الخامسة ( 5) من البعثة، وكان مكوَّنا من اثني عشر ( 12 ) رجلا وأربع نسوة،
وفي مقدّمتهم عث امن بن عفّان وزوجتُه رُقيَّة بنت الرّسول صلى الله عليه وسلم. حيث تسلّلوا سًِّا في الظّالم، وسلكوا طريق البحر الأحمر.
وكانت هذه الهجرة برهانا ساطعا على مدى إخ الص المسلمين لعقيدتهم.
الهجرة الثانية الى الحبشة
في المرّة الثّانية هاجر فوج آخر من المسلمين، وكان مكوّنا من ثلاثة وثمانين (83 ) رجلا وث امن عشرة ( 18 ) امرأة. وذلك لاستمرار العنف والتعذيب ضدّ المسلمين.
لماذا كانت الهجرة إلى الحبشة بالذّات؟
لمّا رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يصيب أصحابه من الأذى من قريش، أَمَرَهُم بأن يهاجروا إلى الحبشة، لعلمه أنّ ملكها النّجاشي مَلِكٌ عادل، لا يُظلَم عنده أحد.
موقف قريش من هجرة المسلمين إلى الحبشة:
تيقّظت قريشٌ لهذه الهجرة، ولم يطب لها أن ترى المسلمين يَنْجُون بأنفسهم بالهجرة إلى ب الد الحبشة، فسَعَت إلى إفساد تلك الهجرة بإرسال وَفْدٍ إلى النجاشيِّ محمّلٍ بالهدايا الثّمينة، ليُعيدَ هؤلاء الصّحابةَ إلى مكّة.
النّجاشي يَنْصر المسلمين
إلَّ أنَّ النّجاشيَّ كان رجلا شريفا لا يُِبُّ الظّلمَ ولا يَتَخلَّ عن المظلومين، حيث استمع إلى مبعوث قريش عمرو بن العاص واستمع إلى جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه فوجد الحقّ إلى جانب المسلمين، وخاصّةً عندما قرأ جعفر عليه آيات من سورة مريم، فوجد أنّ دين الإسلام ودين عيسى عليه السّلام يخرجان من مشكاةٍ واحدة، فبكى وبكى القسّيسون حوله، فأعطى الأمان بعد ذلك للمسلمين في بلاده يعملون بها ويتاجرون
ويحترفون الصّناعات بِحريّة واحترام شديدين.
الرسول(ص) في الطائف
في شوّال من السّنة العاشرة بعد بدء نزول الوحي، خرج النبّي صلى الله عليه وسلم إلى الّطائف، وهي تبعد عن مكّة بأِكثر من مائَة (100 ) كلم.
1 - في الطريق إلى الطّائف:
سارَ النبّي صلى الله عليه وسلم إلى الطّائف سَيًْا على الأقدام ذهابا وإيّابا، ومعه زيْدُ بنُ حارثة رضي الله عنه، وكان كلّما مَرَّ على قبيلة في الطّريق إلا دَعَا أهلها إلى الإسلام، فلم يستجيبوا له. ومثل هذه المواقف تظهر لنا تضحية وصبر النبيّ صلى الله عليه وسلم من أجل نشر دين الإسلام.
أقام النبي صلى الله عليه وسلم في الطّائف عشرةَ أيّام، لا يَدَعُ أَحدًا مِن أهلها إلاّ كلّمَه، قالوا: اخْرُج من بلادنا. وأمَرُوا سفهاءَهم وصِبْيَانَم أنْ يَسُبّوه ويَرْمُوه بالحجارة، حتّى أُدْميَت رجلاه، وكان زيدُ بنُ حارثة يحْميه بنفسه حتّى أصيب في رأسه، وهنا تظهر تضحية وصبر النبي صلى الله عليه وسلم من أجل نشر دين الإسلام.
حوار مع غلام نصراني
لجأ الرّسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلى بستان ليستريح، حيث جاءه غلام يقال له عَدَّاس بعنقود من عنب، فلمّ وضعه بين يديه مَدّ يدَه إليه قائلً: «بِسْمِ الله »، ثمّ أكَل. فقال عدّاس: إنّ هذا الكلام ما يقولُه أهلُ هذه البلاد! فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مِن أيِّ البلاد أنت؟ وما دينُك؟ » قال: أنا نَصرانيّ من أهلِ نَيْنَوَى (بالعراق). فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مِن قرية الرّجلِ الصالحِ يونُسَ بْنِ مَتَّى ؟»
قال له: وما يُدريك ما يونُسُ بْنُ مَتّى؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ذاك أخي، كان نبيًّا وأنا نَبيّ " . فقبّل عدّاسُ رأس الرّسولِ صلى الله عليه وسلم ويديْهِ ورجليْهِ.
في طريق العودة الى مكة
لجِبَال، وطلب منه إنْ شاءَ أنْ يُطْبِقَ عليهم الأخْشَبَين )جبَلان في مكة يُطِلاّن على المسجد الحرَام(، فقال النّبيّ الرّحيم صلى الله عليه وسلم: " بَلْ أَرْجو أنْ يُرجَ اللهُ مِن
أصلابِم مَن يَعبُدُ اللهَ وحدَه لا يُشركُ به شيئا " .
الإسراء و المعراج
الإسراء والمعراج رحلة أكرم الله بها نبيّه صلى الله عليه وسلم في العام العاشر من البعثة، بعد أن فقد أعزّ النّاس على قلبه وهما عمُّه أبو طالب وزوجتُه خديجه رضي الله عنها، حتى سمّي ذلك العام عامَ الحُزن. وقد أخبرنا الله تعالى عن الإسراء والمعراج في كتابه العزيز في سورة الإسراء بقوله: ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْآيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ سورة الإسراء /الأية 1.
أحداث الإسراء و المعراج
1- الإسراء:
هي الرّحلة الّتي أكرم الله بها رسولَه صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام (بمكّة) إلى بيت المقدس (بفلسطين) ليْلا. راكبًا على ظَهر البَُاق صُحبة جْبريلَ عليهما الصّلاة والسّلام، فنزل هناك، وصلّ بالأنبياء إمامًا.
2- المعراج:
هو صعوده في تلك الّليلة من بيت المقدس إلى السّماوات العُلى، حتّى بلغَ سِدْرة المُنْتَهى، ورأى الجنّة ونعيمَها والنّار وعذابَا.
3- فرض الصّلاة:
في رحلة المعراج فَرَض الله جلّ جلاله الصّلاة في أعلى المقامات، وهذا دليلٌ قاطع وبرهانٌ أكيد على أهميّة هذهِ العبادة، فلماذا فرض الله الصلاة بهذا المكان من السماء؟ ليس ذلك إلاّ لعظمة هذه العبادة.
لقد فرضت في ذلك المكان من السّماءلعظمة شأنها، فهي الرُّكن الأعظم من أركان الإسلام بعد التّوحيد. والجدير بالذكر أنّ الصّلاة أول ما فرضت كانت خمسين صلاةً في اليوم والّليلة، ولكنّ الله خفّفها علينا حتّى صارت خمس صلواتٍ في اليوم والّليلة، وأجرها بأجرِ خمسين صلاة.
4 - موقف قريش من الإسراء والمعراج: وفي الصّباح من تلك اللّيلة المباركة، أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه برحلته وما حدث له فيها، فاشتدّ تكذيبهم له، في حين صدّقه أبو بكر رضي الله عنه لمّا بلغه النبأّ من المشركين، رغم أنّه لم يَلْتَقِ بالنّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ولذلك لُقِّبَ بالصِّدِّيق.
الرسول (ص) يعرض الاسلام على القبائل
بعدما رجع النبيّ (ص) من الطّائف، عرض نفسه على القبائل في مواسم الحجّ، ليشرح لهم الإسلام، ويطلب منهم الإيواء والنصّرة، بعد الذي رآه من أهل الطائف من إيذاء وعدم استجابة لدعوته، فلم يكن يترك فرصة إلا استغلّها في تبليغ دعوته، حتى التقى برجال من المدينة المنوّرة، فدعاهم إلى الإسلام، فآمن منهم ستة ( 06 ) فقط. وفي السنة الثانية عشرة (12 ) بعد البعثة النبّويّة، جاء إلى موسم الحجّ اثنا عشر رجلاً من الّذين أسلموا من أهل المدينة، فلقوا النبيّ (ص) عند العقبة فبايعوه بيعة العقبة الأولى، وسميت بذلك لأنها كانت عند منطقة العقبة بمِنًى في مكّة، وبعثَ النبي معهم الصّحابي الجليل مصعب بن عمير ليُقرئهم القرآن ويعلمهم الإسلام، ثمّ تَلَتْهَا في العام الثالث عشر في موسم الحج بيعة العقبة الثانية، التي بايعه فيها ثلاثة وسبعون رجلً وامرأتان، على أن ينصروه، فكانت هذه البيعة تمهيدًا للهجرة النبويَّة.