ملخص الدرس / الثانية متوسط/اللغة العربية/الظواهر اللغوية/قواعد اللغةً: حروف النفي

قال اللّه تعالى:﴿لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا.﴾ (سورة النساء  148 ) 

قال اللّه تعالى: ﴿ فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ.﴾ (سورة القيامة 31)        

قال اللّه تعالى:﴿ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ . ﴾ (سورة الأنعام 90)  

قال اللّه تعالى:﴿ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. ﴾ (سورة الحجرات 14)

قال اللّه تعالى: ﴿ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوا وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ.﴾ (سورة ص 3)                  

قال اللّه تعالى: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ.﴾ (سورة آل عمران 85)

قَال تَعَالَى: ﴿وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ.﴾ (سورة البينة 4)

الكلمات التي تحتها خط في النص: ( لا – لم – لما – لات – غير – ما) ماذا حدث في الجمل عندما دخلت هذه الحروف عليها؟         

ففي الآية الأولى: قال اللّه تعالى:﴿لَّا يُحب اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا.﴾  " لا" هنا نفت حب الله للجهر بالسّوء، و إذا حذفت تحولت الجملة إلى الإثبات.           

وفي الآية الكريمة الثانية: قال اللّه تعالى:  ﴿ فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ.﴾ هنا نفت لا فعلين هو صدّق، صلى و أصبح المعنى مختلف بعد نفيه فالمؤمن الصّالح يتحلى بصفات حسنة و يطيع اللّه بالصّلاة و يتقرب إليه لينال رضاه بإخراج صدقة من ماله للفقراء و من يصدّ عن فعل ذلك فهو آثم لا ينال شيئا سوى غضب اللّه.

و نفسالحكم ينطبق على الآية الثالثة: قال اللّه تعالى:  ﴿  قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا...﴾ فهنا ينفي سؤاله أجرا. 

وفي الآية الرابعة: قال اللّه تعالى:﴿  قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. ﴾  لم نفت حدوث الفعل في الماضي ( لم يؤمنوا) رغم أن زمن الفعل مضارع، أما لما فقد نفت حدوث الفعل في الماضي و المضارع و المستقبل( لما يدخل الإيمان في قلوبكم) فالله أعلم بقلوبهم و ما تختلج أنفسهم.

النَّفْيُ: هُوَ إِنْكَارُ ثُبُوتِ حُكْمٍ مَا لشَيءٍ مَا، باسْتِخْدامِ أداةٍ مِنْ أَدَواتِ النَّفْيِ.

وأَشْهَرُ أَدَواتِ النَّفْيِ عَشَرَةٌ: هِي: «لَا»، و«مَا»، و«لَم»، و«لمَّا»، و«لَنْ»، و«ليْسَ»، و«لَاتَ»، و«إِنْ»، و«غَيْرُ»، و«لَا النَّافِيَةُ للجِنْسِ.»

تختلف حروف النّفي من حيث دلالتها و طرق استعمالها فمنها ما يدخل على الفعل المضارع فتجزمه و منها لا تغير حركة إعرابه و تكتفي بنفي معناه مثل: ( لا يحبُ – لم يؤمنوا – لما يدخل) و منها ما يدخل على الفعل الماضي مثل: ( ما تفرق- لا صدق و لا صلى) و ستتعرف أكثر على كل حرف فيما يلي:

لا (النّافية): وهي التي تدخل على المضارع لتغيّر بذلك المعنى من الإثبات إلى النّفي، ومن الأمثلة عليها: لا تكتب على الحائط، أو لا يزهقُ الحقّ.دلالات أدوات النّفي ووظائفها:

لا (النّاهية): وهي التي تدخل على المضارع فتجزمه وتعطي معنى النّهي، وبها يتحوّلِ زمن الفعل المضارع إلى الاستمرار أو المستقبل، ومن الأمثلة عليها: ادرس بجدّ ولا تهملْ وظائفك.

لا (النّافية للجنس): وهي التي تدخل على الجمل الاسميّة، ومن الأمثلة عليها لا مُحاباة في الحق، أو لا إله إلا الله.

لمْ: هي أداة تدخل على الفعل المضارع وتقوم بتغيير المعنى به من الإثبات إلى النّفي فتعمل فيه الجزم، وتحوّلِ هذه الأداة زمن الفعل من الزّمن المضارع إلى الزّمن الماضي، مثل: لَمْ يُدلِ المهندس بصوتِهِ حتّى الآن في الانتخابات.

لمّا (غير الظّرفية): هي أداة تدخل على المضارع وتقوم بتغيير المعنى فيه من الإثبات إلى النّفي وتعمل فيه الجزم، وتقوم هذه الأداة بتحويل زَمَنَ الفعل من المضارع إلى الماضي، ومن الأمثلة عليها: حضر كلّ المدعوّون ولمّا يحضر سعيد.

لَيْسَ: وهي من الأدوات التي تدخل على الجملة الاسميّة، وتسمّى بالنّاسخة فهي تنصب الخبر وتغيّر المعنى من الإثبات إلى النّفي أيضاً، ومن الأمثلة عليها: ليْسَ التّعلُّم صعباً.

لات: هي أداة قليلة الاستخدام وتدخل على الجملة الاسميّة، وهي أداةٌ ناسخةٌ ويكون اسمها محذوفٌ وتقوم بتغيير المعنى في الجملة من الإثبات إلى النّفي، ومن الأمثلة عليها: لاتَ وَقْتَ لَهْوٍ وتعني: (ما هذا وقْتُ لَهْو).

لن: هي أداة نفيٍ تأتي قبل الفعل المضارع، فتقوم بتغيير المعنى فيه من الإثبات إلى النّفي، وتعمل فيه النّصبَ وتحوّل الزَّمن في الجملة إلى المستقبل، ومثالها: لَنْ تستطيعَ التّوصّلَ إلى نتيجة وأنْتَ غاضبٌ. 

ما النّافية: وهي حالتَين الأولى والتي تدخل على الفعل الماضي والفعل المضارع وتشبه حالة لا (النّافية) تغيّر المعنى فيتحوّل من الإثبات إلى النّفي، ومن الأمثلة عليها ما رَضِيَ الولدُ. والنّوع الثّاني تدخل فيه ما على الجملة الاسميّة ناسخةً فترفعُ المبتدأ ليصير اسماً لها وتنصبُ الخبر، وتغيّر المعنى من الإثبات إلى النفي، ومن الأمثلة عليها: ما هذا بقولٍ فصيحٍ.

إن: وهي حالةٌ تشابه حالة ما فتسمّى بالعربيّة أختُ ما فتدخل مثلها على الجملة الاسميّة لتغيّر المعنى من الإثبات إلى النّفي، ويمكن أن تجدها مع أداة الحَصْرِ إلّا، ومثالها: إنْ أَنْتَ إِلاّ أخٌ.  

لام الجُحود: وهي أداة نفي تدخل على الفعل المضارع بعد كان وأخواتها والتي تسبقها أداة نفي لتوكيد النّفي، ومن الأمثلة عليها ما كُنتُ لِأُهمل تربية أبنائي. 

أسلوب النفي هو أسلوب خبري ننفي به حكماً باستخدام إحدى أدوات النفي: ( لا – لم – لمَّا – لن – ما – ليس – إنْ – لات ـ غير)

ليس وغير اسمان والبقية أحرف

لا:تكون نافية لا عمل لها أونافية عاطفة أو عاملة عمل ليس أو نافية للجنس عاملة عمل إنَّ.

وهي تنفي الفعل الماضي والمضارع والجملة الاسمية.

وتكون حرف جواب للاستفهام

ما:تكون نافية غير عاملة أو نافية عاملة عمل ليس وتسمى ما الحجازية. 

وهي تنفي الفعل الماضي والمضارع والجملة الاسمية.

لم:حرف ينفي الفعل المضارع (يقلبه من الزمن الحاضر أو المستقبل إلى الزمن الماضي) ويجزم فعلا مضارعا واحدا،مثال: لم أزرك أمسِ.

لمَّا:هو مثل لم غير أنَّ نفيه يستمر إلى زمن التكلُّم,وهي تدلُّ على أنَّ الفعل بعدها يمكن وقوعه في المستقبل،مثال:نضجت الثمارولمَّا تُقطف.    لمَّا يعد المسافر.

لن: حرف ينفي المضارع وينصبه،مثال:لن أكذب عليك.

ليس: تنفي الجملة الاسمية،مثال:ليس البرد شديدا.

وتنفي المضارع فتكون بمعنى (لا)،مثال: وزائرتي كأن بها حياء ... فليس تزور إلا في الظلام (أي فلا تزور..)

إن: تنفي الجملة الاسمية وهي تعمل عمل ليس (ترفع اسمها وتنصب خبرها)، مثال:إنْ أحد خيراً من أحد إلا بالتقوى والعمل الصالح.

لات: تنفي الجملة الاسمية وتعمل عمل ليس فترفع المبتدأ ويسمى اسمها وتنصب الخبر ويسمى خبرها،مثال:قال تعالى: فنادوا و لاتحين مناص.. (التقدير:ولات الحين حين مناص.)

غير: تنفي الجملة الاسمية ولا عمل لها،مثال:الباب غير مفتوح.

لا:تكون نافية لا عمل لها أونافية عاطفة أو عاملة عمل ليس أو نافية للجنس عاملة عمل إنَّ.

لا النافية التي لا عمل لها:(ليست عاطفة ولاحرف جواب)

تنفي الأسماء وتكون مكررة،مثال:لا في الداررجل ولا امرأة.

وتنفي الفعل الماضي،مثال:ما أكل المريض طعاما ولا شرب ماء. (يمكن استبدال لا بما،مثال:ما أكل المريض طعاما وما شرب ماء.). وتنفي المضارع،مثال:المسلم لا يكذب.

تنبيه:لا تدخل على الماضي في بداية الجملة :

إلا إذا دلت على الدعاء،مثال:لا فُضَّ فوك.

 أو كررت في أسلوب العطف،مثال:قال تعالى:" فَلا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى". القيامة:31

لا النافية العاطفة:تأتي بعد خبر أو أمر،مثال:زارنا محمد لا خالد.اشرب شايا لا قهوة.

لا النافية العاملة عمل ليس:تسمى أيضا لا الحجازية وهي نافية للوحدة ،مثال:لا رجلٌ نائماً في الدار بل رجلان.. 

لا النافية النافية للجنس:تعمل عمل إنَّ فتنصب المبتدأ ويسمى اسمها وترفع الخبر فيسمى خبرها،مثال:لا كتابَ فوق المكتب.

 ما النافية غير العاملة:

تنفي الفعل الماضي،مثال: ما سرقت المال.

وتنفيه في حالة العطف،مثال:ما أكلت طعاما ولا شربت ماء.لا أكلت طعاما ولا شربت ماء.

وتنفي المضارع،مثال:(  وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء......" )يونس: 61.

ما الحجازية وما التميمية:

ما الحجازية تعمل عمل  ليس بكثرة في لهجة الحجازيين,وبلهجتهم ورد قوله تعالى: ما هذا بشراً.ما هُن أمهاتِهم.(لاحظوا نصب بشرا وأمهات على أنهما خبر لما الحجازية)

أما ما التميمية فلا تعمل عمل ليس لأنها حرف غير مختص,فهي تدخل على الاسم والفعل معا,وبلهجة التميميين  قرأ ابن مسعود رضي الله عنه:ما هذا بشرٌ.ما هن أمهاتُهم.(ما بعد (ما) في هاته القراءة مبتدأ وخبر,وكلاهما مرفوع.)

تنبيهات:

يقع النفي على الفعل الماضي والمضارع  فقط أما فعل الأمر فلا يُنفى لأنه من أساليب الإنشاء.

لمَّا يمكن تعويضها بلم.....إلى الآن أو لم.....حتَّى الآن أو لم.....بعدُ.مثال:لمَّا تغرب الشَّمس=لم تغرب الشَمس إلى الآن أو لم تغرب الشَمس حتَّى الآن أو لم تغرب الشَمس بعدُ.

3ـ لمَّا التي تدخل على الماضي هي اسم يفيد الظرفية الزمانية وهي بمعنى حين،مثال:لمَّا دقَّ الجرس دخلنا إلى القسم.