ملخص الدرس / الأولى ثانوي/تاريخ و جغرافيا/التحولات الكبـرى في أوروبا/الثورات السياسية (الانجليزية - الأمريكية - الفرنسية)
الثورات السياسية
إن حركة النهضة و طول مدة انتشارها ة شموليتها و تنوع مجالاتها و نتائجها التي بدأت تبرز في القرن 17 م شكلت قواعد لفكر فلسفي جديد انطلق من الجامعات حاملا لواءه الفلاسفة و الكتاب و المؤرخون , منتقدا الأوضاع القائمة و يدعوا الى التغيير في جميع ميادين الحياة السياسية الاقتصادية و الى بناء مجتمعات جديدة خالية من ارث العصةر الوسطى و الذي ترجمته قيام الثورات التالية :
أولا / الثورة الإنجليزية (البريطانية ) 1688م :
أطلق الإنجليز على الثورة ضد آل ستيوارت اسم الثورة المجيدة و اعتبروها نجاحا سياسيا و دستوريا جعلت الشعب مصدر السلطات
1- أسبابها :
أ- السياسية : سياسة الملوك آل ستيوارت التي تميزت بـ :
- الإيمان بالحق المقدس للملوك (تفويض إلاهي )
- حق الملك في إصدار القوانين دون الرجوع الى البرلمان
- الحرية المطلقة (الحكم المطلق )
ب- المالية :
- تزايد الضرائب على الشعب دون مراجعة البرلمان مما تسبب في استياء شعبي كبير
- رفض البرلمان طلب الملك في فرض ضرائب برلمانية جديدة إلا بعد إصلاح شامل للأوضاع مقدما في ذلك عرسضة ملتمس الحقوق 1628 م
ج- الدينية : تحالف الشعب و البرلمان ضد الملك بسبب ماذاع عن ميله للعودة للمذهب الكاثوليكي
- لصراع الديني الكاثوليكي بين الكنيسة الإنجليزية و الاسكتلندية (الحرب الاسقفية أولى و الثانية بين إنجلترا و اسكتلندا )
أحداث الثورة و تنائجها :
و هكذا هذه العوامل ساهمت في قيم صراع بين الملك و البرمان انتهى بثورة الشعب ممادفع بالملك و البرلمان انتهى بثورة الشعب , مما دفع باللك للاستجابة لمطالب البرلمانيين و دعوته للانعقاد مرة أخرى حيث دام لفترة (1640م - 1653) أثبت فيها البرلمان استقلاليته بالعمل و أصبح مناسفا لسلطة الملك الذي شعر بأنه تحت رحمة البرلمان .
فأحدث ذلك تصادما انتهى بحرب أهلية سنة 1642م حقق فيها البرلمان انتصارا مؤقتا
و بموجب الدستور الجديد أصبحت إنجلترا جمهورية من الناحية النظرية . وفي الواقع أن كرومويلكان يحكم بدون تاج و استمر حكمه حتى سنة 1658 م , لتعود الملكية لإنجلترا ممثلة في شارل الثاني ليكون ملكا عليها (1660 م - 1685م ) حيث اعتلى العرش أخوه جيمس الثاني (1685م -1688م ) و أمام السياية العدائية للبرلمان و تخوف الشعب من تولي أحد أبنائه العرش , أعلن البرلمان خلع الملك و دعوة ابنته (ماري ) وزوجها (ويليام ) حاكم هولندة لتولي العرش , وبهذا ينتهي حكم أسرة آل ستيوارت بثورة سلمية و بدون إراقة الدماء عرفت بالثورة الجليلة او المجيدة سنة 1699م و كان من نتائجها :
-تتويج البرلمان للملك ويليام الثالث سنة 1689 م
- صدور عدة قوانين تنظم الحياة السياسية و البرلمانية و الدينية
- انتشار فكرة إنشاء المجالس النيابية و تركيز الحياة النيابية في مجلسين (اللوردات و العموم )
- التمثيل النيابي حسب الدوائرالانتخابية )
- انتشار الوعي السياسي لحقوق الفرد مع تراجع تدريجي لطبقات العصور الوسطى
- اعتماد نظام الحزبين
- تشكيل نظام مجالس الوزراء
- تأثير الإنجليزية في فكر الفيلسوف جون لوك , الذي كانت كتاباته و أفكاره ملهمة لحرب الاستقلال الأمريكية , و مرددة من قبل رجال الثورة الفرنسية , خاصة ما تعلق بنظرية الحكم المطلق و الحق الإلهي .
الثورة الأمريكية
كان تطور الاستعمار البرياني في العالم الجديد يحمل في ثناياه الحكم الذاتي أو انفصال المستعمرات عن الوطن يوما ما ,و ذلك لأن التكوين الاجتماعي للمستوطنين و البناء الاقتصادي كان أروبيا , إنجليزيا , أي بمعنى آخر كان يحمل مفاهيم الحكم , الإدارة و البرلمان و الفكرة القائلة بحق الشعب في أن يتولى حكم نفسه بنفسه و كان الجيل الجديد يتطلع الى تشكيل شخصية سياسيو مستقلة
1- أسبابها :
- السياسة البريطانية في مستعمراتها الأمريكية :
تقوم سياسة بريطانيا على حق الملك في تعيين حكام الولايات مع عدم تعارض سيايتهم مع مصالح بريطانيا , و في ظل وجود مجالس نيابية منتخبة تقرر سياسة الولايات و التي تعتبر رمزا للحكم الذاتي , منحت للسكان الجدد حق المطالبة بمساواتهم بالانجليز في الوطن الأم , مما أزعج الإنجليز الذين يعتبرون أن سكان القارة الأمريكية هم مجرد رعايا عليهم واجبات الدفاع عن مصالح بريطانيا و دعمها ماليا من خلال ما يفرض عليهم من ضرائب مما تسبب في تقلص نفوذ المجالس النيابية و ممارسة السكان للحكم الذاتي .
أ- قوانين الملاحة و المالية :
تدخل بريطانيا من خلال الملك جورج الثالث بفرض سياسة مالية تجاوزت بها صلاحيات المجالس النيابية و تمثلت في :
- إصدار المرسوم الملكي الذي يحرم على المستوطنين شراء الأراضي في المقاطعات الجديدة
- اصدار قرار فرض الضرائب على صادرات المستعمرات من السكر
- إصدار قرار ضريبة الدمغة على السلع و الوثائق والصحف
و قد طالب المستوطنون بإلغاء جميع الضرائب دافعين شعار (لاضرائب بدون تمثيل ) . فاستجابت الحكومة البريطانية بإلغاء قانون الدمغة و الإبقاء على ضرائب الشاي مرتفعة .
ب- أحداث بوسطن :
في عام 1773م أصدر رئيس الوزراء الإنجليزي اللورد نورث قانةنا يمنح شركة الهند الشرقية حق احتكار بيع الشاي في بوسطن , حيث ارتدى بعض المستوطنين زي الهنود الحمر , و ألقوا بحمولات السفن الانجليزية من الشاي في الميناء فأغلق ميناء بوسطن و أعلنت الأحكام العرفية في ماساشوستس
2- مراحلها :
النرحلة الأولى : 1773م - 1775م عرفت هذه المرحلة التطةرات التالية :
- بداية الاشتباكات المسلحة بين سكان المستعمرات و حكومة بريطانيا
- دعوة مجلس ماساشوستس لعقد مؤتمر نيويورك 1765م و تم الاتفاق فيه على مقاطعة الواردات البريطانية و التحالف في حالة اعتدلء بريطانيا
- عقد مؤتمر فيلاديفيا الأول في 05 سبتمبر 1774م تحت رئاسة جورج واشنطن ضم الولايات الثلاثة عشر و الذي وضع إحدى مؤسسات الدولة الأمريكية إلا أن بريطانيا واجهت قرارات المؤتمر بالرفض و ضاعفت تهديدها للولايات الأمريكية
- عقد مؤتمر فيلاديقيا الثاني في 10 ماي 1775 م و الذي أصرت فيه الولايات الأمريكية على التمسك بمطالبها و عدم الامتثال للتهديدات البريطانية .
المرحلة الثانية : 1775م - 1776م : عرفت هذه المرحلة التطورات التالية :
- انتشار الثورة في جميع الولايات الأمريكية ’ تحت قيادة جورج واشنطم الذي أصدر إعلان الاستقلال في 04 جويلية 1776 م
- نجاح قوات الولايات المتحدة في تحقيق انتصارات أبرزها معركة ساراتوغا 17 أكتوبر 1777م
- وقوف فرنسا الى جانب الولايات الأمريكية في دعمها بالمعدات و الرجال و المال كما تدخلت كل كم اسبانيا و هولندا لنصرة الشعب الأمريكي
تعاطف الرأي العام الأروبي مع الثوارالأمريكان
- توالي هزائم الإنجليز في معارك عديدة أهمها معركة يورك تاون 19 أكتوبر 1781م
- لجوء بريطانيا الى التفاوض و الصلح لإنهاء الحرب الذي تم توقيعه في 03 سبتمبر 1783
3- نتائجها : و قد ترتب عن هذه الثورة مايلي :
- استقلال الولايات المتحدة عن بريطانيا و إقرارها لدستور فيدرالي 1787 م
- قيام الثورات في أروبا منها الثورى الفرنسية .
- زيادة الثورات في أروبا منها الثورة الفرنسية
- زيادة اتساع مساحة الولايات الأمريكية
- زوال الاحتكار البريطاني في الولايات الأمريكية
- ساعدت الثورة الامريكية بعض القوى الأروبية لاسترجاع مستعمراتها من بريطانيا في جزر الأنيل و البحر المتوسط
- نمو الفكر الانفصالي في المستعمرات الأروبية داخل القارة الأمريكية بعد رفع شعار أمريكا للأمريكيين سنة 1823 م
الثورة الفرنسية 1789م
لم تختلف أوضاع فرنسا عن بقية أوضاع الدول الأروبية من حيث النظام السياسي القائم على أساس الملكية المطلقة (نظرية الحق إلهي ) , الطبقية الاجتماعية عدم استقرار الأوضاع الاقتصادية .إضافة الى الصراعات الدينية و تداخل المصالح و تضاربها بين الأسر الأروبية الحاكمة , منها أسرة آل بربون بفرنسا .
1- أسباب الثورة الداخلية :
أ- الاجتماعية :
- النظام الاجتماعي القائم علة الطبقية
- التباين في طبقة التبلاء و انعكاساته (لإقطاعي , مالي , صناعي )
- استغلال طبقة الإكليروس لنفوذها الديني و السياسي و القضائي و المالي .
- معارضة الطبقة العامة للامتيازات و المطالبة بالمساواة المدنية , رغم تركيبتها المتباينة .
ب- الاقتصادية : الواقع الاقتصادي السائد و انعكاساته , الذي ترجمته :
ب- الاقتصادية : الواقع الاقتصادي السائد و انعكاساته , الذي ترجمته :
- نظام الضرائب الملكي المباشر و غير المباشر
- عجز الدولة في تحقيق توازن بين المداخيل و المصاريف
- تفاقم الأزمة الاقاصادية (ارتفاع الأسعار , تدني القدرة الشرائية ) رغم سياسة الإصلاحات .
ج- السياسية : الفساد الذي أصاب مؤسسات الدولة , و قد تجلى فيما يلي :
- الملكية :
- كان الملك يحكم باسم الحق الإلهي و هو مصدر كل سلطة
- سياسة التبذير و الإسراف
- المجالس :
- ضعف و تراجع نفوذها أمام سلطة لملك
- عدم فعالية المجالس المختلفة برلمانية منها و إقليمية
- الإدارة : فساد الجهاز الإداري , وخضوعه لسيطرة البيروقراطية
- القضاء : تعفن الجهاز القضائي بسبب ظاهرة شراء المناصب و حق توريثها .
- الجيش : توالي هزائم الجيش الفرنسي , منذ حرب السنوات السبع (1757 م 1763م )
2- أسباب الثورة الخارجية :
- نجاح الثورى الجليلة في بريطانيا و مانتج من إصلاح في مؤسسات الدولة
- انتصار الثورة الأمريكية و ماحققته من اصلاحات سياسية
- انتشار الفكر الاصلاحي
3- قيام الثورة :
في ظل هذه الأوضاع و أمام تصلب الأرستقراطية و حالة التذمر الشعبي دعى الملك مجلس الطبقات للإنعقاد في جوان 1789 حيث وقع الخلاف حول طريقة التصويت و الاجتماع . و بعد كلمة الملك الافتتاحية دعاهم الى قاعاتهم فرفض العامة ذلك و اختاروا ملعب التنس مقرا لاجنماعهم و أسسوا الجمعية الوطنية و أرغموا الملك على الاعتراف بها
استاء النبلاء من ذلك فطالبوا الملك بضرورة التراجع عن قراره و حاصروا باريس
شكلت الجمعية الوطنية بلدية باريس برئاسة (بيلي ) و الحرس الوطني برئاسة (لا فييت) و تم تدمير سجن الباستيل في 14 /07 /1789 م كما وضعت الجمعية الوطنية دستور 14 سبتمبر 1791 م الذي نص على الملكية الدستورية كما أقرت الجمعية التشريعية إنتخاب مؤتمر وطني لتقرير مصير الملك و تطورات الأحداث بالصراع الداخلي بين زعماء الثورة (عصر الارهاب ) و التحالف الدولي ضد فرنسا .
4- نتائجها :
- القضاء على الملكية و قيام الجمهورية بشعاراتها : حرية إخاء مساواة و قيام الحياة الدستورية المرتكزة على مبدأ الشعب مصدر السلطة
- الطابع الشعبي للثورة و ماترتب عنه من: انتشار ظاهرة الإرهاب و تحالف البورجوازية لتوجيه الثورة لصالحها , تحالف القوى السياسية الأروبية لاجهاض الثورة لتحول دون انتشارها في أروبا في شكلها الشعبي )
- فصل الدين عن الدولة و فقدان الكنيسة لامتيازاتها
- توجيد فرنسا اداريا على أساس مركزي و قيام حكومة منتخبة
- اصلاحات اقتصادية و اجتماعية
- تصدير الثورة الى الخارج عبر حروب نابليون