ملخص الدرس / الأولى ثانوي/العلوم الشرعية/القرآن الكريم والحديث الشريف/تلاوة القرآن، فضلها وتجويدها

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " خيركم من تعلم القرآن و علمه " (رواه البخاري ) 

قال الله تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30) " (سورة فاطر 29-30) 

فيخبر تعالى عن عباده المؤمنين الذين يبلون كتابه و يؤمنون به و يعملون بما فيه من إقام الصلاة و الانفاق مما رزقهم الله تعالى في الأوقات المشروعة ليلا و نهارا سرا و عللانية "يرجون تجارة لا تبور" أي يرجون ثوابا عند الله لابد من حصوله . و قال عز وجل: " إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9) وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (10) " (سورة الإسراء 9-10) 

و قال تعالى : "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا " (سورة الإسراء 82) 

و يقول تعالى ممتنا على خلقه بما أنزله من القرآن العظيم على رسوله الكريم : "يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ(57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58) (سورة يونس: 57-58) أي بهذا جاءهم من الله من الهدى و دين الحق فليفرحوا ’ فإنه أولى ما يفرحون به و هو خيرمما يجمعون من حطام الدنيا و ما فيها من الزهرة الفانية الذاهبة لا محالة . 

و قال سبحانه : " اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْوَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ "(سورة الزمر : 23) 

 فأحسن الحديث كلام الله و أحسن الكتب المنزلة من كلام الله هذا القرآن , و إذا كان هو الأحسن علم أن الفاظه أفصح الألفاظ و أوضحها و أن معانية أجل المعاني , لأنه أحسن الحديث في لفظه و معناه متشابها في الحسن و الائتلاف و عدم الاختلاف بةجه من الوجوه حتى إنه كلما تدبره المتدبر و تفكر فيه المتفكر رأى من اتفاقه حتى في معانيه الغامضة ما يبهر الناظرين و يجزم بأنه لا يصدر إلا من حكيم عليم " و عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم  : (( مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الآترجة ريحها طيب و طعمها طيب و مثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها و لا طعمها حلو و مثل المنافق الذي يقرآ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب و طعمها مر مثل المنافق لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح و طعمها مر )) (رواه البخاري و مسلم ) . فلما كان ما جمع طيب الريح و طيب المطعم أفضل المأكولات و شيه النبي صلى الله عليه و سلم المؤمن الذي يقرأ القرآن بالأترجة التي جمعت طيب الريح و طيب المطعم , دل ذلك أن القرآن أفضل الكلام " 

* و عنابن عمر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( لا حسد إلا على اثنتين : رجل آتاه الله الكتاب و قام به آناء الليل , و رجل أعطاه مالا فهو يتصدق به آناء الليل و آناء النهار ))(رواه البخاري ) 

* و عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال صلى الله عليه وسلم : (( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة و الذي يقرأ و يتتعتع فيه عليه شاق له أجران )) (رواه البخاري ) 

عن أبي أمامة صلى الله عليه و سلم قال : سمعت رسول صلى الله عليه و سلم يقول : (( اقرؤوا القرآن فإنه يأتي فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لاصحابه )) (رواه مسلم ) 

* و عن ابن عباس صلى الله عليه و سلم : قال الرسولصلى الله عليع و سلم : (( إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب )) رواه لترمذي 

و عن ابي هريرةرضي الله عنه أن الرسول  صلى الله عليه و سلم قال : )) من استمع الى آية من كتاب الله كتبت له حسنة مضاعفة و من تلاها كانت نورا يوم القيامة )) رواه أحمد . 

أما عن الثواب الذي يناله قارئالقرآن فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى االه عيله و سلم (( من قرأ حرفا من كتاب الله تعالى فله به حسنة و الحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف و لكن ألفحرف و لام حرف و ميم حرف )) رواه الترمذي 

فهذا الحديث الشريف يبين فضل و عظمة هذا القرآن العظيم و يبين أيضا الجزاء الأوفى و الأجر العظيم الذي يناله قارئ القرآن فبمجرد القراءة يأخذ الإنسان هذا الأجر فما بالنا بمن قرأو أحسن وجود القرآن و عمل بما فيه فإن الله تعالى يعظم له الأجر كما قال صلى الله عليه و سلم :(( من جاء بالحسنة فله عشر أمثاله )) رواه البخاري 

1- الإخلاص لله تعالى : قال النووي : " أول ما ينبغي للمقرئ و القارئ أن يقصا بذلك رضا الله تعالى , قال الله تعالى :(( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ  (5) )) )سورة البينة ّ: 5) أي : الملة المستقيمة , قال صلى الله عليه و سلم : " إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى " )رواه البخاري و مسلم ) 

2- الطهارة : يستحب أن يقرأ و هو على طهارة , فإن قرأ محدثا جاز بإجماع المسلمين و الأحاديث فيه كثية و معروفة .

3- الاستياك : و ينبغي إذا أرا القراءة ن ينظف فاه بالسواك و غيره .

4- حسن الهيئة عند لقراءة : أن يكون على الوضوء ملتزما على هيئة الأدب و السكون .

5- نظافة المكان الذي يقرأ فيه : قال النووي : " و يستجيب أن تكون القراءة في مكان نظيف مختارا و لهذا استحب العلماء القراءة في المسجد لكونه جامعا للنظافة و شرف البقعة .

6- الاستعاذة عند بداية القراءة : و الدليل قوله تعالى : "فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) " سورة النحل : 98 

7- الترتيل : قال الله تعالى : " أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4) " سورة المزمل : 4 ,و سئل أنس رضي الله عنه كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم  ؟ قال: كان مدا ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم , يمد ببسم الله و يمد بالرحمن و يمد بالرحيم .

8- تحسين الصوت بالقرآن : عن أبي موسى رضي اله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال له : (( يا أبى موسى لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود )) رواه البخاري و مسلم 

و عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :(( ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به )) رواه مسلم 

9- التدبر : قال الله تعالى : " كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29) " سورة ص : 29 

و قال عز وجل  " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا(82) " سورة النساء : 82

10- مراعاة حق الآيات : عن حذيفة رضي الله عنه قال : (( صليت مع النبي صلى الله عليه و سلم ذات ليلة فافتح البقرة فقلت : يركع عن المائة , ثم مضى فقلت : يصلي بها في ركعة ّ, فمضى , فقلت : يركع بها ثم افتتح النساء فقراها ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ مسترسلا : إذا مر بآية فيه تسبيح سبح و إذا مر بسؤال سأل و إذا مر بتعوذ تعوذ ....)) رواه مسلم .