ملخص الدرس / الأولى ثانوي/اللغة العربية/الأدب الجاهلي (150 سنة قبل الاسلام)/من الكرم العربي

أتعرف على صاحب النص

هو حاتم بن عبد الله من قبيلة طيء ، اشتهر بجوده و شجاعته ، حتى جرى ذكره مجرى الأمثال ، فقيل : " أجود من حاتم " ، له ديوان شعري مطبوع ، توفي على الأرجح سنة 605 م .

تقديم النص

كان الكرم من أبرز الصفات التي يعتز بها العرب ، و قد أكثر الشعراء الحديث عن الكرم و الكرماء ، و من هؤلاء الذين شرب بهم المثل في السخاء و العطاء حاتم الطائي صاحب هذا النص الذي بين أيدينا .

النص:

وداع دعــــــا بعْـد الهُـــدو كأنــمـــــــا .................  ينــازل اهـــــوال السُرى وتُنازلــــــهْ

دعـا يائسا شبـه الجنــون ومــا بـــه ..............  جنــــــون ولـكـن كيــد امـر يحــاولُـــــهْ

فـلــما سمعْتُ الصوت اقبلت نـحـوهُ .................. بصــوْت كريــم الجـد حلـوٌ شمــــائلُــــهْ

فأبرزتُ نـاري ثُم اثْـقـبتُ ضـــوءهــا ...............زز وأخْرجْتُ كلْبي وهُـوفـي البيْت داخـلُـــهْ

وقلتُ لــــهُ اهْــــلا وسهْـــلا ومرْحبـــا..................رشـــدْت ولـــمْ اقعُـــد اليْــــه اسائلـــــــهْ

وقُـمـــتُ الى بـــرْك هجـــان أُُُعــــدُُهُ .................... لـوجْبــة حـــــق نـــازل انــا فــاعلُـــــــهْ

بأبْيــض خطــتْ نعْـلُــهُ حيـثُ ادركتْ .................... من الأرْض لــمْ تخْـطُــلْ علي حمائـــــهْ

فجـــــال قــليـــلا وأتـقـانــــي بخيْـــره ..............  ســنــامــا و أمـــلاهُ مـن النــي كـاهلـــهْ

فخـر وضيـفُ الـقرْن في نصْف ساقه ...............  وذاك عقــــــالٌ لا يُـنشــــطُ عـاقـلُــــــهْ

بـذلــــــك اوْصـاني ابـــــي وبمـثْـلـــــه .............. كــذلــك اوْصــاهُ قـديمـــــا أوائــلُــــــــــهْ

السرى: سير عامة الليل 

كيد أمر: الكيد، الحيلة

الجد: ج.جدود : وهو الأصل 

الحظ. برك هجان: الإبل الكريمة 

خطت نعله: : حديدة في أسفل غمده 

الني: الشحم

وظيف القرن: المراد به الكريم من الإبل.

ج1:عرف حاتم الطائي بسخائه و كثرة عطائه ، و الذي دفعه لنظم هذه القصيدة هو غرس حب هذه الصفة في نفوس الآخرين من جهة ، و من جهة أخرى ليبرز ماكان للرجل العربي من كرم الضيافة و حفاوة الاستقبال...

ج2: وصف الشاعر "هول الليل" بأهوال السرى ، و التي يعني بها المخاطر التي تواجه الذي يسر ليلا بالوحوش المفترسة ، أما "فزع الساري" فقد شبهه بالمجنون ، ذلك أنه يصرخ من شدة فزعه ، كما منحه صفة اليأس التي سيطرت على كيانه جراء تيهه في الصحراء ، و هذه كلها تعابير مجازية لجأ إليها الشاعر ليبين لنا الحالة المزرية التي آل إليها هذا الأخير بسبب الجوع و انعدام الملجأ و المأوى...

ج3: الموقف الذي اتخذه الشاعر من عابر السبيل بعد سماعه النداء هو : الموقف المرحب المستقبل أحسن استقبال ،و الدليل كونه قام بإشعال النار و إخراج الكلب و اختيار أكرم الإبل...

ج4: كرم حاتم صفة موروثة عن الآباء و الأجداد و البيت العاشر يبين ذلك : بذلك أوصاني أبي و بمثله كذلك أوصاه قديما أوائله

ج1: توحي العبارة «ينازل، تنازله" في البيت الأول، بالمعركة العنيفة التي كان يواجهها هذا الساري، فمن شدة يأسه وجوعه حارب أهوال الليل فحاربته هي الأخرى....

ج2: إعراب كلمة "يائسا" حال منصوبة و تدل على وضعية الساري و هو لوحده في قفار الصحراء...

ج3: لقد حوى البيت الثالث على مجموعة من الصفات نسبها الشاعر إلى نفسه من بينها : الصوت الكريم اللطيف الممزوج بحفاوة الاستقبال...و هذا استجابة لنداء الضيف. وقام كذلك بتصرفات تثبت أصله و نسبه العريق و الشريف....

ج1: الأحداث التي وردت في النص هي :

قدوم عابر السبيل ليلا.

استجابة الشاعر على هذا الضيف ملبيا النداء ،مرحبا أجمل الترحيب.

لقد وظف الشاعر ضمير المتكلم بكثرة (قمت ، قلت ، أقبلت) و ذلك افتخرا و اعتزازا منه في نفسه و نسبه العربي الأصيل...

ج2: النمط الغالب على النص هو : "النمط السردي" ذلك أن الشاعر في مقام السرد و قص مجريات و حكايات تخص كرمه و موقفه المشرف من هذا الساري...

ج1: ارتبطت معظم كلمات البيت الخامس بحركات الفتح لأنها توحي بحفاوة الاستقبال و الفرحة التي تنابت "حاتم الطائي" ، أما علاقة البيت الأول و الخامس فهي علاقة النخوة العربية طريقة الترحيب الجميلة التي بادل بها الشاعر الساري...

ج2: لقد وظف الشاعر بعض الروابط جعلت قصيدته تتسم بالاتساق و الانسجام و التسلسل و من بينها : حروف العطف " الواو ، الفاء " ، الضمائر " المنفصلة و المتصلة "~أنا ، هو ، قمت ، قلت ، بمثله~

ج1: ينتمي النص من حيث الموضوع إلى " الشعر الاجتماعي " الذي عالج ظاهرة الكرم التي كانت في العصر الجاهلي و ربطت و قوت الأفراد ببعضهم البعض...

ج2: وظف الشاعر بعض الصور البيانية من بينها : "التشبيه" في البيت الأول و هذا ليبرز شدة فزع الضيف و من هنا فهو يعكس لنا جوانب من الحياة التي كانت سائدة في العصر الجاهلي....