ملخص الدرس / الثالثة ثانوي/فلسفة/إدراك العالم الخارجي/العادة و الإرادة

هل عادات الانسان ايجابية أم سلبية؟ وبعبارة أخرى:هل العادة إنحراف أم تكيف؟ ا

مقدمة : 

ان تكيف الكائن الحي مع البيئة التي يعيش فيها هو احد الشروط الضرورية لبقائه واستمراره ,اي ان التفاعل مع مقتضيات الحياة، وتحصيلها وفهمها يتطلب منا تحليلها ،لذلك يلجا الانسان الى العديد من الافعال ،منها الافعال التعودية المكتسبة اي العادة ،والتي تعرف على انها قدرة مكتسبة على اداء العمل بطريقة الية مع السرعة والدقة والاقتصاد في الوقت والمجهود ،فاذا كان الاتفاق قائما بشان مفهومها ،فان اثارها وقع فيها جدال بين الفلاسفة والمفكرين ،فهناك من يرى العادة سلوك ايجابي فعال يحقق التكيف وبنقيض ذلك هناك من يرجعها الى انها سلوك سلبي يعيق التكيف٠ ومن هذا الإختلاف والتباين في الافكار نطرح المشكلة التالية: هل عادات الانسان ايجابية أم سلبية؟ وبعبارة أخرى:هل العادة إنحراف أم تكيف؟ 

ا

رأي الموقف الأول ونقدهم

 

يرى أنصارهذا الطرح أن العادة سلوك إيجابي فهي رصيد وتجربة هدفها التكيف كما أنها ساهمت وبشكل فعال في إزالة العناء والشقاء عن حياة الإنسان ويظهر ذلك من نواحي عديدة: فعلى المستو ى الحركي والجسمي تساعد العادة صاحبها على توفير الوقت والجهد في الأعمال والتكيف بسرعة مع المواقف الجديدة .كما أنها كشف للمهارة وتجلي لروح ،قال مودسلي " لولم تكن العادة تسهل الأشياء لكان في قيامنا بوضع ملآبسنا وخلعها يستغرق نهارا كاملا ".إن كل حركة جسمية ماهي في الأصل إلا نتيجة لعادة والدليل على ذلك الرياضي الذي عود جسمه بعض المهارات في الحركات ،فهو يقوم بها بكل إرادة وحرية ,أما الذي لم يعود جسمه على ذلك فيصاب بتشنجات عضلية قال آلان "إن العادة تمنح الجسم الرشاقة والسيولة "وقال أيضا "هي قدرة على أداء ما كان في بداية الأمر عاجزا عن أدائه". ويمكن أن نلاحظ ذلك الطفل الصغير ،أثناء تعلمه للكتابة ،ففي البداية تكون حركاته عنيفة وتشمل فى ذلك الوقت ،التوتر العضلي للجسم كله .حيث يتقطب الجبين وتلتوي الشفتان واللسان وتكون قبضة يده على القلم شديدة حتى تتصلب الأصابع والذراع كله ،لكن تزول هذه الحركة رويدا رويدا و الفضل يعود إلى العادة بحيث تتحقق المهارة والسرعة في الكتابة ،قال وليم جيمس "يجب على المرء ان يحيي في نفسه ملكة الجهد بالتمرن عليها كل يوم ،وان يتعود التقشف والبطولة المنظمة ،وان يرغم نفسه كل يوم اويومين على القيام بامور لا يميل اليها بالطبع ،فاذا دقت ساعة الشدائد وجد نفسه قادرا على الصبر والمقاومة ،تلك هي كفالة الحياة "كما تظهر فعالية العادة على المستوى النفسي ،فهي نموذج يمكن من التعامل مع الموضوعات المتشابهة.مما يؤدي إلى الشعور بالارتياح والاسققرار والتوازن النفسي فمن خلال السلوكات التعودية تزيد الثقة بالنفس ويقل التردد لأن الفرد سيؤدي تلك الافعال باتقان وبالتالي يتخلص من الحركات الخاطئة ويعوضها بحركات ناجحة ،بالاضافة الى ذلك ان العادة تحد من تاثير العواطف والرغبات في انفسنا كما تقوي قدرتنا على التحمل والصبر فمثلا :الطبيب وبسبب العادة اصبح لا يتاثر بتاوهات وانين المرضى وهكذا فقط يمكنه ان يؤدي عمله بشكل دقيق وناجح ،بخلاف الطبيب المتربص فانه يجد في البداية صعوبة في سماعها ،ومن جهة اخرى توفر العادة على الانسان عناء التفكير ،فهو لايحتاج الى وقت كبير في اصدار الاحكام لانه سوف يقرر وفقا لما تعود عليه فمثلا :طالب الفلسفة ،سيحكم على الطريقة التي يعالج بها السؤال بناء على ما تعود عليه ,ان العادة الفعالة الخاضعة للإرادة والوعي تعمل على تحرير الانتباه وتساعد على التفكير الناجح ,حيث يتسنى للمرء ترتيب الأفكار والعمل على تناسقها وتوجيهها بسرعة ،قال جون د يوي:"فهي تحكم قيادة أفكارنا فتحدد ما يظهر منها وما يقوى وما ينبغي له أن يذهب من النور إلى الظلام"بالإضافة الى ذلك تساعد العادة الذات على ابراز امكانياتها ومواهبها ولهذا قيل " العادة مصدر الابداع في مختلف المبادين".و قال برادين:"المفارقة في العادة أنها ابداع آلبات من كائن ليس آلبا " والدليل على ذلك : الفارق الكبير الذي نجده بين اللوحة الفنية التي رسمها فنان ذو خبرة طويلة وبين قيمة اللوحة التي يرسمها الانسان العادي أو الفنان المبتدئ ،وللعادة اتصالا وثيقا بالاخلاق ،فمن خلالها يتم غرس المبادئ التربوية الحميدة التي تساهم بشكل فعال في تكوين الشخصية ففي سن مبكرة يكتسب عاداته بالتقليد والتلقين والتدريب فبفضلها يتم تهذيب النفس ،فمثلا : من وطن نفسه على صفة الامانة تجده لن يقف مترددا في أحكامه ،ولا ينفق في هذا جهدا،قال دور كايم:"ان الاخلاق تقتضي ان يكون عند الانسان استعداد لتكرار الافعال نفسها في الظروف نفسها ،وان يكون له عادات ثابتة وحياة منظمة ".وللعادة واثار ايجابية أيضا على المستوى الاجتماعي فالانسجام والتوافق بين افراد المجتمع مصدره العادة لأنها تجعل البيئه مألوفة لديهم ،كما انها تساعد على حفظ النظام الاجتماعي وتجنب الصراعات
والفوضى ،لاسيما أثناء إحترام الافراد لعادات الاجتماعية فمن خلالها يتم الترابط والتماسك فتنتشر أواصر المحبة، و يتجلى ذلك خاصة في موائد رمضان و كذلك التضامن الإجتماعي خلال الكوارث الطبيعية بإتقان وبالتالي يتخلص من الحركات الخاطئة ويعوضها بحركات ناجحة قال جون ديوي "كل العادات تدفع الى القيام بأنواع معينة من النشاط وهي تكون النفس "

النقد :

على الرغم مما قدمه هذا الإتجاه من أن العادة سلوك إيجابي تساعد على تحقيق التكيف، إلا أنها تؤدي في بعض الأحيان إلى الإستبداد والطغيان فبمرور الزمن تصبح عائقا أمام الإرادة النفسية ،فمرونة هذا السلوك تؤول في كثير من الأحيان إلى التصلب والآلية وهذا ما يؤدي الى الثبات والسكون في سلوك الانسان ،وبالتالي يصبح غير متجدد،و يؤدي إلى التكرار ،كما ان العادة تقيد الفرد بسلوكات يصعب عليه التخلص منها مثلا :التعصب الفكري ،او التعود على بعض العادات الاجتماعية السيئة كالقتل او السحر قال وليم جيسس "لو عرف الشبان انهم سيصبحون يوما ما من الايام كتلة متحركة من العادات لانتبهوا لسلوكهم وهم في نضارة الحياة ،فالمرء ينسج اقدراه بيديه وسواء اكان خيرا ام شرا ،فان خيطه المنسوج لن يحل "

الموقف الثاني : 

يرى انصارهذا الطرح أن العادة سلوك سلبي فهي تجرد الانسان من انسانيته قال روسو " خير عادة يتعلمها الطفل هي الا يعتاد شيء "،فالعادة وما تمميز به من آليه تؤدي الى صعوبة في التكيف مع الواقع ويظهر الاثر السلبي لها في تواحي عديدة:فعلى المستوى الجسمي والحركي فلقد أكدت العديد من الاختبارات البيولوجية أنه من تعودت اعضاءه على حركة ما يصعب عليه تغيير ها ومدال ذلك:الاطفال الذين يعانون من التشوهات أو تعود جسمهم على٠وضعيات غذائية سيئة كالتعود على تناول مادة النيكوتين الموجودة في السجائر او مادة الكافيين الموجودة في القهوة ،او التعود على السموم الموجودة في المخدرات القوية مثل الهيروين لان العادة بعد تكونها تصبح غريزة ثانية كما يقول ارسطو وهذا راجع الى ان الفرد لا تكون له الحريبة في الاستغناء عنها قال كانط " كلما زادت العادات عند الانسان كلما أصبح أقل حرية واستقلالية "٠اما من الناحية الاخلاقية نجد الطابع الالي للعادة يقضي على بعض الصفات الانسانية الرفيعة والسامية مثل اخلاق الشفقة ،الرحمة ،فالمجرم الححترف لا يكترث لعواقب اجرامه وما تلحقه من اضرارنفسية ومادية بضحاياه ،كذلك صعوبة تغيير السلوكات المعتادة مثل عادة مشاهدة التلفاز لساعات طويلة بدون هدف ،وعادة تضييع الوقت في مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الفيسبوك الذي جعل اولادنا ذكورا واناثا عبيدا له حتي ان بعضهم يملك الاف الاصدقاء في العالم الافتراضي لكنه عاجزا عن تكوين بعض الصداقات في العالم الحقيقي قال جون جاك روسو " العادة تقسي القلوب" كما توثر العادة سلبا على الحياة النفسية للإنسان لانها تخلق لديه الشعور بالسأم والملل نتيجة الروتين والرتابة وهذا ما يجعل حياته خالية من المشاعر،وتقضي على الابداع والمرونة لدى الانسان مثال التلميذ الذي الذي اكتسب عادة سطحية في التفكير والحفظ من دون الفهم يجد صعوبة في مادة الفلسفة اذ يجد نفسه مضطرا للانتقال من التفكير السطحي البسيط الى التفكير العميق المنظم وما يتطلبه من تحليل وتركيب وبرهنة ونقدومناقشة لمختلف الافكار, كما انها تضعف الحساسية ويتجلى ذلك بوضوح في حياة الجراحين فقلد تعودوا على ألا ينفعلو لما يقومون به من تشريحات ومعاينات وقال سولي برودوم "إن جميع الذين تستولي عليهم قوة العادة يصبحون بوجوههم بشر وبحركاتهم آلات " إن العادة المنفعلة التي تقوم على التكرار الفاقد للوعي والانتباه ،تتسبب في الركود ،كمادلنها تقضي على روح المبددرة والابتكار، مما يعني أنها تضعف الفعالية الفكرية ولقد اثبت العلم والتاريخ أن العادة تعيق التفكير فهي بمثابة عائق إبستيمولوجي،لأنها تمنع الروح النقدية ،فالتعود على الافكار الشائعة يودي إلى رفض التجديد قال جان بياجيه" الروح المتعودة هي الروح الميتة " فهي تخلق في نفس الانسان التعصب والثقة الزائدة ولهذا يعترر غاستون باشلار الافكار الراسخة في الاذهان عوائق معرفية تعرقل تقدم العلم قال في هذا السياق "إن كبار العلماء يفيدون في النصف الاول من حباتهم ويضرون به في النصف الثاني منها" فمج :الحقيقة الدي علن عنها الطبيب هارعي حول الدورة الدموية في الانسان ظل الاطباء يرفضونها مدة أربعين سنة. و الأمر نفسه حدث مع غاليلي و ما واجهه من إضطهاد من طرف الكنيسة ،أما على المستوى الإجتماعي فترسخ العادات البالية يؤدي إلى صعوبة تغييرهاحتى لو ثبت بطلانها بالحجة و الدليل وهذا بسبب غياب الوعي الإجتماعي مثل بعض العادات السخيفة المطبقة أثناء حفلات الزفاف والعادات المبنية على الخرافات والاساطير التي تقفي امام التقدم والتطور ،ومثل التعود على وضع العجلات او النباتات الشوكية او حدوة الحصان لصد العين والحسد وتعود الكثيرين على الايمان بالوهم واستعانتهم بالمشعوذين داو مدعي الرقية الشرعية لحل مشاكلهم والتحكم في واقعهم المزري عوض استخدام عقوئهم والأخد بالاسباب العلمية الواقعية  التي حثنا عليها الخالق عزوجل في القران الكريم وعليه فالعلاقات الاجتماعية تفقد حيويتها وجاذبيتها بسبب مثل هذه العادات السيئة التي تودي الى الانقسامات والصراعات والخموض بين افراد المجتمع قال مالنوفسكي " العادات هي روتين الحياة الحقيقة".

النقد : 

على الرغم مما قدمه اتصارهذا الاتجاه من ان العادة سلوك سلبي يعيق التكيف الا انهم بالغوا و أهملوا إيجابياتها فهي وظيفة نفسية وحيوية تساعد على التكيف وبناء المهارات ،وهي انموذج واستعداد لمواجهة مختلف المتطلبات الحياتية وتحقيق التاقلم والتكيف مع العالم الخارجي ومن جهة اخرى يجب التمييز من نوعين من العادات: العادات المنفعلة والعادات الفاعلة ،فالنوع الاول سلبي يرتبط بالاحساس ونشاط الدماغ وهي مجرد روتين لو تركت لوحدها لانقلبت الى الية ورتابة ،والنوع الثاني يتطلب فكرا ووعيا وارادة ورقابة عقلية وبالتالي فالموقف السابق ركز على العادات المنفعلة فقط واهمل العادات الفاعلة التي تعبير ايجابية ومحققة للتكيف .
التركيب : 

العادة سلوك ايجابي وسلبي في نفس الوقت ،فهي ايجابية تحقق التكيف وتساعد الانسان على قضاء حاجياته الضرورية من جهة ،ومن جهة اخرى هي سلوك انحرافي يعيق التاقلم ويقتل الابداع. لذا وجب التحكم فيها واعمال الفكر كمنطلق وجوهر في التمييز بين العادات الحسنة والعادات القبيحة قال شوفالي " إن العادة هي أداة حياة أو موت حسب إستخدام الفكر لها " وراي ان العادة عملة ذو وجهين مختلفين فهي مرات تساعده ومرات اخرى تعطل وجوده و تقتل شخصديته.

الخاتمة :

وفي الاخير نستنتج ان العادة سلاح ذو حدين ،فأثرها على السلوك يرتبط بكيفية إستخدام الانسان لها ومن خلال التربية والتنشأة السوية يمكن التحكم فيها وتوجيهها نحو الافضل والاحسن لمواجهة صعوبات الحياة وتحقيق التكيف المستمر مع موضوعات العالم الخارجي والداخلي على حدا سواء.

رأي الموقف الثاني ونقدهم

يرى انصارهذا الطرح أن العادة سلوك سلبي فهي تجرد الانسان من انسانيته قال روسو " خير عادة يتعلمها الطفل هي الا يعتاد شيء "،فالعادة وما تمميز به من آليه تؤدي الى صعوبة في التكيف مع الواقع ويظهر الاثر السلبي لها في تواحي عديدة:فعلى المستوى الجسمي والحركي فلقد أكدت العديد من الاختبارات البيولوجية أنه من تعودت اعضاءه على حركة ما يصعب عليه تغيير ها ومدال ذلك:الاطفال الذين يعانون من التشوهات أو تعود جسمهم على٠وضعيات غذائية سيئة كالتعود على تناول مادة النيكوتين الموجودة في السجائر او مادة الكافيين الموجودة في القهوة ،او التعود على السموم الموجودة في المخدرات القوية مثل الهيروين لان العادة بعد تكونها تصبح غريزة ثانية كما يقول ارسطو وهذا راجع الى ان الفرد لا تكون له الحريبة في الاستغناء عنها قال كانط " كلما زادت العادات عند الانسان كلما أصبح أقل حرية واستقلالية "٠اما من الناحية الاخلاقية نجد الطابع الالي للعادة يقضي على بعض الصفات الانسانية الرفيعة والسامية مثل اخلاق الشفقة ،الرحمة ،فالمجرم الححترف لا يكترث لعواقب اجرامه وما تلحقه من اضرارنفسية ومادية بضحاياه ،كذلك صعوبة تغيير السلوكات المعتادة مثل عادة مشاهدة التلفاز لساعات طويلة بدون هدف ،وعادة تضييع الوقت في مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الفيسبوك الذي جعل اولادنا ذكورا واناثا عبيدا له حتي ان بعضهم يملك الاف الاصدقاء في العالم الافتراضي لكنه عاجزا عن تكوين بعض الصداقات في العالم الحقيقي قال جون جاك روسو " العادة تقسي القلوب" كما توثر العادة سلبا على الحياة النفسية للإنسان لانها تخلق لديه الشعور بالسأم والملل نتيجة الروتين والرتابة وهذا ما يجعل حياته خالية من المشاعر،وتقضي على الابداع والمرونة لدى الانسان مثال التلميذ الذي الذي اكتسب عادة سطحية في التفكير والحفظ من دون الفهم يجد صعوبة في مادة الفلسفة اذ يجد نفسه مضطرا للانتقال من التفكير السطحي البسيط الى التفكير العميق المنظم وما يتطلبه من تحليل وتركيب وبرهنة ونقدومناقشة لمختلف الافكار, كما انها تضعف الحساسية ويتجلى ذلك بوضوح في حياة الجراحين فقلد تعودوا على ألا ينفعلو لما يقومون به من تشريحات ومعاينات وقال سولي برودوم "إن جميع الذين تستولي عليهم قوة العادة يصبحون بوجوههم بشر وبحركاتهم آلات " إن العادة المنفعلة التي تقوم على التكرار الفاقد للوعي والانتباه ،تتسبب في الركود ،كمادلنها تقضي على روح المبددرة والابتكار، مما يعني أنها تضعف الفعالية الفكرية ولقد اثبت العلم والتاريخ أن العادة تعيق التفكير فهي بمثابة عائق إبستيمولوجي،لأنها تمنع الروح النقدية ،فالتعود على الافكار الشائعة يودي إلى رفض التجديد قال جان بياجيه" الروح المتعودة هي الروح الميتة " فهي تخلق في نفس الانسان التعصب والثقة الزائدة ولهذا يعترر غاستون باشلار الافكار الراسخة في الاذهان عوائق معرفية تعرقل تقدم العلم قال في هذا السياق "إن كبار العلماء يفيدون في النصف الاول من حباتهم ويضرون به في النصف الثاني منها" فمج :الحقيقة الدي علن عنها الطبيب هارعي حول الدورة الدموية في الانسان ظل الاطباء يرفضونها مدة أربعين سنة. و الأمر نفسه حدث مع غاليلي و ما واجهه من إضطهاد من طرف الكنيسة ،أما على المستوى الإجتماعي فترسخ العادات البالية يؤدي إلى صعوبة تغييرهاحتى لو ثبت بطلانها بالحجة و الدليل وهذا بسبب غياب الوعي الإجتماعي مثل بعض العادات السخيفة المطبقة أثناء حفلات الزفاف والعادات المبنية على الخرافات والاساطير التي تقفي امام التقدم والتطور ،ومثل التعود على وضع العجلات او النباتات الشوكية او حدوة الحصان لصد العين والحسد وتعود الكثيرين على الايمان بالوهم واستعانتهم بالمشعوذين داو مدعي الرقية الشرعية لحل مشاكلهم والتحكم في واقعهم المزري عوض استخدام عقوئهم والأخد بالاسباب العلمية الواقعية  التي حثنا عليها الخالق عزوجل في القران الكريم وعليه فالعلاقات الاجتماعية تفقد حيويتها وجاذبيتها بسبب مثل هذه العادات السيئة التي تودي الى الانقسامات والصراعات والخموض بين افراد المجتمع قال مالنوفسكي " العادات هي روتين الحياة الحقيقة".

النقد : 

على الرغم مما قدمه اتصارهذا الاتجاه من ان العادة سلوك سلبي يعيق التكيف الا انهم بالغوا و أهملوا إيجابياتها فهي وظيفة نفسية وحيوية تساعد على التكيف وبناء المهارات ،وهي انموذج واستعداد لمواجهة مختلف المتطلبات الحياتية وتحقيق التاقلم والتكيف مع العالم الخارجي ومن جهة اخرى يجب التمييز من نوعين من العادات: العادات المنفعلة والعادات الفاعلة ،فالنوع الاول سلبي يرتبط بالاحساس ونشاط الدماغ وهي مجرد روتين لو تركت لوحدها لانقلبت الى الية ورتابة ،والنوع الثاني يتطلب فكرا ووعيا وارادة ورقابة عقلية وبالتالي فالموقف السابق ركز على العادات المنفعلة فقط واهمل العادات الفاعلة التي تعبير ايجابية ومحققة للتكيف .
التركيب : 

العادة سلوك ايجابي وسلبي في نفس الوقت ،فهي ايجابية تحقق التكيف وتساعد الانسان على قضاء حاجياته الضرورية من جهة ،ومن جهة اخرى هي سلوك انحرافي يعيق التاقلم ويقتل الابداع. لذا وجب التحكم فيها واعمال الفكر كمنطلق وجوهر في التمييز بين العادات الحسنة والعادات القبيحة قال شوفالي " إن العادة هي أداة حياة أو موت حسب إستخدام الفكر لها " وراي ان العادة عملة ذو وجهين مختلفين فهي مرات تساعده ومرات اخرى تعطل وجوده و تقتل شخصديته.

الخاتمة :

وفي الاخير نستنتج ان العادة سلاح ذو حدين ،فأثرها على السلوك يرتبط بكيفية إستخدام الانسان لها ومن خلال التربية والتنشأة السوية يمكن التحكم فيها وتوجيهها نحو الافضل والاحسن لمواجهة صعوبات الحياة وتحقيق التكيف المستمر مع موضوعات العالم الخارجي والداخلي على حدا سواء.

التركيب والخاتمة

التركيب : 

العادة سلوك ايجابي وسلبي في نفس الوقت ،فهي ايجابية تحقق التكيف وتساعد الانسان على قضاء حاجياته الضرورية من جهة ،ومن جهة اخرى هي سلوك انحرافي يعيق التاقلم ويقتل الابداع. لذا وجب التحكم فيها واعمال الفكر كمنطلق وجوهر في التمييز بين العادات الحسنة والعادات القبيحة قال شوفالي " إن العادة هي أداة حياة أو موت حسب إستخدام الفكر لها " وراي ان العادة عملة ذو وجهين مختلفين فهي مرات تساعده ومرات اخرى تعطل وجوده و تقتل شخصديته.

الخاتمة :

وفي الاخير نستنتج ان العادة سلاح ذو حدين ،فأثرها على السلوك يرتبط بكيفية إستخدام الانسان لها ومن خلال التربية والتنشأة السوية يمكن التحكم فيها وتوجيهها نحو الافضل والاحسن لمواجهة صعوبات الحياة وتحقيق التكيف المستمر مع موضوعات العالم الخارجي والداخلي على حدا سواء.

هل الفعل الإرادي ينبع من العقل وأحكامه أم من الرغبات؟

يعرف الإنسان أنه كائن حي عاقل يمتلك مجموعة من الوظائف والقدرات التي تمكنه من الحفاظ على بقائه و إستمراره ، و تعيينه على التكييف مع محيطه، و من هذه القدرات نجد الإرادة ، وهي القصد إلى الفعل أو الترك مع وعي الأسباب و الدوافع المؤدية إلى ذلك، كما تعتبر الإرادة من العمليات النفسية التي تهدف إلى حسم الصراع القائم بين الميول، غير أن البحث عن آثار الإرادة في سلوك الإنسان آثارت الجدالا بين الفلاسفة والمفكرين .فهناك من يرى أنها سلوك سلبي أي أن أساسها الرغبات والميول و من هذا التباين والإختلاف في الأفكار نطرح المشكلة  التالية:هل الفعل الإرادي ينبع من العقل وأحكامه أم من الرغبات؟ وبعبارة أخرى:هل الفعل الإرادي إيجابي في تحقيق التكيف أم سلبي؟ 

الموقف الأول :

 يرى أنصار النزعة العقلية أن الإرادة قدرة عقلية وبالتالي فهي إيجابية و فعالة في تحقيق التكيف،  فهي في تصورهم سلوك إيجابي تقوم على الوعي و المناقشة العقلية و هو ما يجعلها أرقى أنواع السلوك المحققة للتلاؤم الذي ينشده الإنسان العاقل ، فلإرادة تمثل جوهر الإنسان و تجسد ماهيته،فهي تصميم واع،وقرار ذهني هادف،وإختيار يجسد عزم الذات و قصدها، فيما تريد أن تقدم عليه ، إن جوهر الإنسان و حقيقته ،لأنها تقوم أساسا على ملكة التفكير و الحكم و التبصير ، كما انها قدرة نفسية متحررة من كل الضغوط، لأنها تسمح للفرد بأن يكون سيد الموقف ،وتاريخ الفكر يثبت ذلك ،حيث يقدم نماذج كثيرة عن الارادة التي تعزز الذات وتدعمها وهذا ما نلمحه ميلا في شخصية الأديب طه حسين ,فقد تحدى اعاقته البصرية ليكون اديبا فذا له قسطا وقرر من العلم والمعرفة والفضل في ذلك يعود الى الارادة ، بالاضافة الى ذلك نجد صاحب الارادة القوية يضع امام عينيه اهدافا اجتماعية شريفة وغايات نبيلة وكان متحمسا من اجلها وهذا ما يصدق على المصلحين والشخصيات السياسية فعبد الحميد بن باديس ومانديلا والامير عبد القادر وغيرهم كثير ،فلولا الارادة الفولاذية لما استطاعوا احداث اي اثر او تغير في مجتمعاتهم , وفعالية الارادة تلتمس من خلال تركبيها وصفاتها ومراحل حدوثها فهي مراة لشخصيتنا ،لانها في الاصل قرار ذاتي يتحمل الفرد تبعاته ،كما انها فعل تأملي يقوم على التفكير والمحاكمة ,فالشخص الذي يريد شيئا يدرك ما يفعل وبالتالي يشعر بفعله ويعيه ويعرف تماما الغاية من فعله قال سبينوزا "الارادة والعقل شئ واحد" ،كما يمتاز السلوك الارادي بالمرونة والتجديد ،وتتمثل جدته في كونه يمنع الانسان من الاندفاع الآلي الى الفعل ،كما هو الحال مع الافعال الغريزية او التعودية فهو سلوك قصدي وفعل غائي غرضه التكيف والتوافق مع الظروف الطارئة قال برتراندراسل "انه مخالف للفعل الاعتيادي ،لان العادة تقوم على التكرار ومخالف للغريزة لانها عمياء". كما ان مراحل الفعل الارادي تدل على قيمته ،والبداية تكون من خلال تصور الهدف ،فلا بد للشخص من تصور الفعل والغاية منه ،لذلك عليه ان يوجه عمله وان يحشد قواه في سبيل تحقيق ذلك ومثال ذلك :القائد العسكري الذي لا يستطيع خوض المعركة من دون ان يتصورهدفأ هو الإنتصار والامر نفسه بالنسبة للطالب ،فهو لا يقرر الفعل الا بعد ان يتصور الهدف من الدراسة وهو النجاح في الامتحان ،ثم تاتي مرحلة المدوالة التي تاخذ شكل الاخذ والرد وتقليب الامر على مختلف وجوهه قال ارسطو "هي الاندفاع الذي يدفع بالرغبة الى التحقق عندما تتغلب في المدوالة على الرغبات المضادة "وقال ويليام جيمس "الارادة اختيار العقل مع سبق الاصرار بين الافكار المتعارضة "والمطلوب في هذه المرحلة ان لا يشرع الانسان او يندفع بشكل ألي اوعشوائي الى القيام باول فعل ,بل لا بد من التروي والتأني قبل اتخاذ القرار قال سبينوزا "ان حقيقة الفعل الارادي تكمن في تصور الغاية والتروي " وتنتهي المدوالة من خلال الفصل في الامر واتخاذ موقف يتمثل في عزم الذات وتصميمها على تجسيد احد الافعال او الوواقف الممكنة في الواقع، ولا يمكن اعتبار القرار فعلا مكتملا الا اذا كان مصحوبا بالتنفيذ ولا بقي مجرد نية او تصورا عقليا لا اكثر قال غوستاف لوبون "تتجلى الارادة الضعيفة في٠ كثرة الكلام ، واما الارادة القوية فهي تظهر في الافعال "٠ مما يعنى ان اساس الفعل" الارادي هو العمل اي توفو القدرة بفعلية والواقعية في تجسيد ما نريده قال لابيي "يكون الفعل اراديا عندما يثبت صحته وامكانه " ويتفق مع هذا الراي جيمس حيث ينظر الى الفعل الارادي على انه عنصران :فكرة في عقل شخص وتحول هذه الفكرة الى فعل حركي ،ويكون تحويل هذه الفكرة الى حركة امرا سهلا اذا لم توجد بالعقل افكار اخرى تعارض الفكرة التي نريد تحقيقها ،كل هذه المراحل تعبر عن فعل الذات الواعية و المتحررة من اي ضغط قال ديكارت "وبعبارة ادق لكي نثبت او ننفي الاشياء التي يعرضها الذهن علينا ،ولكي نقدم عليها او نحجم عنها انما تتصرف بمحض اختيارنا دون ان نحس ضغطا من الخارج يملي علينا ذلك التصرف "،بالاضافة الى ذلك الفعل الإرادي ينسجم و يتطابق مع القيم و المثل العليا و هذا ما أكده كانط الذي أعطى للإرادة بعدا أخلاقيا حيث قال : إن الفعل الذي يتم بمقتضى الواجب إنما يستمد قيمته الخلقية لا من الهدف الذي  يلزم تحقيقه بل على مبدأ الإرادة وحده".فحسب كانط بالإرادة القوية و الخيرة يستطيع المرأ مجابهة الميولات و الرغبات الجامحة و العمياء، حيث قال:"فالارادة الحرة والارادة التي تستجيب للقانون الاخلاقي ارادة واحدة " وفي نفس الصدد يعتبرها شونهاور مبد الوجود كله اما العقل والميول واعضاء الجسم ماهي الا ادوات في خدمة الارادة حيث قال في هذا السياق "الارادة هي الشئ في ذاته بالذات الذي يشكل خلفية الوجود واهم شئ فيه بينما الحياة والعالم لا يعدان سوى مرآتها "وقال ايضا الحياة رديفة هذه الارادة "وقال اسينوزا "ان الارادة لا تبدو في الجسم وحده بل في كل مظاهر الطبيعة و البشرية"، وعلى هذا الأساس أنه لا يمكن الحديث عن الفعل الإرادي في ظل غياب التروي و إعمال العقل ، لأن قيمة هذا الفعل وقوته تتجلى في الاستنجابة لصوت المنطق وندائه وبالتالي يتم السيطرة على النفس وضبطها وتهذيب سلوكاتها قال جوته "الارادة تعنى سيادة الانسان على نفسه ”ويظهر الدور الايجابي للارادة في قدرتها على التاثير في الكتير من الوطانف والسلوكات منها :الفعل التعودي ،ففي البداية يكون شاقا لذلك على الانسان التركيز والانتباه وتذكر المهارات السابقة وتنفيذ الفعل وكل هذه العناصر تعبر عن الفعل الارادي قال دولا كروا "ان الانتباه وارادة التعلم وكيفية تصور العمل ومقاسية النتائج بالغاية المقصودة كل ذلك يؤثر في تكوين العادات "ومن خلال الفعل الارادي يتم تصحيح الاخطاء حيث يوفر الفرد على نفسه عناء التكرار الفاسد ،فعلى المتعلم اخضاع السلوك او المهارة التي يحاول اكتسابها الى دور العقل والارادة حتي يتم تكوينها ولهذا قيل "الارادة هي حارسة العادات ".و من خلال هذا الفعل الإرادي يتم نصحيح الأخطاء حيث يوفر الفرد على نفسه عناء التكرار الفاسد ، فعلى المتعلم إخضاع السلوك أو المهارة التي يحاول إكتسابها إلى دور العقل و الإرادة حتى يتم تكوينها و لهذا قيل:"الإرادة هي حارسة العادات". 

النقد : 

على الرغم من ان الارادة اداة تحقق التكيف ،لكن احيانا قد تكون مقرونة بالأهواء والانفعالات ويصعب حينها التمييز بين الفعل الارادي الحقيقي من جهة وبين الأهواء والرغبات التي تنشط الارادة من جهة اخرى وبذالك تتغلب الرغبة والتحقيق التكيف ،إما بالنسبة لمراحل الفعل الارادي يمكننا القول ان الحياة لا تتسع لجميع الاعمال التي يتصورها الانسان خاصة في بداية حياته ،فعلى الانسان ان يبحث عن الهدف الذي يستطيع القيام به ،فالظروف الخارجة عن ارادتنا والتي لم نعتد عليها كثيرا ما تعيق تكيفنا مع مشاكل الحياة كالظروف المادية والنفسية والاجتماعية ،اما المناقشة والمداولة فكثيرا ما تنفلت الى ماساة حقيقية عندما تعارض الواجب والمنفعة الشخصية.

الموقف الثاني : 

يرى انصار هذا الطرح ان الارادة قدرة انفعالية سلبية وبالتالي فهي تعيق التكيف فهي ضرب من ضروب الرغبة بل هي رغبة متغلبة قال كونديك "ليست الارادة سوى رغبة مطلقة تبلغ مبلغا يدفعنا الى الاعتقاد بان الشئ المرغوب هو رهن قدرتنا " ولقد اكد ان الرغبات المطلقة والجامحة تبدو خاصة في سلوكات المنحرفين والمجرمين والصبيان الصغار وضعفاء النفوس ويمكن أن نستدل على ذلك :عندما نقرأ رواية  لشكسبير خبرا عن سكير يبعث على الشفقة انه ريب فان فئكل السكير الذي يعزم كل يوم على ترك الخمرة غدا ،فاذا الغد قال لنفسه ,لقد إعتمدت تركها غدا ، وهذا اليوم هو اليوم و ليس غذا، ثم يقول:"هذه المرة لاتحتسب"،وجدير بالذكر أن وجود رغبات دون غيرها في نفس المرء أو يتجاوز مشيئته وهذا ما حدث مع السكير فنكل الذي تعذر عليه التخلص من هذه الافة ولهذا يميز تشارلز ريئوفيي بين الارادة والرغبة ويعتبرهما جوهرين متعارضين حيث قال "ان اريد حقيقة هو ان اريد ما لا اريده " وعليه كلما كانت الرغبات مضادة للارادة وتقف بينهما وبين تحقيق مطالبها كلما اثر ذلك سلبا على عملية التكيف ،وهذا ما اكده بالمثل الكيي فرغبات الطفولة وهيجاناتها تقود خطى حياتنا وان اهواءنا تعمل على العودة اليها ,بحيث أننا نجد كثير من الناس قد تسلطت عليهم ذكريات قديمة لم يستطيعوا العودة إلى مستوى شعورهم و الواعي ،ومن جهة أخرى أثبتت بدورها مدرسة التحليل النفسي بزعامة فرويد هذه الوجهة،حيث أكد أكد دوافع الإنسان و رغاباته التي ترتد في الأصل إلى غريزة اللبيدو و التي تحتل منطقة الهو في الجهاز النفسي للفرد لا تتطلب سوى الإشباع المباشر وهذا يضعف الإرادة و الشعور ،وبناء على هذا الإعتبار فالانا حسب تعبير فرويد ليس سيدا في بيته لأنه وأمام عنف و قوة الرغبات والأهواء التي تستمد طاقاتها من أعماق اللاشعور يكون غير قادر على الصمود أو المقاومة ،وأكد وندت على أن الإرادة مجرد إنفعال، فوظيفتها الأساسية تعود إلى دوافع داخلية تتمثل في العواطف .و ما يثبط عمل الإرادة أيضا الأمنيات ،فالتمني والهوى ليس من الإرادة ،لأن التمني ليس له حدود،ولا شروط فبإمكان الشخص أن يتمنى أي شيئ دون أن يحقق ذلك لذلك قيل:"ليس كل ما يتمناه المرء يدركه"، وتبقى التمنيات والأهواء لديه مجرد أحلام،ثم إن التمني قد يكون مستحيلا وخياليا لايستطيع الإنسان تحقيقه وبهذا المعنى فهو إعتباطي لاضوابط له كما أن الرغبة مضادة للارادة عندما لا تكون الذات واعية ,لان الارادة ظاهرة معقدة تتفاعل معها ميول ورغبات مختلفة وقد تسيطر هذه الميول على الشخص وتستبد بارادته فتضعف المفعول الايجابي للارادة والدليل على ذلك ينصح الاولياء ابناءهم بضرورة ترك اللهو لكنهم لا يستجيبون لهذه النصائح فتكون النتيجة هي الفشل وفي هذه الحالة فالارادة قد تشل اثناء سيطرة الانفعالات حيث تدقع حاحبها الى اشباع الرغبات بطريقة اندفاعية خالية من الحكمة و التعقل "

النقد : 

على الرغم من ان التمنيات والرغبات لها الاثر السلبي على المفعول الايجابي للارادة ،الا ان الافعال الارادية ليست مجرد عواطف ورغبات ثائرة تستبد باصحابها ،بل انها ترتكز اساسا على الوعي والتأني والقصد ،كما ان الارادة الحقيقة لا تتناقض مع الرغبة بل تستلزم وجودها ،فمن دونها يصبح الفرد خاملا لا يجد في نفسه مبررا لفعل أي شئ ،اما العواطف والاهواء فتعتبر منبع قوة وطاقة للانسان الطموح وحتي المبدع ،فهو ليس صاحب ارادة قوية فقط بل انه في الوقت نفسه انسان متحمس ولوع يشعر في قرارة نفسه بضرورة بذل المزيد من الجهد بهذا فلا تعارض بينهما قال روني بواريل:"إن للوجدان المبادرة دائما".

التركيب : 

الحقيقة أن المفعول  الإيجابي للإرادة يبقى نسبي و ليس مطلقا  بدليل أن الإرادة كثيرا ما تمزج بالتمنيات فتندفع  نحو إشباع الميول والرغبات واستبدت بكل النزاعات التي تحرك الانسان وخضعت لاختيار واع ومسوؤل تكون بذلك ايجابية ومحققة للتكيف قال ايماويل مونييه "لا يمكن اعتبار الانسان شيئا اوموضوعا لانه يتميز بالارادة والوعي".

الخاتمة : 

في الاخير نستنتج ان الارادة الانسانية قوة عقلية تحقق التكيف ,لكن تكيف نسبي وليس بصورة مطلقة خاصة اذا استبدت بها الانفعالات ،بحيث تحد من سلطتها وتضعف من قدرتها ،وعليه فهي ايجابية وسلبية في نفس الوقت حسب استخدام الفكر لها.

الموقف الأول :

 يرى أنصار النزعة العقلية أن الإرادة قدرة عقلية وبالتالي فهي إيجابية و فعالة في تحقيق التكيف،  فهي في تصورهم سلوك إيجابي تقوم على الوعي و المناقشة العقلية و هو ما يجعلها أرقى أنواع السلوك المحققة للتلاؤم الذي ينشده الإنسان العاقل ، فلإرادة تمثل جوهر الإنسان و تجسد ماهيته،فهي تصميم واع،وقرار ذهني هادف،وإختيار يجسد عزم الذات و قصدها، فيما تريد أن تقدم عليه ، إن جوهر الإنسان و حقيقته ،لأنها تقوم أساسا على ملكة التفكير و الحكم و التبصير ، كما انها قدرة نفسية متحررة من كل الضغوط، لأنها تسمح للفرد بأن يكون سيد الموقف ،وتاريخ الفكر يثبت ذلك ،حيث يقدم نماذج كثيرة عن الارادة التي تعزز الذات وتدعمها وهذا ما نلمحه ميلا في شخصية الأديب طه حسين ,فقد تحدى اعاقته البصرية ليكون اديبا فذا له قسطا وقرر من العلم والمعرفة والفضل في ذلك يعود الى الارادة ، بالاضافة الى ذلك نجد صاحب الارادة القوية يضع امام عينيه اهدافا اجتماعية شريفة وغايات نبيلة وكان متحمسا من اجلها وهذا ما يصدق على المصلحين والشخصيات السياسية فعبد الحميد بن باديس ومانديلا والامير عبد القادر وغيرهم كثير ،فلولا الارادة الفولاذية لما استطاعوا احداث اي اثر او تغير في مجتمعاتهم , وفعالية الارادة تلتمس من خلال تركبيها وصفاتها ومراحل حدوثها فهي مراة لشخصيتنا ،لانها في الاصل قرار ذاتي يتحمل الفرد تبعاته ،كما انها فعل تأملي يقوم على التفكير والمحاكمة ,فالشخص الذي يريد شيئا يدرك ما يفعل وبالتالي يشعر بفعله ويعيه ويعرف تماما الغاية من فعله قال سبينوزا "الارادة والعقل شئ واحد" ،كما يمتاز السلوك الارادي بالمرونة والتجديد ،وتتمثل جدته في كونه يمنع الانسان من الاندفاع الآلي الى الفعل ،كما هو الحال مع الافعال الغريزية او التعودية فهو سلوك قصدي وفعل غائي غرضه التكيف والتوافق مع الظروف الطارئة قال برتراندراسل "انه مخالف للفعل الاعتيادي ،لان العادة تقوم على التكرار ومخالف للغريزة لانها عمياء". كما ان مراحل الفعل الارادي تدل على قيمته ،والبداية تكون من خلال تصور الهدف ،فلا بد للشخص من تصور الفعل والغاية منه ،لذلك عليه ان يوجه عمله وان يحشد قواه في سبيل تحقيق ذلك ومثال ذلك :القائد العسكري الذي لا يستطيع خوض المعركة من دون ان يتصورهدفأ هو الإنتصار والامر نفسه بالنسبة للطالب ،فهو لا يقرر الفعل الا بعد ان يتصور الهدف من الدراسة وهو النجاح في الامتحان ،ثم تاتي مرحلة المدوالة التي تاخذ شكل الاخذ والرد وتقليب الامر على مختلف وجوهه قال ارسطو "هي الاندفاع الذي يدفع بالرغبة الى التحقق عندما تتغلب في المدوالة على الرغبات المضادة "وقال ويليام جيمس "الارادة اختيار العقل مع سبق الاصرار بين الافكار المتعارضة "والمطلوب في هذه المرحلة ان لا يشرع الانسان او يندفع بشكل ألي اوعشوائي الى القيام باول فعل ,بل لا بد من التروي والتأني قبل اتخاذ القرار قال سبينوزا "ان حقيقة الفعل الارادي تكمن في تصور الغاية والتروي " وتنتهي المدوالة من خلال الفصل في الامر واتخاذ موقف يتمثل في عزم الذات وتصميمها على تجسيد احد الافعال او الوواقف الممكنة في الواقع، ولا يمكن اعتبار القرار فعلا مكتملا الا اذا كان مصحوبا بالتنفيذ ولا بقي مجرد نية او تصورا عقليا لا اكثر قال غوستاف لوبون "تتجلى الارادة الضعيفة في٠ كثرة الكلام ، واما الارادة القوية فهي تظهر في الافعال "٠ مما يعنى ان اساس الفعل" الارادي هو العمل اي توفو القدرة بفعلية والواقعية في تجسيد ما نريده قال لابيي "يكون الفعل اراديا عندما يثبت صحته وامكانه " ويتفق مع هذا الراي جيمس حيث ينظر الى الفعل الارادي على انه عنصران :فكرة في عقل شخص وتحول هذه الفكرة الى فعل حركي ،ويكون تحويل هذه الفكرة الى حركة امرا سهلا اذا لم توجد بالعقل افكار اخرى تعارض الفكرة التي نريد تحقيقها ،كل هذه المراحل تعبر عن فعل الذات الواعية و المتحررة من اي ضغط قال ديكارت "وبعبارة ادق لكي نثبت او ننفي الاشياء التي يعرضها الذهن علينا ،ولكي نقدم عليها او نحجم عنها انما تتصرف بمحض اختيارنا دون ان نحس ضغطا من الخارج يملي علينا ذلك التصرف "،بالاضافة الى ذلك الفعل الإرادي ينسجم و يتطابق مع القيم و المثل العليا و هذا ما أكده كانط الذي أعطى للإرادة بعدا أخلاقيا حيث قال : إن الفعل الذي يتم بمقتضى الواجب إنما يستمد قيمته الخلقية لا من الهدف الذي  يلزم تحقيقه بل على مبدأ الإرادة وحده".فحسب كانط بالإرادة القوية و الخيرة يستطيع المرأ مجابهة الميولات و الرغبات الجامحة و العمياء، حيث قال:"فالارادة الحرة والارادة التي تستجيب للقانون الاخلاقي ارادة واحدة " وفي نفس الصدد يعتبرها شونهاور مبد الوجود كله اما العقل والميول واعضاء الجسم ماهي الا ادوات في خدمة الارادة حيث قال في هذا السياق "الارادة هي الشئ في ذاته بالذات الذي يشكل خلفية الوجود واهم شئ فيه بينما الحياة والعالم لا يعدان سوى مرآتها "وقال ايضا الحياة رديفة هذه الارادة "وقال اسينوزا "ان الارادة لا تبدو في الجسم وحده بل في كل مظاهر الطبيعة و البشرية"، وعلى هذا الأساس أنه لا يمكن الحديث عن الفعل الإرادي في ظل غياب التروي و إعمال العقل ، لأن قيمة هذا الفعل وقوته تتجلى في الاستنجابة لصوت المنطق وندائه وبالتالي يتم السيطرة على النفس وضبطها وتهذيب سلوكاتها قال جوته "الارادة تعنى سيادة الانسان على نفسه ”ويظهر الدور الايجابي للارادة في قدرتها على التاثير في الكتير من الوطانف والسلوكات منها :الفعل التعودي ،ففي البداية يكون شاقا لذلك على الانسان التركيز والانتباه وتذكر المهارات السابقة وتنفيذ الفعل وكل هذه العناصر تعبر عن الفعل الارادي قال دولا كروا "ان الانتباه وارادة التعلم وكيفية تصور العمل ومقاسية النتائج بالغاية المقصودة كل ذلك يؤثر في تكوين العادات "ومن خلال الفعل الارادي يتم تصحيح الاخطاء حيث يوفر الفرد على نفسه عناء التكرار الفاسد ،فعلى المتعلم اخضاع السلوك او المهارة التي يحاول اكتسابها الى دور العقل والارادة حتي يتم تكوينها ولهذا قيل "الارادة هي حارسة العادات ".و من خلال هذا الفعل الإرادي يتم نصحيح الأخطاء حيث يوفر الفرد على نفسه عناء التكرار الفاسد ، فعلى المتعلم إخضاع السلوك أو المهارة التي يحاول إكتسابها إلى دور العقل و الإرادة حتى يتم تكوينها و لهذا قيل:"الإرادة هي حارسة العادات". 

النقد : 

على الرغم من ان الارادة اداة تحقق التكيف ،لكن احيانا قد تكون مقرونة بالأهواء والانفعالات ويصعب حينها التمييز بين الفعل الارادي الحقيقي من جهة وبين الأهواء والرغبات التي تنشط الارادة من جهة اخرى وبذالك تتغلب الرغبة والتحقيق التكيف ،إما بالنسبة لمراحل الفعل الارادي يمكننا القول ان الحياة لا تتسع لجميع الاعمال التي يتصورها الانسان خاصة في بداية حياته ،فعلى الانسان ان يبحث عن الهدف الذي يستطيع القيام به ،فالظروف الخارجة عن ارادتنا والتي لم نعتد عليها كثيرا ما تعيق تكيفنا مع مشاكل الحياة كالظروف المادية والنفسية والاجتماعية ،اما المناقشة والمداولة فكثيرا ما تنفلت الى ماساة حقيقية عندما تعارض الواجب والمنفعة الشخصية.

الموقف الثاني : 

يرى انصار هذا الطرح ان الارادة قدرة انفعالية سلبية وبالتالي فهي تعيق التكيف فهي ضرب من ضروب الرغبة بل هي رغبة متغلبة قال كونديك "ليست الارادة سوى رغبة مطلقة تبلغ مبلغا يدفعنا الى الاعتقاد بان الشئ المرغوب هو رهن قدرتنا " ولقد اكد ان الرغبات المطلقة والجامحة تبدو خاصة في سلوكات المنحرفين والمجرمين والصبيان الصغار وضعفاء النفوس ويمكن أن نستدل على ذلك :عندما نقرأ رواية  لشكسبير خبرا عن سكير يبعث على الشفقة انه ريب فان فئكل السكير الذي يعزم كل يوم على ترك الخمرة غدا ،فاذا الغد قال لنفسه ,لقد إعتمدت تركها غدا ، وهذا اليوم هو اليوم و ليس غذا، ثم يقول:"هذه المرة لاتحتسب"،وجدير بالذكر أن وجود رغبات دون غيرها في نفس المرء أو يتجاوز مشيئته وهذا ما حدث مع السكير فنكل الذي تعذر عليه التخلص من هذه الافة ولهذا يميز تشارلز ريئوفيي بين الارادة والرغبة ويعتبرهما جوهرين متعارضين حيث قال "ان اريد حقيقة هو ان اريد ما لا اريده " وعليه كلما كانت الرغبات مضادة للارادة وتقف بينهما وبين تحقيق مطالبها كلما اثر ذلك سلبا على عملية التكيف ،وهذا ما اكده بالمثل الكيي فرغبات الطفولة وهيجاناتها تقود خطى حياتنا وان اهواءنا تعمل على العودة اليها ,بحيث أننا نجد كثير من الناس قد تسلطت عليهم ذكريات قديمة لم يستطيعوا العودة إلى مستوى شعورهم و الواعي ،ومن جهة أخرى أثبتت بدورها مدرسة التحليل النفسي بزعامة فرويد هذه الوجهة،حيث أكد أكد دوافع الإنسان و رغاباته التي ترتد في الأصل إلى غريزة اللبيدو و التي تحتل منطقة الهو في الجهاز النفسي للفرد لا تتطلب سوى الإشباع المباشر وهذا يضعف الإرادة و الشعور ،وبناء على هذا الإعتبار فالانا حسب تعبير فرويد ليس سيدا في بيته لأنه وأمام عنف و قوة الرغبات والأهواء التي تستمد طاقاتها من أعماق اللاشعور يكون غير قادر على الصمود أو المقاومة ،وأكد وندت على أن الإرادة مجرد إنفعال، فوظيفتها الأساسية تعود إلى دوافع داخلية تتمثل في العواطف .و ما يثبط عمل الإرادة أيضا الأمنيات ،فالتمني والهوى ليس من الإرادة ،لأن التمني ليس له حدود،ولا شروط فبإمكان الشخص أن يتمنى أي شيئ دون أن يحقق ذلك لذلك قيل:"ليس كل ما يتمناه المرء يدركه"، وتبقى التمنيات والأهواء لديه مجرد أحلام،ثم إن التمني قد يكون مستحيلا وخياليا لايستطيع الإنسان تحقيقه وبهذا المعنى فهو إعتباطي لاضوابط له كما أن الرغبة مضادة للارادة عندما لا تكون الذات واعية ,لان الارادة ظاهرة معقدة تتفاعل معها ميول ورغبات مختلفة وقد تسيطر هذه الميول على الشخص وتستبد بارادته فتضعف المفعول الايجابي للارادة والدليل على ذلك ينصح الاولياء ابناءهم بضرورة ترك اللهو لكنهم لا يستجيبون لهذه النصائح فتكون النتيجة هي الفشل وفي هذه الحالة فالارادة قد تشل اثناء سيطرة الانفعالات حيث تدقع حاحبها الى اشباع الرغبات بطريقة اندفاعية خالية من الحكمة و التعقل "

النقد : 

على الرغم من ان التمنيات والرغبات لها الاثر السلبي على المفعول الايجابي للارادة ،الا ان الافعال الارادية ليست مجرد عواطف ورغبات ثائرة تستبد باصحابها ،بل انها ترتكز اساسا على الوعي والتأني والقصد ،كما ان الارادة الحقيقة لا تتناقض مع الرغبة بل تستلزم وجودها ،فمن دونها يصبح الفرد خاملا لا يجد في نفسه مبررا لفعل أي شئ ،اما العواطف والاهواء فتعتبر منبع قوة وطاقة للانسان الطموح وحتي المبدع ،فهو ليس صاحب ارادة قوية فقط بل انه في الوقت نفسه انسان متحمس ولوع يشعر في قرارة نفسه بضرورة بذل المزيد من الجهد بهذا فلا تعارض بينهما قال روني بواريل:"إن للوجدان المبادرة دائما".

التركيب : 

الحقيقة أن المفعول  الإيجابي للإرادة يبقى نسبي و ليس مطلقا  بدليل أن الإرادة كثيرا ما تمزج بالتمنيات فتندفع  نحو إشباع الميول والرغبات واستبدت بكل النزاعات التي تحرك الانسان وخضعت لاختيار واع ومسوؤل تكون بذلك ايجابية ومحققة للتكيف قال ايماويل مونييه "لا يمكن اعتبار الانسان شيئا اوموضوعا لانه يتميز بالارادة والوعي".

الخاتمة : 

في الاخير نستنتج ان الارادة الانسانية قوة عقلية تحقق التكيف ,لكن تكيف نسبي وليس بصورة مطلقة خاصة اذا استبدت بها الانفعالات ،بحيث تحد من سلطتها وتضعف من قدرتها ،وعليه فهي ايجابية وسلبية في نفس الوقت حسب استخدام الفكر لها.

الموقف الثاني :

يرى انصار هذا الطرح ان الارادة قدرة انفعالية سلبية وبالتالي فهي تعيق التكيف فهي ضرب من ضروب الرغبة بل هي رغبة متغلبة قال كونديك "ليست الارادة سوى رغبة مطلقة تبلغ مبلغا يدفعنا الى الاعتقاد بان الشئ المرغوب هو رهن قدرتنا " ولقد اكد ان الرغبات المطلقة والجامحة تبدو خاصة في سلوكات المنحرفين والمجرمين والصبيان الصغار وضعفاء النفوس ويمكن أن نستدل على ذلك :عندما نقرأ رواية  لشكسبير خبرا عن سكير يبعث على الشفقة انه ريب فان فئكل السكير الذي يعزم كل يوم على ترك الخمرة غدا ،فاذا الغد قال لنفسه ,لقد إعتمدت تركها غدا ، وهذا اليوم هو اليوم و ليس غذا، ثم يقول:"هذه المرة لاتحتسب"،وجدير بالذكر أن وجود رغبات دون غيرها في نفس المرء أو يتجاوز مشيئته وهذا ما حدث مع السكير فنكل الذي تعذر عليه التخلص من هذه الافة ولهذا يميز تشارلز ريئوفيي بين الارادة والرغبة ويعتبرهما جوهرين متعارضين حيث قال "ان اريد حقيقة هو ان اريد ما لا اريده " وعليه كلما كانت الرغبات مضادة للارادة وتقف بينهما وبين تحقيق مطالبها كلما اثر ذلك سلبا على عملية التكيف ،وهذا ما اكده بالمثل الكيي فرغبات الطفولة وهيجاناتها تقود خطى حياتنا وان اهواءنا تعمل على العودة اليها ,بحيث أننا نجد كثير من الناس قد تسلطت عليهم ذكريات قديمة لم يستطيعوا العودة إلى مستوى شعورهم و الواعي ،ومن جهة أخرى أثبتت بدورها مدرسة التحليل النفسي بزعامة فرويد هذه الوجهة،حيث أكد أكد دوافع الإنسان و رغاباته التي ترتد في الأصل إلى غريزة اللبيدو و التي تحتل منطقة الهو في الجهاز النفسي للفرد لا تتطلب سوى الإشباع المباشر وهذا يضعف الإرادة و الشعور ،وبناء على هذا الإعتبار فالانا حسب تعبير فرويد ليس سيدا في بيته لأنه وأمام عنف و قوة الرغبات والأهواء التي تستمد طاقاتها من أعماق اللاشعور يكون غير قادر على الصمود أو المقاومة ،وأكد وندت على أن الإرادة مجرد إنفعال، فوظيفتها الأساسية تعود إلى دوافع داخلية تتمثل في العواطف .و ما يثبط عمل الإرادة أيضا الأمنيات ،فالتمني والهوى ليس من الإرادة ،لأن التمني ليس له حدود،ولا شروط فبإمكان الشخص أن يتمنى أي شيئ دون أن يحقق ذلك لذلك قيل:"ليس كل ما يتمناه المرء يدركه"، وتبقى التمنيات والأهواء لديه مجرد أحلام،ثم إن التمني قد يكون مستحيلا وخياليا لايستطيع الإنسان تحقيقه وبهذا المعنى فهو إعتباطي لاضوابط له كما أن الرغبة مضادة للارادة عندما لا تكون الذات واعية ,لان الارادة ظاهرة معقدة تتفاعل معها ميول ورغبات مختلفة وقد تسيطر هذه الميول على الشخص وتستبد بارادته فتضعف المفعول الايجابي للارادة والدليل على ذلك ينصح الاولياء ابناءهم بضرورة ترك اللهو لكنهم لا يستجيبون لهذه النصائح فتكون النتيجة هي الفشل وفي هذه الحالة فالارادة قد تشل اثناء سيطرة الانفعالات حيث تدقع حاحبها الى اشباع الرغبات بطريقة اندفاعية خالية من الحكمة و التعقل "

النقد : 

على الرغم من ان التمنيات والرغبات لها الاثر السلبي على المفعول الايجابي للارادة ،الا ان الافعال الارادية ليست مجرد عواطف ورغبات ثائرة تستبد باصحابها ،بل انها ترتكز اساسا على الوعي والتأني والقصد ،كما ان الارادة الحقيقة لا تتناقض مع الرغبة بل تستلزم وجودها ،فمن دونها يصبح الفرد خاملا لا يجد في نفسه مبررا لفعل أي شئ ،اما العواطف والاهواء فتعتبر منبع قوة وطاقة للانسان الطموح وحتي المبدع ،فهو ليس صاحب ارادة قوية فقط بل انه في الوقت نفسه انسان متحمس ولوع يشعر في قرارة نفسه بضرورة بذل المزيد من الجهد بهذا فلا تعارض بينهما قال روني بواريل:"إن للوجدان المبادرة دائما".

 

التركيب والخاتمة

التركيب : 

الحقيقة أن المفعول  الإيجابي للإرادة يبقى نسبي و ليس مطلقا  بدليل أن الإرادة كثيرا ما تمزج بالتمنيات فتندفع  نحو إشباع الميول والرغبات واستبدت بكل النزاعات التي تحرك الانسان وخضعت لاختيار واع ومسوؤل تكون بذلك ايجابية ومحققة للتكيف قال ايماويل مونييه "لا يمكن اعتبار الانسان شيئا اوموضوعا لانه يتميز بالارادة والوعي".

الخاتمة : 

في الاخير نستنتج ان الارادة الانسانية قوة عقلية تحقق التكيف ,لكن تكيف نسبي وليس بصورة مطلقة خاصة اذا استبدت بها الانفعالات ،بحيث تحد من سلطتها وتضعف من قدرتها ،وعليه فهي ايجابية وسلبية في نفس الوقت حسب استخدام الفكر لها.

هل التكيف يتحقق بالعادة أم بالإرادة ؟

المقدمة + طرح الإشكالية:

يمتلك الانسان العديد من الوظائف الحيوية المهمة التي يستعين بها للتكيف مع العالم الخارجي ومشكلاته ، ومواجهة الاخطار والعوائق التي تعترضه في حياته اليومية الطبيعية والاجتماعية ،كما يمتاز الانسان عن بقية الكائتات الحية بميزة العقل الذي يضموظائف ذهنية عليا مثل العادة والتي تعرف بانها قدرة مكتسبة على اداء الفعل بطريقة آلية مع اقتصاد في الوقت والمجهود ،واكتساب أي عادة يتطلب وجود ملكة نفسية وذهنية اخرى لدى الانسان وهي الارادة والتي تعرف بانها القدرة الكلية لمواجهة الحياة القهرية وتجاوز أفعالنا الغريزية وسلوكاتنا الآلية ،لكن الفلاسفة والمفكرين اختلفوا حول الافضل واهم وظيفة حيوية تحقق التكيف والتأقلم مع محيطنا الخارجي الذي نعيش فيه فهناك من رد عملية التكيف الى العادة وهناك من ردها الى الارادة ،ومن هذا الاختلاف والتباين في الافكار نطرح المشكلة التالية : هل التكيف يتحقق بالعادة أم بالإرادة ؟ وبعبارة اخرى :هل بالعادة نحقق تكيفنا مع العالم الخارجي؟

الموقف الأول : 

يرى أنصارهذا الطرح أن العادة سلوك إيجابي فهي رصيد وتجربة هدفها التكيف كما أنها ساهمت وبشكل فعال في إزالة العناء والشقاء عن حياة الإنسان ويظهر ذلك من نواحي عديدة: فعلى المستو ى الحركي والجسمي تساعد العادة صاحبها على توفير الوقت والجهد في الأعمال والتكيف بسرعة مع المواقف الجديدة .كما أنها كشف للمهارة وتجلي لروح ،قال مودسلي " لولم تكن العادة تسهل الأشياء لكان في قيامنا بوضع ملآبسنا وخلعها يستغرق نهارا كاملا ".إن كل حركة جسمية ماهي في الأصل إلا نتيجة لعادة والدليل على ذلك الرياضي الذي عود جسمه بعض المهارات في الحركات ،فهو يقوم بها بكل إرادة وحرية ,أما الذي لم يعود جسمه على ذلك فيصاب بتشنجات عضلية قال آلان "إن العادة تمنح الجسم الرشاقة والسيولة "وقال أيضا "هي قدرة على أداء ما كان في بداية الأمر عاجزا عن أدائه". ويمكن أن نلاحظ ذلك الطفل الصغير ،أثناء تعلمه للكتابة ،ففي البداية تكون حركاته عنيفة وتشمل فى ذلك الوقت ،التوتر العضلي للجسم كله .حيث يتقطب الجبين وتلتوي الشفتان واللسان وتكون قبضة يده على القلم شديدة حتى تتصلب الأصابع والذراع كله ،لكن تزول هذه الحركة رويدا رويدا و الفضل يعود إلى العادة بحيث تتحقق المهارة والسرعة في الكتابة ،قال وليم جيمس "يجب على المرء ان يحيي في نفسه ملكة الجهد بالتمرن عليها كل يوم ،وان يتعود التقشف والبطولة المنظمة ،وان يرغم نفسه كل يوم اويومين على القيام بامور لا يميل اليها بالطبع ،فاذا دقت ساعة الشدائد وجد نفسه قادرا على الصبر والمقاومة ،تلك هي كفالة الحياة "كما تظهر فعالية العادة على المستوى النفسي ،فهي نموذج يمكن من التعامل مع الموضوعات المتشابهة.مما يؤدي إلى الشعور بالارتياح والاسققرار والتوازن النفسي فمن خلال السلوكات التعودية تزيد الثقة بالنفس ويقل التردد لأن الفرد سيؤدي تلك الافعال باتقان وبالتالي يتخلص من الحركات الخاطئة ويعوضها بحركات ناجحة ،بالاضافة الى ذلك ان العادة تحد من تاثير العواطف والرغبات في انفسنا كما تقوي قدرتنا على التحمل والصبر فمثلا :الطبيب وبسبب العادة اصبح لا يتاثر بتاوهات وانين المرضى وهكذا فقط يمكنه ان يؤدي عمله بشكل دقيق وناجح ،بخلاف الطبيب المتربص فانه يجد في البداية صعوبة في سماعها ،ومن جهة اخرى توفر العادة على الانسان عناء التفكير ،فهو لايحتاج الى وقت كبير في اصدار الاحكام لانه سوف يقرر وفقا لما تعود عليه فمثلا :طالب الفلسفة ،سيحكم على الطريقة التي يعالج بها السؤال بناء على ما تعود عليه ,ان العادة الفعالة الخاضعة للإرادة والوعي تعمل على تحرير الانتباه وتساعد على التفكير الناجح ,حيث يتسنى للمرء ترتيب الأفكار والعمل على تناسقها وتوجيهها بسرعة ،قال جون د يوي:"فهي تحكم قيادة أفكارنا فتحدد ما يظهر منها وما يقوى وما ينبغي له أن يذهب من النور إلى الظلام"بالإضافة الى ذلك تساعد العادة الذات على ابراز امكانياتها ومواهبها ولهذا قيل " العادة مصدر الابداع في مختلف المبادين".و قال برادين:"المفارقة في العادة أنها ابداع آلبات من كائن ليس آلبا " والدليل على ذلك : الفارق الكبير الذي نجده بين اللوحة الفنية التي رسمها فنان ذو خبرة طويلة وبين قيمة اللوحة التي يرسمها الانسان العادي أو الفنان المبتدئ ،وللعادة اتصالا وثيقا بالاخلاق ،فمن خلالها يتم غرس المبادئ التربوية الحميدة التي تساهم بشكل فعال في تكوين الشخصية ففي سن مبكرة يكتسب عاداته بالتقليد والتلقين والتدريب فبفضلها يتم تهذيب النفس ،فمثلا : من وطن نفسه على صفة الامانة تجده لن يقف مترددا في أحكامه ،ولا ينفق في هذا جهدا،قال دور كايم:"ان الاخلاق تقتضي ان يكون عند الانسان استعداد لتكرار الافعال نفسها في الظروف نفسها ،وان يكون له عادات ثابتة وحياة منظمة ".وللعادة واثار ايجابية أيضا على المستوى الاجتماعي فالانسجام والتوافق بين افراد المجتمع مصدره العادة لأنها تجعل البيئه مألوفة لديهم ،كما انها تساعد على حفظ النظام الاجتماعي وتجنب الصراعات والفوضى ،لاسيما أثناء إحترام الافراد لعادات الاجتماعية فمن خلالها يتم الترابط والتماسك فتنتشر أواصر المحبة، و يتجلى ذلك خاصة في موائد رمضان و كذلك التضامن الإجتماعي خلال الكوارث الطبيعية بإتقان وبالتالي يتخلص من الحركات الخاطئة ويعوضها بحركات ناجحة قال جون ديوي "كل العادات تدفع الى القيام بأنواع معينة من النشاط وهي تكون النفس "

النقد : 

على الرغم مما قدمه هذا الاتجاه من ان العادة سلوك ايجابي تساعد في تحقيق التكيف ،الا انها تؤدي في بعض الاحيان إلى الاستبداد والطغيان فبمرور الزمن تصبح عائقا امام الارادة الانسانية ،فمرونة هذا السلوك تؤول في كثير من الاحيان الى التصلب والآلية ،وهذا ما يؤدي الى الثبات والسكون في سلوك الانسان ،وبالتالي يصبح غير متجدد، ويؤدي إلى التكرار ،كما ان العادة تقيد الفرد بسلوكات يصعب عليه التخلص منها مثلا :التعصب الفكري ،او التعود على بعض العادات الاجتماعية السيئة كالقتل اوالسحر قال وليم جيمس "لو عرف الشبان انهم سيصبحون يوما ما من الايام كتلة متحركة من العادات لانتبهوا لسلوكهم وهم في نضارة الحياة ،فالمرء ينسج اقدراه بيديه وسواء اكان خيرا ام شرا ،فان خيطه المنسوج لن يحل "

الموقف الثاني : 

يرى أنصار النزعة العقلية أن الإرادة قدرة عقلية وبالتالي فهي إيجابية و فعالة في تحقيق التكيف،  فهي في تصورهم سلوك إيجابي تقوم على الوعي و المناقشة العقلية و هو ما يجعلها أرقى أنواع السلوك المحققة للتلاؤم الذي ينشده الإنسان العاقل ، فلإرادة تمثل جوهر الإنسان و تجسد ماهيته،فهي تصميم واع،وقرار ذهني هادف،وإختيار يجسد عزم الذات و قصدها، فيما تريد أن تقدم عليه ، إن جوهر الإنسان و حقيقته ،لأنها تقوم أساسا على ملكة التفكير و الحكم و التبصير ، كما انها قدرة نفسية متحررة من كل الضغوط، لأنها تسمح للفرد بأن يكون سيد الموقف ،وتاريخ الفكر يثبت ذلك ،حيث يقدم نماذج كثيرة عن الارادة التي تعزز الذات وتدعمها وهذا ما نلمحه ميلا في شخصية الأديب طه حسين ,فقد تحدى اعاقته البصرية ليكون اديبا فذا له قسطا وقرر من العلم والمعرفة والفضل في ذلك يعود الى الارادة ، بالاضافة الى ذلك نجد صاحب الارادة القوية يضع امام عينيه اهدافا اجتماعية شريفة وغايات نبيلة وكان متحمسا من اجلها وهذا ما يصدق على المصلحين والشخصيات السياسية فعبد الحميد بن باديس ومانديلا والامير عبد القادر وغيرهم كثير ،فلولا الارادة الفولاذية لما استطاعوا احداث اي اثر او تغير في مجتمعاتهم , وفعالية الارادة تلتمس من خلال تركبيها وصفاتها ومراحل حدوثها فهي مراة لشخصيتنا ،لانها في الاصل قرار ذاتي يتحمل الفرد تبعاته ،كما انها فعل تأملي يقوم على التفكير والمحاكمة ,فالشخص الذي يريد شيئا يدرك ما يفعل وبالتالي يشعر بفعله ويعيه ويعرف تماما الغاية من فعله قال سبينوزا "الارادة والعقل شئ واحد" ،كما يمتاز السلوك الارادي بالمرونة والتجديد ،وتتمثل جدته في كونه يمنع الانسان من الاندفاع الآلي الى الفعل ،كما هو الحال مع الافعال الغريزية او التعودية فهو سلوك قصدي وفعل غائي غرضه التكيف والتوافق مع الظروف الطارئة قال برتراندراسل "انه مخالف للفعل الاعتيادي ،لان العادة تقوم على التكرار ومخالف للغريزة لانها عمياء". كما ان مراحل الفعل الارادي تدل على قيمته ،والبداية تكون من خلال تصور الهدف ،فلا بد للشخص من تصور الفعل والغاية منه ،لذلك عليه ان يوجه عمله وان يحشد قواه في سبيل تحقيق ذلك ومثال ذلك :القائد العسكري الذي لا يستطيع خوض المعركة من دون ان يتصورهدفأ هو الإنتصار والامر نفسه بالنسبة للطالب ،فهو لا يقرر الفعل الا بعد ان يتصور الهدف من الدراسة وهو النجاح في الامتحان ،ثم تاتي مرحلة المدوالة التي تاخذ شكل الاخذ والرد وتقليب الامر على مختلف وجوهه قال ارسطو "هي الاندفاع الذي يدفع بالرغبة الى التحقق عندما تتغلب في المدوالة على الرغبات المضادة "وقال ويليام جيمس "الارادة اختيار العقل مع سبق الاصرار بين الافكار المتعارضة "والمطلوب في هذه المرحلة ان لا يشرع الانسان او يندفع بشكل ألي اوعشوائي الى القيام باول فعل ,بل لا بد من التروي والتأني قبل اتخاذ القرار قال سبينوزا "ان حقيقة الفعل الارادي تكمن في تصور الغاية والتروي " وتنتهي المدوالة من خلال الفصل في الامر واتخاذ موقف يتمثل في عزم الذات وتصميمها على تجسيد احد الافعال او الوواقف الممكنة في الواقع، ولا يمكن اعتبار القرار فعلا مكتملا الا اذا كان مصحوبا بالتنفيذ ولا بقي مجرد نية او تصورا عقليا لا اكثر قال غوستاف لوبون "تتجلى الارادة الضعيفة في٠ كثرة الكلام ، واما الارادة القوية فهي تظهر في الافعال "٠ مما يعنى ان اساس الفعل" الارادي هو العمل اي توفو القدرة بفعلية والواقعية في تجسيد ما نريده قال لابيي "يكون الفعل اراديا عندما يثبت صحته وامكانه " ويتفق مع هذا الراي جيمس حيث ينظر الى الفعل الارادي على انه عنصران :فكرة في عقل شخص وتحول هذه الفكرة الى فعل حركي ،ويكون تحويل هذه الفكرة الى حركة امرا سهلا اذا لم توجد بالعقل افكار اخرى تعارض الفكرة التي نريد تحقيقها ،كل هذه المراحل تعبر عن فعل الذات الواعية و المتحررة من اي ضغط قال ديكارت "وبعبارة ادق لكي نثبت او ننفي الاشياء التي يعرضها الذهن علينا ،ولكي نقدم عليها او نحجم عنها انما تتصرف بمحض اختيارنا دون ان نحس ضغطا من الخارج يملي علينا ذلك التصرف "،بالاضافة الى ذلك الفعل الإرادي ينسجم و يتطابق مع القيم و المثل العليا و هذا ما أكده كانط الذي أعطى للإرادة بعدا أخلاقيا حيث قال : إن الفعل الذي يتم بمقتضى الواجب إنما يستمد قيمته الخلقية لا من الهدف الذي  يلزم تحقيقه بل على مبدأ الإرادة وحده".فحسب كانط بالإرادة القوية و الخيرة يستطيع المرأ مجابهة الميولات و الرغبات الجامحة و العمياء، حيث قال:"فالارادة الحرة والارادة التي تستجيب للقانون الاخلاقي ارادة واحدة " وفي نفس الصدد يعتبرها شونهاور مبد الوجود كله اما العقل والميول واعضاء الجسم ماهي الا ادوات في خدمة الارادة حيث قال في هذا السياق "الارادة هي الشئ في ذاته بالذات الذي يشكل خلفية الوجود واهم شئ فيه بينما الحياة والعالم لا يعدان سوى مرآتها "وقال ايضا الحياة رديفة هذه الارادة "وقال اسينوزا "ان الارادة لا تبدو في الجسم وحده بل في كل مظاهر الطبيعة و البشرية"، وعلى هذا الأساس أنه لا يمكن الحديث عن الفعل الإرادي في ظل غياب التروي و إعمال العقل ، لأن قيمة هذا الفعل وقوته تتجلى في الاستنجابة لصوت المنطق وندائه وبالتالي يتم السيطرة على النفس وضبطها وتهذيب سلوكاتها قال جوته "الارادة تعنى سيادة الانسان على نفسه ”ويظهر الدور الايجابي للارادة في قدرتها على التاثير في الكتير من الوطانف والسلوكات منها :الفعل التعودي ،ففي البداية يكون شاقا لذلك على الانسان التركيز والانتباه وتذكر المهارات السابقة وتنفيذ الفعل وكل هذه العناصر تعبر عن الفعل الارادي قال دولا كروا "ان الانتباه وارادة التعلم وكيفية تصور العمل ومقاسية النتائج بالغاية المقصودة كل ذلك يؤثر في تكوين العادات "ومن خلال الفعل الارادي يتم تصحيح الاخطاء حيث يوفر الفرد على نفسه عناء التكرار الفاسد ،فعلى المتعلم اخضاع السلوك او المهارة التي يحاول اكتسابها الى دور العقل والارادة حتي يتم تكوينها ولهذا قيل "الارادة هي حارسة العادات ".و من خلال هذا الفعل الإرادي يتم نصحيح الأخطاء حيث يوفر الفرد على نفسه عناء التكرار الفاسد ، فعلى المتعلم إخضاع السلوك أو المهارة التي يحاول إكتسابها إلى دور العقل و الإرادة حتى يتم تكوينها و لهذا قيل:"الإرادة هي حارسة العادات". 

النقد : 

على الرغم من ان الارادة اداة تحقق التكيف ،لكن احيانا قد تكون مقرونة بالاهواء والانفعالات.ويصعب حينها التمييز بين الفعل الارادي الحقيقي من جهة وبين الاهواء والرغبات التي تنشط الارادة من جهة اخرى وبذالك تتغلب الرغبة وتعيق التكيف ،اما بالنسبة لمراحل الفعل الإرادي يمكننا القول ان الحياة لا تتسع لجميع الاعمال التي يتصورها الانسان خاصة في بداية حياته ،فعلى الانسان ان"يبحث عن الهدف الذي يستطيع القيام به ،فالظروف الخارجة عن ارادتنا والتي لم نعتد عليها كثيرا ما تعيق تكيفنا مع مشاكل الحياة كالظووف المادية والنفسية والاجتماعية ،اما المناقشة والمدوالة فكثيرا ما تنفلت الى ماساة حقيقية عندما تعارض الواجب والمنفعة الشخصية.

التركيب : 

ان تحقيق التكيف والتأقلم مع العالم الخارجي يكون بالعادة والارادة معا ،فمن الصعب وضع حدود فاصلة ،وفروق جوهرية بينهما كوسيلتتن للتكيف ،ذلك لان العادة تبنى على الارادة باعتبارها المنبع الاصل لكل فعلا اعتيادي ،كما ان اثر العادة في الارادة واضح بحكم ان افعالنا الارادية تتطلب افعالا تعودية ،فالعادة تعزز الارادة قال دولا كروا "ان الانتباه وإرادة التعلم وكيفية تصور العمل ومقاسية النتائج بالغاية المقصودة كل ذلك يؤثر في تكوين العادات "وعليه فهما مصدر فعالية السلوك وتحقيق التكيف.

الخاتمة : 

وفي الاخير نستنتج ان الاختلاف الظاهر بين العادة والارادة لا يعبر عن حقيقتهما بالفعل ،فهما في الاصل فعالتين نفسيتين مرتبطتين ومتكاملتين وظفيا هدفهما التكيف مع العالم الخارجي ومواجهة المواقف التي تعترتض الانسان في حياته اليومية قال هنري فورد:" أنت في الطريق الصحيح طالما أنك تفكر... سواء حققت ما تريد أم لم تحقق".

أنصار الموقف الأول

الموقف الأول : 

يرى أنصارهذا الطرح أن العادة سلوك إيجابي فهي رصيد وتجربة هدفها التكيف كما أنها ساهمت وبشكل فعال في إزالة العناء والشقاء عن حياة الإنسان ويظهر ذلك من نواحي عديدة: فعلى المستو ى الحركي والجسمي تساعد العادة صاحبها على توفير الوقت والجهد في الأعمال والتكيف بسرعة مع المواقف الجديدة .كما أنها كشف للمهارة وتجلي لروح ،قال مودسلي " لولم تكن العادة تسهل الأشياء لكان في قيامنا بوضع ملآبسنا وخلعها يستغرق نهارا كاملا ".إن كل حركة جسمية ماهي في الأصل إلا نتيجة لعادة والدليل على ذلك الرياضي الذي عود جسمه بعض المهارات في الحركات ،فهو يقوم بها بكل إرادة وحرية ,أما الذي لم يعود جسمه على ذلك فيصاب بتشنجات عضلية قال آلان "إن العادة تمنح الجسم الرشاقة والسيولة "وقال أيضا "هي قدرة على أداء ما كان في بداية الأمر عاجزا عن أدائه". ويمكن أن نلاحظ ذلك الطفل الصغير ،أثناء تعلمه للكتابة ،ففي البداية تكون حركاته عنيفة وتشمل فى ذلك الوقت ،التوتر العضلي للجسم كله .حيث يتقطب الجبين وتلتوي الشفتان واللسان وتكون قبضة يده على القلم شديدة حتى تتصلب الأصابع والذراع كله ،لكن تزول هذه الحركة رويدا رويدا و الفضل يعود إلى العادة بحيث تتحقق المهارة والسرعة في الكتابة ،قال وليم جيمس "يجب على المرء ان يحيي في نفسه ملكة الجهد بالتمرن عليها كل يوم ،وان يتعود التقشف والبطولة المنظمة ،وان يرغم نفسه كل يوم اويومين على القيام بامور لا يميل اليها بالطبع ،فاذا دقت ساعة الشدائد وجد نفسه قادرا على الصبر والمقاومة ،تلك هي كفالة الحياة "كما تظهر فعالية العادة على المستوى النفسي ،فهي نموذج يمكن من التعامل مع الموضوعات المتشابهة.مما يؤدي إلى الشعور بالارتياح والاسققرار والتوازن النفسي فمن خلال السلوكات التعودية تزيد الثقة بالنفس ويقل التردد لأن الفرد سيؤدي تلك الافعال باتقان وبالتالي يتخلص من الحركات الخاطئة ويعوضها بحركات ناجحة ،بالاضافة الى ذلك ان العادة تحد من تاثير العواطف والرغبات في انفسنا كما تقوي قدرتنا على التحمل والصبر فمثلا :الطبيب وبسبب العادة اصبح لا يتاثر بتاوهات وانين المرضى وهكذا فقط يمكنه ان يؤدي عمله بشكل دقيق وناجح ،بخلاف الطبيب المتربص فانه يجد في البداية صعوبة في سماعها ،ومن جهة اخرى توفر العادة على الانسان عناء التفكير ،فهو لايحتاج الى وقت كبير في اصدار الاحكام لانه سوف يقرر وفقا لما تعود عليه فمثلا :طالب الفلسفة ،سيحكم على الطريقة التي يعالج بها السؤال بناء على ما تعود عليه ,ان العادة الفعالة الخاضعة للإرادة والوعي تعمل على تحرير الانتباه وتساعد على التفكير الناجح ,حيث يتسنى للمرء ترتيب الأفكار والعمل على تناسقها وتوجيهها بسرعة ،قال جون د يوي:"فهي تحكم قيادة أفكارنا فتحدد ما يظهر منها وما يقوى وما ينبغي له أن يذهب من النور إلى الظلام"بالإضافة الى ذلك تساعد العادة الذات على ابراز امكانياتها ومواهبها ولهذا قيل " العادة مصدر الابداع في مختلف المبادين".و قال برادين:"المفارقة في العادة أنها ابداع آلبات من كائن ليس آلبا " والدليل على ذلك : الفارق الكبير الذي نجده بين اللوحة الفنية التي رسمها فنان ذو خبرة طويلة وبين قيمة اللوحة التي يرسمها الانسان العادي أو الفنان المبتدئ ،وللعادة اتصالا وثيقا بالاخلاق ،فمن خلالها يتم غرس المبادئ التربوية الحميدة التي تساهم بشكل فعال في تكوين الشخصية ففي سن مبكرة يكتسب عاداته بالتقليد والتلقين والتدريب فبفضلها يتم تهذيب النفس ،فمثلا : من وطن نفسه على صفة الامانة تجده لن يقف مترددا في أحكامه ،ولا ينفق في هذا جهدا،قال دور كايم:"ان الاخلاق تقتضي ان يكون عند الانسان استعداد لتكرار الافعال نفسها في الظروف نفسها ،وان يكون له عادات ثابتة وحياة منظمة ".وللعادة واثار ايجابية أيضا على المستوى الاجتماعي فالانسجام والتوافق بين افراد المجتمع مصدره العادة لأنها تجعل البيئه مألوفة لديهم ،كما انها تساعد على حفظ النظام الاجتماعي وتجنب الصراعات والفوضى ،لاسيما أثناء إحترام الافراد لعادات الاجتماعية فمن خلالها يتم الترابط والتماسك فتنتشر أواصر المحبة، و يتجلى ذلك خاصة في موائد رمضان و كذلك التضامن الإجتماعي خلال الكوارث الطبيعية بإتقان وبالتالي يتخلص من الحركات الخاطئة ويعوضها بحركات ناجحة قال جون ديوي "كل العادات تدفع الى القيام بأنواع معينة من النشاط وهي تكون النفس "

النقد : 

على الرغم مما قدمه هذا الاتجاه من ان العادة سلوك ايجابي تساعد في تحقيق التكيف ،الا انها تؤدي في بعض الاحيان إلى الاستبداد والطغيان فبمرور الزمن تصبح عائقا امام الارادة الانسانية ،فمرونة هذا السلوك تؤول في كثير من الاحيان الى التصلب والآلية ،وهذا ما يؤدي الى الثبات والسكون في سلوك الانسان ،وبالتالي يصبح غير متجدد، ويؤدي إلى التكرار ،كما ان العادة تقيد الفرد بسلوكات يصعب عليه التخلص منها مثلا :التعصب الفكري ،او التعود على بعض العادات الاجتماعية السيئة كالقتل اوالسحر قال وليم جيمس "لو عرف الشبان انهم سيصبحون يوما ما من الايام كتلة متحركة من العادات لانتبهوا لسلوكهم وهم في نضارة الحياة ،فالمرء ينسج اقدراه بيديه وسواء اكان خيرا ام شرا ،فان خيطه المنسوج لن يحل "

 

أنصار الموقف الثاني

الموقف الثاني : 

يرى أنصار النزعة العقلية أن الإرادة قدرة عقلية وبالتالي فهي إيجابية و فعالة في تحقيق التكيف،  فهي في تصورهم سلوك إيجابي تقوم على الوعي و المناقشة العقلية و هو ما يجعلها أرقى أنواع السلوك المحققة للتلاؤم الذي ينشده الإنسان العاقل ، فلإرادة تمثل جوهر الإنسان و تجسد ماهيته،فهي تصميم واع،وقرار ذهني هادف،وإختيار يجسد عزم الذات و قصدها، فيما تريد أن تقدم عليه ، إن جوهر الإنسان و حقيقته ،لأنها تقوم أساسا على ملكة التفكير و الحكم و التبصير ، كما انها قدرة نفسية متحررة من كل الضغوط، لأنها تسمح للفرد بأن يكون سيد الموقف ،وتاريخ الفكر يثبت ذلك ،حيث يقدم نماذج كثيرة عن الارادة التي تعزز الذات وتدعمها وهذا ما نلمحه ميلا في شخصية الأديب طه حسين ,فقد تحدى اعاقته البصرية ليكون اديبا فذا له قسطا وقرر من العلم والمعرفة والفضل في ذلك يعود الى الارادة ، بالاضافة الى ذلك نجد صاحب الارادة القوية يضع امام عينيه اهدافا اجتماعية شريفة وغايات نبيلة وكان متحمسا من اجلها وهذا ما يصدق على المصلحين والشخصيات السياسية فعبد الحميد بن باديس ومانديلا والامير عبد القادر وغيرهم كثير ،فلولا الارادة الفولاذية لما استطاعوا احداث اي اثر او تغير في مجتمعاتهم , وفعالية الارادة تلتمس من خلال تركبيها وصفاتها ومراحل حدوثها فهي مراة لشخصيتنا ،لانها في الاصل قرار ذاتي يتحمل الفرد تبعاته ،كما انها فعل تأملي يقوم على التفكير والمحاكمة ,فالشخص الذي يريد شيئا يدرك ما يفعل وبالتالي يشعر بفعله ويعيه ويعرف تماما الغاية من فعله قال سبينوزا "الارادة والعقل شئ واحد" ،كما يمتاز السلوك الارادي بالمرونة والتجديد ،وتتمثل جدته في كونه يمنع الانسان من الاندفاع الآلي الى الفعل ،كما هو الحال مع الافعال الغريزية او التعودية فهو سلوك قصدي وفعل غائي غرضه التكيف والتوافق مع الظروف الطارئة قال برتراندراسل "انه مخالف للفعل الاعتيادي ،لان العادة تقوم على التكرار ومخالف للغريزة لانها عمياء". كما ان مراحل الفعل الارادي تدل على قيمته ،والبداية تكون من خلال تصور الهدف ،فلا بد للشخص من تصور الفعل والغاية منه ،لذلك عليه ان يوجه عمله وان يحشد قواه في سبيل تحقيق ذلك ومثال ذلك :القائد العسكري الذي لا يستطيع خوض المعركة من دون ان يتصورهدفأ هو الإنتصار والامر نفسه بالنسبة للطالب ،فهو لا يقرر الفعل الا بعد ان يتصور الهدف من الدراسة وهو النجاح في الامتحان ،ثم تاتي مرحلة المدوالة التي تاخذ شكل الاخذ والرد وتقليب الامر على مختلف وجوهه قال ارسطو "هي الاندفاع الذي يدفع بالرغبة الى التحقق عندما تتغلب في المدوالة على الرغبات المضادة "وقال ويليام جيمس "الارادة اختيار العقل مع سبق الاصرار بين الافكار المتعارضة "والمطلوب في هذه المرحلة ان لا يشرع الانسان او يندفع بشكل ألي اوعشوائي الى القيام باول فعل ,بل لا بد من التروي والتأني قبل اتخاذ القرار قال سبينوزا "ان حقيقة الفعل الارادي تكمن في تصور الغاية والتروي " وتنتهي المدوالة من خلال الفصل في الامر واتخاذ موقف يتمثل في عزم الذات وتصميمها على تجسيد احد الافعال او الوواقف الممكنة في الواقع، ولا يمكن اعتبار القرار فعلا مكتملا الا اذا كان مصحوبا بالتنفيذ ولا بقي مجرد نية او تصورا عقليا لا اكثر قال غوستاف لوبون "تتجلى الارادة الضعيفة في٠ كثرة الكلام ، واما الارادة القوية فهي تظهر في الافعال "٠ مما يعنى ان اساس الفعل" الارادي هو العمل اي توفو القدرة بفعلية والواقعية في تجسيد ما نريده قال لابيي "يكون الفعل اراديا عندما يثبت صحته وامكانه " ويتفق مع هذا الراي جيمس حيث ينظر الى الفعل الارادي على انه عنصران :فكرة في عقل شخص وتحول هذه الفكرة الى فعل حركي ،ويكون تحويل هذه الفكرة الى حركة امرا سهلا اذا لم توجد بالعقل افكار اخرى تعارض الفكرة التي نريد تحقيقها ،كل هذه المراحل تعبر عن فعل الذات الواعية و المتحررة من اي ضغط قال ديكارت "وبعبارة ادق لكي نثبت او ننفي الاشياء التي يعرضها الذهن علينا ،ولكي نقدم عليها او نحجم عنها انما تتصرف بمحض اختيارنا دون ان نحس ضغطا من الخارج يملي علينا ذلك التصرف "،بالاضافة الى ذلك الفعل الإرادي ينسجم و يتطابق مع القيم و المثل العليا و هذا ما أكده كانط الذي أعطى للإرادة بعدا أخلاقيا حيث قال : إن الفعل الذي يتم بمقتضى الواجب إنما يستمد قيمته الخلقية لا من الهدف الذي  يلزم تحقيقه بل على مبدأ الإرادة وحده".فحسب كانط بالإرادة القوية و الخيرة يستطيع المرأ مجابهة الميولات و الرغبات الجامحة و العمياء، حيث قال:"فالارادة الحرة والارادة التي تستجيب للقانون الاخلاقي ارادة واحدة " وفي نفس الصدد يعتبرها شونهاور مبد الوجود كله اما العقل والميول واعضاء الجسم ماهي الا ادوات في خدمة الارادة حيث قال في هذا السياق "الارادة هي الشئ في ذاته بالذات الذي يشكل خلفية الوجود واهم شئ فيه بينما الحياة والعالم لا يعدان سوى مرآتها "وقال ايضا الحياة رديفة هذه الارادة "وقال اسينوزا "ان الارادة لا تبدو في الجسم وحده بل في كل مظاهر الطبيعة و البشرية"، وعلى هذا الأساس أنه لا يمكن الحديث عن الفعل الإرادي في ظل غياب التروي و إعمال العقل ، لأن قيمة هذا الفعل وقوته تتجلى في الاستنجابة لصوت المنطق وندائه وبالتالي يتم السيطرة على النفس وضبطها وتهذيب سلوكاتها قال جوته "الارادة تعنى سيادة الانسان على نفسه ”ويظهر الدور الايجابي للارادة في قدرتها على التاثير في الكتير من الوطانف والسلوكات منها :الفعل التعودي ،ففي البداية يكون شاقا لذلك على الانسان التركيز والانتباه وتذكر المهارات السابقة وتنفيذ الفعل وكل هذه العناصر تعبر عن الفعل الارادي قال دولا كروا "ان الانتباه وارادة التعلم وكيفية تصور العمل ومقاسية النتائج بالغاية المقصودة كل ذلك يؤثر في تكوين العادات "ومن خلال الفعل الارادي يتم تصحيح الاخطاء حيث يوفر الفرد على نفسه عناء التكرار الفاسد ،فعلى المتعلم اخضاع السلوك او المهارة التي يحاول اكتسابها الى دور العقل والارادة حتي يتم تكوينها ولهذا قيل "الارادة هي حارسة العادات ".و من خلال هذا الفعل الإرادي يتم نصحيح الأخطاء حيث يوفر الفرد على نفسه عناء التكرار الفاسد ، فعلى المتعلم إخضاع السلوك أو المهارة التي يحاول إكتسابها إلى دور العقل و الإرادة حتى يتم تكوينها و لهذا قيل:"الإرادة هي حارسة العادات". 

النقد : 

على الرغم من ان الارادة اداة تحقق التكيف ،لكن احيانا قد تكون مقرونة بالاهواء والانفعالات.ويصعب حينها التمييز بين الفعل الارادي الحقيقي من جهة وبين الاهواء والرغبات التي تنشط الارادة من جهة اخرى وبذالك تتغلب الرغبة وتعيق التكيف ،اما بالنسبة لمراحل الفعل الإرادي يمكننا القول ان الحياة لا تتسع لجميع الاعمال التي يتصورها الانسان خاصة في بداية حياته ،فعلى الانسان ان"يبحث عن الهدف الذي يستطيع القيام به ،فالظروف الخارجة عن ارادتنا والتي لم نعتد عليها كثيرا ما تعيق تكيفنا مع مشاكل الحياة كالظووف المادية والنفسية والاجتماعية ،اما المناقشة والمدوالة فكثيرا ما تنفلت الى ماساة حقيقية عندما تعارض الواجب والمنفعة الشخصية.

 

التركيب والخاتمة

التركيب : 

ان تحقيق التكيف والتأقلم مع العالم الخارجي يكون بالعادة والارادة معا ،فمن الصعب وضع حدود فاصلة ،وفروق جوهرية بينهما كوسيلتتن للتكيف ،ذلك لان العادة تبنى على الارادة باعتبارها المنبع الاصل لكل فعلا اعتيادي ،كما ان اثر العادة في الارادة واضح بحكم ان افعالنا الارادية تتطلب افعالا تعودية ،فالعادة تعزز الارادة قال دولا كروا "ان الانتباه وإرادة التعلم وكيفية تصور العمل ومقاسية النتائج بالغاية المقصودة كل ذلك يؤثر في تكوين العادات "وعليه فهما مصدر فعالية السلوك وتحقيق التكيف.

الخاتمة : 

وفي الاخير نستنتج ان الاختلاف الظاهر بين العادة والارادة لا يعبر عن حقيقتهما بالفعل ،فهما في الاصل فعالتين نفسيتين مرتبطتين ومتكاملتين وظفيا هدفهما التكيف مع العالم الخارجي ومواجهة المواقف التي تعترتض الانسان في حياته اليومية قال هنري فورد:" أنت في الطريق الصحيح طالما أنك تفكر... سواء حققت ما تريد أم لم تحقق".

هل الاختلاف بين العادة و الإرادة ينفي وجود علاقة وظيفية بينهما ؟

مقدمة + طرح الإشكالية:

يتصف الإنسان بالمرونة والتكيف مع متطلبات الحياة ومقتضيات الظروف ،وتبرز هذه المرونة في قدرته على تغييرسلوكه وحفظ  اثار هذا التغيير بمعنى أنه يكتسب أنماطا من السلوك والتصرف لتحقيق التأقلم و التكيف وذلك لعجز السلوك الغريزي عن ذلك اونسمي السلوك المكتسب بالسلوك التعودي، أو العادة التي هي قدرة مكتسبة على آداء العمل بطريقة آلية وبسرعة ودقة وإقتصاد في الوقت والمجهود،لكن العادة وحدها غير كافية هي الأخرى ،لأن مطالب التكيف متغيرة و لتغير السلوك لابد من تدخل الإرادة لجعله أطثر ملأمة مع الأوضاع الجديدة ومعنى ذلك أن الإرادة جهد نفسي واع أي انها القدرة على القصد الى الفعل اوالترك مع وعي الاسباب ،والدواعي من ذلك الفعل وهي تتدخل عندما تعجز آلية العادة على تحقيق التكيف ،وعلى هذا الاساس وقع جدال بين الفلاسفة و المفكرين حول طبيعة العلاقة بينهما ،فمنهم من يرى انهما منفصلان ومتمايزان وبنقيض ذلك هناك من يرى أنهما في علاقة تداخل وظيفي ،ومن هذا التباين والاختلاف في الافكار نطرح المشكلة التالية : هل الاختلاف بين العادة و الإرادة ينفي وجود علاقة وظيفية بينهما ؟

ان التمايز بين العادة والارادة ينفي وجود علاقة بينهما لان العادة آلية أما الارادة تقوم على الوعي ،قال سببينواز"فالارادة والعقل اذن شئ واحد" العادة مجرد ردود افعال متسلسلة تخلو من الوعي والشعور وهي بذلك تشبه الغريزه الى حد كبير قال ارسطو"العادة طبيعة ثابتة " ان اتصاف العادة بالآلية يجعل عناصر السلوك محجرة يفقد الانسان انسانية وفي هذا الصدد قال برودوم " ان العادة تجعلنا بوجوهنا بشر وبحركاتنا آلات" ويقول كانط " كلما زادت العادات عند الانسان كلما اصبح اقل حرية واستقلالية "في حين ان الارادة فعل واعي متجدد يتصف بالاختيار والحرية مما يجعلها مناقضة للثبات والسكون ،قال برتراند راسل "انه مخالف للفعل الاعتيادي لان العادة تقوم على التكرار ومخالف للغريزة لانها عمياء".

ان العادة سلوك نمطي يسير وفق نسق واحد مما يجعلها في كثير من الاحيان معيقة لتكيف في حين الارادة كفعل واع وحر تؤدي الى تحديد السلوك وبالتالي تغيير وفق الاوضاع والظروف والمتطلبات ،أي تتصف بالدينامكية والحركية لان الفعل الارادي فعل منظم ينطلق من التصور العقلي للهدف ئم المداولة والاختيار ئم التقرير والعزم ئم التنفيذ . بمعنى ان الارادة مرتبطة بالوعي والعقل قال ايمانويل مونييه "لا يمكن اعتبار الانسان شيئا اوموضوعا لانه يتميز بالارادة وألوعي ٠أما العادة كسلوك متسلسل يخضع لقوانين التداعي وهي قوانين ميكانيكية ،وهي مرتبطة بالجسم اكثر تتحول الى روتين وتكرار مما يفقد روح المبادرة والتجديد في حين الارادة كنشاط نفسي وكقدرة على الفعل او الترك تتصف بالتصور والتامل بجعل الانسان ببادر ويتجاوز الآلية المتحجرة في العادة.

على الرغم من ان هناك تمايز بين العادة والارادة لكن هذا لا ينفي بالضرورة العلاقة الوظفية بينهما ما دامت العادة قوام الارادة والارادة تعزز الفعل الاعتيادي .

العادة في علاقة متكاملة مع الارادة , لا^الارادة هي المصدر الأصيل لوجود الفعل الإعتيادي ،كما أن الخبرة المكتسبة بالعادة تعزز بالإرادة الى جانب ان العادات الإجتماعية ملكتان تمكنان الإنسان من تحقيق التكيف مع متطلبات الظووف الخارجية ، قال دولاكراو:"إن الإنتباه و إرادة التعلم و كيفية تصور العمل ومقايسة النتائج بالغاية المقصودة وحالة الذهن أثناء الكسب و النضج...كل ذلك يؤثر في تكوين العادات". فكلاهما تهيؤ نفسي واستعداد لمواجهة ما تقتضية الحياة وكلاهما يؤثر في فعالية الانسان ويزودها بإمكانيات للمحافظة بقائه والنسجام مع بيئته الطبيعية والاجتماعية والبيولوجية وانهما معا يشتركان في توجيه سلوك الانسان وتنظيمه نحو غايات محددة يصبوا الانسان الى تحقيقها وكل مكن السلوك التعودي و الإرادة يتأثران بالمناخ الثقافي وبالتعليم والتربيبة التي نشا في وسطها الانسان فالعادة كآلية مكتسبة تجعل عناصر السلوكمنظمة و مرتبطة مما يؤدي  الى تحقيق التكيف والاندماج مع المواقف. الارادة كنشاط ذهني واعي يؤدي الى تحديد السلوك وتكيفه وفق مقتضيات جديدة فهما مصدر فعالية السلوك والتكيف فالعادة ضرورية للإرادة لانها تحرر الجهد الارادي وتجعلها تحتفظ به لاعمال اخرى وليست العادة في نظر "بول ريكو" سوى إرادة متوفرة إنها تحرر الإرادة والصور للقيام بمهام اخرى انها تخفف عن الإرادة شبح التردد كما ان عملية اكتساب العادة تحتاج الى عملية التعليم وهذه العملية ذاتها تحتاج الى الإرادة والاهتمام والادراك قال بول ريكور "لا تمثل المعرفة فيها أكثر فيه بل فيما افكر به ".

على الرغم من العلاقة الوظيفية بينهما والتكامل والتداخل بين العادة والارادة ،الا ان بعض العادات تقيد وتعطل الإرادة مما يبطل العلاقة ويقضي على الرابطة الوظيفيبة بينهما. 

ان العادة بدون إرادة لا وجود لها ،فالإرادة هي المنبع الاصلي لوجود الفعل الاعتيادي ،لان بداية أي فعل اعتيادي لا يكون الا بالإدراك الارادة ،كما ان الافعال الإرادية تصبح بالتكرار عادة ،ولقد أوضح علم النفس ان هناك رابطة وثيقة بين العادة والإرادة رغم ما يبدو من تعارض ظاهري بينهما.

في الاخير تستنتج ان الاختلاف الموجود بين العادة والإرادة لا ينفي العلاقة الوظيفية بينهما بل توجد صلة وثيقة بينهما فاذا كاتت الإرادة هي السبب في اكتساب العادة واتتظامها وتكامل عناصرها فان العادة هي السبب في تناسق وانسجام الافعال الإرادية , فالعادة بدون إرادة تؤدي الى تحجر السلوك وعدم تطوره والإرادة بدون عادة تؤدي الى اضطراب السلوك وعدم استقراره.

محاولة حل المشكلة:

ن التمايز بين العادة والارادة ينفي وجود علاقة بينهما لان العادة آلية أما الارادة تقوم على الوعي ،قال سببينواز"فالارادة والعقل اذن شئ واحد" العادة مجرد ردود افعال متسلسلة تخلو من الوعي والشعور وهي بذلك تشبه الغريزه الى حد كبير قال ارسطو"العادة طبيعة ثابتة " ان اتصاف العادة بالآلية يجعل عناصر السلوك محجرة يفقد الانسان انسانية وفي هذا الصدد قال برودوم " ان العادة تجعلنا بوجوهنا بشر وبحركاتنا آلات" ويقول كانط " كلما زادت العادات عند الانسان كلما اصبح اقل حرية واستقلالية "في حين ان الارادة فعل واعي متجدد يتصف بالاختيار والحرية مما يجعلها مناقضة للثبات والسكون ،قال برتراند راسل "انه مخالف للفعل الاعتيادي لان العادة تقوم على التكرار ومخالف للغريزة لانها عمياء".

ان العادة سلوك نمطي يسير وفق نسق واحد مما يجعلها في كثير من الاحيان معيقة لتكيف في حين الارادة كفعل واع وحر تؤدي الى تحديد السلوك وبالتالي تغيير وفق الاوضاع والظروف والمتطلبات ،أي تتصف بالدينامكية والحركية لان الفعل الارادي فعل منظم ينطلق من التصور العقلي للهدف ئم المداولة والاختيار ئم التقرير والعزم ئم التنفيذ . بمعنى ان الارادة مرتبطة بالوعي والعقل قال ايمانويل مونييه "لا يمكن اعتبار الانسان شيئا اوموضوعا لانه يتميز بالارادة وألوعي ٠أما العادة كسلوك متسلسل يخضع لقوانين التداعي وهي قوانين ميكانيكية ،وهي مرتبطة بالجسم اكثر تتحول الى روتين وتكرار مما يفقد روح المبادرة والتجديد في حين الارادة كنشاط نفسي وكقدرة على الفعل او الترك تتصف بالتصور والتامل بجعل الانسان ببادر ويتجاوز الآلية المتحجرة في العادة.

على الرغم من ان هناك تمايز بين العادة والارادة لكن هذا لا ينفي بالضرورة العلاقة الوظفية بينهما ما دامت العادة قوام الارادة والارادة تعزز الفعل الاعتيادي .

العادة في علاقة متكاملة مع الارادة , لا^الارادة هي المصدر الأصيل لوجود الفعل الإعتيادي ،كما أن الخبرة المكتسبة بالعادة تعزز بالإرادة الى جانب ان العادات الإجتماعية ملكتان تمكنان الإنسان من تحقيق التكيف مع متطلبات الظووف الخارجية ، قال دولاكراو:"إن الإنتباه و إرادة التعلم و كيفية تصور العمل ومقايسة النتائج بالغاية المقصودة وحالة الذهن أثناء الكسب و النضج...كل ذلك يؤثر في تكوين العادات". فكلاهما تهيؤ نفسي واستعداد لمواجهة ما تقتضية الحياة وكلاهما يؤثر في فعالية الانسان ويزودها بإمكانيات للمحافظة بقائه والنسجام مع بيئته الطبيعية والاجتماعية والبيولوجية وانهما معا يشتركان في توجيه سلوك الانسان وتنظيمه نحو غايات محددة يصبوا الانسان الى تحقيقها وكل مكن السلوك التعودي و الإرادة يتأثران بالمناخ الثقافي وبالتعليم والتربيبة التي نشا في وسطها الانسان فالعادة كآلية مكتسبة تجعل عناصر السلوكمنظمة و مرتبطة مما يؤدي  الى تحقيق التكيف والاندماج مع المواقف. الارادة كنشاط ذهني واعي يؤدي الى تحديد السلوك وتكيفه وفق مقتضيات جديدة فهما مصدر فعالية السلوك والتكيف فالعادة ضرورية للإرادة لانها تحرر الجهد الارادي وتجعلها تحتفظ به لاعمال اخرى وليست العادة في نظر "بول ريكو" سوى إرادة متوفرة إنها تحرر الإرادة والصور للقيام بمهام اخرى انها تخفف عن الإرادة شبح التردد كما ان عملية اكتساب العادة تحتاج الى عملية التعليم وهذه العملية ذاتها تحتاج الى الإرادة والاهتمام والادراك قال بول ريكور "لا تمثل المعرفة فيها أكثر فيه بل فيما افكر به ".

على الرغم من العلاقة الوظيفية بينهما والتكامل والتداخل بين العادة والارادة ،الا ان بعض العادات تقيد وتعطل الإرادة مما يبطل العلاقة ويقضي على الرابطة الوظيفيبة بينهما. 

ان العادة بدون إرادة لا وجود لها ،فالإرادة هي المنبع الاصلي لوجود الفعل الاعتيادي ،لان بداية أي فعل اعتيادي لا يكون الا بالإدراك الارادة ،كما ان الافعال الإرادية تصبح بالتكرار عادة ،ولقد أوضح علم النفس ان هناك رابطة وثيقة بين العادة والإرادة رغم ما يبدو من تعارض ظاهري بينهما.

في الاخير تستنتج ان الاختلاف الموجود بين العادة والإرادة لا ينفي العلاقة الوظيفية بينهما بل توجد صلة وثيقة بينهما فاذا كاتت الإرادة هي السبب في اكتساب العادة واتتظامها وتكامل عناصرها فان العادة هي السبب في تناسق وانسجام الافعال الإرادية , فالعادة بدون إرادة تؤدي الى تحجر السلوك وعدم تطوره والإرادة بدون عادة تؤدي الى اضطراب السلوك وعدم استقراره.

التركيب والخاتمة

التركيب :

ان العادة بدون إرادة لا وجود لها ،فالإرادة هي المنبع الاصلي لوجود الفعل الاعتيادي ،لان بداية أي فعل اعتيادي لا يكون الا بالإدراك الارادة ،كما ان الافعال الإرادية تصبح بالتكرار عادة ،ولقد أوضح علم النفس ان هناك رابطة وثيقة بين العادة والإرادة رغم ما يبدو من تعارض ظاهري بينهما.

الخاتمة:

في الاخير تستنتج ان الاختلاف الموجود بين العادة والإرادة لا ينفي العلاقة الوظيفية بينهما بل توجد صلة وثيقة بينهما فاذا كاتت الإرادة هي السبب في اكتساب العادة واتتظامها وتكامل عناصرها فان العادة هي السبب في تناسق وانسجام الافعال الإرادية , فالعادة بدون إرادة تؤدي الى تحجر السلوك وعدم تطوره والإرادة بدون عادة تؤدي الى اضطراب السلوك وعدم استقراره.