ملخص الدرس / الثالثة ثانوي/فلسفة/الفن و التصوف بين النسبي و المطلق/في التصوف بين النسبي و المطلق

المشكلة الثانية

كيف يمكن إثبات بطلان القول بأنه لا مجال لتوفير سبل التقاء النسبي بالمطلق، وبأن التصوف لا دخل له في تحقيق ذلك، وفي رسم مناهج بلوغ السعادة المطلقة؟

مقدمة: طرح المشكلة

*عرض وضعية مشكلة و التعليق عليها

I- ماذا عن التصوّف كتجربة ذوقية و روحية؟ وماذا عن انبثاقه و تطور مذاهبه؟

- أولا: التصوف تجربة إسلامية إنسانية.

-ثانيا: التصوف في ضوء التراث.

II- كيف يمكن إثبات أن نسبية الذوق لا تمنعه من تصور مناهج الالتقاء بمطلقية الكشف؟

-أولا: من الزهد إلى الوجد

-ثانيا: الإشراق و الكشف

-ثالثا: العرفان (الحلول ووحدة الوجود).

III- ثم أليس بلوغ السعادة هو ديدن الذوق و الكشف مهما كان النسق الذي يؤطرهما؟

- أولا: سعادة الزهد و العرفان

- ثانيا: سعادة العقل و الوجدان

خاتمة: حل المشكلة

طرح المشكلة

مقدمة:

إن الشعور الحي بسمو الخالق معزّزا بحرارة الإيمان، و النشوة البالغة التي ينالها المؤمن بما لديه من استعداد للجمع بين المحسوس و اللامحسوس، وربط الاتصال بين المحدود و اللامحدود، و النسبي و المطلق، فضلا عن الزهد و التقشف، ونبذ ملذّات الحياة، و إنكار الذات إنكارا تاما بإذابتها كليّا في التفكير بالله، كل ذلك وغيره شكّل جملة الأسس الرئيسية التي قامت عليها التجربة الذوقية كما كتب للمتصوفة أن يخوضوها بالرغم من تشعب السبل فيما بينهم.

و إن من شأن ممارسة هذه التجربة أن تؤدي- في اعتقاد القائلين بها- إلى الحصول على تقرّب أكبر من الخالق، ومعرفة أدق بذاته، وكشف أفضل لحقيقته، وسعادة أعم للروح من الاتحاد به، حتى وإن قاد مثل هذا الاعتقاد، من غير شك، الكثيرين إلى تكريس حياتهم للدين و العبادة، وفي ذات الوقت، أفرز مجموعة من الأفكار الخيالية و الموقف المتطرّفة، الأمر الذي دفع بالبعض إلى إنكار أبرز تعاليمه من منطلقات دينية أو علمية، فقالوا بتعذّر تحقق غاياته و مراميه مما ذكرناه، ومن هنا علينا أن نتساءل: كيف يتسنى رد هذا الإدّعاء؟ و بالتالي، كيف يمكن إثبات بطلان القول بأنه لا مجال لتوفير سبل التقاء النسبي بالمطلق، وبان التصوف لا دخل له في تحقيق ذلك، وفي رسم مناهج بلوغ السعادة المطلقة؟