ملخص الدرس / الثالثة ثانوي/فلسفة/العلاقات بين الناس/اللغة و الفكر

مقدمة

هل تشكل الغة عائقا أمام الفكر ؟

يعد الانسان كائن اجتماعي بطبعه فهو يؤثر و يتأثر بمحيطه الذي يعيش فيه ذلك اتحقق التكيف و التواصل مع الاخرين و هذا لا يمون الا باللغة و الفكر , فإذا كانت اللغة نسقا من الالفاظ و الرموز المنتظمة و كان الفكر هو عما العقل الذي يحث داخل النفس فقد نشأ خلاف بين الفلاسفة و المفكرين حول طبيعة هاته العلاقة فمنهم من رأى أنها علاقة انفصال و بنقيض ذلك هناك من يرى انها اتصال و من هذا التباين وة الاختلاف الاشكال الاتي : هل العلاقة بين اللغة و الفكر انفصالية ان اتصالية ؟ 

الموقف الاول : الاتجاه الثنائي

برغسون - ابو حيان التوحيدي - فاليري 

يرى انصار الاتجاه الثنائي الانفصالي انه يجب الفصل بين اللغة و الفكر لان الفكر سابقا عن اللغة 

- الفكر عبارة عن مخزون يحمل المعاني و المفاهيم فهو غير نهائي إما اللغة فهي ذلك المدد المحدود الذي ينتهي بانتهاء الفكر 

- الفكر اوسع من اللغة لأن الفكر حيوي وممتد إما اللغة فهي محدودة و قاصرة 

- اللغة عاجزة عن مسايرة ديمومة الفكر 

- ان المركب اللفظي لا يجوز مبسوط العقل 

- اجمل الافكار تلك التي لا نستطيع التعبير عنها 

التقييم و النقد

على الرغم مما قدمه الاتجاه الثنائي من ان العلاقة بين اللغة ة الفكر هيعلاقة انفصالالا اننا نعلم لن اللغة هي التي تخرج الفكر هي علاقة افصال الا اننا نعلم ان اللغة هي التي تخرج الفكر من الغموض الى الوضوح 

الموقف الثاني : الاتجاه الاحادي

ميرلوبوناي - جوليا كريستيفيا 

- يرى انصار الاتجاه الاحادي الاتصالي ان اللغة و الفكر متصلان فاللغة هي التي تبرهن عن الفكر و تعطي لع الكيان العبني في هذا الوجود و بفضلها يزداد الفكر ارتقاءا و تطورا 

- الانسان لا يستطيع ان لفكر الا باللغة و الفكر معل فهما متكملان و لا يمكن الفصل بينهما 

- اللغة ة الفكر شيء واحد فاللغة تصنع الفكر و لولها لما تحرك الفكر بل هي أححد مقومات الاساسية للفكر 

- الكلمة تعطي الفكر وجوده الاسمي و الاصح 

- ليت ثمة تفكير بدون رموز لغوية 

- ان اللغة هي جسم الفكر 

 

التقييم و النقد

على الرغم مما قدمه انصار الاتجاه الاحادي من ان العلاقة بين اللغة و الفكر هي علاقة اتصال إلا اننا كيف نفسر الجمود الذي ينتابنا و نحن نريد ان نعبر عن موقف معين 

 

التركيب

في الحقيقة ينبغي القول انه لاتوجد لغة بدةن فكر و لا فكر بدون لغة فالفكر متضمن داخل اللغة و اللغة لباس الفكر قال ميرلوبونتي "ان الفكر لا يوجد خخارج الكلمات " و يقول دولاكروا " ان الفكر بصنع اللغة و هي تصنعه " فاللغة برى ماكس مولر مظهرين لعملة نقدية واحدة فهما يمثلان كيان واحد و لهما غاية مشتركة 

الخاتمة

و في الاخير نستنتج انه و من الرغم من الاختلاف الخاصل بين اللغة و الفكر الا انهما يشكلان كلا واحد غير قابل للتجزئة فلا همل للفكر دون وجود لغة ة لا قيمة للغة دون الفكر 

تعريف اللغة عند المفكرين الفلاسفة

"هي جملة من الإشارات يكمن أن تكون وسيلة للإتصال " أندري لالاند 

" لغة النحل لا يمكنها أن تعبر سوى عن عدد محدود من المضامين بسبب محدودية عدد التأليفات و التنويعات الممكنة التي تقبلها لغة الرقصات " بنفيست 

"الفكر لا ينفصل عن اللغة " سيروس 

"أن الذهن لا يحتوي على مفاهيم غير مسماة " بنفيست 

"اللغة وعاء الفكر " هيجل 

"إن اللغة هي جسم الفكر " جوليا كرستيفا 

" ليست اللغة كما يعتقد البعض ثوب الفكرة ، و لكن جسمها الحقيقي " لافيل 

"ان الرمز قلب الصورة " دولا كروا 

" إن الفكر ضاج با الكلمات " غوسدورف

المقالة 1

مقدمة :

يعد الإنسان كائن إجتماعي بطبعه فهو يؤثر و يتأثر بمن حوله و ذلك لتحقيق التكيف و التواصل المستمر و الدائم مع مكونات العالم الخارجي و هذا لا يكون إلا باللغة التي تعد وسيلة من وسائل الإتصال الملازمة للإنسان.بل وتمثل ماهية و أساس تواجده ، و هي نسق من لألفاظ و الرموز المنتظمة التي تواضع عليها البشر، أما الفكر فهو جملة التصورات و المدركات العقلية التي تمثل النشاط الذهني الذي تدخل فيه العديد من الفعاليات العليا للعقل من التحليل والتتفسير والتأويل , ومن القضايا التي نشأ فيها خلاف بين علماء اللسانيات و الفلاسفة طبيعة العلاقة بين بينهما ،فمنهم من يراى انها علاقة انفصالية وبنقيض ذلك هناك من يرى انها اتصالية , ومن هذا التباين والاختلاف تطرح المشكلة التآلية : هل العلاقة بين اللغة والفكر انفصال ام اتصال؟ وبعبارة اخرى: هل تستطيع اللغة ان تعكس كل ما يدور في فكرنا؟

وفيمايلي فيديو تعليمي حول الدرس:

 

 

الموقف الأول :

يرى انصار الاتجاه الثنائي الانفصالي انه يجب التمييز والفصل بين اللغة والفكر وان الفكر سابق عن اللغة , لانه لا يوجد تطابق وتناسب بين عالم الافكار وعالم الالفاظ فالفكر اسبق زمنيا من اللغة واوسع منها ,وان ما يملكه الفرد من افكار ومعان يفوق بكثير ما يملكه من الفاظ وكلمات ,مما يعنى انه يمكن ان تتواجد افكار خارج اطار اللغة وهذه الاسبقية هي اسبقية انطولوجية ,اي من حيث الوجود لان الانسان يفكر بعقله قبل ان يعبر بلسانه قال افلاطون "اللغة ليست سوى اداة للتعبير عن فكر سابق عليها " فهو ينظر الى الفكر على انه مطلق الوجود ,لانه ينتمي الى عالم المثل دون كلمات ,وكثيرا ما تتزاحم المعاني في الذهن ,لكن تعجز اللغة عن مسايرتها وهذا يدل على انه لا يوجد توافق بينهما ,فالتردد في التعبير والتوقف اثناء الكتابة وتعويض الفاظ باخرى يؤكد على ان الفكر مستقل عن اللغة التي تعيقه في اداء وظيفته في التعبير عن الكثير من خواطر الذات لاسيما المشاعر والعواطف والحالات الوجدانية .قال برغسون "اللغة عاجزة عن مسايرة ديمومة الفكر " وبناء على هذا الاعتبار ان التجربة السيكولوجية التي يعيشها الانسان اغنى واوسع من ان تقتنصها اللغة ,ومن جهة اخرى يحدث مع الانسان احيانا انه يفهم اللغة اكثر من ان يحسن ألفاظها ودليل ذلك عندما يحدثنا شخص ما بلغة لا نتقنها نفهم الكثير مما يقول ولكن لا نستطيع التحدث معه بالمقدار الذي فهمناه وعليه يوجد تفاوت واضح بين اللغة والفكر قال ابو حيان التوحيدي "فقد بدا لنا ان مركب اللفظي لا يحوز مبسوط العقل و المعاني معقولة و لها إتصال جديد .... وليس في قوة اللفظ من أية لغة ...أن يملك ذلك المبسوط ويحيط به "ولقد ميزبرغسون بين نوعين من التجربة :حية و الية ,الاولى تمثل في قوله "اعماق الانسان وهي تيار حركي وسيل متدفق يحس الانسان فيها بادق احدثها ,يسير في مرتفعاتها ومنعطفاتها وخطوطها الملتوية سريعة الإنحناء"، وهذا النوع من التجارب مجاله الخلق و الإبداع و هذا ما لا تقوى عليه اللغة، لأن الفكر فيض من المعاني المتدفقة التي لا تعرف الإنفصال قال برغسون:"اللغة هي غير صالحة لوصف المعطيات المباشرة للحدس وصفا حيا"و قال أيضا:"اللغة تحجر الفكر و تقتل الديمومة" بمعنى أن اللغة ذات طابع مادي،أما الفكر فهو جوهر روحي و معنوي ، أما النوع الثاني من أي التجربة الآلية فمجالها أشياء ثابتة يتصل بها الإنسان عن طريق لغة المعادلات لذلك فاللغة عموما يمكنها التعبير عن المعاني العلمية و الموضوعية و المجردات الرياضية بدقة . اما الفكر فلا سبيلأ الى التعبير عنه ,بالاضافة الى ذلك الفكر يتجاوز دلالة اللفظ الذي يعبر فقط على ما اصطلح و تعارف عليه المجتمع فهو إذن خارجي و لهذا السبب ينظر برغسون إلى أن الكلمات على أنها "بطاقات ملتصقة على الأشياء "إن اللغة لا يمكنها إستعاب كل جوانب الفكر ، و هذا ما أكدته بالمثل النزعة الرومانسية في عصر النهضة ، حيث يصعب التعبير عن الحياة الباطنية و الفكرية بشكل دقيق بواسطة اللغة التي تفيد الفكر و تجمد حيويته في قوالب فعالم الألفاظ منفصل و لا يمتلك القدرة على تغطية المعنى الكامل .قال جسبرسن:"فاللغة بمفرداتها قد أجبرت الكلام على أن يسلك سبلا مطرووقة..." و لهذا فإن الأفكار تموت في لحظة تجسيدها في كلمات ، و لهذا السبب إبتكر الإنسان بدائل جديدة كالتعبير و الرسم الموسيقى المسرح ...و غيرها قال الصينيون :"الصورة أفضل من ألف كلمة"إن علاقة الإنفصال بين اللغة و الفكر تتجلى بوضوح في ميدان العواطف و الإنفعالات حيث يعجز الكلام عن إعطائها حقها قال لامارتين:"إن كلماتي من الثلج فيكيف تحتوي في داخلها النيران".و يعني بقوله أن مشاعره أوسع من أن تختزل في ألفاظ محددة. قال فاليري :"أجمل الأفكار تلك التي لا نستطيع التعبير عنها" إن كثير من المعاني تفقد قيمتها و حيويتها إذا صيغت في قوالب لغوية كالشعور الفني أو الصوفي .قال الجاحظ:"المعاني مبسوطة ممدودة والكلمات محدودة معدودة "وقيل ابضا "الالفاظ قبور المعاني " و عليه فالفكر يسبق اللغة.

النقد :

على الرغم مما قدمه انصارالاتجاه الثنائي من أن الفكر يسبق اللغة وأن اللغة عاجزة على الإحاطة بالفكر الا اننا نلمس تحيزا واضحا للفكر واهمال لدور اللغة ونحن نعلم ان اللغة هي التي تخرج الفكر من الغموض الى الوضوح، فهي التي تجعل الفكر يتحقق ويتجسد في ارض الواقع, قال هيغل "الفكر لا يحتوي على اشكال فارغة بل يضم  مفاهيم تقابلها رموز لغوية "هذا من جهة ومن جهة اخرى فان عجز اللغة عن مسايرة الفكر احيانا يعود الى محدودية ما نملكه من ثروة لغوية وليس الى اللغة في حد ذاتها حيث بينت الابحاث العلمية ان الاطفال الذين لا يتعلمون اللغة يفتقدون الى العديد من الصفات الانسانية.

الموقف الثاني :

يرى انصارالاتجاه الاحادي الاتصالي ان اللغة والفكر متصلان فاللغة هي التي تبني للفكر الادراج التي تجعله يرتقي وهي التي تبرهن عن قوته وتعطي له الكيان العيني في هذا الوجود، قال هيغل "الكلمة تعطي الفكر وجوده الاسمى والاصح" والانسان ايضا يزداد نشاط فكره بازياد وتطور وسائل التعبير لديه مما يجعلنا نعتقد ان اللغة يفوق دورها بان يكون-محصورا على التبليغ بل يتعدى الامر ذلك في كونها وسيلة يزداد الفكر بفضلها تطوراً و ارتقاءا .قال ارسطو "ليست ثمة تفكير بدون رموز لغوية". وتتجلى مهمة اللغة كاداة للتفكير في مظاهر متعددة منها عملية التحليل ،فالتعبير عن الافكار يتطلب تحليلها الى عناصر وباللغة فقط يمكن تجزئة الافكار والمعاني ونقلها الى الغير واذا كانت اللغة اداة تجزئة فهي ضرورية ايضا لتحديد الافكار وتنظميها ،فكثيرا ما تبقي الفكرة في اذهاننا مشوشة ونحن نبحث عن الكلمات والعبارت المناسبة للتعبير عنها ولا يزول عنها التشويش الا اذا انتظمت في قوالب لغوية ،وبهذا يصبح التفاهم مع الغير ممكنا وهذا ما جعل اللغة عمود الفكرقال هاملتون "ان اكثر المعاني شبيهة بشرارة النار لا تومض الا لتغيب ولا يمكن اظهارها وجمعها وتثبيتها الا بالفاظ " أي لا يتشكل الفكر في اذهاننا بغياب اللغة فهي الروح والفكر هو الجسد ولا قيمة للجسد بلا روح فلولا اللغة لما عبرنا عما يدور في عقولنا من افكار و رؤى ولولاها لبقيت جل افكارنا مخباة ومخزوة في عقولنا جامدة لا روح فيها, فاللغة كما يقول مارتن هيدغر "هي المسكن الذي نسكن فيه" ويقول ستالين " لا توجد افكار عارية مستقلة عن اللغة " فاللغة هي التي تعبر عن الفكر في شكله الذاتي لياخذ طابعا موضوعيا واجتماعيا وهذا يدل على انها ليست ثوب الفكر ووعاؤه الخارجي فقط بل جسده وصميم وجوده قال ميرلوبونتي "العبارة هي الوجود الخارجي للفكر " ويقول جون لوك "ان اللغة عبارة عن علامات حسية تدل على الافكار الموجودة في الذهن "  وعليه فالكلام والفكر يلتقيان دائما فكثرة المفردات تابعة لكثرة المعاني وتطور الالفاظ تابع لتطور الفكر وخصوبته لذلك فكلما زادت قدرة الفرد على التفكير والتعبير ,كلما إتسعت ثروته اللغوية ، و بهذا لا يمكن القول بأن اللغة تعرقل الفكر بل الألفاظ تحفظ المعاني و تبقي عليها قيل:"الالفاظ حصون المعاني " بالاضافة الى ذالك فالطفل في علم النفس يتعلم الفكر واللغة في نفس الوقت فهو يكشف
افكاره من خلال العبارات التي يستعملها لان اللغة والفكر متلاحمان فاللغة حسب لافيل:" ليست ثوب الفكر بل هو جسده ...و في غياب اللغة لا يوجد الفكر"، و إذن التفكير بدون كلمات ضرب من الوهم الكاذب.قال هيغل:"إن التفكير بدون رموز لغوية لمحاولة عديمة الجدوى".و قال جورج غوسدوف:" إن الفكر ضاج بالكلمات"و ما يؤكد أيضا على وجودترابط بين اللغة و الفكر هو ما تقدمه اللغة من فضل على الإنسانية فهي تساعد على حفظ التراث الإنساني وعلى نقله من جيل لاخر ,انها تربط الماضي بالمستقبل ولهذا ينظر الى اللغة على انها مكسب ثقافي و موروث يعكس الرصيد الحضاري للشعوب قال ماكس مولر "وما كان للانسان ان يقدس اللغة حبا بها او تعشقا لأنغامها ...وانما لانها سجل تفكيره ,فهي تحفظه له وتنقله عنه الى اخوانه في الانسانية والى من يتلوه من الأحياء" فللغة والفكر شيء واحد وان نظام الكلمات مطابق لنظام الافكار.

النقد :

على الرغم مما نادى به الاتجاه الاحادي من ان اللغة والفكر متكاملان ,لكن لو كانت اللغة قادرة على التعبير عما يدور في اذهاننا دون عقدة وانها كل شيء, اذن بماذا نفسر الجمود الذي بنتابنا ونحن نريد ان نقول شيئا ما؟ حيث نجد ان اللغة غير قادرة على التعبير عن افكارنا و وجداننا ,باحثين عن جمل والفاظ تملئ فراغ شعورنا ولكن للأسف نجد اللغة غير قادرة وعاجزة تماما عن رسم ما يسعى اليه فكرنا وهذا ما جعلنا لا نستطيع مهما فعلنا ان نعبر عما بداخلنا من عواطف وانفعالات قال شوبنهاور:"ان الكلمات تعجز عن وصف شعوري",اذا الفكر اوسع واسبق من اللغة وهذا ما يؤكده الواقع.

التركيب :

في الحقيقة ينبغي القول انه لا توجد لغة بدون فكر ولا فكر بدون لغة فالفكر متضمن داخل اللغة واللغة لباس الفكر قال ميرلوبونتي: "ان الفكر لا يوجد خارج الكلمات" ويقول دولاكروا: "ان الفكر يصنع اللغة وهي تصنعه" فللغة والفكر كما يرى ماكس مولر مظهرين لعملة نقدية واحدة فهما يمثلان كيان واحد ولهما غاية مشتركة رغم اختلاف دور كل واحد منهما فللغة مرتبطة ارتباطا ضروريا بالفكر كما ان الفكر يرتبط ارتباطا ضروريا باللغة وراي الشخصي ان علاقة اللغة بالفكر هي تزواج واضح لانه لا يمكن تصور وجود افكار خارج اطاراللغة قال دولا كروا "حينما تغيب الكلمة عن اذهاننا عندئذ كل شئ يضطرب".وقالت جوليا كرستفيا: "اللغة هي جسم الفكر "

الخاتمة :

وفي الاخير نستنتج وبرغم من الاختلاف الموجود بين اللغة والفكر، الا انهما يشكلان كلا واحدا غير قابل للتجزئة فلا عمل للفكر دون وجود اللغة و لا قيمة للغة دون الفكر فهما متكاملان والعلاقة بينهما تفاعلية تعرف الاستمرارية والسيرورة في الفهم والتكيف مع العالم الذي يعيشه الانسان ويحياه بشكل دائم'"و مستمر .قال جان بياجيه:"البنية اللغوية تعبر عن البنية الفكرية". 

المقالة 2

مقدمة :

يعتبر الإنسان مدنيا بطبعه فهو يميل إلى الإجتماع و الحياة مع الأخرين و التواصل معهم ، و لكي يحقق ذلك لابد له من اللغة ، التي تعد وسيلة من وسائل الإتصال الملازمة للإنسان بل و تمثل ماهية و أساس وجوده ، و هي نسق من الرموز المنتظمة التي تواضع عليها البشر فإن كان الإتفاق قائما بشأن تعريفها فإن الإختلاف حاصل بشأن وظيفتها،و هذا ما أدى إلى جدال بين الفلاسفة و المفكرين فهناك من يرى أن التواصل هو وظيفة أساسية للغة،و يعتقد آخرون أن للغة وظيفة معريفية.و من هذا الإختلاف و التباين في الأفكار نطرح المشكلة التالية:هل الوظيفة الأساسية للغة تتحدد مع التواصل الإجتماعي؟ و بعبارة أخرى هل تتمثل وظيفة اللغة الأولى في التواصل الإجتماعي أم لها وظائف أخرى؟  

الموقف الأول :

يرى انصار هذا الطرح ان اللغة تقوم بوظيفة اساسية وهي التواصل الاجتماعي فهي وسيلة للتفاهم وهي اداة اجتماعية تعبرعن علاقة الفرد بالاخرين لتبادل التجارب والمصالح المشتركة قالت جوليا كرستيفيا "اذا كانت اللغة مادة الفكر فهي ايضا عنصر للتواصل الاجتماعي ,فلا مجتمع بدون لغة كما انه ليس هناك مجتمع بدون تواصل"ومن المعلوم ان التواصل هو نقل المعلومة من طرف اول الى طرف لثان اذ تؤدي اللغة وظيفة نقل المعلومات وتبادل المعرفة والمشاعر والاخبار وارساء دعائم التفاهم والحياة المشتركة بين البشر وتخدم التواصل اليومي بين افراد المجتمع ,وتبدا هذه الوظيفة عند القيام بتبليغ رسالة من الشخص المتكلم الى السامع ,وتفترض عملية التواصل هذه ان تكون اللغة ناقلة للافكار والمشاعر بشكل قابل للادراك والفهم من كلا الطرفين وهذا يتم في حالة تواجد لسان مشترك بين المرسل و المرسل إليه ,وهي بذلك تحدد حجم مشاركة الفرد كما تحدد مقدار نجاحه في الحياة العملية والاجتماعية وعند محاولة البعض التعرف على تاريخ او حضارات المجتمعات الاخرى فلا بد من التواصل قبل ذلك الى التعرف على لغاتهم ,فهي المفتاح للوصول الى فهم الشعوب الاخرى والتواصل معها والاستفادة من تجاربها ,ووجود لغة مشتركة عامل من عوامل وحدة و تماسك أفراد المجتمع ، و لكي تؤدي اللغة وظيفة التواصل يجب أن تتوفر جملة من العناصر و الشروط و هي : المرسل وهو الطرف المبلغ للرسالة فردا كان أو جماعة أو هيئة .2:المرسل إليه:الطرف المستقبل للرسالة أي المخاطب وربما الغائب الذي يراد إيصال الرسالة اليه. ثم3الرسالةوهي الخطاب الموجه من قبل المرسل الى المتلتي اواالموضوع الذي يجري الحديث حوله او المعلومات المتبادلة. ومنه 4 روابط الإتصال :أو الوسيلة التي تسهل عليه نقل الرسالة و يقصد بها أيضا القناة المعتمدة في إيصال الرسالة، كأن تكون مباشرة اوعن طريق االهاتف اوالتلفاز اومواقع التواصل. الإجتماعي على شبكة الانترنت كموقع فيس بوك او موقع تويتر ,وهذاك الشفرة: وهو ما يمكن من فك رموز الرسالة.واخيرا الاستجابة :وهي تفاعل  المستقبل مع رسالة المرسل .واذا توفرت هذه الشروط فان اللغة تؤدي وظيفتها التواصلية الاجتماعية بشكل شفاف وواضح ,قال الجرجاني "هي كل ما يعبر به القوم عن اغراضهم".والتواصل يظهر اكثر من الناحية الاجتماعية فهي تساعد الفرد على التكيف مع نظم وتقاليد وقيم المجتمع الذي ينتمي اليه ،فإدراك الإنسان لنفسه ولأحواله الانفعالية لا يتم الا من خلال الآخر أو المجتمع الذي يعيش فيه عبر مشاركة الغير لأفراحهم و أحزانهم كما يساعد المجتمع الفرد على التعرف على صفاته وذاته الخاصة به و كل ذلك لا يتم إلا باللغة من خلال التواصل الإجتماعي. قال فتخته "اللغة تجعل الامة كلا متراصا". وعليه فاللغة تعتبر قناة رئيسية تساعد على تعديل و تقويم السلوك الفرديو تكيفه مع النظم و التقاليد الإجتماعية والقيم الأخلاقية التي تنسجم مع بيئته وثقافته بالتالي التواصل مع مجتمعه بإعتباره حاملة للقيم والمثل التي توارثها جيل بعد جيل وهي تبلور خبرات وتجارب الامم في كلام مفهوم، لذلك-فاللغة تعلب دور الناقل للتراث الانساني بشكل عام ومن جيل الى جيل اخر ،وهي الاداة التي سجلت منذ ابعد العصور افكارنا واحاسيسنا ونشاطاتنا، فبواسطتها يتم تدوين كامل تراث البشرية ،وهي بهذا حلقة الوصل المتينة التي تربط الماضي بالحاضر والمستقبل.

النقد :

على الرغم مما قدمه انصار هذا الاتجاه من ان التواصل الاجتماعي من بين اهم وظائف اللغة ،الا انهم بالغوا في ذلك واهملوا الوظائف الاخرى كالوظيفة المعرفية التي تشكل وتطور الجانب المعرفي عند الانسان فاين التواصل في كل هذا؟ ذلك ان اللغة ليست وسيطا نزيها وشغافا بين الافراد بل كثيرا ما تنفلت الى وسيلة للاخفاء والكتمان ويرجع ذلك الى مجموعة من المحرمات اللغوية والدينية والاجتماعية والثقافية، والى عوامل نفسية شعورية ولا شعورية.

الموقف الثاني :

يرى انصار هذا الطرح ان ماهية الانسان الحقيقية هي انه كائن يتكلم اللغة اي انه حيوان ناطق والتي تحكمها علاقات الدلالة لذلك فالوظيفة الاساسية للغة كاداة مميزة لماهية الانسان هي الوظيفة المعرفية والتي من خلالها يعبر الانسان عن مختلف الطاقات والقدرات العقلية ووسيلة لتنظيم النشاطات الذهنية من تحليل وتركيب ومقارنة وتعميم ،بالاضافة الى نقل الخبرة الانسانية والتعبير عن الفكر واكتساب المعرفة ،لهذا فهي ضرورة حتمية لتقدم الثقافة والعلم ،ولولا وجود اللغة لما استطاع الانسان تحليل افكاره او الافصاح عنها ،وبها يسجل افكاره وتاملاته ،وهذا ما يظهر جليا في الخطاب الفلسفي بالاضافة الى ذلك فيفضل اللغة يكتسب الانسان الخطاب الديني القائم على الاستشهاد من القران الكريم والسنو النبوية لشريفة والتطرق الى مختلف المسائل الفقهية وتحليلها ,كذلك نجد اللغة يتعلم الانسان من خلالها الخطاب الادبي القائم على مختلف القواعد الصرفة والنحوية وتركيب الجمل تركيبا تاما والتواصل بها بطريقة صحيحة ،بالاضافة الى ان اللغة ذو وظيفة علمية اي انها اداة خيال نعبر بها عن ابداعاتنا في الفن والعلم والرياضيات.فالرموز التي تستخدهما الرياضيات مثلا هي لغة لفهم عالم التجريد البعيد عن الواقع ، فاللغة هي الآداة التي ترتقي من التفكير الحسي المادي إلى التفكير العقلي المجرد فاللغة جهاز للمعرفة ، و بواسطتها يتم إكتساب المعارف و باإعتماد عليها يتم خزن هذه المعارف و تستخدم كذلك لوصف مختلف المواد و الحالات و الإجراءات التي تحيط بنا بلإضافة لذلك نجد للغة أساس لتعلم الخطاب الإجتماعي أي وصف ما يجري من أحداث و تطورات في الطبيعة و المجتمع، أي وصف النشاطات الإجتماعية المختلفة التي يقوم بها ألفرد المجتمع ووصف الظواهر الطبيعية و الحالات التي ترافق العمليات الإنتاجية التي يقوم بها الأفراد،و هكذا فإن اللغة متعددة الوظائف لا يمكن حصرها في جانب معين قال كونديك:"إن اللغات تصنع معارفنا و أرائنا وأحكامنا المسبقة".  

النقد :

على الرغم مما قدمه أنصار هذا الإتجاه من أن للغة وظيفة معريفية ، لكن رغم ذلك تبقى ليست قدرة فردية بل هذه عملية إجتماعية يتلقى من خلالها الفرد جميع صور التعبير و مدلولات الأشياء و ما يوضح ذلك أكثر،إن الأطفال الذين عاشوا مع الحيوانانت يبقون عاجزين عن تطوير قدراتهم العقلية ،فالمحيط الاجتماعي هو من يمنح الغرد طرق التفكير والسلوك المختلفة وذلك عن طريق التواصل من خلال الاسرة والمسجد ومدوسة ،حيث تستخدم اللغة للتفاعل مع الاخرين في العالم الخارجي.

التركيب :

ان الوظائف المتعددة والمتنوعة التي تقوم بها اللغة الا دلالة واضحة على انه ليس هناك وظيفة واحدة تتميز بها لهذا فهي وسيلة للتواصل وبناء العلاقات الاجتماعة هذا من جهة ومن جهة اخرى هي جوهر و منبع لتعلم الفرد أنواع الخطاب الذي يشكل شخصيته و يقوي تفكيره مثل الخطاب الفلسفي والخطاب الادبي والديني .و رأي الشخصي أن اللغة تقوم بعدة وظائف منها الوظائف الفردية الخاصة بكل فرد ومنها الوظائف الجماعة التي عن طريق التواصل والحوار المستمر والدائم.

الخاتمة :

وفي الاخير نستنتج ان دور اللغة في حياة الفرد مهم جدا سواء كانت اداة للاكتساب مختلف انواع الخطاب اوكانت اداة لتفاهم والتواصل الاجتماعي مع الغير ،بمعنى ان للغة وظائف متعددة وبفضلها انتقل الانسان من اللغة الطبيعة الى اللغة المنطقية والعلمية مما اكسبها قيمتها الحضارية.

المقالة 3

مقدمة :

يعد الانسان كائن اجتماعي بطبعه فهو يؤثر و يتأثر بمن حوله و ذلك لتحقيق التكيف و التواصل المستمر و الدائم مع الآخرين و هذا لا يكون الا باللغة و الفكر فاللغة هي نسبا من الالفاظ و الرموز المنتظمة التي تواضع عليها البشر إما الفكر فهو جملة التصةرات و المدركات العقلية التي تمثل نشاط ذهني تتشابك فيه العديد من الفعاليات العليا للعقل مثل التحليل و التفسير و التأويل و من القضايا التي نشأ فيها خلاف بين الفلاسفة و المفكرين طبيعة العلاقة بين الفكر و اللغة و الفكر فمنهم من يراي انها علاقة انفصالية و بنقيض ذلك هناك من يرى انها اتصالية و من هذا التباين و الاختلاف نطرح المشكلة التالية : هل العلاقة بين اللغة و الفكر انفصال ام اتصال ؟ و بعبارة اخرى : مل تستطيع اللغة ان تعكس كل ما يدور في فكرنا ؟

الموقف الأول : 

يرى انصار الاتجاه الثنائي الانفصالي انه يجب التمييز و الفصل بين اللغة و الفكر و ان الفكر سابق عن اللغة لانه لايوجد تطابق و تناسب بين عالم الافكار و عالم الالفاظ فالفكر اسبق زمنيا من اللغة لانه لايوجد تطابق و تناسب بين عالم الافكار و عالم الالفاظ فالفكر اسبق زميا من اللغة و اوسع منها و ان ما يملكه الفرد من افكار و معان يفوق بكثير مايملكه من الفاظ  و كلمات ممايعني انه يمكن ان تتواجد افكار خارج اطار اللغة و هذه الاسبقية اطولوجية اي من حيث الوجود لان الانسان يفكر بعقله قبل ان يعبر بلسانه فال افلاطةن اللغة ليست سوى اداة للتعبير عن فكر سابق عليها " فكثير ما يوجد تولفق بينهما فالتردد في التعبير و التوقف اثناء الكتابة و تعويض الفاظ باخرى يؤكد على ان الفكر مستقل عن اللغة التي تعيقه في اداء وظيفته في التعبير عن الكثير من خواطر الذات لاسيما المشاعر و العواطف و الحالات الوجدانية قال برغسون " اللغة عاجوة عن مسارة ديمومة الفكر "و بناء على هذا الاعتبار ان التجربة السيكولوجية التي يعيشها الانساناغنى و اوسع من ان تتنقصها اللغة و من جهة اخرى يحدث مع الانسان احيانا انه يفهم اللغة اكثر من ان يحسن الفاظها و دليل ذلك عندما يحدثنا شخص ما بلغة لا نتقنها نفهم الكثير مما يقول و لكن لا نستطيع التحدث نعه بالمفدار الذي فهمناع و عليه يوجد تفاوت واضح بين اللغة و الفكر قال لبوحيان التوحيدي " فقد بدا ان مركب اللفظي لايجوز مبسوط العقل و المعاني معقولة و لها اتصال جديد و ايس في قوة اللفظ من اية لغة ...ان يملك ذلك المبسوط و يحيط به " و لقد ميز ميز برغنسون بين نوعين من التجربة : حية والية الاولى تمثل في قوله " اعماق الانسان و هي تيار حركي و سيل متدفق يحس الانيان فيها بادق احدثما في مرتفعاتها و منعطفاتها و خطوها الملتوية سريعة الانحناء " و هذا النوع من التجارب مجاله الخلق و الابداع و هذا ما لا تقوى عليه اللغة لأن الفكر فيض من المعاني المتفقة التي لاتعرف الانفصال قال برغنسون "اللغة هي غير صالحة لوصف المعطيات المباشرة للحدس وصفا حيا "و قال ايضا " ان اللغة تحجر الفكر و تقتل الديمومة " بمعنى ان اللغة ذات طابع مادي إما الفكر فهو جوهر روحي و معنوي إما النوع الثاني اي التجربة الالية فمجالها اشياء ثابتة يتصل بها الانسان عن طريق لغة المعادلات لذلك فاللغة عمةما يمكنها التعبير عن المعاني العلمية و التصرات الموضوعية و المجردات الرياضية بدقة اما الفكر فلا سبيل الى التعبير عنه بالاضافة الى ذلك الفكر يتجاوز دلالة اللفظ الذي يعبر فقط على ما اصطلح و تعارف عليه المجتمع فهو اذن خارجي و لهذا السبب ينظر برغنسون الى ان الكلمات على انها "بطاقات ملتصقة على الاشياء " ان اللغة لايمكنها استيعاب كل جوانب الفكر و هذا ما اكدته بالمثل النزعة الرومانسية في عصر النهضة حيث يصعب التعبير عن الحياة الباطينية و الفكرية بشكل دقيق بواسطة اللغة التي تقيد الفكر و تجمد حيويته في قوالب فالعالم الالفاظ منفصل و لا ينمتلك القدرة على تغطية المعنى الكامل قال جسبر سن " فاللغة بمفرداتها و صيغتها الثابتة قد اجبرت الفكر على انيسلك سبلا مطروقة ..." و لهذا فإن الفكار تموت في لحظة تجسيدها في كلمات و لهذا السبب ابتكر الانسان بدائل جديدة للتعبير : الرسم و الموسيقى و المسرح ...و غيرها قال الصينيون "الصورة افضل من الف كلمة " ان علاقة الانفصال بين اللغة و الفكر تتجلى بوضوح في ميدان العواطف و الانفعالات حيث يعجز الكلام عن اعطائها حقها قال لامارتين " ان كلماتي من ثلج فكيف تحتوي في داخلها النيران "و يعني بقوله ان مشاعره اوسع من ان تختزل في الفاظ نحددة فال فاليري "أجمل الافكار تلك التي لا نستطيع التعبير عنها " ان كثيرا من المعاني تفقد قيمتها و حيويتها اذا صيغت في قوالب لغوية كالشعور الفني او الصوفي قال الجاحظ "المعاني المبسوطة ممدودة و الكلمات محدودة "و قيل ايضا "الالفاظ قبور المعاني " و عليه فالفكر يسبق اللغة .

النقد : 

على الرغم مما قدمه انصار الاتجاه الثنائي من ان الفكر يسبق اللغة و ان اللغة عاجزة على الاحاطة بالفكر الا اننا نلمس تحيزا واضحا للفكر و اهمال لدور اللغة و نحن نعلم ان اللغة هي التي تخرج الفكر من الغموض الى الوضوح فهي التي تجعل الفكر يتحقق و يتجسد في أرض الواقع قال هيغل " الفكر لا يحتوي على اشكال فارغة بل يضم مفاهيم تقابلها رموظ لغوية " هذا من جهة و من جهة اخرى فإن عجز اللغة عن مسايرة الفكر احيانا يعود الى محدودية ما نملكه من ثروة لغوية و ليس الى اللغة في حد ذاتها حيث بينت الابحاث العلمية ان الاطفال الذين لا يتعلمون اللغة يفتقدون الى العديد من الصفات الانسانية .

الموقف الثاني :

يرى انصار الاتجاه الاحادي الاتصالي ان اللغة و الفكر متصلان فاللغة هي التي تبني للفكر الادراج التب تجعله يرتقي و هي التي تبرهن عن قوته و تعطي له  الكيان في هذا الوجود , قال هيغل " الكلمة تعطي الفكر وجوده الاسنى و الاصح" و يقول حنفي بن عيسى "ان اللغة اذن اداة لا غنى عنها من جهتين / اولا لانها وسيلة لابراز الفكر من حيز الكتمان الى حيز التصريح و ثانيا فهي عماد التفكير الصامت و التأمل " و الانسانايضا يزداد نشاط فكره بالزياد و تطور وسائل التعبير لديه مما يجعلنا نعتقد ان اللغة يفوق دورها بان يكةن محصورا على التبليغ بل يتعدى الامر ذلك فيكونها وسيلة يزداد الفكر بفضلها تطورا أو ارتقاء قال ارسطة "ليست ثمة تفكير بدةن رموز لغوية " ة تتجلى مهمة اللغة كأداة للتفكير في مظاهر متعددة منها عملية التحليل فالتعبير عن الافكال يتطلب تحليلها الى عناصر و باللغة فقط يمكن تجزئة الافكار و المعاني و نقلها الى الغير و اذا كانت اللغة اداة تجزئة فهي ضرورية ايضا لتحديد الافكار و تنظيمها فكثيرا ما تبقى الفكرة في اذهاننا مشوشة و نحن نبحث عن الكلمات و العبارات المناسبة للتعبير عنها و لايزول عنها التشويش الا اذا انتطمت في قوالب لغوية و بهذا يصيح التفاهم مع الغير ممكنا هذا ماجعل اللغة عمود الفكر قال هانلتون "ان اكثر المعاني شبيهة بشرارة النار لاتومض الا لتغيب و لا يمكن اظهارها و جمعها و تثبيتها الا بالحفاظ" اي لا يتشكل الفكر في اذهاننا بغياب اللغة فهي الروح و الفكر هو الجسد و لاقيمة للجسد با روح فلة لا اللغة لما عبرنا عما يدور في عقولنا من افكار و رؤى و لولاها لبقيت جل افكارنا مخبأة و مخزونة في عقولنا جامدة لا روح فيها فاللغة كما بقول مارتن هيدغر " هي المسكن الذي نسكن فيه " و يقول ستالين " لا توجد افكار عارية مستقلة عن اللغة " فاللغة هي التي تعبر عن الفكر في شكله الذاتي ليأخذ طابعا موضوعيا و اجتماعيا و هذا يدل على أنها لست ثوب الفكر ووعاؤه الخارجي فقط بل جسده و صميم وجوده قال ميرلوبونتي " العبارة هي الوجود الخارجي للفكر " و يقول جون اوك " ان اللغة عبارة عن علاات حسية تدل على الافكار الموجودة في الذهن " و عليه فالكلام و الفكر يلتقبان دائما فكثرة المفردات تابعة لكثرة المعاني و تطور الالفاظ تابع لتطور الفكر وخصوبته لذلك فكلما زادت قدرة الفرد على التفكير و التعبير كلما اتسعت ثروته اللغوية و بهذا لا يمكن القول بأن اللغة تعرقل الفكر بل الالفاظ تحفظ المعاني و تبقى عليها قيل " الالفاظ حصون المعاني " بالإضافة الى ذلك فالطفل في علم النفس يتعلم الفكر و اللغة في نفس الوقت فهو يكشف افكاره من خلال العبارات التي يستعملها لان اللغة و الفكر متلاحمان فاللغة حسب لافيل ليست ثوب الفمر بل هو جسده ....و في غياب اللغة لا يوجد فكر " و اذن التفكير بدةن كلمات ضرب من الوهم الكاذب قال هيغل " ان التفكير بدةن رموز لغوية لمحاولة عدينة الجدوى " و مايؤكد ايضا على جودته ترابط بين اللغة و الفكر هو ما تقدمه اللغة من فضل على الانسانية فهي تساعد على حفظ التراث الانساني و على نقله من جيل لآخر انها تربط الماضي بالمستقبل ة لهذا ينظر الى اللغة على أنها مكسب ثقافي و موروث يعكس الرصيد الحضاري للشعوب قال ماكس مولر " و ماكان للانسان ان يقدس اللغة حبا بها او تعشقا الى انغامها ....و انما لانها سجل تفكيره فهي تحفظه له و تنقله عنه الى اخوانه فيالانسانية ة الى من يتلوه من الاحياء "و عليه فاللغة و الفكر شيء واحد و ان نظام الكلمات مطابق لنظام الافكار 

النقد : 

على الرغم مما نادى به الاتجاه الاحادي من ان اللغة و الفكر متكاملان لكن لو كانت اللغة قادرة على التعبير عما يدور في اذهاننا دون عقدة و انها كل شيء , اذن بماذا نفسر الجمود الذب ينتابنا و نحن نويد ان نقول شيئا ما ؟ حيث نجد أن اللغة غير قادرة على التعبير عن افكارنا وجدائنا باحثين عن جمل و الفاظ تملئ فراغ شعور ناولكن للأسف نجد اللغة غير قادرة و عاجزة تماما عن رسم ما يسعى اليه فكرنا و هذا ما جعلنا لا نستطيع مهما فعلنا ان نعبر عما بداخلنا من عواطف و انفعالات قال شوبنهاور "ان الكلمات تعجز عن وصف شعوري " إذا الفكر اوسع و اسبق من اللغة و هذا ما يؤكده الواقع .

التركيب :

في الحقيقة ينبغي القول انه لا توجد لغة بدون فكر و لا فكر بدون لغة الفكر متضمن داخل اللغة و اللغة لباس الفكر قال ميرلوبونتي " ان الفكر لايوجد خارج الكلمات " و يقول دولا كروا " ان الفكر يصنع اللغة و هي تصنعه " فاللغة ة الفكر كما يرى ماكس مولر مظهرين لعملة نقدية واحدة فهمما يمثلان كيان واحد ولهما غابة مشتركة رغم اختلاف دةر كل واحد فهما يمثلان كيان واحد و لهما غاية مشتركة رغم اختلاف دور كل واحد و لهما غاية مشتركة رغم اختلاف دةر كل ةاحد منهما فاللغة مرتبطة ارتباطا ضروريا بالفكر كما ام الفكر يرتبط ارتباطا ضروريا باللغة و راي الشخصي ان علاقة اللغة بالفكر هي تزاوج واضح لانه لا يمكن تصور وجود افكاره خارج اطار اللغة قال دولا كروا" حينما تغيب الكلمة عن اذهاننا عندئذ كل شيء يضطرب " و قالت جوليا كرستفيا " اللغة هي جسم الفكر " 

الخاتمة : 

و في الاخير نستنتج و برغم من الاختلاف الموجود بين اللغة و الفكر الا انهما يشكلان كلا وتحدا قابل للتجزئة فلا عمل للفكر دون وجود لغة و لا قيمة للغة دون فكر فعما متكاملان و العلاقة بينهما تفاعلية تعرف الاستمرارية و السيرورة في الفهم و التكيف مع العالم الذي يعيشه الانسان و يحيياه بشكل دائم و مستمر قال جان بياجيه "البنية اللغوية تعبر عن البنية الفكرية "