ملخص الدرس / الثالثة ثانوي/تاريخ و جغرافيا/تطور العالم في ظل الثنائية القطبية/من الثنائية إلى الأحادية القطبية
الإشكالية
بالرغم من تعدد الأزمات بين المعسكرين وبلوغها حد المواجهة فإن مبدأ الوفاق ظل سائدا لكن أعاقته مجموعة من الصعوبات فبدأت ملامح تغيير جذري في طبيعة العلاقات الدولية.
كيف تم الانتقال من الثنائية إلى الأحادية ؟
تفكك الكتلة الشرقية وسياسة التطويق
- بدأت جذور التفكك منذ سنة 1968 عند إعلان تشيكوسلوفاكيا عن برنامج يطبق الطريقة التشيكوسلوفاكية الإشتراكية فحصلت على استقلال محدود، فأدى إلى تدخل القوات السوفياتية وحلف وارسو داخل الدولة وقمع الانتفاضة.
- تضاربت سياسة رومانيا مع سياسة الاتحاد السوفياتي.
- نجحت ألبانيا في تحقيق استقلال تام عن الاتحاد السوفياتي.
- اختلفت أنظمة كل من بولونيا والمجر الاقتصادية عن النظام الإقتصادي السوفياتي.
النتيجة: ظهور انتفاضات في كل من المجر، بولونيا ورومانيا حيث رفضت النظام الشيوعي فتحولت إلى ثورات ساهمت في سقوط الكتلة الشرقية لأسباب:
عوامل تفكك الإتحاد السوفياتي:
- الحركات السياسية والشعبية التي عرفتها أوروبا الشرقية والتي أشعلت لهيب الثورة.
- إتساع الرقعة الجغرافية للإتحاد السوفياتي وارتفاع تكاليف الحماية.
- تعدد القوميات واختلافها عن بعضها في الدين، اللغة والجنس صعود التوحيد وشعور بعض القوميات بفقدان حريتها وخاصة المسلمة.
- طبيعة النظام السياسي ودكتاتورية الحزب الشيوعي الحاكم الذي كان يتمتع أعضاؤه بكل الامتيازات على حساب بقية الشعب.
- طبيعة النظام الاقتصادي المركزي الموجه الذي يقضي على كل مبادرة فردية.
- ظهور الحركات الانفصالية ودعمها من طرف الغرب الرأسمالي.
- حل المنظمات الاقتصادية الشيوعية : الكوميكون والحلف العسكري الشرقي وارسو.
- النفقات الكبيرة في مجال التسلح والتدخلات العسكرية المباشرة في إطار الحرب الباردة كغزو أفغانستان في 1979.
- إهتمام الإتحاد السوفياتي بالجانب العسكري على حساب الجانب الإجتماعي واهتمامه بحلفائه بالخارج على حساب شعبه في الداخل.
- تدهور مكانة وقدرة الدولة على تحقيق التفوق، فعرفت تراجع في مواقفها.
- إصلاحات غورباتشوف بعد وصوله للحكم سنة 1985 والذي جاء بسياستين:
*إعادة هيكلة الاقتصاد (البيريسترويكا)
* الشفافية والوضوح والديمقراطية (الغلاسنوست)
قول غورباتشوف:
لقد تعاظمت مشاكل البلاد بأسرع مما يمكن حله فبلادة وجمود أشكال الإدارة وتراجع الديناميكية والحماس في عملها وتضخم البيروقراطية ألحق بنا ضررا لم يكن قليلا.
سياسة التطويق:
بعد التفكك عمدت الولايات المتحدة الأمريكية إلى تطويق روسيا عن طريق:
- مجموعة من الدول الصغرى الرأسمالية لمنعها من الوصول إلى المياه الدافئة في الشمال والجنوب الأوروبي.
- توسيع عضوية حلف الناتو والاتحاد الأوروبي نحو أوروبا الشرقية.
- نشر مجموعة من القواعد العسكرية حولها وتهميش دورها في الأحداث العالمية.
النظام الدولي الجديد ومؤسساته الفاعلة
وسائل الولايات المتحدة الأمريكية لفرض هيمنتها على العالم.
أ- الملامح:
- الأحادية القطبية بانفراد الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة العالم وفرض هيمنتها اقتصاديا وعسكريا وسياسيا.
- حدوث التقارب الأمريكي الروسي في الكثير من القضايا.
- تراجع دور الأمم المتحدة لفائدة الولايات المتحدة الأمريكية.
- حل وتسوية الكثير من الأزمات وفق المنظور الأمريكي والتحالف الصليبي ضد العالم الإسلامي.
- تراجع التنمية في الدول المتخلفة وتغذية الإضرابات التي تعرفها، والتدخل في شؤونها.
ب- المفهوم:
النظام الدولي الجديد عبارة عن مجموعة من القيم والمبادئ والعلاقات الدولية وفق منظور أمريكي بهدف التنمية.
ج- مؤسساته الفاعلة:
*المجال السياسي: المنظمات الدولية، الأمم المتحدة وما يتبعها من أجهزة باستغلالها للشرعية الدولية على تدخلاتها ولحصار وضرب ومحاكمة المعارضين والمتمردين: حق الفيتو، محكمة العدل الدولية.
* المجال المالي والاقتصادي: المؤسسات المالية والاقتصادية وتتمثل في صندوق النقد الدولي، البنك العالمي للإنشاء والتعمير، منظمة التجارة العالمية لفر سيطرتها على الأسواق والتحكم في اقتصاديات الدول المتخلفة عن طريق الشروط المفروضة عليها.
* المجال العسكري: حلف شمال الأطلسي الناتو كأداة عسكرية لفرض النظام.
المنظمات غير الحكومية: باستغلال التقارير التي تصدرها (حقوق الإنسان، الديمقراطية، المرأة) كمبرر للتدخل.
* شركات متعددة الجنسيات: كوسيلة في يد الدول الكبرى لفرض هيمنتها على ثروات الجنوب ولنشر العولمة.
* وسائل الإعلام: لقد أسهم تطورها وسيطرة الدول الكبرى (الولايات المتحدة الأمريكية) عليها في نشر قيم الغرب وثقافته لتمرير قضية ما تجند لها وسائل الإعلام.
نهاية الحرب الباردة ومؤتمر مالطا 1990
تم عقد قمة سوفياتية وأمريكية بين الرئيس بوش وغورباتشوف في الفترة بين 3 إلى 4 ديسمبر 1989 وتضمن اللقاء قضايا تخفيض الأسلحة وإعطاء دفع جديد للتعاون ثم جاء مؤتمر باريس 1990 الإعلان الرسمي عن نهاية الحرب الباردة فأدى إلى تفكك الإتحاد السوفياتي وظهور مجموعة من الأحداث كما يبدو في الجدول الآتي:
التاريخ |
الحدث |
09 نوفمبر 1989 |
- تحطم جدار برلين. |
09 أكتوبر 1990 |
- توحيد الألمانيتين في دولة واحدة ليبرالية رأسمالية. |
22 جوان 1991 |
- حل منظمة الكومكون الشيوعية الإقتصادية. |
01 جويلية 1991 |
- تصفية حلف وارسو الشيوعي نهائيا. |
21 ديسمبر 1991 |
- ظهور مجموعة الدول المستقلة. |
25 ديسمبر 1991 |
- زوال الإتحاد السوفياتي نهائيا. |
المواجهة بين الشرق و الغرب
1- تداعيات انقسام العالم العربي الى كتلتين :
تميز النظامالدولي لفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية بانقسام العالم الى شرق شيوعي و غرب رأسمالي , و أصبح التوازن في العلاقان الدولية قاءما على الصيغة التي تحقق لكل قطب الأهداف التي رسمها لمشروعه ووسائل تنفيذ المشروع , ساد ذلك جو في عدم الثقة أملته الصراعات الإيديولوجية و بلغ حد التصادم بين العملاقين الاتحاد السوفييتي و الولايات المتحدة الأمريكية اللذين أصبحا يمثلان أساس للنظام الدولي القائم على توازن القوى بينهما و قد عملت جغرافية الدول الجديدة علة الرفع من قدراتها للسيطرة على العالم بتقديمها الصناعي و نشطها في الدعاية , الى جانب قوتها العسكرية و ما طرأ على تكنولوجيا صناعة الأسلحة من تطور جعلها أشد فتكا و تدميرا و لترجيح كفة الصراع أضحى السباق على التسلح سياسة . و لكن القادة الكبار و الاستراتجيون كانوا يدركون جيدا خطر التورط في الحرب لاتبقي و لا تذر .و هو ما دفع بالفريقين لتنشيط الدبلوماسية و البحث عن صيغ توفيقية لتحقيق مصالحهم الاستراتيجية طإقامة الدول الحاجزة , التي تحول دون تصادمهما و التخطيط للإستيلاء على القواعد العسكرية البحرية و الجوية و السعي الى ما يفضي للوفاق بينهما .
2- الصراعات الإيديولوجية و القطيعة :
إن الصراع بين الشرق و الغرب هو الأساس صراع بين أيديولوجيتين , الرأسمالية و الإشتراكية . و لكن هذا الصراع موأيضا من أجل إستراتيجية لكلل من الولايات المتحدة و الاتحاد السوفييتي . و هو مصدر معظم الأزمات الدولية و الإقليمية و المحلية , و بحكم محوريته التي يؤثر بها مجمل العلاقات الدولية و هو المسؤول عن الكثير من التحولات و التوترات عن عالمنا المعاصر , و كانت الحرب الكورية (1950- 1953) أول حرب محدودة تخوضها أمريكا , كما كانت امتحانا صعبا للقوانين النوييتين , و بعدها أزمة السويس (مصر ) التي أثبتت تعادل العملاقين في امتلاك أسلحة الدمار الشامل .
و تصاعد تأزم العلاقات بين الشرق و الغرب لما تجاوز الفكر الشيوعي الستار الحديد و أصبح له حضور داخل المعسكر الرأسمالي ذاته , و كانت الأوضاع الاقتصادية يومئذ مشجعة لانتشار الرؤية الشيوعية في أروبا و في مكان في العالم بكافة الوسائل .جاء ذلك على لسان الرئيس الأمريكي 12 /30 / 1947 م و الذي أعلن فيه عن سياسة امريكية جديدة تجاه أروبا عرفت "بمبدأ ترومان " و كان الرد السوفييتي هيئة "الكومفورم " Kominform في مفس السنة .
استراتجيات وسائل الهيمنة و النفوذ
وجه ترومان الأمريكي رسالة (مارس 1947 م ) جاء فيها أن الغرض من المشروع هو : "العمل على إنهاض أروبا و مساعدتها على مقاومة الشيوعية , و كل صور الديكتاتورية الأخرى , و أن النظم الاجتماعية الاقتصادية الحرة التي تعيش أمريكا في ظلها , تتأثر حتما أي انقلاب مدمر للنظم لأروبية الحدرة ......
تركة الحرب العالمية الثانية - و المنعقد بموسكو في أفريل 1947 م .
1- المشاريع الاقتاصادية المتقابلة :
1-1 مشروع مارشال :
خصص المشروع لإغاثة أروبا بإعانة الدول الراغبة في تطبيقه بمساعدات مجانية و منح مالية و قروض على مدى خمسة أعوام (1948 - 1952) و قد أحيطت هذه المعونة الأمريكية بشروط خاصة منها العمل على زيادة الانتاج الصناعي و الزراعي و تثبيت العملة و التعاون مع الدول المشتركة في المشروع , و تسهيل حصول الولايات المتحدة الأمريكية على المواد الأولية اللزمة لها . و كانت القيمة الإجمالية (12.9925 مليون دولار ) موزعة على الدول الاروبية (الشكل ) قصد إنعاشها اقتصاديا و سعيا لتحقيق عدة أهدافها منها :
* القضاء علة الأوضاع الاقتصادية و المعيشية المتدهورة في أروبا .
* احتواء الحركات الرادكالية و الثورية التي تسعى لإقامة حكومات اشتراكية متعاطفة نمع الاتحاد السوفييتي .
و قد وصف "مشروع مارشال " بأنه أعظم محاولة اقتصادية بذلت لمقاومة الضغط الشيوعي في أروبا , و أن هذه الحركة كانت من أخص وسائل الصراع المذهبي بين السوفييت و الغرب الرأسمالي . و مضت أمريكا على منوال "مشروع مارشال " بإقامة برامج لمساعدة دول آسيا و الشرق الاوسط ( باقتراح من ايزنهاور 1957 ) حصوصا بعد أن أبدى الشيوعيون استعدادهم لتقديم المعاونات الفنية و الاقتصادية لهذه الدول .
1 -2 مجلس الكوميكون :
كان رد فعل الاتحادالسوفييتي هو إنشاء "الكوميكون Comecon" -مجلس التعاون و التبادل الاقتصادي - سنة 1949 م و يضم الاتحاد السوفييتي , و المجر , بلغاريا , رومانيا , تشيكوسلوفاكيا , منغوليا , كوبا , كوبا (انضمت سنة 1958 ) و الفيتنام . و يعمل في إطار التخطيط المنظم القائم على قاعدة التبادل الثنائي بين الدول الأعضاء , و إنشءاء منطقة للتبادل بين المعسكر الشيوعي , بغرض التنمية المتكاملة و الدولية لاشتراكية العمل .
2- التنظيمات العسكرية :
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1947 م عن استراتيجية جديدة عرفت "بسياسة الاحتواء " تهدف الى مواجهة الاتحا السوفييتي مباشرة . و تحرك هذا الأخير للرد على هذا الاعلان بارسال قواته الى تشيكوسولوفاكيا سنة 1948 م و ضمها الى المعسكر الاشتراكي .
2 -1 حلف الشمال الأطلسي (الناتو OTAN-NATO )
بتوقيع معاهدة تأسيس حلف شمال الأطلسي في واشنطن (أفريل 1949) يكون الصراع بين الشرق و الغرب قد اتنقل من طوره الإيديولوجي و الدعائي و الساسي الى الطور العسكري الذي تصاعد تدريجيا الى مراحل سباق التسلح النووي و يضم الدول المشرفة على هذا التخطيط على المحيط و على فرعة البحر المتوسط . و هي الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا و فرنسا و كندا و بلجيكا و هولندا و لوكسمبوغ ثم ايطاليا و البرتغال ة النرويج و الدانمارك و أيسلندا و أخيرا اليونان و تركيا و ألمانيا الغربية . و يهدف هذا التنظيم بحسب نصوص مواده الى مواجهة القوى و الأفكار و التطلعات الشيوعية و الوقوف عسكريا ضد أي مسلح على الدول الأعضاء فيه .
و لإتمام الطوق حول المعسكر الشيوعي أقيم حلف جنوب شرق آسيا "ESATO" سنة 1954 م بالتوقيع على " معاهدة ملنيلا " بين الولايات لمتحدة الأمريكية و بريطانيا و فرنسا و زيلندا الجديدة و أستراليا و الفليبين و تبلندة و باكستان . و يهدف لحماية المصالحالغربية في المنطقة و مخاصرة المد الشيوعي الصيني الفيتمامي الشمالي .
و لترتبط الحلقات الاستعمارية من الشمال الأطلسي حتى شرقي آسيا أنشئ حلف بغداد سنة 1995 م و ضم بريطانيا و العراق و إيران و باكستلن و تركيا و رفضت الدول العربية الانسياق وراء هذا المطلب الامبريالي و على رأسها مصر و سوريا بعد انسحاب العراق من الحلف اثر الإنقلاب العسكري وقع ضد الملك فيصل تغير اسم الحلف 1969 و أصبح يعرف بالحلف المركزي .
2-2 حلف وارسو VARSOVIIE
كان الرد السوفييتي إنشاء حلف وارسو في ماي 1955 م و اتخذت العاصمة البولندية مقرا للحلف الذي ضم الى جانب الاتحاد السوفييتي تشيكوسلوفاكيا , و ألمانيا الشرقية ة المجر و بولندا و رومانيا و ألبانيا و دخلته يوغوسلافيا باعتبارها دولة حيادية . و جاء واضح الأهداف و الغايات و التي منها : مواجهة الأحلاف الغربية و سياسة الحصار السياسي و العسكري والاقتصادي التي اتبعتها أمريكا و الدول السائرة في فلكها و حق الدفاع المشترك ضد أي هجوم عسكري محتمل على الدول الأعضاء .
سباق التسلح و التعايش السلمي
1- أسلحة الدمار الشامل و استراتيجية الردع النووي :
كان سباق التسلح النووي بي المعسكرين قد بلغ أشده حين امتلك كلاهما القنبلة الهيدروجينية و مع ظهور الصواريخ البليستية العابرة للقارات , فاندلاع حرب بينهما يعني تحويل كوكب الارض الى مكان غير صالح للحياة , و أن تفادي كارثة من هذا النوع يعتبر هدفا استراتيجيا و ذلك أن التهديد بأسلحة الدمار الشاعمل دون استخدامها يمثل جوهر استراتيجية الردع النووي .
2- التطورات السياسية و الدعوة للتعايش السلمي :
بوصول الجمهورين بين الحكم سنة 1952 م انتهج الرئيس أيزنهاور خط سلفه ترومان مع التأكيد على الرد الشامل و اتبع وزيره للخارجية "فورستر دالاس" سياسة عدائية تجاه المعسكر الشيوعي . و في هذه الأجواء المتأزمة كان موت ستالين المفاجئ في مارس 1953 م فخلفه من بعده "مالنكوف , بولغانين و خروشوف " في شكل قيادة جماعية "الترويكا " و كان لهذا التغيير أصداء واسعة , و كان مؤتمر جنيف 1955 م بداية اللتواصل بين الشرق و الغرب . و تجسيدا لمبادرة "سياسة التعايش السلمي " التي أطلقها قادة السوفييت جاء اعتراف الاتحاد السوفييتي بجمهورية ألمانيا الفدلرالية ثم انضمامه الى منظمة اليونسكو في ماي 1955 م كما لم يكن في ذلك مانع لدى السوفييت من تأييد الأغراض التي أنشئت على أساسها اللجنة الدولية للطاقة الذرية في فييننا سنة 1957 م و التي جاءت كنتيجة لمشروع الرئيس الأمريكي إيزنهاور و المعروف بمشروع " الدرة مقابل السلام " . و قد شجع إيزنهاور التقارب مع الاتحاد السوفييتي بإخماده للحملة العنيفة التي تزعمها النائب "ماك كارتي " ضد الشيوعية .
3- بروز قوى ضاغطة جديدة و التقارب بين الشرق و الغرب :
لقد افرز الصراع بين المعسكرين قوى اقليمية و عالمية شكلت عوامل ضغط على الدول الكبرى حيث شهدت دول أروبا الغربية معرضة قوية من شعوبها بخصوص السباق نحو التسلح و كان في تضامن الدول الضعيفة و المستقلة حديثا توجه رافض لسياسة الأحلاف و التكتلات , ففتح باب تبادل الزيارات بين الفريقين زار خروشوف الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1959 م ثم لقاء سنة 1961 م مع الرئيس كينيدي في فينا و نتج عن ذلك احترام كل فريق لمناطق نفوذ الآخر و عدم التعدي عليها فلما سحقت الدبابات الروسية الثورة المجرية ببوداباست سنة 1956 م لم تتدخل الولايات المتحدة بل اكثر من ذلك اتفقت مع السوفييت ضد البريطانيين و الفرنسيين لما وقع الاعتداء الثلاثي على مصر (1956)
بيد أن الانفراج الدولي بقي هشا و تحطم أمام أزمة برلين التي تسببت في إقامة "جدار برلين " سنة 1961 م , ثم أزمة كوبا سنة 1962 م و التي صاحبها هلع كبير و خوف من تصادم القوتين .
ملامح النظام الدولي و مؤسساته الفاعلة
1- أشكال التنظيمات و المؤسسات الدولية :
و من الملامح المميزة للنظام الدولي في ظل الثنائية القطبية الثنائية نشأة التنظيمات و المؤسسات الدولية على نطاق لم يشهده المجتمع الدولي من قبل , و أصبحت هذه التنظيمات تمثل ركيزة أساسية و حيوية من ركائز التعامل الدولي . وظهرت اللتكتلات السياسية كالمعسكر الغربي و المعسكر الغربي و المعسكر الشرقي أو كالجامعة العربية أو منظمة المؤتمر الاسلامي , و قد تكون الوحدة عسكرية كحلف شمال الأطلسي , و حلف وارسو , أو اقتصادية كالسوق الأروبية المشتركة و منظمة الأوبك , أو مالية كصندوق النقد الدولي و البنك العالمي . ...
و قد تكون الوحدة احتكامية كهيئة الامم المتحدة . و تتفاوت فاعلية كل وحدة من هذه الوحدات في الأحداث العالمية و المعادلات الدولية وفقا لحجمها و قوتها و فعاليتها .
2- خصائص النظام العالمي منذ مطلع الخمسينيات :
أ- وجود مركزين للقوة و التأثير و الفاعلية في العالم .هما الولايات المتحدة الأمريكية و الاتحاد السوفييتي إلا أن هذا التوازن يقتصر على المجال الاستراتيجي و العسكري دون غيره ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية انفردت بكافة ضرب التقدم في مجالات الاقتصاد , نظرا لظروفها التاريخية - الجغرافية . مما أدى الى إخداث تغييرات اتجاهية هامية في سياسيات العديدة من الدول و الصغيرة , غالبا في اتجاه الغرب لأسباب اقتصاد . فالولايات المتحدة هي التي تتولى قيادة النظام الاستعماري الجديد و هي التي توظف قدراتها و إمكانياتها الاقتصادية و العسكرية لفرض هيمنة الشمال على الجنوب في مجالات النشاط الاقتصادي و الثقافي و التقني ...
ب- عدم الحسم في النزاعات الرئيسية في العالم , بحيث الحروب في حركة متصلة من التأجج دون حسم , و أن استمرار تفجير التناقضات في هذه المناطق (الشرق الأوسط , جنوب شرق آسيا , جنوب غرب آسيا , أمريكا الوسطى , جنوب إفريقيا .....) يتم في إطار المحافظة على أركان النظام العالمي القائم . و يفرض على قوى التغيير , أن تنخرط في أحد المعسكرين الرئيس المتنازعين اللذين يملكان وحدهما أدوات القوة الفعلية القادرة على تعديل موازين القوى الاستراتيجية و الاقتصادية و السياسية على مستوى عالمي . و يرمز ذلك الى وجود صيغة لتقسيم مناطق النفوذ في العالم , منذ "يالط" (فيفري 1945)
3- نظام النقد الدولي و هيمنة الدولي و هيمنة الاقتصاد الأمريكي :
إن الولايات المتحدة التي تضاعف إنتاجهها أربع مرات خلال سنوات الحرب , لم تتجاوز أزمتها فحسب و إنما أصبحت قوة اقتصادية عظيمة فخرجت من الحرب مهيمنة على مقاليد الأمور و هي تمتلك نصف ثورة العالم .
و جاءت اتفاقية بريتةن وودز التي تقتضي بإنشاء نظام نقدي دولي لدعم مصالح البلدان الغنية الموقعة على الاتفاقية .
الشركات متعددة الجنسية
1- من السيطرة الاقتصادية الى التحكم في مصائر الأمم :
سيطرت الشركات ذات الجنسيات المتعددة على تجارة عدد كبير من السلع الهامة التي تصدرها البلدان النامية . مما يسؤ لها الحصول على مصادر تموين من المواد بأسعار زهيدة , فأغلب الاتفاقيات التي أبرمت ما ينتهي بالفشل , و تساندها في ذلك الدول الصناعية . لقد كانت تلك الشركات جزءا رئيسيا من مجمل النظام الاقتصادي في الغرب , فقد فوضت اليها الحكومات الغربية القيام بجزء كبير من عملها الديبلوماسي .
ثم إن سيطرة هذه الشركات العملاقة على أخطر صناعة في العالم كانت مطلقة , بحيث جعلت من النفط بسعره الرخيص و إنتاجه الوفير سببا في انتعاش اقتصاديات الشمال في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية الى سنة 1973 إذا كانت وحدها الشركات النفطية الاحتكارية المهيمنة كليا على الصناعات البترولية في العالم .
2- نشأة الوكالة الدولية للطاقة :
و لكن ما أن جوبهت سيطرتها باتخاذ دول الجنوب المصدرة للنفط قرار جماعيا سنة 1973 بفرض سيادتها الوطنية على هذه المادة الأولية الحيوية , و مطالبة البلدان النامية بتغيرات هيكلية في النظام الاقتصادي العالمي , حتى ثارت الدول الغربية و اعتبرت هذا الموقف بمثابة تهديد خارجي جديد مفاجئ للمدنية الغربية , و نشطت دول الشمال و لم تستسلم لتحديات الأوبك التي أصبحت سياسة و اقتصادية ضخمة بيد الجنوب و أعلن الرئس الأمريكي جيمي كارتر أن الأوبك و الأزمة النفطية -ستقهر الغرب حتما إذا لم يتخذ الغرب التدابير اللازمة على الفور - ة بالفعل فقد تم تأسيس الوكالة الدولية للطاقة و كان الهدف بالطبع هو تحطيم الأوبك و إعادة سيطرة دول السمال علة النفط .
تصنيف العالم على أساس اقتصادي
1- تصنيف العام على أساس اقتصادي :
إن العالم في نطر الغرب هو قبل كل شيء سوق منظمة , فمناطق النفوذ الكبرى تضبطها اتفاقيات و عاهدات دولية , وظيفتها إذماج اقتصاديات المنطقة في اقتصاد المركز المهيمن , فالاقتصاد الدولي يشكل نظاما حقيقيا بحيث تجد فيه كل دولة , أو إقليم أو تحت كل مؤسسة الدور الذي تستطيع القيام به أو ربما للعب دور أسند لها من طرف أقوى منها بينما يعد الانفلات من فلك هذا النظام أمرا بعيد الاحتمال .
و يقوم هذا التصنيف علة أساس عامل التقدم الاقتصادي , فمجتمعات أروبا و أمريكا الشمالية الرأسمالية و المتقدمة اقتصاديا و صناعيا تمثل العالم الأول . و العالم الثاني يتكون من دول أروبا الاشتراكية , أما الثالث و فيه بقية العالم أي القارات الثلاث ياستثناء اليابان .
فالعالم المعاصر الذي ينقسم إيديولوجيا الى شرق وغرب هو عالم منقسم اقتصاديا الى شممال متقدم مهيمن و جنوب مختلف و تابع , و نشأ عن ذلك دول المكز و هي الدول الرأسمالية الصناعية و دول الأطراف و هي الدول المختلفة فأصبح الصرتع بين الشمال و الجنوب صراعا اقتصاديا سياسيا .
2- بروز العالم الثالث و نبذ هيمنة الدول العظمى :
إن تغيير النطام العالمي الذي بدت الحاجة اليه ضرورة حيوية , خاصة بعد أن حصلت معظم دول الجنوب على استقلالها السياسي و انضمت الى الهيئات و المنظمات الدولية . و بدت الفجوة بين الشمال و الجنوب على حركة تضامن شعوب آسيا وإفريقيا والتي وحدها مؤتمر باندونغ 1955 و كان من أهدافها السعي لاستكمال إنهاء الوجود الاستعماري من أوطانها .
3- الدوائر المؤثرة في تغيير النظام العالمي :
و من البديهي أن يكون مجال التحرك هو العالم الثالث , لتنشأ في الشرق الحضاري دائرتان , الأولى و مركزها الشرق الأوسط في قلب الدائرة الحضارية الأسيوية -الأفريقية حول مصر و قطرها خط طنجة - جاكرتا .ثم الدائرة الاسيوية و التي برزت فيها الصين كنركز مستندة الى اليابان خاصة بعد إبرام معاهدة السلام بينهما سنة 1978. و التي ماو تسي تونج و شوإين لاي يعتبرانها أحد ساقين ترتكز عليهما الأولوية للسياسة الخارجية الصينية بينما الساق الأخرى هي التحالف مع العالم الثالث .
و بدأ مشروع تحريك الموقف العالمي بظهور حركة عدم الانحياز و الدعوة الى الحوار بين الشمال و الجنوب و كان أبرز تجسيد لوحدة دول الجنوب هو مطابتهم جميعا دون استثناء بإقاممة "نظام اقتصادي جديد "
علاقات الشمال و الجنوب في ظل القطبية الثنائية
1- هيئة الأمم المتحدة و التنمية الاقتصادية :
اهتمت الامم المتحدة بالأمور الاقتصادية منذ نشأتها إذ نص ميثاقها على تشكيل " مجلس اجتماعي و اقتصادي " و لدفع حركة التنمية الاقتصادية في البلدان الجمعية العامة "عقد التنمية الأول مع بداية الستينات و اصطحب ذلك تكتل الدول النامية فيما عرف باسم "مجموعة 77" التي شكلت عام 1964 ;. و كان هدف هذه المجموعة هو الترابط الاقتصادي بين الدول النامية بحماية مصالحها المشتركة في إطار الاتفاقية العامة للتعريفةة الجمركية و استجابة للدعوة الصريحة التي نادت بها بلدات القارات الثلاثة في مؤتمر القاهرة 1963 الى عقد المؤتمر الدولي , نظم لقاء الأمم المتحدة للتجارة و التنمية (الأونكتاد - UNCTAD ) في جنيف سنة 1964 .
2- بروز ديناميكية الجزائر :
احتضنت الجزائر في سنة 1973 مؤتمر قمة الانحياز الذي تبنى أرضية ذات معالم - ترتكز على إدانة النظان الشامل و المسيطر ووضع برنام عمل - و في كلمة الأفتتاحية أكد السيد " عبد العزيز بوتفليقة " وزير خارجية الجزائر على المطالب الاصلاحية لتغيير التزيع غير المتكافئ فيما يخص العلاقات بين الشمال و الجنوب حيث قل: "إن مؤتمر القمة الرابع المنعقدة في الجزائر يؤلف حصيلة مرحلة بحثت خلالها شعوبنا بعضهها عن البعض الىخر زمنا طويلا قبل أن تلتقي و تتجمع حول مثل مشترك من النضال و الكرامة في موقف المواجهة مع مستغليها ."
و صادق المؤتمر على قرارات و صادقت عليه الأمم المتحدة في دورتها الخاصة السادسة لبحث الوضع الاقتصادي العالمي عام 1974 و هذا القرار اسمه "النظام الاقتصادي الجديد " لقد ظهر كتححد جوهري باستهدافه أسس العدالة و الانصاف و المساواة بين الدول كما اتبع بإصدار "برنامج عمل " يتعلق بالنظام الاقتصادي الدولي الجديد شمل قطاعات الاقتصاد العالمية مثل النظام النقدي الدولي و أسعار المواد الأولية و التصنيع و نقل التكنولوجيا , و التعاون بين الجدول النامية فيما بينها و إزالة العوائق من طريق التبادل التجاري الدولي , و عرف هذا النظام في العديد من القرارات التي تم تبنيها في الممنابر الدولية الهامة خلال السبعينات و كان صاحب الريادة في هذا المضمالر االراحل هواري بومدين . الذي بصوت المسؤول الواعي عن الامتياز المرهق "الذي يتمتع به منتجو البترول .
3- الأزمة النفطية و الحوار بين الشمال و الجنوب :
و عقد الحوار التاريخي المباشر بين الشمال و الجنوب ففي باريس (ديسمبر 1975) تحت اسم "مؤتمر التعاون الاقتصادي الدولي " شاركت فيه سبع و عشرون دولة منهها تسع عشرة دولة من الجنوب , و افتتح الحوار الرئيس الفرنسي فاليري جاسيكار ديستان . إلا أن المشكلة الجوهرية التي أعترضت مناقشات الشمال و الجنوب هي في "تعريف النظام الاقتصادي العالمي الجديد " و لكن ما لبثت الدول الغربية أن حاربت هذا النظام الجديد بمساندة البنك العالمي , الى أن تعطل الحوار كليا عندما استطاع الشمال أن يتجاوز أزمته النفطية .
العالم بعد انهيار الاتحاد السوفييتي
تهاوت جميع هياكل المعسكر الشيوعي تباعا و عرف عام 1991 و عرف عام 1991 بسنة التحولات , ففي شهر جوان حلت منظمة الكوميكون و تمت تصففية حلف وارسو في الأول من جويلية . و أعلن غورباتشوف عن خصخصة 80% من تجارة التجزئة و الخدمات و نهاية سنة 1992 و هي سنة انفتاح السوق الروسية للمستثمرين الأجانب و خصخصة 30% من أملاك الدولة .
النظام العالمي " الجديد ":
إن زوال الخطر الشيوعي يعد حدثا إستراتيجيا , ترتب عنه إعادة تنظيم للعلاقات الدولية . التي لم تتضح ملامحها الجيو - سياسية بعد . إلا أنها كانت بمثابة مؤشرات لنظام عالمي جديد بصدد التشكل .
و بروز الزعامة الأمريكية دليل على هذا التغيير الذي سعت اليه الولايات المتحدة منذ عقود , حيث جاء في الخطاب السياسي لمجلس الأمن القومي عام 1968 " أن الصراع بين قوى الظلام لا يهدد فقط دولتنا و لكن أيضا الحضارة ذاتها . و الهجمة على مؤسسالت العالم الحر اصبحت عالمية . و تفرض علينا باعتراضها لمصالحنا الخاصة مسؤولية ممارسة "القيادة العالمية "
و كشفت عن ذلك وثائق البنتاجون التي جاء فيها متا يؤكد سعي الإدارة الأمريكية للهيمنة على العالم و من بين المفردات :
- الولايات المتحدة هي التضامن للنظتم العالمي لذلك يجب أن نتصرف باستقلالية في حال و قوع كارثة تتطلب رد فعل سريع أو يصعب تجميع موقف عالمي موحد .
- علينا التحرك لمنع تكوين نظام أمني بأروبا يمكنه تهديد توازن حلف شمال الأطلنطي .
- إذابة ألمانيا و اليابان في النظام الأمني الجماعي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية .
- إقناع جميع المنافسين المحتملين بعدم ضرورة التطفل للعب دور عالمي من الذي يلغبونه الآن بالفعل .
المفهوم الأمريكي لتغير العالم :
يتجلى المفهوم الأمريكي "لتغيير العالم " في السعي لإعادة الاستقطاب في العلاقات الدولية باسم " العولمة " . و العمل على تغذية الثورات الإقليمية و الصراعات القومية و الدينية بهدف إيجاد المميزات للتدخل و فرض الحلول التي تحقق لها مصالخها في كافة أنحاء العالم .
عالم الاتصالات و دلائل الأحادية القطبية
نشأة المنضمة الدولية للاتصالات الفضائية :
لاختيار تقنيات الاتصال عبر الاقمار الصناعية في المدارالثابت . و هي التقنية التي اقترحها "آثر كي عام لارك " في عام 1945 . أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية سلسلة أقمار عام 1963 و تم الحسم في إمكانات هذه التقنية التي نقلت بواسطتها أحداث دورة طوكيو الأولمبية في عام 1963 و تم في إمكانات هذه التقنية التي نقلت بواسطتها أحداث دورة طوكيو الأولمبية في عام 1963 و تم الحسم في امكانيات هذه التقنية التي نقلت بواسطتها أحداث دورة طوكيو الأولمبية في عام 1964. و لم يمض عام على هذا الحدث حتى أطلق الاتحاد السوفياتي أول قمر لأغراض الاتصال . لتشهد إثر ذلك تكنولوجيا الاتصال تطورا مذهلا , بل لقد أصبحت هذه التقنيات جزءا من نسيج المجتمع متأثرة و مؤثرة فيه .
و عرفت نظم الاتصال تحولا جذريا أكسبت هذه التكنولوجية أهية استراتيجية خاصة , دفعت بالولايات المتحدة منذ عام 1962 لإنشاء نظام عالمي للاتصالات , و بعد اتفاقية اللجنة المؤقتة لأقمار الاتصالات ثم الاتحاد الدولي للاتصالات الفضائية , أنشئت عام 1971 المنظمة الدولية للاتصالات الفضائية (إنتلسلت ) حيث بلغ عدد أعضائها سنة 1990 مائة و تسعة عشر دولة .
الأنظمة الإقليمية للاتصالات :
و برزت في عام 1970 شبكة " إنترسبوتنيك " لربط دول الكوميكون ثم المشروع الأروبي "سيمفوني " التطوير و البث التلفزيونى و تبع ذلك سنة 1977 تكوين منظمة " Eutelsat " لربط دول أروبا الغربية و في العالم العربي أشئت منظمة "عربسات " و في عام 1983 أطلق القمر الأندونيسي ليخدم مجموعة دول شرق آسيا .....و كانت جميعها تهدف الى حماية ثقافتها و المحافضة على كيانها .
تكنولوجيا الاتصال و فرض هيمنة المركز الواحد :
كان من الطبيعي أن يستولي على مجال الاتصالات من يمتلك قوة المعدات التكنولوجية و صاحب السيطرة على أدوات المال و الهيئات الدولية . و إذا كانت أربع و كالات رأسمالية , تحتكر فيما بينها 80% من اجمالي تدفق المعلومات و تكرس 80% من أنبائها لدول الغرب , هذا الغرب الذي وظف كل امكاناته لتمرير رسالته و إحكام نفوذه و لترسيخ أفكاره . و انبثق عن مفاهيم جديدة ارتبطت بالأقمار الصناعية كثورة الاتصالات و ثورة المعلومات والثورة التكنولوجية .. إنه الانتقال من المجتمع الصناعي الى مجتمع الاتصالات و هكذا كان الوصف المنظمات غير الحكومية التي لعبت دورا مركزيا في تقديم المساعدات الانسانية و في التنمية خلال الثمانينات . و لكن بعد انهيار الاتحاد السوفييتي أعادت الولايات المتحدة صياغة المواثيق و المعاهدات الدولية لفرض رؤية أحادية و استبعاد أي رؤية ثقافية أخرى بمايخدم اهداف هيمنتها على العالم المعاصر .