ملخص الدرس / الثالثة ثانوي/العلوم الشرعية/القرآن الكريم والحديث الشريف/العقل وموقف القرآن الكريم منه

اهميه العقل

 تعريفه :

    لغه : الربط والمنع

    اصطلاحا : هو الملكيه العليا للانسان.

 اهميه العقل : ميز الانسان به كما انه مناط التفكير

تكريم الله للانسان بالعقل

ميز الله الانسان و فضله على سائر الكائنات بالعقل فيه يسمو الانسان بمعرفة الحق و التزامه و قد ينحط بعدم استخدام عقله اذ العقل أداة التمييز بين الخير و الشر , بين النفع و الضرر , كما أن العقل له دور مهم في

تجديد أحكام الاسلام و جعلها موافقة لواقع الناس بالاجتهاد و يعتبر العقل أساس التكليف في الاسلام و لذلك المجنون و الصبي الصغير غير مكلفين بأحكام الاسلام 

حث القرآن الكريم على استعمال العقل

حث القرآن الكريم الناس على اعمال عقولهم في تدبر مظاهر قدرة الله و تعلم العلم النافع و الايمان المبني على استخدام العقل لا على مجرد الظن أو التقليد الأعمى كما حثهم على اعماله للاجتهاد و الابتكار 

دور العقل في تمحيص الأفكار و الموروثات

- ذم الله التقليد الأعمى خاصة في العقائد مبرزا دور العقل في غربلة و تمحيص الأفكار و النحل فهو الذي يحمي الايمان من الانحراف بل و يوصل اليه 

- تحرير عقل الانسان من الخرافات والتحذير من اعتماد الظن والدعوه الى التدبير والتحليل .

- حدود استعمال العقل : يمكن استعمال العقل في اكتشاف الخلط والحقائق الكونيه

حدود استعمال العقل

الاسلام يحدد مجال العقل و ذلك صونا للطاقة العقلية أن تتشتت وراء الغيبية التي لا يستطيع العقل ادراكها أو الوقوف على حقيقتها , كالذات الالهية و الروح و الجنة و النار و غيرها , ذلك أن العقل البشري له مجاله

الذي يعمل فيه كالتأمل في الكون لمعرفة الله و الاجتهاد في الوقائع المستجدة و الاختراع و الابتكار .... فاذا ما حاول أن يتخطى هذا المجال فانه سيضل و يتخبط في متاهات لا قبل له بها 

وجوب المحافظة على العقل

حافظ الاسلام على العقل من حيث الوجود و من حيث العدم فمن حيث الوجود أوجب الله كل ما يحافظ على العقل و يقيم أركانه من علم نافع و تدبر و تأمل ... أما من حيث العدم فقد حرم الاسلام كل ما يفسده أو يعطله 

من مسكرات كما نجد الاسلام حرم التطرف الفكري لأنه افساد للعقل 

الأيات

 ۞ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70).الإسراء 70

أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82).النساء82

وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (170).البقرة 170 

 وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (43).العنكبوت 43

أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24).محمد 24

إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164).سورة البقرة 164

يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269).سورة البقرة 269

أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ ۗ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (66).سورة يونس 66

هَٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً ۖ لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ ۖ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15).سورة الكهف 15

شرح الألفاظ

كرممنا: فضلنا

يتدبرون:يتفكرون و يتعظون

ألفينا:وجدنا

أقفالها:مغلقة لا تفهم القرآن

ألا مثل:الأشباه و النظائر 

يحرصون:يكذبون

الحكمة:فهم أسرار الشرع

بسلطن بين:حجة قوية

المعنى الإجمالي للنصوص

بين الله تعالى في هذه الآيات الكريمات دور العقل و أهميته في حماية الإيمان و تحرير الفكر الإنساني من الخرافات و الأوهام لأن إعمال العقل يوصل إلى توحيد الله عزّ و جلّ.

الإيضاح و التحليل

أولا: تكريم الله للإنسان بالعقل:من نعم الله تعالىعلى الإنسان أن إصطفاهلخلافته في الأرض و سخر له ما في البر و البحر لعمارتها و حتى يتمكن من ذلك أودع فيه العقل، قال تعالى: وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13).سورة الجاثية 13، فهو أشرف ما في الإنسان وموضع العلم والحكمة ،ومناط التكليف وأساس التدبر،الإجتهاد والإكتشاف، وضابط الجوارح، والمعيين على التمييز بين النافع و الضار لذلك إعتنى الإسلام بالعقل عناية بالغة فقد ذكر في القرآن الكريم نحو خمسين مرة إما بإسمه أو بما يدل عليه الألباب ،النهى وهذا دليل على منزلته ومكانته في الإسلام.

ثانيا: حث القرآن على إستعمال العقل: دعا القرآن الكريم إلى إعمال العقل عن طريق التفكير والتدبر في آيات الله ، لربط الحالة الإيمانية بالحالة الفكرية ، ومن ذلك قوله تعالى: أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (86) .سورة النمل 86. ولا يقتصر التفكير الذي دعى إليه الإسلام على التدبر الإيماني المحض ، وإنما يراد بذلك أيضا التأمل الذهني العميق الذي يفضي إلى المعرفة الصحيحة و الإكتشاف والإختراع ، كما حث على تحريره من الخرافات والجهل ، والتقليد الأعمى دون تمحيض وغربلة ، قال تعالى: وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (170).سورة البقرة170.

ثالثا: دور العقل في تمحيض الأفكار والموروثات: إعتبر الإسلام العقل مناطا للتكليف ، فعن طريق العقل يهتدي الإنسان أو يضل و أطلق الإسلام للعقل لعنان للفهم و الغبداع في إطار النصوص الشرعية ، فهو من جهة منعه من التفكير العابث الذي يؤدي إلى الضياع ومن جهة ثانية حثه على التفكر،التدبر والإجتهاد، وفي معرفة عقائد ونظريات الأمم و الشعوب معرفة حقائق الواقع السياسية والإجتماعية والإقتصادية.

رابعا:حدود إستعمال العقل: الغسلام يحدد مجال إستعمال العقل ، وذلك صونا لطاقته من أن تتشتت وراء الأمور الغيبية التي لا يستطيع إدراكها أوالوقوف على حقيقتها كالذات الإلاهية والساعة والروح ...فإذا ما حاول  الغوص في هذا المجال فإنه يضل في متاهات لا طاقة له بها.

وقد أتاح الإسلام للعقل مجال النظر والتفكير فيمايلي:

التفكير والتامل الذي يفضي إلى المعرفة التي تفضي إلى زيادة الإيمان.

الإجتهاد فيما لا نص فيه"الأمور المستجدة"عن طريق الإجتهاد بالقياس والمصالح المرسلة ...

الإبتكار و الإختراع في أمور الدنيا مما يسهل له حسن الإستخلاف و عمارة الأرض.

خامسا: وجوب المحافظة على العقل: تعد المحافظة على العقل مقصدا من المقاصد الضرورية و قد حافظ عليه القرآن الكريم من جانبين:

  أ-من جانب الوجود:

بتشريع كل ما من شانه تحصيل المنافع للعقل ليؤدي وظيفته على أكمل وجه.

تحصينه بالإيمان، فالعقل لا يهتدي إلاّ بالوحي.

الدعوة إلى طلب العلم النافع،بحيث كان أول خطاب للنبي ص وأمته.

الدعوة إلى التدبر والتفكر ، وتنمية مهارات التفكير.  

ب-من جانب العدم: 

بتحريم كل ما يتلف العقل ويغيبه ويعطل طاقته كالخمر والمخدرات.

التحذير من الإنحراف الفكري. 

محاربة الجهل بكل صوره.

النهي عن التقليد الاعمى و إتباع الهوى والخرافة والتعصب والغلو .

وضع حدود لإستعمال العقل تتوافق مع مجال إدراكه. 

الأحكام و الفوائد المستخلصة

الأحكام:

وجوب إتباع الكتاب والسنة والعمل بأحكامهما.

حرمة تقليد من لا علم له ولا بصيرة في الإسلام.

وجوب تدبر القرآن الكريم عند تلاوته أوسماعه لفهمه والإتعاظ به.

الفوائد:

القلوب القاسية: ميتة ولا تعي ولا تعتبر.

إذا صلحت القلوب صلح حال الناس وإذا فسدت فسدت أحوالهم.

ذم التقليد الأعمى والدعوة إلى إستخدام العقل.

السند

قال تعالى: "و تلك الأمثال نظربها لناس و ما يعقلها إلا العالمون" 

سورة العنكبوت /

الإستنتاجات

بالعقل ميز الله الإنسان لأنه منشا الفكر الذي جعله مبدا كمال الإنسان و نهاية شرفه و فضله على الكائنات .

عقل الإنسان وسيلة إلى إدراك معنى الوحي و قد وضعه القرآن موضع الإرشاد و التوجيه لعمل الإنسان  و بناء الحياة و نظامها و إنجازاتها.

العقل يملك طاقات إدراكية أودعها الله فيه ذات دور مهم في الإجتهاد و التجديد إلى يوم القيامة.

عماد التكليف العقل : لأن التكليف خطاب من الله تعالى و لا يتلقى ذلك الخطاب إلا من يعقل. 

المعنى الاجمالي للنصوص

بين الله في هذه الآيات الكريمات دور العقل و أهميته في حماية الايمان و تحرير الفكر الانساني من الخرافات و الأوهام لأن اعمال العقل يوصل الى توحيد الله