ملخص الدرس / الثالثة ثانوي/العلوم الشرعية/السيرة والحضارة/العلاقات الاجتماعية بين المسلمين وغيرهم

إختلاف الدين

ان سنة الله في خلقه أن جعل البشر مختلفين في دينهم ولغتهم و ألوانهم و أفكارهم و هذا ما يجعل المسلم يتعايش مع غيره مهما اختلفوا عنه في الدين أو اللغة و العرق و ذلك لما له من مبادئ.

إن كل ذي دين دين ، بل ن كل ذي مبدأ يؤمن بأنه على حق و أن من عداه على الباطل فهو يومن بدينه و مبدئه ، و يكفر بما سواه ، و هنا تنجلي حكمة الإسلام و عظمته في معاملة غير المسلم ، و لب هذه الحكمة تتمثل في أن الإسلام زود المسلم بمفاهيم فكرية تزيح عن صدره النفور و الغضب و الضيق بغير المسلمين، و من أهم هذه المفاهيم: 

إعتقاد كل مسلم  بكرامة الإنسان ، أيا كان دينه أو جنسه أو لونه هذه الكرامة المقررة توجب لكل إنسان حق الإحترام و الرعاية ، و من الامثلة العملية : ما روي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن جنازة مرت على النبي عليه السلام فقام لهما واقفا فقيل له : يارسول الله إنها جنازة يهودي ، فقال : أليست نفسا؟ روا البخاري 

إعتقاد المسلم أن إختلاف الناس في الدين واقع بمشيئة الله تعالى ، الذي منح هذا النوع من خلقه الحرية و الإختيار فيما يفعل و يدع و قل الحق من ربكم فمن شاء فليومن و من شاء فليكفر. الكهف /29

ليس المسلم مكلفا أن يحاسب الكافرين على كفرهم ، أو يعاقب الضالين على ضلالهم ، فهذا ليس إليه ،إن حسابهم إلى الله في يوم الحساب ، و جزاؤهم متروك إليه في يوم الدين .

إيمان المسلم بأن الله يأمر بالعدل ، و يحب القسط ، ويدعوا إلى مكارم الأخلاق ، و لو مع المشركين  

 إختلاف الدين في واقع الناس:

إن كل إنسان مهما كان دينه وعقدته فهو يعتقد بصحة دينه وبطلان ماسواه ، و من هنا كانت عظمة المسلم المستمدة من عظمة الإسلام بأن يعايش غير المسلمين و يحسن إليهم و لو على بلاد المسلمين و هم على كفرهم ، فقد أرشد الإسلام إلى بعض المفاهيم التي تضمن حسن العلاقة بين جميع أفراد المجتمع و هي:

الإعتقاد بأن كل إنسان له كرامة ،قال الله تعالى: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70).الإسراء

أن إختلاف الناس في الدين بمشيئة الله تعالى فهو الذي منحهم الإختيار فيما يفعلون و يتركون،قال تعالى:  وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29).الكهف

المسلم غير مطالب بمحاسبة الكافر فهذا الأمر لله وحده في الأخيرة ،قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ ۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105).سورة المائدة

المسلم مأمور بالعدل وحسن الخلق مع كل الناس، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8).المائدة.  

 

 

إختلاف الدين في واقع الناس

 الاختلاف في الدين واقع نعيشه يتضمن الطبيعه البشريه وهو واقع لا نستطيع تغييره لذلك علينا ان نتعايش مع هذا الاختلاف.

إن كل إنسان مهما كان دينه وعقدته فهو يعتقد بصحة دينه وبطلان ماسواه ، و من هنا كانت عظمة المسلم المستمدة من عظمة الإسلام بأن يعايش غير المسلمين و يحسن إليهم و لو على بلاد المسلمين و هم على كفرهم ، فقد أرشد الإسلام إلى بعض المفاهيم التي تضمن حسن العلاقة بين جميع أفراد المجتمع و هي:

الإعتقاد بأن كل إنسان له كرامة ،قال الله تعالى: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70).الإسراء

أن إختلاف الناس في الدين بمشيئة الله تعالى فهو الذي منحهم الإختيار فيما يفعلون و يتركون،قال تعالى:  وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29).الكهف

المسلم غير مطالب بمحاسبة الكافر فهذا الأمر لله وحده في الأخيرة ،قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ ۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105).سورة المائدة

المسلم مأمور بالعدل وحسن الخلق مع كل الناس، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8).المائدة.  

 

أساس علاقة المسلمين بغيرهم

لقد ذكر القرآن الكريم أسس هذا التعايش في مواضع ثلاثة و هي :

التعارف:

إذ لا يمكن أن يرى المسلم إنسانا غير مسلم و تكون أول بادرة منه هي إدارة ظهره له  ليس لسبب سوى أنه غير مسلم .إذن فالعارف بين المسلم و غير المسلم  لا حرج فيه .

المسلم صاحب رسالة يفخر بما عنده من خلق ودين فيتعرف على الناس ليبلغهم رسالة ربه عملا بقوله ( بلغوا عني و لو آية ..) رواه البخاري , فلعل هذا التعارف يجعل الكافر يطلع على أخلاق الاسلام فيسلم .

التعايش:

ليس من المعقول أن يعيش المشلم إلا في جو إسلامي  و ليس ذلك مطلوب في شريعة الله إلا حين يخاف  المسلم على نفسه و دينه ، غير أن المسلمين  كانوا يسفرون إلى البلاد غير إسلامية و يتعايشون مع أهلها بخلق الإسلام و كان هذا سببا في دخول كثير من هذه الشعوب في الدين الإسلامي .

يصح للمسلم أن يتعايش مع غيره في بلاده أو بلاد غيره فقد كان المسلمون يتاجرون مع غيرهم و يحسنون اليهم و كثيرا ما كان ذلك سببا في دخول كثير من الكفار في الاسلام .

التعاون:

تحدث النبي المصطفى عن حلف الفضول و كان ذلك في الجاهلية حيث إجمع أهل قريش و تعهدوا فيما بينهم على :مساعد ة الضعيف إغاثة الملهوف ، و مساعذة المحتاج و غيرها من مكارم الأخلاق و حضره رسول الله و قال في الإسلام بعد ذلك : إني شهدت في دار عبدالله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النِّعم و لو أدعى به في الإسلام  لأجبت .رواه البيهقي.

يتعاون المسلم مع جميع البشر على نشر الخير و الدعوة اليه و خير مثال على ذلك أن النبي صلى الله عليه و سلم أثنى على حلف الفضول الذي حضره قبل نبوته وأكد على أنه سيشارك فيه لو كان بعد مجيء الاسلام رغم أنه مع المشركين .

روابط الإجتماعية:

 المسلم تجمعه مع غير المسلمين عدة روابط كالرابطة الانسانية ورابطة البلد (الاقامة) ورابطة العائلة .

خلق الله البشر و جعل بينهم روابط متعددة من هذه الروابط نذكر : رابطة إنسانية ، رابطة قومية ، رابطة العائلة و رابطة الإقامة .

حقوق غير المسلم في بلد الإسلام

لغير المسلمين حقوق في بلاده الاسلام اذا كانوا مقيمين بها من أهمها :

حق الحماية :فأول حقوق غير المسلمين في الإسلام حمايتهم من كل عدوان خارجي ، فإذا أعتدي عليهم وجب على المسلمين الدفاع عنهم و من أنواع هذه الحماية : حماية الدماء  الأبدان : إتفق العلماء أن دماء غير المسلمين محفوظة و الإعتداء عليها كبيرة من الكبائر لقول الرسول عليه السلام : إنه من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة ، و إن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما .رواه البخاري و أحمد .

حماية الابدان :و هذا ما إتفق عليه المشسلمون في جميع المذهب و في جميع الأقطار ، و مختلف العصور . و يبلغ من رعاية الإسلام لحرمة أموالهم و ممتلكاتهم أنه ما يحترم ما يعدونه مالا و إن لم يكن في نظر المسلمين .

حماية الأعراض :و عرض الذمي محفوظة في الإسلام كعرض المسلم ، فمن إعتدى عليهم و لو بكلمة سوء أو غيبة ، فقد ضيع ذمة الله و ذمة رسول الله .

التامين عند العجز و الشيخوخة و الفقر:  و يضمن الإسلام لغير المسلمين كفالة العيش  الملائمة لهم و لمن يعولونهم ، لأنهم رعية للدولة المسلمة و هي مسؤولة عن كل رعاياها لقول الرسول : كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته.متفق عليه بذلك وضع قانون الضمان الإجتماعي بالنسبة للمسلمين و غير المسلمين .

حق التأمين عند العجز : فقد مر سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بشيخ يهودي يسأل الناس فأخذه الى بيت مال المسلمين , وفرض له و لأمثاله معاشا وبذلك سن عمر بن الخطاب قانون الضمان الاجتماعي  للمسلمين و لغيرهم .

حق التدين : و من تلك الحقوق أن الإسلام لم يكره غير المسلمين على إعتناق الإسلام  فلذي كل دين دينه و مذهبه،لا يجبر على تركه إلى غيره .

حق العمل و الكسب:كما كفل الإسلام لغير المسلمين حق العمل و الكسب فلهم كل الأنشطة التجارية المشروعة من بيع و شراء و إجارة ووكالة و غيرها.

واجبات غير المسلمين في بلد الإسلام

إن غير المسلمين كما لهم حقوقا فلهم واجبات هي: 

إحترام القانون الإسلامي :

فكل ما لا يجوز للمسلم فعله لا يجوز للذمي إقترافه من بيع للخمر وتعامل للربا والزنا...كما تطبق عليهم حدود السرقة والزنا والحرابة كالمسلمين لكن ليس عليهم الزكاة ولا الجهاد لأنها قضايا دينية.

عليهم أن يلتزموا بأحكام الإسلام التي تطبق على المسلمين ، فتطبق عليهم حدود السرقة ، الزنى و الحرابة كالمسلمين لكن ليس عليهم الزكاة ولا الجهاد بإعتبارها أمور دينية .

دفع الجزية و هذا خاص باهل الذمة:

وهي مبلغ سنوي من المال يحدده الحاكم الشرعي على كل  فرد ذكر قادر من غير المسلمين ،نظير حمايتهم وإقامتهم بدار الإسلام. 

فيعطوا المال الذي يكون جزاء لترك المسلمين قتالهم و إقامتهم آمنين على أنفسهم و أموالهم بين أظهر المسلمين .

ترك قتال المسلمين و هذا من الواجبات التي يقتضيها تكفل المسلمين بحمايتهم و ترك قتالهم .

ترك ما فيه غضاضة على المسلمين كذكر ربهم أو كتابهم أو دينهم بسوء و هذا من واجبات عقد أهل الذمة .

ترك إظهار ما فيه منكر: كإحداث الكنائس و البيع و رفع أصواتهم بكتابهم و إظهار الخمر و الخنزير و تعلية البنيان على بنيان المسلمين .

يجب على غير المسلمين  المقيمين في بلد الاسلام أن يحترموا نظم و قوانين الدولة و أن يدفعوا الجزية نظير حمايتهم , كما يجب عليهم عدم المساس بمشاعر المسلمين و شعائرهم أو نشر ديانتهم و الدعوة اليها.

إن غير المسلمين في بلد الإسلام كما أن لهم حقوقا فعليهم واجبات هي:

 

مراعاة شعور المسلمين: عليهم أن يحترموا شعور المسلمين ،الذين يعيشون بين ظهرانيهم و أن يراعوا هيبة الإسلام و الدولة التي يتمتعون بحمايتها ورعايتها.فلا يجوز لهم أن يسبوا الإسلام أورسوله أوكتابة جهرة، ولا أن يرجوا من العقائد والافكار ما ينافى عقيدة التوحيد ، ولا يعملوا على تنصير أبناء المسلمين أومحاولة فتنهمعن دينهم.