البند الأول: كان أول بند قوله : أيها ، إن دماءكم و أموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم ، كحرمة يومكم هذاو كحرمة شهركم هذا .و لقد كرر هذه التوصية نفسها مرة أخرى في خاتمة خطابه ، و أكذ ضرورة الإهتمام بها و ذلك عندما قال : فلا يحل لإمرئ من أخيه إلا ما أعطاه عنطيب نفس منه فلا تظلمن أنفسكم ، ألا هل بلغت ؟
البند الثاني : فلم يكن مجرد توصية و لكنه قبل ذلك قرار أعلن عنه للملأكلّه لأولئك الذين كانوا من حوله و للأمم التي ستأتي من بعده ، و هذه صيغة القرار : ألا إن كل شيئ من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع ...دماء الجاهلية موضوعة .... ربا الجاهلية موضوع .
البند الثالث : فقد أعلن فيه الرسول عليه السلام عن تطابق الزمن إذ ذاك مع أسماء الاشهر المقسم عليها ، و ذلك بعد طول تلاعب بها من العرب في الجاهلية و صدر الإسلام فقد كانوا -كما يقول مجاهد و غيره- يجعلون حجهم كل عامين في شهر معين من السنة ، فيحجون في ذي الحجة عامين ، ثم يحجون في محرم عامين ، و هكذا فلما حج الرسول عليه السلام هذا العام ، وافق حجه شهر ذي الحجة و أعلن الرسول إذ ذاك أن الزمان قد إستدار كهيئته يوم خلق السماوات و الارض ، أي فلا تتلاعبوا بالأشهر تقديما وتأخيرا و لا حج بعد اليوم إلا في هذا الزمن الذي إستقر إسمه: ذي الحجة
البند الرابع: أوصى الرسول عليه السلام خيرا بالنساء و أكد في كلماته المختصرة الجامعة القضاء على الظلم البائد للمراة في الجاهلية ، و تثبيت ضمانات حقوقها و كرامتها الإنسانية التي تضمنتها أحكام الشريعة الإسلامية .
البند الخامس: وضع النبي الناس من جميع المشاكل التي قد تعترض حياتهم أمام مصدرين لا ثالث لهما ، ضمن لهم الإعتصام بهما الأمان من كل شقاء و ضلال : هما كتاب الله و سنة نبيه. و إنك لتجده يتقدم بهذا التعهد و الضمان لجميع الأجيال المتعاقبة من بعده ، ليبين للناس أن صلاحية التمسك بهذين الدليلين ليس وقفا على عصر دون غيره.
البند السادس: فقد أوضح فيه ما ينبغي أن يكون عليه علاقة الحاكم أو الخليفة مع الرعية أو الشعب، إنها علاقة السمع و الطاعة من الشعب نحو الحاكم مهما كان نسبه و شأنه و مظهره و قد أوضح النبي عليه السلام أنه لا إمتياز للحاكم من وراء حدود كتاب الله تعالى و سنة نبيه ، و لا يمكن لحاكميته أن ترفعه قيد شعرة فوق مستوى المنهج و الحكم الإسلامي.
تشهيد الرسول عليه السلام أمته بتبليغه الرسالة و آدائه الأمانة بذلك أمام الله تعالى يوم القيامة عند القيامة ، فإرتفعت الأصوات من حوله تصرخ: نشهد إنّك قد بلّغت ... و أدّيت ... و نصحت ، و حينئذ إطمأن رسول الله العظيم .
موضوع: باطل ومنتروك
النَّسِيْئُ: التأخير
يُوطِئْنَ:يدخلن فراشكم وهي الخيانة
غير مُبَرِّحٍ:غير شديد
لِيُوَاطِئُو:ليواافقوا
عوان: أسيرات عقد النكاح
رجب مضر: نسبة إلى مضر لأنهم يخصونه بمزيد من التعظيم
يمكن تقسيم الخطاب النبوي إلى العوامل أو البنود التالية:
العامل الأول : وهو العامل المتعلق بفكرتين هامتين هما : وجود الله و وحدانيته حيث يوجهنا صلى الله عليه وسلم إلى تحكيم العقلوربط العالم المادي بخالق الكون من تدبر آيات الله التي يسير وفق نظام دقيق بديع للوصول الغاية المبتغاة وهي وجود الله ووحدانيته .
العامل الثاني : وهو الذي بين أهمية خلق السماوات والأرض حيث بداية الكون وما تعلق من تحديد عدة الشهور عند الله تعالى بإنثاعشر شهرا.
العامل الثالث : وهو عامل المرأة حيث لم يغفلها حقها باعتبارها شطر المجتمع فبين مالها وما عليها من حقوق من واجبات فمن حقوقها النفقة عليها في كل شؤونها من كسوة وسكن وعلاج وحسن معاملتها ومعاشرتها ومن واجباتها حفظ الزوج في بيته وماله وعرضه .
العامل الرابع :وهو عامل الوداع حيث يودع صلى الله عليه وسلم أمته بعد أن بين لها أحكام شريعتها وأتم لها أمر دينها فتركها على بينة من أمرها ووضوح بعد أن بلغ الرسالة وأدي الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق الجهاد .
العامل الخامس : وهوبيان وجوب الأخوة بين المؤمنين،قال رسول الله :تعلمن أن كل مسلم أخ للمسلم وأن المسلمين إخوة فلا يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه...)
البند السادس: وهوبيان وجوب التمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
ألقاها رسول الله في حجة الوداع فوق جبل الرحمة "عرفات" في التاسع من ذي الحجة يوم عرفة في السنة العاشرة للهجر لخص فيها أهم المبادئ التي جاء بها الإسلام .
الأحكام التي تضمنتها خطبة حجة الوداع:
استحباب استفتاح الكلام بحمد الله والثناء عليه ولصلاة على نبيه محمد صلى الله عليه.
حرمة وقداسة الدماء والأموال.
تحريم سفك الدماء بغير الحق.
وجوب التمسك بكتاب الله و سنة نبيه.
وجوب أداء الأمانات.
تحريم الربا و الظلم.
تحريم الزنا.
وجوب الأخوة بين المسلمين.
وجوب مخالفة الشيطان والحذر من كيده.
مشروعية القصاص والدية في الإسلام.
إلغاء شعائر الجاهلية وتقاليدها.
تحريم طاعة الشيطان واحتقار صغائر الذنوب والمعاصي .
تحريم أكل أموال الناس بالباطل.
تقرير حرمة الأشهر الحرم وتحريم النسيئ.
التوجيهات التي تضمنتها خطبة حجة الوداع:
الإشارة إلى مسألة الخلق ليحث الناس على التفكروالتأمل في خلق الله.
بيان مكانة المرأة في الإسلام.
التذكير بحقوق المرأة والإرشاد إلى حسن معاملتها.
الإهتمام بالحقوق والواجبات الزوجية.
عالمية الشريعة الإسلامية ومرونتها.
تحقيق وحدة وتماسك المجتمع المسلم .
التأكيد على أصل الدين الإيمان والتوحي
التأكيد على حفظ الكليات الخمس.
التنويه بعظم شأن الأمة.
إقرار مبدأ العدالة والمساواة في الحكم.
على الداعية البلاغ وليس عليه النتائج .
التأكيد على حفظ الأسرة وتعزيز كيانها.
الوصية بتقوى الله تعالى .
حرمة سفك الدماء بغير حق، و إقرار العدالة و المساواة .
حرمة الربا ، لأنه النظام الذي يسحق الفقر ، و يجعل المجتمع طبقيا يمتلئ بالأحقاد و الضغائن و يكثر فيه الجرائم.
دفن الجاهلية ووضعها تحت الأقدام.
التحذير من طاعة الشيطان.
الأشهر الحرم لها حرمة في الإسلام .
الوصية بالنساء خيرا.
التمسك بكتاب الله تعالى و الإعتصام به فهو سبيل العزة و النصر و النجاح في الدنيا و في الآخرة.
وجوب الأخوة بين المسلمين.
مسؤولية الامة عن النبي عليه الصلاة و السلام في تبليغ الرسالة و آداء الأمانة