ملخص الدرس / الثالثة ثانوي/اللغة العربية/عصر الضعف/من نثر الحركة العلمية

نص تواصلي : حركة التأليف في عصر المماليك

النص:

في عصر الضعف لم یکن النثر أوفر حظا من الشعر فيعدوه الإسفاف، وكلاهما رزی ببلاغته، ومضى عهد فرسانه المجلين، وربما كانت مصيبة النثر أفدح، وخطبه أعم، لأن عدد المتطفلين عليه أكثر من عدد المتطفلين على الشعر، وكانت النكبة في إنشاء المترسلين أشد منها في إنشاء المصنفين فقد اصطبغ إنشاء المترسلين بألوان الشعر، فغلب عليه الخيال، والمجاز وقامت سجعاته مقام القوافي، فلم يكن ينقصه غير الأوزان، ومتى أفرغ النثر في قالب الشعر ضاقت أغراضه، وتحددت موضوعاته، فما يصلح إلا للأشياء التي يطفو عليها الخيال الشعري کالوصف والرسائل و مقدمات الكتب والمقامات وما أشبه ذلك، وأما المباحث العلمية والأدبية والتاريخية فتنبو عنه، ولا تخضع له إلا على كره ونفور، فأسف نثر المترسلين وجفت صناعتهم، وثقلت ألفاظهم، وقبحت محسناتها، ثم وافي هذا العصر، فأحضرت البلاغة بين يديه، وحاول كتابه أن يجاروا من تقدمهم في الصناعة من التزام التورية والسجع والجناس، لأن في صناعة الألفاظ سترا لعجزهم عن تولید المعاني واختراعها، فلم يستقم لهم الأمر، وجاءت عباراتهم تتمطى متثاقلة و متثائبة . وأما إنشاء المصنفین فلم تعمه الصناعة اللفظية كما عمت فن الترسل، ولكنه لم يخلص من التعقيد والتطويل، ثم دب الفساد في لغتهم كما دب في لغة المترسلين، فكاد أن يكون النثر عاميا كما يبدو في قصص بني هلال و تاریخ ابن إياس وما شاكل ذلك. وكانت حركة التأليف في العلوم والآداب في دولة المماليك محمودة لكثرة المدارس عندهم، وإقبال العلماء عليها، وانصرافهم إلى التأليف بأكناف السلاطين، ولكن مصنفاتهم قل فيها الاستنباط لتصلب الأذهان، فجاءت في معظمها جمعا وتحشية وشرحا، فمن الذين اشتغلوا بالنحو ابن مالك الطائي، وألفيته المشهورة والكافية الشافية، ومنهم ابن هشام الأنصاري وله" قطر الندى وبل الصدى" ومنهم صاحب الأج رومية ومن الذين اشتغلوا بتصنيف المعاجم اللغوية ابن منظور صاحب" لسان العرب "ومنهم فیروز آبادي وله" القاموس المحيط"، وغيرهما كثير وكان حظ التاريخ حسناء والنشاط له عظيما، فظهرت فيه كتب جليلة يصح الركون إليها، وكان للمغرب يد على فلسفة التاريخ وعلم الاجتماع في مقدمة ابن خلدون ل ومن الذين اشتهروا في مصنفاتهم ( کتاب العبرفي أيام العرب والعجم والبربر ) التاريخية ابن خلكان وله" وفيات الأعيان "وهو مصنف نفیس ومنهم شمس الدين الذهبي وله" تاريخ الإسلام". وكذلك الجغرافيا، فإن أصحابها ما انفكوا يعانون الرحلات في سبيلها، وأشهرهم القزويني وله" عجائب المخلوقات "في الفلك والجغرافيا الطبيعية عند العرب، وابن بطوطة الرحالة المشهور وله كتاب" تحفة النظار"، ويعرف ب" رحلة ابن بطوطة "والمقريزي وله خططه التي بين فيها أقاليم مصر وأحوال مکانها، وأودعها من الأخبار والحوادث التاريخية طائفة حسنة. وكان للعلم الطبيعي دور هام في كتاب" حياة الحيوان الكبرى "للدميري، و اشتغل جماعة من العلماء بوضع الكتب الجامعة لشتى العلوم والآداب، کالنويري وله كتاب" نهاية الأرب في فنون الأدب "ويبحث في الفلك وتقويم البلدان والتاريخ الطبيعي واللغة والأدب، و الأبشيهي وله" المستطرف في كل فن مستظرف "ويشتمل على أدب وسياسة واجتماع وتاريخ وجغرافيا وتاريخ طبيعي ونحو ذلك. ولما أدال الله العثمانيين ضعفت الحركة العلمية، فلم يكن للتصنيف والمصنفين شأن يذكر لولا تلك الشهب التي تلوح الفينة بعد الأخرى، فتنير سواد هذا الليل الدامس، ثم يتوارى شعاعها في الحجب الكثيفة، فيستبد الظلام، فمن هذه الشهاب عبد القادر البغدادي صاحب" خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب" شرح فيه شرح الكافية في النحو، وضمنه مباحث في التاريخ والأدب، ومنها السيد مرتضى الزبيدي صاحب" تاج العروس "يشرح فيه قاموس المحيط الفيروز آبادي، وعرف من المؤرخين المحبي وله" خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر "والمقري وله" نفح الطيب في غصن الأندلس الرطيب "واشتهر من مؤلفي الكتب الجامعة بهاء الدين العاملي صاحب" الكشكول"، فيه أدب وریاضیات و فلسفة وعلوم إسلامية . هذا غيض من فيض مما عرف من آلاف التصانيف التي طبعت أو التي مازالت مخطوطة، وهي تبرز الحركة التأليفية والموسوعية الكبرى في العصر المملوكي والعثماني، ومالا يدرك كله لا يترك جله .

اكتشاف معطيات النص:

لقد كانت مصيبة النثر أفدح وخطبه أعظم لأن عدد المتطفلين عليه أكثر من عدد المتطفلين على الشعر.

إنشاء المترسلين هو النثر الذي أُلِّف بخصائص قريبة من الشعر،حيث اصطبغ بألوان الشعر، فغلب عليه الخيال والمجاز وقام السجع مقام القوافي في الشعر،فلم يكن ينقصه غير الأوزان. فضاقت أغراضه وتحددت موضوعاته، فلم يعد النثر يصلح إلا للموضوعات التي يطفو عليها الخيال الشعري كالوصف والرسائل والمقامات،فثقلت ألفاظه وقبحت محسناته.

جاءت المؤلفات في عصر الضعف في معظمها جمعا وحشوا وتصنيفا وتحشية لأنهم اهتموا في مصنفاتهم بالكم وقلة الاستنباط بسبب تصلب الأذهان.

لقد أغرقت الكتابة في هذا العصر بأنواع شتى من المحسنات البديعية، فحاول الكتاب أن يقلدوا المتقدمين في التزام التورية والسجع والجناس لأن في صناعة الألفاظ سترا لعجزهم عن توليد المعاني واختراعها.

بعض التآليف التي لم ترد في النص.: منها (فتح الباري بشرح صحيح البخاري) لابن حجر العسقلاني 852 هـ، وشرح ألفية بن مالك لابن عقيل،والميمية في الخمرة الإلهية لابن الفارض (632هـ) ومغني اللبيب عن كتاب الأعاريب؛وشذور الذهب في معرفة كلام العرب لابن هشام (761هـ).

يعني الكاتب بقوله الكتب الجامعة أي التي تضم مختلف العلوم والآداب والفلسفة والرياضيات والفلك والتاريخ...

 

مناقشة معطيات النص

*إليك نموذجا من إنشاء المترسلين، يقول ابن زيدون في رسالته الهزلية:
" أما بعد أيها المصاب بعقله، المورط بجهله، البين سقطه، الفاحش غلطه، العاثر في ذيل اغتراره،الأعمى عن شمس نهاره، الساقط سقوط الذباب على الشراب، المتهافت تهافت الفراش في الشهاب، فإن العجب أكذب ومعرفة المرء نفسه أصوب ".

استنبط من هذا المقتطف خصائص هذا النوع من الأدب، وهل تجد فيه طبعا أو تكلفا؟

من الخصائص الواضحة في هذا المقتطف: المبالغة في توظيف البديع كالسجع والطباق فهذا النص صورة حقيقية للتنميق اللفظي الذي رزئ به أدب عصر الضعف، فنلاحظ أن الكاتب تكلف كثيرا من أجل سجع عباراته على حساب المعنى الذي ينبغي أن يكون جليا. مثل قوله: تهافت الفراش في الشهاب

- ظهر تكثير من "المتون" لغاية تعليمية من مثل ألفية ابن مالك التي يقول فيها: بتافعلتَ وأتتْ ويا أفعلي ونون اقبلنْ فعلُ ينجلي

- يبين ابن مالك في هذا البيت الشعري الذي ينتمي إلى المتن، خصائص الفعل ومنها اتصال به تاء الضمير والتاء الساكنة ونون النسوة وياء المخاطبة

مجمل القول

لقد انحصرت موضوعات النثر الفني خلال عصر الضعف ضمن نطاق الكتابة الديوانية والرسائل الأدبية والمناظرات، وأصبح الأسلوب غاية الكتابة. فاهتم الكتاب بالزخرفة البديعية،وكثيرا ما انصرفوا إلى التأليف في الأدب والتاريخ واللغة والعلوم الدينية جامعين ملخصين مذيلين.

كما جرى الشعر في طريقين هما الإباحية والزهد تقليدا واقتباس أو زيادة في الزخرف، وأفرط الشعراء في أقوال الهجو بألفاظ عارية صريحة، كما أفرطوا في نظم قصائد المديح النبوي.

نص أدبي : الطبيعة و النفس الإنسانية

النص:

اعلم - أرشدنا الله وإياك - وأنا نشاهد هذا العالم بما فيه من المخلوقات كلها على هيئة من التركيب والإحكام لا تنقضي عجائبه في ذلك ولا تنتهي غاياته، وأبدأ من ذلك بالعالم المحسوس الجثماني، و أولا عالم العناصر المشاهدة كيف تدرج صاعدا من الأرض إلى الماء ثم إلى الهواء ثم إلى النار متصلا بعضها ببعض...، والصاعد منها ألطف مما قبله إلى أن ينتهي إلى عالم الأفلاك وهو ألطف من الكل على طبقات اتصل بعضها ببعض على هيئة لا يدرك الحس منها إلا الحركات فقط، و بها يهتدي بعضهم إلى معرفة مقاديرها وأوضاعها، وما بعد ذلك من وجود الذوات التي لها هذه الآثار فيها. ثم انظر إلى عالم التكوين کيف ابتدأ من المعادن ثم النبات ثم الحيوان على هيئة بديعة من التدريج، آخر أفق المعادن متصل بأول أفق النبات مثل الحشائش، و ما لا بذر الله، وآخر أفق النبات مثل النخل و الكرم متصل بأول أفق الحيوان مثل الحلزون والصدف، ولم يوجد لهما إلا قوة اللمس فقط، ومعنى الاتصال في هذه المكونات أن آخر أفق منها مستعد بالاستعداد الغريب لأن يصير أول أفق الذي بعده، و اتسع عالم الحيوان وتعددت أنواعه، وانتهى في تدريج التكوين إلى الإنسان صاحب الفكر والروية. ثم إننا نجد في العوالم على اختلافها آثارا متنوعة : ففي عالم الحس آثار من حركات الأفلاك والعناصر، وفي عالم التكوين آثار من حركة النمو والإدراك، تشهد كلها بأن لها مؤثرا متباينا للأجسام، فهو روحاني ويتصل بالمكونات لوجود  إتصال هذا العالم    في وجودها  وذلك هو النفس المركبة المحركة   ولابد فوقها من وجوزد آخر يعطيها قوى الإدراك والحركة، ويتصل بها أيضا، ويكون ذاته إدراكا صرفا وتعقلا محضا، وهو عالم الملائكة. فوجب من ذلك أن يكون للنفس استعداد للانسلاخ من البشرية إلى الملكية لتصير بالفعل من جنس الملائكة وقتا من الأوقات في لمحة من اللمحات، فلها في الاتصال جهتا العلو و السفل : فهي متصلة بالبدن من أسفل منها ومكتسبة به المدارك الحسية التي تستند بها للحصول على التعقل بالفعل، ومتصلة من جهة الأعلى منها بأفق الملائكة ومكتسبة به المدارك العلمية والغيبية، فإن عالم الحوادث موجود في تعقلاتهم من غير زمان. ثم إن هذه النفس الإنسانية غائبة عن العيان وآثارها ظاهرة في البدن، فكأنه وجميع أجزائه مجتمعة ومتفرقة ألات للنفس ولقواها، أما الفاعلية فالبطش باليد، والمشي بالرجل، والكلام باللسان والحركة الكلية بالبدن متدافعا .

وأما المدركة وإن كانت قوى الإدراك مرتبة ومترقية إلى القوة العليا منها ومن الفكرة التي يعبر عنها بالناطقة، فقوى الحس الظاهرة بالاته من السمع والبصر وسائرها يرتقي إلى الباطن ، وأوله الحس المشترك، وهو قوة تدرك المحسوسات مبصرة ومسموعة وملموسة وغيرها في حالة واحدة وبذلك فارقت قوة الحس الظاهر، لأن المحسوسات لا تزدحم عليها في الوقت الواحد، ثم يؤديه الحس المشترك إلى الخيال، وهي قوة تمثل الشيء المحسوس في النفس كما هو مجرد عن المواد الخارجة فقط .

التعرف على صاحــــــــب الـنـــــــــص:

عبد الرحمن بن خلدون ولد بتونس 723ه- 1332م نشأ على حب العلم تحصيله، اتصل بعلماء عصره وأخذ عنهم شتى المعارف، بقي يتقلب بين بلاد الأندلس والمغرب العربي حتى بلغ مصر، وتوفي بها 808ه-1406م.
تولى عدة مناصب منها القضاء وترك عدة آثار أهمها: كتاب" العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر" وما يعرف الآن بمقدمة ابن خلدون و له أيضا شرح البردة و هي كتاب في مدح الرسول، و كتاب لباب المحصل في أصول الدين ، وهو تلخيص كتاب الفخر الرازي في علم التوحيد. وكتاب في الحساب، ورسالة في المنطق.

إثــــــــــــراء الرصيـــــــد اللغـــــــــوي

في معاني الألفاظ:

الإحكام: أحكم الشيء والأمر أتقنه، محض: خالص لا يخالطه شيء

انسلاخ: تحول

في الحقل المعجمي:

ابحث عن المفردات التي تنتمي إلى عالم الطبيعة كما وردت في النص: الأرض، الماء، الهواء، النار، المعادن، النبات، الحيوان، الحشائش، النخل، الكرم، الحلزون، الصدف.

في الحقل الدلالي:

حدد جذر كلمة "الروّية" مع ذكر المعاني التي تدل عليها في سياقات مختلفة باعتماد أحد المعاجم

رَوِيَ من الماءِ واللَّبَنِ، كَرَضِيَ، رَيًّا ورِيًّا ورَوَى، وتَرَوَّى وارْتَوَى، بمَعْنًى، وـ الشَّجَرُ: تَنَعَّمَ، كَتَرَوَّى، والاِسْمُ: الرِّيُّ، بالكسر، وأرْوانِي، وهو رَيَّانُ. رَوَى الحديثَ، يَرْوِي رِوايَةً وتَرَوَّاهُ، بمَعْنىً، وهو رَاوِيَةٌ للمُبالَغَةِ، وـ الحَبْلَ: فَتَلَهُ، فارْتَوَى، وـ على أهْلِه، وـ لهم: أتاهُم بالماءِ، وـ على الرَّحْلِ: شَدَّهُ على البَعيرِ لِئَلاَّ يَسْقُطَ، وـ القَوْمَ: اسْتَقَى لَهم. ورَوَّيْتُه الشِّعْرَ: حَمَلْتُه على رِوايته، كأَرْوَيْتُه، وـ في الأمْرِ: نَظَرْتُ، وفَكَّرْتُ، والاِسْمُ: الرَّوِيَّةُ. 

استعن بما درسته لمعرفة الفرق بين التعقل بالقوة والتعقل بالفعل: 

الأول يفيد الاستعداد الفطري لتحصيل المعرفة والثاني يفيد المعرفة المكتسبة.. ففلاسفة الإسلام مثلا يميزون بين العقل الموهوب والعقل المكسوب؛ أو بتعبير آخر، بين العقل بالقوة والعقل بالفعل وفي الفلسفة الحديثة نجد لالاند Lalande يميز بين معنيين للعقل : العقل المكون (بكسر الواو) والعقل المكون (بفتح الواو). أما الأول فالمقصود به الفكر الذاتي أو النشاط الذهني الذي يقوم به كل مفكر ؛ وأما الثاني فهو مجموع المعارف السائدة في عصر من العصور. 

اكتشــــــــاف معطيـــــــات النــــــــــص:

س1: حدّد المسألة التي استرعت نظر الكاتب و أثارت اهتمامه؟

ج1: المسألة التي استرعت نظر الكاتب و أثارت اهتمامه هي الترتيب والأحكام الذي تخضع له الكائنات في العالم. 

سس2: لاحظ العلماء أن الأصناف النباتية والحيوانية لا تبقى على حالتها من تاريخ نشأتها إلى حين انقراضها. بيّن موقف الكاتب من هذه الملاحظة ؟

ج2: لاحظ العلماء أن الأصناف النباتية والحيوانية لا تبقى على حالها من تاريخ نشأتها إلى حين انقراضها . حيث أن آخر أفق النباتات مثل النخل والكرم متصل بأول أفق الحيوان مثل الحلزون , واتسع عالم الحيوان وتعددت أنواعه وانتهى في تدريج التكوين إلى الإنسان صاحب الفكر والروية

س3: يرى الكاتب أن الأوصاف التي تميز الأنواع بعضها عن بعض لا تدوم على وتيرة واحدة، بل تتطور تدريجيا ويؤدي ذلك إلى تكوين أنواع جديدة. استدل على ذلك من النص؟

ج3: يدل على ذلك قوله: آخر أفق المعادن متصل بأول أفق النبات مثل الحشائش، وآخر أفق النبات مثل النخل والكرم متصل بأول أفق الحيوان مثل الحلزون والصدف...ومعنى الاتصال في هذه المكونات أن آخر أفق منها مستعد بالاستعداد الغريب لأن يصير أول الأفق الذي بعده.

س4:يعتقد الكاتب أن التطور لا ينحصر في الأنواع النباتية والحيوانية وحدها فهو يشمل النوع البشري أيضا. وضّح هذا الرأي معتمدا على النص.

ج4:إن نظرية التكوين عند ابن خلدون تصنف الأنواع النباتية والحيوانية وترتقي بالإنسان باعتباره عاقلا مفكرا، وتشير إلى أن خلق الإنسان قد مرّ بأطوار عن طريق النشوء والاشتقاق من نوع آخر التطور لا ينحصر في الأنواع النباتية و الحيوانية وحدها فهو يشمل النوع البشري أيضا . ذلك أن للنفس استعدادا للانسلاخ من البشرية إلى المَلكية لتصير بالفعل من جنس الملائكة وقتا من الأوقات .

س5:يعد الكاتب من العلماء الروحيين الذين يعتقدون بوجود روح منفصل عن البدن . استنتج ذلك من النص.

ج5: يرى الكاتب أن في عالم الحس آثار من حركات الأفلاك والعناصر، وفي عالم التكوين آثار من حركة النمو والإدراك، ومرد ذلك مؤثر روحاني مباين للأجسام. يعد الكاتب من العلماء الروحيين الذين يعتقدون بوجود روح منفصل عن البدن , ويظهر ذلك من خلال قوله : إن هذه النفس الإنسانية غائبة عن العيان وآثارها ظاهرة في البدن .


س6: للنفس الإنسانية في هذا النص قوى عديدة ومتنوعة. عدد مختلف تجلياتها.

ج6: من قوى النفس البشرية الإدراك والحركة ، وتحتاج إلى وجود آخر يعطيها قوى الإدراك والحركة لترقى إلى جنس الملائكة في وقت من الأوقات.

س7: قسم الكاتب الإدراك إلى نوعين أبرزهما مع التمثيل من النص.

ج7: قسم الكاتب الإدراك إلى نوعين هما : الحس الظاهر والحس الباطن ، فالحس الظاهر : هو قوة تدرك المحسوسات مبصرة ومسموعة وملموسة ، أما الحس الباطن : فهو الخيال وهو قوة تمثل الشيء المحسوس في النفس .

مناقــــــــــشة معطيـــــــات النــــــــــص :

س1: يرى الكاتب أن معرفة الأحداث والأسباب غير كافية للعمل على تغيير سيرها،قارن بين هذه النظرية( القدر المحتوم) وبين الحتمية والسببية التي يقول بها الفلاسفة والعلماء؟ 

ج1: يمكن التمييز بين موقفين أو مدرستين : مدرسة تقول أن جميع الحوادث المستقبلية محددة سلفا و ستحدث ضرورة (وهذا ما يعرف بالقدرية Fatalism ) (و هي نظرة أكثر تعلقا بالميتافيزيقيا), و الحتمية التي ترتبط أساسا و تعتمد على أفكار المادية و السببية. نظرية القدر المحتوم ( الجبرية ) ترى بأن العبد مجبور في أفعاله ،ويعتقدون أنه لا فاعل على الحقيقة إلا الله ، وأما العباد فإن الفعل ينسب إليهم مجازا، وهذا القول أدى إلى القول بوحدة الوجود ، إلى جانب إلغاء قانون السببية أي ربط الأسباب بمسبباتها والنتائج بمقدماتها

س2:  بين مدى التطابق بين آراء ابن خلدون في هذه المسألة وبين نظرية التطور عند "داروين".؟

ج2: تقترب آراء ابن خلدون في هذه المسألة مع نظرية التطور عند داروين في الارتقاء من الناحية العضوية البيولوجية واستحالة الكائنات بعضها إلى بعض.نظرية  التطور: ترى أن كل نوع حي قد خضع لتطور وتغيرات عبر العصور ضمن النوع الواحد نفسه (مثلاً الحصان الحالي وأسلافه). الفرضية  هي مجموعة التأملات الفلسفية التي حاولت شرح كيف ظهرت أو تطورت الأنواع عبر التاريخ . هذه الكيفية هي لب فرضية التطور. الكثير من هذه الفرضيات شرحت ظهور الإنسان  بأنه ظهور تم بالصدفة نتيجة تطور أنواع ادني منه (كالقرود مثلاً ) وهذه النظرية تتطابق تماما مع تأملات ابن خلدون . 

س3: يلاحظ ابن خلدون تأثير الأحوال النفسية في الأحوال البدنية عن طريق الإيحاء الذاتي حسب تعبير علماء النفس الحاليين. قدّم أمثلة على ذلك وهل يمكن أن يحدث العكس ؟

ج3: من أمثلة ذلك شعور الإنسان بالخوف والفزع نتيجة مؤثر حسي يوحي له بالهلع ، فهذه الحالة النفسية تدفع به إلى الهرب وهنا يتدخل البدن فتتحرك الأرجل والأيدي . 

تحديد بنــــاء النــــــــــص

س1: حدّد مقاطع النص باعتماد المضامين معيارا، وضح العلاقة بين هذه المقاطع ودلالة المخاطب في ذلك ؟

ج1:مقاطع النص باعتبار المضامين معيارا :

مشاهدة العالم ( اعلم ـ غايته )

العالم المحسوس الجثماني ( وأبدأ ـ فيها )

عالم التكوين ( ثم انظر ـ والروية )

تأثر هذين العالمين بمؤثرات مباينة ( ثم إنا نجد ـ عالم الملائكة )

استعدادات النفس البشرية وآثارها( فوجب ـ فقط) والعلاقة بين هذه المقاطع ودلالة المخاطب في ذلك تتمثل في التوضيح والتدرج بالتفصيل للإقناع أي النمط التفسيري.

س2: تحوّل الكاتب من الإجمال إلى التفصيل، عين مواطن هذا التحول ؟

ج2: مواطن هذا التحول تتمثل في: وأبدأ من ذلك بالعالم المحسوس الجثماني، وقد ورد تفصيل ذلك في : وأولا عالم العناصر المشاهدة.... ثم إننا نجد في العوالم آثارا متنوعة ورد تفصيل ذلك في : ففي عالم الحس...، فلها في الاتصال.. ورد تفصيل ذلك في:فهي متصلة بالبدن.. فكأنه وجميع أجزائه مجتمعة ومتفرقة... .. ورد تفصيل ذلك في: أما الفاعلية...، وأما المدركة...

س3:بين كيف تضافر الواقع وربط الأسباب بالنتائج في تحقيق مقصد الكاتب؟ 

ج3: إن ابن خلدون قدم لنا نظرية التطور والارتقاء في الطبيعة و النفس الإنسانية حيث أوضح أن العالم جاء على هيئة من الترتيب والإتقان ولم يجئ صدفة ووظف أمثلة لفهمها وروابط للوصول إلى المقصد وتوصل إلى نتيجة أن التطور يشمل النوع البشري وأن النفس الإنسانية قادرة على الرقي إلى أعلى درجات.

س4:عين نمط هذا النص وأهم خصائصه ؟

ج4: نمط النص تفسيري حجاجي،إذ اعتمد الكاتب على التفصيل والتوضيح، كما اعتمد على الأدلة والحجج لتحقيق الإقناع. 

تفحـــــــص الاتســــــاق والانسجــام في تركيـــب فقـــــــــرات النــــــــــص

س1: عين الروابط التي وظفها الكاتب في تنامي النص وتناسقه  ؟
ج1: من الروابط التي وظفها الكاتب حروف الجر والعطف مثل:الواو، ثم من،إلى، الباء، في.

س2: في النص تدرج موضوعاتي يعتمد على استعمال السببية والتضاد اكشف عن ذلك مقدما أمثلة من النص.؟
ج2:ما أشار إليه الكاتب في بداية النص،إذ رأى أن هذا الكون يخضع لترتيب وتنسيق محكمين ، ويعود السبب في ذلك إلى التدرج في الخلق والتكوين ، ومن أمثلة التضاد ما أشار إليه في استعداد النفس للانسلاخ من البشرية إلى الملكية.

س3: وضح العلاقة التي تربط بين الطبيعة والنفس الإنسانية حسب ما ورد في النص ودلالة ذلك على الانسجام ؟
ج3: إن الطبيعة والنفس الإنسانية تخضع للتطور والارتقاء، كما تنتقل من حال أدنى إلى حال أعلى بالتدرج ، وفي توضيح هذه العلاقة تحقيق للانسجام والتنسيق في عرض المعاني.

س4: تكررت بعض الحروف ومنها الواو وثمّ في فقرات النص ،كيف وظف الكاتب هذه الحروف في بناء النص ؟
ج4:وظفها في التدرج الموضوعاتي الذي اعتمد فيه على التفصيل والتوضيح بعرض الأسباب و النتائج.

س5:ابتعد الكاتب عن العبارات المسجعة والمنمقة. استخرج بعض العبارات من النص للدلالة على ذلك.
ج5: انظر إلى التكوين كيف بدأ من المعدن ثم النبات ثم الحيوان، فوجب من ذلك أن يكون للنفس استعداد للانسلاخ من البشرية إلى الملكية

مجمل القـول في تقديـــــر النـــــــــص

س1: ماذا تناول ابن خلدون في هذا النص؟ وما هي النتيجة التي توصل إليها ؟

ج1: تناول ابن خلدون نظرية التطور التدريجي في الطبيعة والنفس الإنسانية، وقدّم أمثلة لفهمها، واستعان بنمط من التعابير للوصول إلى مقصده ووصل إلى نتيجة وهي أن هذا التطور لا ينحصر في الأنواع النباتية والحيوانية بل يشمل النوع البشري أيضا. وأن النفس الإنسانية قادرة على الرقي إلى أعلى الدرجات بفضل ما ركب فيها من قوى عديدة ومتنوعة لتسمح لها بذلك.

س2: بم امتاز أسلوب المقدمة ؟

ج2: امتاز أسلوب المقدمة بأنه جمع بين البساطة وقوة التعبير ودقة التدليل وحسن الأداء والتناسق, وهي مثل أعلى لحسن البيان والفصاحة المرسلة .

علم التاريخ

علم التاريخ
عبد الرحمن ابن خلدون 
أتعرف على صاحب النص
ولد عبد الرحمن ابن خلدون بتونس عام 732ه/1332م و نشأ على حب العلم و تحصيله،اتصل بعلماء عصره و أخذ عنهم شتى المعارف، بقي يتقلب بين بلاد الأندلس والمغرب العربي حتى بلغ مصر، و لبث فيها ما بقي من حياته، و توفي بها 808ه/1406م,
تولى عدة مناصب منها القضاء و ترك عدة اثار أهمها: كتاب العبر...و ما يعرف الان باسم «مقدمة ابن خلدون» هو في حقيقة الأمر المقدمة و الكتاب الأول من التاريخ  ، و قد أنهى مقدمته في قلعة بني سلامة (تيارت) و يعد ابن خلدون مِؤسسا لفلسفة التاريخ و علم الاجتماع.

تقديم النص

توصل العلامة عبد الرحمن بن خلدون -في مقدمته- الى عدة نتائج اعتبرت ثورة في تاريخ المعرفة سبق بها الأوربيين بقرون ، من ذلك منهجه في كتابة التاريخ، و هذا النص نموذج من فكرة النير المبدع.

النص

اعلم ان فن التاريخ فن غزير المذهب ، جم الفوائد, شريف الغاية، اذ هو يوقفنا على أحوال الماضيين من الأمم في أخلاقهم ، و الأنبياء في سيرهم؛ حتى تتم فائدة الاقتداء في ذلك لمن يرومه في أحوال الدين و الدنيا. فهو محتاج الى مآخذ متعددة و معارف متنوعة ، و حسن نظر و تثبت يفضيان بصاحبهما الى الحق و ينكبان به عن المزلات و المغالط ؛ لأن الأخبار اذا اعتمد فيها على مجرد النقل، و لم تحكم أصول المادة و قواعد السياسة و طبيعة العمران و الأحوال في الاجتماع الإنساني ، و لا قيس الغائب منها بالشاهد ، و الحاضر بالذاهب ، فربما لم يؤمن  فيها من العثور، و مزلة القدم و الحيد عن جادة الصدق.

و كثيرا ما وقع للمؤرخين و المفسرين و أئمة النقل المغالط في الحكايات و الوقائع ، لاعتمادهم فيها على مجرد النقل غثا أو سمينا ، لم يعرضوها على أصولها ، ولا قاسوها بأشباهها ، ولا سبروها بمعيار الحكمة ، و الوقوف على طبائع الكائنات ، و تحكيم النظر و البصيرة في الأخبار. فضلوا عن الحق و تاهوا في بيداء الوهم و الغلط ؛ و لاسيما في إحصاء الأعداد من الأموال و العساكر اذا عرضت في الحكايات اذ هي مظنة الكذب و مطية الهذر ؛ و لابد من ردها الى الأصول و عرضها على القواعد.

و من الغلط الخفي في التاريخ الذهول عن تبدل الأعصار و مرور الأيام.. و ذلك أن أحوال العالم و الأمم و عوائدهم و نحلهم لا تدوم على وتيرة واحدة و منهاج مستقر، انما هو اختلاف على الأيام و الأزمنة و انتقال من حال الى حال و كما يكون ذلك في الأشخاص و الأوقات و الأمصار، فكذلك يقع في الآفاق و الأقطار و الأزمنة و الدول " سنة الله التي خلت في عباده". و قد و قد كانت في العلم أمم الفرس الأولى و السريانيون و النيط و التبابعة ... و القبط ، و كانوا على أحوال خاصة بهم في دولهم و ممالكهم و سياستهم و صنائعهم و لغاتهم و اصطلاحاتهم و سائر مشاركاتهم مع أبناء جنسهم...فتبدلت تلك الأحوال و انقلبت بها العوائد الى ما يجانسها أو يشابهها ، و الى ما يباينها أو يباعدها. ثم جاء الإسلام بدولة مضر فانقلبت تلك الأحوال أجمع انقلابة أخرى.. فربما يسمع السامع كثيرا من أخبار الماضيين و لا يتفطن لما وقع من تغير الأحوال و انقلابها، فيجربها لأول وهلة على ما عرف و يقيسها بما شهد ، و قد يكون الفرق كبيرا فيقع في مهواة الغلط.

فاذا يحتاج صاحب هذا الفن الى العلم بقواعد السياسة و طبائع الموجودات و اختلاف الأمم و البقاع و الأعصار في السير و الأخلاق و العوائد و النحل و المذاهب و سائر الأحوال ، و الإحاطة بالحاضر من ذلك ، و مماثلة ما بينه و بين الغائب من الوفاق أو بون ما بينهما من الخلاف ، وتعليل المتفق منها و المختلف، و القيام على أصول الدول و الملل و مبادئ ظهورها ،  و أسباب حدوثها و دواعي كونها و أحوال القائمين بها و أخبارهم حتى يكون مستوعبا لأسباب كل حادث ، واقفا على أصول كل خبر. و حينئذ يعرض خبر المنقول على ما عنده من القواعد و الأصول ، فان وافقها و جرى على مقتضاها كان صحيحا ، و الا زيفه و استغنى عنه.

مقدمة ابن خلدون

أثري رصيدي اللغوي

  • في معاني الألفاظ :

فن التاريخ : علم التاريخ ، يروم : يطلب ، الحيد: الانحراف ، أصولها : مصادرها ، الهذر: التكلم بالخطأ و الباطل ، سبروها : حللوها ، النحل : العقائد ، مماثلة : مقارنة ، السريانيون و النبط و التبابعة : قدامى شعوب الشرق الأوسط.   

  • في الحقل المعجمي :

ابحث عن معنى "تاريخ" و أتتبع أصل الكلمة مقارنا إياها بما كان يعرف من نشاط العرب الثقافي قديما كعلم الأنساب و الأخبار و أيام العرب.

  • في الحقل الدلالي :

استخرج من النص المصطلحات التي وظفها ابن خلدون ذات العلاقة بمنهج كتابة التاريخ.

أكتشف معطيات النص :

  • ما الموضوع التي تطرق اليه ابن خلدون في هذا النص ؟ و ما القضية العلمية التي عالجها ؟
  • - ما الفرق بين ما يدعو اليه في أمر الكتابة التاريخية و بين ما وجد عليه مؤرخي عصره ؟ ما الذي يعيبه عليهم ؟
  • لقد أشار الكاتب الى أن الغاية من التاريخ جعلت من هذا العلم ذا مكانة مرموقة عنده. ففيم تتمثل هذه الفائدة ؟ وما العلاقة بينها و بين المنهج الذي يدعو اليه ؟
  • يتميز ابن خلدون بموضوعية في المضمون و انسيابية في الأسلوب ، فتراه يعمد دائما الى الاقناع و التعليل لأحكامه، كما تراه يسترسل معتمدا على حروف الربط. مثل لهذين الحكمين من الفقرة الأولى من النص.

أناقش معطيات النص

  • كيف ترى المنهج المعتمد في النص: هل يقدم المشكل ثم يعرض الحل أم يتقدم بطرح البديل المعالج قبل تشخيص ما يعالجه ؟ علل ومثل من النص.
  • -ما رأيك في هذا المنهج الذي و ضعه ابن خلدون ؟ علل حكمك.
  • يكشف ابن خلدون في العديد من موضوعاته عن أفكاره من أول وهلة. فهل ترى أن هذا المنهج في الطرح يساعد القارئ على الفهم و الاستيعاب أم تراه يطفئ حرارة التشوق لمعرفة هذه الأفكار؟
  • لابن خلدون طريقة خاصة في عرض أحكامه النقدية من اجل اقناع المتلقي. استنبط من النص ما يترجم هذه الطريقة ، ثم بين علاقتها مع طبيعة فكر الكاتب.
  • هل ترى أن هذه الطبيعة الفكرية كانت ظاهرة يمكن تعميمها على فكر ذلك العصر ؟ ماذا تستنتج ؟

يقال ان أسلوب ابن خلدون علمي متأدب. فما المظاهر العلمية فيه ؟ و ما المظاهر الأدبية؟

  • لغة الكاتب (مفردات و تراكيب) أميل الى اللغة الحديثة منها الى لغة عصره من حيث اعتماد البساطة و السهولة. مثل لذلك ثم بين الام تعزوه؟
  • نزعة الإصلاح بارزة في النص. اذكر بعض ملامحها.

هل ترى أن نبرة الخطابة من مظاهرها؟ علل ومثل.

أحدد بناء النص

  • يعمد العلامة ابن خلدون - في عرض أفكاره – الى التعليل و التحليل و الشرح ، كما هو واضح في الفقرة الأولى ، استخرج من هذه الفقرة السياقات التي تبين ذلك.
  • هذه الطريقة في العرض هي مؤشرات لنمط معين من النصوص ،ما هو ؟ اكتشف عنه في بقية الفقرات.
  • ابحث عن مؤشرات أخرى لهذا النمط و اذكرها.
  • لماذا عمد ابن خلدون الى مثل هذا النمط من النصوص في رأيك، ؟ و ما علاقة ذلك بنزعته الإصلاحية ؟
  • اذا كان هذا النمط غالبا في النص. فهل تراه الوحيد؟ علل اجابتك مقدما أمثلة من النص؟ أتفحص الاتساق و الانسجام في النص.
  • استخرج من النص الكلمة التي تكررت بكثرة نفسها أو مردافها أو مشتقاتها. هل ساهمت هذه الكلمة في اتساق النص ؟ و ضح ذلك.
  • ساهمت أدوات الربط المنطقية – كأدوات التعليل و الجواب و التفسير- في بناء نسقية التراكيب و المعاني في ثنايا كل فقرة مما جعلها أكثر تماسكا. تحسس هذه الأدوات و تبين مدى هذه المساهمة.
  • لاحظ مدى الترابط ما بين الفقرات. هل ترى أنه تحقق بفضل العلاقات الفكرية ما بين الفقرات، أو العلاقة الفكرية بين كل فقرة بالفكرة العامة للنص ، أو بالروابط المنطقية ، أو بحروف العطف أو بمختلف هذه القرائن؟
  • هل يمكن أن نقول ان الكاتب قد بنى أفكاره ؟ علام يدل ذلك بالنسبة لشخصيته الفكرية ؟

أجمل القول في تقدير النص

النص نموذج للنثر العلمي في عصر الضعف ، جمع فيه ابن خلدون بين الدقة العلمية و الطرح الموضوعي. و تناول قضية الكتابة التاريخية معالجا أخطاء مؤرخي عصره و من قبلهم ، مقدما المنهج العلمي السليم المبني على ضرورة الإحاطة بالشروط الموضوعية التي يجب على المؤرخ الاتصاف بها ، و في مقدمتها تحليل الأخبار و الاستعانة بالمنهج الاجتماعي الذي دعا اليه.

وهذا النص ينم عن قيمة "المقدمة" ومكانة صاحبها في الفكر الإنساني ولا أدل على ذلك من قول عبد الله عنان في كتابه " ابن خلدون حياته و تراثه الفكري" ما يأتي : "لابن خلدون أسلوب خاص في العرض و التعبير، و كما أن مقدمته تمتاز بطرافة موضوعاتها ، فهي أيضا تمتاز بروعة أسلوبها الأدبي ، الذي يجمع بين البساطة و قوة التعبير و دقة التدليل، و حسن الأداء و التناسق، و اذا كانت المقدمة مثلا أعلى للتفكير الناضج و الابتكار الفائق ، فهي في نظرنا مثل أعلى لحسن البيان و الفصاحة المرسلة و العرض الشائق".