ملخص الدرس / الثالثة ثانوي/اللغة العربية/من الأدب الحديث والمعاصر/فلسطين في الشعر العربي المعاصر

نص أدبي : حالة حصار

القصيدة:

هنا، عند مُنْحَدَراتِ التلالِ، أمام الغروبِ وفُوَّهَة الوقت،

قُرْبَ بساتينَ مقطوعةِ الظلِّ،

نفعلُ ما يفعلُ السجناءُ،

وما يفعلُ العاطلونَ عنِ العمَلْ:

نُرَبِّي الأمَلْ.

بلادٌ علي أُهْبَةِ الفجر. صرنا أَقلَّ ذكاءً،

أَنَّا نُحَمْلِقُ في ساعة النصر:

لا لَيْلَ في ليلنا المتلألئ بالمدفعيَّة.

أَعداؤنا يسهرون وأَعداؤنا يُشْعِلون لنا النورَ

في حلكة الأَقبية.

هنا، بعد أَشعار أَيّوبَ لم ننتظر أَحداً

سيمتدُّ هذا الحصارُ إلي أن نعلِّم أَعداءنا

نماذجَ من شِعْرنا الجاهليّ.

أَلسماءُ رصاصيّةٌ في الضُحى

بُرْتقاليَّةٌ في الليالي. وأَمَّا القلوبُ

فظلَّتْ حياديَّةً مثلَ ورد السياجْ.

هنا، لا أَنا

هنا، يتذكَّرُ آدَمُ صَلْصَالَهُ

يقولُ على حافَّة الموت:

لم يَبْقَ بي مَوْطِئٌ للخسارةِ:

حُرٌّ أَنا قرب حريتي. وغدي في يدي.

سوف أَدخُلُ عمَّا قليلٍ حياتي،

وأولَدُ حُرّاً بلا أَبَوَيْن،

وأختارُ لاسمي حروفاً من اللازوردْ

في الحصار، تكونُ الحياةُ هِيَ الوقتُ

بين تذكُّرِ أَوَّلها.

ونسيانِ آخرِها.

هنا، عند مُرْتَفَعات الدُخان، على دَرَج البيت،

لا وَقْتَ للوقت.

نفعلُ ما يفعلُ الصاعدون إلى الله:

ننسي الأَلمْ.

الألمْ

هُوَ: أن لا تعلِّق سيِّدةُ البيت حَبْلَ الغسيل

صباحاً، وأنْ تكتفي بنظافة هذا العَلَمْ.

لا صدىً هوميريٌّ لشيءٍ هنا.

فالأساطيرُ تطرق أبوابنا حين نحتاجها.

لا صدىً هوميريّ لشيء. هنا جنرالٌ

يُنَقِّبُ عن دَوْلَةٍ نائمةْ

تحت أَنقاض طُرْوَادَةَ القادمةْ

يقيسُ الجنودُ المسافةَ بين الوجود وبين العَدَمْ

بمنظار دبّابةٍ…

نقيسُ المسافَةَ ما بين أَجسادنا والقذائفِ بالحاسّة السادسةْ.

أَيُّها الواقفون على العَتَبات ادخُلُوا،

واشربوا معنا القهوةَ العربيَّةَ

فقد تشعرون بأنكمُ بَشَرٌ مثلنا.

أَيها الواقفون على عتبات البيوت!

اُخرجوا من صباحاتنا،

نطمئنَّ إلى أَننا

بَشَرٌ مثلكُمْ!

نَجِدُ الوقتَ للتسليةْ:

نلعبُ النردَ، أَو نَتَصَفّح أَخبارَنا

في جرائدِ أَمسِ الجريحِ،

ونقرأ زاويةَ الحظِّ: في عامِ

أَلفينِ واثنينِ تبتسمُ الكاميرا

لمواليدِ بُرْجِ الحصار.

ليس موعدُنا اليومَ، فلتبتعدْ

وتعالَ غداً !

أُفكِّر، من دون جدوى:

بماذا يُفَكِّر مَنْ هُوَ مثلي، هُنَاكَ

على قمَّة التلّ، منذ ثلاثةِ آلافِ عامٍ،

وفي هذه اللحظة العابرةْ؟

فتوجعنُي الخاطرةْ

وتنتعشُ الذاكرةْ

عندما تختفي الطائراتُ تطيرُ الحماماتُ،

بيضاءَ بيضاءَ، تغسِلُ خَدَّ السماء

بأجنحةٍ حُرَّةٍ، تستعيدُ البهاءَ وملكيَّةَ

الجوِّ واللَهْو. أَعلى وأَعلى تطيرُ

الحماماتُ، بيضاءَ بيضاءَ. ليت السماءَ

حقيقيّةٌ قال لي رَجَلٌ عابرٌ بين قنبلتين

الوميضُ، البصيرةُ، والبرقُ

قَيْدَ التَشَابُهِ…

عمَّا قليلٍ سأعرفُ إن كان هذا

هو الوحيُ…

أوَ يعرفُ الأصدقاءُ الحميمون أنَّ القصيدةَ

مَرَّتْ، وأَوْدَتْ بشاعرها

بملعَقةِ الشايِ أَو بفخِاخ الطيور!

يحاصرني في المنامِ كلامي

كلامي الذي لم أَقُلْهُ،

ويكتبني ثم يتركني باحثاً عن بقايا منامي

شَجَرُ السرو، خلف الجنود، مآذنُ تحمي

السماءَ من الانحدار. وخلف سياج الحديد

جنودٌ يبولون ـ تحت حراسة دبَّابة ـ

والنهارُ الخريفيُّ يُكْملُ نُزْهَتَهُ الذهبيَّةَ في

شارعٍ واسعٍ كالكنيسةِ بعد صلاة الأَحد…

نحبُّ الحياةَ غداً

عندما يَصِلُ الغَدُ سوف نحبُّ الحياة

كما هي، عاديّةً ماكرةْ

رماديّة أَو مُلوَّنةً.. لا قيامةَ فيها ولا آخِرَةْ

وإن كان لا بُدَّ من فَرَحٍ

فليكن

خفيفاً على القلب والخاصرةْ

فلا يُلْدَغُ المُؤْمنُ المتمرِّنُ

من فَرَحٍ .. مَرَّتَينْ!

قال لي كاتبٌ ساخرٌ:

لو عرفتُ النهاية، منذ البدايةَ،

لم يَبْقَ لي عَمَلٌ في اللٌّغَةْ

إلي قاتلٍ: لو تأمَّلْتَ وَجْهَ الضحيّةْ

وفكَّرتَ، كُنْتَ تذكَّرْتَ أُمَّك في غُرْفَةِ

الغازِ، كُنْتَ تحرَّرتَ من حكمة البندقيَّةْ

وغيَّرتَ رأيك: ما هكذا تُسْتَعادُ الهُويَّةْ

إلى قاتلٍ آخر: لو تَرَكْتَ الجنينَ ثلاثين يوماً،

هُوَ: أن لا تعلِّق سيِّدةُ البيت حَبْلَ الغسيل

هنا، يتذكَّرُ آدَمُ صَلْصَالَهُ

التعرف على الشاعر:

محمود درويش شاعر فلسطيني ولد عام 1941م في قرية البروة ( عكا )

واصل دراسته الثانوية في كفر ياسين . عمل في الصحافة في العديد من البلدان العربية , حصل على عدة جوائز وأوسمة عربية وعالمية , ترجمت أعماله إلى أهم اللغات الحية . من دواوينه : عاشق من فلسطين , حصار لمدائح البحر . توفي في 09 أوت 2008

إثراء الرصيد اللغوي:

هوميري: نسبة إلى الشاعر الإغريقي هوميروس صاحب الإلياذة

طروادة: مدينة تركية اشتبك فيها أهلها مع اليونان

في الحقل المعجمي:

الألفاظ التي تصب في المفاهيم الاجتماعية( نفعل ما يفعل السجناء/ العاطلون عن العمل/ تعلق سيدة البيت حبل الغسيل صباحا)

العبارات الأولى دلالة على معاناة المجتمع ، والثانية معاناة المرأة في بيتها.

في الحقل الدلالي:

الخاطرة: ما يخطر بالقلب من أمر هي القلب أو النفس ج : خواطر

اكتشاف المعطيات ومناقشتها:

يوحي عنوان القصيدة بأن الفلسطينيين يعيشون في حالة حصار من طرف الإسرائيليين واعتقال جماعي .

نعم له صدى داخل النص  في قوله : ـ سيمتد هذا الحصار إلى .....

في الحصار , تكون الحياة هي الوقت ـ أيها الواقفون على العتبات...

لمواليد برج الحصار ...

اعتبر الشاعر " الأمل في النصر ميزة "  في قوله : ـ نربي الأمل / حر أنا قرب حريتي / وغدي في يدي / سوف أدخل عما قليل حياتي/ وأولد حرا بلا أبوين .

رأيي : الأمل هو سر الحياة , فالشاعر يدرك أن الشعب الفلسطيني لا يستطيع  أخذ حريته الآن , ولكن يستطيع أخذها في المستقبل , لأنه لا حياة مع اليأس , ولا يأس مع الحياة .

وظف الشاعر شخص " آدم " في النص للدلالة على ارتباط الشعب الفلسطيني بأرضه , وذلك إشارة إلى أن الشعب الفلسطيني لا هوية له إلا الهوية الفلسطينية .

الرموز الأخرى التي وظفها هي :

أيوب :الذي يرمز للمعاناة والصبر والثقة في نصر الله له .

ووظف رمزا آخر هو: " طروادة " ودلالته أن العدو الإسرائيلي قد خدع الشعب الفلسطيني واستولى على أرضه .

الشاعر ـ رغم الموقف الصعب ـ من محبي السلم ودعاته ، من خلال هذا المقطع :

ـ أيها الواقفون على العتبات ادخلوا

ـ واشربوا معنا القهوة العربية

ـ وهو متشائم من جنوح الخصم إلى السلم , وذلك في قوله :

ـ كلما جاءني الأمس قلت له

ـ ليس موعدنا اليوم ،فلتبتعد

ـ الهدف الذي يرمي إليه الشاعر من النص هو أن يتعايش الشعبان الفلسطيني والإسرائيلي  في أمن وسلام .

أبرز الشاعر في هذه الأبيات المعاناة التي يعيشها المواطن الفلسطيني،وهي حالة حصار تامة، تشبه حالة السجناء والعاطلين عن العمل. الفرد لا يحظى فيها بأدنى الحقوق الوطنية. وقد وصلت الحالة إلى حد أن ليله لا يشبه الليل ونهاره لا يشبه النهار.

الشاعر ينزع نزعة إلى السلم والتعايش مع الآخر في عدل ومساواة ، لهذا فهو يدعو هذا المحتل الواقف على العتبات إلى الاعتراف بحقوق الفلسطينيين المضطهدين ويخرج من حياتهم.

حشد الكثير من العبارات الدالة على الاضطهاد ومنها: لا ليل في ليلنا المتلألئ بالمدفعية، أعداؤنا يشعلون لنا النور في حلكة الأقبيةـ يقيس الجنود المسافة بين الوجود والعدم، بمنظار دبابة، ...

ويوحي عنوان القصيدة بالاضطهاد ومعاناة الفلسطيني( نفعل ما يفعل السجناء....) و درويش هنا يريد حقوق الفلسطيني في الحرية والحياة الكريمة ولكن بالتعايش مع الآخر في عدل ومساواة.

الشاعر جد كئيب لأن المعاناة أزلية فمسحة الحزن والأسى بادية في كل العبارات ( بم يفكر من هو مثلي. منذ ثلاثة آلاف عام.)

الجديد في النص هو شعر التفعيلة ، وتوظيف الرمز ( آدم في النص للتأكيد على أنه يحمل مشاعر إنسانية سامية، ويشترك مع بني الإنسانية في آدميته، / أيوب: يرمز من خلاله إلى الفلسطيني الذي تعرض لما لا يطاق من الابتلاء والمعاناة)

والفائدة من اللجوء إلى الرمز هنا هو إثراء المعارف واختصار التعبير وتعميق الفكرة.

تحديد بناء النص وتفحص الانسجام والاتساق:

الصفات التي نعت بها الشاعر المحتل هي أنه لا ينام وهو دائم التخطيط لتهويد الأراضي الفلسطينية , كما أنه يراقب كل شيء , ولا يترك أحدا يتحرك بحرية , تحت حراسة الدبابات , ويعتقد أنه ليس من طينة البشر " شعب الله المختار "

نعم عبر الشاعر بقوة عن القضية الفلسطينية .

التوضيح بالمعاني : أعداؤنا يسهرون ـ اشربوا معنا القهوة العربية

التوضيح بالبيان : نربي الأمل ـ بلاد على أهبة الفجر ـ الأساطير تطرق أبوابنا .

اعتمد الشاعر وصف الأحوال . من ذلك :

هنا ،عند منحدرات التلال ، أمام الغروب

وفوهة الوقت

قرب بساتين مقطوعة الظل

نفعل ما بفعل السجناء

النمط الغالب على النص هو النمط  الوصفي ، والدليل على ذلك :

أنه منحنا إمكانية تصور حالة الحصار التي يعيشها الشعب الفلسطيني داخل فلسطين المحتلة

دلالة انطلاق الشاعر من ضمير " نحن " في التعبير عن مأساة فلسطين , أن الشاعر واحد من أبناء فلسطين , وهو يشعر بما يشعر به كل فلسطيني .

لا أرى علاقة دلالية بين مقاطع هذه القصيدة ، وذلك لأن هذه النص هو عبارة عن " خواطر " : هنا عند منحدرات التلال ـ هنا بعد أشعار "أيوب"

هنا لا أنا ..... وهكذا يمكن تقديم أي مقطع على الآخر دون أن يختل المعنى

ـ المعاني التي أفادتها " في " : الظرفية الزمانية ـ الظرفية المكانية

ـ المعاني التي أفادتها " على " : الاستعلاء المجازي ـ الظرفية المكانية

الاستعلاء الحقيقي

ـ  تدل الجملة الاسمية على الدوام والثبوت , وتدل الجملة الفعلية على التجدد

ـ المثال عن الجملة الاسمية : أعداؤنا يسهرون , أفادت أن العدو الإسرائيلي دائم السهر والمراقبة .

ـ المثال عن الجملة الفعلية : سوف أدخل عما قليل حياتي " فيه تجدد وحركة"

ـ استخدم الرمز للتعبير عن التجربة ولتصوير المعانات واستعان بالتشبيهات مثل( وأما القلوب فظلت حيادية مثل ورد السياج/) والاستعارة في ( لا ليل في ليلنا المتلألئ بالمدفعية) فقد استعار المدفعية بدلا من النجوم ليقرب القارئ من حالة معاناة الفلسطيني

استخدم الشاعر النعوت بكثرة مثل: ( هوميري ـ الحاسة السادسة ـ اللحظة العابرة ...) وهذا لإثبات المعاني وتأكيدها وكذلك خدمة للنمط فهو في حالة وصف لمعاناة الفلسطيني في سجن الحصار.

النمط الغالب هو الوصفي وخدمه السردي وكذلك الحواري في المقطع الأخير / المؤشرات.

ومن مظاهر الاتساق والانسجام انطلاق الشاعر من الضمير الجمعي( نفعل ما يفعل السجناء) وهذا للتعبير عن الوحدة والاشتراك في المعاناة ولتأكيد روح الانتماء . واعتمد على المتكلم وهو الشاعر والمخاطب وهو الكيان الصهيوني والكل يجسد التجربة وكذالك حروف الجر التي تعددت ( في ، على ، عن) ففي دلت على الظرفية في ( نحملق في ساعة الصفر) على دلت على الظرفية في ( الواقفون على عتبات البيوت / الأسماء الموصولة ( ما نفعل ما يفعل السجناء...)

أدوات الشرط( كلّما ،) التكرار ( هنا / نفعل ما يفعل...)
مجمل القول في تقدير النص:
درويش شاعر ثوري صاحب انفعالات وجدانية يخاطب برمزية معبرة ، كثيرا ما يعبر عن الألم والمعاناة جسد بقوة روح الانتماء وينزع النزعة الوطنية والقومية
ومن القيم الواردة في النص:
القيمة السياسية: صراع الفلسطيني من أجل الحرية / نزوع الشاعر إلى التعايش مع الآخر في عدل وسلم
القيمة الاجتماعية: معاناة المجتمع الفلسطيني فهو كالعاطل والسجين في داره ووطنه / المرأة في بيتها
القيمة الفنية : خصائص شعر التفعيلة ومظاهر التجديد في القصيدة العربية ك:
التحرر من قيد الوزن والقافية والروي/ استخدام الرمز / الإيحاء في اللفظة / التدفق العاطفي وصدق الشعور / استمداد الموضوعات من الواقع المعيشي/ الالتزام / التكرار/ سهولة اللغة ...

ـ جسد الشاعر في نصه النزعة الوطنية ,  

ـ أبرز قيمة في النص هي القيمة السياسية

ـ ينزع الشاعر إلى السلم والتعايش مع الآخر في عدل ومساواة

ـ نعم هناك قيمة أخرى , هي القيمة الاجتماعية , التي تمثلت في تصوير معاناة المجتمع اليومية , معاناة الإنسان في الشارع , ومعاناة المرأة في بيتها

ـ يبدو الشاعر كئيبا , نتيجة معانة شعبه الفلسطيني

مجمل القول في تقدير النص:

درويش شاعر ثوري صاحب انفعالات وجدانية يخاطب برمزية معبرة ، كثيرا ما يعبر عن الألم والمعاناة جسد بقوة روح الانتماء وينزع النزعة الوطنية والقومية

ومن القيم الواردة في النص:

القيمة السياسية: صراع الفلسطيني من أجل الحرية / نزوع الشاعر إلى التعايش مع الآخر في عدل وسلم

القيمة الاجتماعية: معاناة المجتمع الفلسطيني فهو كالعاطل والسجين في داره ووطنه / المرأة في بيتها

القيمة الفنية : خصائص شعر التفعيلة ومظاهر التجديد في القصيدة العربية ك:

التحرر من قيد الوزن والقافية والروي/ استخدام الرمز / الإيحاء في اللفظة / التدفق العاطفي وصدق الشعور / استمداد الموضوعات من الواقع المعيشي/ الالتزام / التكرار/ سهولة اللغة ...

جسد الشاعر في نصه النزعة الوطنية ,  

أبرز قيمة في النص هي القيمة السياسية

ينزع الشاعر إلى السلم والتعايش مع الآخر في عدل ومساواة

نعم هناك قيمة أخرى , هي القيمة الاجتماعية , التي تمثلت في تصوير معاناة المجتمع اليومية , معاناة الإنسان في الشارع , ومعاناة المرأة في بيتها

يبدو الشاعر كئيبا , نتيجة معانة شعبه الفلسطيني

مطالعة موجهة : إشكالية التعبير في الأدب الجزائري

النص: 

تعتبر العملية الأدبية في الجزائر تجربة فريدة في تاريخ الآداب القومية المعاصرة. إنها بتطورها السريع و بتكاملها قد سبقت التطورات الاجتماعية المعاصرة. إنها حبلى بالآفاق الزاخرة، تنفتح أمام الجزائر فيما لو قيض لها أن تحافظ على انتصارات الثورة، بل و أن تعمل على استمراريتها . وإذا كان الحديث يدور عن أدب باللغة العربة أو أدب باللغة الفرنسية أو باللغة البربرية، فلا يعني ذلك أن هناك آدابا منفصلة تتكلم بهذه اللغات بل إن الأدب الجزائریکن وحدة متكاملة ساعدت فئات الشعب المختلفة على خلقه كما فرضت عليه الظروف الموضوعية الخاصة أن يستخدم كأداة للتعبير هذه اللغة أو تلك. إن الظروف التي ساعدت على تطوير هذا الأدب في فترة ما بين الحربين العالميتين وفترة ما بعد الحرب هي نفس تلك الظروف التي فرضت عليه أن يستخدم في فترة من فترات تطوره لغة العدو . يقول محمد ديب : " إن كل قوى الخلق و الإبداع لكتابنا و فنانينا بوقوفها في خدمة إخوانهم المظلومين تجعل من الثقافة سلاحا من أسلحة المعركة ... و لأسباب عديدة، فإني ککاتب کان همي الأول هو أن أضم صوتي إلى صوت المجموع منذ أول قصة كتبتها " .. فالأدب الجزائري الذي اتخذ اللغة الفرنسية أداة تعبير له هو أدب وطني قومي، طالما أنه أراد أن يكون سلاحا من أسلحة المعركة، فقد استمد منها قوته وطاقته بل هو جزء من تاريخها .و الكاتب حين يستخدم الغة كأداة للتعبير الأدبي فإنه لا يختارها بقدر ما هي مفروضة عليه أن يستعملها طالما أنها جزء لا يتجزأ من شخصيته نفسها. فالكتاب الجزائريون كتبوا بتلك اللغة التي أصبحت جزءا من شخصيتهم نتيجة ظروف تاريخية معينة، ولكن أمامنا سؤال : أهذا الأدب الجزائري الذي اتخذ اللغة الفرنسية أداة تعبير أدب، هو أدب جزائري قومی؟. الإجابة على هذا السؤال واضحة تماما .لقد استطاع الجزائريون أن يجعلوا منها لغة تساعدهم على التعبير عن قيمهم و أفكارهم و تقاليدهم. و بدلا من أن تسلب منهم شخصيتهم وقيمهم كما أرادت فرنسا ذلك، وبدلا من أن تكون أداة لتشويه تلك القيم والتقاليد، أصبحت لهم لغة قادرة على التعبير عن تلك الشخصية الجزائرية و عن تلك القيم الجزائرية و التقاليد الجزائرية نفسها . و بالتالي لم تجرد الجزائريين من شخصيتهم بل كانت عاملا من العوامل التي ساعدتهم على فرض أنفسهم و قيمهم و تقاليدهم. تقول آسيا جبار وهي كاتبة جزائرية تكتب باللغة الفرنسية :» إنها عندما تريد أن تعبر عن أحاسيس أو عن حياة و عادات امرأة جزائرية مثلا، تجد نفسها أمام مشكلة ترجمة عواطفها و أفكارها العربية باللغة الفرنسية، وإن هناك شيئا ما ينقص الصورة مع ذلك « . أما مالك حداد وهو كاتب و شاعر کتب باللغة الفرنسية فإنه يعر عن استخدامه اللغة الفرنسية بأنها مأساة بالنسبة له. "أنا الذي أغتي باللغة الفرنسية، أنا الشاعر، يا صديقي، يجب أن تفهمني جيدا إذا ما كانت لغتي تثيرك. لقد أراد الاستعمار ذلك. لقد أراد الاستعمار أن يكون عندي هذا النقص، ألا أستطيع أن أعبر بلغتی ." و بعبارة أخرى تتلخص المشكلة في شعور الكاتب الجزائري الذي يكتب بهذه اللغة بمكانه في تلك المعركة . أين يقف ؟ أيقف هو حقا إلى جانب شعبه ؟ أيشعر بمشاكل ذلك الشعب ؟ هل يجد الشعب صدي لمشاكله في نتاج ذلك الكاتب ؟ هل أسهم هذا الكاتب في معركة التحرير؟ وهل يسهم في معركة البناء ؟ الإجابة على هذه الأسئلة كلها تضع حلا لهذه المشكلة و تحدد أبعادها. الأدب الجزائري المعاصر ( بتصرف).

سعاد محمد خضر 

 

 

 

اكتشـــاف معطيـــات النـــص:

طرحت الكاتبة قضية الكتابة الأدبية في الجزائر .

وطبيعة هذه القضية هو الصراع بين رأيين هما :

1) : إن الكتابة باللغة الفرنسية في الأدب الجزائري تعتبر أدبا وطنيا .

2) : ورأي لا يعترف إلا باللغة العربية

نظرتها إلى هذه القضية :الأدب الجزائري الذي اتخذ اللغة الفرنسية أداة تعبير له هو أدب وطني قومي , طالما أنه أراد أن يكون سلاحا من أسلحة المعركة ، فقد استمد منها قوته ، وطاقته ، بل هو جزء من تاريخها .

أهم الأفكار الواردة في النص :

1) تفرد العملية الأدبية في الجزائر ( تعتبر .......... استمراريتها )

2) وحدة الأدب الجزائري ( وإذا .................. العدو )

3) وطنية محمد ديب ( يقول محمد ديب .......... تاريخها )

4) أسباب الكتابة باللغة الفرنسية ( والكاتب ......... بلغتي )

5) تساؤلات الناقدة ( وبعبارة ............ أبعادها )

يقف الكاتب الذي يكتب بهذه اللغة إلى جانب الشعب الجزائري , ويشعر بمشاكله , وهو يجد صدى لمشاكله في نتاج ذلك الكاتب , الذي أسهم في معركة التحرير , والذي هو يسهم في معركة البناء 

 

 

 

 

مناقشة معطيـــات النــــص:

 ينتمي النص إلى فن المقال النقدي الذي موضوعه( الشعر والنثر )

من خصائصه : 1) تقديم الموضوع 2) عرضه 3) الخاتمة ( تساؤلات )

وقد تميز بتناوله قضية الإبداع باللغة الفرنسية , ومدي تعبيره عن المجتمع الجزائري , وكذا مساهمته في معركة التحرير و معركة البناء

ـ وضع هيكلة فكرية للنص :

ـ تميز العملية الأدبية في الجزائر

ـ واحدية الأدب الجزائري

ـ علاقة اللغة بشخصية المبدع

ـ تسخير اللغة الفرنسية لخدمة أهداف الشعب الجزائري

ـ أوافق الكاتبة في طرحها , لأن الكتاب الجزائريين الذين كتبوا باللغة الفرنسية عبروا عن قضايا اجتماعية يعاني منها المجتمع الجزائري , وكذلك عبروا عن تطلعات شعبهم السياسية فدعوا إلى استقلال الوطن , ومن هؤلاء الكتاب مولود فرعون في قصة " ابن الفقير " ومحمد ديب في ثلاثيته , وكاتب ياسين في " نجمة " وعبد الحميد بن هدوقة في " نهاية الأمس ".

 

 

 

 

 

 

استثمار موارد النص

النمط المعتمد هو النمط التفسيري " الشارح "

خصائصه : يقدم معلومات غير معروفة لدى القارئ , ويقوم بتوسيعها

وعرض أسبابها ونتائجها .

نعم تميز النص بالاتساق والانسجام , لأنها قدمته  مجملا ثم بدأت تفصله مستعينة في ذلك بأدوات الربط المختلفة حروف الجر ( في , ب , على ، عن ....) أدوات التوكيد ( إن , قد ) وحروف العطف ( بل , أو ..)

أدوات الربط المنطقي ( إذا ... فلا يعني )

 

 

 

نص تواصلي : فلسطين في الشعر الجزائري

 

النص:

حين وقعت معركة يونيو 1967 وخسرناها، كنا كمن لطم على وجهه بغتة دون أن يعمل حسابا لهذه اللطمة، وأعقب هذا الوضع فترة شعر فيها العرب باضطراب وتخلخل في شتى القيم التي آمنوا بها ورددوها طويلا.

ولقد أحس الشعراء والأدباء بالكارثة أكثر من غيرهم، وأصبح الأديب العربي يعيش في حيرة مما وقع - بحكم إحساسه المرهف - وهزت الهزيمة وجدانه وعقله، فأصبح لا يدري على وجه التحديد ماذا يقول وماذا يفعل ؟ وعلى من يصب غضبه وسخطه ؟ لمن يوجه اللوم والاتهام ؟ وقد يتساءل أحيانا : وما جدوى ذلك كله ؟.

لم يكن يدري، هل يثور على نفسه أم يثور على الآخرين ؟ هل يتكلم أم يصمت؟ هل الذي وقع شيء كان لابد له أن يقع ..أم أنه مصادفة من المصادفات التي لا نجد لها تعليلا أو تسويغا ...؟

وكان لابد أن تتباين المواقف في مثل هذا الوضع، فمن الأدباء من زعزعت النكسة إيمانه فكفر بكل شيء وانطلق لاعنا ساخطا، ومنهم من استبد به اليأس فصمت صمتا بليغا معبرا عن حالته وحالة المجتمع العربي المضطربة، وهناك من أخذ يتأمل ويدرس محاولا أن يخرج من النكسة بدرس أو عبرة، وهنالك أخيرا من صهرته التجربة الجديدة فدفعته إلى مواكبة النضال والدفاع عن قيم الإنسان  

العربي وآماله في البقاء والحرية مهما حدث ومهما كانت الأسباب والظروف .وبكلمة موجزة كان الأديب العربي في أزمة طاحنة.. .

وقد كان ظهور المقاومة الفلسطينية عاملا قويا ساعد على وضوح الرؤية بالنسبة للأديب - شاعرا أو قصاصا - وساعد المثقف العربي عامة على أن ينظر إلى المستقبل نظرة متفائلة.

ولم يشد عن هذا أدباء الجزائر وشعراؤها، فقد فوجئوا بالكارثة وأحسوا بها إحساسا عنيفاء وهزت نفوسهم هزا بالغ القوة فسرت في قصائدهم روح جديدة شحنتها بقوة الانفعال والثورة ...وفرق كبير مثلا بين أبيات" محمد العيد" قبل النكسة: 

فلسطين العزيزة لا تراعي     فعين الله راصدة تراعی

 وخلفك من بني عدنان جند      كثير العد يزأر كالسباع

 فرق بين هذا الأسلوب الهادي التقريري، وبين أسلوب" خمار "بعد النكسة الذي يؤكد بأن الهزيمة لن تؤثر على تصميم العرب على استرجاع فلسطين وعلى الانتصار:

 لن نرضى عارا جديدا في فلسطين السليبة. 

لا .. لن يداس المسجد الأقصى وأرڈننا الحبيبة.

وثری دمشق، معاقل الأبطال، جبهتنا المهيبة. 

كالسيل تقتحم الجحیم، کتیبة تتلو كتيبة. 

ومن المحيط إلى الخليج ...دماؤنا حمم رهيبة. 

أرواحنا، إن لم نعش للنصر، ندفعها ضريبة.

إنه الفرق بين القضية حين كانت باردة تحت ركام من الجليد، وبينها حين قامت المعركة في الشرق العربي وتفجرت الثورة في كل مكان. فالشعراء الجزائريون خاضوا المعركة بأقلامهم دون يأس ودون فقدان في الأمل، وكانوا يحثون الشعب الجزائري على أن يخوض الحرب جنبا إلى جنب مع إخوته العرب.

إن هذه المعاني الجديدة استحدثت في الشعر الجزائري بعد النكسة لأنها شيء جديد في حياة العرب، لم يحدث لهم في تاريخهم القديم والحديث ...ومن ثمة لابد أن تتغير المعاني والصيغ أيضا.

وإحساس الشاعر الملتهب المتفجر حماسا هو الذي دفعه إلى هذا التحدي العنيد، حتى الأقدار التي قد تتعاون مع العدو على إخضاع العرب، يتحداها ويقسم بأن أعلام العرب سترتفع مثلما ارتفعت في الماضي.

وبعض الشعراء لم يكتفوا بالحديث عن حاضر قضية فلسطين التي هي سبب ما حدث للعرب بعد نكسة يونيو، وإنما رجع إلى الماضي يصور المؤامرة من بدايتها ويعيدها إلى الأذهان، ويربط بينها وبين الواقع اليوم محاولا بذلك أن يحسم صورة النكبة اليدفع الناس إلى الوعي بأبعادها ماضيا وحاضرا، وهذا ما فعله الشاعر صالح خباشة" حيث يبدأ من لحظة التقسيم: 

" قسموا فلسطين الأبية واستباحوا المقدسا. 

نهبوا الديار وخربوها فوق أشلاء النسا…

 كم من وليد مستغیث القموه مسدسا. 

كم من مصون العرض أصبح بالطغام مدنسا.

والشعراء، في قصائدهم لا يتحدثون عن فلسطين كأجانب، أو كمن ينظر إليها من بعيد يشارك بوجدانه وعواطفه، وإنما يتحدث عن فلسطين كواحد من أبنائها، يذكر أنها أرضه وأن صرخة" فتح" صرخته، لأن المعركة للجميع .

 عبد الله الركيبي

الفكرة العامة:دور الشعراء الجزائريين في معالجة القضية الفلسطينية

كتب عبد الله الركيبي هذا النص حتى يثير إلى اهتمام الأدباء الجزائريين بالقضية الفلسطينية و بقضايا الأمة العربية الإسلامية فهم لا يعيشون بمنأى عما يحدث فيها فالتزام الأدباء الجزائريين لا يعني البقاء في حدود الجزائر لمعالجة مشاكل الوطن فهم أدباء متفتحون على العالم بأسره يعالجون المآسي أينما وجدت.

أبدع الشعراء الجزائريون في الحديث عن القضية الفلسطينية لسببين: الأول هو أنها قضية عادلة قضية إحقاق حق و الثاني أن معاناة الفلسطينيين واكبها الجزائريون إبان الاستعمار الفرنسي للجزائر.

نمط النص إخباري لأن الكاتب يطلعنا على ردة فعل العرب عموما و الجزائريين خصوصا إثر نكبة 1967.

 

 

 

 

اكتشاف معطيات النص:

صور الكاتب وقع معركة يونيو ونتائجها على الأدباء العرب كمن لطم على وجهه بغتة دون أ يعمل حسابا لهذه اللطمة .

أصبح الأديب العربي لا يدري على وجه التحديد ماذا يقول وماذا يفعل ؟

مواقفهم المتباينة واحدا واحدا :

من الأدباء من زعزعت النكسة إيمانه فكفر بكل شيء وانطلق لاعنا ساخطا ـ ومنهم من استبد به اليأس فصمت صمتا بليغا معبرا عن حالته وحالة المجتمع العربي المضطربة .

وهناك من أخذ يتأمل ويدرس محاولا أن يخرج من النكسة بدرس أو عبرة

وهناك أخيرا من صهرته التجربة الجديدة فدفعته إلى مواكبة النضال والدفاع عن قيم الإنسان العربي وآماله في البقاء والحرية مهما حدث ومهما كانت الأسباب والظروف .

كان ظهور المقاومة الفلسطينية عاملا قويا ساعد على وضوح الرؤية بالنسبة للأديب ـ شاعرا أو قصاصا ـ

الشعراء الجزائريون خاضوا المعركة بأقلامهم دون يأس ودون فقدان في الأمل وكانوا يحثون الشعب الجزائري على أن يخوض الحرب جنبا إلي جنب مع إخوانه العرب

 

مناقشة معطيات النص:

نعم تستحق القضية الفلسطينية كل هذا الاهتمام , لأن كل شاعر نظر إلى فلسطين على أنها أرضه وأن صرخة " فتح " هي صرخته .

أكثر ردود الأفعال الصادرة عن الأدباء إيجابية في نظري هو تحدي الأقدار التي قد تتعاون مع العدو على إخضاع العرب والقسم بأن أعلام العرب سترفع مثلما ارتفعت في الماضي .

وجه الشعراء الرأي العام إلى  عدم الاكتفاء بالحديث  عن الحاضر , وإنما الرجوع إلى الماضي لتصوير المؤامرة من بدايتها وإعادتها إلى الأذهان والربط بينها وبين الواقع اليوم , حتى يدفع الناس إلى الوعي بأبعادها ماضيا وحاضرا .

ركز الكاتب في أمثلته على الشعراء الجزائريين لأن الجزائر تعرضت للاحتلال الفرنسي الاستيطاني كما تعرضت فلسطين للاحتلال الصهيوني الاستيطاني .

أجد النص الأدبي المتعلق بهذه القضية أقوى تعبيرا لأنه صادر ن أحد أبناء فلسطين الذين عانوا مصائب الاحتلال ثم هو الأقرب إلى زماننا .

 

الاستخلاص و التسجيل:

ـ الفكرة العامة للنص : فلسطين  قضية العرب

ـ ما دفع الكاتب إلى كتابة هذا النص هو إيمانه بوحدة الجرح العربي

ـ الأبيات التي أراها مجسدة بدقة شعور الشاعر الجزائري تجاه فلسطين هي

لن نرضى عارا جديدا في فلسطين السليبة

لا .. لن يداس المسجد الأقصى وأردننا الحبيبة

وثرى دمشق معاقل الأبطال جبهتنا المهيبة

كالسيل نقتحم الجحيم كتيبة تتلو كتيبة

 

 

 

الإلتزام في الشعر

* الإلتزام هو مشاركة الشاعر أو الأديب الناس همومهم و آلامهم و مواقفهم الإجتماعية و الوطنية .

* تجسيد الإلتزام في القضية الفلسطينية و أهم شعرائها (درويش - نزار - سميح القاسم - مفدي زكريا - الشابي ) كما تجسد في القضية الجزائرية أهم شعرائها مفدي زكريا و سليمان العبسي و محمد العيد آل خليفة و نزار و نازك .

* خصائص شعر الإلتزام : 

- قوة العاطفة و صدقها .

- تصوير معاناة الشعب . 

- استعمال الرمز بكثافة .